بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب التوحيد للامام وجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الدرس التاسع. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. مرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات في درس من دروس التوحيد وضيف هذا الدرس هو فضيلة الشيخ صالح ابن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء اهلا ومرحبا بالشيخ في هذا اللقاء. حياكم الله وبارك فيكم قال المؤلف رحمه الله تعالى باب الخوف من الشرك بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين لما ذكر الشيخ رحمه الله الباب الذي قبله ان من حقق التوحيد دخل الجنة بلا حساب ولا عذاب ناسب ان يذكر بعده ما يظاد الخوف مما يظاد التوحيد وهو الشرك بالله عز وجل فالمسلم عرظة الابتلاء والامتحان مهما بلغ من العلم ومهما بلغ من التحقيق والتوحيد فلا يزكي نفسه بل يخاف من الشرك لان القلوب كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم بين اصبعين من اصابع الرحمن اذا اراد ان يقلب قلب عبد غلبه كان صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء اللهم يا مقلب القلوب والابصار ثبت قلبي على دينك الانسان لا يأمن البلاء على نفسه فقد ابتلي الانبياء عليهم الصلاة والسلام وامتحنوا فثبتوا واستمروا على دينهم وعقيدتهم كما يأتي في هذا الباب فعلى المسلم ان يخاف من الشرك واذا خاف من الشرك فلا بد ان يتعلم ما هو الشرك بان لا يقع فيه وهو لا يدري فلا يكفي ان الانسان يتعلم التوحيد وهو لا يعرف ما يضاد للتوحيد وهو الشرك يجب ان يعرف هذا ولهذا يجمع الله جل وعلا بنا الامر بالتوحيد والنهي عن الشرك واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا لم يكتفي بقوله واعبدوا الله قال ولا تشركوا به شيئا لان العبادة لا تصح مع الشرك الذي يخلط بين العبادة والشرك عمله حابط لقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك لتكونن من الخاسرين فاعبد الله مخلصا له الدين مخلصا من ايش؟ من الشرك فكيف يخلص الانسان توحيده وهو لا يعرف الشرك حتى يتجنبه ويبتعد عنه والشرك وقع في الامم السابقة ووقع في هذه الامة ايضا فكان الناس امة واحدة كما في القرآن كان الناس امة واحدة على ملة ابيهم ادم عليه السلام على التوحيد الف سنة وهم على التوحيد ثم لما صار في عهد نوح عليه السلام في عهد قوم نوح وهم على التوحيد وكان فيهم رجال صالحون علماء محققون ماتوا في عام واحد ففقدوهم وحزنوا عليهم حزنا شديدا فجاءهم الشيطان واستغل هذا الموقف وقال لهم صوروا صورهم انصبوها على مجالسهم حتى تتذكروا احوالهم وتنشطوا بالعبادة استحسنوا هذا وصوروا صورهم ونصبوها على المجالس باسمائهم ولما كان فيهم علماء لم يستطع الشيطان ان يزيد على ذلك فلم يزين لهم تبرك بهذه الصور لان العلماء ينهون عن ذلك والشيطان اكتفى باول خطوة وهي وظع الصور لانه ينظر الى الاجيال القادمة فلما مات العلماء ولم يبقى عالم جاءهم الشيطان وقال لهم ان اباءكم ما نصبوا هذه الصور الا ليتبركوا بها وبها كانوا يسقون المطر فتبركوا بها وحينئذ حدث الشرك بعث الله نبيه نوحا عليه الصلاة والسلام ينهاهم عن هذا الشرك ولكنهم اصروا على هل بقى عليه لانه تمكن من قلوبهم والشيطان يزين لهم ذلك ولفشو الجهل فيهم نسي العلم بموت العلماء فتمكن الشيطان فصاروا يعبدونهم من دون الله فلما نهاهم نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام عتوا عن امر ربهم وتمسكوا بباطلهم وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوثا ويعوق ونسرا وهذه اسمى هؤلاء الرجال الصالحين الذين صوروا صورهم هذه اسماؤهم اسماء رجال صالحين في قوم نوح فلما غلوا فيهم لما غلوا فيهم تسويل الشيطان حدث الشرك حينئذ وعبدوهم من دون الله وابوا ان يتركوا عبادتهم. لا تذرن الهتكم كما قال كفار قريش لما قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم قولوا لا اله الا الله تفلحوا قالوا اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب انطلق الملأ منه ان امشوا واصبروا على الهاتكم ان هذا لشيء يراد ما سمعنا بهذا بالملة الاخرة ان هذا الا اختلاق فاستمر الشرك استمر الشرك في بني ادم من بعد نوح ولما بعث الله خليله ابراهيم عليه الصلاة والسلام نهى عن الشرك وكسر الاصنام وحاج قومه ودحض حجتهم وابطل كيدهم واظهر الله على يده التوحيد كان له من بعده اتباع وجعلها كلمة باقية اذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني فانه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه بعقب ابراهيم عليه الصلاة والسلام فلا يزال فيهم من يوحد الله عز وجل ويعبد الله لا شريك له جعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون الى ملة ابراهيم والى التوحيد فبقي التوحيد بعد إبراهيم عليه الصلاة والسلام في ذريته وبعث الله الأنبياء من ذريته واخرهم محمد صلى الله عليه وسلم وكانوا يعبدون الله على ملة ابراهيم بالحجاز يعبدون الله على ملة ابراهيم في الحجاز وحول البيت العتيق ثم انه جاء شقي يقال له عمرو بن لحي الخزاعي وكان ملكا على الحجاز فسافر الى الشام للعلاج كما ذكر فوجدهم يعبدون الاصنام فاستحسن ذلك وقدم معه باصنام وايضا نقب عن الاصنام المدفونة تحت الارظ بعد قوم نوح نقب عنها بامر من الشيطان فنقب عنها واخذها باسمائها ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر ثم وزعها في العرب وامره بعبادتها فحدث الشرك بالحجاز على يد هذا الطاغوت الطاغية ولهذا رآه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي صلاة الكسوف عرضت عليه الجنة والنار وهو يصلي فرأى عمرو بن لحي يجر قصبه في النار يعني يجر امعاءه في النار لانه اول من سيب الشوائب وغير دين ابراهيم عليه الصلاة والسلام ثم بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم من ولد اسماعيل وفي ارض الحجاز في مكة المشرفة بعثه الله و امر بطاعته وجعل رسالته عامة للثقلين الجن والانس وباقية الى ان تقوم الساعة فدعا الى الله وجاهد في سبيل الله حتى اظهر الله هذا الدين وهذا التوحيد وعم المعمورة وانتشر الاسلام في المشارق والمغارب من بعد الرسول صلى الله عليه وسلم على يد خلفائه الراشدين ومن جاء بعدهم من قادة المسلمين ثم حدث الشرك في هذه الامة بعد مضي القرون المفظلة التي اثنى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك عن طريق الصوفية الذين يعظمون سادتهم واسيادهم ويغلون فيهم حتى عبدوهم من دون الله وعن طريق القبورية الذين يدعون الى عبادة القبور والغلو في الصالحين وقبورهم فحدث الشرك في هذه الامة على يد هاتين الطائفتين الصوفية والقبورية ذلك على يد العبيديين من شيعة الباطنية لما استولوا على المغرب وعلى مصر وعلى الحجاز نشروا عبادة القبور والاضرحة والصوفية نشروا التصوف والعمل بالبدع والمحدثات وهجر السنن اه انتشر الظلال في بلاد الحجاز وما حولها وكان لبلاد نجد نصيب من ذلك خصوصا في في الدرعية والعيينة وما حولهما كان فيها عبادة لغير الله كان قبر زيد بن الخطاب رضي الله عنه الذي استشهد في حرب اليمامة كان عليه قبة يطوفون بها ويتبركون بها وكان في الدرعية غيران في الجبال يتبركون بها تزورها النساء واشجار تتبرك بها النسا كان في الرياض ايضا والخرج كثير من اه الوثنيات والقبوريات بل فيها من وحدة الوجود فيها ناس من اهل وحدة الوجود من الصوفية الغلاة كل هذا كان موجودة فلما جاء الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله مؤلف هذا الكتاب الذي معنا هاله هذا الامر فقام يدعو الى الله ويبين التوحيد وينهى عن الشرك بمناصرة امراء ال سعود غفر الله لميتهم وثبت وبارك في احيائهم فقاموا بالدعوة والجهاد في بلاد نجد بقيادة الامامين القيادة العلمية بيد الشيخ محمد بن عبد الوهاب القيادة السياسية بيد الامام محمد ابن سعود فطهر الله بلاد نجد وارض الجزيرة و انتشر ملك هذه الدولة الاولى من ال سعود انتشر من حدود اليمن الى حدود الشام ومن البحر الغربي الى البحر الشرقي بل ان الدعوة تمددت الى الهند الى مصر الى آآ البلاد الاخرى نفع الله بها خلقا كثيرا على يد هذين الامامين الجليلين رحمهما الله فهذه ادوار الشرك في العالم وفي بلاد العرب خاصة وفي نجل على وجه الخصوص الى ان جاء الله بهذا الامام المجدد الشيخ محمد ابن عبد الوهاب فكتب والف ودعا الى الله ودرس والتوحيد حتى نفع الله به وانتشر علمه ودعوته واندحر الشرك ولله الحمد واهل الشرك لكنه رحمه الله ما امن من الشرك بل كان يحذر منه فهذا الباب هو نتيجة لفقه هذا الامام ان ان الانسان لا يغتر بعلمه مهما بلغ لا يغتر بتوحيده لا يغتر بدينه مهما بلغ فانه عرظة لا سيما ودعاة الشرك كثيرون من شياطين الانس والجن ولا يغفلون ولا يفترون ايضا فهذا الباب من هذا الكتاب المبارك باب الخوف من الشرك بعد الابواب السابقة باب كتاب التوحيد آآ فضل التوحيد وما يكفر من من الذنوب باب من حقق التوحيد دخل الجنة بلا حساب ولا عذاب لكن الانسان لا يأمن من الانحراف والانتكاس فلذلك عقد هذا الباب قال باب الخوف من الشرك فالشرك يخاف ويحذر منه ولا تخافه ولا تنجو منه الا اذا تعلمت ما هو الشرك حتى تتجنبه اما ان تقول الشرك حرام والشرك وانت لا تدري ما هو الشرك فقد تقع فيه وانت لا تدري فلا بد من تعلم التوحيد وتعلم ما يضاده من اجل السلامة منه وهو الشرك فهذا الباب هو على هذا الاصل ان من عرف التوحيد وتعلم التوحيد فانه يخاف من ضده وهو الشرك كما حصل للامم السابقة كما حصل في هذه البلاد قبل دعوة الشيخ فالمسلم لا يأمن على دينه ولا يأمن على قلبه بل يسأل الله الثبات ويتعلم يتعلم الامور التي فيها محذور ليتجنبها. عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه ومن لا يعرف الشر من الخير يقع فيه كان حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه يقول كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة ان ان يدركني هذا هو الفقه ما ان الانسان يأمن ونسمع الان من يقول ويكتب لماذا تعلمون التوحيد في المدارس يتعلمون في المساجد نحن مسلمون اه نحن اه نشأنا على التوحيد هذا غرور نعم نشأتم على التوحيد والحمد لله وانتم مسلمون وتعرفون التوحيد لكن يأتي بعدكم او منكم من يجهل التوحيد فيحتاج الى بيان انتم لا تأمنون عيظة على انفسكم من الانحراف والانتكاس المسلم لا يزكي نفسه. قال الله جل وعلا فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى. الم ترى الى الذين يزكون انفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا نعم اه جزاكم الله عنا وعن امة الاسلام خير الجزاء الشيخ صالح وبهذا نصل الى ختام هذا الدرس والذي استهل فيه الشيخ الحديث عن باب الخوف من الشرك سنتناول الايات ان شاء الله المباركات في هذا الدرس والاحاديث ان شاء الله في الدرس قادم باذن الله حتى ذلكم الحين نستودعكم الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته