الثاني انه لا يمكن ان يقوم دليل عقلي او حسي على خلافه. كما يقوم دليل نقلي على خلافه. اي انه لا تعارض ولله الحمد بين نصوص الكتاب ونصوص السنة. فالعقل تهدم ما كان قبلها. وان الحج يهدم ما كان قبله. وقوله رحمه الله وان التوبة تجب ما قبلها. لقوله تعالى قل للذين كفروا ينتهوا يغفر لهم وان يعودوا فقد مضت سنة وقوله رحمه الله وان من ارتد ومات على ذلك حبط عمله لقوله تعالى ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين وقوله ما كانوا وقوله حين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار. ثم ماتوا وهم كفار وقوله رحمه الله ومن تاب تاب الله عليه. لقوله تعالى انما التوبة بجهالة المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره. بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد واله وصحبه واتباعه الى يوم الدين. اما بعد فهذا مختصر جدا في اصول العقائد الدينية والاصول الكبيرة المهمة اقتصرنا فيها على مجرد الاشارة والتنبيه من غير بسط للكلام ولا ذكر ادلتها. اقرب ما يكون لها آآ انها من نوع الفهرست للمسائل. لتعرف اصولها ومقامها ومحلها من الدين. ثم من له رغبة في العلم يطلب بسطها وبراهينها من اماكنها. وان يسر الله وفسح في الاجل. بسطت هذه المطالب ووضحتها بادلتها قال الشارح شرح مقدمة المؤلف قوله رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم بدأ المؤلف رحمه الله رسالته بالبسملة. اقتداء بكتاب الله وعملا بهدي النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في ثباته ومراسلاته. قوله رحمه الله الحمدلله قال ابن جرير رحمه الله الحمد لله ثناء اثنى به على نفسه. وفي ضمنه امر عباده ان يثنوا عليه. فكأنه قال قولوا الحمدلله وحمده سبحانه يكون بحمده على كماله عز وجل وذلك لانه كامل الصفات من كل وجه. ويكون بحمده على الانعام والاحسان رب هو المالك المتصرف او السيد. وكل هذا صحيح في حق الله الله تعالى. العالمين جمع عالم. وهو كل موجود سوى الله عز وجل. وقوله رحمه الله وصلى الله على محمد واله وصحبه واتباعه الى يوم الدين دين معنى صلى الله على محمد احسن ما قيل في معنى الصلاة على النبي ما قاله ابو العالية حيث قال صلاة الله على رسوله ثناؤه عليه في الملأ الاعلى وقوله واله الال اذا قرنت بالاتباع صار المراد بها المؤمنين من ال بيت النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم واذا لم يقرن بها الاتباع او مع الصحب صار معناها على دينه منذ بعثته الى يوم القيامة قوله وصحبه اصحاب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كل من اجتمع به مؤمنا به ومات على ذلك قوله واتباعه. المراد بها هنا ما اتباعه على دينه الى يوم القيامة. قوله الى يوم الدين اي يوم الجزاء والحساب. قوله ام ما بعد امن نائبة عن اسم الشرط وفعله. واتق مهما يكن من شيء بعد. قوله فهذا مختصر جدا في اصول العقائد الدينية. اصول جمع اصل وهو ما يبنى عليه غيره. والعقائد جمع عقيدة ومعناها في الاصطلاح حكم الذهن الجازم. فيقال اعتقدت كذا يعني جزمت به في قلبي. وقيدها المؤلف هنا عقائد الدينية. المراد بها حكم الذهن الجازم. بافراد والوهيته واسمائه وصفاته وافراده بالحكم والتشريع. وكذا الايمان بملائكته وكتبه به ورسله. وغيرها من اصول الايمان الستة وقوله والاصول الكبيرة المهمة. اي الاصول التي خالف فيها اهل السنة والجماعة. المنحرفين من الفرق الضالة كمسألة الايمان والاستثناء فيه. ومعتقد اهله هل السنة والجماعة في الصحابة والامامة وغيرها. فكلها فاصول مهمة ذكرها المؤلف. وقوله رحمه الله اقتصرنا فيها على مجرد الاشارة والتنبيه. من بسط للكلام ولا ذكر ادلتها. الى اخر كلامه رحمه الله بين هنا رحمه الله منهجه في تأليف هذه الرسالة فبين انها عبارة عن فهرست لهذه الاصول ومن اراد ان يتوسع في شروح هذه الاصول فليراجع بسطها وبراهينها. من اماكنها التي شرحت فيها ومن اهم الكتب التي الفت فيها هذه الاصول مؤلفات شيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله الله فافضل من اعتنى بمذهب السلف ووضح عقيدتهم واصلها وقعدها هما شيخ الاسلام وتلميذه رحمهما الله ومن بعدهم ائمة الدعوة عليهم رحمة الله وجزاهم عن الاسلام والمسلمين. خير ما يجزي به عباده الصالحين. قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره. الاصل الاول التوحيد الشرح اصل الشيء اساسه الذي يبنى عليه ولما كان التوحيد اهم المهمات واوجب الواجبات لا اساسه تتوقف صحة الاعمال وقبولها. لا سيما يا ما اذا كانت مقرونة بالاخلاص ومتابعة النبي صلى الله الله عليه وعلى اله وسلم جعله الشيخ رحمه الله تعالى الاصل الاول قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره حد التوحيد الجامع لانواعه. هو اعتقاد العبد وايمانه بتفرد الله بصفات الكمال. وافراده بانواع العبادة. الشرح. قوله رحمه الله حد التوحيد الجامع لانواعه. اي لانواعه الثلاثة توحيد الربوبية والالوهية والاسماء والصفات. قال رحمه الله حد التوحيد الجامع لكل انواعه. هو علم العبد واعتقاده واعترافه. وايمانه بتفرد الرب بكل صفة كما وتوحده في ذلك. واعتقاده انه لا شريك له ولا مثيل له في كماله وانه ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين ثم افراده بانواع العبادة. فهذا هو التوحيد بمعناه العام. اي افراد الله بالربوبية والالوهية الاسماء والصفات. ثم دخل في تفصيل كل نوع على حدة فقط قال قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره فدخل في هذا توحيد الربوبية. الذي هو اعتقاد انفراد الرب سبحانه بالخلق والرزق وانواع التدبير شرح قوله فدخل في هذا اي دخل في حد التوحيد توحيد الربوبية. الذي هو اعتقاد انفراد الرب سبحانه الى اخره. وقال ايضا توحيد الربوبية. بان يعتقد العبد ان الله هو الرب المتفرد بالخلق والرزق والتدبير الذي ربى جميع الخلق بالنعم. وربى خواص خلقه وهم الانبياء واتباعهم. بالعقائد الصحيحة والاخلاق الجميلة. والعلوم النافعة والاعمال الصالحة وهذه التربية النافعة للقلوب والارواح. المثمرة اعادت الدارين انتهى قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره وتوحيد الاسماء والصفات وهو اثبات ما اثبته لنفسه. واثبته له رسوله. من الاسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا. من غير تشبيه ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل. الشرح هذا هو النوع الثاني من انواع التوحيد. وهو توحيد الاسماء والصفات. وهو اعتقاد انفراد الرب سبحانه بالكمال المطلق من جميع الوجوه. بنعوت العظمة والجلال والجمال. التي لا يشاركه فيها مشارك بوجه من الوجوه وذلك باثبات ما اثبته الله لنفسه. او اثبته رسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. من الاسماء والصفات. ومعانيها واحكامها الواردة في الكتاب السنة على الوجه اللائق بعظمته وجلاله. من من غير نفي لشيء منها. ولا تعطيل ولا تحريف ولا تمثيل ونفي ما نفاه عن نفسه او نفاه انه رسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم من النقائص والعيوب وعن كل ما ينافي كماله فقال ايضا في بيان اركان الايمان باسماء الله وصفاته هما ثلاثة الاول ايمان بالاسماء الحسنى كلها لها الثاني الايمان بما دلت عليه من الصفات الثالث الايمان باحكام صفاته ومتعلقاتها فنؤمن بانه عليم. له العلم الكامل محيط بكل شيء. وانه قدير ذو قدرة عظيمة يقدر بها على كل شيء. وهكذا بقي الاسماء الحسنى والصفات ومتعلقاتها. وقال قال ايضا رحمه الله فكلما ازداد العبد معرفة باسماء الله وصفاته ازداد ايمانه وقوي يقينه ينبغي للمؤمن ان يبذل مقدوره ومستطاعه في معرفة الاسماء والصفات وتكون معرفته سالمة من داء التعطيل ومن داء التمثيل. الذين ابتلي بهما من اهل البدع المخالفة لما جاء به الرسول فلتكون المعرفة متلقاة من الكتاب والسنة. وما اروي عن الصحابة والتابعين لهم باحسان. فهذه هي معرفة نافعة. التي لا يزال صاحبها في زيادة في ايمانه وقوة يقينه وطمأنينة في احواله قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره وتوحيد الالوهية والعبادة. وهو وافراده وحده باجناس العبادة وانواعها وافرادها من غير اشراك به في شيء منها. مع اعتقاد كمال الشرح هذا هو النوع الثالث من انواع التوحيد وهو توحيد الالوهية. ومعنى افراد الله تعالى بجميع انواع العبادة. الظاهرة قولا وعملا. ونفي العبادة عن كل من سوى الله تعالى كائنا من كان. وقال ابن سعدي رحمه الله في بيان حد توحيد الالوهية فاما حده وتفسيره واركانه فهو ان يعلم ويعترف على وجه العلم واليقين. ان الله هو المألوه وحده المعبود على الحقيقة. وان صفات الالوه ومعانيها ليست موجودة باحد من المخلوقات ولا يستحقها الا الله. فاذا عرفت فذلك واعترف به حقا. افرده بالعبادة كلها الظاهرة والباطنة. فيقوم بشرائع الاسلام كالصلاة والزكاة وغيرها. الى ان قال رحمه الله لا تقصد به غرضا من الاغراض غير رضا ربه وطلب ثوابه متابعا في ذلك صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره فدخل في توحيد الربوبية اثبات القضاء والقدر. وان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. وانه على كل شيء لشيء قدير. وانه الغني الحميد. وما واه فقير اليه من كل وجه. الشرح قوله رحمه الله فدخل في توحيد الربوبية. اثبات القضاء والقدر. وجه دخول القضاء والقدر في توحيد الربوبية انها من افعاله سبحانه. وتوحيد الربوبية هو توحيد الله بافعاله. ولذا ادخل الشيخ رحمه الله القضاء والقدر من جملة توحيد الربوبية. وقول وان ما شاء الله كان. الى اخره. هذا هو فمعنى الايمان بالقضاء والقدر. الذي دل عليه قوله الله عليه وعلى اله وسلم لابن عباس. واعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك. وما اخطأك لم يكن ليصيبك وقوله رحمه الله وانه الغني وما سواه فقير اليك فيه من كل وجه. لقوله تعالى والله الله هو الغني الحميد الحميد. قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ودخل في توحيد الاسماء والصفات اثبات جميع معاني الاسماء الحسنى لله تعالى. الواردة في الكتاب والسنة. والايمان بها ثلاث درجات ايمان بالاسماء وايمان بالصفات وايمان باحكام صفاته كالعلم بانه عليم ذو علم. ويعلم كل شيء قدير ذو قدرة. ويقدر على كل شيء. الى اخر ما له من الادب اسماء الشرح مر بنا جملة مما ذكره الشيخ في بيان توحيد الاسماء والصفات. وكيفية الايمان فيها وقال ايضا رحمه الله في ذكر اصول الايمان الكل النية فعلى كل مؤمن ان يؤمن بالله ويدخل في الايمان بالله. الايمان بكل ما وصف به نفسه او وصفه به رسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان الصفات الكمال ونفي اضدادها واركان ذلك ثلاث الاول الايمان بالاسماء. كالعزيز الحكيم العليم الرحيم الى اخرها. الثاني الايمان بالصفات كالايمان بكمال عزة الله وقدرته. وعلمه وحكمته الثالث الايمان باحكام الصفات ومتعلقاتها كالايمان انه يعلم كل شيء. ويقدر على كل شيء ورحمته وسعت كل شيء الى اخره تأخيرها قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ودخل في ذلك اثبات علوه على خلقه. واستوائه على عرشه ونزوله كل ليلة الى سماء الدنيا على الوجه اللائق بجلاله وعظمته. الشرح ايوا دخل في توحيد الاسماء والصفات. هذه الامور الثلاثة الاول علوه على خلقه. الثاني استوائه على عرشه الثالث نزوله كل ليلة الى سماء الدنيا على الوجه اللائق بجلاله وعظمته. وقد افرد الشيخ رحمه الله هذه الثلاثة بالذكر. لان اكثر الفرق خالفت اهل السنة في ذلك. بما فيهم الاشاعرة وقوله رحمه الله اثبات علوه على خلقه. علو والله تعالى من صفاته الذاتية. كما سيوضحه رحمه الله بعد كذلك وعلو الله تعالى ينقسم الى قسمين علو ذات. معناه انه سبحانه وتعالى بذاته فوق جميع مخلوقاته. وعلو صفة. ومعنىهم من صفة كمال الا ولله تعالى اعلاها واكملها وقوله رحمه الله واستوائه على عرشه استواء الله على عرشه من الصفات الفعلية التي جاءت بها نصوص الكتاب والسنة. والاستواء معنى علوه واستقراره على عرشه. علوا واستقرارا يليق بعظمته وجلاله سبحانه وتعالى. بخلاف ما جاءت به تأويلات اهل البدع. من تفسير الاستواء بالاستيلاء تعالى الله عما يقوله الظالمون علوا كبيرا وقوله رحمه الله ونزوله كل ليلة الى سماء الدنيا الى اخره. نزوله سبحانه وتعالى من الصفات الفعلية المتعلقة بمشيئته وحكمته ونزوله سبحانه نزول حقيقي يليق بجلاله وعظمته. ولا يصح تحريف معنى الى غير ذلك. من التحريفات الباطلة. مثل قولهم معنى النزول نزول امره او رحمته او ملك من ملائكته. فهذا من ابطل الباطل قال رحمه الله نعرف ربنا بانه علي اعلى كل معنى واعتبار. علو الذات وعلو القدر والصفات وعلو القهر وانه بائن من خلقه. مستو على عرشه كما وصف لنا بذلك الى اخر ما قاله رحمه الله قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره دخل في ذلك اثبات الصفات الذاتية. التي لا ينفك عنها كالسمع والبصر والعلم والعلو ونحوها صفات الفعلية المتعلقة بمشيئته وقدرته السلام والخلق والرزق والرحمة والاستواء على العرش. والنزول الى سماء الدنيا كما يشاء. وان جميعها تثبت من غير تمثيل ولا تعطيل. وانها كلها قائمة بذاتك وهو موصوف بها. الشرح صفات الله تعالى الى قسمين. ذكرهما المؤلف رحمه الله الاولى الصفات الذاتية. وفسرها بقوله التي لا ينفك عنها. اي التي لم يزل ولا يزال قالوا متصفا بها. كصفة السمع والبصر والعلم. والعلم الغلو والقدرة والعزة والحكمة. وكذلك صفة الوجه واليدين عينين الثانية الصفات الفعلية بينها رحمه الله بقوله المتعلقة بمشيئته وقدرته اي التي ان شاء فعلها. وان شاء لم يفعلها كصفة الرحمة والرزق والخلق والاستواء والنزول غيرها من صفات الافعال. اما الكلام فقد ادخله اهو المؤلف بانه من صفات الافعال. وهذا حق ولكنه ايضا يعد من صفات الذات. فانه باعتبار اصله فيه صفة ذاتية. لان الله لم يزل ولا يزال متكلما وباعتبار احاد الكلام فانه صفة فعلية لان الكلام يتعلق بمشيئته. ثم ذكر المؤلف المحاذير التي يجب التخلي عنها. عند اثبات في صفات الباري سبحانه وتعالى. وان جميعها تثبت من من غير تمثيل ولا تعطيل. قال الشيخ السعدي رحمه الله الله في مختصره وانه تعالى لم يزل ولا يزال يقول ويفعل. وانه فعال لما يريد اتكلم بما شاء اذا شاء كيف شاء. لم يزل بالكلام موصول وبالرحمة والاحسان معروفا. الشرح قوله رحمه الله وانه تعالى لم يزل ولا يزال يقول قولوا ويفعل وانه فعال لما يريد. ذكرها هذا الكلام رحمه الله ردا على الجهمية والمنحرفين من اهل الكلام الذين توهموا ان الفعل هو المفعول انه اذا كان غيره لزم حلول الحوادث بالله وهذا الوهم باطل وخطأ وضلال واضح. فان الله الم يزل فعالا لما يريد. ولم يزل يفعله. اي يفعل افعلوا الاشياء ويحدث الحوادث شيئا بعد شيء. ولا يلزم من هذا حلول الحوادث في ذاته. وان الحوادث منفصلة عنه والفعل الذي هو الوصف قديم النوع. ولكنه لا يزال افعلوا ما يريد. وقوله رحمه الله ويتكلم بما شاء اذا شاء كيف شاء. لم يزل بالكلام موصوفا. اي انه سبحانه لم يزل ولا يزال وبصفة الكلام معروفا وموصوفا. وكلامه سبحانه من صفاته الذاتية الفعلية. غير مخلوق كسائر صفات افعاله. قال الله تعالى وكلم الله موسى تكليما. وذكر وكلامه في مواضع كثيرة من كتابه. قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره. ودخل في ذلك الايمان بان كان كلام الله. منزل غير مخلوق. منه بدأ واليه يعود وانه المتكلم به حقا. وانك كلامه لا ولا يبيد. الشرح. قوله رحمه الله ودخل في ذلك الايمان بان القرآن كلام الله. الى اخره الضمير في ذلك يعود على توحيد الاسماء والصفات وقد بين الشيخ عقيدة سلف الامة في القرآن. فقال بانه كلام الله. منزل غير مخلوق. بخلافك المعتزلة والكلابية والاشاعرة والكرامية وغيرهم ممن قالوا بانه مخلوق. او انه عبارة عن كلام او حكاية عن كلامه ونحو ذلك من الاقوال الباطلة فاهل السنة يعتقدون ان القرآن كلام الله منه بدأ بلا كيفية قولا. وانزل على قوليه وحيا. وصدقه على ذلك المؤمنون حقا ايقنوا انه كلام الله بالحقيقة. ليس بمخلوق ككلام البرية فمن سمعه فزعم انه كلام البشر فقد كفر وقد ذمه الله تعالى وعابه واوعده بسقر وقوله رحمه الله منه بدأ. اي ظهر وخرج منه سبحانه اي هو المتكلم به. وهو الذي انزله من لدنه واليه يعود. اي يرجع بان يسرى به في اخر الزمان ويرفع. فلا يبقى في الصدور ولا في المصاحف منه اية. قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ودخل في ذلك الايمان بانه قريب مجيب. وانه مع ذلك علي اعلى وانه لا منافاة بين كمال علوه وكمال قربه لانه ليس كمثله شيء في جميع نعوته وصفاته ايوه دخل في الايمان باسماء الله وصفاته الايمان بانه قريب مجيب. الى اخره. وحيث ان مسألة علو الله على خلقه. حصل فيها اختلاف كثير. ومخاصمات بين ان اهل السنة والجماعة وبين طوائف الجهمية والمعتزلة ومن حذى حذوهم من الاشاعرة وغيرهم. بين المؤلف رحمه الله الله معتقد اهل السنة والجماعة فيها. وقد ذكرنا طرفا مما قاله الشيخ رحمه الله. في علو الله على خلقه واستوائه على عرشه. ولكن هنا ذكر الشيخ امرا اخر وهو انه مع علوه سبحانه على عرشه. فانه قريب منهم. ولا منافاة بين كمال علوه وكمال قربه قال شيخ الاسلام رحمه الله في الواسطية قد دخل فيما ذكرناه من الايمان بالله. الايمان بما اخبر الله به في كتابه وتواتر عن رسوله. واجمع عليه سلف امة من انه سبحانه فوق على عرشه علي على خلقه. وهو سبحانه معهم اينما كانوا. يعلم ما هم عاملون. وقال ايضا وقد دخل في الايمان بانه قريب مجيب. كما جمع بين ذلك في قوله واذا سألك عبادي عني قريب الاية وقوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم للصحابة لما رفعوا اصواتهم بالذكر. ايها الناس اربعوا على انفسكم. فانكم لا تدعون صم ولا غائبا. ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته وما ذكر في الكتاب والسنة من قربه ومعيته لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته. فانه سبحانه ليس كمثله شيء في نعوته. وهو علي في دنوه قريب في علوه. قال الشيخ السعدي رحمه الله في في مختصره ولا يتم توحيد الاسماء والصفات حتى لا يؤمن بكل ما جاء به الكتاب والسنة. من الاسماء والصفات افعال واحكامها على وجه يليق بعظمة الباري. ويعلم كما انه كما انه لا يماثله احد في ذاته. فلا يماثله احد في صفاته. الشرح قوله رحمه الله ولا يتم توحيد الاسماء والصفات حتى يؤمن بكل ما ما جاء به الكتاب والسنة. الى اخره. يريد ان يبين حينما يقتضيه الايمان بالاسماء والصفات. فانه يجب الايمان ما جاءت به النصوص القرآنية. والاحاديث الصحيحة النبوية لا نؤمن ببعض ونكفر بالبعض الاخر. كما فعلت بعض الطوائف الذين امنوا ببعض الصفات واول البعض الاخر وصرفوا النصوص عن ظاهرها. او امنوا بالاسماء ثم عطلوا ما تقتضيه الاسم. فقالوا رحيم بلا رحمة. او عزيز بلا عزة وهكذا في جميع اسماء الله تعالى. فالمؤلف رحمه الله بين ذلك اتم البيان. وعلله بانه كما انه لا يماثله احد في ذاته. فلا يماثله احد في صيام وذلك لان القول في الذات كالقول في الصفات في ذلك قالوا لو قال لك المعطل انا لا اثبت صفاته لان اثبات يقتضي التشبيه او التمثيل. فقل له اذا صف لي ذاته. فلابد ود ان يقول لك لا اعلم كيفية ذاته. فقل له اذا فكما انك لا اتعلم كيفية ذاته كذلك لا تعرف كيفية صفاته سبحانه وتعالى لقوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ومن ظن ان في بعض العقليات ما يوجب تأويل بعض الصفات على غير معناها المعروف فقد ضل ضلالا مبينا. الشرح قوله رحمه الله ومن ظن ان في بعض العقليات الى اخره. يريد ان يرد انا الذين اولوا صفات البارئ سبحانه وتعالى. فقالوا وبانها لا تدل على اثبات تلك الصفة لله سبحانه. وان تدل على معنى اخر. فقالوا مثلا في صفة اليد انه ليس له ثم يد. وانما هي كناية عن القدرة وكذا في صفة الرضا. فاولوها فقالوا لا تثبت لله هذه الصفة وانما المراد ارادة الانعام. وكذا في باب فق الصفات اولوها على غير المراد. وذلك باستخدام عقول القاصرة. قال الله تعالى والارض جميعا قبضته يوم القيامة مطويات بيمين سبحانه وتعالى يكون قال ابن القيم رحمه الله فتبين ان التأويل الصحيح كله. يعود الى فهم مراد الله ورسوله والى العمل بالخبر. وان التأويل الباطل يراد به ضد ذلك ويراد به صرف النصوص عن معناها الذي اراده الله الله ورسوله. الى بدعهم وضلالهم. وهو من اعظم ما يدخل في القول على الله بلا علم. وقول غير الحق وقال ايضا يعني ابن القيم رحمه الله وبالجملة فالتأويل الذي يوافق ما دلت عليه النصوص. وجاءت به السنة طابقها هو التأويل الصحيح. والتأويل الذي يخالف ما دلت عليه فيه النصوص وجاءت به السنة. هو التأويل الفاسد. ولا فرق بين باب الخبر والامر في ذلك. وكل تأويل وافق ما جاء به الرسول فهو المقبول. وما خالفه فهو المردود قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ولا يتم توحيده الربوبية. حتى يعتقد العبد ان العباد مخلوقة لله وان مشيئتهم تابعة لمشيئة الله الشرح قوله رحمه الله ولا يتم توحيد الربوبية حتى يعتقد العبد ان العباد مخلوقة لله وذلك لان الادلة القرآنية دلت على ذلك. قال الله الله تعالى والله خلقكم وما تعملون وتعريف الجمهور هو ما افتت به اللجنة الدائمة فقالت الشرك الاصغر هو كل ما نهى عنه الشرع ما هو ذريعة الى الاكبر. ووسيلة للوقوع فيه جاء في النصوص تسميته شركا. والفرق بين تعريف قال اهل التفسير في معنى ما في الاية وجهان احدهما ان تكون بمعنى المصدر. فيكون معنى الاية. والله الله خلقكم وعملكم. الثاني ان تكون ما بمعنى الذي فيكون المعنى. والله خلقكم وخلق الذي تعملونه من الاصنام وغيرها. قال رحمه الله افعال العباد هذه كلها من الطاعات والمعاصي. داخلة في خلق الله وقضائه وقدره. ولكنهم هم الفاعلون لها. لم يجبر برهم الله عليها. مع انها واقعة بمشيئتهم وقدرتهم فهي فعلهم حقيقة. وهم الموصوفون بها المثابون عليها. وهي خلق الله حقيقة فان الله خلقهم وخلق مشيئتهم وقدرتهم. وجميع ما يقع بذلك. فنؤمن بجميع نصوص الكتاب والسنة قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره. وان لهم افعالا وارادة تقع بها افعالهم. وهي متعلق والنهي وانه لا يتنافى الامران. اثبات مشيئة العامة. الشاملة للذوات والافعال والصفات اثبات قدرة العبد على افعاله واقواله. الشرح الشيخ رحمه الله في هذا المقطع والذي قبله. كله يرد على طائفتين ممن خالفوا اهل السنة. وهم الجبرية الذين قالوا بان العبد مجبور على فعله. فالعباد عندهم ليسوا فاعلين حقيقة. واسناد الافعال اليهم من باب المجاز اما الطائفة الثانية فهم القدرية مجوس هذه الامة الذين قالوا ان الله لم يخلق افعال العباد وانما هم خالقوها استقلالا. دون مشيئة الله تقديره لها. فبين المؤلف رحمه الله معتقد اهل السنة في ذلك وخلاصة القول في مسألة خلق افعال العباد ان افعال العباد كلها من الطاعات والمعاصي داخلة في خلق الله وقضائه وقدره. فقد علم الله ما سيخلقه في عباده. وعلم ما هم فاعلون. وكتب ذلك في اللوح المحفوظ. وخلقهم الله كما شاء مضى فيهم قدره. فافعال العباد هي من الله خلقا وايجادا وتقديرا. وهي من العباد فعلا وكسبا. فالله هو الخالق لافعالهم وهم الفاعلون لها. قال شيخ الاسلام والعباد فاعلون حقيقة. والله خالق افعالهم والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر المصلي والصائم وللعباد قدرة على اعمالهم ولهم ارادة والله خالقهم وخالق قدرتهم وارادتهم كما قال تعالى وما قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ولا يتم توحيد العبد حتى يخلص العبد لله تعالى في ارادته واقواله وافعاله. وحتى يدع الشرك الاكبر المنافي كل المنافاة. وهو ان يصرف نوعا من ان واعي العبادة لغير الله تعالى. الشرح قول رحمه الله ولا يتم توحيد العبد. حتى يخلص العبد لله تعالى في ارادته واقواله وافعاله هذا الكلام في بيان كيفية تحقيق التوحيد. فذكر ذكر الشيخ طرفا من كيفية تحقيقه. وقال ايضا فان تحقيق التوحيد تهذيبه وتصفيته من الشرك الاكبر الاصغر ومن البدع القولية الاعتقادية. والبدع الفعلية العملية ومن المعاصي. وذلك بكمال الاخلاص لله في الاقوال والافعال والايرادات. وبالسلامة من الاكبر المناقض لاصل التوحيد. ومن الشرك الاصغر المنافي كماله. وبالسلامة من البدع التي تكدر التوحيد يمنع كماله. وتعوقه عن حصول اثاره وقوله رحمه الله في الشرك الاكبر. وهو ان ينصرف نوعا من انواع العبادة لغير الله تعالى هذا هو تعريف الشرك الاكبر. فمتى صرف العبد نوعا من انواع العبادة كنذر وذبح ونحوها لغير الله فهو مشرك كافر لقوله تعالى واعبدوا الله ولا وقوله وان ان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احد هذا قال الشيخ رحمه الله فالشرك الاكبر ان يصرف العبد نوعا من انواع العبادة لغير الله كأن يدعو غير الله او يرجوه او يخافه. فهذا مخرج من ان الدين وصاحبه مخلد في النار. قال الشيخ شيخ السعدي رحمه الله في مختصره وكمال ذلك ان يدع الشرك كالاصغر. وهو كل وسيلة قريبة. يتوصل بها الى الشرك الاكبر. كالحلف بغير الله ويسير الرياء ونحو ذلك الشرح قوله رحمه الله وكمال ذلك. اي وكمال التوحيد يكون بان يدع الشرك الاصغر ثم عرفه بقوله وهو كل وسيلة قريبة يتوصل بها الى الشرك الاكبر. ثم مثل له بقوله كالحلف بغير الله ويسير الرياء ونحو ذلك حد الشرك الاصغر عند ابن سعدي رحمه الله انه كل وسيلة وذريعة يتطرق فيها الى الشرك الاكبر. من القادات والاقوال والافعال التي لم تبلغ رتبة العبادة. اما جمهور اهل العلم فيعرفون الشرك الاصغر بانه ماء في النصوص انه شرك. ولم يصل الى حد الشرك الاكبر بني سعدي وجمهور اهل العلم هو ان جمهور اهل العلم يشترطون كون الفعل جاءت به نصوص الشريعة بتسميته شرك كالحلف بغير الله. وقول ما شاء الله وشئت وغيرها من الاقوال. اما ابن سعدي رحمه الله في ضيقه وهذا الامر تضييقا محكما. فيجعل الوسائل كلها سواء جاء تسمية شركا او لم تجئ. هي في حكم الشرك الاصغر. وعلى ذلك فمثلا قراءة القرآن عند صاحبه القبر على قول الجمهور انها بدعة. لانه لم يأتي تسميتها شركا. اما عند ابن سعدي فيرى ان انه من جملة الشرك الاصغر. لانها وسيلة لحصول الشرك الاكبر ولعل تفسير ابن سعدي رحمه الله للشرك الاصغر هو الاضبط والاولى في ذلك والله اعلم. قال شيخ السعدي رحمه الله في مختصره. والناس في التوحيد على درجات متفاوتة. بحسب ما قاموا به من معرفة الله والقيام بعبوديته. فاكملهم في هذا الباب من عرف من تفاصيل اسماء الله وصفاته وافعاله والائه ومعانيها الثابتة في الكتاب والسنة. وفهمها فهما صحيحا فامتلأ قلبه من معرفة الله وتعظيمه واجلاله ومحبته والانابة اليه. وانجذاب دواعي قلبه الى الله تعالى. متوجها اليه وحده وحده لا شريك له. الشرح قوله رحمه الله والناس في التوحيد على درجات متفاوتة. كما بين ذلك كربنا بقوله طفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه فاعظمهم واكملهم اخرهم ذكرا. وذلك لكمال لعلمه بخالقه سبحانه وتعالى. فسابق الى فعل الخيرات مع ما هو فيه من كمال توحيد خالقه سبحانه وتعالى ولا يتم ذلك الا بالعلم به سبحانه والعلم باسمائه وصفاته وافعاله. لذا قال رحمه الله اه فاكملهم في هذا الباب اي فاكملهم في باب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد. من عرف من تفاصيل اسماء الله وصفاته اي عرف الاسم وما يقتضيه هذا الاسم. وعلم الصفة وما تقتضيه هذه الصفة. فمثلا علم ان من اسمائه السميع البصير فيؤمن بتفاصيل هذين الاسمين. فالسميع اي الذي الذي احاط سمعه بجميع المسموعات. فكل ما في العالم العلوي والسفلي من الاصوات يسمعها. سرها وعلنها. وكان لديه صوت واحد. لا تختلط عليه الاصوات. ولا تخفى عليه جميع اللغات. بل القريب منها والبعيد والسر والعلانية عنده سواء. اما البصر فيؤمن بتفاصيل هذا الاسم ايضا من انه سبحانه احاط بصره بجميع المبصرات في اقطار الارض والسماوات. حتى اخفى ما يكون فيها فيرى دبيب النملة السوداء. على الصخرة الصماء. في ليلة الظلماء. وجميع اعضائها الظاهرة والباطنة وهكذا في جميع اسمائه سبحانه وتعالى وصفاته وقوله رحمه الله وافعاله والائه ومع الثابتة في الكتاب والسنة. اما افعال الله فكلها متعلقة بصفاته الثلاث القدرة الكاملة والمشيئة النافذة والحكمة الشاملة. فلا تخرج افعاله سبحانه عن ذلك. اما افعاله سبحانه الاختيار فهي نوعان. الاول متعلقة بذاته المقدسة كالاستواء على العرش والنزول كل ليلة الى سماء الدنيا والمجيء والاتيان ونحوها. الثاني تتعلق بالمخلوقات. كالخلق والرزق والاحياء والاماتة والعطاء والمنع وانواع التدابير الكونية والشرعية اما الائه سبحانه وتعالى فهي نعمه الظاهرة والباطنة التي ينعم بها على عباده. وقوله رحمه الله وفهمها فهما صحيحا. اي فهم اسماء الله بوصيفاته وافعاله والاءه فهما صحيحا. اي بما سلف الامة رضوان الله عليهم. لا بفهم اهل البدع الذين انحرفوا عن منهج السلف الصالح. قوله رحمه الله اه فامتلأ قلبه من معرفة الله وتعظيمه واجلاله الى اخره. فهذا لا شك هو اعرف الناس بربه فمتى عرف العبد اسماء الله وصفاته وافعاله. وال جاءه الظاهرة والباطنة حق المعرفة. فلابد ان تدله الى محبة الرب وتعظيمه واجلاله. فبقدر معرفة العبد باسمائه الله وصفاته بقدر ما يحصل له من خشية وانابة وخوف من انه سبحانه قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ووقعت جميع حركاته وسكناته. في كمال الايمان والاخلاص التام. الذي لا يساويه شيء من الاغراض الفاسدة فاطمأن الى الله معرفة وانابة وفعلا وتركا وتكميلا لنفسه وتكميلا لغيره. بالدعوة الى هذا الاصل العظيم. فنسأل الله من فضله وكرمه ان يتفضل عليه اين بذلك؟ الشرح قوله رحمه الله ووقعت جميع حركاته وسكناته في كمال الايمان الضمير هنا يعود على اكمل الناس في درجات التوحيد. فبعد ان بين الوسائل التي يكمل بها توحيد العبد. وذلك بمعرفة ربي سبحانه واسمائه وصفاته وافعاله وغيرها مع فهمها فهما صحيحا. قرن ذلك كله بوقوعها على الوجه المرضي له سبحانه بان تكون في كمال الايمان والاخلاص التام. فلا يكفي العلم فرب علم اعقبه ندم كثير. فالعلم بالله العلم باحكامه الشرعية. لابد ان يكون على اخلاص لا يساويه شيء من الاغراض الفاسدة. كالرياء السمعة ومحبة الذكر وغيرها. قال تعالى حنفاء ويقيموا صلاة ويؤتوا الزكاة. وذلك دين القيمة وقوله رحمه الله فاطمئن الى الله معرفة اي معرفة بربوبيته والوهيته واسمائه وصفاته مع ما يقتضيه ذلك كله. وانابة الانابة هي التوبة النصوح. والرجوع الى الله تعالى. وفعلا ايوة فعلا لأوامره سبحانه وتعالى التي امر بها وتركا اي تركا لمن هياته التي نهى عنها. وتكميلا وذلك بفعل نوافل الطاعات. وتكميلا لغيره لان هذا من الدين الذي بينه صلى الله عليه وعلى اله وسلم الدين النصيحة. قال الشيخ رحمه الله نصيحة لائمة وعامتهم. ان يحب لهم الخير ويكره لهم الشر. ويسعى في ذلك بحسب مقدوره. فيعلم جاهلهم ويرشد منحرفهم. ويذكر غافلهم ويعظ معرضهم ومعارضيهم ويدعو الى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي احسن. ويسلك كل طريق فيه صلاح لاخوانه المسلمين. ويسعى في تأليف ذات بينهم. وفي ارشادهم على اختلاف طبقاتهم لمصالح دينهم دينهم ودنياهم. كل احد على حسب حاله وقال ايضا واما واجب اهل العلم المتعلق بالخلق فان مهمتهم اعظم المهمات عليهم من القيام بالحقوق اضعاف ما على غيرهم. فان الله طه اوجب على اهل العلم ان يبينوه للناس ولا يكتمون فيعلمون الجاهل وينصحون. ويذكرون ويعظون ويصدعون بامر الله. ويظهرون دين الله فكما امر الله الجهال ان فقد امر اهله العلم ان يعلموا الناس على اختلاف طبقاتهم. وان يحنوا عليه ويعلموهم مما علمهم الله. قال الشيخ رحمه الله في مختصره الاصل الثاني الايمان جميع الانبياء عموما. ونبوة محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم خصوصا. الشرح قوله رحمه الله الاصل الثاني. اي الاصل الثاني من اصول عقائد الدينية. الايمان بنبوة جميع الانبياء عموما لقوله تعالى امن الرسول بما كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله وكتبه ورسله لا نفرق بين احد وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير وقوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. في حديث جبريل الى حين سأله عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله. واليوم الاخر والقدر خيره وشره فمن كفر بواحد من الانبياء فهو كافر بهم جميعا وقوله رحمه الله ونبوة محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم خصوصا. لانه خاتم النبي ورسالته عامة لجميع الناس. قال تعالى وقوله تعالى ما كان محمد اباء احد ولكن قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره وهذا الاصل مبناه على ان يعتقد ويؤمن بان جميع الانبياء قد اختصهم الله بوحيه رسالة وجعلهم وسائط بينه وبين خلقه تبليغ شرعه ودينه. الشرح ثم شرع رحمه الله في بيان ما يتضمنه الايمان بالرسل فقال وهذا الاصل مبناه. على ان يعتقد ويؤمن بان الانبياء. قد اختصهم الله بوحيه وارساله هذا هو الامر الاول. ودليله قوله تعالى فهذا دليل الاختصاص بالنبوة والرسالة ودليل الاحياء والارسال قوله تعالى. وكذا ولكن نهدي به من نشاء وقوله تعالى انا اوحينا اليك كما اويت حينا الى نوح كما اوحينا الى واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط ويعقوب والاسباط وعيسى وهارون وسليمان. واتيت داوود زبورا. وقوله رحمه الله وجعلهم وسائط بينه وبين خلقه في تبليغ دينه هذا هو الامر الثاني. فيما يجب نحو الايمان بانبياء الله ورسوله وصوله. فانهم واسطة بين الله وبين خلقه. فلم يكن لهم من صفات الربوبية والالوهية شيء. قال الله تعالى لنبيه لنفسي نفعا ولا ولو تكثرت من الخير وما السوء. ان انا فلا يجوز للعبد ان يتوجه بشيء من انواع العبادات لغير الله. قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره وان الله ايدهم بالبراهين الدالة على صدقهم وصحة ما جاءوا به. وانهم اكمل الخلق علما من وعملا واصدقهم وابرهم. واكملهم اخلاقا واعمالا الشرح قوله رحمه الله وان الله ان بالبراهين الدالة على صدقهم. وصحة ما جاءوا به ايوة مما يجب الايمان به نحو انبياء الله ورسله ان الله سبحانه وتعالى ايدهم بالبراهين. وهي الادلة والعلامات المستلزمة لصدقهم. قال شيخ الاسلام رحمه الله الايات والبراهين دالة على صدق الرسل وانهم لا يقولون على الله الا الحق وانهم معصومون فيما يبلغونه عن الله من الخبر والطلب لا يجوز ان يستقر في خبرهم عن الله شيء من الخطأ كما اتفق على ذلك جميع المقرين بالرسل. من المسلمين يهودي والنصارى وغيرهم. فوجب ان جميع ما الرسول عن الله صدق وحق. لا يجوز ان يكون في ذلك شيء مناقض لدليل عقلي ولا سمعي. فمتى علم المؤمن بالرسول انه اخبر بشيء من ذلك جزم جزما قاطعا انه حق. وانه لا يجوز ان يكون وفي الباطن بخلاف ما اخبر به. وانه يمنع ان يعارضه دليل قطعي. لا عقلي ولا سمعي. وان كلما ظن انه عارضه من ذلك. فانما هو بحجج داحضة وشبه من جنس شبهية الى اخر ما قاله رحمه الله. قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره وان الله خصهم بخصائص وفضائل اننا يلحقهم بها احد. وان الله برأهم من كل خلق رذيل. الشرح قوله رحمه الله وان الله خصهم بخصائص وفضائل الى اخره. اي ومن جملة ما يجب الايمان به نحو انبياء الله ورسله ان الله خصهم بخصائص وفضائل. ليس مما تكون لغيرهم. يعلمون ان الله لم يخلق مثلها غير الانبياء. كما ذكرنا سابقا في ذكر بعض المعجزات التي ايد الله بها انبياءه ورسله وقوله رحمه الله لا يلحقهم بها احد كمن يدعي النبوة او السحرة والمشعوذين. فان لهم خوارق للعادة. ولكن لا يمكن باي حال ان تصل الى خوارق الانبياء. فان خوارق السحرة والمشعوذين النبوة مبناها على الفسق والكذب والظلم والشرك والكفر والفواحش. ولذا كانت خوارقهم يمكن ابطالها ومعاها بخلاف ما اختص الله به الانبياء فان خوارقهم لا يمكن غيرهم ان يعارضها ولا يمكن ابطالها لا من جنسهم ولا من غير جنسهم فان الانبياء يصدق بعضهم بعضا. قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره وانهم معصومون فيما بلغونا عن الله تعالى. وانه لا يستقر في خبرهم ان الحق والصواب. الشرح اشتمل كلام المؤلف الله على امرين يجب الايمان بهما في حق انبياء الله الاول انهم معصومون فيما بلغوه عن الله تعالى. وهذا باجماع العلماء قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله. فرسله صادقون فيما يقولون. فكل ما يخبرون به عن الله وعن غيره من مخلوقاته. فهم صادقون فيه لا يكذبون ابدا. ولهذا اجمع العلماء على ان الرسل عليه الصلاة والسلام معصومون عن الكذب. الثاني ان وصولنا لا يستقر في خبرهم الا الحق والصواب. وذلك لانه من وحي الله سبحانه وتعالى لهم. فمن طعن في خبرهم فقط في الوحي قال الله تعالى في حق نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. وقد ذكرنا طرفا من كلام شيخ الاسلام. عند كلام المؤلف رحمه الله. وان الله ايدهم بالبراهين. الى اخره فليراجع. قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره وانه يجب الايمان بهم وبكل ما اوتوا من الله ومحبتهم وتعظيمهم. وان هذه الامور ثابتة لنبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم على اكمل وجه وجوه الشرح قوله رحمه الله وانه يجب الايمان بهم وبكل ما اوتوه من الله. ومحبتهم وتعظيمهم هذا ايضا اصل من اصول الايمان بانبياء الله ورسله فكما انه يجب الايمان بهم يجب الايمان بما اتاهم الله وسلم فلا تتم شهادة العبد للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالنبوة ولا الرسالة. الا بما ذكره المؤذن رحمه الله. وهي اول ان يعلم ان ما جاء به في حق كما قال تعالى وكذلك محبتهم وتعظيمهم. والثناء عليهم بما يليق وبهم لانهم رسل الله تعالى. ولانهم قاموا بعبادته وتبليغ رسالته والنصح لعباده. فاخرج الناس من ظلمات الكفر والشرك الى نور التوحيد والاخلاص. وقوله رحمه الله وان هذه الامور ثابتة لنبينا محمد. صلى الله الله عليه وعلى اله وسلم على اكمل وجه. اي المحبة والتعظيم والتوقير والثناء. وغيرها من الامور الجميلة. ثابتة في في حق النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وذلك لانه هو خاتم الانبياء. ورسول رب العالمين للناس كافة. ولذا استحق ان يكون خليل الرحمن. قال الله تعالى شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقوا وتوقروه وتسبحوه قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الايات يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم وصلنا كشاهدا. اي على الخلق. ومبشرا. اي للمؤمنين ونذيرا. اي للكافرين. وقد تقدم تفسيرها في سورة الاحزاب وتعزروا قال ابن عباس رضي الله عنهما وغير واحد وتعظموه. وتوقر من التوقير. وهو الاحترام والاجلال والاعظام. انتهى المراد من تفسيره رحمه الله قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره وانه يجب معرفة جميع ما جاء به من الشرع جملة وتفصيلا والايمان بذلك والتزام طاعته في كل شيء. بتصديق خبره وامتثال امره واجتناب نهيه. الشرح. قوله رحمه الله وانه يجب معرفة جميع ما جاء به من الشرع جملة وتفصيلا والايمان بذلك. اما الايمان بما جاء به النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فلا خلاف في وجوب الايمان به اما معرفة جميع ما جاء به الرسول. فهو يختلف الاشخاص منهم من يكون في حقه واجبا كالعلماء ومنهم من لا يكون في حقه واجبا كمن دونهم. ولذا قال شيخنا الاسلام رحمه الله ويجب على كل احد ان يؤمن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم ايمانا مجملا ولا ريب ان معرفة ما جاء به من التفصيل فرض كفاية فاذا دخل في تبليغ ما بعث الله به الرسول دخل في تدبر القرآن. وعلم الكتاب والحكمة وحفظ الذكر والدعاء الخير. والامر بالمعروف والنهي عن المنكر. والدعاء الى للرب بالحكمة والموعظة الحسنة. والمجادلة بالتي هي احسن ونحو ذلك مما اوجبه الله على المؤمنين. فهو واجب على الكفاح اية منهم واما ما وجب على اعيانهم فهو يتنوع تنوع قدرهم وحاجتهم ومعرفتهم. وما امر به اعيانهم ولا يجب على العاجز عن سماع بعض العلم او فهم دقيقه. ما يجب على القادر على ذلك. ويجب على من سمع النصوص وفهمها من علمه تفصيل ما لا يجب على من لم يسمعها. ويجب على المفتي المحدث والمجادل ما لا يجب على من ليس كذلك. وقول رحمه الله والتزام طاعته الى اخره. هذا هو معنى شهادة ان محمدا رسول الله. فلا تتم هذه الشهادة الا بذلك. قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ومن ذلك انه خاتم النبيين. قد نسخت شريعته جميع الشرك شرائع وان نبوته وشريعته باقية الى قيام الساعة فلا نبي بعده. ولا شريعة غير شريعته في اصول الدين الدين وفروعه. الشرح قوله رحمه الله ومن ذلك انه خاتم النبيين كما قال تعالى ما كان الله وخاتم النبي وقوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وانا خاتم النبيين. وقوله رحمه الله قد نسخت شريعته جميع الشرائع. كما قال تعالى اليك الكتاب بالحق قال ابن سعدي رحمه الله في تفسيرها قول تعالى وانزلنا اليك الكتاب. الذي هو القرآن العظيم. افضل الكتب واجلها. بالحق اي انزال بالحق ومشتملا على الحق في اخباره ونواهيه واوامره لما بين يديه من الكتاب. لانه شهد لها ووافقها. وطاف بقت اخباره اخبارها. وشرائعه الكبار شرائعها. واخبر به فصار وجوده مصادقا لخبرها. ومهيمنا عليه اي مشتملا على ما اشتملت عليه الكتب السابقة. وزيادة في المطالب والاخلاق النفسية. وقوله رحمه الله وان نبوة قوته وشريعته باقية الى قيام الساعة. فلا نبي بعده ولا الشريعة بعد شريعته في اصول الدين وفروعه. هذا حق له لا شك فيه فان مقتضى كونه خاتم النبيين يستلزم انه لا نبي بعده. ولا شريعة بعد شريعته. قال ابن القيم رحمه الله وكما ان محمدا صلى الله عليه وعلى اله وسلم عام الرسالة الى كل مكلف. فرسالته عامة في كل شيء من الدين. اصوله وفروعه دقيقه وجليله فكما لا يخرج احد عن رسالته. فكذلك لا يخرج حكم تحت اليه الامة عنها وعن بيانه لها. قال الشيخ السعدي رحمه رحمه الله في مختصره ويدخل في الايمان بالرسل الايمان بالكتب والايمان بمحمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقتضي الايمان بكل ما جاء به من الكتاب والسنة. الفاظها هذا الاصل العظيم. ان الاسلام يجب ما قبله. لقوله صلى صلى الله عليه وعلى اله وسلم في حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه انه انه قال اما علمت ان الاسلام يهدم ما كان قبله. وان الهجرة ومعانيها. فلا يتم الايمان به الا بذلك الشرح ثم شرع المؤلف رحمه الله في بيان اصل من اصول الايمان الستة. وهو الايمان بالكتب. فقال رحمه اهو الله ويدخل في الايمان بالرسل الايمان بالكتب. ووجه دخول اولي الايمان بالكتب في الايمان بالرسل. انه متى امن العبد الرسل فان الايمان بهم يقتضي الايمان بما جاءوا به من الكتب التي انزلها الله عليهم. ومعنى الايمان بالكتب هو التصديق الجازم بانها كلها من عند الله عز وجل انزلها على رسله الى عباده. بالحق المبين هدى المستبين. وانها كلام الله عز وجل. لا كلام غيره وان الله تعالى تكلم بها حقيقة كما شاء. على الوجه الذي الذي اراد ومن الايمان بها ايضا. الايمان بكل ما فيها من الشرائع وانه كان واجبا على الامم الذين نزلت اليه صحف اولى الانقياد لها والحكم بما فيها قوله رحمه الله فالايمان بمحمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم. يقتضي الايمان بكل ما جاء به. الى اخره اما الايمان بالكتاب فلم يختلف فيه احد. اما السنة فقد خالف في الايمان بها. من انحرف عن الطريق المستقيم طريق الذين انعم الله عليهم فقد جاءت نصوص الكتاب والسنة في بيان امر وجوب الايمان بها. ولذا قال حسان ابن عطية كان جبريل ينزل بالقرآن والسنة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. ويعلمه اياها كما يعلمه قرآن قال الله تعالى الكتاب والحكمة. وقال تلافي بيوتكن من ايات الله والحكمة وقال فتنة قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره. وكل من كان اعظم علما ذلك وتصديقا واعترافا وعملا. كان اكمل ايمانا شرح قوله رحمه الله وكل من كان اعظم علما بذلك اي بالكتاب والسنة. وتصديقا اي التصديق المتضمن لاعماله القلوب واعمال البدن. واعترافا اي الاعتراف التام بجميع ما امر الله ورسوله بالايمان به. وعملا اي عمل القلب القلب واللسان والجوارح. كان اكمل ايمانا. وذلك لان انه استكمل كل شيء. فلم يبقى الا وصفه بذلك. اي اكمل ناسي ايمانا قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره والايمان بالملائكة والقدر داخل في هذا الاصل العظيم الشرح قوله رحمه الله والايمان بالملائكة والقدر داخل في هذا الاصل العظيم. اي ويدخل في الايمان بالرسل صلوات الله وسلامه عليهم. الايمان بالملائكة لانهم اخبروا بوجودهم ودعوا الناس للايمان بهم فهم عباد الله المكرمون. والسفرة بينه تعالى وبين رسله عليهما الصلاة والسلام. والايمان بهم احد اركان الايمان الستة. فمن كفر بهم او كفر بواحد منهم. فقط قد كفر بالله ورسله. قال الله تعالى ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله ويدخل ايضا في اصل الايمان بالرسل الايمان بالقدر. قال الله تعالى خلقناه بقدر. وقال فصلى الله عليه وعلى اله وسلم. في بيان اركان الايمان وان تؤمن بالقدر خيره وشره. والقدر هو تقدير الله عز وجل جل للاشياء. فقد كتب الله مقادير كل شيء. قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. كما قال صلى الله عليه على آله وسلم. كتب الله مقادير الخلائق. قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ومن تمام الايمان به. ان يعلم انما ما جاء به حق. لا يمكن ان يقوم دليل عقلي او حسي على خلاف كما لا يقوم دليل نقلي على خلافه. فالامور العقلية او الحسية النافعة. تجد دلالة الكتاب والسنة لها حافة على تعلمها وعملها. وغير في عمنا المذكورات ليس فيها ما ينبغي وجودها. وان ان كان الدليل الشرعي ينهى ويذم الامور الضارة منها شرح قوله رحمه الله ومن تمام الايمان به ان يعلم ان ما جاء به حق. الى اخره. هذا ايضا من مقتضيات الايمان بنبوة محمد. صلى الله عليه وعلى اله سليم والحس السليم. لا يخالفان نصوص الكتاب والسنة ولذا قال شيخ الاسلام رحمه الله ما علم بصريح العمل الذي لا يتصور ان يعارضه الشرع البتة. بل المنقول الصحيح لا يعارضه معقول صريح قط. الثالث ان العقلية او الحسية النافعة. تجد دلالة الكتاب والسنة مثبتة لها حافة على تعلمها وعملها. الى اخر وهذا صحيح. فكل ما فيه نفع للافراد والمجتمع قد قررته الشريعة وحثت عليه. فقد امر الله بالعدل مع كل احد. وبالاحسان والرحمة لكل احد ونهى عن الفحشاء والبغي على الخلق. في دمائهم واموالهم واعراضهم. وامر بالوفاء بالعهود والمحافظة عليها وحذر من نقضها بهذه الامور المذكورة وغيرها والعقل والحس جاء بذلك. والناس يثنون على من قال قام بها فقد كانت هذه الامور وغيرها قبل الاسلام يعظمها اهل الجاهلية. ويثنون على من قام بها وكذلك الامور المنهي عنها من قبل العقل والحس تجدهم يذمون من قام بها او ارتكبها. فجاءت الشريعة تبين ذلك بالدليل الشرعي. فاتفقا جميعا قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ويدخل في الايمان بما جاء به الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم بل وسائر الرسل الاصل الثالث. الايمان باليوم الاخر فكل ما جاء به الكتاب والسنة. مما يكون بعد الموت فانه من الايمان باليوم الاخر. كاحوال البرزخ احوال يوم القيامة. وما فيها من الحساب والثواب والعقاب والشفع الساعة والميزان. والصحف المأخوذة باليمين او الشمال والصراط واحوال الجنة والنار واحوال اهلها بانواع ما اعد الله فيها لاهلها اجمالا وتفصيلا كل ذلك داخل في الايمان باليوم الاخر. الشرح قوله رحمه الله ويدخل في الايمان بما جاء به الرسول صلى الله الله عليه وعلى اله وسلم. بل وسائر الرسل الاصل الثالث الايمان باليوم الاخر. واشهد دخول الايمان باليوم لان الرسل اخبروا به ودعوا الناس للايمان الايمان به وبانهم مجزيون على اعمالهم ان خيرا فخير وان شرا فشر. ولذلك بين الرب سبحانه ان الايمان باليوم الاخر اصل من اصول الايمان. فمن كفر باليوم فقد كفر بالله سبحانه. قال الله تعالى زعم الذين كفروا. قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبأن بما وذلك على الله يسير وقوله سبحانه وقال الذين كفروا تأتينا الساعة ثم شرع المؤلف رحمه الله في بيان صفة الايمان بهذا الاصل العظيم. فقال فكل ما جاء به من الكتاب والسنة. مما يكون بعد الموت فانه من الايمان باليوم الاخر. وذلك لانه بانقطاع العبد من الدنيا ورحيله الى دار الاخرة. يكون قد دخل في المرحلة الاولى من مراحل العرض على الله تعالى فمن مات فقد قامت قيامته. وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقول القبر اول منازل الاخرة فان نجا منه فما بعده ايسر منه. وان لم ينجو منه فما بعده اشد منه. قال وسمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقول ما رأيت منظرا قط ان القبر افظع منه. وقوله رحمه الله كاحوال برزخ البرزخ في كلام العرب الحاجز بين الشيئين. قال تعالى وجعل بينهما برزخا وحجرا اي حاجزا. وفي الشريعة الدار التي يعقوب الموت الى البعث. قال تعالى قال هو ما بين الموت والبعث. وقيل للشعبي مات فلان قال ليس هو في دار الدنيا ولا في الاخرة. وقوله رحمه الله واحوال يوم القيامة وما فيها من الحساب والثواب والعقاب والشفاعة. اما الحساب والثواب والعقاب فهذا اصل اشتركت فيه الانبياء جميعا واتباعهم الصادقون فما من نبي الا بشر امته بالجنة او بالنار وان هناك حسابا وعقابا وثوابا. كما قال تعالى كلما القي فيها فوج سألهم قالوا اما الشفع فقد اختلف فيها الناس. وانقسموا الى ثلاث طوائف. فمن منهم من انكرها كالخوارج والمعتزلة. فنفوا شفاعة النبي صلى الله الله عليه وعلى اله وسلم. وقسم اثبتوها حتى للارض الاصنام وهم المشركون. كما ذكر ذلك عنهم في القرآن في قوله قوله تعالى ويقولون وقسم توسطوا وهم اهل السنة والجماعة. فاثبتوها بشرطيها وهما الاول اذن الرب للشافع ان يشفع. والثاني رضاه عن المشفوع له. وقوله رحمه الله الميزان والصحف المأخوذة باليمين. الى اخره. هذا ايضا داخل في الايمان باليوم الاخر. قال الشيخ رحمه الله حينما سئل عن حد الايمان باليوم الاخر. كل ما جاء في الكتاب والسنة مما يكون بعد الموت. فانه داخل في الايمان باليوم الاخر. كاحوال القبر والبرزخ ونعيمه وعذابه واحواله ليوم القيامة. وما فيها من الحساب والثواب والعقاب والصحف والميزان والشفاعة. واحوال الجنة والنار وصفاته فيها وصفات اهلها. وما اعده الله فيهما لاهلهما اجمالا وتفصيلا. كل ذلك من الايمان باليوم الاخر قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره. الاصل مسألة الايمان. فاهل السنة يعتقدون ما جاء به الكتاب والسنة من ان الايمان هو تصديق القلب المتضمن اعمال الجوارح. فيقولون الايمان اعتقادات القلوب واعمالها واعمال الجوارح واقوال اللسان. وانها كلها لها من الايمان. الشرح شرع المؤلف رحمه الله في في بيان الاصل الرابع من اصول الاعتقاد وهو مسألة الايمان. وخصها رحمه الله بالذكر وجعلها اصلا من اصول الاعتقاد. لان هناك فرقا قد ضلت في هذا الاصل العظيم. وخالفت الطريق المستقيم نجد علماء الامة يخصون هذه المسألة بالذكر في كتبهم فهذا شيخ الاسلام رحمه الله نجده كثيرا ما عن هذه المسألة. فانظر الى المجلد السابع من مجموع الفتوى وله. تجده خصص لهذه المسألة فقط. وقول قولوا رحمه الله فاهل السنة يعتقدون بما جاء به الكتاب والسنة سنة من ان الايمان هو تصديق القلب. الى اخره هنا بين رحمه الله اعتقاد اهل السنة في الايمان فقوله الايمان هو تصديق القلب. اي اعترافه وقوله كما قال شيخ الاسلام في الواسطية الايمان قول قلبي واللسان. وعمل القلب واللسان والجوارح. وقوله المتضمن لاعمال الجوارح. لان الجوارح شاهدة على ما في القلب من ايمان. فمتى امتلأ القلب بالايمان؟ خضعت الجوارح فارحوا وسكنت لخالقها. فركعت وسجدت وقامت وقعدت فيكون عملها ايمانا شرعا. لان الحامل لهذه الاعمال هو الايمان. وقوله فيقولون الايمان اعتقادات القلوب واعمالها. عمل القلوب تحركها وارادتها مثل الاخلاص في العمل. فهذا عمل القلب. وكذا التوكل الرجاء والخوف والصبر والخشية والانابة. وغيرها من اعمال القلوب وقوله واعمال الجوارح واقوال اللسان وانها كلها من الايمان. هنا يريد ان يرد على الذي حين قالوا بان الايمان قول فقط. ويخرجون الاعمال عن اما الايمان كالمرجئة وغيرهم. قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره وان من اكملها ظاهرا وباطنا فقد اكمل الايمان. ومن انتقص شيئا منها فقد انتقص من ايمانه الشرح قوله رحمه الله وان من اكملها ظاهرا وباطنا فقد اكمل الايمان. مراده رحمه الله الله ان من قام بما امر الشارع به. فجاء بالاعمال كالصلاة والزكاة من الاعمال الظاهرة. وكذلك جاء اعمال الباطنة كالاخلاص والخشية والانابة والتوكل والصبر وغير ذلك من الاعمال الباطنة. فانه قد كمل ايمانه ذلك فالاعمال الظاهرة والباطنة تصدق الايمان. وقول رحمه الله ومن انتقص شيئا منها فقد انتقص من ايمانه وذلك لان الايمان كما هو عند اهل السنة يزيد وينقص يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. فكلما كان العبد اوامر الله اتقى. كان الايمان في قلبه اقوى فلذا قال الشيخ رحمه الله عند تعليقه على حديث سفيان ابن عبد الله الثقفي رضي الله عنه. وفيه قلت يا رسول الله قل لي في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا بعدك. قال قل امنت بالله ثم استقم. قال رحمه الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم بهذه الوصية الجامعة ان العبد اذا اعترف بالايمان ظاهرا وباطنا. ثم استقم قام عليه قولا وعملا فعلا وتركا. فقد كمل امره واستقام اعلى الصراط المستقيم. ورجي ان يدخل مع من قال الله فيهم ان الذين قالوا ربنا الله ثم ما استقاموا تتنزل عليهم. تتنزل عليه الا تخافوا ولا تحزنوا وابشر وابشروا بالجنة التي كنتم قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره. وهذه الامور بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله. وادناها اماطة الاذى عن طريق والحياء شعبة من الايمان. الشرح قول قولوا رحمه الله وهذه الامور بضع وسبعون شعبة. الى اخره مراده بالامور هنا امور الايمان الظاهرة والباطنة التي قد بيناها سابقا. ودليله رحمه الله قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم الايمان بضع وسبعون شعبة. اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق. والحياء شعبة من ايمان فهذا الحديث شامل لاعمال القلب واللسان الجوارح التي هي من الايمان. فقول اللسان ظاهر في قول لا اله الا الله. وعمل الجوارح في اماطة الاذى عن الطريق وعمل القلب هو الحياء. الذي هو انكسار قلبي يصيب الانسان ويعتريه عند وجود ما يستلزم الحياء قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ويرتبون عليه هذا الاصل ان الناس في الايمان درجات. مقربون واصحاب يمين وظالمون لانفسهم. بحسب مقاماتهم من الدين والايمان. الشرح قوله رحمه الله ويرتبون على هذا الاصل. ان الناس في الايمان درجات الى اه اه دليله رحمه الله تعالى قوله تعالى عبادنا فمنهم ظالم لنفسه فهذه الاية بينت مراتب الناس في الايمان. قال رحمه الله ولهذا كان المؤمنون ثلاث مراتب. مرتبة السابقين ومرتبة المقتصدين ومرتبة الظالمين. وكل واحدة من هذه المراتب بيضاء اهلها متفاوتون تفاوتا كثيرا. والعبد المؤمن في نفسه له احوال واوقات تكون اعماله كثيرة قوية واحيانا بالعكس. وكل هذا من زيادة الايمان ونقصه وقوته وضعفه. وقال ايضا ولهذا كانوا ثلاث درجات. سابقون مقربون. وهم الذين قاموا بالواجبات والمستحبات. وتركوا المحرمات والمكروهات فضول المباحات. ومقتصدون وهم الذين قاموا بالواجبات وترك كل محرمات. وظالمون لانفسهم وهم الذين تركوا بعض واجبات قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره وانه يزيد وينقص. فمن فعل محرما او ترك واجبا نقص ايمانه الواجب ما لم يتب الى الله. الشرح قوله رحمه الله وانه يزيد وينقص. الى اه اه هذا مجمل اعتقاد اهل السنة في زيادة ونقصان الايمان وقد خالفهم في هذا طائفتان. الاولى المرجئة الذين يقولون ان الايمان هو الاقرار بالقلب ما عدا ذلك فليس من الايمان. ولهذا كله الايمان عندهم لا يزيد ولا ينقص. فايمان العاصي كايمان جبريل ولذا يقولون لا يضر مع الايمان معصية. ولا ينفع مع الكفر في طاعة فالزاني والسارق وشارب الخمر والعصاة عموما عندهم اه ميل الايمان. الثانية الخوارج والمعتزلة قالوا ان الاعمال داخلة في مسمى الايمان. بل هي شرط في بقائه. فمن فعل معصية من كبائر الذنوب. فقد خرج من الايمان غير ان الخوارج تقول عنه كافر. والمعتزلة فيقولون فاسق. وكلاهما يقولون بانه مخلد في النار وسيذكر المؤلف مزيدا من التفصيل في هذه المسألة قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ويرتبون على هذا الاصل ان الناس ثلاثة اقسام منهم من قام بحقوق الايمان كلها فهو المؤمن حقا. ومنهم من تركها كلها فهذا كافر بالله تعالى. ومنهم من فيه ايمان وكفر وايمان ونفاق او خير وشر. ففيه من ولاية الله استحقاقه لكرامته. بحسب ما معه من الايمان. وفي فيه من عداوة الله واستحقاقه لعقوبة الله. بحسب ما ضيعه من الايمان. الشرح قوله رحمه الله ويرتبون على هذا الاصل العظيم. اي الاصل الرابع والمراد به مسألة الايمان. ان الناس ثلاثة اقسام منهم من قام بحقوق الايمان كلها فهو المؤمن حقا. والمراد بحقوق الايمان هنا. اصول الدين وفروعه وظاهره وباطنه قال الشيخ رحمه الله في قوله تعالى ان انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم واذا تليت اياته زادتهم ايمانا زادتهم ايمانا وعلى يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومن ما رزقناهم ينفقون. اولئك اولئك هم حقا. لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم قال فوصف الله المؤمنين بهذه الصفات ضمنت للقيام باصول الدين وفروعه وظاهره وباطنه. فانه وصفهم بالايمان به. ايمانا ظهرت اثاره في عقائدهم واقوالهم اعمالهم الظاهرة والباطنة. مع ثبوت الايمان في قلوبهم يزداد ايمانهم كلما تليت عليهم ايات الله. ويزداد خوفهم ووجلهم كل كما ذكر الله وهم في قلوبهم وسرهم متوكلون على الله ومعتمدون في امورهم كلها عليه. ومفوضون امورهم اليه وهم مع ذلك يقيمون الصلاة فرضها ونفلها. يقيمونها ظاهرا وباطنا. ويؤتون الزكاة وينفقون النفقات الواجبة والمستحبة ومن كان على هذا فلم يبق من الخير مطلبا. ولا من الشر مهربا. ولهذا هذا قال اولئك هم المؤمنون حقا. الذي حين يستحقون هذا الوصف على الحقيقة. ويحققون القيام به ظاهرا وباطنا انتهى وقوله رحمه الله ومنهم من تركها كلها فهو كافر بالله تعالى. اي ومن اقسام الناس هذا القسم الثاني. الذي ترك الايمان جملة وتفصيلا. فلم يؤمن باصول الدين كالايمان بالله وملائكته المرسلة واليوم الاخر وغيرها. وكذا فروعه الصلاة والزكاة والحج والصوم. وغير ذلك من امور الايمان الظاهرة والباطنة. وقوله رحمه الله ومنهم من فيه ايمان وكفر وايمان ونفاق وخير وشر. الى اخره. هذا هو القسم الثالث من من اقسام الناس وهو الذي جمع بين خصال الايمان وخصال الكفر. او الايمان وخصال النفاق. والمراد بالكفر والنفاق هنا الكفر العملي والنفاق العملي. اذ لو جمع في قلبه الكفر لاعتقادي والنفاق اعتقادي لم يكن في قلبه مثقال حبة خردل من ايمان. قال قال ابن القيم رحمه الله فصل وها هنا اصل اخر وهو ان الرجل قد يجتمع فيه كفر وايمان وشرك وتوحيد وتقوى وفجور ونفاق وهذا من اعظم اصول اهل السنة. وخالفهم فيه غيره من اهل البدع. كالخوارج والمعتزلة والقدرية. ومسألة خروج اهل اهل الكبائر من النار وتخليدهم فيها. مبنية على هذا الاصل وقد دل عليه القرآن والسنة والفطرة واجماع الصحابة. قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ويرتبون على هذا الاصل العظيم ان كبائر الذنوب وصغائرها التي لا تصل بصاحبها الى الكفر. تنقص ايمان العبد من غير ان من دائرة الاسلام. ولا يخلد في في نار جهنم الشرح قوله رحمه الله ويرتل على هذا الاصل العظيم. ان كبائر الذنوب وصغائرها التي لا تصل بصاحبها الى الكفر الى اخره. هذا فيه الرد على الخوارج الذي حين يكفرون اهل القبلة. من اصحاب الكبائر التي لا تصل بصاحبها الى الكفر فالمسلم عند اهل السنة والجماعة لا يكفر بمطلق المعاصي والكبائر. قال شيخ الاسلام في وصفه لاهل السنة وهم مع ذلك لا يكفرون اهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر كما يفعله الخوارج بل الاخوة الايمانية ثابتة مع المعاصي كما قال سبحانه وتعالى في اية القصاص وقال وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا اصلحوا بينهما. الى قوله اخوة فاصلحوا بين اخويكم ولا يصلبون الفاسق اعلى اسم الايمان بالكلية. ولا يخلدونه في النار كما تقوله المعتزلة. بل الفاسق يدخل في اسم الايمان. في مثل قوله تعالى فتحرير رقبة مؤمنة. الى ان قال رحمه الله ويقولون هو مؤمن ناقص الايمان. او مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته. فلا يعطى الاسم المطلق ولا يسلب مطلق الاسم قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ولا يطلق عليه الكفر كما تقول الخوارج. او ينفون عنه الايمان كما تقوله المعتزلة بل يقولون هو مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته فمعه مطلق الايمان. واما الايمان المطلق فنفي عنه. الشرح قوله رحمه الله ولا يطلقون عليه الكفر كما تقول الخوارج كما ذكرناه سابقا. او ينفون عنه الايمان كما تقوله المعتزلة ان المعتزلة يقولون هو فاسق وليس بكافر. مع موافقة الخوارج في تخليده في النار. فوافقوا اهل السنة مقالا وخالفوهم قال ولذا قال بل يقولون هو مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته. هذا هو قول اهل السنة والجماعة في مرتكب الكبيرة. فهم وسط بين الجهمية وبين المعتزلة والخوارج. فاهل السنة يقولون ان مرتكبي كبيرة ناقص الايمان. ولذا يسمى عند اهل السنة مؤمنا ناقص الايمان. وبعبارة اخرى يسمى مؤمنا بايمانه فاسقا بكبيرته او يقال مؤمن عاص اثم. وهو معرض نفسه للعقوبة وهو تحت مشيئة الله. اذا مات من غير توبة. ان شاء الله عفا عنه هو ان شاء عذبه بقدر ذنوبه. ولكنه لا يخلد في النار كما تقول المعتزلة والخوارج. بل يخرج منها بعد تطهيره من الذنوب والمعاصي. اما بشفاعة او بفضل الله ورحمته. وقوله رحمه الله فمعه مطلق الايمان. واما الايمان المطلق فينفى عنه الفرق بين المعنيين ان مطلق الايمان المراد به ان معه اصل الايمان لكن كماله مفقود. ففاعل الكبيرة مثلا يقال معه الايمان. اي الايمان موجود معه. ولكنه ناقص. اما الايمان المطلق فهو الايمان الكامل. وقد مر بنا قول شيخ الاسلام رحمه الله قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره وبهذه الاصول يحصل الايمان بجميع نصوص الكتاب والسنة. الشرح قوله رحمه الله وبهذه الاصول يحصل الايمان بجميع نصوصه الكتاب والسنة. المراد بالاصول هنا ذكرها في الاصل الرابع في مسألة الايمان. فمن قام بها على الوجه الاكمل. فقد حصل عند الايمان بجميع نصوص الكتاب والسنة. بخلاف من ضل كالجهمية والمعتزلة والخوارج. وغيرهم ممن ضل في مسألة الايمان قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ويترتب على هذا الاصل ان الاسلام يجب ما قبله. وان التوبة تجب ما قبلها وان من ارتد ومات على ذلك فقد حبط عمله. ومن تاب تاب كتب الله عليه الشرح قوله رحمه الله ويترتب على ثم يتوبون. ثم يتوبون من قريب فاولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما. وقوله تعالى ان الذين تابوا من بعد ذلك واصلحوا ان الله غفور رحيم. قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ويرتبون ايضا على هذا الاصل صحة الاستثناء الايمان فيصح ان يقول انا مؤمن ان شاء الله. لانه من الله تعالى تكميل ايمانه. فيستثني لذلك. ويرجو الثبات على ذلك الى الممات. فيستثني من غير شك منه بحصول اصل الايمان الشرح قوله رحمه الله ويرتبون ايضا على اهذا الاصل العظيم الاستثناء في الايمان. الى اخره. هذه المسألة العظيمة ساقها المؤلف لبيان قول اهل السنة في مسألة استثنائي في الايمان اي قول انا مؤمن ان شاء الله. وهذه المسألة الناس فيها على ثلاثة اقوال. منهم من يوجبه ومنهم من يحرمه ومنهم من يجيزه باعتبار ويمنعه باعتبار هذا هو اصح الاقوال في هذه المسألة. فالذين يحرمونه هم المرجئة والجهمية ونحوهم. ممن يجعل الايمان شيئا واحدا علمه الانسان من نفسه. كالتصديق بالرب ونحو ذلك مما في قلبه فمتى استثنى الانسان عندهم في ايمانه فقال انا مؤمن ان يا الله! فهو شاك فيه. اما الذين يوجبونه فهم الكلابية. اصحاب ابن كلاب. ووافقهم عليه كثير من اتباع الائمة. لكن هذا ليس قول احد من السلف. لا الائمة الاربعة ولا غيرهم. اما الذين يجيزون ذلك فهم اسعد الناس وذلك لموافقة قولهم نصوص الكتاب والسنة. فخير الامور فان اراد المستثني الشك في اصل ايمانه منع من الاستثناء وهذا مما لا خلاف فيه. وان اراد انه مؤمن من المؤمنين الذين وصفهم الله في كتابه ان انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم وعلى ربهم يتوكلون. الذي يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم. وغيرها من الآيات فالاستثناء حينئذ جائز. وكذلك من استثنى واراد عدم علمه العاقبة. وكذلك من استثنى تعليقا للامر بمشيئة الله. لا شك كان في ايمانه وهذا القول هو اقوى الاقوال. قال الشيخ السعدي الله في مختصره. ويرتبون ايضا على هذا الاصل. ان الحب بغض اصله ومقداره تابع للايمان. وجودا وعدما وتكميلا ونقصا ثم يتبع ذلك الولاية والعداوة. ولهذا من الايمان الحب فيه لله والبغض لله. والولاية لله والعداوة لله. الشرح قوله رحمه الله ويرتبون ايضا على هذا الاصل ان الحب والبغض الى اخره. هذه مسألة عظيمة جدا. فهي اساس من اسسها هذه العقيدة غفل عنها الكثير من الناس. حتى اصبح عنده اليهود والنصارى والسيخ وعباد البقر والبوذيون. وغيرهم من الوثنيين ان افضل من المسلمين. بل كم نسمع عن فلان وفلان من الناس تحببوا الى فلان الكافر ويتودد اليه ويدنيه منه. محبة لما عليه من الكفر بل اذا قام هذا الكافر واعلن اسلامه ترى هذا الشخص ويهينه ويبحسه حقه. وغير ذلك من المعاملة السيئة ونسي هذا ان الرضا بالكفر كفر. نعوذ بالله من الذل والخذلان وما ذكره المؤلف رحمه الله هو بيان لملة ابراهيم الخلق قال الله تعالى قد كانت لكم اسوة حسنة فيها ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم انا منكم ومما تعبدون من كفرنا بكم بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا حتى تؤمنوا بالله وحده لابيه الا قول ابراهيم لابيه لاستغفرن لك وما وما املك لك من الله ربنا عليك واليك انا بنى واليك المصير. فاوثق عرى الاسلام الحب في الله والبغض في الله. والموالاة في الله والمعاداة في الله والناس في هذه المسألة على ثلاث درجات. الاولى يحب من كل جانب. وهم المؤمنون الموحدون القائمون لله بحقه المجتنبون ما حرم الله. الثانية من يحب من جانب ويكره ويبغض من جانب. وهم العصاة من المؤمنين الثالثة من يكره ويعادى من كل جانب. وهم الكفار جميعهم قال شيخ الاسلام رحمه الله فاما الحمد والذم والحب والبغض والموالاة والمعاداة. فانما تكون بالاشياء التي انزل الله بها يا سلطانة وسلطانه كتابه. فمن كان مؤمنا وجبت موالاته من اي صنف كان ومن كان كافرا وجبت معاداته من اي صنف ان كان ثم ذكر جملة من الايات التي تدل على قوله. ثم قال ومن كان فيه ايمان وفيه فجور اعطي من الموالاة بحسنة بايمانه ومن البغض بحسب فجوره انتهى بتصرف. قال شيخ السعدي رحمه الله في مختصره ويترتب على الايمان ولا يتم الا بان يحب لاخيه ما يحب لنفسه. ويترتب على ذلك ايضا محبة اجتماع المؤمنين. ويحث على التآلف والتحابب وعدم التقارب الشرح قوله رحمه الله ويترتب على الايمان ولا يتم الا بان يحب لاخيه الى اخره هذا ايضا داخل في الايمان. فلا يتم ايمان العبد الا بما ذكره رحمه الله اه وقال ايضا حينما سئل عن حقوق المسلمين عليك قال رحمه الله الجواب قال الله تعالى فالواجب ان تتخذهم اخوانا. تحب لهم ثم تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك. وتسعى بحسب مقدورك فيما مصالحهم واصلاح ذات بينهم. وتأليف قلوبهم واجتماعهم على الحق المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره وتقوم بحق من له حق خاص. كالوالدين والاقارب والجيران والاصحاب والمعلمين. وقال ايضا وفي الصحيحين ايضا عن انس رضي الله عنه مرفوعا. لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه فيه ما يحب لنفسه. قال وذلك يقتضي ان تقوم بحقوق اخوانك المسلمين الخاصة والعامة. فانه من الايمان. ومن لم يقم بذلك احب لهم ما يحب لنفسه فانه لم يؤمن الايمان الواجب. بل نقص ايمانه بقدر ما نقص من الحقوق الواجبة عليه. قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره. ويبرأ اهل السنة والجماعة من التعصبات والتفرق والتباغض. ويرون ان هذه القاعدة من اهم قواعد الايمان ولا يرون الاختلاف في المسائل التي لا تصل الى كفر او بدعة موجبة للتفرق. الشرح قوله رحمه الله ويبرأ اهل السنة والجماعة من التعصبات والتفرق والتباغض. الى اخر كلامه رحيم رحمه الله هذه مسألة عظيمة. بل هي كما ذكر المؤلف رحمه الله من اهم قواعد الايمان. اذ بفهمها والعمل بمضمونها تحفظ بيضة هذا الدين وكيان الامة. وما حدث للامة من ضعف ووهن الا بتفريطهم في فهم هذه القاعدة. ولو نظرنا القرآن والسنة لوجدنا فيها الكثير مما يدعو الى عدم الفرقة ويدعو الى التآلف. قال الله تعالى واعتصموا بحبل الله وقال ايضا ولا تكن كونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما وقال ايضا ولا يزالون فجعل اهل الرحمة اثنين من الاختلاف. وقال صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان اهل الكتابين افترقوا في دينهم على وسبعين ملة وان هذه الامة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة. يعني الاهواء كلها في النار الا واحدة وهي الجماعة. فبين ان الله عليه وعلى اله وسلم ان عامة المختلفين هالكفا كون الا اهل السنة والجماعة. قال ابن ابي العز الحنفي في احيه للطحاوية. عند قول الامام الطحاوي. ونرى الجماعة حقا صوابا والفرقة زيغا وعذابا. قال فالناس اذا خفي عليهم اعظم ما بعث الله به الرسول اما عادلون واما ظالمون فالعادل فيهم الذي يعمل بما وصل اليه من اثار الانبياء ولا يظلم غيره. والظالم الذي يعتدي على غيره. واكثر انما يظلمون مع علمهم بانهم يظلمون. كما قال تعالى وما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعدما والا فلو سلكوا ما علموه من العدل قر بعضهم بعضا. ثم ذكر كلاما في مسائل الاختلاف والافتراق خلاصته ان الاختلاف والافتراق في الاصل قسمان. اختلاف تنوع واختلاف تضاد. اولا اختلاف التنوع. وهو انا وجوه منهما يكون كل واحد من القولين او الفعلين مشروعا كما في القراءات التي اختلف فيها الصحابة رضي الله عنهم ومثله اختلاف الانواع. كما في صفة الاذان والاقامة والاستفتاح ومحل سجود السهو ونحو ذلك مما قد شرع جميعه. وان كان بعض انواعه ارجح او افضل. ومنه ما يكون كل من القولين هو في المعنى القول الاخر. لكن العبارتين مختلفتان. كما يختلف كثير من الناس في الفاظ الحدود. وصوغ الادلة والتعبير عن المسميات ثم الجهل او الظلم يحمل على حمد احدى المقالتين وذم الاخرى والاعتداء على قائلها ونحو ذلك. وهذا النوع من الذم فيه واقع على من بغى على الاخر فيه. وقد دل القرآن على حمد كل واحدة من الطائفتين في مثل ذلك. اذا لم يحصل بغي كما في قوله تعالى لو تركتموها قائمة على اصولها وقد كانوا اختلفوا في قطع الاشجار. قطع قوم وترك اخرون. وكما في اقرار النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يوم بني قريظة من صلى العصر في وقتها ولمن اخرها الى ان وصل الى بني قريظة ثانيا اختلاف التضاد. وهو القولان المتنافيان. اما في الاصول واما في الفروع. عند الجمهور الذين يقولون ان المصيب واحد والخطب في هذا اشد. لان القولين يتنافيان. لكن ان تجدوا كثيرا من هؤلاء قد يكون القول الباطل مع منازعه فيه حق ما او معه دليل يقتضي حقا ما فيرد الحق مع الباطل. حتى يبقى مبطلا في البعض. كما كان الاول مبطلا في الاصل. وهذا النوع ما حمي فيه احدى الطائفتين وذمة الاخرى. قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ويترتب على الايمان محبة اصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. بحسب مراتبهم وعملهم. على الفضل والسوابق والمناقب وما فضلوا فيه على سائر الامة. الشرح قوله رحمه الله ويترتب على الايمان محبة اصحاب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. بحسب مراتبهم الى اخره. ساق المؤلف رحمه الله هذا الكلام لبيان ما يعتقده اهل السنة والجماعة في اصحاب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كأنه رحمه الله يريد ان يرد على الروافض والخوارج. فالروافض يقولون بتكفير اصحاب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وانه مرتد بعد موت النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم حتى ابو بكر وعمر لم يسلما من تكفيرهم قبحهم الله فلا يستثنون من الصحابة الا ال البيت. ونفرا قليلا ممن قالوا ان انهم من اولياء ال البيت. حتى ان غلاتهم كفروا علي ابن ابي طالب طالب وذلك لان عليا اقر الظلم والباطل حينما بايع ابا بكر وعمر وكان الواجب عليه انكار بيعتهما اما الخوارج فهم عكس الروافض. فقد كفروا عليا ومعاوية بن ابي سفيان وكل من لم يكن على طريقتهم. واستحلوا دماءهم اما اهل السنة والجماعة فهم وسط بين الطائفتين. قال شيخ الاسلام رحمه الله ومن اصول اهل السنة والجماعة. سلامة قلوب والسنتهم لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم كما وصفهم الله به في قوله تعالى ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا ولا تجعل في قلوبنا ربنا وطاعة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في قوله لا تسبوا اصحابي فولوا ابي نفسي بيده. لو ان احدكم انفق مثل احد ذهبا. ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه. ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة والاجماع من فضله قائلهم ومراتبهم. ويفضلون من انفق من قبل الفتح وهو صلح الحديبية وقاتل على من انفق من بعد وقاتل يقدمون المهاجرين على الانصار. ويؤمنون بان الله قال لاهل بدر وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر. اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم لكم وبانه لا يدخل النار احد بايع تحت الشجرة ما اخبر به النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. بل لقد رضي الله عنهم ورضوا عنه. وكانوا اكثر من الف واربعمائة الى اخر ما قاله رحمه الله. قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ويدينون بمحبتهم ونشر فضائلهم. ويمسكون ما شجر بينهم وانهم اولى الامة بكل خصلة حميدة واسبقهم الى كل خير. وابعدهم من كل شر. الشرح قوله رحمه الله ويدينون بمحبتهم ونشر فضائلهم. الى اه اه خيرة اي من الدين محبة الصحابة ونشر فضائلهم لان محبتهم من محبة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ومحبة رسول الله من محبة الله. اما نشر فضائله فتتمثل في كونهم من اصدق الناس. وانصحهم واحسنهم اخلاقا وادبا. بل هذه الصفات وغيرها من الصفات الحميدة. لا توجد عند غيرهم. قال الشيخ رحمه الله في سؤال وجواب في اهم مهمات حينما سئل عن الواجب نحو الصحابة فقال من تمام من الايمان برسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ومحبته محبة اصحابه بحسب مراتبهم في الفضل والسبق. والاعتراف بفضائلهم التي فاقوا فيها جميع الامة. وان تدين الله بحبهم ونشر فضائلهم. وتمسك عما شجر بينهم. وتعتقد انهم اولى الامة بكل خصلة حميدة. واسبقهم الى كل خير. وابعده عن كل شر وانهم جميعا عدول مرضيون قوله رحمه الله ويمسكون عما شجر بين الصحابة الى اخره اي ان اهل السنة والجماعة طريقتهم الامساك عما شجر بين الصحابة لما في ذلك من توليد العداوة والبغضاء والحقد على احد الطرفين وذلك من اعظم الذنوب. والواجب حب الجميع والترضي عنهم والترحم عليهم. والاعتراف بفضائلهم. قال شيخ السعدي رحمه الله في مختصره ويعتقدون ان الامة لا تستغني عن عن امام يقيم لها دينها ودنياها. ويدفع عنها عادية تدين الشرح وقوله رحمه الله ويعتقدون ان ان الامة لا تستغني عن امام. الى اخره. قال في سؤال وجواب في اخر هم المهمات نعتقد ان نصب الامام فرض كفاية فان الامة لا تستغني عن امام يقيم لها دينها ودنياها يدفع عنها عادية المعتدين. ويقيم الحدود على الجناة. ولا تتم امامة الا في المعروف في غير معصية. والجهاد ماض مع البر والفاجر ويعانون على الخير وينصحون عن الشر. قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ولا تتم امامته الا بغير معصية الله تعالى. الشرح قوله رحمه الله ولا تتم امامته الا بغير معصية الله. الى اخره هذا مما جاءت به نصوص الكتاب والسنة. فاهل السنة جماعة يرون ان طاعة ولي الامر واجبة وان كان فاسقا بشرط الا يخرجه فسقه الى الكفر البواح. الذي عندنا في فيه من الله برهان. فهذا لا طاعة له. بل يجب على الامة ازا عن تولي امر المسلمين. ودليل اهل السنة على وجوب طاعة الايمان كثيرة. منها قوله تعالى يا رسول واطيعوا الرسول واولي الامر من وعن عبد الله ابن عمر عن النبي صلى الله الله عليه وعلى آله وسلم انه قال على المرء المسلم السمع والطاعة فيه ما احب وكره الا ان يؤمر بمعصية فاذا امر بمعصية فلا ولا طاعة. والامامة هنا ليست قاصرة على الملوك والرؤساء بل هي شاملة قادتهم في تنظيم شؤون الدنيا. وفي قامتي معالم الدين ونشره بين الناس. فيدخل في ذلك الامام اعظم والقضاة والامراء وجميع من لهم ولاية عامة او خاصة قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ويرون انه ولا يتم الايمان الا بالامر بالمعروف. والنهي عن المنكر باليد والا باللسان والا فبالقلب. على حسب مراتبه الشرعية وطرقه المرعية. الشرح. قوله رحمه الله ويرون انه لا يتم الايمان الا بالامر بالمعروف. والنهي عن المنكر الى اخره. ذلك لان الله وصف هذه الامة بذلك قال تعالى اخرجت للناس في معروف وتنهون. وتنهون عن المنكر وقوله تعالى والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء وبعض يأمرون بالمعروف وينهون عن وقوله رحمه الله لا اي لا يكمن ايمان العبد الا بذلك. وقوله رحمه الله باليد والا باللسان والا بالقلب. هذه تغيير المنكر الثلاث. دليلها قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم من رأى منكم منكرا فليغير بيده. فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان. وقوله رحمه الله على حسب مراتبه الشرعية. اي التي ذكرناها انفا وهي مرتبة التغيير باليد. ومرتبة التغيير باللسان ومرتبة التغيير بالقلب. وقوله رحيم رحمه الله وطرقه المرعية. اي الطرق التي رعاها ووضعت كضوابط للامر النهي فمن هذه الضوابط الاول ان يكون والناهي عن المنكر عالما بما يأمر به الثاني ان يكون قادرا على ذلك فان علم يقينا انه قد يلحقه اذى في ما له او نفسه او اهله فلا يجب عليه لان جميع واجبات مشروطة بالقدرة والاستطاعة. الثالث الا يترتب على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مفسدة اعظم من السكوت. وبهذا يكون انكار المنكر اربع درجات. الاولى ان يزول ويخلفه ضده فهذا مشروع بل هو واجب شرعا. الثانية ان يقل المنكر وان لم يزل من جملته فهذا ايضا واجب شرعا. الثالثة ان يخلفه ما هو مثله من منكر. فهذا محل نظر واجتهاد الرابعة ان يخلفه ما هو شر منه هذا محرم. قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره وبالجملة فيرون القيام بكل الاصول الشرعية على الوجه الشرعي من تمام الايمان والدين. ومن امام هذا الاصل. الشرح. قوله رحمه الله وبالجملة فيرون القيام بكل الاصول الشرعية. الى اه خيري. اي التي ذكرها المؤلف والتي لم يذكرها وجعلها اهل العلم اصولا شرعية. وقوله على الوجه الشرعي اي الذي جاءت به نصوص الكتاب والسنة. واجماع المسلمين وغيره. من تمام الايمان. اي لا يتم ايمانك العبد الا بالقيام بكل الاصول الشرعية. فمن قال بهذه الاصول الشرعية الصحيحة المحكمة. فهو المؤمن حقا فان فاقد الايمان بها لا خير فيه. لانه اذا عدم الايمان فاما ان يكون الانسان احواله كلها شر وضرر على نفسه او على مجتمعه الذي يعيش فيه. او يكون الانسان فيه بعض خير الذي قد انغمر بالشر. وغلب شره خيرا قال الشيخ رحمه الله والمصالح اذا غمرت واضمحلت في المفاسد صارت شرا. لان الخير الذي معه يقابله شر النظر فيتساقطان. ويبقى الشر الذي لا مقابل له من الخير يعمل به. قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره الاصل الخامس. طريقهم في العلم والعمل وذلك ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ويلزمون الا طريق الله والى كرامته. الا بالعلم النافع والعمل الصالح فالعلم النافع هو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه على آله وسلم. مجتهدون في معرفة معانيها والتفقه فيها اصولا وفروعا. الشرح قوله رحمه الله الاصل الخامس. طريقهم في والعمل بعد ان انتهى المؤلف رحمه الله من بيان طريق اهل السنة والجماعة العقدية والعملية. بدأ في بيان طريقتهم في العلم والعمل. فقال رحمه الله وذلك ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ويلزمون ان لا طريق الى الله. اي لا طريق موصل الى الله تعالى والى كرامته. اي ما يكرم به الرب العبد من كرامات حس او معنوية. فالحسية ما يجريها الله تعالى على يديه كما جرى للاولياء من هذه الامة. والتكريم المعنوي هو ما يحصل لنفس الانسان من الراحة والانس بالله ومحبته ومحبة ما شرعه لعباده هذا اعظم كرامة يكرم بها الله العبد. بل واعظم من ذلك تكميل عبودية الله الظاهرة والباطنة العلمية والعملية القولية والفعلية والمالية لا يتم ذلك الا بامرين. ذكرهما المؤلف رحمه الله فقال الا بالعلم النافع والعمل الصالح. اما علم نافع فقد وضحه المؤلف بقوله هو ما جاء به الرسول قولوا صلى الله عليه وعلى اله وسلم. من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لا قوله فهذا طريقهم في العلم. اما العمل الصالح فقد بينه رحمه الله بقوله فانهم الى الله تعالى بالتصديق والاعتراف التام بعقائد الايمان. التي هي اصل العبادات واساسها فالعمل الصالح اي المصلح للقلوب والاخلاق والدنيا والاخرة فاذا خلا هذا العمل من الصلاح خربت عقل قائد البشر. وبخراب العقائد تخرب الدنيا. ولذا قيده رحمه الله بالصالح. اما الاعمال الفاسدة فهي في الحقيقة خراب للافراد والمجتمعات. وما اكثر تراها في هذا الزمان. فما اكثر الذين يدعون الى والعقدي والاخلاقي. ويظنون بذلك كانهم يحسنون صنعا. قال تعالى في وصفهم اعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا ها وهم وهم يحسبون انهم صنعا بايات ربهم ولقائه بايات ربهم ولقائه فحبطت اعمالهم فحبطت اعمالهم فلا نقيم لهم يوم قيامة فلا نقيم لهم يوم القيامة ازنا وقوله مجتهدون في معرفة معانيها اي معرفة معاني الكتاب والسنة. وما صلوا عليه هذه المعاني. والتفقه فيها لانها اصل من اصول التشريع. الذي يستمد منه الفقه في الدين قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ويسلكون جميع طرق الدلالات فيها. دلالة المطابقة ودلالة التضمن ودلالة الالتزام. ويبذلون قواهم في ادراك ذلك. بحسب ما اعطاهم الله. الشرح قوله رحمه الله ويسلكون جميع طرق الدلال الصلاة فيها دلالة المطابقة ودلالة التضمن ودلالة التزام اي اهل السنة مسلكهم في الادلة لجميع الدلالات. فان كان الدلالة الكتاب والسنة على جميع المعنى فهي دلالة مطابقة. وان كانت على بعضه فدلالة تضمن. وان كانت على توابع الحكم من شروط وتتمات فدلالة التزام. فخرج من قوله رحمه الله هذا شمول العمل بالسنة وقوله رحمه الله ويبذلون قواهم في ادراك ذلك بحسب ما اعطاهم الله. اي ان اهل السنة يبذلون ما فيه بوسعهم وما اعطاهم الله تعالى من علم وادراك وقوة سواء بالنظر الى اقوال اهل العلم او بالذهاب اليهم. وسؤالهم عما اشكل عليهم في الكتاب الكتاب والسنة. قال ابن سعدي رحمه الله في بيان دلالة التضمن والالتزام والمطابقة. والدلال من الكتاب والسنة ثلاثة اقسام. دلالة مطابقة ما طبقنا اللفظ على جميع المعنى. ودلالة تضمن اذا استدللنا باللفظ على بعض معناه. ودلالة التزام اذا استدللنا بلفظ الكتاب والسنة ومعناهما لا توابع ذلك ومتمماته وشروطه. وما لا يتم ترك المحكوم فيه او المخبر عنه الا به. قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ويعتقدون ان هذه هي العلوم هي وما تفرع عليها من صحيحة ومناسبات من حكمية وكل علم اعان على ذلك او وازره او ترتب عليه. فانه علم شرعي. كما آآ انما هو علم باطل. فهذا طريق في العلم. الشرح قوله رحمه الله ويعتقدون ان هذه هي العلوم النافعة. اي من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى على آله وسلم. هي وما تفرع عليها من صحيحة. ذلك لان القياس احد الادلة التي تثبت بها الاحكام الشرعية. ومناسبات حكمية اي ما تناسب مع هذه العلوم النافعة من احكام وكل علم اعان على ذلك او وازره او عليه فانه علم شرعي. حد العلم ما قامت عليه الادلة والبراهين. والنافع من هذا العلم ما تعلق بالدين وكان من العلوم المعينة عليه. فهذه الحادثة التي استخدمها الداعون الى الله تعالى هي من العلوم النافعة. بل هي من العلوم فرعية فهي معينة على الدين وقوة المسلمين قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله والعلم النافع هي العلوم الشرعية. وما اعان عليها من العلوم العربية بان ومن العلوم الشرعية تعلم الفنون المعينة على الدين. وعلى قوة المسلمين وعلى الاستعداد للاعداء للمقاومة والمدافعة انها داخلة في الجهاد في سبيل الله. وقوله رحمه الله كما ان ما ضاده وناقضه هو علم باطل الضمير في ضاده يعود على العلم الشرعي فكل علم ناقض العلوم الشرعية وضادها علم الكلام والفلسفة والعلوم المخالفة للدين التي سماها اهلها رقيا وتقدما. وغيرها من العلوم التي تضر بالافراد والمجتمعات. كلها علو باطلة. وان زخرفها اهلها بالمسميات وروجوا لها بانها من الثقافة العصرية ونحو ذلك كل هذه العلوم باطلة. مضادة للعلوم الشر نافعة. قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره واما طريقهم في العمل فانهم يتقربون الى الله تعالى بالتصديق. والاعتراف التام بعقائد ايمان التي هي اصل العبادات واساسها الشرح قوله رحمه الله واما طريقهم في العمل فانهم الى اخره بعد ان ذكر رحمه الله طريقة اهل السنة في العلم. بعد جاء في بيان طريقتهم في العمل. فان منهجهم فيه هو التقوى التقرب الى الله تعالى. مع الاذعان والتصديق والاعتذار بعقائد الايمان. التي بينها رحمه الله في هذه الرسالة فان هذه العقائد هي اصل العبادات واساسها. وما عداها فرع على هذه الاصول قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ثم يتقربون الى الله باداء فرائض الله. المتعلم بحقه وحقوق عباده. مع الاكثار من النوافل وبترك المحرمات والمنهيات تعبدا لله تعالى الشرح قوله رحمه الله ثم يتقربون الى الله باداء فرائض الله المتعلقة بحقه فالصلاة والزكاة والحج والصوم والجهاد في سبيله والامر بالمعروف والنهي عن المنكر. وغيرها من الفرائض التي هي حق خالص لله تعالى. اما فرائض المتعلقة بحقوق عباده. فهي كحقوق الوالدين وكذا صلة الارحام وحقوق الجار وزيارة المريض وتشميت العاطس. وتشييع الجنائز وغيرها. مما هو حق محض للعباد قوله رحمه الله مع الاكثار من النوافل. وبترك المحرمات والمنهيات كنا فيلة الصلاة والصوم والحج والعمرة والصدقة وغيرها من النوافل المشروعة. بل من صفتهم ايضا انهم يتركون المحرمات. التي افاضت بها نصوص الكتاب والسنة. وكذلك المنهيات. وقوله تعبدا لله تعالى. اي ليس عبادة بدون قصد ونية بل عبادة لله تعالى. فالعبد واذا فعل المأمور وترك المحظور. تعبدا لله اجر عليه فكأن المؤلف رحمه الله يريد على ان تكون اعمالنا كلها بنية كي نؤجر على ذلك. قال الشيخ السعدي رحمه الله في مصاريه ويعلمون ان الله لا يقبل الا كل عمل خالص لوجهه الكريم. مسلوكا فيه طريق النبي الكريم ويستعينون بالله في سلوك هذه الطرق نافعة التي هي العلم النافع والعمل الصالح الموصل الى كل خير وفلاح وسعادة عاجلة واجلة والحمدلله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه. وسلم تسليما كثيرا. الشرح. قوله رحمه الله ويعلمون ان الله لا يقبل الا كل عمل من خالص لوجهه الكريم. بعد ان بين رحمه الله الاصول الجامعة لمنهج اهل السنة والجماعة وبين سلوكهم في العلم والعمل بين ان هذا لا يقبل الا بشرطين. الاول الاخلاص الله تعالى الثاني اتباع النبي صلى الله عليه على آله وسلم. قال رحمه الله هاتان قاعدتان وهي الاخلاص والمتابعة. شرط لكل عبادة ظاهرة وباطنة. فكل عمل لا يراد به وجه الله فهو باطل. وكل عمل لا يكون على سنة رسول الله فهو مردود. فاذا اجتمع للعمل الاخلاص للمعبود وهو ان يراد بالعمل وجه الله وحده. والمتابعة الرسول وهو ان يكون العمل قد امر به. فهو العبد امل المقبول. وقوله رحمه الله ويستغفر اعينونا بالله في سلوك هذه الطرق. الى اخره اي ان اهل السنة والجماعة عند سلوكهم حقوقا نافعة. يعلمون انه لا بد من الاستعانة بالله للحصول على العلم النافع والعمل الصالح. ولذا قولون دائما. اياك نعبد واياك نستعين اي نستعين بك على مصالحنا الدينية والدنيوية فانت المعين على ذلك ولذا قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم لمعاذ لا تدعن ان تقول دبر كل صلاة اللهم اعني على هاديك ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. فالعبد محتاج الى ربه في كل شيء. في عبوديته له. وفي حياته التي يعيشها. هو دائما في حاجة الى به ان يعينه عليها. اسأل الله تبارك وتعالى ان يعيننا على ما فيه الخير والفلاح لنا في الدنيا والاخرة اخرة انه سبحانه جواد كريم اخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين