بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا شيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين امين. قال الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في باب استحباب التبشير التهنئة بالخير. وقال تعالى فبشرناه بغلام حليم. وقال تعالى ولقد جاءت رسلنا ابراهيم بالبشرى. وقال قال وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها باسحاق. وقال تعالى فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب لان الله يبشرك بيحيى. وقال تعالى اذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه. الاية. بسم الله الرحمن الرحيم. قال الله تعالى في باب استحباب التبشير بالخير. وقال تعالى فبشرناه بغلام حليم. بشرناه اي بشرنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام بغلام حليم. والباء في قوله فبشرناه الباء هنا للسببية. اي بسبب دعائك حينما قال ربي هب لي من الصالحين. قال الله تعالى فبشرناه بغلام حليم. حليم اي ذو حلم وهي صيغة مبالغة او صفة مشبهة. والحلم بمعنى التأني في الامور. وعدم التعجل. بحيث ان الانسان يتروى في اموره ولا يستعجل فيها ولا يتهور. ولهذا قال ابن القيم رحمه الله في النونية في معنى اسم الحليم لله عز وجل. قال رحمه الله وهو الحليم فلا يعاجل عبده بعقوبة ليتوب من عصياني. والمراد بالغلام الحليم هنا هو اسماعيل عليه الصلاة والسلام ابو العرب. وليس فمن ذريته رسول سوى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. واما قوله عز وجل انا نبشرك بغلام عليم فالغلام العليم هو اسحاق. وابنه يعقوب الذي من ذريته بنو اسرائيل. ومنهم كثير من الانبياء كموسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام. فهذه الاية الكريمة فيها استحباب التبشير بالمولود وان من ولد له ولد سواء كان ذكرا او انثى ان يبشر وفيه ايضا دليل على فضيلة اسماعيل عليه الصلاة والسلام بان الله تعالى وصفه بانه حليم. اما الاية الثانية وهي قول الله تعالى ولقد جاءت رسلنا ابراهيم بالبشرى المراد بالرسل هنا الملائكة الكرام عليهم الصلاة والسلام. حيث مروا في طريقهم بابراهيم وكانوا قاصدين الى قوم لوط لاهلاكهم. ولما جاءت رسلنا ابراهيم بالبشرى قالوا سلام. اي سلموا عليه سلاما فقال سلام اي سلام عليكم او عليكم سلام. ورده عليه الصلاة والسلام افضل من تسليمهم لانه رد بالجملة الاسمية الدالة على الثبوت والاستمرار. قال سلام فما لبث ان جاء اي انه بادر وسارع في اكرامهم وجاء بعجل والعجل هو ولد البقرة الصغير. حنيف يعني محنوس مشوي فلما رأى ايديهم لا تصل اليه نكرهم. لما قدم لهم هذا الطعام ورأى انهم لا دون ايديهم الى هذا الطعام استنكر ذلك وخاف منهم. ولهذا قال تعالى نكرهم واوجس منهم خيفة فقالوا له لا تخف لان الملائكة الكرام عليهم الصلاة والسلام لا يأكلون. قالوا لا تخف فطمأنوه وقالوا ان ارسلنا الى قوم لوط اي ان رسل من الله عز وجل ارسلنا الى قوم لوط لاهلاكهم وامرأته اي امرأة ابراهيم عليه الصلاة والسلام وهي سارة وامرأته قائمة اي قائمة على خدمة هؤلاء الاظياف. فظحكت وسبب هذا الظحك اما زوال الخوف عن ابراهيم عليه الصلاة والسلام لما اخبروه انهم ملائكة واما لان الملائكة اخبروا بانهم جاؤوا لاهلاك قوم لوط واما بسبب انهم بشروها بالولد وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها باسحاق. يعني بولد اسمه اسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب. اي بشروها بهذا الولد وهو اسحاق عليه والسلام وانه سيولد له ولد وهو يعقوب. فهذه الاية الكريمة تدل على ما تقدم من استحباب البشر والبشارة هي الاخبار بما يسر. ولا سيما لمن ولد له ولد. وفيه ايضا دليل على بيان كرم ابراهيم عليه الصلاة والسلام حيث بادر الى اكرام هؤلاء الاظياف. وقدم لهم هذا الطعام وفيه ايضا دليل على ان الملائكة لا يأكلون فهم عباد مكرمون عند الله عز وجل وظيفتهم العبادة ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفطرون. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله نبينا محمد