بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب التوحيد للامام وجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله الدرس السابع والثمانون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين مرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات في درس مبارك من دروس التوحيد للامام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ضيف هذا الدرس هو فضيلة الشيخ صالح ابن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء اهلا ومرحبا بالشيخ صالح في هذا الدرس حياكم الله وبارك فيكم. وقف بنا الحديث عند باب ما جاء في كثرة الحلف بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد على اله واصحابه اجمعين المراد بالحلف هنا اليمين بالله عز وجل والحلف هو ذكر معظم لتأكيد محلوف عليه ولا يكون الحلف الا بالله عز وجل. لانه هو المستحق للتعظيم وحده لا شريك له اه الحلف بغير الله تكون من الشرك كما في الحديث من حلف بغير الله قد كفر او اشرك قوله كفر او اشرك شك من الراوي هل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كفر او قال اشرك وكلاهما محذور عظيم الكفر والشرك مما يدل على تعظيم الحلف بغير الله عز وجل وانه شرك او كفر واما الحلف بالله ان كان صادقا فيمينه بارة وان كان كاذبا فيمينه اثمة لانه مستهين بعظمة الله سبحانه وتعالى فعلى المسلم ان لا يكثر من الحلف بالله الا اذا كان لذلك موجب وسبب واما التساهل بالحلف كثرة الحلف الله جل وعلا يقول ولا تطع كل حلاف مهين ام مازن مشاء بنميم من الذين لا ينظر الله اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم رجل جعل الله بضاعته لا يشتري الا بيمينه ولا يبيع الا بيمينه ومن الثلاثة الذين جاء الوعيد في حقهم رجل جعل الله بضاعته لا يشتري الا بيمينه ولا يبيع الا بيمينه الحلف بالله يجب ان تعظم وان تصام والا يكثر الانسان منها واما ما يجري على اللسان من غير قصد كقوله لا والله وبلى والله وهو لا يقصد عقد اليمين فهذا من لغو اليمين لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم هذا لغو اليمين لا يؤاخذ الله به انما يؤاخذ الله باليمين المنعقدة التي قصد عقدها على امر مستقبل ممكن هذه هي اليمين الغموس التي تغمس صاحبها في الاثم ثم في النار اذا كذب فيها ومناسبة هذا الباب بكتاب التوحيد ان تعظيم الحلف بالله من كمال التوحيد والاستهانة بالحلف بالله من نقص التوحيد. نعم قال الله تبارك وتعالى واحفظوا ايمانكم يقول الله سبحانه وتعالى واحفظوا ايمانكم قيل معناه لا تحلف الا اذا اقتضى الامر ذلك وقيل معناه لا تكثروا من الحلف بالله عز وجل بل احفظوها الا عند الحاجة وان تكونوا بارين لا كاذبين. نعم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الحلف منفقة للسلعة ممحقة للكسب يعني مروجة للسلعة الناس يصدقونه وهو في نفس الامر كاذب فهذا يأثم. نعم وعن سلمان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم اشيمط زان وعائل مستكبر ورجل جعل الله بضاعته لا يشتري الا بيمينه ولا يبيع الا بيمينه. رواه الطبراني في اسناد صحيح نعم وهذا حديث يؤكد تعظيم الحلف بالله عز وجل وعدم الاستهانة بها ثلاثة لا يكلمهم الله تكليم رظا ولا يزكيهم لا يطهرهم ولهم عذاب اليم عذاب مؤلم شديد هذه ثلاثة انواع من الوعيد على من استهان بالحلف بالله اشيمط زان والوشيمط هو الذي بدأ فيه الشيب شمطه الشيب مع كونه بهذه الحالة يزني لان الغالب على الزاني ان يكون في ريعان الشباب والقوة واما الوشيمط فهذا ليس فيه داع للشهوة شهوته ضعيفة فاذا زنا فانه يحب الزنا وليس ذلك عن غلبة الشهوة وانما هو اه محبة للزنا مما يدل على جرأته على الحرام اشيمط زان وعائل مستكبر فقير العائل هو الفقير من العيلة وهي الفقر والغالب على العايل الفقير انه يتواضع فاذا كان يستكبر معه حالته التي لا تستدعي الاستكبار هذا دليل على انه يحب الكبر لانه ليس فيه داع للكبر بكونه فقير عائل مستكبر والثالث وهو محل الشاهد. رجل جعل الله رجل جعل الله بضاعته رجل متاجر يبيع ويشتري ويحلف على بيعه وعلى شرائه ليغر الناس بذلك آآ فيصدقوه على انه اشترى السلعة بكذا او انها سيمت منه بكذا وهو كاذب لاجل ان يروجها على الناس لا يشتري الا بيمينه ولا يبيع الا بيمينه. نعم وهذا محل الشاهد من الحديث للباب ان تعظيم الحلف انه من كمال التوحيد والاستهانة بالحلف من نقص التوحيد عن عمران عن عمران ابن حصين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير امتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. قال عمران فلا ادري اذكر مرتين او ثلاثا ثم ان بعدكم قوما يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينظرون ولا يوفون ويظهر فيهم السمن نعم في هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خير امتي قرني القرن الذي بعث فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم والقرن اذا اطلق فهو الجيل من الناس. نعم والقرن من الزمان مئة سنة او قريبا من ذلك وخير هذه الامة القرن الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم الصحابة ثم الذين يلونهم وهم التابعون وهم التابعون والقرن الثاني بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الراوي لا ادري ذكر بعد قرنه قرنين او ثلاثة ثلاثة قرون الصحابة والتابعون واتباع التابعين وهذه تسمى بالقرون المفضلة ثم يأتي بعد هذه القرون المفظلة من اه تظهر عليهم او تحصل منهم الجرائم والاستهانة بامور الدين بضعف ايمانهم وقلة توحيدهم نعم ثم ان بعدكم قوم يشهدون ولا يستشهدون. يشهدون ولا يستشهدون لا تطلب منهم الشهادة فهذا دليل على استهانتهم بها فالذي عنده شهادة لا يؤديها حتى تطلب منه الا اذا خاف ان يظيع الحق ولم تطلب منه الشهادة فانه يتقدم ويشهد حفاظا على الحق ان يظيع يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمن هم يخونون الناس يخونون الناس في بيعهم وشرائهم وفي كلامهم واذا اؤتمنوا على شيء لم آآ يحفظوه فنون في امانتهم ويخونون ولا يؤتمنون لا يأتمنهم الناس هؤلاء من شر القرون ومن علامتهم انهم يظهر فيهم السمن لانهم يكرمون انفسهم بالاكل والشرب والطعام ولا يخافون من المستقبل ويخافون من الموت وما بعده اه كانهم امنون في هذه الدنيا ومطمئنون فيها. نعم. شكر الله لكم يا شيخ صالح سوف نستكمل ان شاء الله ما تبقى من هذه الاحاديث في هذا الباب في الدرس القادم باذن الله حتى ذلكم الحين نستودعكم الله ايها الاخوة والاخوات وتقبلوا تحيات فريق العمل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته