بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام على عبده ورسوله وامينه على وحيه وصفوته من خلقه نبينا وامامنا وسيدنا محمد ابن عبد الله ابن عبد المطلب وعلى اله واصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه الى يوم الدين اما بعد فاني اشكر الله عز وجل على ما من به من من هذا اللقاء باخوة في الله وابناء الكرام للتناصح والتواصي بالحق والدعوة الى الخير وبيان معتقد اهل السنة والجماعة اللي عض عليه المؤمن بالنواجذ وليستقيم عليه فاسأله سبحانه ان يجعله لقاء مباركا وان يصلح قلوبنا واعمالنا جميعا وان يهدينا صراطه المستقيم وان يعيذنا وسائر المسلمين من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا ومن مضلات الفتن انه جل وعلا ولي ذلك والقادر عليه ثم اشكر الاخ الكريم صاحب السمو الامير المكرم خالد بن عبد الله ابن عبد العزيز على دعوته لهذا الاجتماع ولالقاء هذه الكلمة في هذا المكان جزاه الله خيرا وبارك فيه وزادنا واياكم واياه علما وهدى وتوفيقا. واعانه على واجب مهمته واصلح قلبه وعمله ووفقه واباه وخادم الحرمين الشريفين وسائر العاملين في هذه الدولة المباركة لكل ما فيه رضاه ولكل ما فيه صلاح العباد والبلاد انه جل وعلا سميع قريب ايها الاخوة بالله ان مذهب اهل السنة والجماعة هو مذهب الحق الذي يثار عليه اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام وسار عليه اتباعهم باحسان ويقال اذا ويقال له عقيدة اهل السنة والجماعة ومذهب اهل السنة والجماعة والسنة هي الطريقة المتبعة سواء كان حقا او باطلا كما قال عز وجل سنة الله في الذين خلقوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا والسنن هي طرق المتبعة والمراد بالسنة في قول المسلمين عقيدة للسنة والجماعة وقول اهل العلم عقيدة اهل السنة والجماعة المراد بها الطريقة المحمدية التي سار عليها نبينا عليه الصلاة والسلام ودرج عليها هو وصحابته رضي الله عنهم ثم اتباعهم باحسان الى يومنا هذا وهذه هي السنة المرادة في قول العلماء عقيدة اهل السنة والجماعة وبعبارة اخرى مذهبا للسنة والجماعة والمراد طريقتهم التي ساروا عليها واجتمعوا عليها وهي طريقة نبينا وامامنا محمد عليه الصلاة والسلام التي درج عليها ونزل بها كتاب الله الكريم وسنة رسوله الامين وهي اتباع الكتاب والسنة والسير على ما تضمنه كتاب ربنا وسنة نبينا ودرج عليه سلف الامة هذا هو السنة بعرف اهل السنة والجماعة وفي كلام اهل العلم اذا قالوا مذهب اهل السنة والجماعة او عقيدة اهل السنة والجماعة المراد السنة التي درج عليها نبينا عليه الصلاة والسلام ودرج عليها صحابته رضي الله عنهم واتباعهم باحسان ويقال ايضا لاهل السنة اهل الكتاب والسنة سمون بهذا ايضا يقال اهل الكتاب والسنة والمعنى انهم اهل القرآن واهل السنة التي هي الحديث الشريف فان السنة تطلق على الحديث الشريف وتطلق على طريقة النبي عليه الصلاة والسلام التي درج عليها ودرج عليها صحابته رضي الله عنهم وارضاهم واهل السنة والجماعة هم الذين تمسكوا بكتاب الله واعتصموا به وتمسكوا بسنة رسوله محمد عليه الصلاة والسلام قولا وعملا وعقيدة وهم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واتباعهم من التابعين واتباع التابعين وائمة الهدى وغيرهم ممن سلك هذا السبيل الى يومنا هذا وسموا اهل الجماعة لاجتماعهم على