والقول الثالث وهو القول الحق هو ان الله يرى في الاخرة يراه اهل الجنة. كما تواترت اذا الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. واما في الدنيا فانه لا يرى. لان الناس لا يطيقون رؤية الله في الدنيا ولما طلب موسى عليه السلام كليم الله قال ربي ارني انظر اليك. قال لن تراني ولكن انظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني. فلما تجلى ربه للجبل جعله كالجبل الصلب صار ترابا من عظمة الله عز وجل. فكيف الادمي يطيق رؤية الله هذا في الدنيا اما في الاخرة فان الله يعطي اهل الجنة قوة يستطيعون بها ان يروا ربهم عز وجل اكراما لهم. لما امنوا به في الدنيا ولم يروه اكرمهم الله فتجلى لهم في الجنة يتلذذ برؤيته كما دل على ذلك القرآن والسنة. المتواترة واما الكفار فلما لم يؤمنوا به في الدنيا حجبهم الله عن رؤيته يوم القيامة. قال تعالى كلا انهم ربهم يومئذ لمحجوبون. فاذا كانوا الكفار محجوبون اذا كان الكفار محجوبين عن رؤية الله فهذا يفهم منه ان المؤمنين لا يحجبون عن رؤية ربهم. والا كان الكفار والمسلمون سواء في الاخرة. الله فرق بينهم فاكرم المؤمنين بانه يتجلى لهم ويظهر لهم سبحانه وتعالى كما يليق بجلال ويرونه عيانا بابصارهم لا يضامون في رؤيته ولا ولا يتضامون يعني لا يتزاحمون في رؤيته يرونه عيانا بابصارهم كما يرون الشمس صحوا ليس دونها سحاب وكما يرون القمر ليلة البدر كما صح بذلك الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا مذهب اهل السنة والجماعة في رؤية الله. عز وجل فالله جل وعلا يقول للذين احسنوا الحسنى والزيادة. الحسنى هي الجنة والزيادة هي النظر الى وجه الله. كما في مسلم وكما قال تعالى لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد لهم ما يشاؤون في الجنة ولدينا مزيد وهو رؤية الله جل وعلا وكما في قوله تعالى وجوه يومئذ ناضرة من النظرة وهي البهجة. الى ربها ناظرة بابصارها لان النظر اذا عدي بالا فمعناه المعاينة بالبصر النظر اذا عدي بنفسه انظرون فمعناه الانتظار. اذا عدي بي في او لم ينظروا في ملكوت السماوات والارض. فمعناه التفكر والاعتبار واذا عدي بالى فمعناه المعاينة بالابصار معناه المعاينة بالابصار. ان عدي بنفسه فمعناه الانتظار. وان عدي به فمعناه التفكر والاعتبار وان عدي بالا فمعناه المعاينة بالابصار هذه هي القاعدة. والاية التي معنا معدا بايش؟ بالا. الى ربها ناظرة فهذا معاينة بالابصار نعم واما قوله تعالى لا تدركه الابصار فهو يدرك الابصار. هل ادراك غير الرؤية انت انت ترى الشيء يبصرون لكن لا تدركه يعني لا تحيط به. لا تحيط بالمرء من كل جانب وانما ترى فالمؤمنون يرون ربهم يوم القيامة لكن لا يدركونه لا يدركون عظمتهم جل وعلا ولا يحيطون به علما وانت ترى الشمس الان ترى الشمس لكن لا تحيط بها بجرمها وحدودها ما تستطيع قد استطيع تحدد هذا في المخلوق. كيف بالخالق سبحانه وتعالى؟ فنفي الادراك غير نفي الرؤية بل قالوا ان نفي الادراك يدل على الرؤية. يدل على انه يرى لكنه لا يدرك يعني لا يحاط لا يحاط به سبحانه وتعالى. نعم وقل يتجلى الله للخلق جهرة. نعم. وقول الله لموسى قول الله لموسى لن تراني ليس معناه النفي بالمؤبد لن تراني يعني في الدنيا. بدليل انه ثبتت الرؤية في الاخرة. فقوله لن تراني هذا في الدنيا ويقولون ان كلمة لم ليست للنفي المؤبد. وانما هي للنفي المؤقت نعم