بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال ابن ماجة علينا وعليه رحمة الله. حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة وعلي بن محمد قال قال حدثنا يحيى بن ابي حيث ابو جناب الكلبي عن ابيه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة ولا هامة فقام اليه اعرابي فقام اليه رجل اعرابي فقال يا رسول الله ارأيت البعير يكون به الجرب فيجلب الابل كلها قال ذلكم القدر فمن اجرم الاول هذا الحديث ايها الاخوة ساقه ابن ماجة بسند ضعيف لضعف يحيى ابن ابي حيا ولكن الحديث جاء في الصحيحين فهو حديث صحيح متفق عليه ولكن ابن ماجة قد اختار هذا الاسناد. ولو انه اختار الاسانيد المتصلة لكان اولى وهنا لا عدوى لا عدوى مؤثرة بذاتها وطبعها. وانما التأثير بتقدير الله عز وجل والعدوى هي انتقال المرض من المصاب الى غيره ولا لا طير نهي عن التطير. وذلك لان اهل الجاهلية كانوا اذا هموا الى فعل امر ارسلوا طائرا فان طار جهة اليمين بادروا الى فعله وان دار الى جهة الشمال امتنعوا وتشاءموا منه فقال النبي لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ايضا هذه كان بعضهم يعني يتبع هذه الامور التي كانت شائعة حينذاك فنهينا عن هذا وامرنا امرنا بعدم التطير وعدم التشاؤم والشيء يقصد بهما يعني تتسببه على الرجل من التعب والشقاء وهذا الحديث فيه من الفوائد اولا. في الحديث نهي عن التطير لما فيه من التوكل على غير الله تعالى فهو من صور الاشراك بالله ودل ذكره للشؤم مع دفتر الطير على انه لا يقصد بالشوب المذكور في الحديث اعتقاد نزع البركة في المال او الولد او نحو ذلك كما هو في التطير لان هذا منهي عنه في الشريعة الاسلامية. بل يعني به ما تتسببه المرأة من الاذى على الرجل حيث ان بعض الرجال يتزوج المرأة فتكون سببا في بتعبه وشقائه لما يحصل بينه من المشاكل فالانسان لا يتشائم لا يتشائم من المرأة ولا تشائم بالبيت ولا يتشاءم بالسيارة ونحو ذلك والانسان مهما يصاب بشيء فليعلم ان قدر الله تعالى بخيرة الله تعالى هو خير من خيرته لنفسه والمرء يصبر ويقول لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا ثانيا ايظا يقصد من شؤم الدابة والبيت كما يقصد من شؤم المرأة فان الدابة قد تكون صعبة على الانسان فلا تنقاد اليه والبيت كذلك. فكما لا فكلما يصلح يعني يصلح فيه شيء فيه عيب يأتيه اخر فهذا قد يكون من الشقاء في الظهر ولكن الانسان عليه ان يحتسب الاجر في رعايته لاهل بيته وفي صبره وتحمله ان الانسان لا يتشائم ثالثا يشرع للانسان ان يأخذ بالاسباب التي فيها راحة باله. وذهاب همه وحزنه لان العبد اذا استراح قوي على عبادة الله تعالى وتفرغ للتضرع بين يديه اذا ايها الاخوة الانسان يصبر ويتحمل ويداري في الامر وربنا يقول يا ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين فالانسان حينما يصبر على الامر وينال معية الله تعالى هذه المعية خير شيء يناله الانسان في هذه الدنيا الفانية لان هذه المعية هي التي تنفعه في الدنيا وفي البرزخ وفي الاخرة اذا على الانسان ان يصبر وان يحتسب وان يجد في طاعة الله تعالى وعليه ان يعلم ان كل شيء لا يكون الا بقدر الله فهذا الكون خلقه الله تعالى وقدره ولا يحصل شيء الا بامر الله سبحانه وتعالى ومع ذلك الاشياء المضرة التي في قربها ضرر يبتعد عنها الانسان. والنبي صلى الله عليه وسلم قال لا يورد ممرض على مصح فالانسان اذا مطالب بحفظ نفسه وبحفظ ماله وبحفظ اهله وبحفظ اموره واذا استقامت الدنيا للانسان استفرغ باله واستفرغ نفسه وجد في طاعة ربه نسأل الله تعالى ان ييسر لنا ولامة محمد صلى الله عليه وسلم اجمعين وان يبارك للجميع هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته