بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين فالصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الترمذي علينا وعليه رحمة الله باب ما جاء في الرخصة في البكاء على الميت حدثنا قتيبة قال حدثنا مالك وحدثنا اسحاق بن موسى الانصاري قال حدثنا معن قال حدثنا مالك عن عبد الله ابن ابي بكر وهو ابن محمد ابن عمر ابن حزم عن ابيه عن عمرة انها اخبرتهم انها سمعت عائشة وذكر لها ان ابن عمر يقول ان الميت ليعذب ببكاء الحي فقالت عائشة غفر الله لابي عبد الرحمن اما انه لم يكذب ولكنه نسي او اخطأ انما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على يهودية يبكى عليها فقال انهم ليبكون عليها وانها لتعذب في قبرها قال ابو عيسى هذا حديث صحيح اذا الترمذي هكذا وباب ما جاء في الرخصة في البكاء على الميت البكاء من غير لوح ليس محرما وقد تناول اهل العلم الكلام على هذا والحديث ساقه الترمذي بقوله حدثنا قتيبة وهو قتيبة ابن سعيد ابن جميل ابن طريف الثقفي ابو رجاء البلخي البغلاني ولد عام خمسين ومئة وقيل تسعة واربعين ومئة فتوفي عام اربعين ومائتين وهو من الطبقة العاشرة وهم كبار الاخذين عن تبع الاسباب روى له اصحاب الكتب الستة جميعا وهو ثقة ثبت قال حدثنا مالك اذا قهيب هنا يروي عن مالك وقال هنا حدثنا مالك ولو قرأنا في كتاب مسلم الصحيح وجدنا انه يعني يذكر قرأ على مالك ويظهر انه ليس من الذين كانوا يقرأون بل كان ممن يحضر مجلس القراءة وسيأتينا في هذا السند ما عند العيسى القزاز وما ان كان غالبا هو الذي يقرأ قال حدثنا مالك وهو الامام مالك والحديث في موطئه برقم تسع مئة وسبعة وتسعين رواية ابي مصعب الزهري ورقم ثلاث مئة وعشرين برواية محمد بن الحسن الشيباني وهو في مسند الشافعي بترتيب سنجر برقم خمس مئة وتسعة وخمسين وهذا الكتاب من تحقيقنا ولكن ليس لدينا نسخة منه الان والحمد لله عسى الله ان يرزقنا وعسى الله ان ييسر لنا زيارة الكويت ونشتري نسخة من الكتاب من هناك ربنا جل جلاله على كل شيء قدير وحدثنا اسحاق ابن موسى الانصاري هنا ساق سندا اخر وهو سند نازل انزل من الاول واسحاق بن موسى الانصاري هو نزيل سامراء وكان يقيم في الكلفة توفي في حمص وقد ولي قضاء من الثقات الاثبات فتجده قد طاف في الارض في خدمة دين الله تعالى قال حدثنا معن اللي هو ما عند العيسى القزاز توفي عام ثمان وتسعين وفي الثقات لابن حبان وكان هو الذي يتولى القراءة على مالك فقال ابو حاتم اثبت اصحاب مالك واوثاقهم معن ابن عيسى القزاز هكذا قال ابو حاتم الرازي والامام مالك كان لا يجيب على اسئلة العراقيين انما كان معا يسأله فيجيبهم قال حدثنا مالك عن عبد الله ابن ابي بكر اذا الامام مالك معروف وهنا يروي الامام مالك عن عبدالله ابن ابي ذكر طبعا تعاقب الموسى في عام اربع واربعين ومئتين ومعا كما ذكرنا ثمانية وتسعين مئة والامام مالك في عام تسعين وسبعين ومئة وعبدالله ابن ابي بكر ابن محمد ابن عمر ابن حزم الانصاري ابو محمد ولد عام خمس وستين وتوفي عن خمس وثلاثين ومئة عبدالله ابن ابي بكر وهذا كان من اهل العلم كما قال ابن عبد البر قال كان من اهل العلم ثقة فقيها محدثا مأمونا حافظا وهو حجة فيما نقل وحمل نعم قال هنا في الحديث عن عبد الله ابن ابي بكر وهو ابن محمد ابن عمرو ابن حزم. عن ابيه اللي هو ابوه ابو بكر ابن محمد ابن عمرو ابن حزم الانصاري توفي عن سبعة عشرة كان كثير العبادة والتهجد. طبعا هكذا ذكروا كان كثير العبادة والتهجد فالقينا توفي عن سبعة عشر مئة وقيل توفي عام عشرين ومئة عن عمرو وهي عمرو بنت عبدالرحمن بن سعد بن زرارة الانصارية المدنية وهي من الطبقة الثالثة من الوسطى من التابعين توفيت عام ثمان وتسعين وقيل عام ست ومئة وهي ثقة من فقهاء التابعين انها اخبرته انها سمعت عائشة وذكر لها ان ابن عمر يقول ان الميت ليعذب ببكاء الحي فقالت عائشة غفر الله لابي عبد الرحمن وهذا من الاداب الحسنة اخذ هذا الادب من كتاب الله تعالى فربنا قال لنبيه عفا الله عنك لما اذنت لهم ولذا فان القاعدة عند اهل السنة والجماعة ان من استغرب من غيره شيئا ينبغي ان يوطأ ويمهد له بالدعاء اقامة لعذره فيما وقع منه وانه لم يتعمد ولذلك سيدة ام المؤمنين عائشة قالت اما انه لم يكذب ولكنه نسي او اخطأ انما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على يهودية يبكي عليها فقال انهم ليبكون عليها وانها لتعذب في قبرها قال ابو عيسى هذا حديث حسن صحيح وهذا الاستدراك من ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها اجتهاد منها فان الخبر صحيح ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك هذا الحديث اورده البخاري من بريق عبد الله بن يوسف قال اخبرنا مالك عن عبد الله ابن ابي بكر عن ابيه عن عمرة بنتي عبدالرحمن انها اخبرته انها سمعت عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت انما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على يهودية يبكي عليها اهلها فقال انه ليبكون عليها وانها لتعذب في قبرها وايضا رواه البخاري من طريق اخر. والحديث في صحيح مسلم رقم تسع مئة واثنين وثلاثين وقلت في شرحي لصحيح البخاري من فوائد الحديث قلت واحد تقدم معنا بان الميت يعذب ببكاء اهله عليه اذا كان هذا البكاء هو من اوصى به او كان من سنته وطريقته البكاء على الموتى فاقتدى به اهله في ذلك ثانيا على الناس ان ان يلزموا طريق الصحابة رظوان الله عليهم في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فكانوا لا يتركون امرا من الامور الا وحث الناس على لزوم الصواب فيه ثالثا حفظ قدر السابقين من الصحابة كما كان عمر رضي الله عنهم يبجلهم وينزلهم منازلهم التي امر النبي صلى الله عليه وسلم انزالهم اياها نعم وذكرت اشياء اخرى ايظا في التعليق على هذا الحديث. طبعا هذا الحديث اورده الشافعي من طريق ما لك وساق الحديث البغاوي في شرح السنة من طريق الشافعي عن مالك كل ذلك هذه الكتب المتأخرين التي روت كتب المتقدمين في الرجوع اليها فوائد عديدة منها ضبط النص وفي الختام نسأل الله تعالى ان يجعل عملنا صالحا وان يجعل يومنا خيرا من ماضينا وغدنا خيرا من يومنا ونسأله سبحانه ان يجعل خير ايامنا يوم نلقاه انه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته