الملك بكسر الميم اسم لما يحوزه الانسان ويملكه والملك بفتح الميم اسم لما للانسان عليه قهر والملك بالظن اسم لما للانسان فيه امر ونهي فالله المالك اسم فاعل من الملك او من الملك الحمد لله رب العالمين مالك يوم الدين احمده سبحانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وبعد حديثنا اليوم عن اسم من اسماء الله عز وجل قد ورد في سورة الفاتحة وهو اسم المالك اسم المالك ورد في القرآن الكريم في اول سورة منه. مضافا وهي في الفاتحة في قوله جل وعلا مالك يوم الدين على وزان فاعل وهي قراءتنا المشهورة قراءة عاصم وهو الثابت عن يعقوب والكسائي وخلف وهناك من قرأ ملك يوم الدين فيستفاد من هذه الاية اسمان لله عز وجل اسم المالك واسم الملك. حديثنا اليوم عن اسم المالك وقراءة مالك يوم الدين كما قال بعض القراء ثابتة بالاجماع فهي من القراءات المتواترة ويؤكد هذا المعنى ما اتفق عليه القراء في قول الله جل وعلا قل اللهم ما لك فهذه القراءة الاية لم يختلف فيها القراء فقرأوا هذه الاية جميعا بمالك وثبت متواترا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة مالك يوم الدين وثبت ذلك عن جمع من الصحابة والتابعين وقراءة المد اعني ما لك ادل على المعنى من ملك لان زيادة المبنى دليل على زيادة المعنى كما هي من عادة العرب فمالك في زيادة حرف الالف من حيث الاجر في زيادة عشر حسنات ولهذا استحب جمع من الفقهاء القراءة بمالك بدل ملك. وان كان ذاك يجوز واما من حيث المعنى وكل مالك ملك فيما يملك فيتصرف في ملكه وليس كل ملك يكون مالكا لما تحت مملكته فالملك في بعض البلدان يقال عنه ملك ولا يملك كل ما في مملكته فاذا قيل ما لك معناه انه يملك ويتصرف فالله تعالى من اسمائه المالك والملك فلا خلف فهو مالك وملك قال الله تبارك وتعالى قل اللهم ما لك الملك هو المالك لنا ولنفوسنا املك منا لها الا ترون انا لا نستطيع ان نملك انفسنا يريد احدنا ان ينام فلا يستطيع يريد احدنا الا ينام فلا يستطيع يريد احدهم الموت فلا يأتيه يريد احدهم الحياة فلا توهب له لان ماء المالك هو الله عز وجل هو المالك لنا ولنفوسنا امنك منا لها فله سبحانه وتعالى الملكية والملكوت والملكية فله الملك وهو الحكم ومنه الملك الحاكم وله الملك وجمعه ملكوت ملكوت السماوات والارض وله الملك وهو الحيازة والخلق والايجاد والتصرف ورد اسم المالك ايضا في السنة الصحيحة فقد جاء في الصحيحين قول النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه جل وعلا يقول العبد ما لك يوم الدين. يقول الله مجدني عبدي فدل على ان الانسان اذا قال مالك يوم الدين فانه يمجد الله جل وعلا وفي رواية لمسلم وقال مرة فوظ الي عبدي اي فوظ اليهم الملك وفوض اليه الملك وقد ورد في حديث الاسماء الذي رواه ابن الاعرابي في معجمه والترمذي في جامعه اسم مالك الملك ولا يصح ما جاء عند الطبراني عن الحسن ابن علي رضي الله عنهما قال امان لامتي اذا ركبوا في الفلك ان يقولوا بسم الله المالكي الرحمن وما قدروا الله حق قدره اذ قالوا ما انزل الله على بشر من شيء قل من انزل الكتاب الذي جاء به موسى الاية وقوله تعالى بسم الله مجراها ومرساء ربي لغفور رحيم وكذلك روي عن ابن عباس لكن لا يصح وجاء ايضا عند ابن منده في كتاب التوحيد يأخذ الجبار سماواته وارضه بيده اي يوم القيامة فيقول انا الرحمن انا المالك اين الجبارون؟ اين المتكبرون وجاء عند ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله في ناديهم اي الرب تبارك وتعالى فيناديهم بصوت يسمعه من بعد ويسمعه من قرب انا المالك انا الديان لا ينبغي لاحد من اهل الجنة ان يدخل الجنة واحد من اهل النار يطلبه بمظلمة حتى اللطمة ولا ينبغي لاحد من اهل النار ان يدخل النار واحد من اهل الجنة يطلبه بمظلمة حتى اللطمة قال الصحابة قلنا له يا رسول الله كيف فكيف القصاص وانما ناتي الله عراة حفاة غرلا قال صلى الله عليه وسلم من الحسنات والسيئات وجاء في حديث ضعيف عند الطبراني في معجمه الكبير ان ما لك الملك هو الاسم الاعظم ولكن لا يصح باتفاق علماء الحديث وعندما نتتبع القرآن والسنة نجد ان مالك الملك ورد على صيغتين في القرآن لم يأتي مفرده وانما جاء مضافا وكانت الاظافة الواردة على نوعين اضافة الى الظرف مالك يوم الدين فشمل الزمان واضافة الى المكان. ما لك الملك مالك الملك فشمل المكان فدل انه جل في علاه مالك يملك ملكا الزمان والمكان فاذا ملك الزمان والمكان فله الملكوت سبحانه وتعالى وجاء مفردا كما مر معنا في الاحاديث التي ذكرناها في الاحاديث ولم يأتي في القرآن مفردا. المالك ومعنى اسم المالك بدلالة المطابقة اللفظية المالك اسم فاعل من الملك او الملك او من الملك ومعناه الذي يملك ومن ملكه انه المتصرف وحده سبحانه وتعالى في الزمان تقصيرا وتطويلا وابقاء واجراء قل ارأيتم ان جعل الله عليكم الليل سرمدا الى يوم القيامة من اله غير الله يأتيكم بضياء افلا تسمعون دليل على عظيم تصرفه في الزمان قل ارأيتم ان جعل الله عليكم النهار سرمدا الى يوم القيامة؟ من اله غير الله يأتيكم بليل تسمعون فيه؟ بليل فيه افلا تبصروا فمالك الملك من ملكه انه المتصرف وحده في ملكوت السماوات والارض فهو جل في علاه قال عن نفسه تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير والملك هنا بالظن اي الامر والنهي فالمالك جل في علاه ملكه عام مضاف ليوم الدين على وجه التخصيص لماذا قال بعض العلماء اضيف الملك الى يوم الدين لانه يوم تتلاشى الاملاك ولان الاملاك المظافة المدعاة ساقطة وقتها وحينها نحن اليوم نرى املاكا تظاف اما بحكم الامر والنهي فيقال فلان مالك العبد فلان مالك السيارة باعتبار الحيازة الاضافية فاذا مات من الذي سيحوز السيارة غيره؟ اذا هذه اضافات فاملاك الدنيا موجودة اما سببية مالك البيت واما انها حيازية ما لك الارض والا هو ما يقدر يحمل الارض معه وين ما راح واما ان له فيها امرا ونهيا مالك الامر فالاملاك الاضافية والسببية والحيازية موجودة في الدنيا اما يوم القيامة فهي منتفية. لهذا قال ما لك يوم الدين وقال بعضهم وهو وجه اخر انه سبحانه وتعالى اظاف ملكه الى اعظم يوم الى اعظم ظرف وهو ظرف القيامة فاذا كان هو هو سبحانه المتصرف وحده في اعظم يوم يتصور ويتخيل وهو يوم قيامة فهو لما سواه ابنك وهذا وجه لطيف وان لم يذكره اكثرهم فاذا كان اعظم يوم وهو يوم الدين مالكه الله وحده فما سواه مما هو اهون منه من الايام من باب اولى ان الله مالكه وكما ذكرنا فان مالك يضاف الى الملكوت فتقول مالك الانس والجن مالك الرقاب مالك الحياة والموت مالك الموت تقول ما لك السماوات والارض مالك الدنيا والاخرة ولهذا قال بعضهم ان فسر المالك بالمتصرف في ملكوته فهو متظمن لصفة فعلية وان فسرنا المالك بمعنى القدرة والقوة فهو متظمن لصفة ذاتية وهي القوة والقدرة ومالك يوم الدين قال المفسرون مفعوله محذوف وتقديره مالك في يوم الدين وحذفه ادل على المعنى واعم فانك لما تسمع مالك يوم الدين تتخيل كل ما سيكون في يوم القيامة الله مالكه فهو مالك الاتيان بيوم القيامة مالك اقامة القيامة ما لك الجزاء ما لك القضاء مالك العفو مالك الصفح فكل هذه المعاني متصورة فوظيف للظرف توسعا لعموم المعنى الذي يكون في ذلك اليوم فدل على عظمة ظهور سلطان المالك وقهره وقدرته سبحانه وتعالى فالمالك يتصرف في الاعيان المملوكة كيف شاء وفي الجواهر المكنونة كيف شاء وفي الاعراض التي تذهب وتجيء كيف شاء وقال بعضهم مالك ابلغ في مدح الخالق وملك ابلغ في مدح المخلوق والفرق بينهما ان المالك من المخلوقين قد يكون غير ملك اما الله فهو مالك الملك واما معنى اسم المالك بدلالة التظمن فتضمن هذا الاسم الشريف المالك تضمن معنى الملك بالظم امرا ونهيا ومعنى الملك الحيازة ومعنى الملك وهذا معناه الموجودات كلها واما معنى اسم المالك بدلالة الالتزام فدل اسم المالك بدلالة الالتزام على كونه سبحانه عظيم قدير سميع بصير عليم ولهذا نجد سعة ملكوته سبحانه وتعالى فيما نرى وما لا نرى اعظم وما لا نرى اعظم لان حد البصر الانساني محدود وملك الله عز وجل غير محدود واسم المالك دل على صفات للرب تبارك وتعالى فدل هذا الاسم المنيف على صفة الملك والملك والملك ودل اسم المالك على الافعال فكونه سبحانه وتعالى المالك يعني انه الموجد للملكوت وانه المتصرف في الملك وانه الامر والناهي في الملك فهو سبحانه وتعالى له فعل في ملكه وهو فعال وفاعل كما يليق بجلاله وعظيم سلطانه واما دلالة اسم المالك على الاثار فلهذا الاسم اثار كثيرة منها ان المالك سبحانه ملكه مطلق فلا احد يطلع على ملك الله تعالى ولا احد يستطيع ان يعرف او ان يحد او يحد ملك الله تبارك وتعالى وكل مالك فهو سبحانه وتعالى مالكه وكل متصرف فهو سبحانه وتعالى متصرفه فما من شيء الا والله مالكه قهرا او اختياره حتى الكفار والمشركون والمتجبرون الله مالكهم قهرا والملائكة والمؤمنون الله جل في علاه مالكهم قهرا واختيارا ومن اثار المالك انه سبحانه وتعالى يملك وحده الخزائن لا غيره قال قل لو انتم تملكون خزائن رحمة ربي اذا لا امسكتم خشية الانفاق فلا احد يملك مع الله شيئا. قال تعالى قل ان افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا وقال قل فمن يملك من الله شيئا ان اراد ان يهلك المسيح ابن مريم وامه ومن في الارض جميعا ومن اثار المالك انه جل في علاه يملك الظر والنفع وحده سبحانه وتعالى. قل لتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ولا نفعا قل من يرزقكم من السماء والارض؟ امن يملك السمع والابصار ومن اثار المالك انه سبحانه وتعالى وحده يملك الشفاعة قال تعالى ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة وقال ولا يملكون الشفاعة الا من اتخذ عند الرحمن عهدا فهو سبحانه المالك يكشف الظر وحده ولهذا قال عن المعبودات الباطلة لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضرة واذا كانوا لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ظرا فلا يملكون كشف الظر عنكم ولا تحويلا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا ان الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا لا يملكون مثقال ذرة في السماوات والارض ما يملكون من قطمير بل لا يملكون منه خطابا ومن اثار الماء اسم المالك انه سبحانه وتعالى وحده يملك القيامة ولهذا اختص به فمن اثار ذلك ان في يوم القيامة تتلاشى الاملاك قال تعالى يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والامر يومئذ لله ومن الاثار على كونه المالك سبحانه وتعالى وحده انه وحده له الملكوت. قال تعالى اولم ينظروا في ملكوت السماوات والارض وقال قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا جار علي وقال فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء واليه ترجع والملكوت مبالغة فعلوت من الفعل مبالغة للاملاك التي بيد الله عز وجل اما كيفية دعاء الله تعالى باسم المالك فان يقول العبد يا ما لك بدون الف او يا المالك بال او يقول يا مالك الملك بالاضافة او اللهم ما لك الملك الملك ونحو ذلك وجاء في السنة من حديث انس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل الا ادعوك دعاء تدعو به لو كان عليك مثل جبل دينا لادى الله عنك لو كان عليك مثل جبل دينا لادى الله عنك قل يا معاذ اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء ان قدير رحمن الدنيا والاخرة تعطيهما من تشاء وتمنع منهما من تشاء ارحمني رحمة من ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك رواه الطبراني في المعجم الصغير والكبير وقال سعيد ابن المسيب رحمه الله اللهم اني اسألك بانك مالك الملك نسأل الله تبارك وتعالى ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح وان يشملنا برحمته وان يدخلنا بعفوه وصفحه انه هو الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين بارك الله