المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم لكم قراءة تفسير السعدي. بسم الله الرحمن الرحيم. يقول تعالى مبينا لفضل القرآن وعلو قدره انزلناه في ليلة القدر. كما قال تعالى انا انزلناه في ليلة مباركة. وذلك ان الله تعالى ابتدأ انزاله في رمضان في ليلة القدر ورحم الله بها العباد رحمة عامة. لا يقدر العباد لها شكرا. وسميت ليلة القدر قدرها وفضلها عند الله. ولانه يقدر فيها ما يكون في العام من الاجال والارزاق. والمقادير القدرية ثم فخم شأنها وعظم مقدارها فقال اي فان شأنها جليل وخطرها عظيم اي تعادل في فضلها الف شهر فالعمل الذي يقع فيها خير من العمل في في شهر خالية منها وهذا مما تتحير فيه الالباب وتندهش له العقول. حيث من تعالى على هذه الامة الضعيفة القوة والقوى بليلة يكون العمل فيها يقابل ويزيد على الف شهر. عمر رجل معمر عمرا طويلا نيفا وثمانين سنة تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر. تنزل الملائكة الروح فيها ان يكثر نزولهم فيها من كل امر. سلام هي اي سالمة من كل افة وشر. وذلك لكثرة خيرها. اي مبتداها من غروب الشمس ومنتهاها طلوع الفجر. وقد تواترت الاحاديث في فضلها وانها في رمضان. وفي العشر الاواخر منه. خصوصا في اوتاره وهي باقية في كل سنة الى قيام الساعة. ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف ويكثر من التعبد في العشر الاواخر من رمضان رجاء ليلة القدر والله اعلم