الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد فاللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما انك انت العليم الحكيم قلتم حفظكم الله الحديث الثامن شعب الايمان عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وسبعون او بضع وستون شعبة. فافضلها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن طريق والحياء شعبة من الايمان. رواه البخاري ومسلم واللفظ له الحمد لله رب العالمين احمده سبحانه ولي الصالحين المتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له المعبود بحق في السماوات والاراضين واشهد ان محمدا عبده ورسوله صادق الامين صلى الله عليه وعلى اله واصحابه الغر الميامين وعلى من تبعهم باحسان الى يوم الدين فهذا الحديث المعنون له بشعب الايمان المقصود منه العلم والادراك بان للايمان شعبا وان هذه الشعب كلما جمع الانسان منها شيئا كلما ازداد ايمانا وهذه هي عقيدة اهل السنة والجماعة ان الايمان له شعب ومعنى الشعب اما ان المراد الفعل نفسه او العلم والعمل نفسه او الشيء الموصل الى هذه الشعبة وبهذا ينبغي ولهذا ينبغي للانسان ان يتأمل في الامرين معا ان يتأمل فيما يوصله الى شعب الايمان فيبذل وسعه وجهده في تحصيل هذه الشعب ثم اذا علمها ان يعمل بها وان يوجدها حتى يرسخ الايمان في قلبه ويزداد فشعب الايمان اجزاؤه كما قال الحافظ البيهقي رحمه الله تعالى فانه الف رسالة عظيمة بعنوان شعب الايمان وهذه الرسالة الجامعة المانعة جمع فيها الحافظ ابو بكر البيهقي رحمه الله ادلة شعب الايمان توسع في ذكرها فينبغي على الانسان ان يعرف خصال الايمان احسن من معرفته لاسماء اصحابه وجيرانه لان الانسان اذا عرف ما هي شعب الايمان ما هي خصال الايمان وعلم ان الايمان له كمال فانه يرجى له ان يبذل وسعه في تحصيل هذا الايمان ومما يزيدنا اهتماما بهذا الامر ان ندرك ان الله جل في علاه في كتابه الكريم لم يعلق النجاة الا على الايمان الواجب ما علق الله النجاة في القرآن الا على الايمان الواجب قد افلح المؤمنون اذا اطلق فالمقصود به اهل الايمان الواجب. انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم اهل الايمان الواجب ان الذين امنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا اما من كان ايمانه ناقصا عن الواجب فانه يدخل تحت عموم واخرون خلطوا عملا صالحا واخر سيئا فينبغي الانسان ان يحذر من هذا ان يبذل وسعه على قدر تحصيل اكبر واكثر واعظم وعظم شعب الايمان لان الماء اذا كان قلتين لم يحمل الخبث فان الانسان اذا ادرك اكثر شعب الايمان ثم وقع منه شيء من الخبث شيء من النجس شيء من القاذورات التي هي المعاصي والذنوب فانه يرجى ان يغفر له ذلك في غزل وفي عظم الشعب الكثيرة التي حصلها ومن هنا ندرك لماذا اهل السنة والجماعة يقولون انما ثبت انما ثبت مما يذكر من اخطائي بعض السلف او الذنوب التي تذكر عن بعضهم هي مغمورة في بحار حسناتهم السبب في ذلك ادراكهم لاكثر شعب الايمان فالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم في حديث ابي هريرة قال الايمان بضع وسبعون شعبة في رواية مسلم بضع وسبعون او بضع وستون وفي رواية البخاري بدون شك الايمان بضع وستون شعبة اهل العلم يقولون ان او ها هنا شك من بعظ الرواة لكن صنيع الامام مسلم رحمه الله انه سار في وضعه لصحيحه ان الرواية اذا كان فيها شك من احد الرواة يبين ممن الشك سواء كان الشك من الراوي الاعلى فمن دونه او من الراوي الادنى او من فوقه والامام مسلم رحمه الله روى هذا الحديث باو ولم يبين من الذي قال او فدلنا ذلك والله تعالى اعلم ان هذه اللفظة او للتنويع وليس للشك بمعنى ان اهل الايمان الواجب منهم من يدرك بظعا وستين شعبة ومنهم من يحصل اكمل من ذلك وهؤلاء هم اهل الايمان الكمل الذين يدركون بظعا وسبعين شعبة اذا من هنا ندرك ان الايمان له شعب اصل الايمان ثم الايمان الواجب ثم الايمان الكامل اصل الايمان ما به يدخل الانسان الاسلام وهو التوحيد ومنابذة الشرك الايمان الواجب فيه امتثال للمأمور واجتناب للمحظور وان حصل التقصير كان معه البدار الى التوبة والاوبة الى الغفور جل في علاه وفوق ذلك الايمان الكامل اذا الايمان الواجب هو ان الانسان يأتي بالواجبات هذه الواجبات مجموعها سواء ما تعلق في حق الله تبارك وتعالى وهذه جهة من جهات شعب الايمان من جهات شعب الايمان ما يتعلق بحق الله او ما تعلق بحق حقوق الادميين وهذي شعب الايمان في حقوق الادميين وهي متنوعة. جهة اخرى فيها عدة حقوق او ما تعلق بجهة النفس وفيها عدة شعب ايضا فالايمان بضع وستون او بضع وسبعون شعبة الواجبات منها تصل الى بضع وستين والكمال ما كان فوق ذلك فالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم ما قال الايمان بضع وستون بضع وسبعون او بضع وستون شعبة الايمان الالف واللام هنا فيه المقصود به للعهد اي الايمان المعهود الذي طلبه الله منا وليس الايمان المدعى الايمان الذي طلبه الله منا الايمان الذي عهده الله الى رسله ان يبلغوا الناس ويدعوا الناس اليه هذا الايمان بضع وسبعون والبضع هو عدد من الثلاث الى التسع يقال له بضع بضع بكسر الباء. اما البظع بفتح الباء فهي القطعة من الشيء كما قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عن فاطمة انها بضعة مني يريبني ما رابها البضعة معناها القطعة ومثله الحديث الاخر لما سأل الرجل هل مس الذكر ينقض الوضوء قال له النبي صلى الله عليه وسلم هل هو الا بضعة منك اي قطعة منك اذا البظع عدد من الثلاث الى التسع فمعناه بضع وسبعون اما ثلاث وسبعون او اربع او خمس او ست او سبع او ثمان او تسع وسبعون شعبة هل يزيد على ذلك بعض العلماء يقول ان هذا العدد المقصود به بيان كثرة شعب الايمان وليس المقصود منه تحديد شعب الايمان بهذا العدد ولكن هذا فيه نظر ما من اي جهة في هذا الكلام نظر من جهة ان البظع والسبعين لا تطلق عند العرب هذه الكلمة لا تطلق عند العرب ويراد بها الكثرة تطلق عند العرب ويراد بها التعيين فمثلا العرب لا تقول بضعة عشر مرة وانا اقول لك هذا الكلام ما يقولون هكذا وانما يطلقون الفاظ العدد الفظل عقود يريدون بها الاكثار من العدد عشرين مرة وانا اقول لك سبعين مرة وانا اقول لك ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله له. قال النبي صلى الله عليه وسلم لو اعلم اني زدت على ذلك لغفر لهم لزدت على ذلك. لكن علم ان ليس المقصود العدد المقصود وان اكثرت من الاستغفار لهم فلا ينفعهم ذلك اذا عادة العرب انهم يطلقون الفاظ العقود على معانيها واعدادها ويطلقون الفاظ العقود مرادا بها الكثرة والذي يحدد احد المعنيين هو السياق اما ان يقولوا بظعة عشر فهذا لا يريدون به كثرة العدد كما جاء في الحديث قال كم كنتم في غزوة كم كان اهل بدر؟ قال كانوا ثلاث مئة وبضعة عشر رجلا هذا مو معناه كثرة لا تعيين العدد المحدود ما بين ثلاث مئة وثلاثة عشر وما بين ثلاث مئة وتسعة عشر رجلا. ما يحتمل معنى اخر اذا قول النبي صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وسبعون هذا تحديد لكن قد يقول قائل فلما جعله بضعا ولم يحدده حدا مع علمه عليه الصلاة والسلام ان العدد اما ثلاث او اربع او خمس او ست او سبع او ثمان او تسع وسبعين فالجواب انه صلى الله عليه وسلم يتكلم عن الايمان المعهود المطلوب شرعا والايمان المعهود المطلوب شرعا عند زيد من الناس يمكن ان يحصل الكمال منه الكمال الواجب بثلاث وستين واخر يحصله بخمس وستين واخر يحصله بسبع وستين واخر يحصله بتسع وستين والكمال المستحب احدهم يحصله ثلاث وسبعين والاخر بسبع وسبعين والاخر بتسع وسبعين فعلى كل حال نقول ان النبي صلى الله عليه وسلم انما اطلق هذا حتى نبذل جهدنا ووسعنا في تعليم وتعلم هذه الشعب وتحصيلها قال الايمان بضع وسبعون او بضع وستون شعبة واصل كلمة الشعبة مأخوذ من آآ الشعاب وشعب الطريق اي الطرق المتشعبة فمعناها شعبة يعني خصلة جزئية صفة ثم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بين هذه الشعب من حيث محلها ومن حيث نوعها فقال عليه الصلاة والسلام بتكملة الحديث فافضلها وفي رواية فاعلاها فافضلها من جهة ان هذه الكلمة فافضلها لا اله الا الله. فافضلها قول لا اله الا الله قوله صلى الله عليه وسلم قول هذا من حيث المكان الذي هو اللفظ اللسان والحياة محله القلب ويمارس الثلاثة عن الطريق محله الجوارح اذا النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث قسم شعب الايمان من حيث المحل على المكلف على ثلاثة انحى نوع من الشعب محلها بالنسبة للمكلف القلب ونوع من الشعب محلها بالنسبة للمكلف اللسان ونوع من الشعب محلها بالنسبة للمكلف جوارحه يده عينه سمعه بصره عقله يده رجله الى اخر ذلك فرجه بطنه الى اخر ثم النبي صلى الله عليه وسلم بظرب الامثلة الثلاثة القولية والقلبية والعملية بين لنا نوعية شعب الايمان وان شعب الايمان منها ما هو اصل لا بد منه اذ لو ذهب انعدم الايمان ومنها ما هو واجب فذهابه نقصان للايمان الواجب ووجوده اتيان بالايمان الواجب ومنها ما هو كمالات في الايمان ومنها ما هو كمالات في الايمان فهذا فهذا من بلاغة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذي اوتي جوامع الكلم فبين لنا في ثلاث عبارات افضلها قول لا اله الا الله واحياء شعبة ابن الايمان وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان فبهذه العبارات الثلاث اوتي جوامع الكلم صلى الله عليه وسلم اكد لنا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم نوعية الشعب اكد لنا محل الشعب. بالنسبة للفاعل اما محل الشعب بالنسبة الى ما حول فكما ذكرت في الاول حقوق متعلقة بلا اله الا بالله عز وجل وهو مذكور في الحديث ظنا فان لا اله الا الله حق لله عز وجل والحياء شعبة من الايمان هذا حق النفس واماطة الاذى عن الطريق حق الناس. اذا تأملوا معي هذه العبارات الثلاث الموجزة فيها بيان محل الشعب بالنسبة للمكلف فيها بيان نوعية الشعب بالنسبة للحكم الشرعي فيها بيان جهات الشعب بحق الله في حق الادميين في حق النفس فقوله صلى الله عليه وسلم فافضلها قول لا اله الا الله هذه اللفظة دلتنا على مسألة عظيمة وهي ان اهل الايمان منهم من يأتي بشعب الفاضلة ومنهم من يأتي بالشعب الافضلية الفضلى بالشعب الفضلى اذا في فظل وفي افظل فيه فظل وفيه افظل فلما قال فافضلها اذا ان دل على ان الشعب في نفسها متفاوتة ما الذي نستفيده نحن اذا تزاحمت الشعب ونقدم الافضل على انا الفاضل قال الله عز وجل قل لعبادي وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن ما قالت هي احسن اذا تفاضلت الشعب فجاءت شعبة هي من الفضائل وشعبة هي افضل من الفضائل. فنقدم الافضل اذا لابد ان ننتبه الى احكام هذه الشعب من حيث الفضل في نفسها وهذا معتقد اهل السنة والجماعة ان شعب الايمان متفاوتة في نفسها من حيث الحكم بعضها اصل لابد منه وبعضها واجب وباقي اصل بمعنى الركن وواجب وبعضها كمال ومستحب ومسنون ومندوب من حيث كون بعضها لها فضائل وبعضها لها فضائل اكثر من الفضائل. اذا حتى الشعب من حيث ترتيب الحسنات عليها من حيث ترتيب الفضائل عليها فهي في حكمها متفاوتة ركن وواجب ومن حيث ما يترتب عليها ايضا مختلفة فهناك الفاضل وهناك الافضل فلما قال صلى الله عليه وسلم فافضلها قول لا اله الا الله علمنا ان ما يتم ما لا يتم الايمان الا به فهو ركن لابد منه واشار النبي صلى الله عليه وسلم الى قول وهو قول لا اله الا الله ولم لم يقل الى لم يشر في ركنية اعمال الايمان الى اركان القلب باشارة الى ان الاركان القلبية وحدها