نسأل الله للجميع التوفيق والهداية وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه باب ملاطفة اليتيم والبنات وسائر الضعفة والمساكين والمنكسرين والاحسان اليهم والشفقة عليهم تواضعي معهم وخفض الجناح لهم. قال الله تعالى واخفض جناحك للمؤمنين. وقال تعالى واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا وقال تعالى فاما اليتيم فلا تقهر واما السائل فلا تنهر. وقال تعالى ارأيت الذي يكذب بالدين؟ فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين وعن سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ستة نفر فقال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم واطرد هؤلاء لا يجترئون علينا وكنت انا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلال ورجلان لست اسميهما فوقع في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله ان يقع دفن نفسه فانزل الله تعالى ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه وعن ابي هبيرة عايد بن عمرو المزني وهو من اهل بيعة رضوان رضي الله عنه ان ابا سفيان اتى على سلمان وصهيب وبلال ان في نفر فقالوا ما اخذت سيوف الله من عدو الله ماخذها فقال ابو بكر رضي الله عنه اتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال يا ابا بكر لعلك اغضب فهم لان كنت اغضبتهم لقد اغضبت ربك فاتاهم فقال يا اخوتاه اغضبتكم؟ قالوا لا يغفر الله لك يا اخي. رواه مسلم وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا وكافل اليتيم في الجنة هكذا جار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما. رواه البخاري. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله واله واصحابه من اهتدى به. اما بعد هذه الايات والحديثان كلها تتعلق بالحج والترغيب في خصلة الجناح للمؤمنين رحمة اليتيم والمسكين وعدم التكبر والتجبر هكذا يجب على اهل الايمان ان يكونوا متواضعين مع اخوانهم قافظا للجناح ولا سيما مع الفقير والمسكين واليتيم والمريظ او من له ومن به عاهة قد ينفر منه الناس او ما اشبه ذلك. وهكذا من ليس له جماعة تحميه كل هذا من شأن المؤمنين ان ويرحموه ويكون قوة له وسدادا له ولهذا قال جل وعلا واخفض جناحك للمؤمنين هكذا ينبغي للمؤمنين ان يكونوا اهل تواضع وخوفي على اهل اخوانهم ولو كانوا فقراء وهكذا قوله جل وعلا ارأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام نفسه يدع يدفعه ولا يبالي به ولا يرحمه تكبرا وتعاظما قال جل وعلا واصبر نفسك يعني احبسها يخاطب نبيه صلى الله عليه وسلم ما عليه ان يدعون ربهم بالغداة والعشي من الوجهين مع الفقراء وكانت نزلت في سعد ابن ابي وقاص بلال وابن مسعود واشباهه من الفقراء فقراء المهاجرين لما طلبت قريش ابعادهم منه امره الله ابعاده من امره الله ان يحبس نفسه معهم وان يتواضع لهم والا يطيع فيهم هؤلاء الكفرة ويقول صلى الله عليه وسلم انا وكافل اليتيم كهاتين واشار باسمه عليه السبابة والوسطى المقصود بان المشروع للمؤمنين والواجب عليهم التواضع وعدم التكبر والتلطم بالمساكين والفقراء والايتام والاحسان اليهم ورحمة حالهم ودفع الظرر عنهم ولما قدم ابو سفيان المدينة لطلب تأكيد الصلح بينه وبين اهل مكة في الهدنة التي بين النبي وبين اهل مكة التي تمت يوم الحديبية وكانت بني بكر قد خانت ما زالت خزيمة وهم في حزب النبي عليه الصلاة والسلام فجاء ابو سفيان ليؤكد الصلح فلم يكلمه النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه بعض الصحابة كصهيب وغيره ما اخذت سبل الله من عدو الله ما اخذها هذا هو ابو بكر اتقولون هذا لسيد قريش لان ما سمع ذكر ذاك الوقت كبير في قريش وكبيرهم هو اللي ترأس غزوة احد الاحزاب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لان كنت اغضبته يعني هؤلاء الفقراء لقد غضبت ربك فاتاه ابو الصديق وقال يا اخوتاه قد اغضبتم قالوا لا يغفر الله لك والشاهد من قوله صلى الله عليه وسلم لان كنت اقربتها فقد اغضبت ربك هذا فيه دلالة على ان رحمة المساكين والاحسان اليهم والتلطف بهم مما يرضي الله وان سبهم او الغلظة عليهم او التجبر عليهم او جفائهم او الاساءة اليهم مما يغضب الله سبحانه وتعالى