وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انه ليأتي الرجل السمين العظيم يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة. متفق عليه. وعنو رضي الله عنه ان امرأة سوداء كانت تقم المسجد او شابا ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل عنها وعنه فقالوا مات. قال فلا كنتم اذنتموني فكأنهم صغروا امرها او امره. فقال دلوني على قبره فدلوه فصلى عليها. ثم قال ان هذه القبور مملوءة ظلمة على اهلها وان الله تعالى ينورها لهم بصلاته عليهم. متفق عليه وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رب اشعث مدفوع بالابواب لو اقسم على الله رواه مسلم وبالله التوفيق. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد هذه الحياة كالتي قبلها ببيان ان الفقر والحاجة والمسكنة لا تنقص من شأن الانسان اذا استقام على دين الله الفقراء لهم شأن عظيم اذا استقاموا وصبروا يدخلون الجنة قبل الاغنياء بنصف يوم كما جاء في الحديث وتقدم حديث الذي الرجل الذي مر على النبي صلى الله عليه وسلم احدهما يشرع في الناس من فقرائهم فقال في الذي من فقرائهم انه يزن ملء الارض بمثل هذا دل على ان الفقر الحاجة ليس بعيب الرجل اذا استقام على دين الله وهكذا المرأة يقول صلى الله عليه وسلم يؤتى براء يوم القيامة السميع العظيم فلا يزل عند الله جناح بعوضة كما قال جل وعلا في الكفرة فلا نقيم لهم يوم القيامة المهم هو العمل الصالح والتقوى لله والاستقامة اما سمان الانسان وامواله في الدنيا فلا تنفع اذا لم يستعن بها في طاعة الله فامواله وسمنه وسلطانه وقوته كلها لا قيمة لها الا اذا صرفها في طاعة الله واستقام واستعان بماله وقوته وولايته على طاعة الله فانه ينفعه ذلك. والا صار وبالا عليه اما الفقير فقد ذهب عنه المال واستراح من تعبه ومن حسابه وما يتعلق به فاذا جمع مع ذلك الصبر والاحتساب والرضا عن الله كان خيرا عظيما وفضلا كبيرا كذلك حديث المرأة السوداء او كانت المرأة السوداء تقوم المسجد فقيرة فلما ماتت ماتت ليلا فدفنوها فلما سأل عنها قالوا انها ماتت ليلا وكرهنا ان نوقظ فقال الا تكنتم اشعرتموني بها اعلنتم لي بها دلوني على قبرها فدلوه على قبرها فصلى عليه عليه الصلاة والسلام والمقصود ان ضعفاء من الناس والفقراء من الناس اذا استقاموا على دين الله لهم شأن عظيم. فضل كبير فينبغي المؤمن ان يجزع من الفقر والحاجة وان يتصبر ويتحمل ويرضى عن الله له الخير العظيم احرصوا على ان تستعن بالله ولا تعجز عنه وان اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلت كذا لكان كذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فان لم تفتحوا عمل الشيطان المقصود ان الفقر والحاجة لا يضره العبد متى استقام على دين الله وصبر على طاعة الله فانه يفوق الجم الغفير من الاغنياء ويدخل الجنة قبل الاغنياء لكن الغني الشاكر المستقيم له فضل عظيم استعان بنعم الله على طاعة الله واستعان بماله على طاعة الله له فضل كبير وله خير عظيم والذهاب جمع من اهل العلم الى ان الغني الشاكر افضل من الفقير الصابر لانهم اعماله وكثرة ماله شكر الله وصرف الاموال في طاعة الله فكان نفعه للناس اكثر واجره اعظم كذلك حديث رب اشعث في اللفظ الاخر اخبر مدفوع بالابواب لو اقسم على الله لابره. يعني كم من انسان ضعيف اشد الغبر ما عنده ما اتنزه به من الصابون وغيره ولا عنده الاطياب وما هذا لو اقسم على الله الا برا لشقواه وايمانه وصلاحه والمقصود من هذا الحث على التواضع من اهل المال والصبر من اهلك فلا ينبغي لصاحب المال ان يفخر وقد يضره ماله ولا ينبغي للفقير ان يجزع وقد يبتلى فقد ابتلى الانبياء وغير الانبياء فليصبر الفقير يصبر ويحتسب وعلى الغني احذر ان يغتر بماله او يتكبر او يستعين بماله في معاصي الله فانه يضره كثيرا فمن رزقهم الله المال واستعان به على طاعة الله وصرفه بوجوه الخير صار له الاجر العظيم والفضل الكبير فالغني الشاكر والفقير الصابر فله منزلة عند الله عظيمة وفق الله الجميع