بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امورنا ولجميع المسلمين. امين. قال الشيخ لحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين الحين في كتاب الفضائل باب الحث على صلاة تحية المسجد ركعتين وكراهة الجلوس قبل ان يصلي ركعتين في اي وقت دخل سواء صلى ركعتين بنية التحية او الصلاة فريضة او سنة راتبة او غيرها. عن ابي قتادة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخل احدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين متفق عليه. وعن جابر رضي الله عنه قال اتيت النبي صلى الله عليه في المسجد فقال صلي ركعتين متفق عليه. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى باب الحث على صلاة ركعتين عند دخول المسجد ثم ذكر حديث ابي قتادة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا دخل احدكم المسجد وهذا عام في كل داخل المسجد. سواء كان ذكرا ام انثى. وقوله اذا دخل احدكم المسجد المسجد المكان المهيأ المشرع لاقامة الصلوات الخمس. فخرج بذلك المصلى كالذي يتخذه الانسان في في بيته او كما يوجد في بعض الدوائر الحكومية يتخذون موضعا لصلاة الظهر او لصلاة العصر فان هذا لا يأخذ احكام المساجد وقوله فلا يجلس ليس المراد خصوص الجلوس بل المراد لا يمكث حتى لو دخل دخل المسجد وصار يتردد او يقرأ قرآنا ولم يصلي فانه داخل في النهي. قال حتى يصلي ركعتين دلنا هذا الحديث على مسائل وفوائد منها اولا مشروعيته صلاة ركعتين عند دخول المسجد ثاني الركعتان سنة عند جمهور العلماء. وذهب بعض العلماء الى القول بوجوبها والقول بالوجوب قول قوي ولهذا لما دخل رجل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة قال اصليت ركعتين؟ قال لا. قال قم صلي ركعتين وتجوز فيهما. فقطع النبي صلى الله عليه وسلم الخطبة. وتكلم مع هذا الرجل في اثناء الخطبة وقال له تجوز فيهما وهذا كله يدل على الوجوب. ومن فوائد هذا الحديث ان هاتين الركعتين تصليان في اي وقت دخل المسجد ولو كان الوقت وقت نهي لعموم فلا يجلس حتى يصلي ركعتين فيكون هذا حديث مخصصا لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس ولا صلاة بعد العصر حتى غروب الشمس فيستثنى من ذلك ما له سبب كتحية المسجد. ومن فوائد هذا الحديث ايضا ان انه لا يجزئ اقل من ركعتين بظاهر الحديث. ولكن هذا الظاهر ليس مرادا. فالمراد او المقصود هو ايقاع صلاة عند دخوله الى المسجد. فلو دخل المسجد وقد اقيمت الفريضة وهي اربع ركعات فانها تجزئه ولو دخل المسجد وصلى ركعة او ترى فيها فانها تجزئه. اما صلاة الجنازة فانها لا تجزئ لانها ليست ذات ركوع وسجود. ومن باب اولى سجود التلاوة وسجود الشكر. لانه ليس صلاة واستثنى بعض العلماء رحمهم الله من صلاة تحية المسجد استثنوا من ذلك الداخل الى المسجد الحرام فقالوا ان تحية المسجد الحرام الطواف. وهذا القول على اطلاقه فيه نظر. وذلك ان تحية المسجد الحرام الطواف لمن اراد الطواف. لانه سيطوف ويصلي ركعتين. اما من دخل المسجد الحرام لينتظر صلاة او ليستمع علما او ليقرأ قرآنا او لغير ذلك من الاغراض فان تحيته كغيره نصلي ركعتين لعموم الحديث. ومنها ايضا ان تحية المسجد تتكرر بتكرر الدخول. فكل كلما دخل المسجد صلى ركعتين ولو تكرر دخوله. واستثنى اهل العلم من ذلك استثنوا قيم المسجد. ايضا القائمة عليه يعني الفراش الذي يتولى شؤون المسجد لتكرر دخوله. فللمشقة لا يلزمه ان يصلي كل ما دخل وخرج تحية المسجد. ولكن هنا مسألة وهي لو دخل الانسان الى المسجد وصلى ركعتين ثم خرج ثم عاد فهل يلزم ان يصلي تحية المسجد مرة ثانية؟ الجواب هذه المسألة لا تخلو من ثلاث حالات الحال الاولى ان يخرج من المسجد بنية عدم الرجوع. فيلزمه اذا رجع الى مسجد ان يصلي ركعتين ولو كان عند باب المسجد او على عتبة المسجد. لانه خرج بنية عدم الرجوع فهو خروج منقطع. فعوده ورجوعه الى المسجد هو ابتداء دخول. والحال الثانية ان يخرج من المسجد بنية الرجوع ولكن يطول الزمن. كما لو خرج ليتوضأ او خرج ليحضر حاجة من سيارته او نحوه. وطال الزمن فحينئذ اذا دخل المسجد يلزمه ان يصلي تحية المسجد. والحال الثالثة ان يخرج من المسجد بنية الرجوع ويرجع عن قرب كما لو خرج ليتوضأ ثم رجع فلا يلزمه ان يصلي تحية المسجد لان هذا الخروج خروج يسير. اما حديث جابر رضي الله عنه وهو انه دخل والنبي صلى الله عليه وسلم في المسجد فامره ان يصلي ركعتين وهذا في قصة بيعه للجمل. فهذا الحديث يدل على مشروعية تحية المسجد. ويدل ايضا على جواز قظاء الدين في المسجد لانه اتى الى النبي صلى الله عليه وسلم ليتقاضى دينه من بيعه الجمل لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقظاء الدين في المسجد او وفاء الدين في المسجد لا حرج فيه. وانما المنهي عنه هو البيع ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا رأيتم من يبيع او يبتاع في المسجد فقولوا لا اربح الله تجارتك. لان المساجد لم تبنى لهذا. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد