احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث الثامن عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسوله الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة. فاذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم الا حق الاسلام وحسابهم على الله تعالى. رواه البخاري ومسلم. يقال احيانا رواه يقال اخرجه ولا فرق بينهما بعض الكتب يقول رواه البخاري اخرجه البخاري هما سواء ان شاء الله تعالى عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله. وان محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فاذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحق الاسلام وحسابهم على الله حتى يشهدوا اي اقاتلهم الى ان يشهدوا وليس هذا من باب الاكراه في الدين ابدا. وانما هذا من باب ان الانسان يدعى الى الاسلام. الى ان يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فان ابى الاسلام امر بالجزية فان ابى الاسلام وابى الجزية هنا حقا لولي امر المسلمين ان يقاتله. لانه يعيش في ارض الله ويأبى ان يعبد الله. ويأبى ان يدفع اجرة على الارض التي يسكنها من ارض الله تبارك وتعالى فامر الله المؤمنين ان يدعو من يعيش على ارض الله تبارك وتعالى ان يدخل في طاعة الله. وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. فان ابى فان الله تبارك وتعالى يأذن يأذن له بشرط ان يدفع الجزية للمسلمين. الذين يعبدون الله تبارك وتعالى. فان ابى حق للمسلمين بعد ذلك ان يقاتلوه. ولما ارسل النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل الى اليمن قال انك تقدم على اهل كتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. هذا اول شيء يدعو. فانهم قالوها فامورهم بخمس صلوات في اليوم والليلة. فان هم فعلوها فامرهم بزكاة اموالهم تؤخذ من اغنيائهم وترد على فقرائهم الاسلام ما يأخذ شيئا من الناس وانما منهم لهم والله غني عن اموال الناس بل هو هو المالك لكل شيء وهو المعطي لكل شيء. سبحانه وتعالى. وقوله حتى يشهدوا ان لا اله الا الله اي حتى ينطقوا بها. ولا يكفي ان يكون معتقدا بقلبه دون النطق. كما انه لا يكفي ان ينطق بها دون الاعتقاد. فلا بد ان يجتمع فيها الامران النطق والاعتقاد فاذا كان الاعتقاد فاسدا ونطق بالايمان فلا يقبل منه وهذا حال المنافقين اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله. والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون وكذلك لا يقبل الايمان دون النطق لمن كان يحسن النطق. اما من كان اخرس هذا امر اخر لكن الذي يستطيع النطق ويأبى ان ينطق وان كان مؤمنا بقلبه لا ينفعه الايمان في بقلبه. حتى ينطق بالايمان. ومن ذلك ما كان لابي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم صحيح انه كان مصدقا ان النبي صلى الله عليه وسلم حق وانه رسول من عند الله تبارك وتعالى لكنه ابى ان ينطق بالشهادتين ولما قال له النبي صلى الله عليه وسلم يا عم قل لا اله الا الله كلمة احاج لك بها عند الله ابى ان يقولها وقال هو الى دين عبد المطلب ورفض ان يقول هذه الكلمة مع ان ابا طالب قال ودعوتني يقول للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ودعوت وزعمت انك ناصحي فلقد صدقته وكنت قبل امينا. ولقد علمت بان دين محمد من خير اديان البرية دينا ولقد علمت بان دين محمد من خير اديان البرية دين لولا الملامة او مخافة سبة لوجدتني سمحا بذاك مبينا فهو مصدق ان محمدا نبي لكن ابى ان يقولها. امتنع من ذلك. حتى انه قال بعضهم انه انما امتنع من لقوله اني استحيي اذا سجدت ان يكون استي فوق رأسي يعني يكون رأسي في الارض ومقعدتي مرتفعة عن رأسي قل استحي من هذا الله اعلم ماذا كان لكن كما قال ابن كثير والله كم تمنينا ان لو امن ابو طالب لانه نصر الرسول صلى الله عليه وسلم ودافع عنه ورباه واعتنى به وقام معه بل آآ امتنعت قريش من ايذاء النبي صلى الله عليه وسلم حال كان ابو طالب موجودا. فلما توفي ابو طالب زاد اذاهم للنبي صلى الله عليه وسلم. فعلى كل حال الذي نريده هو انه لابد ان يجتمع الامر ان النطق هو الاقرار. ان ينطق بالشهادتين وان يقر بهما في قلبه قوله امرت ان اقاتل الناس القتال في الاسلام وسيلة وليس غاية. الجهاد وسيلة وليس غاية ولذلك لو تحقق اسلام الناس بدون قتال ما عندنا مشكلة ابدا وانما نقاتل من يمنع الناس من الدخول في الاسلام او من سماع دين الاسلام من الملوك الكفرة والرؤساء الفجرة الذين يمنعون الناس من سماع دين الله تبارك وتعالى وبلوغه اليهم. اما اذا تركوا الناس يدعون الى دين الله تبارك وتعالى وينشرون دين الله بالعقل والمنطق والادلة الشرعية والكونية وغير ذلك فانه لا حاجة للقتال فالقتال ليس مقصودا لذاته وانما الجهاد لنشر دين الله تبارك وتعالى لا لاكراه الناس على الاسلام لان الله تبارك وتعالى يقول لا اكراه في الدين لا يكره احد لكن يجب ان يبين له وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا فيبين الحق للناس فمن شاء فليؤمن ومن شاء يكفر لكن لابد ان يبين لهم فنحن نقاتل لنشر الاسلام من الذين منعوا دخولهم لا لاجبار الناس على الدخول في دين الله بركة وتعالى بل الله جل وعلا جعل جنة ونار وقال هذه لمن اطاعوا تلك لمن عصى ولا يجبر احد على الدخول في دين الله تبارك وتعالى الشهادتان قال فاذا قالوا عصموا مني دماءهم واموالهم. فالشهادتان اذا تعصم دم الانسان تعصم دمه وماله وعرضه لانه يكون مسلما والمسلم معصوم الدم والمال والعرض. ولذا في حديث بريدة قال فاذا هم قالوها فنشهدوا ان لا اله الا الله فامرهم بالهجرة فان هاجروا فلهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم خلاص صاروا كالمسلمين تماما. هم مسلمون صاروا فلهم مال المسلمين وعليهم ما عليه. من اخل بعد ذلك بشيء من ذلك يعني بفعل المعاصي او ترك الواجبات ادب. بحسب ما يأتي به من المعاصي او ترك الواجبات. ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي ابن ابي طالب لما ارسله الى خيبر. قال قاتلهم على على ان يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. فاذا فعلوا ذلك عصموا منك دماءهم واموالهم الا بحقها وحسابهم على الله هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم للعلم ايضا. طيب الا بحقها من امتنع عن فعل بعض الواجبات كترك الصلاة او ترك الصوم او ترك الحج. او آآ فعل الحرام كالزنا ادب. بحسب ما يترتب عليه من العقوبة فاذا امتنع الجماعة كاهل بلد او قرية اجتمعوا كلهم لا يؤذنون للصلاة لا يخرجون الزكاة آآ يزوجونه بدون ولي مثلا آآ يعني يتعاطون الربا اي شيء يفعله اهل القرية يجتمعون عليه فانهم يؤدبون يقاتلون على هذا الامر يقاتلون على هذا الامر وهو امتناعهم او فعلهم لبعض المحرمات. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لاصحابه اذا حاصرنا فانتظروا الفجر اذا سمعتم الاذان فلا تدخلوا عليهم. اذا لم تسمعوا الاذان فادخلوا عليهم لانهم ممتنعون عن اداء الاذان. وقوله الا بحق الاسلام حق الاسلام كما جاء في حديث ابن مسعود لا يحل دم امرئ مسلم الا باحدى ثلاث. الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك يدين مفارق الجماعة. هذا حق الاسلام وهو من اباح الاسلام قتله وهذه بعض الصور والا الخائن والجاسوس والساحر اه الذي يعمل عمل قوم لوط كل هؤلاء يقتلون في دين الله تبارك وتعالى بحق الاسلام. لانهم ارتكبوا ما يبيح هو دمهم قال وحسابهم على الله اي سرائرهم الى الله تبارك وتعالى اذ هو المطلع وحده على ما في القلوب من كفر ونفاق وغير ذلك. ان كانوا صادقين او غير صادقين لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ما امرت ان افتش عن قلوب الناس ما يفتش عن القلوب القلوب لله تبارك وتعالى لا يعلمها الا الله جل وعلا حتى النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم ما في القلوب. وانما هذا الى الله تبارك وتعالى