يقول الحق تبارك وتعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. ان الذين امنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا خالدين فيها لا يبغون عنها حولا. ويقول سبحانه اما الذين امنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى بما كانوا يعملون الى غير ذلك من الايات التي توضح ثواب الذين امنوا وعملوا الصالحات والتي وردت في القرآن الكريم وقد سمعت حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه لن يدخل او لن يدخل احد عمله الجنة. قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته. والسؤال كيف نوفق وبين مفهوم الحديث الشريف وبين مفهوم الايات الكريمة وفقكم الله. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد فليس بحمد الله بين الايات وبين الاحاديث اختلاف الله جل وعلا بين ان اسباب دخول الجنة اعمالهم الصالحة. كما قال عز وجل ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون. ان الذين امنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات وفردوس والاية في هذا المعنى كثيرة تبين ان الاعمال الصالحة هي اسباب دخول الجنة كما ان الاعمال الخبيثة هي اسباب دخول النار والحديث يبين ان دخولهم الجنة بمجرد العمل بل لابد من عفو الله ورحمته سبحانه وتعالى فهم دخلوها باسباب اعمالهم ولكن الذي اوجب ذلك رحمته سبحانه وعفوه ومغفرته. ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم والذي نفسي والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة احد منكم قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا. الا يتغمدني الله برحمته هو فضل. فالباء هنا باب العوض. هي ليست عوظ العمل لكنه مجرد رحمة الله وعفوه سبحانه وتعالى حصل بذلك قبول العمل ودخول الجنة والنجاة من النار فهو تفضل بالقوة على العمل ويسر العمل واعان عليه فكل خير منه سبحانه وتعالى ثم تفظل ادخال العبد الجنة وان جاءه من نار باسباب اعماله الصالحة. فالمعول على عفوه ورحمته لا على عمل العبد عمل العبد لو شاء الله جل وعلا لما كان هذا العمل ولما وفق له فهو الذي وفق له وهدانا سبحانه وتعالى فله الشكر وله الحمد الا فدخولهم الجنة برحمته وفضله ومغفرته لا بمجرد اعمالهم بل اعمالهم اسباب والذي يسرها و او جبده الى الجنة ومن بذلك والله وحده سبحانه وتعالى. نعم جزاكم الله خيرا