بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اجمعين نقل المصنف رحمه الله في باب فضل تعجيل الفطر وما يفطر عليه وما يقوله بعد الافطار عن شهر ابن سعد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر متفق عليه. وعن ابي عطية قال دخلت انا ومسروق على ومسروق على عائشة رضي الله عنها فقالت وقال لها مسروق رجلان من اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم اله ما لا يألو عن الخير احدهما يعجل يعجل المغرب والافطار والاخر يؤخر المغرب والافطار وقالت من يعجل المغرب والافطار قال عبد الله يعني ابن مسعود فقالت هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع. رواه مسلم قوله لا يألو اي لا يقصر في الخير. وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز عز وجل احب عبادي الي اعجلهم فطرا. رواه الترمذي وقال حديث حسن وعن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اقبل الليل من ها هنا وادبر النهار من ها هنا غربت الشمس فقد افطر الصائم متفق عليه وعن ابي وعن ابي ابراهيم عبد الله ابن ابي اوفى رضي الله عنهما قال سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صائم فلما غربت الشمس قال لبعض القوم يا فلان انزل فاجدح لنا. فقال يا رسول الله لو امسيت؟ قال انزل فاجزح لنا. قال ان عليك نهارا. قال انزل فاجدح لنا. قال فنزل فجدح لهم. فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال قال اذا رأيتم الليل قد اقبل من ها هنا فقد افطر الصائم واشار بيده قبل المشرق متفق عليه قوله ازدح من ثم دال ثم حاء مهملتين يخلط السويقة بالماء وعن سليمان وعن سلمان ابن عامر الظبي الصحابي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال اذا افطر احدكم فليفطر على تمر فان لم يجد فليفطر على ماء فانه طهور. رواه ابو داوود والترمذي وقال حديث حسن وعن انس رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر قبل ان يصلي على رطبات فان لم ان لم تكن رطبات فتميرات فان لم تكن تميرات حسا حسوات مما رواه ابو داوود والترمذي وقال حديث حسن بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن سهل ابن سعد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر لا يزال الناس الناس هنا عام اريد به الخاص. وهم الصائمون لا يزال الناس بخير والخير هو اعلى الحالين من كل شيء مطلوب. ما عجلوا الفطر يعني مدة تعجيلهم للفطر ففي هذا الحديث دليل على مشروعية الفطر. ومشروعية تعجيله وان تأجيل الفطر سبب لاستمرار الخيرية في هذه الامة. اما الحديث الثاني حديث عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى احب عبادي الي اعجلهم فطرا هذا الحديث ايضا يدل على مشروعية تعجيل الفطر وانه سبب لنيل محبة الله عز وجل. لقوله احب عبادي الي والمراد بالعبودية هنا العبودية الخاصة وفي هذا الحديث اثبات المحبة لله تعالى وانه سبحانه وتعالى يحب وهو كذلك يحب قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه المحبة ثابتة لله تعالى على الوجه اللائق به عز وجل اما الحديث الثالث حديث عمر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا اقبل الليل من ها هنا وادبر النهار منها هنا وغربت الشمس فقد افطر الصائم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ثلاث علامات وهي قد تكون متلازمة. ثلاث علامات لجواز الافطار. قال اذا اقبل الليل من ها هنا. هذه العلامة الاولى وهي اقبال الليل ويعرف اقبال الليل بالظلام من جهة الغرب وادبر النهار يعني ولى من جهة الشرق وغربت الشمس يعني غاب القرص فقد افطر الصائم وقوله فقد افطر الصائم قيل ان المراد بقوله قد افطر الصائم اي افطر حكما افطر الصائم يعني افطر حكما وقيل ان المراد بقول افطر الصائم اي حل له الفطر وليس المراد افطر حكما. وهذا اعني ان ان المعنى افطر الصائم اي حل له الفطر هو الصحيح لامرين الامر الاول انه قد جاء في رواية البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر الحديث قد فقد حلله الافطار والوجه الثاني انه لو قيل ان المعنى ان معنى قوله افطر الصائم اي افطر حكما لم يكن بنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الوصال فائدة لانه اذا كان الانسان اذا غربت الشمس افطر حكما اختار ام لم يختر فليس هناك فائدة من النهي عن الوصاة لان كان سوف يفطر حكما بغروب الشمس. وعلى هذا يكون يكون معنى قوله عليه الصلاة والسلام فقد افطر الصائم يعني ابيح له وحل له ان يفطر ثم ذكر المؤلف رحمه الله الاحاديث التي اه فيها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يفطر على رطب فان لم يجد فعلى تمر فان لم يجد حسا حسواته من ماء فبين رحمه الله في هذه الاحاديث بين ما يفطر عليه الانسان. وقد جاءت السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يفطر على رطبات. وهو التمر الرطب اللين فان لم يجد فتمرات وهو اليابس. فان لم يجد حسا حسوات من ماء. وفي رواية انه قال فليفطر على ماء انه طهور يعني انه مطهر للمعدة وهذا يدل على ان الانسان عند الفطر يراعي هذه المراتب الثلاث. الافضل ان يفطر على رطب. وهو ما لال من التمر فان لم يجد فعلى تمر وهو اليابس من ثمر النخل فان لم يجد حسا حسوات من ماء يعني يشرب ماء وانما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر على رطب او على تمر اولا لان التمر والرطب لا نحتاج الى مؤنة في عمله وصنعه فيأكله مباشرة. وثانيا لاجل الا يرهق المعدة. لان المعدة كانت فارغة طول النهار. فلو اكل طعاما واكثر منه فربما ارهق المعدة وثالثا ان التمر والرطب ينتفع به البدن سريعا فيعود النشاط الى البدن سريعا. فان لم يجد فانه يفطر على ما لانه مطهر للمعدة. فينبغي للانسان ان يراعي ذلك عند الافطار ان تيسر ان يفطر رطب فداك والا فتامر والا فانه يحسو حسوات من ماء يعني يفطر على ماء وفق الله الجميع لما يحب ويرضاه وصلى الله على نبينا محمد