بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا لشيخنا ولوالديه من مشايخه ولجميع المسلمين امين. قال الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في باب استحباب التبشير والتهنئة بالخير عن ابي ابراهيم ويقال ابو محمد ويقال ابو معاوية عبد الله بن ابي اوفى رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر خديجة رضي الله عنها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب. متفق عليه. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن عبد الله بن اوفى رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم بشر بخديجة رضي الله عنها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب. خديجة بنت خويلد الاسدية رضي الله عنها احدى امهات المؤمنين فهي زوج النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وعشرين سنة ولها اربعون سنة من زوج سابق وجميع اولاده عليه الصلاة والسلام سوى ابراهيم كلهم من خديجة وكان لها فضل عظيم في تصديق النبي صلى الله عليه وسلم والايمان به ومؤازرته. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام فيها امنت بي حين كفر بي الناس وصدقتني حينما كذبني الناس وواستني حينما الناس فلها فضل عظيم رضي الله عنها. وهي من عقلاء النساء ومن افاضلهم. فبشرها النبي صلى الله عليه وسلم ببيت في الجنة. وفي رواية لمسلم بقصر في الجنة. من قصب والقصب هو اللؤلؤ المجوف لا صخب فيه ولا نصب. الصخب هو الاصوات المزعجة. فليس فيهما يزعج الانسان من اصوات وسخط ونحوه ولا نصب اي ليس فيه تعب هذا الحديث يدل على فوائد منها اولا مشروعية البشارة بالخير. بان الرسول صلى الله عليه وسلم بشر خديجة رضي الله عنها بهذا الخيل واي خير بل واعظم خير وهو البشارة بالجنة. وفيه ايضا دليل على فضيلة خديجة رضي الله عنها. وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم بشرها بهذه البشارة العظيمة فهي من افضل امهات المؤمنين. وقد اختلف العلماء رحمهم الله تبارك وتعالى اختلفوا في المفاضلة بين عائشة رضي الله عنها وبين خديجة رضي الله عنها ايهما افضل؟ فمنهم من فضل عائشة ومنهم من فضل خديجة. والتحقيق في ذلك ان يقال اما فيما عند الله عز وجل فالله اعلم بالافضل منهما بان علم ذلك عند الله. واما فيما يتعلق بالدنيا وما يظهر لنا فلكل منهما مزية فخديجة رضي الله عنها لها من المزايا والمناقب ما ليس لعائشة. وعائشة رضي الله عنها لها من المزايا والمناقب ما ليس لخديجة فكل واحدة منهما لها فضل. ولهذا قال السفاريني رحمه الله وعائشة في العلم مع خديجة في السبق فافهم نكتة النتيجة. يعني ان عائشة فظلت عليها من جهة العلم وخديجة فضلت عليها من جهة السبق في الاسلام ومؤازرة النبي صلى الله عليه وسلم. فلكل واحدة منهن لكل واحدة منهن فضل وفي هذا الحديث ايضا حسن معاشرة الرسول صلى الله عليه وسلم وحفظه للود والعهد حيث بشر خديجة رضي الله بذلك ومن فوائده ايضا منقبتان في هذا الحديث لعائشة رضي الله عنها المنقبة الاولى ان الله تعالى سلم فيها بواسطة جبريل عليه الصلاة والسلام فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فبلغه لها. وهذه منقبة لم تكن لاحد قبلها. ولا تعرف لاحد من النساء سوى خديجة رضي الله عنها. والمنقبة الثانية انه بشر بالجنة ببيت في الجنة بل بقصر في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب. وهذا من اعظم واجل الفضائل. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد