بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الترمذي علينا وعليه رحمة الله باب ما جاء في كراهية البكاء على الميت حدثنا عبد الله ابن ابي زياد قال حدثنا يعقوب ابن إبراهيم ابن سعد قال حدثنا ابي عن صالح ابن كيسان عن الزهري عن ثائر ابن عبد الله عن ابيه قال قال عمر بن الخطاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الميت يعذب ببكاء اهله عليه وفي الباب عن ابن عمر وعمران ابن حصين قال ابو عيسى حديث عمر حديث حسن صحيح وقد كره قوم من اهل العلم البكاء على الميت وقالوا الميت يعذب ببكاء اهله عليه وذهبوا الى هذا الحديث وقال ابن المبارك ارجو ان كان ينهاهم في حياته ان لا يكون عليه من ذلك شيء اذا الترمذي يقال باب ما جاء في كراهية البكاء على الميت البكاء لوحده ليس محرما ومن اراد ان يأخذ هذا فليرجع الى كتب الفقه ومن الكتب التي تحدثت عن هذا كتاب عدة الصابرين لابن القيم فقد تناول اقوال اهل العلم في هذا وهنا الكراهية امر واسع ثم قال حدثنا عبد الله ابن ابي زياد وهو عبد الله ابن الحكم ابن ابي زياد سليمان القطواني ابو عبدالرحمن الكوفي. الدهقان وهو من الطبقة العاشرة وهم كبار الاخرين عن تبع الاتباع توفي عام خمس وخمسين ومائتين وقد روى له ابو داوود والترمذي وابن ماجة وهو صدوق كما في التقرير وفي الكاشف صدوق مشهور قال حدثنا يعقوب ابن ابراهيم ابن سعد وهو يعقوب ابن ابراهيم ابن سعد ابن ابراهيم ابن عبد الرحمن ابن عوف القرشي الزهري ابو يوسف المدني نزيل بغداد اخو سعد ابن ابراهيم وهو من الطبقة التاسعة وهم صغار اتباع التابعين توفي عام ثمان ومئتين بفم الصلح. روى له البخاري ومسلم وابو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجة وهو ثقة فاضل هكذا في التغريب اما في الكاش فحجة ورع قال حدثنا ابي وابوه وابراهيم ابن سعد ابن ابراهيم ابن عبدالرحمن ابن عوف القرشي الزهري ابو اسحاق المدني نزيل بغداد والد يعقوب وفات ولد عام ثمان ومئة. وتوفي عام خمس وثمانين ومئة. وهو من الطبقة الثامنة وهي الوسطى من اتباع التابعين روى له البخاري ومسلم وابو داوود الترمذي والنسائي وابن ماجه وفي التغريب ثقة حجة تكلم فيه بلا قادح اما في الكاشف فقال عنه من كبار العلماء وحق له ذلك ان يقول عنه من كبار العلماء عن صالح ابن كيتان وهو صالح ابن كيسان المدني الدوسي ابو محمد ويقال ابو الحارث مولى بني غفار ويقال مولى بني عامر ويقال مولى ال المعيقين وهو من الطبقة الرابعة طبقة يده الوسطى من التابعين توفي بعد عام ثلاثين ومئة او بعد اربعين ومئة روى له الجماعة البخاري ومسلم وابو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجه وهو ثقة ثبت فقيه كما في التغريب اما في الكاشف فقال عنه ثقة جامع للفقه والحديث والمروءة قال احمد هو اكبر من الزهري بخ بخ اشار الى علو منزلته نعم عن الزهري ابن زهري الزهري علينا وعليه رحمة الله تعالى محمد ابن شهاب الزهري المتوفى عام اربع وعشرين ومئة. امام من ائمة العلم جمع الفقه والحديث والتفسير وهو من اول من صنف بامر من الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز عن سالم ابن عبدالله وهو سالم ابن عبد الله ابن عمر ابن الخطاب القرشي العدوي ابو عمر ويقال ابو عبد الله فيقال ابو عبيد الله المدني الفقيه توفي عام ست ومئة خرج حديثه الجماعة وهو ثبت عابد فاضل احد الفقهاء السبعة وقال عنه الذهبي في الكاشف احد فقهاء التابعين قال مالك لم يكن احدا في زمان سالم اشبه بمن مضى في الزهد والفضل والعيش الخشن منه والذهب ايضا ذكر في الكاشف ان سالم روى عن ابيه علما كثيرا طيبا والانسان حقيقة طبعا توفي عام ست ومئة والانسان حينما يروي عن ابيه وينشر علم ابيه فهذا من البر فسأل قد جمع بين البر وجمع بين نقل العلم فكان مضرب مثل في من يحمل علم ابيه وينبغي على اولاد العلماء ان لا يهملوا علم ابائهم وعلى العلماء ان يتصبروا في تعليم ابنائهم. فربنا جل جلاله وقد جعل بعضنا لبعض فتنة اذا عن سامي بن عبدالله عن ابيه وابوه اللي هو عبد الله ابن عمر الصحابي الجليل المتوفى عام ثلاث وسبعين وهو امام من ائمة العلم الخير والفضل والاحسان قال قال عمر بن الخطاب وعمر هو امام من ائمة الخير والفضل وهو خليفة من خلفاء المسلمين وهو مثال للورع والخير قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الميت يعذب ببكاء اهله الحديث تقدم الحديث تقدم وهذا الحديث دلالة على انه لا يجوز البكاء على الميت لانه سبب لتعذيبه واليه ذهب بعض اهل العلم اخذا بظاهر الحديث وقد حكى النووي اجماع العلماء على اختلاف مذاهبهم ان المراد بالبكاء الذي يعذب الميت به هو البكاء بصوت ونياحة لا بمجرد دمع العين لان العين جاءت النصوص على ان الانسان لا يعذب به اما شرح الحديث فقد تقدم شرحه في الحديث السابق شرحا مفصلا بما يغني عن اعادته وفي الباب عن ابن عمر فحديث ابن عمر اخرجه الشيخان البخاري ومسلم. البخاري برقم الف ومئتين وستة وثمانين ومسلم الفين ومئة وتسعة واربعين قال بعيث حديث عمر حديث حسن الحديث حديث صحيح جدا قال وقد كره قوم من اهل العلم البكاء على الميت وقالوا الميت يعذب ببكاء اهله عليه وذهبوا الى هذا الحديث يعني قالوا لهذا الفقه اخذا من هذا الحديث نعم. وتحدثنا نحن في الدرس السابق عما يتعلق لكن هنا قد نقل نقلا نفيفا. قال وقال ابن المبارك ارجو ان كان ينهاهم في حياته الا يكون عليه من ذلك شيء. ابن المبارك هو عبد الله ابن المبارك توفي عام احدى وثمانين ومئة ومؤلفاته المبارك في زمانه كانت من افضل المؤلفات وقد حفظها العلماء الاكابر كالبخاري واسحاق ابن وابن المبارك قد روى عن اكثر من الف شيخ ومئة هو منهم سفيان الثوري وهو قد انتفع كثيرا من سفيان الثوري وهو عالم مبارك لو قرأت سيرته كاملة لتعجبت من خيره وفضله وعلمه وهنا لما شرح قال ارجو ان كان ينهاهم في حياته ان لا يكون عليه من ذلك شيء ولذا لما نقرأ فقه السلف نتأدب بادب باداب السلف. قال ارجو ان كان ينهاهم في حياته ان لا يكون عليه من ذلك شيء وفيه ملمح ان الانسان اذا توقع ان اهله سيعصون الله بوفاته عن طريق النياحة ورفع الصوت فيجب عليه ان ينهاهم وفي ذلك ملمح للمسؤولية الكبرى ومسؤولية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومسؤولية رعاية الاهل والاسرة وان الانسان يحاسب عليهم. انت قد تجلس مع اخيك في مكان واحد تراه يسمع الحرام او ينظر الى الحرام وتسكت فانت تحاسب على هذا فانظر كلام ابن المبارك ان الانسان اذا مات وعلم انه حينما يمت ان اهله سيعصون الله برفع الصوت والنياحة قال ارجو ان كان ينهاها في حياته ان لا يكون عليه من ذلك شيء. معناه اذا لم ينهاهم وعلم انه سيحصل فهو سيحاسب اذا ينبغي على الانسان ان يراعي حقوق الله سبحانه وتعالى وان يراقب ربه ومولاه في هذا الامر وان يحذر الانسان من الذنوب والاثام وربنا قال واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة اذا يا عباد الله علموا انفسكم وعلموا اهليكم واسعوا الى طاعة الله تعالى وبثوا الخير والنور والاحسان هذه الايام وهذه الليالي تنقضي وهذه الساعات التي تمر سريعا تذهب وذهاب الايام والليالي والساعات تذكير لنا بان العمر ينتهي وان الله سبحانه وتعالى قد خلق لكل انسان انفاسا معدودة وساعات محدودة عند انقظائها تقف دقات قلبه ويطوى سجله ويحال بينه وبين هذه الدار اما الى دار انس وبهجة واما الى ذلك شقاء ووحشة فيا عباد الله عضوا الليل والنهار بالطاعات وخذوا من القرآن والسنة النبوية ما تجعلونه زادا لكم في رحلتكم الى الله تعالى فان الانسان في رحلة يوشك ان يصل واستعدوا للوقوف بين يدي الجبار الذي لا تخفى عليه خافية فربنا جل جلاله يحاسب على القليل والكثير والنقير والقطمير وان هذه النعم التي نحن ملفوفون بها لف والله لنسألن عنها وان العمر لنسألن عنه وان الساعات لنسألن عنها فيا عباد الله توبوا الى الله واحذروا الذنوب والمعاصي واحذروا الشهوات المحرمة واحذروا النظر الحرام فما ضر العبد مثل النظر الحمام؟ فهو يشتت القلب ويجعل وحشة في قلب الانسان ويجعل حجابا بين العبد وربه فيا عباد الله تقربوا الى الله وتوبوا الى الله واجعلوا من اعظم القرب الى الله حصر النفس عن السيئات اللهم قنا السيئات اللهم قنا السيئات اللهم قنا السيئات هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته