بهذه الرسالة يسأل في آآ احد اسئلته عن صلاة الخسوف كيفيتها والدعاء المستحب فيها. وما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من هدي في ذلك انصح هذا السائل ان يقرأ في بعض كتب الحديث كالصحاح مثلا البخاري صحيح مسلم او السنن والكتب المؤلفة من هذه الصحاح وغيرها في الحديث وسيجد تفصيلا لهذا وصفة هذه الصلاة باختصار ان يكبر المصلي واحدا او جماعة ثم يقرأ الفاتحة بعد دعاء الاستفتاح الاستعاذة ويقرأ قراءة مطولة ثم يركع رفوعا طويلا ثم يرفع قائلا سمع الله لمن حمده اذا كان منفردا او اماما وقائلا ربنا ولك الحمد اذا كان مأموما والامام والمنفرد يقول بعد سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم يقرأ الفاتحة مرة اخرى ويقرأ قراءة مطورة دون التي قبلها ثم يركع ركوعا طويلا اقل من الركوع الاول ثم يرفع سيقف وقوفا طويلا قريبا من ركوعه ثم يسجد سجدتين ثم بعد ذلك وتقول السجدتان طويلتين ثم يرفع ويقرأ الفاتحة ثم يقرأ سورة او قراءة مطولة دون القراءة التي سبقت ثم يركع ركوعا طويلا دون السابق ثم يقوم ويقرأ قراءة للفاتحة قرآنا سواها ثم يركع ركوعا دون سابقة ثم يرفع ثم يسجد سيدتين دون السجدتين السابقتين فهذه اربع ركوعات واربع سجودات هذا هو اصح ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف ورد زيادة ركوعات لكن ذلك هو المشتهر والثابت في الصحاح والسنن اما ما يدعو فيها فان الانسان يدعو بما احب ومن انفع واولى ما يكون المصلي مهتما به ما يتعلق بدينه والحفاظ عليه القيام بالاوامر والالتفاف عن النواهي وتذكر الساعة وما يطرأ على الناس فيها من اهوال وما يحل به من كرب واسباب تنفيسه ثم يجتهد كثرة الدعاء والابتهال والتضرع الى الله جل وعلا. ومعلوم ان صلاة الكسوف واجبة على مسلمين وهو وجوب كفاية ليس بفرض عين على كل فرد لكن لا يجوز لهم ان يتركوها وان يتفق اهل بلد على تركها فان هذا بعد عن هدي النبي عليه الصلاة والسلام. وتعطيل لسنته وقد كان عليه الصلاة والسلام يهتم بصلاة الكسوف ويشدد في امرها ويأمر الناس بالفزع اليها اذا رأوا الكسوف وقد كان العرب في الجاهلية يظنون ان خسوف الشمس والقمر يحدث لموت عظيم من عظماء البشر او لحياته ولهذا لما كسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي مات فيه ابنه ابراهيم قال الناس كثفت الشمس لموت ابراهيم قام النبي فزعا كانه يخشى ان تكون الساعة هذا في ظاهر الامر الذي ظهر لمن رأى حركته والا هو لم يقل اني اخشى ان تكون الساعة صلوات الله وسلامه عليه وهو يعلم ان يعلم ان الساعة لن تكون في ذلك الوقت لانه اخبر ان دينه سيبلغ ما بلغ الليل والنهار وان ملك امته سيبلغ المشرق والمغرب فهو قطعا لم يخشى في تلك اللحظة ان كسوف الشمس هو الساعة لكن الناقلة للخبر فسر ما رأى من خروج النبي بفزع وخشية انه كأنه يخشى الساعة ولم يقل انه قام يخشى الساعة فقد يلتمس هذا على من يسمع الحديث او يقرأه ان النبي ما كان يدري ان الساعة لن تقع في وقته بل هو كان عليه الصلاة والسلام يعلم لان السنة تفسرها السنة. وقد اخبر ان ملك امته سيبلغ مشرق الدنيا ومغربها وان دينه سيبلغ ما بلغ الليل والنهار وهو في تلك الحال لم يبلغ الملك لامته ما اشار اليه ولم ينتشر دينه انتشار الليل والنهار فالسنة المتعينة على العموم وليست على الافراد فقط على العموم ان يصلوا صلاة الخسوف اذا رأوا شيء من ذلك في القمر او الشمس حتى يتجلى ما بهم بهذه الصفة التي ذكرت والافضل ان يطيلوا القراءة يعني يقرأ الانسان في الركعة الاولى ما قدر عليه فقد يقرأ المصلي عدة اجزاء من القرآن في صلاة الكسوف ولا يليق بمن كان في حال كسوف ان يصلي صلاة من حيث الكيفية بما ذكرت اي اربع ركوعات واربع سجودات وانما يقرأ قراءة قصيرة بل السنة ان يجمع بين هذه القراءة هذا هذه الكيفية القراءة الطويلة والله اعلم