بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم فخر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولولاة امورنا ولجميع المسلمين. امين. قال الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في باب ودائع الصاحب ووصيته وعن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة فاذن وقال لا تنسنا يا اخي من دعائك. فقال كلمة ما يسرني ان لي بها الدنيا. وفي رواية قال اشركنا يا اخي في دعائك رواه ابو داوود والترمذي وقال حديث حسن صحيح. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن عمر رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة يعني في ان يعتمر. فقال النبي عليه الصلاة والسلام لما اذن له لا تنسنا يا اخي من دعائك وفي رواية اشركنا في دعائك. وهذا الحديث ظعيف ولا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وطلب الدعاء من الغير ينقسم الى اقسام. القسم الاول ان يطلب الدعاء من الغير لامر عام للمسلمين. فهذا لا بأس به. فقد ثبت في الصحيحين من حديث انس ابن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب يوم الجمعة فدخل رجل فقال يا رسول الله هلكت الاموال وانقطعت السبل فادعوا الله تعالى ان يغيثنا فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه الى السماء واستسقى فلم ينزل من المنبر الا والمطر يتحاذر من لحيته صلى الله عليه وسلم. القسم الثاني ان يطلب الدعاء من الغير للغير. كما لو قال ادع لفلان المريض او ادع لفلان بالهداية والصلاح. فهذا لا بأس به لانه لم يسأل لنفسه القسم الثالث ان يطلب الدعاء من الغير لمصلحة الغير. كما لو رآه بعيدا عن الدعاء وقد الدعاء فطلب منه الدعاء لاجل ان يتقرب الى الله بالدعاء. فهذا ايضا لا بأس به لان فيه مصلحة لهذا الغير وهو التقرب الى الله تعالى بالدعاء. والقسم الرابع ان يطلب الدعاء من الغير لمصلحة ومصلحة المطلوب منه الداعي فهذا ايضا جائز لان الانسان اذا دعا لاخيه المسلم قال له الملك امين ولك بمثله. فاذا قال ادع الله لي او اسأل الله عز وجل لي كذا. فهذا لا حرج فيه اذا قصد مصلحة نفسه ومصلحة الغير. لان الغير ينتفع بطلب الدعاء. القسم الخامس ان يطلب الدعاء من الغير لمصلحة نفسه فقط. بان يقول ادعوا الله لي ويريد مصلحة نفسه. ولا يريد مصلحة الغير فهذا من الامور التي لا تنبغي بل جعله شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله من المسألة المذمومة فان الرسول صلى الله الله عليه وسلم بايع الصحابة رضي الله عنهم الا يسألوا الناس شيئا ولان الانسان اذا طلب الدعاء من الغير اراد مصلحة نفسه فقط ففيه مفاسد من هذه المفاسد اولا انه ربما ترك الدعاء واتكل على هذا الغير في دعائه له. وثانيا انه يصير اكبر همه هل دعا له ام لم يدعو له؟ وثالثا انه يدع الامر والمشروع وهو ان يلجأ الى الله عز وجل بالدعاء. فان الدعاء عبادة فكما ان العبادة من صلاة وزكاة وصيام مطلوبة من الانسان نفسه فكذلك الدعاء. قال الله تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية. وقال النبي صلى الله الله عليه وسلم ليسأل احدكم ربه حتى شراك نعله. ورابعا من المفاسد انه ربما اذا طلب الدعاء من الغير ربما ان هذا الغير يتعاظم في نفسه. ويرى انه من اهل الصلاح ومن اهل التقى ويقول انا من انا ولولا اني من اهل الزكاة ومن اهل الصلاح والتقى ما طلب مني الدعاء فيغتر بنفسه. فالمشروع للمؤمن ان يدعو الله عز وجل وان يلجأ اليه بالدعاء بنفسه. والله عز وجل ليس بينك وبين الحجاب. فالمشروع ان تلجأ الى الله تعالى وان تدعوه. وكل من لجأ الى الله تعالى ودعاه بصدق واخلاص ورغبة واظهر والتضرع الى الله تعالى والافتقار اليه فانه سبحانه وتعالى اكرم الاكرمين واجود الاجودين لا يخيب من رجاه ولا يرد من دعاه. ولا سيما اذا تحين الانسان الاوقات الفاضلة والازمنة فضيلة وتأدب باداب الدعاء من استقبال القبلة والطهارة وان يرفع يديه حال الدعاء. فان رسوله صلى الله عليه وسلم قال ان ربكم حيي كريم يستحي من عبده اذا رفع اليه يديه ان يردهما صفرا يعني خاليتين. وقال عليه الصلاة والسلام ما من مسلم يدعو الله تعالى بدعوة ليس فيها اثم ولا قطيعة رحم. الا حفظه الله تعالى الى احدى ثلاث اما ان يعجل له دعوته واما ان يدخر له ذلك في الاخرة واما ان يصرف عنه من السوء مثله. فالمشروع لنا ايها الاخوة ان نحرص على الدعاء وان نتقرب الى الله تعالى بالدعاء. فالله تعالى يحب من عباده ان يدعوه ويحب الملحين في الدعاء. والانسان من بني ادم حتى لو طلبت منه الدعاء لو اجابه لك مرة فربما يتكره في المرة الثانية والثالثة. لان مجرد سؤالك للناس هو في الواقع من ذل ولهذا قيل لا تسألن بني ادم حاجة وسل الذي ابوابه لا تحجب. الله يغضب ان تركت سؤاله وبني ادم حين يسأل يغضب. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد