هذا هو العبث الكثير المتوالي في الصلاة وهذه بعض صورها اما ضابط العبث الكثير فضابطه ان من ينظر اليه يظنه ليس في الصلاة ادخل يده في جيبه واخرج هاتفه ثم نظر فيه بقوله يرحمك الله او يرحمه الله او السلام عليك او اه البابا او اغلق الهاتف او اركع ونحو ذلك اما الناسي والجاهل فلا تبطل صلاته بذلك يعني مثلا لو اخطأ الامام فجلس بعد الركعة الاولى ونبهه المصلون فلم ينتبه وما قام الى الثانية وما عرف ماذا يفعل فلو قال احد المصلين عمدا عالما قم الى الركعة الثانية بطلت صلاة المتكلم الثاني من مبطلات الصلاة الضحك لان الضحك فعل ينافي الخشوع وينافي الخضوع وينافي القنوت لله جل وعلا الذي امرنا به حيث قال جل وعلا وقوموا لله قانتين والصلاة روحها الخشوع والضحك مناف للخشوع والخضوع اما التبسم الذي هو انفراجة الشفتين وبدون الاسنان بلا صوت فهذا لا يبطل الصلاة وقد ورد في الضحك حديث ضعيف انه يبطل الوضوء ومن باب اولى انه يبطل الصلاة لكنه ضعيف الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا درس في بيان مبطلات الصلاة من كتاب الدروس المهمة لعامة الامة لشيخنا وشيخ مشايخنا العلامة مفتي الانام ابن باز رحمه الله تعالى قال رحمه الله مبطلات الصلاة وهي ثمانية المبطلات المقصود بها هي الاقوال والافعال التي تبطل الصلاة. الاقوال والافعال التي تبطل الصلاة ومعنى بطلان الصلاة اي عدم الاعتداد بها شرعا ومعنى بطلان الصلاة عدم الاعتداد بها شرعا اي كانها غير موجودة وذلك ان الانسان اذا دخل في الصلاة يقال احرم بالصلاة فصار عليه ثم اقوال وافعال محرم عليه فعله فاذا فعل بعض هذه الاقوال المحرمة او بعض هذه الافعال المحرمة فانه يكون قد ابطل صلاته قال رحمه الله وهي ثمانية اولا الكلام العمد مع الذكر والعلم اما الناسي والجاهل فلا تبطل صلاته بذلك الكلام العمد من مبطلات الصلاة لقول الله جل وعلا وقوموا لله قانتين ولما جاء في حديث معاوية ابن الحكم السلمي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس لا يصلح فيها شيء من كلام الناس اي من مخاطبة الناس. فالصلاة في روحها وحقيقتها خطاب بين العبد وربه فاذا قرأ القرآن فان الله يخاطب العبد واذا كبر العبد وسبح وسمع ودعا وسجد وتشهد وصلى فانه يخاطب ربه ولهذا نجد المخاطبات في القرآن من العبد لربي احيانا بصيغة الحضور سبحانك اللهم وبحمدك واحيانا بالصيغة الغيبة سمع الله لمن حمده اما الخطاب مع الناس الكلام العمد مع الناس فهذا من مبطلات الصلاة وهنا يأتي السؤال الكلام العمد الذي يكون مبطلات الصلاة هو الذي معه تذكر ويعلم ان ذلك من مبطلات الصلاة فان كان ناسيا نسي ان الكلام يبطل الصلاة او جهل ان الكلام يبطل الصلاة فان الصلاة صحيحة ومما يدل على ذلك حديث معاوية ابن الحكم السلمي ان رجلا عطس في الصلاة فقال له معاوية ابن الحكم يرحمك الله فرمى الناس اليه يا ابصاري فقال واثق لامياه تكلم ولم يكن علم ان الصلاة قد اه جاء فيه الامر بمنع الحديث مع الناس وكان الرجل قبل ذلك يخاطب من بجواره اذا احتاج الى ذلك حتى نزل قوله جل وعلا وقوموا لله قانتين فلما انتهى النبي صلى الله عليه وسلم من الصلاة قال ما زجرني ولا كهربا لكنه قال ان هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ولم يأمره النبي صلى الله عليه واله وسلم باعادة الصلاة ذلك لانه لم يكن يعلم بان الكلام العمد مبطل للصلاة ولان الصلاة عقد وصلة بين العبد وربه فلا يجوز ان يقطع بكلام فيه خطاب للخلق ومما يدل على خطاب الخلق ما يكون فيه كانه يخاطب انسانا اما بصيغة الحضور او الاستحضار او بصيغة بصيغة الخطاب فنعلم ان الظحك لا يبطل الوضوء عند جماهير العلماء الآفا للحنفية رحمهم الله المبطل الثالث من المبطلات الاكل والاكل من مبطلات الصلاة فلو ان انسانا تناول رطبا فاكلها او تناول ماء فشرب فالاكل والشرب من مبطلات الصلاة وايا كان نوع الاكل وايا كان نوع الشرب وسواء كان الاكل تباعا او مرة بعد اخرى فلو انه اخذ شيئا يسيرا من الاكل واكله فانه تبطل صلاته وهكذا لو اخذ شيئا يسيرا فشرب فان ذلك مبطل للصلاة وهل الاكل والشرب مبطل للصلاة والضحك مطلقا او مع التذكر والعلم. الصحيح من اقوال اهل العلم ان الضحك والاكل والشربة مبطل من مبطلات الصلاة سواء كان الرجل جاهلا او ناسيا فنأمره باعادة هذه الصلاة و قد ذكر العلماء رحمهم الله ان الاكل والشرب ممنوعان عن المصلي حتى لو كان الاكل في خلال اسنانه فبلعها فهل هذا يعتبر اكلا او لا جماهير العلماء ان هذا لا يعتبر اكلا وانما المقصود بالاكل المبطل للصلاة هو الذي يكون معه فعل مما يدل على لقمة او اه شربة ونحو ذلك مما يكون معه بلع اما ما لا بلع فيه كالريق مثلا او يدخل الى المرئ كما يدخل الريق بلا بلع وينزل نزولا كما هو الحال في ما يتخلل بين الاسنان فهذا لا يبطل الصلاة ومن مبطلات الصلاة انكشاف العورة وذلك لان المصلي مأمور بستر العورة قال الله جل وعلا يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد وهذه الاية نزلت في الصلاة على وجه الخصوص واذا كان اخذ الزينة مأمورا به فكيف بستر العورة وقد كان الجاهليون قبل الاسلام يصلي احدهم عاريا ويطوف عاريا فجاء الاسلام ومنع الصلاة عاريا ومنع الطواف عاريا ولا ريب ان الانسان يتجمل عند دخوله على امراء الدنيا ورب العزة والجلال اولى من ذلك وان كان لا يغيب عليه شيء مما تحته الثياب لكن التجمل في حال الصلاة امر حسن قد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتجمل في الجمعة والعيدين يلبس احسن ما يجد في هذه الصلوات وستر العورة شرط من شروط صحة الصلاة كما سبق بيانه فاذا انكشفت العورة فان ذلك مبطل للصلاة لكن لابد ان ننتبه انكشف العورة على صورتين الصورة الاولى ان تنكشف العورة يهتم المصلي بستر عورته مباشرة وهنا لا تبطل صلاته كما لو كان يصلي وعليه ازار فجاءت الريح ورفعت الايجار حتى بدا شيء من فخذه وركبته فاعاد الازار مباشرة فلا تبطلوا صلاته الصورة الثانية ان يلبس او يتزر بازار اسفل من السرة او فوق الركبة فيبدو شيء من السرة او شيء من الركبة او شيء من البطن اسفل السرة او شيء من الظهر اما يلي البطن مما يلي السرة من الخلف اسفلها او شيء من الفخذين فهذا كله مبطل للصلاة اذا تعمد ذلك او كان اه عن غفلة منه لكنه تساهل في ذلك مما يدل على ان ستر العورة لابد منه في الصلاة ان النبي صلى الله عليه وسلم كما في سنن ابي داوود قال لاسماء ان المرأة اذا بلغت المحيض فلا يصح ان يرى منها الا هذا وهذا واشار الى يديه ووجه صلوات ربي وسلامه عليه يعني في الصلاة من مبطلات الصلاة الانحراف الكثير عن جهة القبلة لانه سبق ان ذكرنا ان من شروط صحة الصلاة ان يكون وجهة المصلي الى القبلة فاذا انحرف عن القبلة كثيرا بحيث كانت القبلة في الغرب وصار وجهه في الشمال او كانت القبلة في الغرب الجنوبي وهو توجه الى الغرب تماما فان صلاته تبطل. اما الانحراف اليسير فانه لا اثر له ومما يدل على ان مخالفة جهة القبلة مبطل للصلاة لان الله جل وعلا امر بذلك في قوله وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره فلو ان انسانا صلى الى غير القبلة فنبه فتوجه الى القبلة صحت صلاته لكن اذا تعمد ولم يتجه الى القبلة بطلت صلاته ومن مبطلات الصلاة ما ذكره المصنف رحمه الله بقوله العبث الكثير المتوالي في الصلاة ما هو ضابط العبث الكثير اولا ماسورة العبث الكثير من سورة العبث الكثير صور متعددة للعبث الكثير صور متعددة منها فرقعة الاصابع ومنها رفع اليدين و اللعب بهما ومنها تعديل العمامة ومنها حركة الاصابع ومنها تحريك القدمين ومنها هز الرأس ومنها هز البدن كلية يمنة ويسرة او اماما وخلفا كتحريك اليهود في صلواتهم ونحو ذلك ثم ادخل الهاتف في جيبه فالذي ينظر اليه يظنه يجري مكالمة هاتفية او ينظر الى رسالة واردة فهذا ليس مصليا والصحيح وهو الذي عليه جماهير العلماء ان العبث الكثير ضابطه ثلاث حركات متواليات في ركن يعني هو قايم ادخل يده في جيبه وهو قايم اخرج من جيبه شيئا هاتان حركتان وهو قائم رفع يده الى جهة وجهه ونظر مما اخرجه من جيبه هذه ثلاث حركات متواليات تكون صلاته باطلة وقد جاء في الشرع ربط كثير من الامور بالثلاث للدلالة على الكثرة ولا شك ان الكثرة اسم يطلق على اقل الجمع واقل الجمع عند جماهير اللغويين ثلاثة والمتوالي المقصود به هنا ما كان في ركعتين ركن واحد ومن هنا لو ان انسانا عدل غترته في الركعة الاولى ثم عدل عمامته مرة اخرى في الركعة الثانية بحركة واحدة ثم فالتشهد آآ نظر الى ساعته مثلا فهذه ثلاث حركات لكنها غير متواليات فلا تقطن الصلاة وهنا انبه على ان من مقاصد الصلاة الاعظم خشوع القلب اولا وخشوع واستكانة الجوارح وطمأنتها ثانيا وعلامة خشوع الجوارح عدم العبث باللحية عدم العبث الاصابع عدم تحريك اليدين بلا حاجة آآ الالتفات يمنة ويسرة قصدا بلا حاجة ونحو ذلك فالعبث الكثير ضابطه ثلاث حركات متواليات بركن واحد من حركات لا علاقة لها بجنس الصلاة ثامنا ذكر المصنف رحمه الله تعالى من مبطلات الصلاة انتقاض الطهارة من مبطلات الصلاة انتقاض الطهارة فلو ان انسانا كان يصلي في الركعة الاولى والثانية ثم انتقض وضوءه فان صلاته باطلة يخرج يمسك انفه بيساره ثم يخرج من الصف او من الصلاة ويذهب ويتوظأ ثم يرجع ويعيد الصلاة ولا يستأنف على ما سبق وهذا عند جماهير الفقهاء رحمهم الله تعالى ولا يبني على ما سبق. فاذا انتقض طهارة الانسان بصوت او ريح او بول او غائط او مزي او مني ونحو ذلك فان صلاته تبطل تباعا لفقدانه شرط الطهارة ولم يذكر الامام ابن باز رحمه الله تعالى لم يذكر ان من مبطلات الصلاة الزيادة على الصلاة قصدا. وهذا يذكره جمع من الفقهاء رحمهم الله تعالى. فمن زاد في الصلاة شيئا قصدا بطلت صلاته. من زاد في الصلاة شيئا مثلا صلاة المغرب ثلاث فصلاها اربعا قصدا صلاته باطلة صلاة الفجر ركعتان لو صلاها ثلاث ركعات صلاته باطلة وصلاة العشاء الظهر اربعا فصلاها خمسا صلاته باطل اذا كان عن عمد وهكذا من مبطلات الصلاة نقصان شيء من اركان الصلاة عمدا فلو نقص ركعة من ركعات الصلاة صلاته باطلة. صلى الفجر ركعة الصلاة باطلة. لو العصر ثلاث صلاة باطلة سواء كان عن عمد او عن نسيان. ولهذا لا بد ان ننتبه انه لصحة الصلاة لابد من الاتيان بها على وجهها من غير زيادة ولا نقصان. وهنا انبه على ان الزيادة في اركان الصلاة من مبطلات الصلاة. فمثلا لو ان انسانا ركع مرتين قصدا بطلت لو سجد ثلاث مرات قصدا بطلت صلاته كما لو زاد ركعة عمدا بطلت صلاته وهكذا لو كرر الاركان القولية. لو كرر الفاتحة مرتين قصدا بطلت صلاته لو كرر التشهد مرتين قصدا بطلت صلاته. وهذه مسائل مهمة. اما تكرار السنن والمندوبات من الاذكار فامر وارد فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قام آآ في ليلة بركعة يعيدها ويكررها صلوات ربي وسلامه عليه ويدخل في نقصان الصلاة ترك واجبات الصلاة عمدا فلو ان المصلي ترك التشهد الاول بالصلاة الرباعية او التشهد الاول في صلاة العشاء مثلا في اتشاء صلاة المغرب مثلا فان صلاته باطلة لان ترك الواجب عمدا مبطل للصلاة. ترك الواجب عمدا مبطل للصلاة. يعني ترك الاركان عمدا او نسيان مبطل للصلاة. اما ترك الواجب فعمدا يبطل الصلاة ونسيانا لا شيء فيه. الا سجود السهو. هذه بعض ما يتعلق بمبطلات الصلاة وان شاء الله تعالى نلتقي في درس اخر في بيان شروط الوضوء والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين