بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان شرح كتاب الملخص الفقهي من الفقه الاسلامي للدكتور صالح بن فوزان فوزان الدرس الثاني والثمانون الحمد لله رب العالمين اتنين رسم لعباده طرق الاكتساب وامرهم بطلب الرزق الحلال يستعينوا به على طاعته وينتفع به في حياتهم ويقدموا منه لما بعد مماتهم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه وبعد ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نواصل الحديث معكم في بيان اقسام الخيار في البيع وكنا في الحلقة السابقة قد تناولنا اولها وانتهى بنا الحديث الى القسم الرابع منها وهو خيار التدليس اي الخيار الذي يثبت بسبب التدليس والتدليس هو اظهار السلعة المعيبة بمظهر السليمة مأخوذ من الدلسة بمعنى الظلمة كأن البائع بتدليسه صير المشتري في ظلمه الم يتم ابصاره للسلعة والتدليس نوعان احدهما كتمان عيب السلعة والثاني ان يزوقها وينمقها بما يظهرها مظهر السليمة ويزيد في ثمنها والتدليس حرام وقد سوغت الشريعة للمشتري الرد به لانه انما بدل ما له في المبيع بناء على الصفة التي اظهرها له البائع ولو علم انه على خلافها لما بذل ماله فيه ومن امثلة التدليس ومن امثلة التدليس الواردة الوارد النهي عنها تصرية الغنم والبقر والابل وهي حبس لبنها في دروعها عند عرضها للبيع فيظنها المشتري كثيرة اللبن دائما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تسروا الابل والغنم فمن ابتاعها فهو بخير النظرين بعد ان يحلبه ان شاء امسك وان شاء ردها وصاعا من تمر ومن امثلة التدليس تزويق البيوت المعيبة للتغرير بالمشتري والمستأجر وتزويق السيارات حتى تظهر بمظهر غير المستعملة للتغرير بالمشتري وغير ذلك من انواع التدليس فيجب على المسلم ان يصدق ويبين الحقيقة قال النبي صلى الله عليه وسلم البيعان بالخيار ما لم يتفرقا فان صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وان كذبا وكتما محقت بركة بيعهما فاخبر صلى الله عليه وسلم ان الصدق في البيع والشراء من اسباب البركة وان الكذب من اسباب محق البركة الثمن وان قل مع الصدق يبارك الله تعالى فيه وان كثر الثمن مع الكذب فهو ممحوق البركة وممحوق البركة لا خير فيه ايها المستمعون الكرام والخامس من اقسام الخيار خيار العيب اي الخيار الذي يثبت للمشتري بسبب وجود عيب في السلعة لم يخبر به البائع او لم يعلم به البائع لكنه تبين انه موجود في السلعة قبل البيع وضابط العيب الذي يثبت به الخيار هو ما تنقص بسببه قيمة المبيع عادة او تنقص به عينه ويرجع في معرفة ذلك الى التجار المعتبرين فما عدوه عيبا ثبت الخيار به وما لم يعدوه عيبا ينقص القيمة او ينقص عين المبيع لم يعتبر فاذا علم المشتري بالعيب بعد العقد فله الخيار بين ان يمضي البيع ويأخذ عوظ العيب وهو مقدار الفرق بين قيمة المبيع صحيحا وقيمته مبيعا وله ان يفسخ البيع ويرد السلعة ويسترجع الثمن الذي دفعه للمشتري القسم السادس من اقسام الخيار ما يسمى بخيار التخدير بالثمن وهو ما اذا باع السلعة بثمنها الذي اشتراها به واخبره بمقدار الثمن ثم تبين انه اخبره بخلاف الحقيقة كأن تبين ان الثمن اكثر او اقل مما اخبره به او قال اشركتك معي في هذه السلعة برأس مالي او قال بعتك هذه السلعة بكذا وكذا على رأس مالي فيها او قال بعتك هذه السلعة بنقص كذا وكذا عما اشتريت هذا ففي هذه الصور الاربع اذا تبين ان رأس المال خلاف ما اخبر به فله الخيار بين الامساك والرد على قول في المذهب والقول الثاني انه في هذه الحالة لا خيار للمشتري ويجري الحكم على الثمن الحقيقي ويسقط عنه الزائد والله تعالى اعلم السابع من اقسام الخيار خيار يثبت اذا اختلف المتبايعان في بعض الامور كما اذا اختلفا في مقدار الثمن او اختلفا في عين المبيع او قدره او اختلفا في صفته ولا بينة لاحدهما فحينئذ يتحالفان فيحلف كل منهما على ما يدعيه ثم بعد التحالف لكل منهما الفسخ اذا لم يرظى بقول الاخر القسم الثامن من اقسام الخيار وهو الاخير خيار يثبت للمشتري في حالة ما اذا اشترى شيئا بناء على رؤية سابقة ثم وجده قد تغيرت صفته فله الخيار حينئذ بين امضاء البيع وفسخه. والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. الحمد لله رب العالمين والى الحلقة القادمة باذن الله تعالى. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته