بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال مسلم علينا وعليه رحمة الله وحدثني زهير ابن حرب وابراهيم ابن محمد السامي قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا ابي قال سمعت يونس يحدث عن الزفري عن انس ابن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اجعل بالمدينة ظعفي ما ببكة من البركة اللهم اجعل للمدينة ضعفي ما بمكة من البركة والبركة المقصود بها هنا النمو والزيادة ومن البركة الثبات واللزوم كالذي يحفظ القرآن فهذا بركة فحينما يحافظ على حفظه فهذا المحافظة على الحفظ من البركة والبركة ايضا في المدينة النبوية البركة بالدين وما يتعلق بها من حقوق الله تعالى من الزكوات والخيرات والمسرات. وربنا جل جلاله قد جعل في المدينة النبوية من العلماء الفهماء النجباء قل على سبيل المثال الامام مالك كان في المدينة النبوية رحل اليه الامام الشافعي فلما خرج من المدينة خرج عالما بارعا في جميع العلوم حتى قال الربيع بن سليمان كان الشافعي رحمه الله تعالى يجلس في حلقته اذا صلى الصبح فيجيئه اهل القرآن فاذا طلعت الشمس قاموا وجاء اهل الحديث فيسألونه تفسيره ومعانيه فاذا ارتفعت الشمس قام فاستوت الحلقة للمذاكرة والنظر فاذا ارتفع الضحى تفرقوا وجاء اهل العربية والعروض والنحو والشعر فلا يزالون الى قرب انتصاف النهار ثم ينصرف اذا هكذا تخرج من المدينة النبوية الاكابر من اهل العلم ففيها البركة في كل خير وما زالت لحد هذه اللحظة تنظر الى مدينة النبي صلى الله عليه وسلم تجد حفاظها وعلمائها قد نفعوا الامة اجمع اللهم بارك لنا ولهم وبارك لنا في مدينتنا التي نعيش بها يا رب وارزقنا بها فضلك واحمنا بها واكفنا شر الاشرار. اللهم انا في هذه البلاد من يفيد لنا؟ وانت اعلم واقدر اللهم انصرنا ولا تنصر علينا اللهم استرنا ولا تفضحنا يا كريم يا رحيم يا الله وحدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة وزهير ابن حرب وابو كريب جميعا عن ابي معاوية قال ابو كريم حدثنا ابو معاوية قال حدثنا الاعمش عن ابراهيم التيمي عن ابيه قال خطبنا علي بن ابي طالب فقال من زعم ان عندنا شيئا نقرأه الا كتاب الله وهذه الصحيفة قال وصحيفة معلقة في قراب سيفه فقد كذب فيها اسنان الابل واشياء من الجراحات وفيها وفيها قال النبي صلى الله عليه وسلم المدينة حرام ما بين عير الى ثور فمن احدث فيها حدثا او اوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا اذا في قول علي ابن ابي طالب رضي الله عنه من زعم ان عندنا شيئا نقرأه الا كتاب الله وهذه الصحيفة فقد كذب هذا تصريح من امير المؤمنين علي رضي الله عنهم بابطال ما تزعمه جماعة اهل البدع ويخترعونه من قولهم ان عليا رضي الله تعالى عنهم اوصى اليه النبي صلى الله عليه وسلم بامور كثيرة من اسرار العلم وقواعد الدين وكنوز الشريعة وانه صلى الله عليه وسلم خص اهل البيت بما لم يطلع عليه غيرهم فهذه ايها الاخوة دعاوى باطلة واختراعات فاسدة لا اصل لها ويكفي في ابطالها قول علي هذا وهذا الحديث ايضا فيه دليل على جواز كتابة العلم وسبق في المجلس السابق ذكر الاحاديث الواردة في هذا وقوله صلى الله عليه وسلم المدينة حرم ما بين عير الى ثور فعاير جبل معروف وثور ايضا جبل معروف بمكة ولكن هنا المقصود به مكان قد خصص في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم هنا قصد به جبل احد هذا هو المقصود به والله سبحانه وتعالى اعلم المقصود به احد. نعم فالنبي صلى الله عليه وسلم قد حرم المدينة وقد حرم المدينة وذكر النبي صلى الله عليه وسلم اللعنة لمن احدث فيها او آوى فيها محدثا ثم قال وذمة المسلمين واحدة يسعى بها ادناهم ومن ادعى الى غير ابيه او انتمى الى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا والمقصود بذمة المسلمين الامان. ومعناه ان من اعطى الامانة من المسلمين للكافر صح ذلك فاذا امنه حرم على غيره التعرظ له ما دام في امان المسلم وللاماني شروط معروفة يأتي محلها اما قوله صلى الله عليه وسلم يسعى بها ادناهم فهذا ان امان المرأة وامان العبد صحيح لانهما ادنى من الذكور الاحرار ثم قال ومن ادعى الى غير ابيها وانتمى الى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا وهذا صريح في غلظ تحريم انتماء الانسان الى غير ابيه او انتماء العتيق الى غير مواليه لماذا لان فيه كفر النعمة ولان فيه تضييع حقوق الارث والولاء والعقل وغير ذلك ولما فيه من قطيعة الرحم وحينما نتعلم هذه الحكمة من هذا التحريم حتى نحذر الامور المترتبة على هذا وحدثني علي ابن حجر السعدي قال اخبرنا علي ابن مسهر وحدثني ابو سعيد الاشد قال حدثنا وكيع جميعا عن الاعمش بهذا الاسناد نحو حديث ابي تريب عن ابي عن ابي معاوية الى اخره وزاد في الحديث فمن اخبر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل وليس في حديثهما من ادعى الى غير ابيه وليس في رواية وكيع ذكر يوم القيامة وقوله صلى الله عليه وسلم فمن اخبر مسلما معناه من نقص امان مسلم فتعرض لكافر امنه مسلم هذا معناه ويقال اخفرت الرجل اذا نقضت عهده وخسرته اذا امنته اي اخذت بهذا نعم وحدثني عبد الله ابن عمر القواريري ومحمد ابن ابي بكر المقدم قال حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي قال حدثنا سفيان عن الاعمش بهذا الاسناد نحو حديث ابن مسهر ومكيع الا قوله من تولى غير مواليه وذكرى اللعنة له وحدثنا ابو بكر بن ابي شيبة قال حدثنا حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن سليمان عن ابي صالح عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المدينة المدينة حرم فمن احدث فيها حدثا او اوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين. لا يقبل منه يوم القيامة عدل ولا صرف وحدثنا ابو بكر ابن النظر ابن ابي النظر قال حدثنا ابو النضر قال حدثنا عبيد الله الاشجيعي عن سفيان عن الاعمش بهذا اسناد متله ولم يقل يوم القيامة وزاد وذمة المسلمين واحدة يسعى بها ادناهم. فمن اخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين لا يقبل منه يوم القيامة عدل ولا طرف حدثنا يحيى ابن يحيى قال قرأت على مالك عن ابن شهاب عن سعيد ابن المسيب عن ابي هريرة انه كان يقول لو رأيت الظباء ترتع بالمدينة ماذا عرتها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين نابتيها حرام والظباء هي الغزلان ومعنى ترتأ اي ترعى وقوله ما ذكرتها اي ما افزعتها وما نفرتها ولما فعلت في صيدهم ومعلومة ان صيد الغزلان من اغنم الغنائم في الصيد بسم الله الحمد لله وحدثنا اسحاق بن ابراهيم ومحمد ابن رافع وعبد ابن حميد قال اسحاق اخبرنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن الزهري عن سعيد ابن المسيب عن ابي هريرة قال حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين المدينة قال ابو هريرة فلو وجدت الظباء ما بين لابتيها ما ذعرتها وجعل اثني عشر ميلا حول المدينة حمى حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن انس فيما قرأ عليه عن سهيل ابن ابي صالح عن ابيه عن ابي هريرة انه قال كان الناس اذا رأوا اول الثمن جاؤوا به الى النبي صلى الله عليه وسلم فاذا اخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم بارك لنا في ثمرنا وبارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في صاعنا وبارك لنا في مدنا. اللهم ان ابراهيم عبدك وخليلك ونبيك واني عبدك ونبيك وهذا تذلل الى الله تعالى بالعبودية وبنعمة النبوة وانه دعاك لمكة واني ادعوك للمدينة بمثل ما دعاك لمكة ومثله معه قال ثم يدعو اصغر وليد له فيعطيه ذلك الثمر وكانوا يفعلون ذلك رغبة في دعائه في الثمر وللمدينة والصاع والمد واعلاما له صلى الله عليه وسلم بابتداء صلاحها بما يتعلق بها من الزكاة وغيرها وتوجيه الخالصين اللهم ان ابراهيم ومحمدا عليهم الصلاة والسلام قد دعيا ودعوا لمكة والمدينة. اللهم انا ندعوك للمسلمين اجمعين ان ترحمهم وان تنزل عليهم البركات والرحمات والمسرات اللهم اغدق على عبادك المؤمنين الموحدين رضاك يا ارحم الراحمين وحدثنا يحيى ابن يحيى قال اخبرنا عبد العزيز بن محمد المدني عن سهيل ابن ابي صالح عن ابيه عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤتى باول الثمن فيقول اللهم بارك لنا في مدينتنا وفي ثمارنا وفي مدنا وفي صاعنا بركة مع بركة ثم يعطيه اصغر من يحضره من الولدان وهذا الحديث فيه ما فيه من مكارم اخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وكمال شفقته ورحمته وملاطفته الكبار والصغار وكان يخص الصغار بمزيد من الرحمة لان الصغير ارغم بالاشياء واكثر تطلعا واعظم حرصا ولذلك ينبغي على الانسان ان يتخلق باخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وان يسير عليها. يقول محمد ابن الحكم ما رأيت مثل الشافعي كان اصحاب الحديث يجيئون اليه ويعرضون عليه غوامض علم الحديث وكان يوقفهم على اسرار لم يقفوا عليها فيقومون وهم متعجبون منهم واصحاب الفقه الموافقون والمخالفون لا يقومون الا وهم مذعنون له واصحاب الادب يعرضون عليه الشعر كي يبين لهم معانيه. اذا الانسان حينما يكون رحيما فان الله يفتح عليه من الخير والبركة. فعلى الانسان ان لا تماما من ابواب الرحمة مع الكبار ولا مع الصغار باب الترغيب في سكن المدينة والصبر على لأوائها وحدثنا حماد بن اسماعيل ابن علي قال حدثنا ابي عن اهيب عن يحيى ابن ابي اسحاق انه حدث عن ابي سعيد مولى المهري انه اصابهم بالمدينة جهد وشدة وانه اتى ابا سعيد الخدري فقال له اني كثير العيال وقد اصابتنا شدة فاردت ان انقل عيالي الى بعض الريف فقال ابو سعيد لا تفعل الزم المدينة فانا خرجنا مع نبي الله صلى الله عليه وسلم اظن انه قال حتى قدمنا عسفان فقام بها ليالي فقال الناس والله ما نحن ها هنا في شيء وان عيالنا لخلوف ما نأمن عليهم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما هذا الذي بلغني من حديثكم طبعا الريس معروفة ومعنا وان عيالنا لخلوف اي ليس عندهم رجالا ولا من يحميهم ما هذا الذي بلغني حديثكم ما ادري كيف قال والذي احلف به او والذي نفسي بيده لقد هممت او ان شئتم لا ادري ايتهما قال هذا شك من الراوي لامرن بناقتي ترحل ان يشد عليها رحلها ثم لا احل لها عقدة حتى اقدم المدينة معناه اواصل السير ولا احل عن راحلتي عقدة من عقد حملها ورحلها حتى اصل الى المدينة لمبالغتي في الاسراع الى المدينة وحبي اياها وقال اللهم ان ابراهيم عليه الصلاة والسلام حرم مكة فجعلها حرما واني حرمت المدينة حراما ما بين مأزميها والمأذن هو الجبل نعم ان لا يراق فيها دم ولا يحمل فيها سلاح لقتال طبعا لا ايضا لا يحمل الا للحاجة ولا يخبط فيها شجرة لعلف العلف معروفة اسم الحشيش والتبن والشعير ونحوها مما يعرف به الدواب وهذا فيه جواز اخذ الشجر للعلف وهو المراد هنا بخلاف ضبط الاغصان وقطعها فانه حرام في الحرمين المكي والمدني اللهم بارك لنا في مدينتنا اللهم بارك لنا في صاعنا اللهم بارك لنا في مدنا اللهم بارك لنا في صاعنا. اللهم بارك لنا في مدنا. اللهم بارك لنا في مدينتنا اللهم اجعل مع البركة بركتين والذي نفسي بيده ما من المدينة شعب ولا نقب الا عليه ملكان يحرسانها حتى تقدموا اليها اذا هذا فيه فضيلة المدينة وحراسة المدينة وكثرة الحراس في حمايتها وحفظها نعم واستيعابهم فالملائكة تحميها كرامة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال للناس ارتحلوا فارتحلنا فاقبلنا الى المدينة فوالذي نحلف به او يحلف به الشك من حماد ما وضعنا رحالنا حين دخلنا المدينة حتى اغار علينا بنو عبد الله ابن غطفان وما يهيجهم قبل ذلك شيء يعني معناه ان المدينة في حال غيبتهم كانت محمية محروسة كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم حتى ان بني عبد الله ابن غضفان اغار عليها حين قدمنا. ولم يكن قبل ذلك يمنعه من الاغارة عليها قانع ظاهر ولا كان لهم عدو يهيجهم ويشتغلون بهم بل سبب منعهم قبل قدومنا حراسة الملائكة ولذلك هذا الشر وهاجت الحفظ وهاجها الناس اي تحركت وحركوها نسأل الله ان لا يهيج علينا عدوا ولا ظالما ولا غادرا وحدثنا زهير ابن حرب قال حدثنا اسماعيل ابن علية عن علي ابن المبارك قال حدثنا يحيى ابن ابي الكثير قال حدثنا ابو سعيد المولى المهري عن ابي سعيد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم بارك لنا في مدنا وصاعنا واجعل مع البركة بركتين وحدثناه ابو بكر ابن ابي شيبة قال حدثنا عبيد الله ابن موسى قال اخبرنا شيبان حاء وحدثني اسحاق بن منصور قال اخبرنا عبد الصمد قال حدثنا حرب يعني ابن شداد كلاهما عن يحيى ابن ابي كثير بهذا الاسناد مثله وحدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا ليث عن سعيد بن ابي سعيد عن ابي سعيد مولى المهري انه جاء ابا سعيد الخدري ليالي الحر فاستشاره في الجلاء من المدينة وشكى اليه اسعارها وكثرة عياله واخبره ان لا صبر له على جهل المدينة. ولاوائها فقال له ويهك لامرك بذلك اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يصبر على لأوائها فيموت لا يصبر احد على لأوائها فيموت الا كنت له شفيعا او شهيدا يوم القيامة اذا كان مسلما وقول قوله جاء ابا سعيد الخدري ليالي الحر واقعة الحرة مفتوحة وهي الفتنة المشهورة التي يعني المدينة وحدثني يحيى ابن ايوب وقتيبة وابن حجر جميعا عن اسماعيل ابن جعفر عن العلاء ابن عبد الرحمن عن ابيه عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهبت فيها المدينة سنة ثلاث وستين وقوله استشاره في الجلاء اي استشاره في الفرار من بلد الى اخر وحدثنا ابو بكر بن ابي شيبة ومحمد ابن عبد الله ابن نمير وابو كريب جميعا عن ابي اسامة واللفظ لابي بكر وابن نمير قال حدثنا ابو اسامة عن الوليد ابن كثير قال حدثني سعيد ابن عبد الرحمن ابن ابي سعيد الخدري ان عبد الرحمن حدثه عن ابيه ابي سعيد انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اني حرمت ما بين لابتي المدينة كما حرم ابراهيم مكة قال ثم كان ابو سعيد يأخذ وقال ابو بكر يجد احدنا في يده الطير وقال ابو بكر يجد احدنا في يده الطير فيفكه من يده ثم يرسله وحدثنا ابو بكر ابن ابي شيفة وحدثنا ابو بكر بن ابي شيبة قال حدثنا علي ابن مسهر عن الشيباني عن يسير ابن عمرو عن سهل ابن حنيف قال اهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده الى المدينة. فقال انها حرم امن وهذا فيه دليل على تحريم صيدها وشجرها. نعم وحدثنا ابو بكر بن ابي شيبة قال حدثنا عبدة عن هشام عن ابيه عن عائشة قالت قدمنا المدينة وهي وبيئة اي انها ذات وباء والوباء هو الموت الذريء ويطلق هذا على الارض الوخمة التي تكثر فيها الامراض لا سيما للغرباء الذين لم يكونوا مستوطنيها. فالجو يتغير عليهم وقد يقول قائل كيف قدموا على الوباء وفي الحديث الاخر في الصحيح النهي عن القدوم على الوباء وقد اجاب اهل العلم ان هذا القدوم كان قبل النهي لان النهي كان في المدينة بعد استيقانهم والثاني ان ننهي عنه بالقدوم على الوباء الذريع كالطاعون مثلا واما هذه كانت المدينة فقد كان وخما يمرض بسببه كثير من الغرباء ثمان الذهاب الى المدينة كان بامر من الله تعالى وتعيينا من عند الله سبحانه وتعالى يقول فاشتكى ابو بكر واشتكى بلال فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم شكوى اصحابه. ونحن نعلم بان نبينا صلى الله عليه وسلم رحيم باصحابه قال اللهم حبب الينا المدينة كما حببت مكة او اشد وصححها وبارك لنا في صاعها ومدها وحول حماها الى الجحفة وكان ساكن الجحفة في ذلك الوقت يهودا ولذا فان هذا الحديث يستدل به على جواز الدعاء على الكفار بالامراض والاسقام والهلاك لان في هلاكهم ضعفهم واذا كان الانسان ضعيفة احرى لان يستجيب. ثانيا ان في اظعافهم تقوية للمسلمين وفيه ايضا الدعاء الحديث يستفاد منه الدعاء للمسلمين للصحة وطيب البلاد والبركة وكشف الضر والشدائد وليس الدعاء ليس الدعاء قدحا في التوكل والرضا في مثل هذا كما قاله بعض المتصوف فهذا ليس بصحيح نعم وهذا الحديث علم من اعلام نبوة من اعلام نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من دلائل نبوته فان الجف من يومئذ مجتنبة ولا يشرب احد من مائها الا حمى. نسأل الله الرحمة وحدثنا ابو كريب قال حدثنا ابو اسامة وابن نمير عن هشام ابن عروة بهذا الاسناد نحوه وحدثنا زهير بن حرب قال حدثنا عثمان ابن عمر قال اخبرني عيسى ابن حفص ابن عاصم قال حدثنا نافع عن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صبر على لأوائها كنت له شفيعا او شهيدا يوم القيامة الحمد لله وحدثنا يحيى ابن يحيى قال قرأت على مالك عن قطن بن وهب بن عويمر بن الاجدى ان يحنك مولى الزبيري اخبره انه كان جالسا عند عبد الله ابن عمر في الفتنة فاتته مولاة له تسلم عليه فقالت اني اردت الخروج يا ابا عبد الرحمن اشتد علينا الزمان فقال لها عبدالله اقعدي لك اقعدي لك والعرب تقول امرأة لكاع ورجل لكع ويطلق هذا على الانسان اللئيم. ويطلق على الغبي الذي لا يدبر اموره ولا احواله فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يصبر على لأوائها وشدتها احد الا كنت له شهيدا او شفيعا يوم القيامة وهذا الحديث يدل على فضل سكنى المدينة والصبر على شدائدها وضيق العيش فيها. وان هذا الفضل مستمر الى يوم القيامة وحدثنا محمد بن رافد قال حدثنا ابن ابي فديت قال اخبرنا الضحاك عن قطن الخزاعي ان يحنث مولى مصعب عن عبد الله ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صبر على لأوائها وشدتها كنت له شهيدا او شفيعا يوم القيامة قال لا يصبر على لأواء المدينة وشدتها احد من امتي الا كنت له شفيعا يوم القيامة او شهيدا وحدثنا ابن ابي عمر قال حدثنا سفيان عن ابي هريرة عن ابي هارون موسى ابن ابي عيسى انه سمع ابا عبد الله القراض يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بمثله وحدثنا يوسف بن عيسى قال حدثنا الفضل ابن موسى قال اخبرنا هشام بن عروة عن صالح بن ابي صالح عن ابيهم عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصبر احد على لأواء المدينة بمثله اي مثل الحديث السابق باب صيانة المدينة من دخول الطاعون والدجال اليها وحدثنا يحيى ابن يحيى قال قرأت على مالك ابن نعيم قال قرأت على مالك عن نعيم ابن عبد الله عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على انقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال وفي هذا الحديث فضيلة المدينة وفضيلة سكناها وفضيلة حمايتها من الطاعون والدجال وفضيلة من يقوم برعايتها والاعتناء بها اللهم ارحم المسلمين في مكة وفي المدينة وفي القدس وفي كل مكان يا ارحم الراحمين. هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته