قال فقال رجل يا رسول الله ففيما العمل ما دام الله علم حسنة النار وحفنة الجنة علم من هم اهل النار ومن هم اهل الجنة ففيما العمل؟ فقال ان الله اذا خلق العبد الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد نبدأ حيث كنا قد وقفنا في كتاب اصول الايمان للامام المجدد ابي عبدالله محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى رحمة واسعة وكنا قد وقفنا فيما اظن على قوله رحمه الله باب الايمان بالقدر فنبدأ على بركة الله تعالى ونسأله جل وعلا العلم النافع والعمل الصالح. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد اللهم اغفر لنا ولوالدينا ومشايخنا المسلمين يا رب قال رحمه الله تعالى باب الايمان بالقدر فقول الله تعالى ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنا مبعدون وقوله تعالى وكان امر الله قدرا مقدورا. وقوله تعالى والله خلقكم وما تعملون. وقوله تعالى كل شيء خلقناه بقدر وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله قدر مقادير قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة قال وعرشه قال وعرشه على الماء. وقال اسحاق بن راهوية حدثنا بقية بقية ابن الوليد قال اخبرني الزبيدي محمد ابن الوليد عراش ابن سعد عن عبدالرحمن ابي قتادة عن نبيه عن هشام ابن حكيم طمرت صفحة. السلام عليكم. وعن قال رحمه الله تعالى اعذرني انا منتبه ولا مو منتبه. ترى قال رحمه الله تعالى وعن علي وعن علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من احد الا وقد كتب مقعده من من نار ومقعد من الجنة قالوا يا رسول الله افلا نتكل على كتابنا وندعو العمل؟ قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له. اما ما كان من اهل السعادة في فسيسر فسيسر اما من كان اما من كان من اهل السعادة فسييسر لعمل اهل السعادة نعم اما من كارم اهل الشقاوة فسييسر لعمل اهل الشقاوة ثم قرأ فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى متفق عليه. وعن مسلم وعن مسلم يسأل الجهني قال سئل عمر بن الخطاب رضي الله عنه. عن هذه الاية اذا اخذ ربك ومن بني ادم من ظهورهم ذريتهم الاية فقال عمر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عنها فقال ان الله خلق ادم ثم ثم مسح ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء الجنة وبعمل اهل الجنة يعملون ثم مسح ظهره خرج منه ذرية فقال خلقه هؤلاء للنار وبعمل اهل النار يعملون. فقال رجل يا رسول الله ففيما العمل؟ فقال ان الله اذا خلق العبد الجنة تستعمله بعمل اهل الجنة حتى يموت على عمل حتى يموت على عمل من اعمال اهل الجنة فيدخله به الجنة واذا خلق العبد عبد للنار يعملوا بعمل اهل النار حتى يموت على عمل من اعمال اهل النار فيدخله النار. روى مالك الحاكم وقال وقال على شرط مسلم ورواه ابو داوود داوود من وجه اخر عن مسلم ابن يسار عن نعيم بن ربيعة عن عمر. وقال اسحاق بن رهوية حدثنا بقية ابن الوليد. قال اخبرني ومحمد بن الوليد الراشد بن سعد عن عبد الرحمن بن ابي قتادة عن نبيه عن الشام عن هشام حكيم حزام ان رجل قال يا رسول الله اتبت اتبتدأ الاعمال ام قد قضي القضاء؟ فقال ان الله لما اخرج ذرية ادم من ظهره اشهدهم على انفسهم ثم افاض بهم في كفيه هؤلاء الجنة وهؤلاء النار فاهل الجنة ميسرون ميسرون لعمل اهل الجنة واهل النار ميسرون لعمل اهل النار. وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوم نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك. ثم يكون مضغة مثل ذلك. ثم ثم يبعث الله اليه ملكا ملكا باربع كلمات اكتبوا عمله واجله ورزقه وشقي او سعيد. ثم ينفخ فيه الروح هو الذي لا اله غيره ان احدكم يعمل بعمل في الجنة حتى ما يكون بينه حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليها فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها وان احدكم ليعمل من اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها. متفق عليه وعن حذيفة بن سين رضي الله عنه يبلغ يبلغ به يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم. قال يدخل الملك على النطفة بعدما تستقر في رحم باربعين او خمس واربعين ليلة فيقول يا ربي اشقي او سعيد؟ فيكتبان؟ فيقول يا ربي اذكر او انثى؟ فيكتبان ويكتب عمله واثره واجله ورزقه ثم تطوى الصحف فلا يزاد فيها ولا ينقص. رواه مسلم. احسنت قوله رحمه الله باب الايمان بالقدر. كما نعلم جميعا ان اركان الايمان ستة. وهي الايمان بالله عز وجل معبودا وربا وخالقا والايمان بالملائكة والايمان والرسل والايمان باليوم الاخر والايمان بالقدر. الايمان بالقدر اورده المصنف رحمه الله لانه اصل من اصول الايمان عند اهل السنة والجماعة. فلا يقبل الله عز وجل صرفا ولا عدلا ممن لا يؤمن بتقبيل الله سبحانه وتعالى. وهذا التقدير تعلق بامرين. الاولى علم الله سبحانه وتعالى. والثانية مشيئته سبحانه وتعالى النافذة وايجاده للعباد وافعالهم. فالايمان بالقدر اصل من اصول من حيث ان الواجب على المسلم والمسلمة ان يعتقد ان الله سبحانه وتعالى عليم عالم بكل شيء فهو سبحانه وتعالى لا يغيب عن علمه شيء. حتى لو كان هذا الشيء سيكون بعد مئة الف سنة او خمسين الف سنة او مليون الف سنة. ذلك لعظيم علمه سبحانه وتعالى فهو جل في علاه علمه شامل لما كان ولما هو كائن ولما سيكون ولما لم يكن لو كان كيف يكون فلا يغيب عن علمه شيء. ولهذا اخبر الله سبحانه وتعالى عن ابراهيم. اخبر الله سبحانه وتعالى عن امر علمي لو كان كيف يكون؟ فقد طلب الكفار من الله عز وجل الاعادة الى الدنيا بعدما ادخلوا النار. فقالوا ربنا اخرجنا منها فان عدنا فانا ظالمون. فقال عز وجل ولو ردوا لعادوا لما عنه وانهم لكاذبون. فدل على عظيم شمول علم الله سبحانه وتعالى. ومما يؤكد لنا علمه جل في علاه وانه يجب على المسلم ان يؤمن علما ان يؤمن ايمانا يقينيا بعلم الله سبحانه انه يعلم كل شيء. يعلم الكليات والجزئيات. ان يتأمل الى هذه الاية من سورة الانعام هذه الاية العظيمة التي تبين شمولية علم الله سبحانه وتعالى لاشياء هي في نظرنا ربما ان الله عز وجل يسر لك قيام الليل. تدعو الله تقول يا رب اقيم يا رب اعني على قيام الليل ها تجد العون من الله عز وجل وغيرك المغموس في السيئات قيمة لها لكن الله سبحانه وتعالى يقول وما تسقط من ورقة الا يعلمها. ولا في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين. فاذا كان هذا علم الله وتقديره سبحانه وتعالى وكتابته فهذا يعني انه سبحانه وتعالى محيط بكل شيء. ولهذا الايات والاحاديث الدالة عن اهمية الايمان بالقدر وهو تقديره سبحانه وتعالى للاشياء كثيرة ومتنوعة. فيجب على المسلم ان يعلم ان الله قدر المقادير قبل ان يخلق السماوات والارض قدر الارزاق قدر الاجال قدر الاعمال وعلم ذاك سبحانه وتعالى قبل تقديره الكتابي وكتب ذلك سبحانه وتعالى قبل خلقه وايجاده للمحدثات والموجودات. هذا امر لا بد ان يكون من المسلمات في قلب من اراد ان يحصل اصول الايمان والايمان في هذا الباب في باب الايمان بالقدر يزداد وينقص الامر الذي لا بد منه هو ان يؤمن الانسان ان الله علم الاشياء قبل وجودها. وعلمها بعد وجودها وان الله سبحانه وتعالى كتب الاشياء قبل ان توجد وان الله سبحانه وتعالى شاء هذه الاشياء فوجدت وخلقها سبحانه وتعالى. هذا القدر لابد منه والا لم يصح الايمان بالقدر. ولكن الناس يتفاوتون في استحضارهم لهذه المعاني العمل وفق هذه الامور من حيث التطبيق العملي كثير من المنتسبين الى الدين يعلمون ان الله قدر المقادير وتجده من اكثر الناس تضجرا على القدر. لماذا؟ لان الايمان بالقدر له جانبان جانب علمي هو ان تعلم ان الله علم الاشياء قبل وجودها وكتب الاشياء وفق علمه سبحانه وتعالى وشاع الاشياء وخلقها واوجدها والا ما كانت الجانب التطبيقي كيف تتعامل مع قدر الله سبحانه وتعالى؟ كيف نتعامل مع قدر الله سبحانه وتعالى اذا تأمل الانسان يجد انه يدور في افلاك ثلاث لا رابع لها في قدر الله سبحانه وتعالى فانت في اي خانة شئت ستكون في احدها في كل لحظة او تكون من جانب في احدها ومن جانب في الاخرى فانظر كيف تتعامل مع قدر الله عز وجل تطبيقيا عمليا. طمأنينة القلب ثبات النفس راحة البال وبعد ذلك العمل الشرعي لهذا التقدير. فانت اما ان تكون في فلك المنعم عليهم فالواجب عليك شرعا وقدرا شكر الله عز وجل. واما ان تكون في فلك المبتلي فالواجب عليك شرعا وقدرا الصبر وخير من ذلك الرضا وخير من ذاك كله الشكر. واما ان تكون في الذنب والمعاصي فالواجب عليك ان تعالج ذاك بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية للسيئات ان الحسنات يذهبن السيئات. واما ان يكون العبد دائرا من وجه في فلك النعم. وفي وجه في فلك الابتلاء واما ان يكون دائرا في وجه في فلك النعم بالطاعات وفي وجه في فلك الذنوب والمعاصي من جهة فمن استطاع ان يوجد الامر التطبيقي للقدر فانه يسعد باذن الله سبحانه وتعالى. فاورد الامام رحمه الله تعالى مسائل الايمان بالقدر في هذا الكتاب حتى نزداد ايمانا حتى نزداد رسوخا لان الايمان بالقدر ما يأتي بالكلام في ليلة وضحاها. يأتي بالعلم العظيم. النظر الى علم الله سبحانه وتعالى الى دقة ما كتب في قدر الله سبحانه وتعالى. والله الانسان يتعجب اشد العجب ان احد الملوك او الوزراء يكتب لمن يعمل عنده قال اذهب واعمل العمل الفلاني الشاق فهو يعلم بذلك واذا به ها يفرح بما كتب له وان كان فيه مشقة عليه. لماذا؟ تقول له لماذا انت فرحان قال يكفي ان الذي امرني هو مليكي او رئيسي او وزيري. اذا كان هذا العبد او هذا الموظف وصل الى هذه المرتبة في تفانيه في الوظيفة في تفانيه في عبودية مخلوق مثله هو سيده فكيف انا وانت؟ وين وصلنا في تفانينا؟ في عبودية الله عز وجل. كان الواجب علينا ان نصل الى مرتبة لا نتضجر من اي تقدير كان بل كان الواجب ان نظهر الرضا بالقظا في جميع الاحوال ونعالجه بشرع الله سبحانه وتعالى. هذا المعنى هو الذي اظهره الصحابة رضوان الله تعالى عليهم. هذا المعنى هو الذي اظهره الصحابة رضوان الله قتل منهم سبعون في غزوة احد ما سمع من احدهم تضجر ابدا على قضاء الله وقدره بل علموا ان في هذا رفع لهم هؤلاء هم اهل الايمان الكمل. انهم يرون في البلاء رفعة وفي العافية استدراجا عكسنا اليوم مع الاسف الشديد اصبحنا مع الاسف الشديد بشدة لشدة احتكاكنا مع اهل الدنيا نرى البلاء مصيبة ونرى العافية نعمة عكس السلف الصالح رظوان الله عليهم. فينبغي علينا ان ندرس هذه المسائل ولننظر انها تعلقت بعلم من بعلم الحكيم سبحانه وتعالى. بعلم من؟ بعلم المليك سبحانه وتعالى الذي يسعد العبد في خدمته كيف وهذا التقدير مبناه على حكمته جميعا اذا تأمل الانسان هكذا ونظر هكذا لن يتضجر ابدا. ثم لنعلم ان الله سبحانه وتعالى حينما كتب المقادير وهو سبحانه اخبر عن نفسه ولا يظلم ربك احدا لا يمكن ان يكتب المقادير هكذا اعتباطا كما يظن بعض الجهلة. خلاص هذول في الجنة هذولا في النار. لا كل ذلك مبني على علمه سبحانه بحال العبد علم انه فلان يدخل يختار عمل اهل النار لم يبالي به فجعله في قبضة النار وعلم ان فلانا يريد الخير فجعله في قبضة الخير واعانه ورزقه الحسنى والتوفيق سبحانه وتعالى. وهذا ايضا يجعل العبد يزداد ايمانا بالقدر ان الله سبحانه وتعالى يمكن المؤمن انه سبحانه يوفق المؤمن يسدد المؤمن يعين المؤمن ولكن هل يعين الكافر على كفره ابدا والله الله لا يعين الكافر على كفر. ولذلك يخذل الكافرين ويخذل المشركين. ولا يوفقهم لان لانهم على الكفر مقيمون وعلى الشرك مديمون وعلى المعاصي مستطيرون. فهذا حالهم وانما يعين الله جل في علاه من كان على الشر ولذلك تجد الانسان في حال المصيبة يعينه الله ويرزقه صبرا ما كان يخطر بباله لماذا؟ لسبق ايمانه. اورد الامام رحمه الله تحت هذا الباب عدة ايات واحاديث نذكر بعضا منها في هذا اللقاء قال وقول الله تعالى ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون مبعدون يعني عن النار. هذه الاية نص على ان الذين سبقت لهم من الله عز وجل الحسنى يعني انهم من اهل الجنة. الحسنى باتفاق على التفسير هنا الجنة. سبقت لهم منا الحسنى اي رظا الله عز ودخولهم الجنة. اولئك عنها مبعدون اي عن النار. فدل على ان الله سبحانه وتعالى علم من الذين سبقت لهم الحسنى؟ ومن المبعدون عن النار؟ قبل ان يوجد المخلوقات. هذا علم ودليل على عظمة علمه سبحانه وتعالى. وانه سبحانه كتب ذلك سبقت لهم منا الحسنى. كتب هذا الامر عنده سبحانه وتعالى. فينبغي على الانسان ان يعلق قلبه كما قال بعض السلف قال قلوب الابرار متعلقة بالخواتيم يعني نظرتهم ايش؟ قريبة وين ينظرون؟ بايش يختم لي؟ هذا امر حسن هذا امر حسن ان الانسان ينظر باي شيء يختم له فيخاف ويرجو يخاف من عقوبات ذنوبه يخشى الخاتمة السيئة ويرجو رحمة الله وفضله وجوده وكرمه فيرجو حسن الخاتمة. هذا حال الابرار الابرار معلقة بالخواتيم وقلوب المتقين المحسنين معلقة بسابق ما كتب لهم فهم في كل لحظة ها كما كان آآ ما لك بن دينار يبكي طول الليل وهو يقول اللهم ان كنت كتبتني من ياي سامحوني واكتبني من السعداء. قلوب الابرار متعلقة بقضاء الله وقدره. فهم يعلمون ان كل شيء مكتوب ثم ورد رحمه الله قوله تعالى وكان امر الله قدرا مقدورا. القدر بفتح الدال وقرأ قدرا بسكون الدال القدر بفتح الدال هو تقدير الله سبحانه وتعالى الذي سبق ولذلك يقولون القدر القضاء والقدر فالقضاء والقدر وايضا القدر بسكون الدال معناه التقدير نفسه. فالقدر بسكون الدال فعل الرب عز وجل وعلمه جل في علاه وكتابته سبحانه وتعالى المقادير. واما القدر بفتح الدال فهو ما يترتب على هذا العلم وعلى هذه الكتابة وعلى هذا الخبر الذي اخبر الله عز وجل عنه. فالله سبحانه وتعالى امره المتعلق بالدنيا والاخرة اخر كله مقدر. قد يقول قائل اذا كان كله مقدر كيف؟ لماذا اذن التكليف ماذا اذا الاعمال؟ ولماذا كذا وكذا وكذا؟ هذا سيأتي عنه الجواب. لكن بالله عليكم هل يوجد هل يوجد عاقل من العقلاء يعمل شيئا وليس عنده علم هذا لا يكون الا من جاهل العالم يعلم الشيء فيقدم على الفعل يقدر الشيء فيقدم على الصنعة. فاذا كان هذا في المخلوقات اذا كان هذا في المخلوقات يغلب على ظن الحيوان علميا انه يأتي وقت تبييضه فيبني فيحفر جحرا يضع بيضه فيه او يضع فراخه فيه او يضع عشه فيه يغلب على ظن الانسان ان الشتاء قادم فيستعد لذلك اذا الانسان والمخلوقات والموجودات والمحدثات تعمل على وسع علمها وتقدر الاشياء على وفق علم علمها فكيف يتصور انسان يزعم العلم ويزعم انه عامل ثم يقول ان الله خلق الاشياء بلا علم سابق. تالله ان هذا لا يقبله العقلاء فكيف يقبلونه لربهم جل وعلا؟ هذا اشبه ما يكون بقول المشركين ان الملائكة بنات الله واذا بشر احدهم بالانثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يعني يضرب للرحمن مثلا بالانثى ثم هو لا يقبل ان يولد له انثى فكيف قبلتم نسبة الاناث الى الله تعالى عن ذلك طيب نفس هؤلاء لو قيل لاحدهم انك تعمل اعمال الجاهلين من قبل. قال انا لا اعمل الا وفق علمي فكيف الان تقول ان الله اوجد وخلق وهذه الاشياء كلها بلا علم وبلا تقدير هذا امر غريب هذا مثل المشركين الذين يقولون ان الله له شريك ثم اذا قيل لهم ان عبدك الذي اشتريته بحر مالك هو شريك لك في ينخر وينفر نفر الحمير ثم يرفض هذا الكلام ولا يقبله. مع ان هو بشر والعبد الذي اشتراه من السوق بشر لا يقبل الشركة له. لماذا؟ لانه عبد فكيف يزعم بعد ذلك ان العبيد شركاء مع الله عز وجل والله هذا امر غريب هذا دليل على ان من نقص علمه ذهب عقله ان من ظل او اشرك يذهب بصيرته. تذهب بصيرته فيصبح لا لا يفهم شيئا. قال سبحانه وتعالى وقوله تعالى والله خلقكم وما تعملون. وهذه قضية عظيمة. يجب علينا ان نستيقظ ان الخالق هو الله وحده لا شريك له لا خالق الا الله. هذه عقيدة حتى المشركون كانوا يعتقدونها ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فانى يؤفكون. ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن خلقهن العزيز العليم من يدبر الامر فسيقولون الله اذا المشركون على شركهم يقولون الخالق واحد. ولهذا قال يا ابو العباس شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ما قال احد بوجود خالقين متساويين بوجه من الوجوه. حتى المثنوية والثانوية والمجوسية الذين زعموا بوجود يقول اله الخير اعلى من اله الشر اذا لا خالق الا الله فالله خلقنا وخلق اعمالنا. فانت لا تحرك يدك الا بخلق الله هذا التحريك. انا لا اتكلم الا بخلق اتق الله هذا الكلام فنحن ما جينا الى هنا الا بخلق الله ايجاد مجيئنا والا لو انه سبحانه وتعالى لم يخلق هذه الاشياء فينا وهذه الصفات فينا استطعنا هذا الشيء. لذلك انتم ترون انسان كامل عاقل لم يرد الله ان يخلق له بصرا فيصبح اعمى انتم ترون انسان سوي نام وليس فيه شيء لم يرد الله عز وجل ان يخلق له المشية واذا به لا يمشي ولا ما لا يعرفون لماذا لا يمشي. انتم ترون انسان عنده اذن ثم يفحصه الاطباء لا يجدون فيه اي خلل لم يريد الله ان يخلق له السمع فلا يستطيع ان يسمع شيئا. هذه قضية عظيمة والله خلقكم وما تعملون فاذا تأمل الانسان الى هذا ان انه وصفاته وافعاله مخلوقة لله عز وجل علم انه متقلب في حول الله وقوته في كل ثانية. ولا اقول في كل دقيقة في كل ثانية هو متقلب في حول الله وقوته سبحانه وتعالى يجب على الانسان يجزم طيب قد يقول قائل اذا كان الله هو الخالق والعبد ماذا يكون؟ العبد هو المباشر هو المتسبب هو الفاعل لكن الله لم يجبر العباد على هذا الفعل. ولو اراد ان يجبرهم على فعل لقدر سبحانه وتعالى. الا تروا ان الله اجبر الشمس على هذا الدوران الذي نراه واجبر الارض واشقمر والافلاك على على فلكيتها فهي دوروا منذ ان خلقها الله ولا تستطيع انت تختار لنفسها منعة او سرعة او بطئا لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبح هذا هو الجهل الجبر والقهر. اما العبد فالله عز وجل خلق وخلق فعله وجعل فيه الارادة فهو يقدر ان يرفع يده ويقدر ان يخفض يده. هو يقدر على ان يفعل ويقدر على ان لا يفعل لكن ان سأل ما خرج عن ارادة الله وخلقه سبحانه وتعالى وان لم يفعل ما خرج عن ارادة الله ولا عن خلقه سبحانه وتعالى ثم ختم المصنف الايات باية سورة القمر ان كل شيء خلقناه بقدر. هذه كلية يسميها اهل السنة والجماعة كلية مطلقة. كل شيء من الذوات والهيئات من الجواهر والصفات كل شيء الانسان والحيوان والنبات والجماد كل شيء حتى الجنة والنار ان كل شيء خلقناه بقدره بتقدير معين. اختار الله لك ابوين اختار الله لك زمن ميلاد. اختار الله لك زمن فاختار الله عز وجل في اشياء مجبور فيها ليس لك فيها خيار. مثل ما ذكرنا من هذه الاشياء الثلاثة. وجعل الله لك يا رفيق واثبت لك مشيئة فيها. وهنا مناطق التكليف. ولذلك نقول ان الله عز وجل لم يجعل مناط التكليف فيما ليس للعبد فيه مشيئة. فالله لن يسألك لماذا ابوك كان سيئا او صالحا الله لن يسألك هذا السؤال. لكن يسألك هل انت بررت معه ام لم تبر معه؟ الله لن يسألك لماذا ابوك لونه وكذا وقولوا كذا وانت لماذا لونك كذا وطولك كذا؟ لان هذا من الامر الذي لم يتعلق بالتكليف لانه ليس فيه اختيار اذا اين التكليف؟ اين التشريف في الاجور او المؤاخذة؟ التشريف فيما للعبد فيه اختيار ولذلك يرفع التكليف عن المجنون. لو انسان عاقل ستين سنة سبعين سنة ثم لما صار عمره ثمانين قالوا فلان خرف الله واياكم من ذاك. فلان خرف هل يجري عليه القلم ولا القلم يقف ها؟ يقف القلم بامر الله عز وجل. لماذا؟ لانه يعمل اعمالا لا ارادية فاذا الله سبحانه وتعالى جعل التكليف في الامور التي لنا فيها ارادة. اما ما لا ارادة لنا فيه. وهي التي يسميها بعض بالامور الجبرية القهرية هذي ما فيها تكليف. ولذلك انت تقرأ القرآن كله ما تجد ان الله يسألك ها لماذا والله اصابعك هكذا؟ هذا انت مجبور فيه. لا يسألك الله عز وجل لماذا الله يطولك هكذا هذا لست مخير فيه. لكن يسألك اه وقفوهم منا وهم مسؤولون عن ماذا؟ عن ماذا مسؤولون؟ قال ما سلككم في سقر؟ قالوا لم نك من المصلين. ما كنتم ماذا اجبتم المرسلين؟ اذا فيما فيه اختيار. ولهذا قال عز وجل انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتليه. تأمل الان نطفة وامشاد نبتليه. فجعلناه سميعا بصيرا لماذا قال العلماء فجعلناه سميعا بصيرا؟ لان هذه الات التكليف. لو كان الانسان لو كان الانسان لا يسمع ولا يبصر لا يمكن ان يكلف. لماذا لا يمكن ان يكلف؟ لانه لا يمكن بلاغ الشرع اليه لا يمكن البلاغ الشرعي لكن لو كان سميعا ولم يكن بصيرا يكلف بتكاليف معينة ويرفع عنه تكاليف معينة ليس على الاعمى حرج طيب واذا كان يرى ولكن لا يسمع ويمكنه الادراك في كلف بتكاليف معينة ويرفع عنه تكاليف معينة. هذي ايات صريحة واضحة. ان كل شيء خلقناه بقدر. يقول ابن عباس رضي الله تعالى عنهما يقول حتى الكيس والعجز بقدر لله عز وجل. كونك نشيط كونك كسول بقدر الله سبحانه وتعالى. لكن مو الكلام هني الكلام شلون تعالج علمك النبي صلى الله عليه وسلم تتعوذ من العجز والكسل. علمك النبي صلى الله عليه وسلم فقال المؤمن القوي كما سيأتي خير واحب الى الله من المؤمن الظالم ضعيف نعالج قدر الله بشرع الله عز وجل. بعض الناس يظن ان هناك تعارض بين القدر والشرع. لا والله. القدر علم الله عز وجل متعلق بما سيكون والشرع علم الله عز وجل متعلق بفضله سبحانه وتعالى. فالقدر حكمة محض قد يكون فيها فظل قد يكون لا يكون فيها فظل اما الشرع فظل المحظ ولذلك اذا هداك الله للاسلام والسنة هذا فظل من الله محض مع الحكمة اما الاقدار فهي جارية على الحكمة لكن قد لا يكون فيها فضل قد يكون فيها العدل وقد يكون فيها الفضل اما الشرع فكله فظل من الله سبحانه وتعالى. تصوروا معي معنا في ايام العشر من ذي الحجة كنا نكبر لان الله فتح لنا باب التكبير والتهليل الان ما نستطيع ان نكبر ونهلل كما كنا نفعل في ايام معينة ان الله يتفضل بما يشاء سبحانه وتعالى. ان كل شيء خلقناه بقدر. فالشرع من الله والقدر من الله الذي الذي خلق العقل هو الله. الذي خلق التقدير واوجده هو الله. الذي انزل الشرع هو الله فلا يمكن يكون تعارض بين امرين كلاهما من عند الله عز وجل. وكلاهما متعلق بعلم الله سبحانه وتعالى. قال الله عن القرآن انزل بعلمه قال الامام احمد انزله وفيه علمه. علم الله في القرآن. ثم اورد المصنف رحمه الله احاديث تحت هذا الباب مفسرة لمعنى الايمان بالقدر اول هذه الاحاديث حديث عبدالله بن عمرو بن العاص وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله قدر مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. قال وعرشه علينا التقدير لاحظوا الان التقدير الذي هو تقدير الكتاب بخمسين الف سنة بنص هذا الحديث اذا قيل التقدير فالمقصود به التقدير الكتابي التقدير لا يتعلق خبر عن علم لا متعلق بالكتابة قد يقول قائل هنا في الحديث خمسين الف سنة. وفي حديث محاجة ادم وموسى كم قال ادم وانت كليم الله انزل عليك التوراة الست تجد في التوراة ان الله كتب ذلك علي قبل ان يخلقني باربعين سنة فظن بعظ الناس انه ثم تعارض بين الحديث حديث المحاجة وبين حديث عبد الله ابن عمر وكلا الحديثين صحيحة والصواب انه لا تعارض بينهما. لماذا؟ لان المقادير مختلفة. التقدير الكلي العام لما سيكون في الدنيا الى نهايتها كان قبل خمسين الف سنة من ايجاد الدنيا. بنص هذا الحديث واما التقدير الذي كان متعلقا بادم عليه السلام وذريته على وجه الخصوص فكان قبل خلقه السماوات والارض قبل خلق ادم عليه السلام باربعين سنة. فلا تعارض بين هذا وذاك مثل ما نحن نقول هناك تقدير اخر وهو التقدير العمري لكل انسان. فالتقدير العمري لكل انسان كما سمعنا في حديث ابن مسعود يكون يوم ان يصبح العبد في رحم امه بعد مئة وعشرين او في تمام العشرين ومئة يوم وعلى حديث حذيفة بعد تمام الاربعين يوما هذا التقدير العمري المتعلق بالانسان شتي على وجه الخصوص لا على وجه العموم. وهناك تقدير عامي متعلق بالسنة بالعام. كما هو في ليلة القدر فان الله يقدر ما يكون من عام الى عام لكن ينبغي ان ندرك ان التقديرات الخاصة او التقديرات الاخص هي اجزاء من التقدير العام الذي كان قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. قال وعرشه الماء فدل على ان العرش وان الماء مخلوق قبل السماوات والارض بخمسين الف سنة. بنص هذا الحديث وهذا يدلنا على عظيم علم الله سبحانه وتعالى وكتابته لهذه الاشياء. ثم ورد المصنف رحمه الله حديث علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وفيه قال صلى الله عليه وسلم ما منكم من احد الا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة هذا امر محتوم محسوم مختوم لا تغيير فيه ما منكم من احد الا وكتب مقعده من النار او من الجنة هذا امر محسوم مختوم نقضي ولذلك الصحابة قالوا يا رسول الله ما قالوا كيف ما يمكن؟ قالوا افلا نتكل؟ يعني امر محسوم مختوم. افلا نتكل يعني ما معنى نتكل يعني اننا نقول خلاص الله يعلم من سيدخل الجنة ها لا نجتهد في الاعمال والله يعلم من سيدخل النار فما في داعي للاجتهاد من من ترك اعمال اهل النار افلا نتكل اي على الكتاب الاول افلا يتكل على كتابنا وندع العمل قال صلى الله عليه وسلم اعملوا فكل ميسر لما خلق له. هذا الكلام من النبي صلى الله عليه وسلم للاتكالية اولا ثم رد الى ان الانسان يعلم العمل ولا يعلم الغيب انت ما تعلم ما الذي كتب لك لكنك مأمور بالعمل فانت اعمل بالمأمور واترك المغيب الذي غيب عنك لست محاسب عليه وسنضرب مثالا على هذا اكثرنا اليوم موظفون لذلك نظرب المثال الوظيفة او كنا موظفين بالنسبة لبعظ المتقاعدين السنا احيانا نسمع من بعض المسؤولين يقولون ترى المسؤول الفلاني ها حط الممتازين وعارف من الممتازين. هل هذا يجعل الناس لا يجتهدون؟ ما دام يعلمون ان ان مسئولهم رجل اعدل لا يظلم احد. فخبره انه يعلم من الممتازين ومن سيصرف له بدلات الامتياز هل معنى خبري هذا ان الناس يتركون الاجتهاد داموا يعلمون انه رجل عادل ولا خبره هذا داع الى الاجتهاد خبره داء للاجتهاد. كذلك لو جاء مدير مدرسة عند بعض الطلاب وقال ترى انا نظرت الى درجاتكم في الامتحان الاول واعرف مين الممتازين منكم ومن منكم وكتبت هذا عندي هل هذا الخبر منه داع الى كسل الطلاب ولا داعي الى اجتهاد الطلاب سبحان الله علم العباد مع انه قد يقع فيه الخطأ قد يطرأ عليه النسيان قد يطرأ عليه الغفلة قد وقد وقد مع ذلك يكون سببا وداعيا الى الاجتهاد والعمل. فكيف يكون علم الله عز وجل داعيا الى الكسل؟ لا والله. ولذلك الصحابة رضوان الله عليه فهموا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم اعملوا فكل ميسر لما خلق له. تجد نفسك يقول يا رب اعني على قيام الليل لا لا يعينه الله على قيام الليل. لماذا لا يعينه على قيام الليل واعانك انت؟ اعانك انت لانك تستحق رأى الله عز وجل منك الجد فاراك الجد وذاك لم يرى الله منه الا ما هو سيء من اعماله فتركه عمله. ثم النبي صلى الله عليه وسلم قال اما من كان من اهل السعادة وهذا التنويع. كلمة اما تأتي للتنويع. اما من كان من اهل السعادة فسييسر عمل اهل السعادة. ولذلك لو تفكرنا نجد ان الله سبحانه وتعالى رزقنا الاسلام والتوحيد رزقنا السنة بغير حول منا ولا قوة. هناك ناس اعقل منا ومع ذلك يشركون. هناك اناس اقل منا ومع ذلك يقعون في البدع والضلالات قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له اما من كان من اهل السعادة فسييسر لعمل اهل السعادة. واما من كان من اهل الشقاوة فسييسر لعمل اهل الشقاوة تجد انه يقدم عقله على شرع الله عز وجل. تجد انه يقدم ذوقه على شرع الله عز وجل. تجد انه يقدم الفه اسلوبه وعاداته على شرع الله عز وجل قال ثم قرأ يعني النبي صلى الله عليه وسلم فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى اعطى هذا عمل ظاهري واتقى عمل قلبي وصدق بالحسنى عمل اعتقادي وهو اليقين بالجنة. ووعد الله عز وجل ورضاه فسنيسره لليسرى فدل على ان من كان من اهل السعادة فيسر الله له العمل بعمل اهل السعادة لماذا؟ لانه سبق له الحسنى فاعانه الله على الحسنات سبق منه خير فاعانه الله على الخيرات انا الذي يختاره العبد عن رسوخ ويقين وثبات وغيب وليس عن مشاهدته ولذلك الكفار لما طلبوا الايات كان طلبهم عنادا لذلك ما لبى الله عز وجل طلباتهم لانه سبحانه يعلم انهم انما يعاندون وجد الله منه اقداما فجعل الله له الاسراع وجد الله عز وجل منه الجد فجعله الله من اهل السابقين ومن اهل السبق الى الخيرات. ثم ورد رحمه الله حديث مسلم ابن يسار الجهني وفيه قال سئل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن هذه الاية واذا اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذرياتهم الاية هذه الاية وردت في سورة الاعراف واذ اخذ ربك من واذا اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم. جاء في بعظ الروايات في التفسير ان الله مسح على ظهر ادم خرج كل نسمة كائنة الى يوم القيامة. على امثال الذر. الذر النملة الصغيرة التي اذا لا يسمع احد قرعها واذا لم ينتبه الانسان لا يرى العين صورتها. على امثال الذر وهذا ما يسميه بعض العلماء بعالم الذر قال لست بربكم وهم عقلاء يعقلون ويدركون قالوا بلى ويسميهم بعض العلماء في عالم الارواح قال لست بربكم؟ قالوا بلى شهدنا قال الله عز وجل ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا قاسي. فالاقرار مأخوذ منا. اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم. الست بربكم؟ قالوا بلى. ربما يقول القائل ما الفائدة من هذا الميثاق الذي اخذه الله ما علينا وهذا كان فيما مضى وهو من تقدير الله عز وجل نقول الست انت تأخذ دينا من انسان فيطلب الدائن منك كتابة ثم يمر عليك عشرات السنين وتنسى فنسيانك ليس دليلا على انه لا يطالبك. فاذا ما انكرت عند القاضي او غيره اخرج لك الورقة فاسقط بين يديك واذا بك لا تستطيع ان تنفي. فرب العزة والجلال اخذ منا المواثيق في عالم الذر وهذه الاحاديث صححها جمع من اهل العلم. منهم الامام ابن جرير الطبري واستشهد بها. والحافظ ابن كثير رحمه الله وكذلك الحافظ ابن حجر والنووي وغيرهم ومنهم المتأخرين محدث العصر العلامة الالباني رحمه الله وان كان بعض اهل العلم يرى ضعف احاديث اخذ الميثاق في عالم الذر لكن الاية نص في هذا المعنى يقول عمر رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما سأله عن هذه الاية قال ان الله خلق ادم ثم مسح ظهره بيمينه فمشى فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للجنة وبعمل اهل الجنة يعملون. نسأل الله ان نكون منهم. ثم مسح ظهره. فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء وبعمل اهل النار يعملون. لا يجوز ان نقطع هذا الحديث عما ذكرناه في الاول. وهو ان تقدير الله ان هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار مبني على حكمة الله وعدله. ولا يظلم ربك احدا. فاذا كان جعله سبحانه هذه الحفنة من اهل الجنة. وتلك الحفنة من اهل النار مبنيا على حكمة الله عز وجل وعلى عدله سبحانه فنعلم انه ما جعل هؤلاء في قبضة الجنة الا لعلمه انهم يختارون العمل بعمل اهل الجنة. وما هؤلاء في قبضة النار الا لعلمه انهم يعملون بعمل اهل النار فجعلهم في قبضته ولم يبالي ولو كان سبحانه يبالي لاجبرهم على الايمان وجعلهم مثل اهل الجنة. ولكنه سبحانه لا يجبر لا يجبر احدا على الايمان قال سبحانه ان نشأ ننزل عليهم من السماء اية فظلت اعناقهم لها خاء. الله لو يبي يجبرهم يجبرهم. مثل ما فعل مع بني اسرائيل لما ارادوا ان لا يأخذوا التوراة قال الله عز وجل واذقنا الجبل فوقهم. ها رفع الجبل فوق رؤوسهم. خذوا ما بقوة شافوا الجبل فوق روسهم قالوا سمعنا خلاص واضح هذا يسمى الايمان القهري الله قادر على ان يجعل العباد ان وجن كلهم على قلبي اتقى رجل قهرا وقصرا لم لم يفعل؟ لانه سبحانه اراد منهم الايمان الاختيار لا الايمان الاضطراري. ولذلك الايمان الاضطراري لا انفع يوم القيامة او عند الموت. لماذا لا يقبل الله عز وجل توبة الانسان عند الموت او ايمان الانسان عند الموت؟ لانه ايمان اضطراري والايمان الذي يكون قصرا ولماذا الذي يكون جبرا؟ هذا ايمان اضطراري لا يقبله الله. لذلك انزل الله العقوبة على قومي هو وعلى قوم صالح وعلى قوم شعيب وعلى قوم لوط لما رأوا العذاب ارادوا ان يؤمنوا لكن ما قبل الله منهم لذلك قال عز وجل الا قوم يونس الوحيدين اللي الله قبل منهم الايمان وهذا دليل على ان الله يتفضل على من يشاء سبحانه وتعالى وان الاصل عنده انه لا يقبل الايمان الاضطرار. وانما يقبل الايمان الاختيار. الايمان للجنة استعمله بعمل اهل الجنة نسأل الله ان نكون منهم. وهذا يطلب منا الدعاء. ينبغي ان تكون قلوبنا معلقة بما سبق من الله لنا. دائما ادعو الله ان يجعلنا من اهل السعادة وان لا يجعلنا من اهل الشقاء وان يجعلنا من اهل الفضل وان لا يجعلنا ممن يعاملهم بالعدل ويجعلنا من اهل آآ اصحاب اليمين ومن السابقين للخيرات. هذا كله من من مقابلة ومن كيفية المعاملة مع قدر الله سبحانه وتعالى. قال فقال صلى الله عليه وسلم ان الله اذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل اهل الجنة حتى يموت على عمل من اعمال اهل الجنة. نسأل الله حسن الختام. والله هذا امر عظيم. هذا امر عظيم تأملوا معي ان رجلا يكون كافرا ومشركا طول عمره. ثم يعلم الله عز وجل منه امرا فيختم له بالايمان. او يتفضل عليه تفضلا وتمننا وهو المنان سبحانه وتعالى فيهديه الى الاسلام والايمان محض كرم منه سبحانه وتعالى. والكريم اذا امتن بكرمه على احد ليس لاحد ان يعترض. ويقول لماذا اكرمت فلانا ولم تكرمني. الكريم يكرم من يشاء. الكريم يكرم من يشاء. وهو سبحانه يهين من يشاء. قال عز وجل ومن يهن الله من مكره ورحمته وسعت كل شيء ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك له. وما يمسك فلا مرسل له. ثم قال صلى الله عليه وسلم واذا خلق العبد للنار عمله بعمل اهل النار حتى يموت على عمل من اعمال اهل النار فيدخله النار. روى هذا الحديث مالك في موطيه والحاكم في مستدركه وقال على شرط مسلم. رواه ابو داوود من وجه اخر عن مسلم ابن يسار عن نعيم بن ربيعة عمر به نكتفي بهذا القدر ونسأل الله جل وعلا ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا وعلى وصحبه اجمعين