الحمد لله الماجد والصلاة والسلام على رسول الله خير راكع وساجد وعلى اله واصحابه ومن سار على دربه من عمار المساجد وبعد ايها المستمعين والمستمعات انا نهتم جدا ببناء بيوت رفيع العماد ونحرص على ذلك كثيرا ونظهره بين العباد وندعو الى ذلك سرا وبالتناد لكن هل تنادينا لبناء بيت ليوم التناد واجتهدنا في ايجاد قصر يوم يحشر العباد وما سبيل ذلك لنأخذ السبب التاسع من اسباب بناء بيت في الجنات الا وهو تنظيف المساجد قال الامام ابن ماجة رحمه الله تعالى في سننه حدثنا هشام ابن عمار قال حدثنا عبد الرحمن ابن سليمان ابن ابي الجون قال حدثنا محمد بن صالح المدني قال حدثنا مسلم ابن ابي مريم عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اخرج اذى من المسجد بنى الله له بيتا في الجنة قال الهيثمي في الزوائد اسناده فيه انقطاع ولين فان فيه ابن ابي مريم لم يسمع من ابي سعيد ومحمد بن صالح فيه لين وظعفه الالباني كذلك. لكن للحديث شواهد قاصرة كلها دالة على اهمية اخراج الاذى من المسجد ولا ريب ان المساجد بيوت الله تبارك وتعالى يجب ان تنظف وان تحفظ من كل اذى وان في ذلك اجرا عظيما ومن جملة ذلك ان الله سبحانه وتعالى يعامل من ينظف بيته ببناء بيت في الجنة كما ان من يبني لله مسجدا يبني الله له بيتا في الجنة فكذلك من يهتم بنظافة المسجد في دفع عن المسجد الاذى فان الله سبحانه وتعالى يبني له بيتا في الجنة ومن هذه الشواهد الدالة على اهمية اخراج الاذى من المسجد ما قاله المناوي رحمه الله قال لما ذكر جزاء البناء عقبه قال واخراج القمامة اي الزبالة من المسجد جاء عليه احاديثه وفيه ندب ببناء المساجد وتنظيف المساجد قال النووي رحمه الله ويدخل فيه من عمره اذا استهدم فيتأكد بناؤه وعمارته واصلاح ما تشعب منه ويسن بناؤه في الدور وفي الحديث ندب كنسه تنظيفه وتحريم تقديره حتى بطاهر لانه استهانة به وقوله في الحديث من اخرج اذى من المسجد نجسا كان او طاهرا كدم ومخاط وبصاق وتراب وحجر وقمامة ونحو ذلك من كل ما يستقذر بنى الله له بيتا في الجنة قال المناوي وفي بعض الروايات ان ذلك اي تنظيف الاذى من المساجد مهور الحور العين ومما يشهد لهذا الحديث من اخرج من طريق المسلمين شيئا يؤذيهم كتب الله له به حسنة ومن كتب له عنده حسنة ادخله الله بها الجنة. رواه البخاري في الادب المفرد ورواه الطبراني وله طرق وحسنها الالباني فهذه الرواية تدل على ان من اخرج اذى من طريق المسلمين كان له هذا الاجر العظيم فكيف بمن اخرج الاذى من المسجد الذي هو بيت الله تبارك وتعالى ومما يشهد له ايضا من اخرج من طريق المسلمين شيئا يؤذيهم كتب الله له به حسنة ومن كتب له عنده حسنة ادخله الله بها الجنة وروي بلفظ من اخرج من طريق المسلمين شيئا يؤذيهم كتب الله له به مئة حسنة وللحديث شواهد عن معاوية بن قرة قال قال كنت مع معقل المزني فاماط اذى من الطريق ورأيت شيئا فبادرته فقال ما حملك على ما صنعت يا ابن اخي قال رأيتك تصنع شيئا فصنعته قال احسنت يا ابن اخي سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من اماط اذى عن طريق المسلمين كتب له حسنة ومن تقبلت له حسنة دخل الجنة قلت هذه الاحاديث بمجموعها تبين اهمية ازالة الاذى من طرقات المسلمين فما بالك ايها المستمع الكريم والمجتمعة الكريمة بموضع اجتماعهم للعبادة الا وهي المساجد التي بنيت للعبادة عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ جاء اعرابي فقام يبول في المسجد فقال اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مهمة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزرموه. دعوه ومعنى لا تزرموا لا تقطعوا عليه بوله دعوه فتركوه حتى بال. ثم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له عليه الصلاة والسلام ان هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر انما هي لذكر الله عز وجل. والصلاة وقراءة القرآن. وقال صلى الله عليه وسلم انما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن او كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فامر رجلا من القوم فجاء بدلو من ماء فشنه عليه رواه مسلم قال الامام احمد وقال ابو امامة رضي الله عنه الغدو والرواح الى هذه المساجد من الجهاد في سبيل الله وقال بعض اهل العلم انه كما يجنب المسجد من الاذى الحسي الذي يقذره فكذلك يجنب من الامور المعنوية التي تخالف ما من اجله بني. فينبغي للناس الموجودين في المساجد ان يجنبوا المساجد المجانين. والخصومات ورفع الاصوات وسل السيوف واقامة الحدود فكل ذلك لا ينبغي ان تجعل في المساجد كذلك لا ينبغي ان تجعل في المساجد القبور لان القبور مظنة القذارة ولانها مظنة الوقوع في الشرك قال الحافظ ابن رجب رحمه الله وفي مسند الامام احمد من حديث ابي عبيدة ابن الجراح قال اخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم واعلموا ان شرار الناس الذين اتخذوا قبور انبيائهم مساجد وقد روي هذا المعنى عن النبي صلى الله عليه وسلم في احاديث كثيرة وانه قال ذلك في مرض موته من حديث علي واسامة ابن زيد وكعب ابن مالك وغيرهم وخرج الامام احمد حديث اسامة بن زيد رضي الله عنهما. ولفظه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ادخل علي اصحابي فدخلوا عليه فكشف القناع ثم قال لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد وقد اتفق ائمة الاسلام على هذا المعنى. قال الشافعي رحمه الله واكره ان يعظم مخلوق حتى يتخذ قبره مسجدا خشية الفتنة عليه وعلى من بعدهم. انتهى كلام الحافظ ابن رجب وقد اتفق ائمة الاسلام على هذا المعنى قال العلامة النووي رحمه الله قال العلماء انما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ قبره وقبر غيره مسجدا خوفا من المبالغة في تعظيمه والافتتان به. فربما ادى ذلك الى الكفر. كما جرى لكثير من الامم الخالية ولما احتاجت الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين. والتابعون الى الزيادة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. حين كثرت المسلمون وامتدت الزيادة الى ان دخلت بيوت امهات المؤمنين فيه ومنها حجرة عائشة رضي الله عنها مدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه ابي بكر وعمر رضي الله عنهما بنوا على القبر حيطانا مرتفعة مستديرة حوله لئلا يظهر في المسجد فيصلي اليه العوام ويؤدي المحذور ثم بنوا جدارين من ركني القبر الشماليين وحرفوهما حتى التقيا حتى لا يتمكن احد من استقبال القبر. ولهذا قال في الحديث لولا ذلك لابرز قبره. غير انه خشي ان يتخذ مسجدا والله تعالى اعلم بالصواب انتهى كلام الامام النووي رحمه الله تعالى ايها المستمعون الاكارم والمجتمعات الكريمات ان المساجد انما امر الله ببنائها. كما قال الله تعالى انما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم من الاخر. وكما قال وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا هذه المساجد انما هي بيوت الله في الارض وهي ينبغي ان تكون من انظف الاماكن كما انك تهتم بنظافة بيتك فاولى بك واولى بك ان نهتم جميعا بتنظيف بيوت الله جل وعلا وقد كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم امرأة تقم المسجد وكانت امرأة توصف بانها سوداء من صفة النساء وكانت تقم المسجد فلما ماتت ومرظت دفنها الصحابة ليلا. ولما يعلم النبي صلى الله عليه واله وسلم فسأل عنها فقالوا انها ماتت فقال صلى الله عليه وسلم هلا اذنتموني فاصلي عليها فذهب عليه الصلاة والسلام الى قبرها وصلى عليها وهي في قبرها. وهذا يدلنا بجلاء ان من يقوم المسجد ومن ينظف المسجد ومن يهتم المسجد فانه يرجى له خير كثير انه يرجى له خير كثير وذلك لان ذلك منبئ عن تعظيم شعائر الله عز وجل. فان المساجد بين البنيان من شعائر الله تبارك وتعالى وينبغي ان نعمد الى كل امر فيه تحسين للمسجد فنجتهد فيه وان نبتعد عن كل امر يخرج المساجد من اماكن العبادة ولا نجعل المساجد متاحف نزينها ونجملها ونزخرفها فان ذلك من علامات الساعة. ولكن انما نزين المساجد بالامور التي تكون مطلوبة شرعا مثل التجميل في الجمع والتطييب ونحن بحمد الله جل وعلا نعيش في هذه الدولة المباركة وقد قامت الدولة مشكورة متمثلة في وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية مية باداء هذا الدوري على اكمل وجه. فانا نرى المساجد مطهرة منظفة اذا دخل الانسان شيئا من هذه البيوتات ينشرح صدره بالعبادة اذا دخلها. وعينه بالنظافة اذا نظر اليه ولم يبقى الا انا نهتم بانفسنا حين ندخل. وينبغي ان نوجه العاملين والعمال الذين يدخلون المساجد ان يكون لهم ثوبان كما امر النبي صلى الله عليه وسلم ما على احدكم ان يكون له وبان ثوب لمهنته وثوب لصلاته. فان ذلك اطهر للمساجد وانظف لبيوت الله جل وعلا وينبغي ايضا ان نرشد من نجد فيه اثر الروائح التي تؤذي المصلين مثل من نجد فيه رائحة الدخان او رائحة الثوم والبصل او رائحة العرق ان نرشدهم باللين وبالتي هي احسن حتى تبقى هذه المساجد اطيب الاماكن وانظف الاماكن واحسن الاماكن الله اكبر ان من يهتم ببناء المساجد ومن يهتم بنظافة المساجد لا شك انه يلقى الجزاء من جنس العمل يلقى عند الله سبحانه وتعالى بيوتات في الجنات. اللهم انا نسألك ان تعظم في قلوبنا لا شعائرك وشعائر دينك وان تجعلنا من عمار بيوتك وان تجعلنا من عمار المساجد. وصل اللهم وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. والحمد لله رب العالمين