بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال ابن ماجة علينا وعليه رحمة الله حدثنا هشام ابن عمار ويعقوب ابن حميد ابن كاسب قال حدثنا سفيان ابن عيينة عن عمرو بن دينار انه سمع طاووسا يقول سمعت ابا هريرة يخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال احتج ادم وموسى فقال له موسى يا ادم انت ابونا خيبتنا واخرجتنا من الجنة بذنبك فقال له ادم يا موسى اصطفاك الله بكلامك وخط لك التوراة بيدك. اتلومني على امر قدره الله علي قبل ان يخلقني باربعين سنة فحج ادم موسى ثلاثا طبعا هنا احتج بمعنى تحاجا واصطفاك معناها اختارك بالنبوة والرسالة والكلام وهذا الحديث فيه فوائد. اولا هذه المحاجة في عالم البرزخ وهو عالم لا نعلمه يعلمه ربنا ونعلم ما علمنا منه عن طريق رسله كما في هذا الحديث الصحيح ثانيا الايمان بهذا من الايمان بالغيب وهذا مما يؤجر عليه المؤمن بايمانه وتصديقه ثالثا الايمان بالقضاء والقدر سر السعادة والتوكل والقدر هو قدرة الله رابعا قال الائمة في هذا ان هذا يعني مبني على التسليم في ان الله سبحانه وتعالى قد قدر الاشياء واهجم الامور سبحانه وتعالى قبل ان يخلق السماوات والارض واهل العلم قد يعني تكلموا في هذا يقول الخطابي في معالم السنن قد يحسب كثير من الناس ان معنى القدر من الله والقضاء منه معنى الاجبار والقهر للعبد على ما الله وقدره ويتوهم ان فلج ادم في الحجة على موسى انما كان من هذا الوجه وليس الامر في ذلك على ما يتوهمونه وانما معناه الاخبار عن تقدم علم الله سبحانه بما يكون من افعال العباد كتابهم وصدورها عن تقدير المنه نعم عن تقدير منه هو خلق لها خيرها وشرها نعم قال والقدر اسم لما صار مقدورا عن فعل القارئ كما الهدم والقبض والنشر اسماء لما صدر عن فعل والقابض والناشر يقال قذرت الشيء وقدرته نعم والقضاء في هذا معناها الخلق كقوله فقظاهن سبع سماوات في يومين اي خلقهن للخطابة في معالم السنن عن كلام طويل في هذا. ونقل الشيخ شعيب الارنوط في تعليقه على ابن ماجة قول ابن ابي عز الحنفي يقول الصحيح ان ادم لم يحتج بالقضاء والقدر على الذنب وهو كان اعلم بربه وذنبه. بل احاد بريه من المؤمنين لا يحتج بالقدر فانه باطل. وموسى عليه السلام كان اعلم بابيه وبذنبه من ان يلوم ادم على ذنب قد تاب منه وتاب الله عليه واجتباه واهداه وانما وقع اللوم على المصيبة التي اخرجت اولاده من الجنة. فاحتج ادم بالقدر على المصيبة لا على الخطيئة فان القدر يحتج به عند طيب لا عند المعايب طبعا تم تمسك مهمة جدا يعني ربنا جل جلاله لما خلق اراد ان يخلق ادم اراد ان يجعله في الارض اما الادخال في الجنة فكان ادخالا مؤقتا تكريما ثم اخرج ادم من الجنة بمكيدة من الشيطان وفي ذلك حكمة حتى يعلم ادم وبنو ادم ان الشيطان عدو لهم حتى يعيش الانسان في حياته مخلصا لربه ومحاربا للشيطان عن طريق العبادة والمخالفة اما يأتي الشخص يتتبع خطوات الشيطان وهو يدعي انه عدو للشيطان فهذا ليس عدو انما انما العاصي قد جعل من الشيطان وليا اذ انه يسير على طريقته اما الشيء الصحيح هو ان يحارب المرء الشيطان باي شيء بالطاعة والعبادة فكل عبادة وكل طاعة هي حرب على الشيطان ولذا يسمى المحراب محراب الصلاة محراب لان فيه مكان العبادة وهي الصلاة. فجميع العبادات هي حرب على الشيطان اذا في هذا حكمة عظيمة وهي ان يعادي بنو ادم الشيطان فربنا قال يا ايها الناس ان وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ولذلك الشخص الذي يقول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. يعني هذا التسجيل موقف فهو ان الانسان يعادي الشيطان ويخالف امر الشيطان اما يأتي انسان يستعيذ بالله من الشيطان ويتبع خطوات الشيطان فقد خالف فعله قوله نسأل الله ان يجنبنا واياكم الشيطان وان يفتح الله لنا ولكم طريق الخيرات والبركات والمسرات هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته