وتقول هذا السحور يعني نفس الاكل ومثله الوضوء والوجور والسعود. فالوضوء الماء الذي يتوضأ به. والوضوء نفس فعل الوضوء فقال فان في السحور بركة ففي هذا الحديث دليل على مشروعية مشروعية السحور بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اجمعين نقل المصنف رحمه الله في باب فضل السحور وتأخيره ما لم يخشى طلوع طلوع الفجر عن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسحروا فان في السحور بركة متفق عليه عن زيد ابن ثابت رضي الله عنه قال تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قمنا الى الصلاة قيل كم كان بينهما؟ قال قدر خمسين اية متفق عليه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان رسول الله كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنان بلال وابن وابن ام مكتوم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن ام مكتوم قال ولم يكن بينهما الا ان ينزلا هذا ويرقى هذا متفق عليه وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فصل ما بين صيامنا وصيام اهل الكتاب اكلة السحر. رواه مسلم بسم الله الرحمن الرحيم هذه الاحاديث التي ساقها الحافظ النووي رحمه الله فيما يتعلق باداب الصيام فان الصيام له اداب واجبة. وله اداب مستحبة الاداب الواجبة هي ان يحفظ الصائم صومه من النواقض والنواقص. يعني مما يفسده ومما ينقص اجره. وسيأتي الكلام عليها وهناك اداب مستحبة ينبغي بل يستحب للصائم ان يأتي بها وان يراعيها ومنها السحور ولهذا قال عن انس ابن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تسحروا فان في السحور بركة. هذا امر بالتسحر وهو الاكل في اخر الليل. قال فان في السحور ويجوز في السحور لان ما كان على وزن فعول ان كان بالفتح فهو للالة وان كان بالظن فهو للفعل. فتقول مثلا هذا سحور. يعني الطعام الذي يؤكل امتثالا لامر النبي صلى الله عليه وسلم. وتأسيا به عليه الصلاة والسلام. ولهذا قال فان بالسحور بركة وهذه البركة تحصل اولا بامتثال امره. وثانيا بالاقتداء به عليه الصلاة والسلام. وثالثا ان فيه فصلا بين صيامنا وصيام اهل الكتاب كما في الحديث الذي ساقه المؤلف. فان النبي عليه الصلاة والسلام قال فصل ما بين صيامنا وصيام اهل الكتاب اكلة السحر ومن بركات السحور ايضا التمتع بما انعم الله عز وجل على العبد من نعم الله تعالى ومن بركات السحور ايضا انه يستغني بهذا الاكل عن الطعام والشراب طيلة نهاره. ومن بركات السحور ايضا انه يقوم في اخر الليل فيصلي ما قدر الله له ويستغفر الله. ومن بركات السحور ايضا ان اعداد المصلين في رمضان عن غيره وهذا من بركة السحور وفي هذا الحديث ايضا دليل على اثبات البركة في المخلوقات واعلم ان طلب البركة لا يخلو من حالين الحالة الاولى ان يكون بامر شرعي معلوم كالقرآن فانه مبارك في اثره. وفي تأثيره وفي اثاره ومن ذلك ما يحصل لقارئه من الثواب والاجر فان هذا من بركة كتاب الله عز وجل الحال الثاني ان يكون طلب ان يكون طلب البركة بامر حسي معلوم كالعلم. فان العالم يتبرك بعلمه. لما من الخير والنفع. ولهذا قال اسيد بن حضير رضي الله عنه ما هذه باول بركتكم يا ال ابي بكر لما نزلت اية التيمم اما الحديث الثاني حديث زيد ابن ثابت قال تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فسأل كم كان بين سحوره والاداء والاذان كان بينهما قدر خمسين اية والمراد بالاذان هنا الاقامة. كما تفسره رواية البخاري انه كان بين تسحره وبين دخوله في الصلاة بقدر خمسين اية يعني نحو سبع دقائق او ثمان دقائق. وهذا يدل على مشروعية تأخير اكلة السحر. وان الانسان يؤخر السعور الى ان يبقى على طلوع الفجر بقدر ما يأكل السحور وزيادة يسيرة اما الحديث الثالث حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال كان للنبي صلى الله عليه وسلم مؤذنان بلال وابن ام مكتوم. فقال عليه الصلاة والسلام ان بلالا يؤذن بليل يعني قبل طلوع الفجر فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن ام مكتوم فانه لا يؤذن حتى يطلع الفجر. وفي رواية وفي رواية حتى يقال اصبحت اصبحت قال قيل كم كان بينهما؟ قال لم يكن بينهما الا ان ينزل هذا ويصعد هذا وهذه الزيادة شاذة ولا تصح لانه لانه اذا كان المقصود من اذان بلال انه يوقظ النائم ويرجع القائم ثم يؤذن ابن ام مكتوم فان هذا الزمن لا يتسع لما لما ذكر ففي هذا الحديث دليل على مسائل منها اولا مشروعية اتخاذ اكثر من مؤذن في المسجد الواحد وانه يجوز ان يكون في المسجد اكثر من مؤذن اذا دعت الحاجة الى ذلك اه سعة او ما اشبه ذلك وفي هذا الحديث ايضا دليل على مشروعية الاذان قبل الفجر ولا سيما في رمضان لاجل ان يوقظ النائم للتسحر ويرجع القائم لاجل ان يستريح مما حصل مما حصل من قيام الليل وفيه ايضا دليل على مشروعية تأخير السحور. فان النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤخره ولهذا كان بين سحوره وبين دخول في الصلاة بقدر خمسين اية وهي نحو سبع دقائق او ثمان دقائق. اما الحديث الاخير فهو قول النبي عليه الصلاة والسلام فصل ما بين صيامنا وصيام من اهل الكتاب اكلة السحر وهذا الحديث يدل على مسائل منها اولا ان الصيام كان ان الصيام كان مشروعا لاهل الكتاب من قبلنا. ويدل عليه قول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ومنها ايضا مشروعية مخالفة اهل الكتاب ولا سيما فيما يتعلق بالعبادات. فالمشروع للمؤمن ان يخالف اصحاب المنن واهل الملل ولا سيما فيما امر الانسان به. اما ما لم يرد فيه امر بالمخالفة فان الاصل في ذلك التأسي. لقول الله عز وجل اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتدر فما شرعه الله عز وجل للامم السابقة فهو شرع لنا. ولهذا قال اهل العلم ان شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد شرعنا بخلافه. وهذا قد ورد شرعنا بخلافه يعني اننا نخالفهم في ذلك بان نتسحر لانهم كانوا يتسحرون. فدل هذا على مشروعية مخالفة اهل الكتاب في هذه المسألة. وان الانسان ينبغي له ان يتسحر جاء بالنبي عليه الصلاة والسلام وامتثالا لامره ومخالفة لاهل الكتاب وطلبا للخير والبركة كما سبق وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وصلى الله على نبينا محمد