في هذه الحلقة يقول في قول الله تبارك وتعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوليه ما تولى هذه الاية تدل على ان اجماع امة محمد صلى الله عليه وسلم حجة. هل يعني هذا انه اذا اجمع جماعة من اهل العلم ثم خالفهم شخص واحد فهو مستحق للعقوبة الواردة في الاية وهل يدخل في ضمن هذا الوعيد من اصبح يحدث اقوالا لم يقل بها احد من سلف الامة في امور الدين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحابته تلقوا عنه هذه الشريعة. مم وحملوا هذا الدين وبلغوه لمن جاء بعدهم نقلوا اقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وافعاله وما سكت عليه وكانوا امناء في النقل فيما يرونه العارفين فيما يقولون هم اهل اللسان اهل الفقه والبيان نزل القرآن بلغتهم ونطق نبيهم صلى الله عليه وسلم بلغتهم كانوا عارفين لمقاصد الكلام لا شك ان من خالفهم او خالف ما اجمع عليه العلماء بعدهم داخل في هذا الوعيد الشديد فان من اعرض عن سنة محمد صلى الله عليه وسلم مع معرفته وعلمه بورودها يكون مشاقا لرسول الله صلوات الله وسلامه عليه ومن اللازم ومشاقته لرسول الله ان يكون بالقوة او بالفعل غير متبع لسبيل المؤمنين لان المؤمنين من هذه الامة لا يتحقق لهم الايمان الا بمتابعة محمد صلى الله عليه وسلم والوعيد في هذه الاية وعيد ما تولى ونصله جهنم لانه اختار ولاية غير نبي الله وغير المؤمنين وهذه الاية من اوضح ادلة وجوب في العمل بما اجمع عليه علماء المسلمين اجماعا متحققا واما ما قد يخالف المرء فيه بعض السلف من اختيار قول ثم يحتج لقوله بالسنة ويكون في احتجاجه الموافق لقواعد الاحتجاج وفقه لغة العرب التي نزل القرآن بها ونطق بها سيد البشر لا يدخل في هذا العموم وان خالف كثيرين من اهل العلم فان العبرة موافقة السنة ولا تتم موافقة السنة بمخالفة الاجماع لا يمكن ان تحقق خلاف السنة ويكون الاجماع ضد ذلك واذا فرض ان سنة ثبتت واجمع الناس على خلافها فلا يمكن ان يجمعوا الا لدليل اخر قد لا يكون بلاغنا انما هذا الاجماع اذا صح ووجد دليل على وجود النص الذي استند عليه