بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال ابن ماجة علينا وعليه رحمة الله حدثنا علي ابن محمد قال حدثنا وكيع حاء وحدثنا محمد ابن بشار قال حدثنا مؤمل قال حدثنا سفيان عن عبدالملك بن عمير عن مولى لربعي بن حراش عن ربعي بن حراش عن حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اني لا ادري ما قدر بقائي فيكم. فاقتدوا باللذين من بعدي واشار الى ابي بكر وعمر هذا الحديث سنده رجال الثقات ما خلا عبد الملك بن عمير فانه صدوق حسن حديثه وليس عدة خبر لكن علة الخبر مولى ربعي بنحراش فهو مجهول وقد تفرد بالرواية عنه عبدالملك ابن عمير فالخبر ضعيف لهذا الامر واما مناقب الصديق ومناقب عمر ابن الخطاب فهي مناقب كثيرة تقدم معنا في الاحاديث السابقة بيان حالهما من الخير والفضل. وسير القوم مهمة جدا والمرء حينما يقرأ سير هؤلاء لا يقصر ولا يفرط والقاعدة تقول لا تعود نفسك على التقصير وترك السنن فاذا فعلت فقد هدمت الحجب بينك وبين الشيطان وسهل عليه اقتحام قلبك ورحم الله المعلم اذ قال من ترخص في السنن سهل له الشيطان ولذلك عمر بن الخطاب لما كان هكذا كان ما سلكه ما سلك طريقا الا سلك الشيطان طريقا غيره فهو ممن كان اصلا بالاعمال الصالحة ويبتعد الانسان عن الذنوب. والمرء كلما بعد عن الذنوب كلما كان اقوى واذا وقع بالدم فان الذنب يجر الى ذنب اخر وكذلك مما يقي الانسان من الذنوب وان يستذكر النعم فعليك ان تتذكر نعم الله التي تغمرك وتستذكر انها منه تفضلا ومنا وكما تذكره بنعمه فاذكره بما اتصف به من العظمة والكمال ثم استذكر تقصيرك في حقه على الدوام. وتأمل قول الله فاذكروني اذكركم. وحينها لن تجف تأتي من ذكره فالانسان عليه ان يذكر ربه بقلبه في كل نعمة وفي كل ما يدور حوله فالمرء يذكر ربه بقلبه ثم يذكره بلسانه. فاذا اجتمع ذكر القلب واللسان فهذا اعلى انواع الذكر فاذا كان الانسان على ذلك كانت هذه الوقاية له من الذنوب. وهذا يدفعه الى الاكثار من العمل الصالح ومما يعين على هذا ان تحذر قرناء السوء فكما احذرك من قرناء السوء احذرك من ان تكون خاليا من رفقة الفضلاء الصالحين ولا نحن نقرأ في سنن ابن ماجع ونقرأ في صفات هؤلاء حتى نستظيء بطريقتهم ونهتدي بهدي الله تعالى باتباع هدي السلف الصالح من الصحابة والتابعين ولا سيما العشرة المبشرين في الجنة الذين لهم السبق ولهم العمل في خدمة دين الله تعالى اذا كما قال الامام مالك سير القوم احب الينا من كثير من الفقه وسير القوم تدفع الانسان الى فعل الخير وانا اقول لك افعل الخير تكن من اهله واحذر الشر واهله يقول شيخ الاسلام ابن تيمية فلا يسمى عاقلا الا من عرف الخير فطلبه وشر فتركه ولهذا قال اصحاب النار لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير ولذلك العقل سمي عقل لانه ينعقد به الانسان عن الشر ويفعل الانسان الخير فعليك بصديق البر والاحسان واياك وصديق السوء فانه قطعة من النار يقول الشيخ السعدي في بهجة الابرار صحيفة مئة وتسعة وثلاثين يقول فان الانسان مجبول على الاقتداء بصاحبه وجليسه والارواح جنود مجندة يقود بعضها بعضا الى الخير او ضده فينبغي على الانسان ان يعمل بهذا واوصيك بالصبر مع اهلك وجيرانك وفي كل امورك وقد سئل الجنيد عن الصبر فقال هو تجرع المرارة من غير تعبس فكن هكذا محتسبا الاجر العظيم من الله تعالى ولذلك هؤلاء ما وصلوا الى ما وصلوا الا لما هذبوا انفسهم لله تعالى وكن كريما في تعاملك وتسامحك وكن كريما في مشاعرك الطيبة مع الاخرين. واحذر الشح في علاقاتك كل في علاقاتك كلها. فكن كريما يكرمك الله تعالى. هذا وبالله التوفيق صلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته