فكل ما في هذا الكون يهلكه الله الا ما استثنى فان الله تعالى قد قال في اية الزمر ونفخ في الصور وصاعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين ولوالدينا وللمسلمين اجمعين قال المؤلف رحمه الله تعالى العاشر اثبات الوجه لله سبحانه وقوله ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام كل شيء هالك الا وجهه. حسبك الحمد لله رب العالمين. دلت هداة هاتان الايتان على اثبات صفة خبرية من صفات الله سبحانه وتعالى وهي صفة الوجه فلربنا جل وعلا وجه كريم يليق بجلاله وعظمته وهو وجه حقيقي لا يماثل وجوه المخلوقين لكنه وجه حقيقي. اذ الوجه مشتق من المواجهة فلربنا صفة الوجه ويجب ان نثبتها لله تعالى كما اثبتها لنفسه. من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل انا اعتقد ان لربنا سبحانه وبحمده وجها كريما سبوحاته النور وحجابه النور لو كشف لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه اهل السنة والجماعة يثبتون لله تعالى صفة الوجه ولا يحرفونها اما اهل البدع فانهم شرقوا بهذا وضاقوا به ذرعا ورأوا ان اثبات الوجه لله يقتضي تمثيله بالمخلوقين لانه تبادر الى اذهانهم ان الوجه هو الوجه المعهود في الاذهان الذي يرونه في الموجودات من الانسان والحيوان وغير ذلك. فالواقع انهم شبهوا وعطلوا ثانيا هذه محنة المعطلة. انهم يتبادروا الى اذهانهم من النصوص المعنى السيء وهو التشبيه او التمثيل. ثم يهربون منه ليقعوا في التعطيل. فيجمعون بين السوأتين ولو انهم اعطوا النصوص حقها لعلموا انه يسعهم ان يثبتوا لله ما اثبت لنفسه اثباتا حقيقيا ولا يلزم من هذا الاثبات الحقيقي التمثيل او التكييف اذا الواجب علينا ان نثبت لربنا ما اثبته لنفسه من هذا الوصف الكريم. بل ان هذه الصفة صفة الوجه من اعظم ما يتعلق به المؤمنون. الم تروا ان الانسان يقول في مناجاته كما جاء في الحديث الصحيح. واسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقاءك. فلا يوجد لذة يتنعم بها اهل الجنة مثل لذة النظر الى وجه الله الكريم ونقول لهؤلاء اه ما تصنعون بناطق الكتاب وصحيح السنة؟ قالوا ليس على ظاهره المراد بالوجه الثواب. او المراد المراد بالوجه الذات وهذا تحريف فالواقع ان هذا التحريف يوقعهم في لوازم لا يستطيعون الفكاك منها. فمثلا حينما يقولون ويبقى وجه ربك ارأيت لو انك رفعت كلمة وجه ووضعت مكانها ذات هل يمكن الشيء يضاف الى نفسه لا يمكن ما يمكن الشيء يضاف الى نفسه وكأن ولا كان يغني عنها ان يقول ويبقى ربك اذا ما قال الله ويبقى وجه ربك الا لحكمة. ان له وجها حقيقيا سبحانه وبحمده ولهذا لاحظوا ان الله سبحانه وتعالى ختم الاية فقال ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام من الاسماء الخمسة وجاءت مرفوعة. اذا ينبغي ان تكون صفة مرفوع اليس كذلك؟ لو كان الوجه هو الذات لقال ويبقى وجه ربك ذي الجلال والاكرام كما قال في اخر السورة تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام. لكنه قال ها هنا ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. فذو من الاسماء الخمسة وقد جاءت مرفوعة فدلت على انها صفة لمرفوع. مما يدل على ان الله اراد اثبات وصفا حقيقيا غير الذات وهو صفة الوجه ايضا من يعني زعم ان المراد هو الثواب هل هل يقال ويبقى ثواب ربك؟ يعني لا يبقى الا ثواب ربك فقط لان اول الاية كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام ولكن تفسير هذه الاية هو ان الله سبحانه وتعالى اذا افنى الخلائق يوم القيامة يقول لمن الملك اليوم؟ اين الجبابرة اين اين ملوك الدنيا؟ اين كذا؟ فلا يجيبه احد. يقول الرب لمن الملك اليوم؟ فيجيب الرب نفسه لله الواحد القهار وانما عبر بالوجه عن الذات لان الوجه في لغة العرب اشرف ما يكون في الذات فانت مثلا تقول لصاحبك والله ما فعلت هذا الا هالوجه اليس كذلك؟ هل تقول مثلا لصاحبك؟ ترى ان فعلت هذا لهذا الكتف او لهذه الركبة او لهذا القدم او كذا لا احد يقول كذا اشرف ما في الكينونة في لغة العرب هو الوجه لانه هو الذي يعبر عن المواجهة فلذلك عبر الله تعالى عن ذاته الكريمة بالوجه الوجه مشتق من المواجهة فالواجب علينا ان نثبت ما اثبت الرب لنفسه والا نتلجلج في ذلك ولا نستشنع ما اثبت الرب لنفسه فانه سبحانه اعلم بنفسه وبغيره واصدق قيل واحسن حديثا فليس لاحد ان يستدرك على الله ما قال فليسوا اغير على الله من رسول الله. صلى الله عليه وسلم. والصحابة الكرام ذوو القريحة العربية والسليقة ما فهموا من اثبات الوجه ما ما فهمه المتأخرون من ان ذلك يقتضي تمثيلا للمخلوقين. بل اعتقدوا ان لله تعالى وجها كريما يليق بجلاله وعظمته لا يماثل وجوه المخلوقين كل شيء هالك الا وجهه فقد استثنى الله منشأ اما عامة الخلائق والكائنات فانها تهلك ويبقى الرب سبحانه وتعالى. ولهذا كان من اسمائه الحسنى الاخر فكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا ناجى ربه يقول اللهم انت الاول فليس قبلك شيء. وانت الاخر فليس بعدك شيء طيب اذا هذا هو الواجب علينا في اثبات هذه الصفة الخبرية اي اثباتها والحذر من الوقوع في التحريف والتعطيل او التمثيل والتكييف ثم انتقل الى صفة خبرية اخرى فقال اثبات اليدين لله تعالى في القرآن الكريم. وقوله ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي. وقوله وقالت اليهود يد الله والله مظلولة. غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا. بل يداه مبسول نعم اكتفى الشيخ رحمه الله بذكر هاتين الايتين على اثبات صفة اليدين لله عز وجل والا ففي القرآن العظيم اكثر من ذلك فعقيدة اهل السنة والجماعة اثبات صفة اليدين لله عز وجل. وان الله سبحانه وتعالى له يدان حقيقيتان مبسوطة ثاني بالعطاء والنعم لا تماثلان ايدي المخلوقين. هذا معتقد اهل السنة والجماعة ان لله سبحانه على يدان حقيقتان ليدين حقيقيتين مبسوطتين بالعطاء والنعم لا تماثلان ايدي المخلوقين وحينما نقول انهما يدان حقيقيتان لا يقتضي ذلك ان تكون كايدي المخلوقين. لكن نقول هي يد حقيقية موصوفة بالبسط والقبض والكف واليمين والاصابع وغير ذلك من الصفات التي تضاف الى الحقيقية لكن على غير مماثلة للمخلوقين فيجب علينا ان نؤمن بهذا كما اخبر ربنا سبحانه عن نفسه. وتأملوا انه خاطب ابليس بهذا فقال ما ان تسجد لما خلقت بيدي هكذا بصيغة التثنية وقال سبحانه رادا على آآ يهود اه حينما قالوا بل يداه حينما قالوا يد الله مغلولة. لم ينكر الله تعالى عليهم اثبات اليد. وانما انكر عليهم وصفها بانها مغلولة لهذا قال بعدها بل يداه مبسوطتان لم يقل ليس له يدان وانما انكر عليهم وصفه بالبخل تعالى الله عن ذلك علوا كبيرة قال بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء ودعا عليهم او حكم عليهم بقوله غلت ايديهم فلا تجد يهوديا الا بخيلا لا تجد يهوديا الا بخيلا. وذلك انظروا لما كانت اليهود هم الذين يسيطرون على الاقتصاد العالمي اسسوا النظام الربوي الذي يقوم على ابتزاز الاخرين واستلاب حقوقهم وعدم الاحسان والفظل والبذل لان هذه عقلية يهود قاتلهم الله واصابهم ما حكم الله تعالى به عليهم من قوله غلت ايديهم. في جميع الثقافات العالمية والادبيات العالمية اليهودي دوما صوف بالبخل بالامساك لان الله حقق عليهم هذا الوصف حتى في الروايات العالمية دائما يصور اليهودي بصورة البخيل المبتز المرابي الى غير ذلك من الاوصاف اذا علينا ان نعتقد ان لله تعالى يدان حقيقيتان مبسوطتان بالعطاء والنعم لا تماثلان ايدي المخلوقين وانهما موصوفتان بما توصف به الايدي الحقيقية من القبض والبسط والرفع والخفظ والطي والاصابع والكف واليمين ونحو ذلك. كل هذا ثابت بالنصوص من الكتاب والسنة اما اهل البدع فقد ابوا ذلك وقالوا لا يمكن ان نثبت لله تعالى يدين حقيقيتين. لم؟ لشبهتهم القديمة وهي ان اثبات ذلك يقتضي التمثيل فنقول لهم انتم اعتقدتم ان اثبات اليدين يقتضي التمثيل فوقعتم في التمثيل اولا ثم هربتم منه فوقعتم في التعطيل ثانيا. ماذا تصنعون بهذه الايات قالوا كلا المراد باليد النعمة او القدرة. ماذا نسمي هذا نسميه تحريفا وهم يسمونه تأويلا والواقع انه تحريف لانه لا دليل لهم ولا اثارة من علم على نقل معنى اليد الى النعمة او القدرة. فيقولون ان معنى قول الله تبارك الذي بيده الملك يعني بقدرته فيما خلقت اه بيدي المراد باليد النعمة او القدرة او نحو ذلك فيقال لهم اولا صنيعكم هذا صرف لللفظ عن ظاهره الى خلاف ظاهره بلا دليل والاصل في الكلام انه على حقيقته. فمن ادعى انه على خلاف حقيقته فلابد له من الدليل الموجب لنقل الكلام من ظاهره الى خلاف ظاهره. وانى لكم فلا دليل عندكم. طبعا هم يستدلون بان هذا لاجل عدم الوقوع في التمثيل فنقول لهم هذا وهم فاسد لا يلزم منهما ما ظننتم وسبق الى اذهانكم الامر الثاني ان نقول لهؤلاء على قولكم بان اليد بمعنى النعمة اذا انتم حصرتم نعم الله بنعمتين. لان الله اتى بصفة اليد مثناه هل فهل يقول مؤمن آآ ان ليس لله تعالى الا نعمتين اثنتين نعم الله كثيرة كما قال الله وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها. واسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة وعلى قولكم لا يكون لله الا نعمتان اثنتان فقط لانه قال لما خلقت بيدي يعني بنعمتين اه بل يداه مبسوطتان بل نعمتان فحصرتم النعم الكثيرة التي ان تعد لا تحصى باثنتين. وهذا دليل على فساد ما ذهبتم اليه ايضا لو فسرنا اليد بالقدرة لادى ذلك الى ان تثبتوا لله قدرتين وباجماع اهل السنة ان الله تعالى له قدرة واحدة. يقدر بها على جميع الاشياء فانتم اثبتم قدرتين فهذا يدل على فساد مذهبكم كذلك نقول في مقام الرد عليهم على زعمكم بان اليد بمعنى القدرة اي فرق اذا بين ادم وغيره الله تعالى كرم ادم عليه السلام بان خلقه بيديه فلو كان معنا بيديه اي بقدرته لم يكن هناك فرق بين ادم وغيره من المخلوقات لو كان كذلك لاحتج ابليس على ربه حينما قال له ربه ما منعك ان تسجد لما خلقته بيدي؟ لو كان معنى اليد القدرة لقال وانا يا ربي خلقتني بيديك. على اعتبار ان اليد هي القدرة. لكن ابليس افقه من هؤلاء المحرفين يعلم ان لله سبحانه وتعالى يد حقيقية وهؤلاء القوم لم يدركوا ما ادرك ابليس. فاي جهل هذا يكون ابليس اعلم بالله منهم كما تلاحظون ان هذا يدل ان اي قول باطل يلزم عليه من اللوازم الفاسدة ما لا يستطيع المبطل ان ينفك فهو امام امرين اما ان يلتزم بلازمه فيكثر او يتراجع عن اه عن ذلك ويأباه فيلزمه ان يتخلى عن مقالته فهذا هو خلاصة ما يتعلق باثبات هذه الصفة الشريفة وهي اثبات صفة اليدين ثم انتقل الى صفة خبرية ثانية فقال اثبات العينين لله تعالى. وقوله وحملناه على ذات الواح ودسر. تجري باعيننا جزاء والقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني. احسنت هذه الايات الثلاث دلت على اثبات صفة العينين لله تعالى فاهل السنة والجماعة يعتقدون ان لله سبحانه وتعالى عينين اثنتين. يبصر بهما حقيقة هذا معتقد اهل السنة والجماعة. وقد اخذوه من ناطق الكتاب وصحيح السنة ويثبتون لله صفة العينين اثباتا حقيقيا على وجه لا يماثل المخلوقين فما اضيف الى الله يختص به وما اضيف الى المخلوق يختص به. فها نحن الان نصف بعظ الاشياء والموجودات بالعين مع وجود الفوارق بينها. فنقول هذه عين انسان ونقول عن مثلا الصقر عين الصقر النظر ونقول هذه عين الكاميرا وهكذا الواقع ان اتفاق الاسماء لا يلزم منه اتفاق الحقائق والمسميات لله تعالى عينان كريمتان يبصر بهما حقيقة لا تماثل اعين المخلوقين. واما اهل البدع فعلى جري عادتهم وطريق انكروا ما اثبت الرب لنفسه. واول صفة العينين الى العلم او ما اشبه ذلك من التحريفات. ولعلمكم معشر طلبة العلم جميع اهل التأويل والتحريف المذموم لا يقولون ان ما نذكره من هذه التأويلات قام عليه دليل. هم مقرون معترفون بانه لا دليل عليها وانهم انما يفعلون ذلك من باب الاجتهاد في حمل كلام الله على معاني لائقة حتى لا يظن العامة بالله ظن التمثيل. ولو سلم العامة منهم لكان خيرا. هم الذين افسدوا عقائد العامة ونقلوهم من الفهم الفطري العفوي الصحيح الى هذه اللوثات الباطلة اوقروا في قلوب العامة ان هذه الايات تدل على التمثيل. وان الواجب صرفها عن ظاهرها واقتراح معاني اخرى بلا دليل فاي مجازفة يصنعونها واي تضليل يمارسونه في اعظم واخطر ابواب الدين وهو باب العلم بالله تعالى ولذلك نقول بل نعتصم بالكتاب والسنة ونثبت ما اثبت الرب لنفسه اذا لعلكم تلاحظون معشر طلبة العلم ومن بلغ ان هذه المجموعات الثلاث دالة على اثبات الصفات الخبرية لله. وهي صفة الوجه وصفة اليدين وصفة العينين. وهكذا كل ما اخبر الله تعالى به عن نفسه فالواجب علينا ان نتقبله قبولا حسنا. وان لا نضيق به ذرعا. والا نستشنع شيئا منه وان نحمله على المثل الاعلى الذي اراده الله سبحانه وتعالى ولله المثل الاعلى. وله المثل الاعلى في السماوات والارض. وان ننزه الله تعالى عن مماثلة المخلوقين. عن كل نقص وعيب ومماثلة المخلوقين فنثبت لله اثبات بلا تمثيل. وننزه الله تعالى تنزيها بلا تعطيل. هذه هي الطريق السوية التي تثمر العلم والحكمة والسلامة. وما سواها سبل ضلالة تهوي بصاحبها في الدركات. وتجعله بلا حجة امام الله عز وجل. ما هذا المحرف يوم القيامة اذا قال له ربه من اين لك ان اليد بمعنى النعمة؟ من اين لك ان اليد بمعنى القدرة؟ من اين لك ان الوجه بمعنى الثواب. من اين لك بان العين بمعنى العلم؟ لا دليل له. لا اثارة من علم، وانما هي بنات افكار وخواطر جرت. ولذلك تختلف تأويلاتهم فيها حتى انهم آآ يؤلفون في اقاويل الثقات في تأويل الصفات. كل يأتي من من رأسه بصوت ولا يمكن ان يكون هذا المقام العظيم الشريف في مهب الريح نهبا لكل فكرة وكل طارئ قد آآ بين الله تعالى مراده بكلام بين صريح فصل وكذا نبيه صلى الله عليه وسلم لكن ها هنا اشكال ربما خطر ببال بعضكم وهو اننا حينما نتأمل الايات الواردة في اثبات صفة اليدين والعينين خاصة لان هما هما هما هما هما هما اللتان وردتا بصيغة التثنية بخلاف الوجه الوجه ورد بصيغة الافراد لفظا واحدا لكن لو تأملنا في صفة اليدين والعينين لوجدنا انهما وردتا تارة بالافراد وتارة بالتثنية وتارة بالجمع. اليس كذلك تأملوا معي اليدين بصفة الافراد اين الشاهد قال الله عز وجل تبارك الذي بيده الملك طيب هذا افراد تثنية ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي طيب بصيغة الجمع اولم يروا انا خلقنا لهم مما عملت ايدينا اذا عندنا افراد وتثنية وجمع طيب العينين اذا اتينا الى صفة الافراد نجد ان الله تعالى قال ولتصنع على عيني. يعني بذلك موسى عليه السلام ممتنا عليه انه ترعرع ونشأ بمرأة من الله سبحانه تعالى وبصيغة التثنية لا نجد هذا في القرآن. لا نجد في القرآن اية فيها ذكر العينين بصيغة التثنية. لكن ربما وجدنا ذلك في السنة فقد ورد في حديث وان كان فيه مقال اذا قام العبد يصلي قام بين عيني الرحمن بالتثنية لكن يمكن ان نستغني عنه بدليل اخر وان لم يكن اه صريح اللفظا لكنه صريح معنى وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر الدجال قال انه اعور وان ربكم ليس باعور فدل ذلك على ان الرب سبحانه وتعالى له عينان اثنتان فهذا يدل على التثنية. اما بصيغة الجمع فقد قال الله تعالى تجري باعيننا اذا ماذا نصنع امام هذا التنوع في السياق يقال لنا قائل طيب هذا تحكم منكم انكم اخترتم التثنية دون الافراد ودون الجمع. نقول كلا نرتب الان الامور ليتبين ان المقصود التثنية. اولا المفرد المضاف لا ينافي لا التثنية ولا الجمع قوله تعالى اه تبارك الذي بيده الملك او قوله ولتصنع على عيني هذا اليس مفردا؟ ومفردا مظافا يعني عيني اظاف العين الى ياء المتكلم. اه بيده اظاف اليد الى الظمير في لغة العرب ان المفرد المضاف يعم المفرد المضاف يعم يعني لا يدل على الافراد فقط اقرب لكم بذلك بمثال حينما يقول احدكم شاهدت الحادث بعيني. هل يقال والله مسكين هذا اهور لا يقال ذلك. حينما تقول مثلا مشيت الى المسجد برجلي. هل يقال انه مبتور القدم؟ لا لان المفرد المضاف يعم. لا ينافي التثنية ولا الجمع. اذا انتهينا من المقام الاول من الخلاف فالافراد لا ينافي التثنية ولا الجمع. لانه في لغة العرب المفرد المضاف يعم. فلا ينافي لا التثنية ولا الجمع اذا بقي الاشكال كيف نوفق بين التثنية والجمع الجواب عن ذلك ان يقال ان الجمع الوارد في قوله بايدينا باعيننا لا يقصد به التكثير وانما يقصد به تعظيم يقصد به التعظيم فان الرجل المعظم من بني ادم اذا اراد ان يعبر عن نفسه ماذا يقول؟ يقول نحن فلان ابن فلان وهو شخص واحد امرنا بما هو ات امرنا ناه هذه وش في الاصل تدل على ماذا؟ على ان هنا الفاعلين لكنه لم يقصد بها الكثرة وانما قصد بها تعظيم اذا معروف في لغة العرب انه يؤتى بناء الفاعلين ولا يراد بها التكثير وانما يراد بها التعظيم وايضا هذا وجه ووجه لكي تحصل مشاكلة مشاكلة بين المضاف والمضاف اليه. فلما كان المضاف اليه في اصل وضعه يدل على التعدد وان كان المقصود به هنا التعظيم ناسب ان يكون المضاف على شاكلته بصيغة الجمع فقال ايدينا يكون تعظيم مضاعفة. اعيننا يكون تعظيما مضاعفا فتبين بهذا ان الجمع في قوله ايدينا واعيننا لا يراد به حقيقة الجمع الذي بمعنى التكثير وانما يراد التعظيم والمشاكلة بين المضاف والمضاف اليه. المشاكلة يعني انه يكون من شكل وجنس واحد. فاذا جاء هذا بصيغة الجمع جاء هذا بصيغة الجمع فيكون ذلك ابلغ في التعظيم فبالتالي نقول لله تعالى اهدانا اثنتان وقد جاء ذلك مصرحا في السنة يقبض الرب يطوي السماوات بيمينه ويقبض الاراضين باليد الاخرى فهكذا اثبت النبي صلى الله عليه وسلم بصريح العبارة انهما يدان اثنتان كما في الايات. فيصدق بعضه بعضا. وكذلك العين اثنين قال ان ربكم ليس باعور دل ذلك على ان المقصود التثنية لا الافراد ولا الجمل فبذلك يزول الاشكال بين هذه الصيغ المختلفة من الافراد والتثنية والجمع. ويتبين ان قولنا بالتثنية ليس تحكم وانما هو الموافق المطابق للغة العرب اه فاتنا ان نبين يعني معاني الايات في ايات العينين. قال الله تعالى واصبر الصبر اللغة والحبس والمنع الصبر في اللغة الحبس والمنع والمقصود بهذا الصبر الصبر على حكم الله وحكم الله نوعان حكم كوني قدري وحكم ديني شرعي الحكم الكوني القدري هو ما يقدره الله تعالى من المصائب والبلاء. فيجب على الانسان الصبر عليه. كيف يكون الصبر عليه بحبس النفس عن الجزع واللسان عن التشكي والسخط والجوارح عن شق الجيوب ولطم الخدود والدعاء بدعوى الجاهلية اما الصبر على حكم الله الشرعي الديني فيكون بامتثال الاوامر واجتناب المناهي. اذا الله تعالى يقول لنبيه واصبر لحكم ربك. والخطاب لنبيه صلى الله عليه وسلم خطاب للامة بعده. فنحن جميعا مأمورون ان نصبر لحكم سواء كان ذلك الحكم حكما كونيا قدريا او كان ذلك حكما دينيا شرعيا. وعرفنا كيف يكون الصبر وصف لحكم ربك فانك باعيننا فانك باعيننا. ها هنا شبهة يثيرها بعض المؤولة يقولون ها انتم يا اهل السنة مضطرون للتأويل مثلنا. لم قالوا هل يمكن ان تقولوا باعيننا ان محمد صلى الله عليه وسلم في عين الرب هل يمكن ان تكون عين الرب ظرفا مكانيا للنبي صلى الله عليه وسلم والحقيقة انهم اتوا بسبب عجمتهم وعدم ذائقتهم العربية فان معنى قول الله تعالى واصبر لحكم ربك فانك باعيننا اي بمرأ منا نراك باعيننا فانت مثلا حينما تقول مثلا لابنك يقول اذهب تراك بعيني هل تقصد انه بين اهدابك؟ بين اشفار عينيك؟ لا. يعني تراك بعيني يعني اراك بعيني وهكذا حينما يقول مثلا السلطان للجاني او المجرم اذهب وانت في عيني. مراده انك في عيني اي تحت نظري وابصرك واتابعك هذا هو المقصود لكن القوم توهموا ان في هذا الزاما لاهل السنة وانهم مضطرون للتأويل ولا تأويل. فاهل السنة هم اعرف الناس بلغة العرب مراد الله وخطابه لعباده كذا في الاية التي بعدها وحملناه من نوح عليه السلام وحملناه على ذات الواح ودسر. الواح اللوح هو الخشب العريض والدسر المسامير. اذا ما ما هي ذات الالواح والدسر السفينة الفلك الذي صنعه نوح عليه السلام بتعليم الله اياه وحملناه على ذات الواح ودسر تجري باعيننا. اذا ما معنى تجري باعيننا اي بمرء منا نراها باعيننا. وتحت كلائتنا ورعايتنا فهذا ليس فيه تأويل ولا تحريف. بل يدل على اثبات العينين لله تعالى وانه يبصر بهما حقيقة. فلا تشوش عليك ايها الموحد مثل هذه الواردات التي يريدها المحرفون ويقولون ان انكم مضطرون للتأويل لا تأويل ابدا بل هي حق على حقيقتها فمعنى تجري باعيننا اي بمرأى منا نراها باعيننا قال الله تعالى والقيت عليك محبة مني. الله تعالى يمتن على موسى عليه السلام بانه لما وضعته امه في التابوت وقذف في اليم متوكلة على الله ودفعه اليم حتى بلغ ضفاف آآ النهر عند قصر فرعون القى الله سبحانه وتعالى على هذا الوليد الرضيع القى عليه محبة بحيث كل من رآه احس بمحبة وهذا امر مدرك احيانا ترى لاول وهلة احدا فتحبه. اليس كذلك هكذا الله تعالى مع ان موسى عليه السلام حينما وقع في ايدي آآ ال فرعون ادركوا ان شبهه شبه من شبه بني اسرائيل عرفوا ان ملامحه وتقاسيمه ليست تقاسيم آآ ال فرعون وانما هو من بني اسرائيل وهذا واضح الناس يعرفون آآ القسمات والسمات لكن مع ذلك القى الله عليه محبة فاحبته امرأة فرعون وكذا فرعون حتى اقنعت زوجها بان يتخذوه ولدا وقال هو ما يدريه اذا كبر انه من بني ما منه خطر مع انه كان يقتل الاطفال اطفال بني يقتلوا ابنائهم ويستحيي نساءهم ولتصنع على عيني اي لتنشأ وتترعرع على عيني اي بمرأى مني اراك بعيني هذه الايات كلها دلت على اثبات ما سمعتم من اثبات الوجه الكريم لله تعالى واليدين المبسوطتين بالعطاء والعينين الكريمتين التي يبصر بهما حقيقة. ثم انتقلا الى طائفة اخرى من النصوص اثبات السمع والبصر لله تعالى. وقوله قال سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله الله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير وقوله لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء بلى ورسلنا لديك وقوله ان الله يرى الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين. انه هو وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون. احسنت قبل ان نتكلم على هذه الايات نتم ما سبق ببيان الاثر المسلكي المتعلق باثبات صفة الوجه واليدين والعينين لله سبحانه وتعالى. فاننا قد قررنا مرارا بانه ما من صفة من صفات الله الا ولها اثر على من يؤمن بها ايماننا باثبات الوجه لله تعالى يحملنا على التعلق به سبحانه وان نتمنى رؤية وجهه الكريم فاعظم لذة يمكن ان ينالها مؤمن ان يرى وجه الله. الم تروا ان موسى عليه السلام لما كلمه ربه نفسه الى رؤيته. قال ربي ارني انظر اليك هكذا كل مؤمن يشتاق ان يرى ربه الهه ومعبوده. لان ما معنى التأله؟ الانجذاب فانت تتمنى ان ترى ربك وتتمنى رؤية وجهه الكريم فهذا يجعل الانسان في شوق دائم وتواق وتطلع لبلوغ هذه النعمة العظيمة هذا مما يحصل من جراء الايمان بوجه الله الكريم. وايضا ينشئ عندك نوعا من الاخلاص والتوحيد. فانت فكلما هممت بعمل تقول ابتغاء وجه ربي وما لاحد عنده من نعمة تجزى الا ابتغاء وجه ربه الاعلى ايضا الايمان باثبات اليدين لله تعالى له اثر مسلكي على الانسان. وهو انه يعلم ان ربه فعال. يأخذ ويقبض ويبسط ويبطش ويطوي ويفعل بيديه سبحانه ما شاء كما انه ايضا سبحانه وتعالى يعطي بل يداه مبسوطتان. فيكون ايمانه باثبات اليدين لله تعالى. يتراوح بين الخوف من بطشه وآآ الرجاء لثوابه كذلك ايمانك باثبات العينين لله تعالى يحملك على توقي ان يراك الله تعالى بعينيه على حال يسخط بها عليك ويحملك على ان تتعرض بان لربك بان يراك على حال بعينيه وانت في حال ترضيه. كقيام ليل او صدقة او غير ذلك فهذه الصفات الربانية لها اثر مسلكي على المؤمن عقد الشيخ بعد ذلك آآ طائفة من الايات الدالة على اثبات السمع والبصر والواقع انه سبق ان اشار الى هذا في موضع آآ متقدم وسيشير اليها ايضا لاحقا. وذلك ان الشيخ رحمه الله كان يكتب يعني عفو الخاطر يعني بمعنى لا يصنف كما يصنف غيره يضع خطة بحث والباب الاول والباب الثاني وانما يكتب ما وقلمه سيال وذكره عقله وقاد رحمه الله. فكتب هذه في قاعدة بين الظهر والعصر او بعد العصر كما بنا نستمع قال الله تعالى قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير قد سمع الله اذا دل على اثبات السمع بعدة صيغ سمع ويسمع وسمع الله اكبر في اية واحدة قال قد سمع والله يسمع ان الله سميع. اي اثبات اوضح من هذا الاثبات؟ اذا لله تعالى سمع حقيقي يليق بجلاله وعظمته وسبب نزول هذه الاية التي هي مستهل سورة المجادلة ان اوس بن الصامت اه سار بينه وبين امرأته خولة بنت بنت ثعلبة صار بينهما شيئا من المراجعة قال انت علي كظهر امي. ثم خرج مغضبا الى نادي قومه. ثم عاد ادراجه وقد سكنت نفسه واراد منها ما يريد الرجل من زوجة فقالت كيف؟ وقد قلت ما قلت فغلبها فغلبته بما تغلب المرأة الشابة الشيخ الكبير. وطرحت ثم جمعت استعارت ثيابا من ثياب جاراتها وذهبت الى النبي صلى الله عليه وسلم تشكو اليه ما جرى. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول يا خولة اتق الله واصبري زوجك فكانت تقول يا رسول الله اولادي ان ضممتهم الي جاعوا. وان تركتهم عنده ضاعوا. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لها كذا وكذا كانت تسأل الله عز وجل وتشتكي تقول اللهم اني اشكو اليك ضاقت بها المذاهب فما هو الا ان اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يأخذه من الوحي فلما سري عنه قرأ هذه الايات. قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها. في الحال في الان وهي تجادل النبي النبي صلى الله عليه وسلم تأخذ وتعطي معه وتراجعه في الكلام الله تعالى يسمع وتشتكي الى الله تقول اللهم اني اشكو اليك اولادي ان ضممتهم الي جاعوا وان تركتهم عنده ضاعوا. والله يسمع تحاوركما والمحاورة هي المراجعة في الكلام ان الله اه ان والله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير. فدل ذلك على اثبات اسمين من اسماء الله الحسنى السميع ودل على اثبات وصفين وهما السمع والبصر. الاية الثانية قد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير اغنياء. سنكتب ما قالوا. من هؤلاء القائلون لهذه المقالة الفجة اليهود لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يتلو من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا؟ فكانوا يتندرون ويستهزئون ويقول الله يسألنا القرضة القرض الله فقير ونحن اغنياء. تعالى الله عما يقولون. فالله تعالى قال قد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء تعالى الله عما يقولون. والشاهد منها اثبات صفة السمع لله عز وجل ايضا قال الله تعالى آآ قد سمع الله. نعم. ها الاية مكتوبة؟ اي نعم احسنت جزاك الله خير لقد سمع الله لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء الاية الثالثة قول الله تعالى ام يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجواهم؟ بلى ورسلنا لديهم يكتبون من هؤلاء؟ المنافقون الذين كانوا اذا خلا بعضهم ببعض اخذوا يقعون في النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ويحيكون المؤامرات فالله سبحانه وتعالى يعجب من حالهم ويقول ام يحسبون يعني يظنون ان لا نسمع سرهم ونجواهم فالسر ما يكون من حديث النفس. والنجوى ما يتحدث به الرجل مع الرجل او الرجل مع الرجلين بلى يعني بلى نسمع ورسلنا لديهم يكتبون من الرسل الذين يكتبون هنا؟ الرسل الملائكيون ام البشريون الملائكيون ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد. فدل ذلك على اثبات السمع لله تعالى سمعا حقيقيا بجلاله قال تعالى انني معكما اسمع وارى من من هما معكما؟ موسى وهارون انني معكما اسمع وارى لانهما قالا لربهما اننا نخاف ان يفرط علينا او ان يطغى. هذا فرعون هذا. قد يعني يرتكب حماقة يمكن ان يهلكنا قد طمأنهم الله بقوله انني معكما هذه المعية ستأتينا ان شاء الله لاحقا. وهي معية خاصة انني معكما اسمع وارى. فتضمنت الاية اثبات السمع والبصر لله تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته طيب اه ثم اه قال الم يعلم بان الله يرى هذه الاية في الرد على ابي جهل. لان ابا جهل كان يهم بقتل النبي صلى الله عليه وسلم. زعم انه ان رأى محمدا ساجدا في صحن المطاف ان يلقي عليه حجرا يرضخ به رأسه الله تعالى يتهدده. الم يعلم بان الله يرى؟ وكان يقول لنبينا صلى الله عليه وسلم ستعلم يا محمد غدا من اكثرنا ناديا يعني من ينادي فيستجاب له ولهذا قال الله فليدعو ناديا سندعوا الزبانية فليدعوا ناديا سندعوا الزبانية. فلما هم ان يلقي الحجر على رأس النبي صلى الله عليه وسلم تدهده ورجع الى الوراء. حتى عجب منه اصحاب ماذا اصابك وقال كانه صار بيني وبينه مثل النار او نحو ذلك المهم ان الله تعالى قال الم يعلم بان الله يرى اذا فيها اثبات الرؤية لله واثبات البصر قال تعالى الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين. الله تعالى يخاطب نبيه صلى الله عليه وسلم مبينا له انه تحت سمعه وبصره الذي يراك اي الله حين تقوم اي حين تقوم للصلاة وتقلبك في الساجدين من المسلمون يعني لانه يتقلب بين اعطافهم وبين ظهرانيهم. فهو بمرأى من الله تعالى ثم ذكر الاية الاخيرة او الشاهد الاخير وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون من المخاطبون بهذا؟ المنافقون. المنافقون لان المنافقين كانوا المؤامرات والدسائس ويعملون اعمالا في الخفاء. فالله يتهددهم ويتوعدهم ويقول لنبيه قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون اثبت الله لنفسه رؤيا واثبت لرسوله رؤيا واثبت للمؤمنين رؤية وليست رؤية كرؤية. فالرؤية المضافة الى الله تليق به والرؤية المضافة الى النبي والمؤمنين تليق بهم اذا بالمناسبة فان بعض الناس يخطئون فيستدلون بهذه الاية عند القيام ببعض المشاريع والاعمال الخيرية يكتبون هذه الاية وفي المقالات وقل اعملوا فسيرى الله عملكم. يظنون ان الاتيان بها مناسب للمقام. وان هذه دعوة الى العمل. لكن هذه جاءت في سياق ذنب المنافقين وتهددهم. فلا يحسن الاستشهاد بها في مثل هذه المواضع وهذه الايات بمجموعها دلت على اثبات السمع والبصر لله سبحانه وتعالى. وانه سبحانه يسمع ويرى حقيقية ورؤية حقيقية ولا يخفى عليكم آآ جميعا الاثر المسلكي لايمان المؤمن بهذا فان ايمان المؤمن بان الله يسمع كلامه ويرى مكانه ويبصر حاله يسكب في قلبه الطمأنينة لانك تحس بمعيته سبحانه. وانك تحت سمعه وبصره وانك لست بمظيعة كما انه ايضا من اثارها المسلكية ان ايمانك بسمع الله يحملك على ان تعقل لسانك فلا تتكلم بغيبة ولا نميمة ولا شتيمة كلما هممت بكلمة وذكرت ان الله يسمع اه وزنتها فلا يخرج منك الا كلم طيب. كما قال الراوي في في حديث بلال ابن الحارث المزني ان العبد ليتكلم بالكلمة من الله تعالى لا يلقي لها بالا تهوي به في النار سبعين خريفا. قال كم من كلمة منعنيها حديث بلال ابن الحارث المزاني وبالمقابل فان ايمانك بسمع الله تعالى يحملك على ان تتملق ربك والهك بالكلم الطيب فيخرج من فيك التسبيح والتهليل والتحميد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وسائر الكلم الطيب وبالمقابل ايضا ايمانك برؤية الله عز وجل وانه يراك وانك مكشوف هذا يحملك على ان تستحي من الله ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم استحي من الله حياءك من ذي آآ جلالتي من قومك يعني احد له قدر عندك من قومك فاذا ذكر الانسان ان الله يراه بعدما اوصد الابواب وارخى الستور وغاب عن اعين الناس القمع واستحى ولم يبدر منه شيء يراه الله عليه فيسخط عليه. كذلك ايضا يعمد الى مراظ الله ومحابه فيتعرض الى ان يراه الله على حال يرظى عليه بسببها. كل هذه اثار مسلكية للايمان باثبات صفة السمع والبصر لله تعالى والحمد لله رب