الحق قالوا اهل السنة والجماعة لاجتماعهم على الحق الذي هو مقتضى كتاب الله وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام ولهذا قيل له اهل الجماعة لانهم اجتمعوا الى الحق وتمسكوا به ودانوا به واعتصموا به واوصى اولهم اخرهم بذلك وعقيدتهم كما تقدم هي الاعتصام لكتاب الله الكريم وسنة رسوله الامين عليه الصلاة والسلام. والسير على ما سار عليه صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام. قولا وعقيدة ودرج عليه بعدهم اتباعهم باحسان من ائمة الهدى الى يومنا هذا وتفصيلها ان يقال عقيدة اهل السنة والجماعة في باب الايمان بالله واسمائه وصفاته وتوحيده انهم يوحدون الله جل وعلا في العبادة يخصونه بالعبادة كما قال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء قال عز وجل وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه قال سبحانه اياك نعبد واياك نستعين فاهل السنة والجماعة يخلصون لله العبادة ويأمرون بذلك ويدعون الى ذلك وهذا هو معنى لا اله الا الله فان معناها لا معبود حق الا الله كما قال عز وجل ذلك بان الله هو الحق وانما يدعون من دونه هو الباطل وقد مكث النبي صلى الله عليه وسلم في مكة جمعة عشر عاما يدعو الى توحيد الله يدعو الى معناه شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويعلم الناس هذه الشهادة وانها تقتضي اخلاص العبادة لله وحده الا يدعى الى الله وان لا يستغاث الا به والا ينذر الا له والا يذبح الا له والا يتوكل الا عليه الى غير ذلك من انواع العبادة كما انه لا يصلى الا الا له ولا يصاب الا له ولا يحج الا له الى غير ذلك من العبادة وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء. ويقول لهم يا قومي قولوا لا اله الا الله تفلحون فاجابه القليل ودخلوا في دين الله واستقاموا على توحيد الله واخلصوا لله العبادة وتركوا اوثانهم واصنامهم التي كانوا يعبدونها من دون الله ويدعونها ويسألون دونها ويتبركون بها ويضرعون اليها عند الشدائد. ويضعون اليها في احوالهم باحوال الرخاء. فاذا جاءت الشدائد اخلصوا لله العبادة وابى الاكثرون فلم يستجيبوا له عليه الصلاة والسلام في مكة المكرمة وقالوا في ذلك اجعل الة كما ذكر الله عنهم اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب قال سبحانه انهم كانوا اذا قيل له لا اله الا الله يستكبرون ويقولون ائنا لتاركوا الهتنا لشاعر مجنون هكذا قالوا لجهله وضلالهم وهدى الله من هدى من اهل مكة وغيرهم لقبول هذا الحق والاخلاص لله وهجر الاوثان والاصنام واعتقاد بطلانها وسرعت الدعوة بقبائل العرب بهذا الخير العظيم وهذا الدين المتين ثم هاجر النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة و بعدما بايع الانصار رضي الله عنه وارضاهم وهو الاوس والخزرج في منى عند العقبة ريعتين وتعاقدوا معه على ان ينصروه وان يحموه مما يحمل منه نسائهم وذرياتهم وانفسهم وصدقوا وصدقوا رضي الله عنهم وارضاه في ذلك هاجر اليهم وقال للمدينة في اول عاصمة للمسلمين المدينة المنورة هي العاصمة الاولى للمسلمين ونشر الله فيها الدين وجاهد عليه الصلاة والسلام في ذلك وجاهد معه اصحابه لقبائل العرب وتوجه الى مكة معتمرا في عام شد من الهجرة وحصل بينه وبين اهل مكة ما حصل من الصد عن دخول مكة وتمت بينهم وتم بينه وبين وتم بينه وبينهم الصلح المعروف الصلح ثم رجع الى المدينة عليه الصلاة والسلام وكان هذا الصلح فتحا من الله انتشرت به الدعوة وعلى به امر الله واتصل الناس بعضهم ببعض حتى عرفوا دعوة الله وحتى اتصلوا بالرسول صلى الله عليه وسلم وباصحابه وتعلموا وتبصروا ثم فتح الله عليه مكة في عام ثمانمائة ايهما غزاه في مكة وفتح الله عليه مكة ودخل الناس في دين الله افواجا والحمد لله فهذا هو مذهب اهل السنة والجماعة وعقيدة اهل الحق في توحيد الله وان الواجب على جميع الثقلين للجن والانس ان يخصوا الله بالعبادة ويفيدوه بها دون كل ما سواه وهذا الذي درجت عليه الرسل عليهم الصلاة والسلام وبعثهم الله من اولهم الى اخرهم كما قال عز وجل ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان يمدوا الله واجتنبوا الطاعون قال سبحانه وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليها انه لا اله الا انا فاعبدون فهذا دين الرسل جميعا توحيد الله واخلاص عباد الله سبحانه وتعالى وترك الاشراك به واعتقاد بطلان عبادة غير الله وان العباد بحق لله وحده سبحانه وتعالى. وكان المشرك يعرفون ذلك في الشدائد اذا جاءت الشدائد اخلصوا لله العبادة واذا جاء الرخاء اشركوا بالله غيره كما قال عز وجل فاذا ركبوا فيك دعوا الله مخلصين له الدين. فلما نجاهم الى البر اذا هم مشركون ومن عقيدة اهل السنة والجماعة بباب توحيد الله الايمان بانه سبحانه رب العالمين وانه الخلاق العليم وانه مدبر لشؤون عباده المتصدر فيهم وهذا يقال له توحيد الربوبية وقد اقر به المشركون الاولون ولكن لم يدخله في الاسلام لعدم اقراره بتوحيد العبادة الذي هو معنى لا اله الا الله فقاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم واستحلت دماءهم واموالهم حتى يخلصوا لله العبادة حتى يدينوا بما دلت عليه لا اله الا الله من اخلاص العبادة لله وحده دون كل ما سواه وترك ما هم عليه من التعلق على الاوثان والاصنام كالناة والعزى وغير ذلك والنوع الثاني من انواع التوحيد توحيد الاسماء والصفات وهو ايضا من عقيدة اهل السنة والجماعة الايمان باسماء الله وصفاته المؤلفة في الكتاب العزيز وفي السنة الصحيحة المطهرة اهل السنة والجماعة يؤمنون بكل ما جاء في كتاب الله من اسماء الله وصفاته وبكل ما صحت به السنة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام من اسماء الله وصفاته ويمرونها كما جاءت ويقولون قراءتها تفسيرها ويؤمنون بما دلت عليه الايات والاحاديث من اسماء الله وصفاته وانها حق وانها ثابتة لله عز وجل على الوجه اللائق بالله سبحانه وتعالى من غير تحريف ولا تعقيد ولا تكييف ولا تمثيل ويتبرأون من طريقات اهل الكلام الذين يؤوون صفات الله ويلحدون فيها فاهل السنة والجماعة يؤمنون بايات الصفات واحاديثها ويؤخذ بما دلت عليه من اسماء الله وصفاته ويثبتونها لله عز وجل اثباتا بريئا من التمثيل وينزهون الله سبحانه عن مشابهة خلقه تنزيها بديئا من التعطيل فيقولون انه سميع بصير عليم حكيم يتكلم اذا شاء يرضى ويغضب سبحانه وتعالى وهو ايضا علي فوق جميع خلقه قد استوى على عرشه السواه يليق بجلاله وعظمته لا شبيه له في ذلك ولا كف له في ذلك فكلها حق يجب اثباتها واغرارها كما جاءت وانها ثابتة لله سبحانه وتعالى من غير مشابهة لخلقه عز وجل في شيء منها كما قال سبحانه قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد وقال عز وجل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير هل تعلم له سميا فلا تظلموا لله الامثال ان الله يعلم وانتم لا تعلمون هذا هو قول اهل الحق وهو الذي جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام وان ابي خاتمهم وامامهم وسيده نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وهو اثبات اسماء الله وصفاته له سبحانه على الوجه اللاذق بجلاله وهي توقيفية لا صفة بالرأي المجرد ولكن بالايات والاحاديث يجب اثبات ما جاء في القرآن العظيم والسنة المطهرة الصحيحة من اسماء الله وصفاته والايمان بانها حق وانها ثابتة لله عز وجل وان معناها مراد وان ظاهرها مراد لكن ليس كما يظن الجهلة والمشبهة بل ظاهرها مراد يليق بالله ويناسبه سبحانه ولا يشابه الخطأ في ذلك كما اخبرنا سبحانه بقوله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير هو سمع الحقيقة يسمع اصوات عبادة ويسمع دعاءهم وفهم حقيقة ليس كاسمائنا ولا كابصارنا علم حقيقة ليس كعلمنا بل هو اكمل واعظم لا يخفى على سبحانه وتعالى تتكلم اذا شاء ليس ككلامنا ويغضب ويرضى ليس كغضبنا ورضانا يضحك وليس كضاحكنا له يد وله قدم وله اصابع تليق به سبحانه لا يشابه فيها خلقه جل وعلا وهكذا بقية الصفات التي جاءت في القرآن العظيم وفي السنة الصحيحة بابها واحد عند اهل السنة والجماعة يجب اثباتها لله اثباتا بريئا من التوحيد وان ينزه الله سبحانه عن مشابهة خلقه تنزيها بريئا من التعطيل ولهذا يقولون رحمهم الله يجب الايمان باسماء الله وصفاته وامرارها كما جاءت من غير تحريف ولا تعظيم ولا تكييف ولا تمثيل ولو ضحك ذلك اهل السنة والجماعة في كتبهم ومن احسنها ما بينه ابو العباس شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتبه والحموية والعقيدة الواسطية وبينه تلميذه العلامة القيم في كتبه العقيدة بقصيدة النونية وفي كتابه اعلان الموقعين وفي زاد المعاد وفي غير ذلك وهكذا تلميذه الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره وهكذا غيرهم من اهل العلم على طريقة اهل السنة كما ذكر من جريه في تفسيره وابن خزيمة في كتبه في كتاب التوحيد وعثمان بن سعيد الدارمي في ربه على مريء المريسي الى غير ذلك فاهل السنة والجماعة كلمتهم واحدة وعقيدتهم واحدة وهي اثبات اسماء الله وصفاته الواردة في القرآن والسنة الصحيحة على الوجه اللائق بالله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكليف ولا تنفيذ ولا تأويل. بل نمرها كما جاءت يمرونها كما جاءت مع الايمان بها وانها حق وانها صفات لائقة بالله لا شبيه له فيها الا سبحانه وتعالى ويبتعدون عما سلكه اهل الكلام من الجهمية والمعتزلة وغيره من التأويلات الباطلة وبهذا يعلم ان التوحيد اقسام ثلاثة ويقال انواع ثلاثة توحيد الربوبية وهو افراد الله بافعاله من خلق وتدبير ويقاء ومنع وغير ذلك. هو الواحد سبحانه في ذلك هو الخلاق العليم هو الرزاق العبادة كيف يشاء لا شريك له في ذلك وقد غر بذلك المشركون ولم ينكرون ولكنهم كفروا بعدم اقرارهم لتوحيد العبادة والنوع الثاني توحيد العبادة ويقال توحيد الالوهية وهو معنى لا اله الا الله وحقيقته افراد الله بالعبادة وتخصيصه سبحانه بعباداتنا من دعاء وخوف ورجاء ونبع ونذر وصلاة وصوم وغير هذا من العبادة يجب اخلاصها لله وحده دون كل ما سواه كنافا لاهل الشرك والنوع الثالث التوحيد والاسماء والصفات وهو الايمان باسماء الله وصفاته الواردة في القرآن وبالسنة الصحيحة واثباتها لله بلا كيد اثباتا بلا تمثيل لم يهم بلا تعطيل واما عقيدة السنة والجماعة في باب القدر وفي باب افعال الله هي واضحة يؤمنون بانه سبحانه خالق افعال العباد وقد مضى في علمه كل ما يقع منهم وقد قدر قدر السابق واعلم ما يقع من العباد علم ارزاقهم واجالهم وطاعاتهم ومعاصيهم وغير ذلك كما قال الله جل وعلا في كتابه العظيم ما اصاب المصيبة في الارض ولا في انفسهم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير قال سبحانه انا كل شيء خلقناه بقدر وفي حديث عمر لما ذكر الايمان لجبرائيل قال فيه ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره والله قدر المقادير واحصى واحصى كل شيء لا يكن في علم في بكه ما لا يريد وقد علم كل شيء مما يكون في الوجود من ارزاق واجال وحياة وموت وشقاء وسعادة وطاعات وطاعة ومعصية الى ولذلك وكتب ذلك سبحانه وتعالى عنده وهو الخالق لجميع افعال العباد لعباده وافعالهم وما شاء الله كان وما لبث لم يكن سبحانه وتعالى وحقيقة الايمان بالقدر ينتظر في اربع مراتب البيئة الاولى الايمان بعلم الله بجميع الاشياء وانه قد علم كل شيء سبحانه وتعالى كما قال تعالى ان الله بكل شيء عليم لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما الثانية الايمان بانه كتب ذلك سبحانه وتعالى في اللوح المحفوظ كما قال جل وعلا الم تعلم ان الله يعلم ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير ولسبعنا ما اصاب مصيبة في الارض ولا في امرنا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير في الحديث ان الله قدر مقادير الخلائق قبل ان يخلق الارض بخمسين الف سنة وكان عرشه على المال رواه مسلم في صحيح عن عبد الله ابن عمرو ابن العاص والنصبة الثالثة انه سبحانه وتعالى ما شاء كان وما لم يكن يكن ولا يكون في ملكه ما لا يهيب فمشيئته نافذة وارادته نافذة صلاته كونية سبحانه وتعالى كما قال عز وجل انما امره اذا اراد شيئا ان يقول كن فيكون وهذه الدرجة هي الارادة الكونية بمعنى المشيئة نافذة ليس لها راد لانه مصر في عباده جل وعلا والمالك له سبحانه وتعالى والمغفرة الرابعة انه خالق الاشياء كلها وموجدها. ليس هناك خالق سواه فما شاء كان وما لم يكن لم يكن وهو الخلاق العليم خالق الخلق و منزل المطر ورازق العباد ومتصرف فيه سبحانه كيف يشاء جل وعلا هذه المراتب الاربع هي مراتب مقدر عند اهل السنة والجماعة كما اوضح ذلك العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه شفاء العليل في مشارق القضاء وقدره والحكمة والتعليم واوضحها شيخه ابو العباس ابن تيمية في العقيدة الواصلية وذكر اهل السنة والجماعة في كتبهم واهل السنة والجماعة بباب اسماء الايمان والدين يؤمنون بان الايمان قول وعمل يزيد وينقص يزيد بالطاعات ينقص بالمعاصي خلاف الخوارج والمعتزلة ومن سار في ركابهم فانهم يقولون لا يزيد ولا ينقص اما عن السنة والجماعة فيقولون ان الايمان قول وعمل وعقيدة ويقلب اللسان وعمل القلب والجوارح يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي فدل على ذلك كتاب الله في مواضع كثيرة من كتابه العظيم وان دلت عليه السنة كما قال عز وجل انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا قال سبحانه ويزيد الله الذي اهتدوا هدى في ايات كثيرات دالة على زيادة الايمان وما زاد نقص ودلت النصوص الدالة على دخول اهل النار دخول اهل عصاة النار على ظعف ايمانهم ونقص ايمانهم بسبب معاصيهم حتى دخلوا بها النار الا من عفا الله عنه وتواترت احاديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ان كثيرا من العصاة يدخلون النار بمعاصيهم وذلك لضعف ايمانهم وظعف توحيدهم ويمكثون فيها ما شاء الله خلافا للخوارج والمعتزلة ثم يخرجهم الله منها برضه احمد سبحانه وتعالى بعضهم يدخلها بسبب الزنا اصراره عليه بعضهم بسبب الخمر بعضهم بسبب العقوق وللوالدين. بعضهم بسبب الربا بعضهم باسباب اخرى من المعاصي وقد يجتمع في العبد عدة معاصي فيدعو بها النار وقد يعفو الله عن يشاء من عباده سبحانه وتعالى كما قال عز وجل ان الله لا يغفر ان يشرك به. ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء هذا قول اهل الحق من اهل السنة والجماعة اما الخوارج المعتدلة فيقولون ان العصاة مخلدون في النار كالكفار وهذا مذهب باطل وتزيد الخوارج بتكفيرهم وهذا عند اهل السنة باطل بل العصاة الذين ماتوا على التوحيد والاخلاص لله والايمان به ولو يشركوا به سبحانه بل ماتوا على بعض المعاصي لا يخلدون في النار بل اذا دخلوها لهم امد ثم يخرجون منها كما تواترت بذلك الاخبار عن رسول الله عليه الصلاة والسلام واجمع لاهل السنة والجماعة لكنه يتفاوتون في النار منهم من يطول مخه فيها بسبب كثرة معاصيه وكثرة شره وقلة ايمانه ومنهم من تكون مدته اقل على حسب احوالهم في معاصيهم وجرأتهم على دين الله كون وتصديق فقط او تصديق فقط او قول فقط كل هذا خطأ وغلط اهل السنة والرجوع يقولون الايمان قول وعمل عقيدة قول بذكر الله والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وقراءة القرآن وغير هذا ما شرع الله. وعقيدة الايمان بالله ومحبته وخوفه ورجاءه والاخلاص له وعمل كالصلاة والصوم والزكاة وغير ذلك والجهاد وغير ذلك يزيد بالطاعات وينقص المعاصي هكذا يقول اهل السنة والجماعة خلافا لجميع طوائف البدع وابنية ومعتزلة ومرجئة وغيرهم. واهل السنة والجماعة يتمسكون بالكتاب والسنة بالادلة الشرعية ولا يحيدون عنها ويقدمونها على افكارهم وعقولهم خلافا لاهل بدع ان يقدمون العقول على ما جاء في الكتاب والسنة. اما اهل السنة والجماعة فيتقيدون بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ويسيرون على نهجهما يدعون الى ذلك ويحذرون بخلاف ذلك اما اهل السنة والجماعة في الصحابة باصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم فهم يخالفون الخوارج ويخالفون الروافض فالخوارج تبوا الصحابة وكفروهم الى القريب والرافضة شاركوه في هذا وغلو في اهل البيت اما اهل السنة والجماعة فلا يغلون ولا يسبون بل يترضون عن الصحابة جميعا ويعرفون لهم فضلهم وانهم اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وانهم خير هذه الامة وافضل هذه الامة وانا الحملة الشريعة فتجب محبتهم في الله والايمان بفضلهم وانهم خير الامة بعد نبيها عليه الصلاة والسلام ولا يقولون قول الخوارج في تكفير بعضهم وسب بعضهم كما فعلت الخوارج مع علي ومعاوية وغير ذلك ولا يقولون بقول الشيعة الروافض في سب الصحابة وتكفير بعضهم والغلو في اهل الدين كعلي والحسن والحسين ونحوهم وعبادهم من دون الله واعتقاد ان ائمتهم يعلمون الغيب وانهم معصومون كل هذا باطل فاهل السنة والجماعة يعرفون للصحابة فضلهم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن اهل البيت يعرفون لهم فضلهم وانهم خير هذه الامة بعد نبيها ولا يغلون فيه ولا يسبونهم بل يترضون عنهم جميعا ويحبونهم جميعا ويعرفون لهم فضلهم وانهم خير الامة وقد حملوا لنا السنة والشريعة رضي الله عنهم وارضاهم ومن جملتهم علي رضي الله عنه من اهل البيت وابن عباس والحسن والحسين وعبدالله بن جعفر وغيرهم من اهل البيت نترضى عنهم جميعا ونحبهم في الله ولكن لا نغلو فيهم كما تفعل الشيعة لا نغلو فيهم ولا نقول فيهم ما يقوله والغولات من الشيعة من اعتقادي انهم يعلم الغيب او يتصرفون في الكون او انهم معصومون من الخطأ الى غير ذلك من اخطائهم كل هذا باطل ولا نعبدهم مع الله كما يفعله بعض الشيعة يدعون عليا ويستغيثون به وبالحسن وبالحسين وبالفاطمة وبغير ذلك هذا ايضا من عمل الرافضة والملاحدة الباطل بل اهل السنة والجماعة يخلصون العبادة لله وحده. ويؤمنون بان الله سبحانه وتعالى هو المستحق للعبادة وانه لا يجوز صرف العبادة لغير الله لا للاصنام ولا للاوثان ولا للخلفاء الراشدين لا لعلي ولا غيره ولا لاهل البيت من يجب ان نحب اهل البيت في الله حسب استقامتهم على دين الله. كما نحب بقية اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام نتوضأ عن الجميع ونقول ان العبادة حق الله وحده لا يصلح لا تصلح لغيره وانه لا يعلم الغيب الا الله سبحانه وتعالى كما قال عز وجل قل لا يعلم من في السماء والارض الغيب الا الله قال سبحانه وعنده لا يعلمها الا هو. وليس وليس احد معصوما. بل الرسل عليهم معصومون هم فيما يبلغون عن الله واما افراد الناس كله يقع من الخطأ كما قال عليه الصلاة والسلام كل بني ادم خطاء وخير الخطائين التوابون فكل واحد قدر عليه خطأ من الصحابة وغيرهم. هو باب التوبة مفتوح ولكن هذا لا يوجب ولا تنقصهم بل يجب تجب محبتهم في الله والايمان بانهم خير الخلق بعد الانبياء وان محبته في الله والترضي عنهم وكف عما كدر بينهم وحملهم على احسن المحامل فيما شجر بينهم من اصاب له اجران ومن اخطأ فله اجر ومن جملتهم اهل البيت كعلي والحسن والحسين وابن عباس وعبدالله ابن جعفر وغيرهم من اهل البيت المعروفين بالهدى والاستقامة اما الغلو في اهل البيت او غيره فهذا ينكره اهل السنة ولا يرظونه بل بل يؤمنون بان الله سبحانه هو المستحق نادى وهو عالم الغيب لا يعلمه سواه وهو المتصرف بشؤون عباده لا يسره بها سواه سبحانه وتعالى ومستحق ان يعبد هكذا يقول اهل السنة والجماعة خلافا لاهل البدع جميعا. واسأل الله باسمائه وصفاته ان يوفقنا واياك لسلوك مسلك اهل الحق من اهل السنة والجماعة. وان يوفقنا جميعا للتمسك بكتابه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام. وان وسائر المسلمين من مظلات الفتن وطوارق المحن وان يوفق ولاة امرنا لكل ما فيه صلاح العباد والبلاد وان يوفق جميع ولاة امر المسلمين في كل مكان. لما فيه صلاح العباد والبلاد جميعا. وان ينصر دينه ويعلي كلمته. وان ان يصلح عوال المسلمين في كل مكان ويمنحهم الفقه في الدين والثبات عليه انه سميع قريب. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد. وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان