بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد قال المؤلف رحمه الله تعالى وعن سمي مولى ابي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام عن ابي صالح السمان عن ابي هريرة رضي الله عنه ان فقراء المسلمين اتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله قد ذهب اهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم قال وما ذاك قال يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون ولا نتصدق ويعتقون ولا نعتق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم افلا اعلمكم شيئا تدركون به من سبقكم وتسبقون من بعدكم ولا واحد افضل منكم الا من صنع مثل ما صنعتم قالوا بلى يا رسول الله. قال تسبحون وتكبرون وتحمدون دبر كل صلاة. ثلاثا وثلاثين مرة قال ابو صالح فرجع فقراء المهاجرين فقالوا سمع اخواننا اهل الاموال بما فعلنا ففعلوا مثله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء قال سمية حدثت بعض فحدثت بعض اهلي بهذا الحديث فقال وهمت انما قال لك تسبح الله ثلاثا وثلاثين وتحمد الله ثلاثا وثلاثين وتكبر الله ثلاثا وثلاثين فرجعت الى ابي صالح فقلت له ذلك فقال قل الله اكبر وسبحان الله والحمد لله حتى تبلغ ومن جميعهن ثلاثا وثلاثين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فاول هذا الحديث فيه تنافس الصحابة رضي الله عنهم في الاعمال الصالحة واخره فيه بيان الذكر الذي يقال بعد الصلاة المفروضة وهو محل الشاهد للباب. جاء فقراء المسلمين الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا يا رسول الله ذهب اهل الدثور يعني اهل الثروة والمال ذهبوا بالاجور فقال النبي صلى الله عليه وسلم وما ذاك ما هو السبب فهذا فيه ان المفتي يستفصل من المستفيد حتى يبين له الحكم بوضوح. وشرحوا له السبب. قالوا يا رسول الله يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم. لان هذه العبادات ما تحتاج الى مال تساوى فيها الغني والفقير الصيام والصلاة تساوى فيها الغني والفقير. وهذا من تيسير الله لهذه الامة تيسير الخير للناس ان هناك عبادات ميسرة لا تحتاج الى الى مال يصومون كما نصوم ويصلون كما نصلي ويتصدقون ولا نتصدق ويعتقون ولا نعتق هذه المزية التي امتاز بها الاغنياء انهم يتصدقون من اموالهم والفقير ما يستطيع يتصدق ويعتقون يعتقون العبيد ويحررونهم من الرق والعتق فيه فضل عظيم. العتق فيه فضل عظيم من اعتق رقيقا وحرره فهذا من افضل العبادات والقربات وقد شرع الله العتق في الكفارات حث عليه تحرير رقبة يعني اعتاق العتق فيه فظل عظيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا اعلمكم شيئا تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم ولا يكون احد مثلكم الا من فعل مثل ما فعلتم قالوا بلى يا رسول الله فرحوا بذلك شيء لا يكلفهم المال ومع هذا يلحقون به من سبقهم ويسبقون به من بعدهم هذا فضل عظيم قال صلى الله عليه وسلم تسبحون الله وتحمدونه وتكبرونه دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين فهذا فيه فظل الذكر بعد الصلاة دبر يعني بعد دبر الصلاة يعني بعد الصلاة ويطلق ويراد به اخر الصلاة والمراد به هنا ما بعد الصلاة ثم لما سمع الاغنياء بهذا فعلوا مثل فعل الفقراء فجاءوا مرة ثانية الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا سمع اخواننا بما نقول فقالوا مثل ما نقول قال صلى الله عليه وسلم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء الله جل وعلا يؤتي فظله من يشاء. فالاغنياء اعطاهم الله المال يتصدقون منه ويعتقون ويشاركون الفقراء في الاعمال الاخرى قال فيه ان الغني من المسلمين انه لا يتكبر بغناه وثروته وانما يجتهد في العبادة وكغيره الا يطغى يطغى بماله وينسى ذكر الله عز وجل لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله من يفعل ذلك فاولئك هم الخاسرون فالثروة الحقيقية هي الاعمال الصالحة. اما ثروة الدنيا فهذه ان كان وفق صاحبها لبذلها في الخير فهي زيادة خير وان لم يوفق لبذلها في الخير فانها تكون حسابا عليه ومسؤولية عليه يوم القيامة ومن هنا اختلف العلماء هل الافضل الغني الشاكر؟ او الفقير الصابر بعض العلماء يفضل الفقير الصابر على الغني الشافع وبعضهم العكس يفظل الغني الشاكر على الفقير الصابر والصحيح ان افظلهما اتقاهما لله عز وجل قوله تعالى ان اكرمكم عند الله اتقاكم. سواء كان غنيا او فقيرا فافضلهما اتقاهما لله عز وجل فهذا الحديث فيه في مشروعية هذا الذكر بعد الفريضة سبحان الله ثلاثا وثلاثين والحمد لله ثلاثا وثلاثين والله اكبر ثلاثا وثلاثين هذه تسع وتسعون كلمة يتمها للا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وعلى كل شيء قدير تمام المئة. كما جاء في الاحاديث وهذا دبر كل صلاة من الفرائض. الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء كل كل فريضة يستحب ان يأتي بهذا الذكر وقد ورد انه صلى الله عليه وسلم اذا سلم من الصلاة استغفروا الله ثلاثا وهو متوجه الى القبلة ثم يقول اللهم انك انت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والاكرام ثم ينصرف الى اصحابه بوجهه ثم يكمل الاذكار وهذه الكلمات الثلاث التي كل واحدة يأتي بها ثلاثا وثلاثين. ظاهر الرواية الاولى انه يأتي بالثلاث جميعا سبحان الله والحمد لله والله اكبر سبحان الله والحمد لله والله اكبر الى ان يكمل ثلاثا وثلاثين ولا مانع ان يستعين على العبد باصابعه يعدها باصابعه يعقد الاصابع او يعدها بالحصى او بخرزات السبحة لا مانع انه يستعين على العبد هذه الامور ولكن الاصابع افضل. الاصابع افضل لانه يستعمل اصابع دعه في عبادة الله عز وجل فهي افضل ويجوز ان يكون ان يكون يأتي سبحان الله ثلاثا وثلاثين. ثم يأتي الحمدلله ثلاثا وثلاثين. ثم يأتي الله اكبر ثلاثا وثلاثين كل لفظة على حدة يأتي بها ثلاثا وثلاثين كما في اخر الحديث ان اهل سمي قالوا له ذلك قالوا يأتي بسبحان الله ثلاثا وثلاثين والحمد لله ثلاثا وثلاثين والله اكبر ثلاثا وثلاثين فكلا الصفتين جائزة. سواء سردها الثلاث جميعا ثلاثا وثلاثين او اتى بكل لفظة على حدى ثلاثا وثلاثين ولكن الصفة الاولى ايسر واظهر لان الراوي لما راجعه لما راجعه السائل اعاد عليه انه يقول الثلاث الكلمات سردا ثلاثا وثلاثين وهذا ايسر من انه يفرد كل كلمة ثلاثا وثلاثين. وان فعل فلا بأس بذلك وفي الحديث ان الغبطة في اعمال الخير انها محمودة الغبطة في اعمال الخير والمنافسة محمودة كما قال صلى الله عليه وسلم لا حسد الا في اثنتين. والحسد المراد به هنا هنا الغبطة رجل اتاه الله المال سلطه على هلكته في الخير ورجل اتاه الله علما فهو يقوم به ويعلمه فالغبطة في امور الخير محمودة. لانها تدل على الرغبة والتنافس اما الغبطة التي هي الحسد وهي تمني زوال النعمة عن المحسود اية محرمة وكبيرة من كبائر الذنوب كبيرة من كبائر الذنوب وربما تحمل الانسان على الكفر كما حصل لابليس لما حسد ادم حمله ذلك على الكفر والعياذ بالله وكما حصل لليهود لما حسدوا محمدا صلى الله عليه وسلم. حملهم ذلك على الكفر وهم يعلمون انه رسول الله لكن كفروا به من باب الحسد حسدا من عند انفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فالحسد الذي معناه تمني زوال النعمة عن المحسود هذا محرم وكبيرة. من كبائر الذنوب وربما يحبط اعمال الانسان ويحمله ويحمله على الكفر والعياذ بالله اول ما حصل هذا من ابليس مع ابينا ادم وكذلك بين ابني ادم اذ قربا قربانا فتقبل من احدهما ولم يتقبل من الاخر حسده وقتله قتل اخاه قابيل وقابيل كما ذكر الله سبب الحسد حمله على قتل النفس وعلى قطع قطيعة الرحم والعياذ بالله وكذلك اخوة يوسف لما حسدوه ماذا حصل منهم؟ وحصل لهم من العناء بسبب الحسد ليوسف احب الى ابينا منا ونحن عصبة ان ابانا لفي ضلال مبين. ثم حصل منهم ما حصل مما قصه الله. هذا سببه الحسد. كذلك اليهود وكذلك لا يزال في الناس الحسد كما قال الشاعر حسدا حملناه من قبلها. وقديما كان في الناس الحسد الحسد والعياذ والله جل وعلا امر بالتعوذ من الحاسد ومن شر حاسد اذا حسد من شر حاسد اذا حسد اما الحسد الذي معناه الغبطة والمنافسة في الخير فهذا محمود وهذا هو الذي حصل من هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم فان الانسان لا يحب ان يسبقه احد في الخير المؤمن المؤمن الصادق لا لا يحب ان يسبقه احد في الخير. واما المنافق واما فانه لا يرضى ان يسبقه احد في المال والدنيا طمعا الدنيا فرق بين هذا وهذا الشاهد من الحديث ان فيه مشروعية تسبيح والتحميد والتكبير كل كلمة ثلاثا وثلاثين. ويكون المجموع تسعا وتسعين كلمة ويقول تمام المئة لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. يا له من ذكر عظيم وفظل كبير وعمل يسير لا يشق على احد ولا يحتاج الى مال ولا يحتاج الى شيء ولا الى تعبدا ميسر والحمد لله وفيه الخير الكثير ويتكرر في اليوم والليلة خمس مرات هذا اجر عظيم وثواب كبير ولله الحمد حافظ الانسان عليه نعم يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله قول الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يكون احد افضل منكم الا من صنع مثل ما صنعتم هل معناه ان من قال ذلك وترك باقي السنن افضل من الذي يقوم بالسنن الاخرى الا هذا الذكر لا ما يدل على هذا لكن الرسول يريد ان يبين لهؤلاء. لا يكون احد من هؤلاء الاغنياء افضل منكم مهوب على الاطلاق نعم