بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين امين النووي رحمه الله تعالى رياض الصالحين في في باب فضل البكاء من خشية الله تعالى وشوقه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال لما اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه قيل له في الصلاة فقال نور ابا بكر فليصلي بالناس قالت عائشة رضي الله عنها ان ابا بكر رجل رقيق اذا قرأ غلبه البكاء فقال مروه فليصل. وفي رواية عن عائشة قال قلت ان ابا بكر اذا قام مقامك لم يسمع لم يسمع الناس من البكاء متفق عليه. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال لما اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه وذلك في مرضه الذي مات فيه وكان ابتداء ذلك اعني ابتداء الوجع في اواخر سفر واستمر به الى ان توفي في الثاني عشر من ربيع الاول عليه الصلاة والسلام لما اشتد به وجعه قيل له في الصلاة يعني في شأن الصلاة من الذي يتولى الصلاة بالناس وامامة المسلمين فقال النبي صلى الله عليه وسلم لمن حوله مروا ابا بكر فليصلي بالناس فقالت عائشة رضي الله عنها يا رسول الله ان ابا بكر رجل اسيف رقيق القلب اذا قام في الصلاة لا يسمع الناس تلاوته وقراءته من كثرة خشوعه ورقة قلبه ولينه. اف قال النبي صلى الله عليه وسلم مروا ابا بكر فليصلي بالناس. انكن صواحب يوسف. وعائشة رضي الله عنها حينما قالت ان ابا بكر رجل او رجل رقيق هي لا تريد هذا الامر وانما مرادها مصلحة ابي بكر يعني هي تريد ان تصرف ابا بكر عن هذا الامر وذلك لان العادة جرت على ان الانسان اذا قام مقام شخص قبله قد اشرب الناس في حبه وتعظيمه فانه يسقط من اعينهم فخشية منها ان الناس يكرهون ابا بكر وان ينحط قدره ومنزلته عند الناس ارادت رضي الله عنها ان تصرف الامر عنه. فعللت بقولها انه رجل اسيف ورجل رقيق القلب وقد فهم النبي صلى الله عليه وسلم مرادها وقصدها فقال انكن صواحب يوسف يعني في الكيد والمكر كما قال الله تعالى عن يوسف عليه الصلاة والسلام في النساء اللاتي كدن له ان كيدكن عظيم ففي هذا الحديث فوائد ومسائل منها اولا سقوط حضور صلاة الجماعة عن المريض فاذا كان الانسان مريضا لا يتمكن من الحضور اي انه يتضرر بحضوره لصلاة الجماعة فان الجماعة تسقط عنه وضابط الظرر الذي يسقط الجماعة اما زيادة المرظ واما تأخر البرء. فاذا كان حضوره يزيد في مرضه او كان حضوره يؤخر البرء فانه يكون عذرا يسقط عنه صلاة الجماعة وفيه ايضا دليل على ان الامام اذا غاب فانه ينبغي له ان يستخذف من يصلي بالناس بدلا عنه. لان النبي صلى الله عليه وسلم استخلف وفيه ايضا جواز استخلاف الامام من يصلي بالمسلمين نيابة عنه ومنها ايضا انه ينبغي للامام اذا استخلف شخصا ان يعين ان يعين من يستخلفه والا يقول للجماعة اذا تأخرت او اذا غبت فصلوا. لانه اذا قال فصلوا فقد يكون هناك نزاع في من يقدم في الامامة. لكن اذا عين الشخص الذي يكون نائبا عنه قطع النزاع. وينبغي له ان يختار امثل من يجد من العلم القراءة والتقى والديانة ومنها ايضا فضيلة ابي بكر رضي الله عنه وعنه اقرأ الصحابة لان النبي صلى الله عليه وسلم خصه بالامام نيابة عنه ومن فوائده ايضا ان فيه اشارة الى انه هو الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لانه عليه الصلاة والسلام استخلفه في امامة اعظم شعائر الدين وهي الصلاة واستخلفه ايضا في سنة تسع من الهجرة على امامة الناس بالحج ولما سألته المرأة اتت امرأة تسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها ائتيني العام القابل. فقالت له فان لم اجدك قال تأتي ابا بكر وكل هذا فيه اشارة وايماء الى انه رضي الله عنه هو الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه ايضا دليل على انه جرت العادة ان الانسان اذا استخلف وكان من استخلف قبله له مقامه وله مكانته فانه قد يسقط في اعين الناس وقد يقل قدره ومكانته. لان الناس يقيسونه على من كان قبله. في الامامة في الدين. ومنها ايضا بيان فطنة عائشة رضي الله عنها وذكائها حيث انها ارادت ان تصرف هذا الامر عن ابيها بقولها ان ابا بكر رجل اسيف وفيه ايضا من الفوائد جواز البكاء في الصلاة وان البكاء في الصلاة لا يبطلها. ولا فرق في ذلك بين ان يكون البكاء من خشية الله تعالى. كما لو تلى ايات من القرآن فخشع او ان يكون البكاء من غير خشية الله ولو بان حرفان من بكائه. لانه ما دام انه بغير اختيار منه فانه لا يؤاخذ به. وكل محظور فعله الانسان في العبادة ناسيا او جاهلا او كان مكرها فانه لا يؤاخذ به او عليه. ولا يؤثر على صحة صلاته وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد