بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب الاربعين النووية للحافظ النووي رحمه الله وعن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم فانما اهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم. رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث يرسم طريقا واضحا للمسلم يسير عليه يسير عليه. وسبب الحديث كما جاء في رواية ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ايها الناس ان الله كتب عليكم الحج فحجوا قام رجل من الحاضرين وقال يا رسول الله اكل عام؟ فسكت عنه الرسول صلى الله عليه وسلم. ثم اعاد صلى الله عليه وسلم ايها الناس ان الله كتب عليكم الحج فحجوا. فقام الرجل واعاد السؤال. ثم اعاد السؤال مرة ثالثة فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو قلت نعم لوجبت. يعني كل سنة ولما استطعتم ولما استطعتم لان الحج يحتاج الى سفر ويحتاج الى تكاليف ويحتاج الى قوة بدنية فلذلك الله جل وعلا اوجب مرة واحدة في العمر قال لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم. ثم قال صلى الله عليه وسلم ذروني ما تركتكم ذروني ما تركتكم. يعني لا تسألوا عن اشياء. لا تسألوا عن اشياء لم تؤمروا بها امرتم به فافعلوه وما نهيتم عنه فاجتنبوه. اما انكم انتم تسألون فهذا ليس من صالحكم. ما امرتكم فاتوا منه ما استطعتم. هذا من رحمة الله عز وجل ان الانسان يأتي مما من وامر بما يستطيع الذي لا يستطيعه يسقط عنه. كما قال جل وعلا فاتقوا الله ما استطعتم. قال تعالى لا يكلف الله نفسا احسنت الا وسعها فما استطاعه الانسان من الواجبات فانه يفعله وما لم يستطع فانه او يسقط عنه حتى يزول عذره. وهذا من يسر هذه الشريعة ورفعها للحرج عن الناس. وما عنه فاجتنبوه. اما المنهي عنه فانه يجتنب كله. لان الترك اهو اسهل من من الفعل ترك اسهل من الفعل الفعل تأتي منه ما تستطيع اما الترك فهذا لا احد يعجز عنه ترك اسهل ولهذا قال ما نهيتكم عنه فاجتنبوه. ولم يقل اجتنبوا ما ما استطعتم. بل قال اجتنبوه. يعني بكل كل واحد يستطيع انه يترك يترك المنهي اللهم الا في حالة الضرورة اذا اضطر الى المنهي فانه يفعله من باب الرخصة مثل اكل ميتة اكل الميتة هذا من باب الرخصة اذا اضطر الانسان اليه فانه يتناوله ليبقي عليه حياته وما نهيتكم عنه فاجتنبوه ثم انه حذر من كثرة الاسئلة التي لا يحتاج اليها في امور الدين التي لا يحتاج اليها في امور الدين. وظرب لذلك مثلا بالامم السابقة. فانه اذا كثرت الاسئلة انه حينئذ يحصل الحرج. والظيق على الناس. وبالتالي هذا الذي يكثر السؤال يترك الطاعة يا ايها الذين امنوا لا تسألوا عن اشياء ان تبدى لكم تسوءكم. وان تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبدى لكم عفوا فالله عنها قد سألها قوم من قبلكم فاصبحوا بها كافرين. تكلف في الاسئلة مدعاة الى ترك والتنطع ما امرت به فافعله وما نهيت عنه واجتنب ما امرت به فات منه ما تستطيع وما نهيت فاجتنبوا انت عليك الاتباع فقط. ولا تقترح اشياء من عندك او تفترض اشياء هذا من من التقديم بين يدي الله ورسوله. يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله. لا تقل لماذا لم يوجب الله كذا لماذا لم يحرم الله كذا؟ لا تسأل هالسؤال هذا. لا تسأل عن هالسؤال هذا. ذروني ما تركتكم. فما سكت الرسول صلى الله عليه وسلم لا نبحث عنه. في الحديث الاخر ان الله فرض فرائض فلا تضيعوها. وحرم لا تنتهكوها وسكت عن اشياء رحمة بكم غير نسيان. فلا تسألوا عنها. فهذا فيه منع سؤال التكلف ممنوع سؤال التكلف لانه تقدم بين يدي الله ورسوله. ولانه مدعاة الى ترك العمل ها هم بنو اسرائيل اكثروا من الاسئلة فهلكوا انما اهلك من كان قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم. يسألون ثم يخالفون. يسألون ثم يخالفون. قد يسألون عن اشياء تركها الله رحمة بهم فاذا سألوا عنها الله يعاقبهم ويوجبها عليهم فلا او يحرمها عليهم فلا يستطيعونها. وهذا له شاهد في قصة البقرة قصة البقرة لما قتل قتيل من بني اسرائيل ولم يعلم قاتله لم يعلم قاتله اله فان الله اوحى الى موسى عليه الصلاة والسلام بان يأمره ان يذبح بقرة وان يضربوه بجزء منها يضرب القتيل في جزء من البقرة حتى يخبر من هو قاتله هذي معجزة هذه معجزة لموسى عليه الصلاة والسلام فعند ذلك استغربوا هذا اتتخذونه هزوا؟ يقولون لموسى كليم الله اتخذنا هزوا. انظر الى سوء الادب والعياذ بالله. تنقص الرسل اتتخذون هزوا؟ هل الرسول يتخذ الناس هزوا؟ اتخذون هزوا؟ قال اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين. ثم اكثر الاسئلة ادعو لنا ربك يبين لنا ما هي ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها ادع لنا ربك يبين لنا ما هي ان البقرة تشابه عليه. طيب لماذا لم يبادروا؟ يذبحوا اي بقرة؟ تنتهي المشكلة. فلما كل ما سألوا سؤال شدد الله عليه. كل ما سألوا شدد الله عليهم اكثر. كل ما سألوا شدد عليهم اكثر حتى كادوا ان لا يجدوا وهذه البقرة لصعوبة اوصافها. فذبحوها وما كادوا يفعلون. لانهم شددوا على انفسهم ولم يجدوا هذه البقرة التي وصفت بهذه الاوصاف. ولو انهم في الاول ذبحوا اي بقرة ان الله يأمركم ان اذبح بقرة ما قال صفتها كذا او او صفتها كذا او سنها كذا ما قال هذا ان تذبحوا بقرة مقتضى الامر انهم يبادرون ويذبحون اي بقرة ويحصل المقصود. لما سألوا قال انها بقرة لا فارظ ولا بكر عوان بين السن فالاول ما اوجب الله عليهم السر قالوا يبين لنا ما لونها قال انه يقول انها بقرة صفراء قاطع لونها تسر الناظرين يشدد عليهم اكثر في اللون سألوا عن اللون لما بين لهم السن سألوا عن اللوم ثم انه هم عجزوا ادع لنا ربك ليبين لنا ما هي ان البقر تشابه علينا. وانا ان شاء الله لمهتدون. لولا انهم قالوا ان شاء الله لما اهتدوا ابدا لكن نفعتهم كلمة ان شاء الله. قال انه يقول انها بقرة لا دلول تثير الارض ولا تسقي مسلمة لا شية فيها ما فيها اي لون غير لون الصغرى او لا شية فيها يعني ليس فيها عيب من عيوب اي عيب فذبحوها وما كادوا يفعلون هذا بسبب التشدد وهذا ضربه الله لنا مثلا لاجل ان نعتبر به ولا نشدد السؤال على رسولنا صلى الله عليه وسلم ام تريدون ان تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل؟ فلا يجوز تشدد في هذه الامور والتنطع ولكن نقتصر على الاوامر والنواهي. ولا نفترظ اشياء لم يأتي لها ذكر فتوجب علينا ثم نعجز عنها. فهذا الدين ولله الحمد دين اليسر والسهولة والوظوح فعليك لاتباع الاوامر وترك النواهي. ولا تسأل عما عدا ذلك. هذا هو دين الاسلام ولله الحمد. دين اليسر والسهولة عدم التكلف ودل على ان كثرة الاسئلة في الدين انها تسبب الخروج من الدين. وان الاقتصار على ما جاء في الكتاب والسنة وعدم التكلف انه سبب للتمسك بهذا الدين والسير عليه والتيسير فيه رفع الحرج والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله