ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لخالد ابن الوليد رضي الله تعالى عنه في الرجل الذي جاء وقال يا رسول الله الذي جاء وقال يا محمد اعدل فهذه قسمة لا يبتغى لم يبتغى بها وجه الله فاتهم النبي صلى الله عليه وسلم في قسمته للغنائم وانها لم تكن لوجه الله انما لمحاباة وحيف وظلم فقال خالد دعني اقتله يا رسول الله لكونه قد صدر منه ما يوجب قتله من تهمة سيد الورى صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لعله ان يكون من المصلين فقال خالد رضي الله تعالى عنه الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماء والارض وملء ما شاء من شيء بعد احمده حق حمده له الحمد كله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فنستمع الى شيء من ايات الذكر الحكيم وما جاء في تفسيرها من كلام الامام البخاري في صحيحه في كتاب التفسير ونعلق على ما يسر الله تعالى من ذلك ثم نجيب على اسئلتكم في نهاية المجلس ان شاء الله تعالى فنسأل الله الاعانة والسداد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم يا ايها الذين امنوا اذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن القى اليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا ان الله كان بما تعملون خبيرا لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر والمجاهدون والمجاهدون في سبيل الله باموالهم وانفسهم فضل الله المجاهدين باموالهم وانفسهم على القاعدين درجة وكل وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على قاعدين اجرا عظيما. درجات منه ومغفرة رحمة وكان الله غفورا رحيما. ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم قالوا فيما كنتم. قالوا مم انا مستضعفين في الارض قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم مواساة مصيرا الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان والولدان لا يستطيعون حيلته ولا يهتدون سبيلا الملائكة عسى الله ان يعفو عنهم وكان الله غفورا وكان الله عفوا غفورا يقول الله جل وعلا في ندائه لاهل الايمان في وجوب التثبت في الدماء وصيانتها وعدم التهور في انتهاكها فان شأن الدماء عظيم ولو كان ذلك في مواطن القتال ومحال الصراع مع اعداء الله عز وجل من الذين يصدون عن سبيل الله ويقاتلون اولياءه ويؤذون المؤمنين يقول الله تعالى يا ايها الذين امنوا وهذا نداء للمؤمنين وكثيرا ما يصدر الله تعالى امره ونهيه بوصف الايمان لان الذي يمتثل ذلك هم اهل الايمان ولان امتثال ذلك من خصال الايمان التي لا يستقيم ايمان احد الا بها يقول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا ضربتم في الارض اذا ضربتم في سبيل الله اي في الجهاد والقتال لاعلاء كلمة الله وابتغاء نصر دينه فتبينوا اي فلا تعجلوا في قتل من تلاقون بل تأملوا حالهم وتبينوا شأنهم حتى لا تقع في انتهاك دم حرام او قتل من لا يستحق القتل ممن حرم الله تعالى دمه فيكون في ذلك معرة اثم واعتداء وظلم لا يرضاه الله تعالى قال تعالى فتبينوا ولا تقولوا لمن القى اليكم السلام لست مؤمنا بعد الامر بالتبين جاء نهي عن اعمال الظنون التنقيب عن البواطن واغفال الظواهر حيث ان الله تعالى قال فيما نهى اهل الايمان ولا تقولوا لمن القى اليكم السلام يعني من سلم عليكم وهي تحية اهل الاسلام التي يتميزون بها عن اعداء الله عز وجل لست مؤمنا بناء على ظن او وهم او شك فان ذلك لا يصيغ الاعتداء بل احكام الدنيا تجري على الظواهر فاحكام الله عز وجل في الناس في الدنيا لا تتعلق بما في القلوب ولا ما اخفته الظمائر ولا ما اكلته السرائر فان ذلك لا يعلمه الا الله جل في علاه وانما الحكم على ما ظهر من اعمال الخلق كم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه كم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم في ابطال هذه الشبهة التي يمكن ان تستباح بها دماء امم وخلق من الناس بغير حق ولا برهان انما بشكوك وظنون واوهام وامور لا يصلح ان يعتمد عليها في استباحة الدماء قال له النبي صلى الله عليه وسلم اني لم اومر ان انقب عن قلوب الناس ولا ان اشق عن بطونهم يعني انا لم اكلف بالتفتيش عن خفايا ما اكنته صدورهم. فذاك علمه الى الله الذي يعلم السر واخفى واما احكام الدنيا فهي لا تجري الا على الظواهر ولذلك قال الله جل وعلا في هذه الاية لاهل الايمان بعد امره بعد امرهم بالتبين قال ولا تقولوا لمن القى اليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا ثم نبه الى ما يمكن ان يكون باعثا على هذا الوهم وهو ان هذا القول وهو عدم العمل بالظاهر واتهام البواطن والسرائر بخلاف ما اظهرت قد يكون الباعث عليه الرغبة في الدنيا من المغانم والمصالح والمكاسب ولذلك قال تبتغون عرظ الحياة الدنيا وحذرهم من ذلك وبين ان ذلك يفوت عليهم ما هو اعظم واجل واكبر وهو ما عند الله عز وجل قال تعالى فعند الله مغانم كثيرة فلا تبهر فلا تبهر الدنيا اعينكم ولا تطمع انفسكم فتقدم على قتل من لا يستحق القتل طمعا بما في يديه من مال او غنيمة فما عند الله خير وابقى لذلك يقول الله تعالى فعند الله مغانم جمع غنيمة وهذا يدل على كثرة ما عند الله من المكاسب والعوائد والارباح والفوائد فكل ما تقصده من امر الدنيا تجد عند الله تعالى اضعافه اذا اطعته وصدقت في الاقبال عليه وهذه قاعدة مطردة في كل امر وشأن ان من اقبل على الله وجد عنده اضعاف ما يطلبه عند غيره فهو الغني الحميد جل وعلا وهو الذي يعطي على القليل الكثير سبحانه وبحمده وهو من بيده ملكوت كل شيء وانما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون ومن كان هذا شأنه فعطاؤه جزيل وفضله واسع عميم فلا يلتفت العاقل الراشد البصير الى غير في يد الملك الكبير جل في علاه سبحانه وبحمده ولهذا يقول الله تعالى لاهل الايمان محفزا لهم على ما امر من التبين وعدم التفتيش عن البواطن والاكتفاء بالظواهر لاجل مكاسب الدنيا. قال فعند الله مغانم كثيرة ثم ذكر اهل الايمان بما ينبغي ان لا يغيب عنهم. قال كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم اي مثل حال هذا الذي ظننتم انه كافر واستبحتم دمه مع ظهور ما يخالف ذلك هكذا كنتم من قبل كنتم على ظلالة وكفر فمن الله عليكم اي فتفضل عليكم بالهداية وشرح الصدر ونور البصيرة الذي جعلكم تؤمنون وتسلمون هذا احد القولين في معنى الاية في قوله تعالى كذلك كنتم اي كحال هذا الذي اتهمتموه بالكفر من قبل فمن الله عليكم اي فتفظل عليكم بشرح صدوركم للايمان فالتزموا مقتضاه من التبين وعدم التساهل في الدماء وقيل في معنى الاية كذلك كنتم من قبل اي كنتم على مثل حال هذا الذي اظهر خلاف ما في قلبه لعصمة دمه وماله وهذا القول الثاني في تفسير الاية ان هذا ان من الكفار من كان يظهر الاسلام بالقاء السلام على اهل الاسلام لاجل ان يصون نفسه وان يعصم دمه من القتل وهذه الحال كانت حال اهل الاسلام في اول الامر في وقت الخوف والشدة كانوا لا يظهرون اسلامهم ولا يظهرون ما في قلوبهم من الايمان خشية ان يطالهم الكفار بالاذى والفتنة والصد عن ما هم عليه من الايمان فيذكر الله تعالى المؤمن واهل الايمان يذكرهم بانهم كانوا كذلك في حال ضعفهم وحال قلتهم وحال تسلط اعدائهم عليهم فمن الله عليهم فكثرهم وقواهم ونصرهم وايدهم واظهرهم على عدوهم كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فقوله فمن الله عليكم اما بالاسلام بعد الكفر واما بالقوة والظهور والنصر بعد القلة والظعف والغلبة قال جل وعلا فتبينوا اكد معنى ما امر به في اول الاية من التثبت وعدم العجلة دماء الخلق وهذا يؤكد صيانة الدماء في دين الاسلام بل ان دين الاسلام اكد حرمة الدماء على وجه لم ياتي في شريعة من الشرائع فقد قرنه الله تعالى بالشرك في مواضع عديدة ذاك لبيان خطورته. قال الله تعالى والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى اثاما ولما جاء عبد الله بن مسعود يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن اي الذنب اعظم؟ قال ان تجعل لله ندا وهو خلقك تجعل لله ندا وهو خلقك اي تجعل له شريكا وهو المستحق بالافراد بالعبادة قال ثم اي؟ قال ان ان تقتل ولدك خشية ان يطعم معك فقرن القتلى بالشرك وكذلك في قوله جل وعلا قل تعالى واتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا. وبالوالدين احسانا ثم قال ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق نحن نرزقهم واياكم ان قتلهم كان خطأ كبيرا ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ثم قال ولا تقتلوا التي حرم الله الا بالحق فاكد الله تعالى النهي عن القتل الخاص والعام قتل الاولاد خشية الفقر وقتل النفس التي حرم جل في علاه ولذلك حرمة الدماء في الاسلام ظاهرة سواء كانت دماء اهل الاسلام او دماء من له عهد او ذمة او امان فهؤلاء جميعا دماؤهم معصومة لا يحل انتهاكها ولا التهاون في الاعتداء عليها. قال الله تعالى فتبينوا ثم قال ان الله كان بما تعملون خبيرا ختم الاية بهذا فيه التحذير من التهاون فيما امر الله تعالى به من التبين واعمال الظاهر من حال من اظهر الاسلام حيث قال تعالى ان الله كان بما تعملون خبيرا فقد تعتذرون لغيركم باعذار وتتأولون في دماء الخلق لكن ما يخفى على الناس لا يخفى على رب الناس فالله عليم خبير جل في علاه يعلم السر واخفى. فجدير بالمؤمن ان يستحضر هذا المعنى لاجل ان يكون كافا نفسه عن كل ما يكون من عبث او تأول او تحايل على شرع الله وما امر به او نهى عنه فان الله تعالى لا يخدع ولا تخفى عليه خافية بل يقول الله تعالى يخادعون الله وهو خادعهم فلا يخدعه احد جل في علاه اذ لا يخفى عليه من شأن خلقه شيء الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير؟ بلى والله لا يخفى على عليه جل وعلا من شأن خلقه شيء. هذا ما جاء في هذه الاية في سورة النساء نقرأ ما ذكره الامام البخاري في سيرها من الاثار نعم باب قول الله تعالى ولا تقولوا لمن القى اليكم السلام لست مؤمنا. قال حدثني علي بن عبدالله قال حدثنا سفيان عن عمرو عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما. ولا تقولوا من القى اليكم السلام لست مؤمنا. قال قال ابن عباس رضي الله عنهما كان رجل في غنيم الله فلحقه المسلمون. فقال السلام عليكم فقتلوه واخذوا غنيمته فقتلوه واخذوا غنيمته. فانزع الله في ذلك الى قوله عرض الحياة الدنيا. تلك الغنيمة قال قرأ ابن عباس السلام هذا بيان لسبب نزول هذه الاية وهو ما قصه ابن عباس رضي الله تعالى عنه من ان راع عنده غنيمة غنيمة صغير الغنم وهو جنس من بهيمة الانعام وقول غنيمة هذا التصغير للتقليل وانه لم يكن شيء كثير ويمكن ان يكون التصغير لغير ذلك من المعاني فقد يأتي التصغير للتمليح والمقصود ان هذا رجل كان عنده غنم فلحقه المسلمون فقال السلام عليكم هي تحية اهل الاسلام وظاهر الحال انه مسلم قال فقتلوه قتلوه متأولين انه قال السلام ليصون دمه وماله وليس من اهل الاسلام واخذوا غنيمته يعني التي كانت معه. فانزل الله تعالى تبتغون عرض الحياة الدنيا اي تطلبون الدنيا وتغلبونها في نظركم وهو الذي حمل هؤلاء على ما اقدموا عليه من قتل هذا الرجل واخذ غنيمته واخذ غنيمته. قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه فانزل الله في ذلك قوله تبتغون عرض الحياة الدنيا تلك الغنيمة قال قرأ ابن عباس السلام بقراءة اخرى السلام والمعنى متقارب في ذلك ولكن القراءة المشهورة السلام والمقصود ان هذه الاية ان هذا الخبر بين فيه عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنه ان الصحابة رضي الله عن الصحابة الذين كان منهم هذا الموقف كان الباعث عليه طلب متاع الدنيا الذي حملهم على التأول في انه ليس مؤمنا فذكرهم الله تعالى بما كانوا عليه وما صاروا اليه من الكفر او الظعف وما صاروا اليه من القوة والظهور يقول ابن يقول ايضا الباب الذي يليه باب قول الله تعالى لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر والمجاهدون في سبيله الا ان قال حدثنا اسماعيل ابن عبد الله قال حدثني ابراهيم ابن سعد عن صالح ابن كيسان عن ابن شهاب قال حدثني سهل ابن سعد الساعدي انه رأى مروان ابن الحكم في المسجد فاقبلت حتى جلست الى جنبه. فاخبرنا ان زيد ابن ثابت اخبره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم املى عليه لا يستوي القاعدون من المؤمنين. والمجاهدون في سبيل الله فجاءه ابن ام مكتوم وهو يملها عليه. قال يا رسول الله والله لو استطيع الجهاد لجاء وكان اعمى. فانزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم. وفخذوا على فخذي فثقلت علي حتى خفت ان ترض فخذي. ثم سري عنه. فانزل الله غير اولي الضرر قال حدثنا حفص بن عمر قال حدثنا شعبة عن ابي اسحاق عن البراء رضي الله عنه قال لما نزل ما زالت لا يستوي القاعدون من المؤمنين. دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا فكتبها فجاء ابن ام مكتوم فشكى ضرارته. فانزل الله غير اولي الضرر قال حدثنا محمد بن يوسف عن اسرائيل عن ابي اسحاق عن البراء قال لما نزلت لا يستوي القاعدون من المؤمنين. قال النبي صلى الله عليه وسلم ادعوا فلانا فجاءه ومعه الدواة او الكتف فقال اكتب لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله وخلف النبي صلى الله عليه وسلم ابن ام مكتوم فقال يا رسول الله انا ضرير فنزلت وكانها لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله قال حجتنا ابراهيم بن موسى قال اخبرنا هشام ان ابن جريج اخبرهم قال حاء حدثني اسحاق قال اخبرنا عبد الرزاق قال اخبرنا ابن جريج قال اخبرني عبد الكريم ان مقسما مولى عبدالله بن الحارث اخبره ان ابن عباس رضي الله عنهما اخبره لا يستوي القاعدون من المؤمنين عن بدر والخارجون الى بدر هذه الاحاديث عن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه ببيان سبب نزول قول الله تعالى لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله باموالهم وانفسهم فضل الله المجاهدين باموالهم وانفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفظل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما هذه الاية الكريمة نفى الله تعالى فيها المساواة بين فريقين من المؤمنين الفريق الاول القاعدون والمقصود بالقعود هنا ترك الجهاد المتعير او الجهاد المستحب لا يستوي القاعد عن الجهاد المتعين والجهاد المستحب بمن خرج في سبيل الله مجاهدا اما بماله او بنفسه لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر اي غير اولي الابرار غير اولي الاعذار ممن لهم عذر يمنعهم من الخروج كالاعمى والاعرج والمريض ونحو ذلك من اهل الاعذار الذين تقعد اعذارهم بهم عن الخروج في سبيل الله والمجاهدون في سبيل الله باموالهم وانفسهم نفى الله تعالى المساواة بينهم. وكان اول ما نزل من الاية قول لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله باموالهم وانفسهم فجاء عبدالله ابن ابي فجاء عبد الله ابن ام مكتوم وهو من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ممن تقدم اسلامه وكان ضريرا وهو الذي نزل في شأنه قول الله عز وجل عبس وتولى ان جاءه الاعمى وما يدريك لعله يزكى جاء يشكو عمى وانه لولا ما كان فيه من عمى لخرج في الجهاد في سبيل الله فانزل الله تعالى حالها او حينها قوله تعالى غير اولي الضرر اي غير اصحاب الاعذار ولم يخص ذلك بنوع من الظرر او من العذر بل شمل كل الاعذار التي يتضرر بها الناس وتكون حائلا بينهم وبين الخروج في الجهاد في سبيل الله قال تعالى بعد ان ذكر ما ذكر فظل الله المجاهدين باموالهم وانفسهم على القاعدين الدرجة الى اخر الاية فيما ذكره ابن عباس رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل عليه قوله تعالى لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله جاء ابن ام مكتوم وهو يملها علي يعني والنبي صلى الله عليه وسلم يمليها على زيد ابن ثابت وزيد ابن ثابت من كتبة الوحي الذين كانوا يكتبون القرآن زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء وهو يكتب ذلك فقال يا رسول الله والله لو استطيع الجهاد لجاهدت وكان اعمى فانزل الله على رسوله يقول زيد ابن ثابت وفخذي على وفخذه على فخذي فخذ النبي صلى الله عليه وسلم على فخذ زيد ابن ثابت وهذا انما كان لاستثبات النبي صلى الله عليه وسلم فيما يكتبه زيد فقد قربه الى هذا الحد من القرب ام كانت فخذه صلى الله عليه وسلم يمس بعضها فخذ زيد ابن فخذ زيد ابن ثابت رضي الله تعالى عنه فلما نزل الوحي وكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا نزل عليه الوحي لاقي منه شدة حتى انه ليعرق صلوات الله وسلامه ويتفصد جبينه عرقا في اليوم الشاتي فكان من ثقل ما يجده ان قسي زيد ابن ثابت على اتخذه ان تدق بفخذ النبي صلى الله عليه وسلم لثقل ما نزل به قال وفخذي على وفخذه على فخذي فثقلت علي يعني فخذ النبي صلى يعني فخذ النبي صلى الله عليه وسلم حتى خفت ان ترض فخذي يعني تدق ثم سري عنه اي رفع عنه وكشف فانزل الله تعالى غير اولي الضرر