المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم لكم قراءة تفسير السعدي. بسم الله الرحمن الرحيم. اذا زلزلت الارض زلزالها. يخبر تعالى عما يكون يوم القيامة وان الارض تتزلزل وترجف وترتج حتى يسقط ما عليها من بناء وعلم. فتندك جبالها وتسوى تلالها وتكون لا عوج فيه ولا امت. اي ما في بطنها من الاموات والكنوز وقال الانسان اذا رأى ما عراها من الامر العظيم مستعظما لذلك ما لها اي اي شيء عرض لها؟ يومئذ تحدث الارض اخبارها اي تشهد على العاملين بما عملوا على ظهرها من خير وشر. فان الارض من جملة الشهود الذين يشهدون على العباد باعمالهم ذلك بان ربك اوحى لها. اي وامرها ان تخبر بما عمل عليها فلا تعصي لامره يومئذ يصدر الناس من موقف القيامة حين يقضي الله بينهم اشتاتا اي فرقا متفاوتين. اي ليريهم الله ما عملوا من الحسنات والسيئات. ويريهم جزاءه موفرا وهذا شامل عام للخير والشر كله. لانه اذا رأى مثقال الذرة التي هي احقر الاشياء. وجوز عليها فما فوق ذلك من باب اولى واحرى. كما قال تعالى يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا. وما عملت من سوء تود لو ان بينها وبينه امدا بعيدا. ووجدوا ما عملوا حاضرا. وهذه الاية فيها غاية الترغيب في فعل الخير ولو قليلا والترهيب من فعل الشر ولو حقيرا