تقول فتاة تكره امها كراهية شديدة. والام لا تعرف ذلك. وهذه الفتاة عاشت بعيدة عن امها مع والدها ولم ترها الا في الكبر بسبب طلاق الام لظروف عائلية مع العلم انها تقدم لامها الهدايا وقد سألت بعض العلماء فقالوا ان ميل القلب لا يحاسب عليه الرب فما رأيكم وترجو التوجيه؟ لانها تخشى ان يكون ذلك من العقوق؟ وهل للطلاق اثر على تلك الحالة التي تعيشها تلك البنت. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على لله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد فلا ريب ان القلوب بيد الله عز وجل يصرفها كيف يأتي سبحانه وتعالى فالمحبة في القلب والكراهة امران بيد الله عز وجل لكن لهما اسباب فاذا كانت الوالدة ذات عطف على البنت وعناية بشؤونها كان هذا من اسباب المحبة واذا كانت الوالدة ليست كذلك بل عندها اعراض على البنت وعدم بها او طال طيبتها عنها كالسائلة فان هذا قد يسبب شيئا من الكراهة والجفوة والواجب عليك ايها البنت تقوى الله في ذلك وان تحرصي على صلتها والاحسان اليها وبرها. والكلام الطيب معها في جميع الاحوال. وان تسألي ربك ان يشرح صدرك لمحبتك لان حق الوالدة عظيم. وبرها من اهم الفرائض فاذا لم تستطيعي ذلك فالامر لله ولا يضر فيه. فامر القلوب بيد الله هو اللي يصرفها كيف سبحانه وتعالى. ولهذا كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ويا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك فالقلوب يد الله ومقلبها سبحانه وتعالى. فانت تضرعين الى الله عز وجل وتسألينه ان يشرح صدرك لمحبتها والقيام بحقها وبرها كما شرع الله وعليك ان تفعلي ما تستطيعين من البر والصلة من هدايا وغيرها من الاشياء التي تسبب اداء الواجب ويحصل بها رضا الوالدة ومحبة والده لك واما انت فليس عليك الا ما تقدرين فاتقوا الله طبعا لا يكلف الله نفسا الا وسعها. ولا يجب عليك من المال او الهدايا ما لا تقدرين. ولا يجب عليك شيء من جهة النفقة اذا كانت بحمد الله مستغلة انما هذا من باب العطف ومن باب الاحسان ومن باب التودد اذا اهديت لها شيئا وانت قادرة من مال طيب هذا كله طيب نسأل الله لك التوفيق اللهم امين