لا تكفي بل لا بد من القول بل لا بد من اظهار هذه الاركان عملية فلو ان انسانا قال مثلا قال انا اعتقد ان ما علي اليهود والنصارى باطل ثم ذهب بلسانه وحاباهم وجاراهم وقال لهم والله انتم على خير وحنا على خير ما ينفعه اعتقاده السابق لانه لا بد في مسائل الايمان ان يكون القول موافقا لما في القلب الا المكره قال الله عز وجل من كفر بعد ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان. ولكن منشرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من ربه فينبغي على الانسان ان يدرك ان لما قال انه لما قال صلى الله عليه وسلم فافضلها قول لا اله الا الله فيه اشارة الى ان بعض الاركان بعض اركان الايمان قلبية وبعضها ظاهرة واشارة النبي صلى الله عليه وسلم من الظاهر لانه لا يكفي الباطن من دون الظاهر كما لا يكفي الظاهر من دون الباطن العملية مطردة لو قال انسان اعلم ان العبادة حق لله لكن يذبح لغير الله مجاملة ما تنفعه هذي لماذا لا تنفعه وهو في قلبه قراءة نفسه متيقن بان العباد حق لله عز وجل لان هذا اليقين القلبي لم يكن معه عمل موافق للقلب فلا ينفع حينئذ فلما قال صلى الله عليه وسلم فافضلها قول لا اله الا الله دلنا على ان افضل شعبة من شعب الايمان قول لا اله الا الله لكن هذا الفضل انما يزداد اذا كان للانسان علم بمدلولها ادراك بلوازمها احاطة و عمل بمقتضاها فلو ان انسان قال لا اله الا الله قلنا له ما معنى لا اله الا الله الا خالق الا الله هذا ما فيه معنى لا اله الا الله فانى له ان يدرك فضل لا اله الا الله لا اله الا الله مو معناها لا خالق صحيح لا خالق الا الله بس هذا مو معنى الكلمة معنى الكلمة لا اله الا الله لا معبود حق الا الله كما قال الله عز وجل ذلك بان الله هو الحق وانما يدعون من دونه الباطل كما قال الله عن ابراهيم مذ قال قومه انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني فانه سيهدي سيهدي اذن لا اله الا الله هو معنى قوله عز وجل اعبدوا اعبدوا الله ما لكم من اله غيره هذا معنى لا اله الا الله لا معبود الا الله فافضلها قول لا اله الا الله هذا الفضل لا يدرك بمجرد النطق باللفظ بل لابد ان يكون معه يقين بالمعنى بل لابد ان يكون معه عمل بمقتضى هذه الكلمة العظيمة ثم قوله صلى الله عليه وسلم والحياء شعبة من الايمان الحياة شعبة من الايمان وادناها اماطة الاذى عن الطريق فيه اشارة الى الاعلى واشارة الى الادنى اشارة الى الاعلى واشارة للادنى الاعلى ركن لا بد منه في الايمان الادنى من كمالات الايمان وادناها ادناها اي مرتبة في شعب الايمان ادناها مرتبة في شعب الايمان ادناها تأثيرا في الايمان ادناها تأثيرا في الايمان ادنها تثبيتا للايمان اماطة الاذى عن الطريق والله الذي لا اله الا هو اذا مت الاذى عن الطريق تحس بزيادة الايمان تلقائيا وجرب هذا من نفسك لا تلقي منديلا في الطريق واذا رأيت شيئا في الطريق ازحه تزداد ايمانا اعرف رجلا يعمل يعمل سائقا للتاكسي العجيب يقول ما ارى شيئا امامي الا ووقف سيارتي وازيل هذا الشيء يقول اجد حلاوة للايمان لا احس بها في كثير من الاحوال يقول لا احس بها في كثير من الاحوال الا عندما اعمل هذا العمل شيء يسير لكنه عسير على كثير من الناس نسأل الله السلامة والعافية وادناها اماطة الاذى عن كم من الناس اليوم يرمون المناديل في الطرقات كم هذا هذا يخالف الايمان يخالف الايمان المستحب عدناها اماطة الاذى عن الطريق ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قالوا من يا رسول الله؟ قال من لا يأمن جاره بوائقه لا يمن جارك البوايق من البواق ان تلقي المزبلة امام بيتك. هذا من البواقي هذه من البوايل الواجب ان الانسان يؤثر جيرانه على نفسه ما هو يؤثر نفسه على جيرانه فاماطة الاذى عن الطريق هذه ما هو مجرد صدقة كما جاء في الحديث الاخر قال واماطة الاذى عن الطريق صدقة لكن هي صدقة وهي شعبة من شعب الايمان تزداد بها ايمانا يكمن به ايمانك فهم يقول هذا عن الطريق فكيف اذا وجد الانسان شيئا عسيرا امام اخيه المسلم فازاحه كربة على اخيه ففرجها عنه كانوا سببا في ذلك كيف لو انقذ انسانا من احياها فكأنما احيا الناس جميع فاذا لا بد ان ندرك اذا كان اماطة الاذى مجرد اماطة الاذى عن الطريق صدقة فكيف بما هو فوق ذلك كما جاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بينما بغيا من بغايا بني اسرائيل فصابها العطش فوجدت بئرا فنزلت فشربت ثم نزع نزع نزعت خفها ورأت كلبا فسقت فشكر الله لها وغفر لها بايش في شيء يسير ذلك لان الامور المتعدية نفعها على الناس هذا عند الله عز وجل له وقف عند الله تبارك وتعالى وفضل ثم قال صلى الله عليه وسلم في الحديث والحياء شعبة من الايمان الحياة كما يقول العلماء رحمهم الله بالنسبة للمخلوق صفة يحمل الانسان على ترك المحرم وفعل المستحب مع الحفاظ على المروءات والاعراف الموافقة للشرع. هذا معنى الحياة يعني مثلا انسان بعرفه عيب ان الانسان يمشي حافي الرأس وان كان ذلك جائز شرعا فلا تجده يمشي حافي الرأس بالاسواق مثلا انسان في عرفه انه لا ينبغي لانسان ان يمشي وهو يلتفت يمينا ويسارا ويرون ان ذلك من باب الخفة وعدم الحلم وهذا موافق للشرع فتجده يحافظ على الاعراف كما قال الله عز وجل وامر بالعرف يحافظ على المروءات فهذا حقيقة الحياء ليس معنى الحياء ان الانسان يسكت عن باطل هذا ليس حياء هذا جبن ليس معنى الحياة ان الانسان لا يعلن حقا هذا خوف الحياء صفة تحمل الانسان على فعل المعروف وترك المنكر هذي حقيقة الحياء ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم جعله شعبة من شعب الايمان ومن قال ان الحياء فيه تفصيل في نوع يظر وفي نوع ينفع هذا فيه نظر لان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم اطلق وقال والحياء شعبة من شعب الايمان واطلاقه لكلمة الحياء دليل على العموم مثل اماطة الاذى عن الطريق اماطة الاذى الاماطة هذا الان فعالة مضاف الى الاذى اماطة الاذى عن الطريق صدقة وهو مفرد مضاف فدل على ان اي اماطة للاذى عن الطريق هذا فيه شعبة من شعب الايمان. تحصيل شعبة من شعب كذلك الحياة لا الف لام فيه لاستغراق اي حياء فالحياء كله خير ولهذا جاء رجل رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يعظ اخاه في الحياة فقال دعه فان الحياء لا يأتي الا بخير لذلك ينبغي لنا ان نربي انفسنا على الحياء وان نربي اولادنا وبناتنا ونسائنا على الحياء فان الحياء من الايمان ولما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الحياء وهو شعبة قلبية مع ان الشعب القلبية كثيرة وهناك ما هو اعظم لان الحياء من الشعب القلبية التي ليست هي ركن في الايمان بل الحياء من الشعب القلبية الواجبة الواجب على الانسان ان يستحي وليس هو ركن في التوحيد بخلاف اليقين والمحبة توكل الانابة الرغبة الرهبة هذه شعب قلبية اركان في الايمان لا يجوز للانسان ان يتعداها فقوله صلى الله عليه وسلم والحياء شعبة من شعب الايمان هذا على العموم فينبغي على الانسان ان يبذل نفسه في تربية نفسه على الحياء ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي تصنع ما شئت هذا من كلام النبوة الاولى حفظها الناس على انها من الامثال وهي من كلام النبوة ومعناه ان الذي لا يستحي من الناس يفعل الظلم يفعل الجور العدوان يفعل ما يشتحى منه وهو لا يستحي لان الحياة نزع منه فالحياء لا يأتي الا بخير فهذا الحديث يعني في هذه الفوائد العظيمة والحديث في اكثر من هذا وانما يعني آآ ذكرنا ما قد حضرنا نسأل الله جل وعلا ان يجعل فيما قلناه نفعا لنا ولكم في الدنيا والاخرة وان يجعل ذلك سببا في زيادة ايماننا وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين