بسم الله الرحمن الرحيم. يسر مشروع كبار العلماء ان يقدموا لكم الدرس السادس والثمانين قال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في كتاب الدروس المهمة لعامة الامة اداب التعزية. قال الشيخ رحمه الله اذا حضر المسلم وعزى اهل الميت فذلك مستحب لما فيه من الجبر لهم والتعزية واذا شرب عندهم فنجان قهوة او شاي او تطيب فلا بأس. كعادة الناس مع زوارهم. السنة زيارة اهل الميت لعزائهم. واذا كان عندهم منكر ينكر ويبين لهم فيجمع المعزي بين المصلحتين يعزيهم وينكر عليهم وينصحهم. اذا اجتمعوا وقرأ واحد منهم القرآن عند اجتماعهم كقراءة الفاتحة وغيرها. فلا بأس وليس في ذلك منكر فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا اجتمع مع اصحابه يقرأ القرآن فاذا اجتمعوا في مجلسهم للمعزين وقرأ واحد منهم او بعضهم شيئا من القرآن فهو خير من سكوتهم اما اذا كان هناك بدع غير هذا كأن يصنع اهل الميت طعاما للناس فيعلمون وينصحون بترك ذلك فعلى المعزي اذا رأى منكرا ان يقوم بالنصح. ان نزل باهل الميت ضيوف زمن العزاء فلا بأس ان يصنعوا لهم الطعام من اجل الضيافة كما انه لا حرج على اهل الميت ان يدعوا من شاؤوا من الجيران والاقارب ليتناولوا معهم ما اهدي لهم من الطعام رفع المعزي يديه وقراءة القرآن قبل الدخول والسلام. هذا بدعة وليس له اصل. لا اعلم بأسا في حق من نزلت به مصيبة بموت قريبه او زوجته ونحو ذلك ان يستقبل المعزين في بيته في الوقت المناسب لان التعزية سنة واستقبال المعزين مما يعينهم على اداء السنة واذا اكرمهم بالقهوة او الشاي او الطيب فكل ذلك حسن. اما الجلوس للعزاء فلا اصل له في الشرع لكن اذا جلس جلوس العادة في بيته وزاره الاخوان يعزونه في الجلوس المعتاد بعد المغرب بعد الظهر بعد ضحى الجلوس المعتاد لا بأس من غير ان يصنع وليمة ولكن يجلس جلوس العادة يأتيه اخوانه ويسلمون عليه ويعزونه. لا حرج في هذا ولو بعد ثلاث ولو عزوه بعد شهر. اخراج اهل الميت بعيدا عن القبور. ووضعهم في صف حتى تتم معرفتهم بنظام ولا تهان القبور لا اعلم في هذا بأسا لما فيه من التيسير على الحاضرين لتعزيتهم. الافضل في التعزية وعند اللقاء المصافحة الا اذا كان المعزي او الملاقي قد قدم من سفر في شرع مع المصافحة المعانقة. لا بأس بالتعزية بل تستحب وان كان الفقيد عاصيا بانتحار او غيره كما تستحب لاسرة من قتل قصاصا او حدا كالزاني المحصن وهكذا من شرب المسكر حتى مات بسبب ذلك لا مانع من تعزية اهله فيه ولا مانع من الدعاء له ولامثاله من العصاة بالمغفرة والرحمة ويغسل ويصلى عليه. لكن لا يصلي عليه اعيان المسلمين. مثل السلطان والقاضي ونحو ذلك بل يصلي عليه بعض الناس من باب بل يصلي عليه بعض الناس من باب الزجر عن عمله السيء لا نعلم بأسا في السفر من اجل العزاء لقريب او صديق لما في ذلك من الجبر والمواساة وتخفيف الام المصيبة لا بأس في العزاء قبل الدفن وبعده وكلما كان اقرب من وقت المصيبة كان اكمل في تخفيف الامها العزاء ليس له ايام محددة بل يشرع من حين خروج الروح قبل الصلاة على الميت وبعدها وليس لغايته حد في الشرع المطهر سواء كان ذلك ليلا او نهارا وسواء كان ذلك في البيت او في الطريق او في المسجد او في المقبرة او في غير ذلك من الاماكن تعزية سنة. المكتبة الصوتية لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الله