فجاءت هذه الابيات متظمنة لعقيدة السلف بدأها بقوله تمسك بحبل الله تمسك بحبل الله تمسك ايها المسلم بحبل الله الذي هو القرآن والسنة هذا اصلا من قوله تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ومن قوله صلى الله عليه وسلم فانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين مهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة فهذا هذا البيت مأخوذ من القرآن والسنة وهو الامر بالتمسك بحبل الله حبل الله والقرآن وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم او بعبارة اخرى تقول حبل الله هو وحيه هو وحيه الذي انزله على رسوله سواء كان قرآنا او سنة هذا هو حبل الله سبحانه وتعالى تمسك بحبل الله يعني اعتصم به كما قال تعالى واعتصموا بحبل الله النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان الله يرظى لكم ثلاثا ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وان تناصحوا من ولاه الله امركم هذه الثلاث منها وان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا لان الاعتصام بحبل الله يقي من الافتراق والاختلاف فلا يحصل الاختلاف والافتراق الا بسبب عدم التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كافتراق واختلاف اهل الكتاب مع ان الله انزل عليهم التوراة والانجيل لكن لما لم يعتصموا بحبل الله تفرقوا واختلفوا ولهذا قال ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات هذي طريقة اهل الكتاب انهم تركوا كتاب ربهم فتفرقوا وهذه نتيجة حتمية لكل ما من لا يأخذ دينه وعقيدته بالذات من كتاب الله وسنة رسوله فان النتيجة الاختلاف والتفرق وتقطعوا امرهم بينهم زبرا. وان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاتقون فتقطعوا امرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون كل احدث له مذهبا ومنهجا لا يوافق منهج الاخر ومذهب الاخر فحصل بذلك فتن عظيمة وشرور كثيرة فلا عاصم من هذه الفتن وهذه الاختلافات وهذه الملاحاة بين الناس الا بالاعتصام بكتاب الله وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا سيما في الاصل والاساس وهو العقيدة التي يجمع الله بها بين الناس كما قال تعالى هو الذي ايدك بنصره وبالمؤمنين والف بين قلوبهم