بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين هذا هو المجلس الاول من تعليقنا على كتاب البرهان في تناسب سور القرآن للامام ابن الزبير الغرناطي رحمة الله تعالى عليه وهذا الكتاب كتاب نافع تدبري مناسب لشهر رمضان حيث يسلط الضوء على وجه التناسب بين السور القرآنية فتعرف وجهي المناسبة بين اه سورة البقرة والسورة التي سبقتها وهي سورة الفاتحة والسورة التي تليها وهي سورة ال عمران. وهكذا مناسبة ال عمران التي تليها ثم مناسبة سورة النساء للمائدة الى ان تأتي الى اخر المصحف بحيث يصبح الطالب بعد ان يدرس هذا الكتاب ويطلع على ما ذكره ابن الزبير رحمة الله تعالى عليه على فهم وعلى دراية لما اذا الف القرآن ووضع ترتيب السور على هذا النمط ويفهم وجه المناسبة في السورة الواحدة بين مواضيعها ووجه مناسبة الموضوع الكلي للسورة مع موضوع السورة السابقة والسورة اللاحقة وهو كتاب مختصر آآ ليس فيه كثير تكلف وحرص ابن الزبير الغرناطي رحمة الله تعالى عليه على ان يأتي باول اوجه المناسبة من دون تكلف اوجه المناسبة العلمية بلغة علمية صحيحة بعيدا عن التكلف ومحاولة ايجاد اوجه مناسبة قد لا يكون السياق يدل وعليها فنبتدأ رحلتنا مع هذا الكتاب مستعينين بالله بعد ان ذكر ابن الزبير خطبة الكتاب قال وبعد فاني اعتبرت قوله صلى الله عليه وسلم ما من نبي الا وقد اوقي من الايات مثله امن عليه البشر. وانما كان الذي اوتيت وحيا. فارجو ان اكون اكثرهم تابعا يوم القيامة. هذا الحديث مر معنا في كتاب فضائل القرآن لابن كثير وعرفنا معناه الجملي. لكن هنا ابن الزبير الغرناطي يتحدث عن جزئية في هذا الحديث. فيقول وتأملت ما ايد به عليه الصلاة والسلام. اي النبي محمد صلى الله عليه وسلم من المعجزات سوى القرآن. فاذا بدروب لا يحصيها العد ولا تكاد تنحصر بالحد وقد قال صلى الله عليه وسلم وانما كان الذي اوتيت وحيا يشير الى دليل القرآن. وما خص به صلى الله عليه وسلم من ساطع ذاك البيان وما ذاك الا لكون معجزته اي معجزة القرآن الا لكون معجزته اوضح واحكم واهدى واقوم. اذا ابن الزبير رضي الله تعالى عنه ورحمه يقول انه تأمل في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم المختلفة سوى القرآن. فالنبي عليه الصلاة والسلام ايد بكثير من المعجزات بالعشرات هو نظر في هذه المعجزات ثم نظر في معجزة القرآن لوحدها فوجد ان معجزة القرآن تربو في الوضوح والاحكام والهداية والاقوام كما قال على كل تلك المعجزات. اي هي اعظم عجزت هذا الذي يريد ان يقوله هي ما سوى القرآن هي معجزات كنبوع الماء من بين اصابعه وما حدثه من الشجر والحجر هذه كلها معجزات صحيحة نافعة لكن هو يقول ان اعظم معجزات النبي صلى الله عليه وسلم واجل هذه المعجزات هي معجزة القرآن فانما لماذا؟ لماذا يراها هي المعجزة الاعظم؟ قال فانما ضمنت الى الدلالة والشهادة ايضاح الطريق. واعلمت بحال كل فريق. اي معجزة القرآن بحد ذاتها جمعت بينك كونها معجزة تدل وتشهد على صدق النبي صلى الله عليه وسلم وفي نفس الوقت هذه المعجزة اوضحت الطريق الى الله سبحانه وتعالى يعني احبابي الكرام لو اننا تأملنا في معجزات الانبياء السابقين هي المعجزة كانت تدل في حقهم على صدق هذا النبي. هي دليل على صدقه وشاهد على ذلك كان امرها يقتصر على هذا الحد. معجزة القرآن بالتحديد من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم هي دليل وشاهد على صدقه. ثم تضيف الى ذلك ان هذه المعجزة بحد ذاتها اوضحت الطريق الى الله سبحانه وتعالى. واعلنت بحال كل فريق فريق الجنة وفريق النار ما مواصفات المؤمنين وما مواصفات الكافرين ثم زادت بنقائها للمعتبر. اي المتفكر وبمشاهدتها للمدكر. ان هذه المعجزة نستطيع ان نشاهدها الى يوم القيامة كل العصور تستطيع مشاهدتها وهذا هو المعنى الذي دل عليه الحديث السابق كما ذكرنا في شرح ابن كثير وانما كان الذي اوتيت وحيا. فارجو ان اكون اكثرهم تابعا. ان معجزة القرآن معجزة مشاهدة الى قيام الساعة. ليست خاصة بالجيل الذي كان عند النبي صلى الله عليه وسلم. بخلاف سائر المعجزات الاخرى. سائر المعجزات التي اعطاها الله عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم. انما شاهدها الجيل الاول الصحابة. ثم من بعدهم انما اه نسمعها بالخبر ولم نرها. بخلاف هذه المعجزة فان معجزة القرآن معجزة ما زلنا ونتلوها وهي بين ايدينا. ونختبر من خلالها تدلنا على صدق النبي صلى الله عليه وسلم وعلى صدق مبعثه. وفي نفس الوقت توضح لنا الطريق الى الله عز وجل وتعلمنا بحال كل فريق. كما اخبر ابن الزبير رحمة الله عليه ثم يقول وقد اضطر من تأخر فيما سواها للخبر اي ما سوى معجزة القرآن المتأخرون عن عصر النبي صلى الله عليه وسلم احتاجوا حتى يعرفوا تلك المعجزات الاخرى الى الانتظار الاخبار. ان تصل اليهم بالاسانيد الصحيحة لكن ليس الخبر كالعيان، فلله ما اعظمها معجزة باقية مدى الدهور والازمان. وللمشاهدة حال لا ينكر وتعريف لا يتنكر. بالتأكيد المعجزة التي تشهدها بين يديك انت تراها بعينيك وانت تتلوها بلسانك. هذه المعجزة التي انت تحس بها عيانا. ليست كالمعجزة التي نقلت اليك بالاخبار ولم تشاهدها اثر هذه المعجزة في قلبك وعلى زيادة رصيدك الايماني لن يكون كباقي المعجزات التي وصلت اليك بمجرد الخبر. اذا وللمشاهدة في اي للحس حال لا ينكر وتعريف لا يتنكر وفرق بينما عرف بالمشاهدة وبينما علم بمجرد الدليل. وحسبك سؤال نبي الله الخليل. سيدنا ابراهيم عليه السلام الم يطلب من ربه سبحانه وتعالى فيقول ربي ارني كيف تحيي الموتى وكان جازما ان الله يحيي الموتى اصلا لكنه اراد ان يحصل على عين اليقين اراد ان يحصل على المشاهدة الحسية. لان المشاهدة تزيد من الرصيد الايماني وتزيد من مستوى اليقين. وان كان عندك الايمان مسبقا. ثم قال فالحمد لله الذي جمع لهذه الامة الامرين وخصها بالاعتبارين. اي من فضل الله على هذه الامة ان الله عز وجل اعطى نبيها نوعين من المعجزات. المعجزات اه البيانية كما سيقول لك فمن معجزات نبينا صلى الله عليه وسلم المستوضح اعتبارا بالبيان والمشاهد حسا بالعيان. اي ان الله الله سبحانه وتعالى جمع لنبيه عليه الصلاة والسلام بين نوعين من المعجزات. يقول المعجزات البيانية التي مسلكها الاعتبار الذهني والمعجزات الحسية والمراد بالحسية هنا التي تشاهد باحدى الحواس الخمس ومعجزات النبي صلى الله عليه وسلم منها ما ما يفهم من خلال الاستنباط او الفهم او التدبر الذهني دعونا نقول وهذا الذي قصده فمن معجزاته المستوضع اعتبارا بالبيان ومنها ما هو المشاهد حسا بالعيان اي ما يتعلق الحواس الخمس وهي السمع والبصر واللسان والشم والذوق وكما لاحظوا ماذا عبر الان ننتقل لفكرة اخرى. وكما ان من تعامى في حياته صلى الله عليه وسلم عن نبع الماء من بين اصابعه غير ذلك من معجزاته فهو ملوم مدحور ومأزور غير مأجور. فكذلك من تعامى عن ايات الكتاب. وكأن لم يقرأ اذنه قارع من هذا الباب يقول الذي يتغافل عن ايات الله سبحانه وتعالى عن هذه المعجزة العظيمة ولا يتدبرها ولا ينظر في محاسنها ولا تزيده ايمانا فحاله قال من كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يرى المعجزات الحسية كنبع الماء من تحت اصابعه وكلام الحجر والشجر معه الى غير ذلك من المعجزات ويتغافل عنها ويعرض عنها ولا يلتفت اليها. ولذلك الامر خطير احبابي الكرام. الذي يعرض يريد ان يقول ابن الزبير الذي يعرض عن تدبر القرآن ولا يتأمل في معجزته وعظيم بيانه وارشاده الى الله عز وجل حاله حال من اعرض في زمن النبي صلى الله عليه وسلم عن معجزاته الاخرى بهذا يقول ولهذا نبه الله ولهذا نبه الله تعالى بقوله افلا يتدبرون القرآن ويقول سبحانه كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وجهات اعتباره كثيرة. الان بدأ ينتقل لموضوع الكتاب فيقول وجهات التدبر للقرآن كثيرة ولسلف هذه الامة ولخلفها مسالك في ذلك شهيرا. فهناك من يهتم مثلا بتدبر نفس الايات والدخول في تفسيرها. هناك من يهتم تدبر القرآن من خلال معرفة اسباب النزول. هناك من يتدبر في القرآن من خلال ملاحظة القصص القرآني. وهناك من يتدبر في القرآن من خلال الطريقة التي سلكها ابن وهو وهي معرفة وجه التناسب والارتباط بين سور القرآن. لذلك قال وجهات اعتباره كثيرة اي جهات التدبر وطرقه متنوعة ولسلف هذه الامة ولخلفها مسالك متنوعة في ذلك الشهيرة. ثم قال واني تأملت منها بفضل الله وجوه ارتباطاته وتلاحم صوره واياته الى ما يلتحم مع هذا القبيل من عجائب شواهد التنزيل فعلقت في بذلك ما قدر لي اي كتب هذا الكتاب هذا المرض انه علقت. ثم قطعت به قواطع الايام عن تتميم او ثم قطعت بي قواطع الايام عن تتميم رومي من ذلك وعملي اي انه بدأ يكتب هذا الكتاب لكن على صورة اوسع آآ ثم شروا في الدخر والحياة كما تمر بنا كانت تمر به. فمنعته من اكمال الكتاب ابتداء. فقال فاقتصرت بحكم الاضطرار في هذا الاختصار على توجيه ترتيب الصور. يعني الذي يظهر لي ان ابن الزبير رحمة الله تعالى عليه كان شرع في تصنيف كبير جمع فيه بين البيان عن تلاحم سور القرآن ووجه تناسبها وتلاحم الايات بعضها ببعض. وهذا يحتاج الى جهد كبير. والى الوقوف على عجائب شواهد التنزيل وهذا امر ايضا عظيم. لكن هذا السفر الكبير لم يقدر ان يتم. لان ابن الزبير انشغل رحمة الله تعالى عليه فاقتصر بعد ذلك على كتابة كتاب مختصر في ترتيب سور القرآن. وهو هذا الكتاب بالذي بين ايدينا. هذا الاختصار على بيان التناسب بين سور القرآن حتى لا يضيع الثواب بالكلية كما قال وان لم ارى في هذا وان لم ارى في هذا الضرب خاص شيئا اه لمن تقدم وغبر. هو يريد ان يقول انه هذا النوع من التأليف هو اول من سبق اليه من العلماء ولم يجد مصنفا خاصا لاهل العلم سبقه في هذا الميدان وانما بدر لبعضهم توجيه ارتباط ايات في مواضع مفترقات. اي ان من سبقه من العلماء انما كان كلامهم عن توجيه والتناسب بين بعض الايات فقط. وذلك في الباب اوضح ومجال الكلام فيه افسح. اما يعني الكلام عن تناسب الايات داخل السورة الواحدة اسهل والميدان للكلام فيه فسيح. اما الكلام عن تناسب الصور ففي الحقيقة فعلا يحتاج لجهد عالي وان يكون الانسان يتكلم بعلم بعيدا عن التكلف. لذلك قال اما تعلق الصور ارتباطها على ما آآ ترتب في الامام الامام هو المصحف الذي جمع في عهد ابي بكر الصديق ثم بعد ذلك نسخه عثمان رضي الله تعالى عنه. وان كان الاكثر يسمي المصحف الذي نسخه ابو عثمان هو يسمونه مصحف الامام. فيقول اما تعلق على ما ترتب في الامام اي في مصحف عثمان واتفق عليه الصحابة الاعلام فمما لم يتعرض له فيما اعلم. فيما يعلم هو لم يجد من تكلم في هذا العلم ولا قرع احد هذا الباب ممن تأخر او تقدم فان صلى احد بعد فهذه الاقامة او اتم فمرتبط حتما بهذه الامامة. اي اي انسان باختصار سيأتي بعدي افيدوا من كتابي. هذا الذي يريد ان يقوله. اي انسان سيأتي بعدي فكتابي سيكون هو الامام وهو الذي سينبني عليه كلام من جاء بعدي. فان انصف فلابد بان ينشد اذعانا للحق وانابة. ثم بعد ذلك يعني ذكر جزءا من بيت آآ فزعان اه ثم يخبر انه بعد ان انهى من كتابة هذا الكتاب يعني اراد ان يرفعه لمقام السلطان في زمانه يعني وهذا من باب كثير من اهل العلم ليست طريقة اهل العلم كلهم بهذا المنوال لكن كثير من اهل العلم كما فعل الجويني في الغياث وكما فعل ابن الزبير هنا يعني بعد ان ينهي الكتاب فانه يرفعه الى السلطان في اه رجاء ان يكون ذلك فيه خير ونشر يعني للمودة واصلة الخير بين هذا العالم وبين السلطان وعموما السلاطين في زمانهم يعني في الجملة كان فيهم خير كان فيهم خير وان شاب بعضهم شيء من السوء او الاخطاء لكن كان فيهم خير عموما في نصرة الاسلام والدفع عن اه حياض المسلمين ثم الان وضع ابن الزبير مقدمة للكتاب. وهذه مقدمة مهمة سيتحدث فيها عن موضوع اساسي وهو هل ترتيب السور اصالة في مصحف عثمان هل ترتيب السور الذي وضع في مصحف عثمان واتفق عليه الصحابة. هل هو كان بتوقيف وقفوا عليه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي ارشدهم الى هذا الترتيب؟ ام كان باجتهاد الصحابة اجمعوا عليه يقول اعلم اولا ان ترتيب الايات في سورها واقع بتوقيفه صلى الله عليه وسلم وامره. هذا لا اشكال فيه قطعا من غير خلاف في هذا بين المسلمين وانما اختلف في ترتيب السور على ما هي عليه الان في مصحف عثمان وكما ثبت في الامام مصحف عثمان ابن عفان رضي الله تعالى عنه الذي بعث بنسخه الى الافاق واطبقت الصحابة على موافقة عثمان في ترتيب صوره وعمله فيه الان هنا موطن الخلاف هل هو توقيفي ما فعله عثمان بن عفان والصحابة اللجنة المسؤولة عن ترتيب المصحف هل ما فعلته كان بتوقيف وامر وشيء عندهم من النبي صلى الله عليه وسلم ام هو مجرد الاجتهاد؟ فيقول ذهب الامام ما لك الباقلان فيما اعتمده فاستقر عليه مذهبه من قوليه والجمهور من العلماء الى ان ترتيب السور انما وقع باجتهاد من الصحابة وان النبي صلى الله عليه وسلم فوض ذلك الى امته. هذا هو الرأي الاول وسيعلقه على هذه الاراء وذهبت طائفة اخرى من العلماء الى ان ذلك انما وقع بتوقيفه صلى الله عليه وسلم وبأمره هو الذي اعلمهم كيف يرتبون السور ولكل من الطائفتين جهات تعلق وكلا القولين والحمد لله لا يقدح في الدين ولا يثمر الا اليقين فاقول مستعينا بالله. الان سيبين وجهة نظر. اعلم ان الامر في ذلك كيفما قدر. فلا بد من رعي للتناسب والتفات للتواصل والتجاذب. اي سواء قلنا ان ترتيب المصحف كان باجتهاد الصحابة واجماعهم. او بدءوا بتوقيف النبي صلى الله عليه وسلم. في كلا الحالتين لابد ان الذي الف مصحف على هذه الصورة التي بين ايدينا رعى التناسب بين هذه الصور ورعى التواصل بين المواضيع. يعني حتى لو كان الصحابة هم الذين اجتهدوا واجمعوا. هل يعقل ان الصحابة وضعوا هذا الترتيب؟ هكذا ببادئ الرأي او وبالمصادفة او من دون رعي لمواضيع القرآن الكريم مواضيع السور يقول كلا حتى لو كان بالاجتهاد لابد انهم التفتوا الى هذه القضية فيقول فان كان الامر بتوقيف منه صلى الله عليه وسلم فبالتالي لا مجال للخصم بعد ذلك التحديد الجليل والرسم. يعني ما في احد يتكلم بعد كلام النبي صلى الله عليه وسلم وان كان على القول الاخر وان كان مما فوض فيه الامر الى الامة بعده فقد اعمل الكل من الصحابة في ذلك جهده وهم الاولياء بعلمه والمسلم له هم في وعيه وفهمه هم الائمة هم السادة هم الذين شاهدوا التنزيل. ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم. هم العارفون باسباب نزول الايات واقع الكلمات وانما الف القرآن على ما كانوا يسمعونه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا قول مالك رحمه الله في حكاية بعضهم عنه. مع ان ما لك احد القائلين بان ترتيب الصور اجتهادي من المسلمين وكيفما دار الامر فمنه صلى الله عليه وسلم عرف ترتيب السور. اي مهما دار الامر سواء قلنا ان الصحابة اجتهدوا واجمعوا او كان الامر بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم في كلا الحالتين النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي الهمهم واشار بترتيب السور. فان كان بتوقيف قولي منه فهذا واضح. يقول النبي صلى الله عليه وسلم علمهم ذلك بالقول. واما ان قلنا انه كان باجتهاد الصحابة واجماعهم فان النبي صلى الله عليه وسلم الهمهم هذا الترتيب من خلال الفعل والاشارة ادي خلاصة ما يريد ان يقوله. النبي صلى الله عليه وسلم يكون الهمهم هذا الترتيب للسور على من خلال اشاراته وهذا ما قصده ما لك بقوله وانما الفوا القرآن على ما كانوا يسمعونه. اي انهم كانوا ينظرون في اشارات النبي صلى الله عليه وسلم في الكلام الذي كان يقوله. ومن خلال هذه الاشارات فهموا مراده في ترتيب السور هذا اذا لم يكن كما قلنا هناك توقيف قولي. فاذا انما الخلاف اذا اختصر الان ابن الزبير الغرناطي كل الحكاية فيقول انما الخلاف هل ذلك بتوقيف قولي او بمجرد استناد فعلي بحيث بقي لهم فيه مجال للنظر. هل كان هناك قول من النبي صلى الله عليه وسلم صريح او كان هناك اشارات وايمان وافعال فهموا من خلالها المقصود في الترتيب. وكان الاجتهاد منهم بناء على هذه الاشارات والافعال فهذا هو مضل الخلاف فان قيل اذا كانوا قد سمعوه منه صلى الله عليه وسلم كما استقر عليه ترتيبه. ففيما اذا اعمال الانظار واي مجال بقي لهم بعد للاختبار فالجواب ان قد روينا في صحيح مسلم عن حذيفة فقال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة ثم بعد ذلك قرأ النساء ثم اه بعد ذلك قرأ ال عمران انا اختصرت الحديث فلما كان صلى الله عليه وسلم ربما فعل هذا للتوسعة على الامة وبيانا لجليل تلك النعمة كان محلا للتوقف حتى استقر النظر على رأي ما كان من فعله الاكثر. فهذا محل اجتهادهم في المسألة. اي اذا قلنا ان الصحابة هم الذين اجتهدوا في ترتيب السور بناء على اشارات وتنبيهات من النبي صلى الله عليه وسلم ما موطن الاجتهاد اذا كان هناك اشارات وتنبيهات؟ فهو يقول موطن الاجتهاد هو ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يواظب مثلا على قراءة سورة البقرة ثم سورة ال عمران ثم سورة النساء. اه هو لا يقول لهم ان هكذا ينبغي ان تكون في المصحف هو كان يواظب على هذا الترتيب في قراءته آآ في اكثر اموره في اكثر تنبيهات واشارته ففهم الصحابة ابتداء ان هذا هو الترتيب المقصود لهذه السور. البقرة ال عمران النساء. لكنه في بعض الاحايين كان يخالف هذا الترتيب. كما جاء في حديث حذيفة لما قام الليل قرأ البقرة ثم قرأ ثم عاد الى ال عمران. فهنا سيقع للصحابة شيء من الاجتهاد. في اكثر افعال النبي صلى الله عليه وسلم كانت بتقديم البقرة ثم ال عمران ثم النساء وفي موطن قدم النساء على ال عمران. فهنا يكون مجال الاجتهاد والترجيح من خلال النظر في اكثر اموره وافعاله. فمثلا الصحابة استقرأوا اكثر امور النبي صلى الله عليه وسلم ماذا كان يقدم في اكثر احواله؟ كان يقدم ال عمران على النساء ففهموا اه اذا هو في بعض المواطن صحيح قرأ النساء ال عمران لكن في اكثر اموره واحواله واشاراته نبهنا على ان ال عمران مقدمة على النساء فبالتالي اجتهد الصحابة بناء على استقرائهم لافعال النبي صلى الله عليه وسلم واشاراته وهذا كله اذا قمنا الامر بالاجتهاد فبالتالي احبابي لما نقول الصحابة اجتهدوا واجمعوا على ترتيب المصحف يريد ابن الزبير يقول اياك ان تظن انه اجتهاد ببادئ اي هكذا من دون وجود مستند من اشارات النبي صلى الله عليه وسلم وافعاله وتنبيهاته فبالتالي استرح لابد ان هناك تناسب بين هذه السور. هذه هي الخلاصة. لان البعض قد يشوش ويقول اذا كان الامر باجتهاد الصحابة واجماعهم وليس من قول النبي صلى الله عليه وسلم اذا لن يكون هناك تناسب بين السور بل على كلا القولين لابد وان هناك تناسب بين السور. فالنبي صلى الله عليه وسلم هو الذي آآ اسس لهذا الترتيب اما بقوله الصريح واما بفعله واشاراته ثم يشهدوا لما بنينا كتابنا هذا عليه يشهدوا للفكرة التي بنينا عليها هذا الكتاب ووجود التناسب بين السور القرآنية ما ورد في مصنف ابن ابي شيبة عن اناس من اهل المدينة قال الحكم ارى فيهم ابا جعفر انه احدهم ابو جعفر؟ قال كان صلى الله عليه وسلم يقرأ في الجمعة بسورة الجمعة والمنافقون اي النبي صلى الله عليه وسلم كان في صلاة في يوم الجمعة وفي صلاة الجمعة يقرأ بسورتيه في الركعة الاولى من صلاة الجمعة يقرأ بسورة الجمعة او في الركعة الثانية المنافقون قالوا فاما سورة الجمعة فيبشر بها المؤمنين ويحرضهم واما سورة المنافقين فييأس بها المنافقين. اه هذا فيه اشارة الى ان هناك ارتباط. اذا بين موضوع سورة الجمعة وموضوع سورة المنافقين التي تأتي مباشرة بعدها في ترتيب المصحف. فسورة الجمعة بشارة للمؤمنين وسورة المنافقين هي نضارة وتيئيس للمنافقين فلهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على هذا التناسب. بالتالي الصحابة الذين آآ كتبوا ونسخوا المصحف في زمن عثمان لما وضعوا سورة الجمعة ثم بعدها وضعوا سورة المنافقين هم التفتوا الى هذا. نظروا كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل السورتين نظروا انه كان في صلاة الجمعة دائما كان يقرأ في الركعة الاولى بسورة الجمعة وفي الركعة الثانية بسورة المنافقين. اذا عرفوا ان هناك تناسب بين موضوع السورتين هذا فيه اشارة الى انهما هكذا ترتبان في المصحف. ثم نظروا مثلا ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ احيانا بسورة الاعلى وسورة الغاشية في الركعة الاولى بسورة الاعلى وفي الركعة التانية بسورة الغاشية. فعرفوا ان هناك تناسب بين هاتين السورتين. وان هناك اشارة في ترتيبهما وهكذا آآ فيريد ان يبين اذا ابن الزبير ان الموضوع الذي سلكه له اصل وليس هو من بنات افكاره وهو وجود التناسب بين السور وهذا كلام صحيح لكن اذا كان ذكر هذه التناسبات بعيدا عن التكلف بعيدا عن التكلف قلت ومن ظن الان يقول ابن الزبير ومن ظن ممن اعتمد القول بان ترتيب السور اجتهاد من الصحابة. يعني الذي يرى ان ترتيب السور في القرآن هو مجرد اجتهاد من ظن من هؤلاء انهم ان الصحابة لم يراعوا في ذلك التناسب بين الصور والاشتباه بين مواضيعها فقد سقطت مخاطبته هذا لا تخاطبه. دعك منه والا فما المراعى وترتيب النزول غير ملحوظ في ذلك بالقطع؟ كلام علمي يقول ابن الزبير الان الصحابة الصحابة لما كتبوا المصحف في زمن عثمان بن عفان هل كتبوه بناء على وقت النزول على حسب ترتيب نزوله قطعا له. لم يكتبوا القرآن على بحسب ترتيب نزوله. طب اذا كانوا لم يكتبوه على حسب ترتيب النزول. اذا ما هو الاساس الذي بنوا عليه هذا الترتيب؟ هذا هو سؤال العلم المطروح اذا كان الصحابة لم يكتبوا القرآن من اوله الى نهايته على اساس وقت النزول طيب اذا لابد وان يكون هناك معيار وضعوا عليه هذا التأليف. لا يمكن احبابي ان يكون هذا التأليف مجرد مصادفة. ويجمع كل الصحابة عليه لا يمكن. غير منطقي هذا الكلام. فبالتالي لابد وان هناك ارتباط وتناسب بين السور عقله الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم وبناء عليه كان ترتيب هذه السور بهذه الطريقة يقول ابن الزبير بعد ذلك الا ترى ان سورة البقرة وهي سورة مدنية اي نزلت في المدينة بعد الهجرة تقدمت سور القرآن جميعها بتوقيفه صلى الله عليه وسلم في الصحيح المقطوع به. انظروا الى الحديث الذي في هامش سبعة. كان صلى الله عليه وسلم يقول يؤتى بالقرآن يوم القيامة واهله الذين كانوا يعملون به تقدموا سورة البقرة وال عمران. الرسالة اشارة من النبي صلى الله عليه وسلم. الى ان سورة البقرة وال عمران تكون في بداية المصحف. وان سورة ال عمران بعد سورة البقرة لا هذا هو المقصود بالاشارات التي فهم الصحابة من خلالها كيف يرتبون المصحف او كيف يريد النبي صلى الله عليه وسلم منهم ان يرتبوا المصحف ثم يقول اه وتقدم المدني على المكي في ترتيب السوء وتقدمه المدني اي تقدم السور المدنية وتقدم المدنية على المكي في ترتيب السور والايكة كثير جدا فاذا سقط تعلق المكان بترتيب النزول يعني اذا كان القرآن لم يرتبه الصحابة بناء على وقتان بناء على وقت نزوله لم يبق اذا اساس بترتيب المصحف الا رعي التناسب والاشتباه وارتباط النظائر والاشباه. يعني ايه؟ وجه التناسب بين مواضيع السور هو الذي حكم الترتيب وتدبر بعقلك في عدة صور كالامثال وبراءة ارتباط موضوع سورة الانفال هي براءة واضح. وارتباط موضوع سورة الطلاق بالتحريم واضح وارتباط موضوع صورة التكوين بالانفطار واضح. وارتباط موضوع سورة الضحى بسورة الشرح واضح. وكذلك الفيل وقريش وكذلك المعوذتين الى غير هذه الصور مما لا يتوقف في وضوحه من له ادنى نظر وقد مال القاضي ابو محمد بن عطية رحمة الله عليه في ترتيب السور الان سيذكر قولا ثالثا وذكر ابتداء ان هناك من يرى ان ترتيب السور كله بالاجتهاد اجتهاد الصحابة واجمعوا عليه وكان هذا الاجتهاد مبنيا على اشارات النبي صلى الله عليه وسلم وتنبيهاته القول الثاني لا ان ترتيب السور هو بتوقيف النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة وبقول صريح منه. الان سيذكر قولا ثالثا وهذا مر معنا اظن في آآ كتاب بابن كثير. هذا قول ابن عطية رحمة الله عليه المفسر المشهور. يقول في ترتيب آآ وقد نال القاضي ابو محمد عبدالحق بن عطية في ترتيب السور الى القول تفصيل وان كثيرا من سور القرآن قد كان علم ترتيبها في ايامه صلى الله عليه وسلم كالسبع الطوال والحواميم والمفصل. واشار كلامه الى ان ما سوى ذلك يمكن ان قال صلى الله عليه وسلم فوض الامر فيه الى الامة بعده. ولم يقطع القاضي ابو محمد في هذا القسم بشيء. يعني يريد ان يقول ان القرآن على قسمين هناك قسم ترتيب السور فيه بتوقيف صريح من النبي صلى الله عليه وسلم وهناك قسم اخر كان الترتيب فيه بناء على اجتهاد الصحابة وعلى اجماعهم عليه. وهذا الاجتهاد والاجماع اعتمد على الاشارات والايماءات ولم يكن هناك صريح قول من النبي عليه الصلاة والسلام. فهذا القول اذا جاء بين القولين السابقين ان هناك جزء منه. صرح النبي صلى الله عليه وسلم بترتيبه جزء منه اعطى له اشارات وتنبيهات والصحابة بنوا اجتهادهم على هذه الاشارات والتنبيهات ثم يقول ابن الزبير وظواهر القرآن شاهدة بصحة ما ذهب اليه في اكثر مما نص عليه. ويبقى قليل من السور يمكن فيها جري الخلاف او يكون وقع. المهم يريد قول ابن كثير عفوا ابن الزبير يريد ان يقول ان كلام ابن عطية في الحقيقة قد يكون هو اعدل الاقوال واقربها الى الصواب لو اننا استقرأنا كلام النبي صلى الله عليه وسلم آآ طيب الان وذكر بعض الشواهد بعد ذلك بدأ يذكر بعض الشواهد على كلامه انا لا اطيل عليكم آآ اختم بالفكرة الاخيرة هنا. فان قيل فقد كان يجب على ما اشرت آآ اليه ان يكون القول بتوقيف اكثر بالتوقيف اكثر واشهر والامر على خلاف في ذلك فان مالكا والقاضي يعني بناء على كل هذا الكلام السابق يعني ختم فيقول فان قيل فقد كان يجب بناء على ما قدمته يا ابن الزبير ان يكون القول بك توقيف اكثر العلماء عليه واشهر بين اهل العلم مع ان الامر على خلاف ذلك اكثر اهل العلم على ان ترتيب المصحف اجتهادي فان مالكا والقاضي ابا بكر من المتكلمين واكثر اهل العلم قائلون بان ترتيب السور اجتهاد من الصحابة وقد مر. فالجواب عن ذلك يعني باختصار يعني لماذا اكثر اهل العلم ذهبوا الى ان آآ القرآن ترتيبه بالاجتهاد من الصحابة. طبعا الاجتهاد اللي اتفقنا المبني على الاشارات والتنبيهات لماذا اكثر اهل العلم لم يذهبوا الى ان القرآن توقيفي كله في ترتيبه او لم يختاروا قول ابن عطية لماذا اكثر اهل العلم؟ ذهبوا الى القول ان ان ترتيب جميع سور القرآن كان بالاجتهاد فيريد ان يقول هنا ابن الزبير؟ فالجواب ان الاثار المستفيضة والمقطوع به منها انما ورد ذلك في الاكثر ولم يرد فيها بين كل سورتين سورتين ولا شك انه اذا بقي بعض ذلك لاجتهادهم ولو فيما بين سورتين جرى القول المشهور عليه. وصح اعتماده. اذا يعني وانا هنا اجاب بجواب قد نتفق مع ابن الزبير على هذه الاجابة وقد نختلف معه. ويقول انه لانه لم يأتي نص صريح عن النبي صلى الله عليه وسلم ببيان وجه المناسبة او عفوا لم يأت نص صريح عن النبي صلى الله وسلم ببيان الترتيب بين كل سورتين سورتين سورتين وانما كان كلامه صلى الله عليه وسلم جمليا في هذا الباب ذهب اكثر اهل العلم الى ان ترتيب السور اجتهادي وهكذا يقول الاثار المستفيضة والمقطوع به منها انما ورد ذلك في الاكثر ولم يرد فيما بين كل سورتين سورتين. ولا شك انه اذا بقي بعض ذلك لاجتهادهم ولو فيما من صورتين جرى القول المشهور عليه. يعني ويقول ان كثير من الصور النبي صلى الله عليه وسلم نص على ترتيبها وبقي هناك ايضا عدد لا بأس به من الصور لم ينص النبي صلى الله عليه وسلم على ترتيبها فبالتالي قول جمهور اهل العلم ان ترتيب المصحف اجتهادي بناء على هذا العدد الذي لم يبين النبي صلى الله عليه وسلم فيه بالتصريح فيه. لكن اه يعني التوجيه بهذه القضية يشعر ان فيه شيء من التكلف يعني ليس هذا هو الموطن النظر وانما القضية قضية ادلة جماهير اهل العلم ذهبوا الى ان الادلة تشير ان ترتيب سور المصحف في جلها في اغلبها اجتهادي. نعم اجتهاديا بناء على الاشارات والتنبيهات لكنه اجتهادي وطائفة اخرى ذهبت الى انه توقيفي وطائفة مثل طائفة ابن عطية ذهبت الى التفصيل. فلا يعني فلا داعي ان ندخل في هذه التحكمات ما دمنا بس اتفقنا على الاصل انه مهما كان القول في طبيعة ترتيب السور فلابد وان هناك مستند. وان هناك معيار لهذا الترتيب. وبناء على هذا المعيار او ملاحظة هذا المعيار سنمضي في كتاب البرهان في ملاحظة ما علاقة الصور بعضها ببعض. حتى لا اطيل في هذا الموضوع نبدأ بسورة الفاتحة. ام القرآن سنتكلم باختصار عن موضوع السورة الجملي ثم السورة التي تليها وهي سورة البقرة ونلحظ هذه اه الارتباطات. وهنا انا انصح احبائي طلب بان يرسموا مخطط بمواضيع سورة البقرة كما سيذكره ابن الزبير ويعرف هذه المواضيع كيف ارتبطت بالموضوع العام لسورة الفاتحة. حتى يكون هناك وعي في اثناء القرآن سنبدأ بسورة الفاتحة مستعينين بالله يقول قد ذكر الناس كيفية تضامنها مجملا لما تفصل في الكتاب العزيز بجملته اي ما ورد تفصيله في كل المصحف من سورة البقرة الى سورة الناس ورد مجملا في سورة الفاتحة. تصوروا ما ورد تفصيله من سورة البقرة الى سورة الناس ورد مجملا في سورة الفاتحة. كيف ذلك؟ الان احبابي الكرام يقولون القرآن من سورة البقرة الى سورة الناس ما هدفه ان يرسم للناس طريق الهداية الى الله سبحانه وتعالى. من خلال القصاص من خلال الامثال التي ضربها الله من خلال الاحكام التكليفية والاحكام الوضعية القرآن من اوله الى من سورة البقرة الى سورة الناس انما اتى ليبين تفاصيل الهداية يبين تفاصيل الهداية وسورة الفاتحة اجملت موضوع الهداية. في قوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم ثم قال الله عز وجل في سورة الفاتحة اهدنا الصراط المستقيم الان انت تطلب من الله ان يهديك الصراط المستقيم. هذا الصراط المستقيم الذي طلبت من الله الهداية له بل تطلب في كل ركعة من صلاتك ان يهديك الله اليه جاء تفصيله من سورة البقرة الى سورة الناس. كل المصحف انما هو لتفصيل الصراط المستقيم وبيان اصحابه وضوابطه وما نهاية السعداء وما نهاية الاشقياء. ثم سورة الفاتحة تكلمت عن هذا الصراط المستقيم ان هناك من التزمه وهم الذين انعم الله عليهم اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم. وهناك من ابتعد عنه وهم صنفان غير المغضوب عليهم ولا الضالين هذه هي الحكاية هناك صراط مستقيم. نسأل الله الهداية اليه وهو الصراط الذي سلكه الانبياء والصالحون واتباعهم. وهناك من تنكب عن هذا الصراط وذهب به ذات اليمين وذات في الشمال وهم المغضوب عليهم والضالين. اليهود والنصارى ومن كان على شاكلتهم من الكفرة اذا ذكر الناس كيفية تضمنها مجملا لما تفصل في الكتاب العزيز بجملته وهو اوضح وجه في تقدمها صوره المكرمة. يعني لو سألك سائل لماذا ابتدأ ترتيب المصحف بسورة الفاتحة ماذا تكون الاجابة؟ تكون الاجابة ان سورة الفاتحة اختصرت كل مواضيع السور التي تليها. لذلك تقدمت على جميع صوره المكرمة كل السور من البقرة الى الناس انما تذكر تفاصيل الصراط المستقيم سورة الفاتحة تذكره جملة في قوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. حكاية المصحف الى نهايته هي في هذه الجملة انتبهوا لهذا المعنى الشريف ثم هي مما يلزم المسلم حفظه وبالتالي لابد للمصلي من قراءتها ثم افتتاحها بحمد الله سبحانه وتعالى. وقد شرع في ابتداءات الامور. ايضا اذا عرفنا السبب الاول لتقديم سورة الفاتحة انها مجمل لما ورد تفصيله في القرآن. ثانيا انه لابد لكل مسلم ان يحفظها فالصحابة وضعوها في بداية القرآن. ثالثا انها ابتدأت بالحمد لله سبحانه وتعالى وقد شرع في ابتداءات الامور اي ان حمد الله سبحانه وتعالى مشروع في ابتداء الامة فبالتالي وضعوها في ابتداء المصحف ليبدأ الانسان قراءة قرآن وقراءة المصحف من الحمد لله. لكن هذا الوجه قد لا يكون قويا. هذا الوجه لانه هناك اكثر من سورة ابتدأت بالحمد مثل سورة الكهف. الحمد لله الذي انزل على عبدي الكتاب. لماذا؟ اذا اه لم توضع سورة الكهف في بداية المصحف. فلذلك الوجه الاول الذي ذكره والتعليل الاول هو والله تعالى اعلم هو الاحكام في هذا الامر وليس لمجرد انها ابتدأت بحمد الله لان هناك عدة صور بدأت بحمد الله اه ثم قال اه واوضح اذا وقد شرعت ابتداءات الامور واوضح آآ الشرع فضل ذلك اي فضل الحمد واخذ به كل خطيب ومتكلم فكل خطيب يبدأ بالحمد وكل متكلم يبدأ بالحمد ثم فيها تعقيب الحمد له سبحانه بذكر صفاته الحسنى الرحمن الرحيم. والاشارة بعد ذلك الى ارسال الرسل في قوله اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم. لو نظرت في قوله اهدنا مع قوله صراط الذين انعمت عليهم ثم نظرت في سورة الانعام في قوله تعالى عن الانبياء اولئك كالذين هدى الله فبهداهم مقتضى ها انت تعرف اذا اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم اول ناس انعم الله عليهم من هم؟ هم الرسل. انعم الله عليهم بالهداية وبالارسال. ففي قوله اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين انعمت عليهم فيه اشارة الى ارسال الرسل وهذه مسألة عقدية كبرى وذكر افتراق الخلق بعد ذلك بذكر المهتدين الذين انعم الله عليهم وذكر المغضوب عليهم والضالين. ثم آآ ان ملاك الهدى بيده سبحانه ان سورة الفاتحة اشارت الى ان ملاك الهدى. من الذي يملك لك الهداية؟ هو الله سبحانه وتعالى. لذلك عليك ان تطلبها منه. فتقول دائما في سورة الفاتحة اياك نعبد العبادة طلب للهداية اليه. واياك نستعين. فانت تستعين بالله سبحانه وتعالى على الوصول الى الهداية. لذلك انت تقول اياك نعبد واياك اهدنا الصراط المستقيم. فانت قلت اياك نستعين نستعين على سلوك درب الهداية والوصول اليها. وهذا كله اشفى شيء في بيان وجه التقديم. انتهى الامر لاحظوا كيف ان الكلام مختصر مبسط لكنه في الحقيقة فيه اشارات عالية. لو انك في كل صلاة وكلما قرأت المصحف انتبهت الى هذه القضية في سورة الفاتحة ثم بعد ذلك ربطتها بما في سورة البقرة كما سيأتي معنا ستجد ان الامور اه اصبح فيها لذة واصبحت تفهم لماذا سورة البقرة بمعالجاتها بعد سورة الفاتحة. اذا انتهينا هكذا من سورة الفاتحة وعرفنا مختصر ما فيها من المسائل ان آآ سورة الفاتحة تدل على ان المسلم عليه ان يطلب الهداية للصراط المستقيم وهذا الطريق طريق الصراط المستقيم هو طريق الرسل وهذا فيه اشارة الى بعث الرسل وطريق اتباع الرسل وان هناك من انصرف عن هذا الصراط من المغضوب عليهم والضالين فعليه كأن تحذر منهم وعليك ان تعرف ان الذي يهديك الى هذا الصراط المستقيم هو الله فاطلب الاستعانة منه. هذه باختصار الافكار ثم قال سورة البقرة لما قال العبد لاحظوا كيف يربط الان بين السورتين. لما قال العبد بتوفيق ربه اهدنا الصراط المستقيم الله عز وجل ها انت قلت في سورة الفاتحة يا رب اهدنا الصراط المستقيم. فاجابك الله عز وجل في سورة البقرة وفي مطلعها ذلك الكتاب لا ريب فيه تريد الصراط المستقيم؟ اذا ها هو. هذا الكتاب بين يديك لا ريب ولا شك ولا مرية فيه هو الذي يقودك الى الصراط المستقيم. هو مطلوبك وفيه اربك وفيه حاجتك الوصول الى الهداية وهو الصراط المستقيم. لذلك قال الف لام ميم. ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. تطلبي الهداية اهدنا. اذا هذا الكتاب هدى للمتقين. الذين يقولون اهدنا الصراط المستقيم. والذين يخافون من حال الفريقين المغضوب عليهم والضالين فاتخذوا وقاية من اه فاتخذوا هؤلاء المتقون. اتخذوا وقاية من العداء من من العذاب. خوف ربهم اتخذوا وقاية من العذاب خوف ربهم وتقواه بامتثال امره ونهيه. نعم. ثم اشير من الاعمال الى ما يستجر سائرها من قبيلي والماليات بيانا للصراط المستقيم. اذا انت تريد الصراط المستقيم هذا الكتاب لا ريب فيه فيه هدى لهذا الصراط المستقيم. ثم هذا الصراط المستقيم اه لابد حتى تلتزمه ان يكون هناك امور تلتزمها ونواهي تبتعد عنها ابتدأت بذكر الامور التي عليك ان تلتزمها. واقتصر على امرين ابتداء. الصلاة وهي رأس العبادات البدنية كا وهي رأس العبادات المالية. ذلك قال ثم اشير في مطلع سورة البقرة من الاعمال الى ما يستجر سائرها. فمن حافظ على الصلاة حافظ على غيرها عموما ومن حافظ على الزكاة والانفاق جره ذلك الى غيرها. اذا ما يستجر سائرها من قبيلي البدنيات والماليات وهذا كله بيانا للصراط مستقيم ما زلنا نبينه. فقيل في وصف المتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة. ومما رزقناهم ينفقون. وحصل من هذا حصر الفعل والترك لجميع الاعمال كيفما تشعبت كما مهد في التفسير عند ضم ما ورد هنا الى قوله تعالى ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. يعني هنا ابن كثير قال في مسألة دقيقة وهي ان الامر في بداية سورة البقرة بالصلاة والزكاة هو ليس فقط مجرد الامر بذات الصلاة وبذات الزكاة بل هو امر برأس في العبادات البدنية ورأس العبادات المالية وفي ضمنه وفي ضمنه نهي عن الفحشاء والمنكر كيف ذلك يقول لو انك جمعت هذه الاية مع اية سورة العنكبوت ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. ستجد ان الامر بالصلاة وهذا من دقيق الملاحظ يعني اشكر ابن الزبير على هذه الفائدة الجليلة يقول لك اذا امرك الله بالصلاة فهو فعليا يأمرك بالصلاة ويصرفك عن جميع المناهي. ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. فالامر بالصلاة ليس مجرد امر بالصلاة بل هو يقودك الى سائر العبادات البدنية وينهاك ويصرفك عن الفحشاء والمنكر والامر بالزكاة يقودك الى سائر العبادات المالية طيب قال ثم آآ ثم بين لهم قدر النعمة عليهم في طلب الهدى من الله في قولهم اهدنا يعني ما زال الله عز وجل يبين لهم في مطلع سورة البقرة قدر نعمة الله سبحانه وتعالى عليهم لما هدانا وهداكم احبائي الكرام للصراط المستقيم اهدنا الصراط المستقيم. بين سبحانه وتعالى من الذين لم يهدهم الى هذا الصراط فقال ان الذين كفروا سواء عليه ما انذرتهم او لم تنذرهم. ليعلموا ان الهدى من عنده سبحانه وتعالى الحوا في الطلب ويتبرأوا من الدعاية حول او قوة. الله سبحانه وتعالى ماذا قال؟ ان الذين كفروا سواء عليهم انذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة. هنا الله سبحانه وتعالى صور حال الكافرين. كيف ان الله سبحانه وتعالى ختم على قلوبهم واسمائهم وجعل على ابصارهم غشاوة فلا يبصرون الهداية الى الصراط المستقيم. فانت يا من طلبت الهداية الى الصراط المستقيم انظر في حال هؤلاء الكافرين. كيف ان الله صرفهم عن هذا الصراط فعليك ان تستعين بالله وان تستعيذ بالله من ان يختم على قلبك وان يطمث على بصيرتك ثم نبهوا على الاخلاص ايضا. وان يكون قولهم اهدنا الصراط المستقيم تقييم صادرا عن يقين واخلاص بعيدا عن النفاق. فذكر احوال المنافقين بالتفصيل اه حتى لا يشبهوا من يقول امنا ابالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين. وبسط لهم من حال هؤلاء المنافقين في ثلاثة عشر اية. ما يوضح لهم طريق الهدى الواضح. اذا حذروا من شكوك هؤلاء وحيرتهم فقالوا اهدنا عن يقين واخلاص. فعندما تقول انت اهدنا الصراط المستقيم انت تريد ان تتبرأ. ايضا من طريق فلذلك فصل الله سبحانه وتعالى حال اهل النفاق. ثم بعد ذلك ذكر احوال بني اسرائيل ذكر احوال بني اسرائيل وامهالهم على مرتكباتهم. يعني لماذا سورة البقرة عالجت موضوع بني اسرائيل بهذا التفصيل؟ هل عمرك فكرت في هذه القضية؟ الان ابن الزبير يربط لك هذا الموضوع من المواضيع السابقة. ويقول ثم ذكر احوال بني اسرائيل وامهالهم على مرتكباتهم. ومعاملتهم بالعفو. والله سبحانه يمهلهم ويعفو عنهم ويصفح ومع ذلك اصروا على تنكب طريق الهداية. وذلك مبين لسعة رحمته. لما قلت الرحمن الرحيم في سورة الفاتحة تذكر هنا الله في بني اسرائيل ابتداء كيف انه شملهم بها؟ ثم بعد ذلك لما اغضبوا الله عز وجل حل عليهم السخط. وذلك مبين لسعة رحمته. واعلم تعالى ان افعالهم تلك مما اعقبهم ان ضربت عليهم الذلة او ضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغدوا من الله وهذا كله ورد في سورة البقرة. تحذيرا لمن طلب سلوك الطريق المستقيم من حالهم. واعلاما لعباده ان المتقين المستجاب لهم عند قوله اهدنا الصراط المستقيم ليسوا بشيء من ذلك لانهم قالوا اهدنا عن يقين واخلاص متبرئين من الدعاوى. يعني لما تقول اهدنا الصراط المستقيم بدك تتعرف على كل قصة بني اسرائيل حتى تعرف حال هؤلاء القوم الذين اعرضوا عن الصراط المستقيم. وكيف ان الله عفا عنهم مرة ومرتين وثلاث وتجاوز عنهم وانعم بالنعم العظيمة. ومع ذلك كانوا يجادلون ويحاورون وينصرفون ويمارون ويقتلون الانبياء. فيا من يقول اهدم الصراط المستقيم ليس طريق هؤلاء هو الطريق المستقيم. ثم اعقب تعالى تفصيل احوال هؤلاء بقوله واذ ابتلى يعني بعد ان ذكر الله قصة بني اسرائيل واحوالهم في نهاية الجزء الاول من البقرة تقريبا اخر صفحتين ونصف منه يقول الله سبحانه واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن احوال المصطفين من آآ او المصطفين من اهل الصراط المستقيم يبين سبحانه وتعالى احوال اهل الصراط المستقيم فانبأ تعالى بحال ابراهيم واتمامه ما ابتلاه به من غير توقف ولا بحث عن علة اي كيف ان ابراهيم عليه السلام وقال وهي اسنى احوال العباد يعني هنا وقعت مقارنة مقارنة بين ابراهيم عليه السلام وبين من قبله من بني اسرائيل. من قبله طبعا في الذكر. وان كان بني اسرائيل في الزمن بعده ابراهيم عليه السلام لما ابتلاه الله سبحانه وتعالى لما ابتلاه الله سبحانه وتعالى هل جادل هل ما ارى؟ هل تعنت؟ هل بدأ يسأل التفاصيل كما كان بنو اسرائيل يسألون موسى عن تفاصيل البقرة؟ كلا. الله يقول عن حال آآ انبيائه الذين اصطفاهم واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن. الله ابتلى ابراهيم وابراهيم انصاع لهذا البلاء ولم يجادل ولم يناقش ولم يعترض على الله هذه اسنى احوال العباد يفعلون العبادات من دون لماذا يا رب؟ ولعلك قصرت ولعلك يا رب اه خففت عنا ولعلك رخصت لنا وهذا بخلاف حال بني اسرائيل اذا نظرت الى سيرة الى سيرة بني اسرائيل هي سيرة المجادلة والنقاش مع الانبياء والمماراة وعدم الانصياع مباشرة للامر. لا لا على اقوال الانبياء الا بعد تعنت ومشقة. بخلاف الذين اصطفاهم الله للصراط المستقيم كابراهيم. ومن سار على نهج ابراهيم فانهم يسيرون على اوامر الله من غير توقف ولا بحث عن علة. ايش يعني ولا بحث عن علة؟ يعني ما بقولوا ليش ربنا فرض علينا خمس صلوات؟ طيب لماذا الظهر بضاعة مش خمسة ما ببحث عن هذه التفاصيل. ينصاع. لكن حال الاسرائيليين واشباه الاسرائيليين من بني جلدتنا كثرة الدخول في هذه الامور ما بنصاع لامر الله حضرتك. حتى يبدأ يناقش وينازع في كل مسألة. فنسأل الله من هذا الطريق فانه ليس طريق الصراط المستقيم لذلك يقول وفي طرف من حال من قدم من بني اسرائيل وهذا الموضع مما يعضد ما ظهر في قصة امر بني اسرائيل بذبح البقرة من وجوه الحكمة فتوقفوا وشددوا بعد اساءتهم الادب مع نبيهم. اه جميل هذا. الان سورة البقرة انما سميت سورة البقرة. لان فيها قصة موسى مع بني اسرائيل في موضوع ذبح البقرة وابرز سمة في هذه القصة هي ان بني اسرائيل كانوا يماحكون ويجادلون وسألوا موسى ادعوا لن اسأل لنا ربك اسأل لنا ربك ما اوصاف وما لونها ما علامتها؟ فبقوا يعسرون ويبحثون ويناقشون. وليس هذا حال المسلم اذا سورة البقرة اذا انت ركزت من بدايتها حتى نهاية الجزء الاول ومطلع الجزء الثاني كانت تحذر من حال بني اسرائيل في طريقة تعاملهم مع الشرائع الالهية. كثرة الاعتراض كثرة السؤال. سؤال ليس سؤال المتعلم بل سؤال المتعنت. سؤال الذي يشدد على نفسه يخبرنا الله سبحانه يا من قلتم اهدنا الصراط المستقيم احذروا من حال بني اسرائيل في تعنتهم ومدادلتهم لانبيائهم. انظروا كيف فعلوا في قصة البقرة وانظروا الى حالهم من بدايتها الى نهايتها. لذلك قصة بني اسرائيل اخذت مساحة كبيرة من الجزء الاول ثم انظروا يا امتي في اه او يومة محمد صلى الله عليه وسلم انظروا في حال الذين سلكوا الصراط المستقيم بحق وهم ابراهيم واسماعيل وذرية اسماعيل وذرية يعقوب الذين آآ يخبر الله عز وجل ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه. ولقد اصطفيناه في الدنيا واضح فعلا في ارتباط بين هذه المواضيع. فابراهيم وذرية الذين ذكرهم الله في نهاية الجزء الاول هم مثال من سلك الصراط المستقيم بدون تعنت ومجادلة وتشديدا على انفسهم. ومن ذكرهم الله من بني اسرائيل فهم مثال على من تعنت وشدد وشق على نفسه فشق الله سبحانه وتعالى عليه. فهذا كله تبصير بمعالم الصراط المستقيم طبعا هناك بعض الامور يعني اتركها لكم ثم يعني اعقب ذلك بما نسبوا لابراهيم وبنيه اه بعد ان بين حاله ام تقولون ان ابراهيم فبين فساد اليهودية والنصراني وبرأ نبيه ابراهيم الانبياء منهم لان اه بني اسرائيل كانوا ينسبون ابراهيم الى طريقتهم ويقولون ابراهيم كان منا وكذلك ينسبون في الله بين ان ابراهيم وابناؤه. لم يكونوا ابدا على طريقة بني اسرائيل. ام تقولون ان ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط كانوا هودا او نصارى؟ قل اانتم اعلم ام الله. هذه في اخر الجزء الاول ثم ذكرهم بوحدانيته فقال اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا وبين سوء حال المشركين وانهم لاحقون باليهود والنصارى في انحرافهم عن المستقيم وحيدتهم اي بعدهم عن الجادة ووقع تنبيه هؤلاء بدون ما تضمنه تنبيه بني اسرائيل من التقريع والتوبيخ لفرقان ما بينهم. لاحظوا هذه الجزئية التي لاحظها ابن الزبير الغرناطي ان تأنيب الله سبحانه وتعالى لبني اسرائيل في القرآن اشد من تأنيبه لمشركي العرب وتأنيبه سبحانه وتعالى للنصارى اشد من تأنيبه ايضا اخف عفوا من تأنيبه لبني اسرائيل. يعني اكثر ناس انبهم الله سبحانه وتعالى في القرآن هم اليهود وتأنيب لمشركي العرب وللنصارى اقل من تأنيبه لليهود. مع انه انبهم لكن اقل من تأنيبه لليهود. وذلك لطبيعة اليهودية التي ما زلنا نعايشها في يوم ان هذا للاسف في مقارعتنا مع بني اسرائيل خلص الله سبحانه وتعالى الامة منهم ومن شرهم. اذا ووقع تنبيه هؤلاء اي مشركي العرب بدون ما ومنه تنبيه بني اسرائيل من التقريع والتوبيخ. لماذا؟ قال لفرقان ما بينهم. اي لبعد ما بين الطائفتين. فكفر اليهود وتعنتهم واعتداؤهم على مقام اله اشد والعياذ بالله لان كفر اولئك كفر اليهود كفر تعنيت بعد مشاهدة الايات الكثيرة والمعجزات الباهرة. لكن الله قال وجعلنا قلوبهم قاسية ومتى بين شيء في الكتاب العزيز من احوال النصارى ايضا فليس على ما ورد من مثله في بني اسرائيل بنفس لما ذكر اي لنفس العلة النصارى انبهم الله وذمهم وبين احوالهم لكن ليس بالدرجة التي بين فيها حال بني اسرائيل لان بني اسرائيل جاءهم من الايات والبينات والانعام الالهي كنهم سبحان الله الى يومنا هذا قوم بهت طيب لذلك قالوا وخطاب مشركي العرب فيما اشير اليه دون خطاب الفريقين. اذا لو اردت انك ترتب في المصحف اي اي فرق الله عز وجل جدد في خطابه اكثر شيء اليهود ثم بعد ذلك النصارى ثم بعد ذلك مشركي العرب. طب لماذا مشركوا العرب اقل من النصارى؟ لان النصارى في النهاية كانوا اصحاب كتاب عندهم الانجيل لكنهم حرفوه ولعبوا به. اما مشركوا العرفة لم يكن عندهم اصلا كتاب. لم يكن عندهم كتاب وانما هم كانوا اتباع يسمعون من هنا ومن هنا. فلما كانوا ما عندهم كتاب الله سبحانه وتعالى لم يعاتبهم بنفس الدرجة التي عاتب فيها النصارى. ولم يعاتب النصارى بنفس الدرجة التي عات فيها اليهود لكثرة الايات التي وصلت اليهود. لكثرة الايات التي وصلت اليهود. طيب اذا وضم مفترق وضم مفترق اصناف الزائغين في اصناف ثلاثة اذا وهم اليهود والنصارى واهل الشرك وبهم يلحق سائر من تنكب عن هذا الطريق فيلحق باليهود امتنا ممن ارتاب بعد اظهار ايمانه وفعل افاعيلهم من المكر والخديعة والاستهزاء. اقرأوا هذا الكلام بتمعن. ويلحق بالنصارى من وصف باحوالهم ممن كان عنده جهل واعراض عن تعلم امور دينه فانحرف عن عبادة الله سبحانه وتعالى بسبب اه الجهل والابتعاد عن العلم وكذلك وبالمشركين كل من جعل لله ندانا واذا التحقوا بالمشركين قل من جعل لله ندا فعبد صنما او عبد بهيمة او عبد دينارا وما شابه ذلك واعتقد فعلا لغيره تعالى على غير طريقة الكسب. هذه الجملة اقفزوا عن هذا الحقيقة يعني عندي فيها نظر. ثم قال والمجوس لاحقون باهل الشرك. اذا آآ والشرك اكثر هذه الطرق السيئة تشعبا يعني الشرك تفاصيله كثيرة. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم الشرك اخفى من دبيب النمل. ومن فعل افعال من ذكر ولم ينتهي به الامر الى مفارقة دينه والخروج في شيء من اعتقاده خيف عليه ان يكون ذلك وسيلة الى اللحوق بمن تشبه به ولهذا اشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله يعني هنا يشير انه الانسان فعلا قد يكون مثلا هو ما زال تحت دائرة الاسلام لكن فيه خصلة من خصال المنافقين وفيه خصلة من خصال المشركين او فيه خصلة من خصال او فيه خصة من خصال النصارى فانت عندما تقرأ خصال اليهود والنصارى والمشركين الذين ضمهم الله في سورة الفاتحة وهم الذين ابتعدوا عن الصراط المستقيم عليك ان تحذر من ان تكون فيك خصلة من خصالهم لانه مع الوقت اذا بقيت هذه الخصلة تنمو فيك شيئا فشيئا ورويدا رويدا قد يصبح حالك كحالهم وتخرج من دائرة الاسلام والعياذ بالله ثم ذكر تعالى في اول اية ليس البر ان تولوا وجوهكم. بعد ان انتهى هذا التفصيل لاحوال الكفار باصنافهم الثلاث يهود ونصارى والمشركين وحذر الله من هذه الطرق وبين اه صفات ايضا المنافقين بالتفصيل في بداية السورة. كل هذا من اجل بنيان اهدنا الصراط المستقيم عليك ان تنتبه لهذا الملحظ. ثم ذكر تعالى في اول اية ليس البر ان تولوا وجوهكم ما لزم المتقين لما بين لهم ما هو خروج عن الصراط المستقيم وحذروا منه اعقب بذكر ما يلزمهم. فابتدأ من هنا بذكر الاحكام الشرعية. تبدأ من هنا ذكر الاحكام الشرعية احكام القصاص احكام الصيام احكام جهاد احكام الحج احكام الدين احكام الطلاق. لاحظوا من هنا من عند ليس البر حتى نهاية السورة. الى قوله امن الرسول بما انزل اليه. كلها احكام متنوعة في الصيام والحج والجهاد والنفقة والطلاق والايلاء الى غير ذلك والرضاع كل هذه الاحكام ما علاقتها بسورة البقرات وبسورة الفاتحة. اه انت قلت اهدنا الصراط المستقيم. فبين الله لك في بداية سورة البقرة قرأ ان الصراط المستقيم الدلالة عليه في هذا الكتاب. فقال ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. فما بين لك رأس العبادات البدنية ورأس العبادات المالية. ثم بعد ذلك شرع القرآن في تفصيل طويل لاحوال الذين خرجوا عن الصراط المستقيم وصفاتهم حتى لا تتشبه بهم ثم بعد ذلك بين الله سبحانه وتعالى ما هي الامور التي يجب ان يلتزمها من يريد ان يسلك الصراط المستقيم؟ وما هي الاحكام المطلوب منهم ان يفعلوها؟ فبقي على هذا المنوال من عند ليس البر ان تولوا وجوهكم يفصل الاحكام التي تلزم اهل الصراط المستقيم حكما بعد حكم حكما بعد حكم الى ان وصلنا الى امن الرسول بما انزل اليه من ربه. طبعا اثناء سرد الاحكام هناك ايضا تنبيهات الهية وارشادات وقرع وزجر. لكن في الجل كان احكام تفصيلية فقهية الى قوله امن الرسول بما انزل اليه من ربه. والسؤال الان حتى لا اطيل عليكم لماذا ختمت السورة بامن الرسول بما انزل اليه من ربه لنبين وليبين سبحانه وتعالى بعد ذكر كل هذه الاحكام انكم ايها المؤمنون المتقون يا من تطلبون الهداية للصراط المستقيم حكم هذه الاحكام المتنوعة وعليكم ان تقبلوها بالتسليم والخضوع والانقياد وتقولوا امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون. كل امن الهي وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وتؤمنوا ان الله لا يكلف نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت وقولوا ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا واخطأنا الى اخر السورة. عليكم ان تستقبلوا هذه الاحكام التي علمتكم اياها في هذه السورة استقبال الموقن الذي لا على ربه ولا يشدد على نفسه ولا يتعنت ولا يكون حالكم كحال بني اسرائيل الذين قصصتهم عليكم في بداية السورة. انظروا وفعلا هذا التناسق العجيب وهذا الفهم من ابن الزبير الغرناطي لمواضيع سورة البقرة. كيف انها اولا ارشدت لطريق الهداية وهو القرآن الكريم. ثم بينت احوال الذين عن هذا الصراط واعرضوا عنه بالتفصيل. ثم بينت قصة ابراهيم وانه مثال لمن سلم لاحكام الله سبحانه وقبلها من دون نزاع. ثم بعد كذلك شرعت في بيان الاحكام المطلوبة منا نحن امة محمد صلى الله عليه وسلم. بالتفاصيل يعني مرت على مجموعة كبيرة من الاحكام الاساسية ثم ختمت ببيان محاذ المؤمنين وهم يتلقون هذه الاحكام امن الرسول بما انزل اليه من ربه فهذا تفصيل آآ يبين لنا علاقة ارتباط مواضيع سورة البقرة بعضها ببعض وما ارتباطها بموضوع سورة الفاتحة. انا كنت اتمنى ان اشرح لكم كلمة كلمة لكن يعني اظن انني سجلت ساعة كاملة. وان كنت لم اخطط لهذا. لكن حتى يتم الامر بفهم ووعي. وان شاء الله الصور الاخرى سيكون وفيه اقصر باذن الله. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وارزقنا علما نافعا يا ارحم الراحمين. تقبل الله مني ومنكم الصيام والقيام. واعاننا على استغلال ساعة رمضان انه ولي ذلك والقادر عليه