بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. هذا هو المجلس الثاني من تعليقنا على كتاب البرهان في تناسب سور القرآن للامام ابن الزبير الغرناطي رحمة الله تعالى عليه ووصلنا الى ذكر مناسبة سورة ال عمران للسورة التي سبقتها وهي سورة البقرة فقال عليه رحمة الله اتصالها بسورة البقرة والله اعلم من جهات احداها وهذا هو الاظهر انها ليس احداهما احداها ما يتبين في صدر السورة اي في مطلع سورة ال عمران هناك اشارة على ما ضمن في سورة البقرة باسرها ثم الاشارة في صدر السورة ايضا الى ان الصراط المستقيم قد بين شأنه لمن تقدم في كتبهم وان هذا جاء مصدقا لها وان هذا اي القرآن جاء مصدقا لتلك الكتب الله سبحانه وتعالى في مطلع سورة ال عمران قال الف لام ميم. الله لا اله الا هو الحي القيوم. نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وانزل التوراة والانجيل من قبل هدى للناس اي ليبين لامة محمد عليه الصلاة والسلام ان من تقدمهم قد بين لهم آآ الهدى كما بين لكم. وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا. يريد ان يقول ابن الزبير رحمة الله عليه آآ ان الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة كما اخذنا في المجلس السابق لما بين حال الذين خرجوا عن الصراط المستقيم. نحن في سورة الفاتحة نقول يا رب اهدنا الصراط المستقيم سورة البقرة الله سبحانه وتعالى فصل فيها حال الذين خرجوا عن الصراط المستقيم. من الكفرة عموما ثم خص الحديث عن اليهود لانهم اكثر الناس خروجا عن هذا الصراط. واشار اشارة الى النصارى. وتكلم عن مشركي العرب ايضا عن المنافقين يقول ابن الزبير جاء مطلع سورة ال عمران جاء مطلع سورة ال عمران يبين الله سبحانه وتعالى فيه ان الامم السابقة الذين تنكبوا وخرجوا عن الصراط المستقيم كاليهود والنصارى قد جاءتهم كتب من الله سبحانه وتعالى بها هداية لهم. لكنهم اعرضوا عن هذه الهداية. ولم يلتفتوا لها فلا يكونن حالكم يا امة محمد صلى الله عليه وسلم كحالهم. وقد جاءكم هذا الكتاب كتاب هداية مصدقا لما الكتب السابقة من الدعوة الى توحيد الله سبحانه وتعالى والايمان به والايمان باليوم الاخر الى غير ذلك من العقائد. وهذا من جميل الانتباه اذا الله سبحانه وتعالى في مطلع سورة ال عمران ماذا قال؟ الم يقل نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه؟ اي من الكتب. وانزل التوراة والانجيل من قبل اي من قبل هذا الكتاب. لتكون هذه التوراة والانجيل هدى للناس. فالله عز وجل انزل التوراة بهداية بني اسرائيل وانزل الانجيل لهداية بني اسرائيل لكن ماذا كان لهداية النصارى؟ يعني انصار عيسى عليه السلام الان ماذا كان موقف اليهود من التوراة؟ ماذا كان موقف اه اه اتباع عيسى من الانجيل كثير منهم تنكبوا وخرجوا ولم يلتفتوا الى هذه الهدايات الالهية. طبعا ما المراد من ذلك ان ننتبه نحن امة محمد صلى الله عليه وسلم لا يكونن كحالهم جاءكم هذا الكتاب المصدق للكتب السابقة في دعوتها الى التوحيد فحذاري ان تكونوا كحالهم اتبعوا هذا الهدى الذي ذكره الله في في مطلع سورة البقرة الم يقل في مطلع سورة البقرة ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. اذا لاحظوا فعلا هناك تشابه في مطلعي وخلينا نسميها تناغم وتناسق بين مطلع سورة البقرة وبين مطلع سورة ال عمران مطلع سورة البقرة يبين ان هذا الكتاب كتاب هداية ومطلع سورة ال عمران ان يخبر الله فيه ان الامم السابقة كاليهود والنصارى جاءتهم كتب الهداية. ماذا كان موقفهم اعرضوا فانتم حذاري ان تكونوا كحالهم؟ وهذا من جميل الارتباط ثم قال والثالثة يعني هنا هو قال الثالثة آآ وكلمة الثانية لانه قال اتصالها بسورة البقرة من جهات نحن قلنا احداها طيب الاصل تأتي والثانية. لكن هنا جاءت والثالثة ولم تمر معنا كلمة الثانية. فلعل الثاني هي قوله ثم الاشارة في صدر السورة ايضا ما ذكره سابقا المهم دعونا نقرأ نحن ان هذا الذي يهمنا. والثالثة اه من وجوه الارتباط قصة عيسى عليه السلام وابتداء امره من غير اب. والاعتبار به الاعتبار بادم عليه السلام الان في سورة البقرة الله سبحانه وتعالى ذكر قصة ادم وكيف نشأ من دون اب ولا ام وفي سورة ال عمران ذكر الله عز وجل قصة عيسى وكيف نشأ من دون اب. ثم في سورة ال عمران الله عز وجل يقول ان مثل عيسى تالله كمثل ادم. فالله عز وجل لما يقول ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم. طيب ما هو مثل ادم؟ اه اذا سورة البقرة فعلا كانت هي الانسب ان تقدم على سورة ال عمران في ترتيب المصحف. لان سورة البقرة هي التي تضمنت قصة ادم عليه السلام وكيف كان خلقه. ثم في سورة ال عمران ذكر الله عز بالاستفاضة قصة اه اه زكريا مع مريم ثم بعد ذلك كيف مريم اه خلق الله عز وجل ونفخ فيها الروح فانجبت وموقف النصارى مع عيسى فاخبر سبحانه ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون. والمراد بالمثلية هنا ان كما ان ادم لم توجد فيه سببية النكاح في وجوده وخلقه. فكذلك عيسى لم توجد فيه سببية النكاح في وجوده وخلقه. الفرق بينهم فقط فقط ان ادم من دون اب ولا ام وعيسى من دون اب ولكن في كليهما لم توجد سببية النكاح. النكاح لم يكن موجود. وهذا اظهار لقدرة الله سبحانه وتعالى على خلق الامور من دون اه اسبابها. فالله عز وجل يخلق واشياء بدون السبب وهو قادر على ذلك ويخلق اشياء من خلال الاسباب ليس احتياجا للاسباب وانما ليعلم البشر كيف يستفيدوا ويستثمروا الاسباب التي ضمنت في هذا الكون اذا كما اتبعت قصة ادم بذكر بني اسرائيل لوقوفهم من تلك القصة علامة لم تكن العرب تعرفه وانذروا وحذروا اه واتبعت ايضا قصة عيسى بذكر الحواريين وامر النصارى الى اية المباهلة. اي اه بعد ان ذكر الله في سورة البقرة قصة ادم ذكر بني اسرائيل ونبه اليهود الذين كانوا موجودين عند النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة. وافاض الامر لهم لان اليهود في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كانوا على دراية بقصة ادم اكثر من غيرهم. فكانت ذكر احوال اليهود بعد ذكر قصة ادم من الامور التي فيها من التناسب لمعرفة اليهودي باصل ادم واصل النبوات بعد ادم الى غير ذلك. وكذلك قصة عيسى ذكر الله عز وجل قصة عيسى وكيف خلقه سبحانه وتعالى ومن اين اتى ثم بعد ذلك امر النصارى ودعاهم الى التوحيد في سورة ال عمران ويريد ان يكون هناك مناسبة بين ذكر قصة بني اسرائيل بعد قصة ادم. لان بني اسرائيل يعرفون من تفاصيل قصة ادم وخلقه ما لا يعرفه العرب لانهم لم يكونوا اصحاب كتاب ثم بعد ذلك في قسم ال عمران ذكر قصة عيسى ثم امر النصارى بعد ذلك بان يتبعوا دين محمد صلى الله عليه وسلم واية في المباهلة المشهورة لانه من عرف سبب نزول سورة ال عمران وهو قدوم وفد من نجران من نصارى نجران الى النبي صلى الله عليه وسلم. وحدثت مباهلة في امر عيسى فكان سبب نجودها اذا قدوم وفد نصراني من نجران الى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبر الله عز وجل نبيه عليه الصلاة والسلام ليكون على بينة من امر عيسى وتفاصيل هذه القصة ثم امر النصارى بان يوحدوا الله عز وجل وان يتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم وان يدعوهم من الشرك في آآ المسيح ابن مريم ثم الان سيفصل ابن الزبير اكثر في قضية ارتباط سورة ال عمران بالبقرة. يعني سيفصل ما اختصره. فقال ولنبين وجه الاتصال من صدر السورة فاقول مستعينا بالله ان قوله سبحانه نزل عليك الكتاب عاد ليبين من جديد لكن بالتفصيل. نزل عليك الكتاب بيان لحال الكتاب. وهو القرآن الذي هود الذي هو هدى للمتقين ما جاء في مطلع سورة البقرة بيان لحال الكتاب الذي هو هدى للمتقين لما بين افتراق الامم بحسب السابقة اي بحسب بحسب السابقة اي التقدير السابق الى اصناف ثلاثة يهود ونصارى ومشركين وذكر من اه وذكر من تعنيت بني اسرائيل يعني عفوا لما قال لما بين افتراق الامم بحسب السابقة الى اصناف ثلاثة واما ان يريد اليهود والنصارى والمشركين واما ان يريد المؤمنون اه او يريد عفوا المؤمنين والكفار والمنافقين. وقد يكون هذا يعني هو الاظهر. انه ما المراد بالاصناف الثلاثة هنا؟ هل يقصد اليهود والنصارى ومشركوا العرب قبل الذي يظهر لي انه يقصد افتراق الامم تجاه الانبياء الى ثلاثة اصناف اما اهل ايمان واما اهل كفر واما اهل نفاق. وهذا هو الذي ورد في مطلع سورة البقرة. فالذي ظهر لي ان المراد بالاصناف الثلاثة هؤلاء اهل الايمان واهل الكفر واهل النفاق. ثم بعد ذلك ذكر من تفاصيل ان اهل الكفر اليهود والنصارى ومشركوا العرب. فهؤلاء الثلاثة اليهود والنصارى ومشركوا العرب كلهم من صنف الكفار. اذا وذكر من تعنيت بني اسرائيل وتوقفهم ما تقدم ذكره في سورة البقرة. اي ذكر الله عز وجل في سورة البقرة كيف كان موقف بني اسرائيل آآ من الرسائل الالهية تعنت اه مشاقة اه محادة للانبياء فالله سبحانه وتعالى انما ذكر كل هذه التفاصيل حتى لا نكون نحن حالنا كحالهم. اخبر سبحانه وتعالى بالتالي هنا اي في سورة ال عمران انه انزل عليهم اي على بني اسرائيل التوراة وانزل بعده الانجيل. كل ذلك هدى اي لتكون للتوراة والانجيل هداية لمن وفق منهم. ثم اشار قوله ان الله لا يخفى عليه. يعني كما قلت لكم ان الله عز وجل اخبر في سورة ال عمران في مطلعها ان بني اسرائيل تعنتوا سابقا كما ذكرنا لكم في سورة البقرة وشاقوا ادوا مع اننا انزلنا عليهم كتابا ليكون هداية وارشاد. لكن الذي وفق منهم هو الذي اتبع هذه الهداية ولم يكن متعنتا واما جل بني اسرائيل فكان التعنت هو السيمة الظاهرة لهم ولم ينصاعوا لهذا الهدى. وهذا كله تحذير لنا امة محمد صلى الله عليه وسلم. ثم اشار قوله تعالى اه ان الله الان الله عز وجل بعد ان قال اه من قبل ودل الناس اه وانزلت اه نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وانزل التوراة والانجيل من قبله للناس وانزل الفرق ان الذين كفروا بايات الله لهم عذاب شديد. والله عزيز بالانتقام قال تعالى ان الله لا يخفى عليه شيء. هذا كله تحليل الصفحة الاولى من سورة ال عمران. ان الله لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء. انظر ارتباط الايات الذي يركز عليه ابن الزبير ايضا ان الله لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء هو الذي يصوركم في الارحام كيف يشاء. لا اله الا هو العزيز الحكيم. فيقول ابن الزبير معلقا قال ثم اشار قوله ان الله لا يخفى عليه شيء الى ما تقدم من تفصيل اخبارهم اخبار اليهود واخبار النصارى واخبار مشركي العرب. فكأن الكلام في قوة ان لو يعني كأنه الله عز وجل يريد ان يقول في هذه الاية ان الله لا يخفى عليه شيء. اتخفى عليه سبحانه مرتكبات العباد هل يخفى على الله ما فعله بنو اسرائيل؟ هل يخفى على الله ما فعله النصارى؟ هل يخفى على الله ما تقوم به او ما يقوم به مشركوا العرب وهو الذي صورهم في الارحام والمطلع عليهم حيث لا يطلع عليهم غيره يعني اذا كان الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق كل هذه الامم في الارحام. وهو الذي انشأهم في ارحام امهاتهم طورا بعد طور من نطفة الى علاقة الى مضغة وكانوا في وهم في ارحام الامهات لا يطلعوا احد عليه. من كان من يطلع عليك عبدالله وانت في رحم امك الا هو سبحانه وتعالى. من يعرف تطورك داخل او انتقالك من طور الى طور داخل رحم الامهات الا هو سبحانه. فاذا كان الله لاحظوا الاشارة الجميلة التي التقطها ابن الزبير. اذا كان الله سبحانه وتعالى اطلع على احوال الامم وهم في ارحام الامهات حيث لا يطلع عليهم احد الا الله سبحانه وتعالى. فبالله عليكم هل يخفى عليه حالهم بعد ان يخرجوا على هذه الارض ويرتكبوا كل ما ارتكبوا؟ طبعا هذا فيه تخويف لك انه اياك واحذر ان تخرج عن الصراط وتظن ان الله سبحانه وتعالى يخفى عليه فعلك وعملك وما تقوم به من الاعتداء على حرمات الله سبحانه ان الله لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء هو الذي يصوركم في الارحام كيف يشاء. يعني انت تقول ايش علاقة الارحام هنا وذكرها؟ بين لك ابن الزبير ان ذكر الارحام هنا اشارة الى ان الذي اطلع عليك وانت في رحم الام وصورك وانشأك طورا بعد طور ونطفة بعد ثم علقة ثم مضغة هو الذي يطلع عليك الان كيف تفعل وتتصرف بعد ان خرجت الى هذه الحياة الدنيا ثم لما بلغ الكلام هنا ووصل كأن هناك سائل يقول فكيف طرأ عليهم مع وجود الكتاب؟ يعني لما الله سبحانه وتعالى اخبر ان اليهود جاءتهم التوراة لتكون هداية لهم لكنهم ضلوا وان النصارى جاءتهم الانجيل لتكون هداية لهم لكنهم ضلوا. طب كيف دخل عليهم الضلال مع وجود كتب الهداية بين ايديهم حتى نحذر نحن من هذا الخطأ. يعني انت اه اتباع امة محمد صلى الله عليه وسلم. تريد ان تعرف لماذا اليهود ضلوا مع وجود الكتاب. لماذا النصارى ظلوا مع وجود الكتاب؟ ما الذي سبب هذا؟ فكأن الاية التي تليها بينت هذا السبب فاخبر سبحانه وتعالى بشأن الكتاب الله عز وجل ماذا قال بعد ذلك؟ قال هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات. فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم. يقولون امنا به كل من عند ربنا اه كأن هذه الاية تعلل سبب وقوع الاختلاف في الامم السابقة. اخبر سبحانه وتعالى ان القرآن الكريم ومثله الكتب السابقة ينقسم الى ايات محكمات وايات متشابهات وكذا غيره من الكتب السابقة والله اعلم. فحال اهل التوفيق اي اهل الايمان الذين وفقهم الله للهداية هو تحكيم المحكم اي ضبط الايات المحكمات الا هي العقائد هي الاصول هي الثوابت. وحال اهل الزيغ هو اتباع الايات المتشابهات والوقوف عندها والتعلق بها. طبعا بيان ما هو المحكم من مراد به؟ وما هو المتشابه؟ يعني ومن مراد به هذا مما يطول تفصيله لكن المراد باختصار هناك ايات جعلها الله سبحانه وتعالى محل للابتلاء. هناك اناس لا يقنعون بالوقوف عند ظاهرها. بل يخوضون فيها آآ محرفين لها عن مواضعها او باحثين عما وراءها، وهذا مما لا ينبغي لاحد ان يخوض فيه. والله سبحانه وتعالى اخبرنا بانه متصف بصفاته العلا واخبرنا بانه آآ سبحانه وتعالى خلق اليوم الاخر والدار الاخرة والجنة والنار. فبعض الناس يبحث عن ما وراء ذلك فيبدأ يخوض في آآ ذات الله سبحانه وتعالى ويتجاوز ماء المقدار الذي بينه الله سبحانه وتعالى. وبعض الناس يبدأ يقود في الاخر ويبدأ الدخول في التفاصيل باشياء او تحريف اشياء عن مواضعها وتأويلها وهذا كلام طويل يعني ما فعله الفلاسفة وما فعلته الفرق الكلامية وما فعله المنحرفون عن الجادة امر كبير في العبث بايات القرآن الكريم. فكأن الله سبحانه وتعالى يريد ان يقول هناك ايات هي محط ابتلاء يريد الله سبحانه وتعالى ان نقف منها موقفا اه علميا صحيحا وهو فهمها والايمان بها. واخذ ما نحتاجه منها وما وراء ذلك نكله الى عالمه. ونرد هذه الايات التي اه فيها التشابه الى الايات المحكمة. حتى تبقى العقيقة العقيدة منضبطة. هناك اناس لا يقرون بهذا بل يبقون عند الايات المتشابهات لا يردونها الى المحكمات ويحرفونها عن مواضعها ويؤولونها بما لا تقبله من التأويل ويصرفون ايات الله عز وجل عن معانيها الحقيقية الى معاني اخرى فهؤلاء الذين في قلوبهم زيغ وهذا هو صنيع اليهود والنصارى في كتبهم. فاليهود ماذا فعلوا في كتبهم؟ حرفوها فحملوها على غير محاملها والنصارى ماذا فعلوا في الانجيل حرفوها وحملوها على غير محاملها فكأن هذا فيه اشارة يا امة محمد لا يكون حالكم كحالهم. ففي كتابكم هذا ايضا هناك ما هو متشابه ومحكم. فموقفكم ان تؤمنوا بالمحكم وبالمتشابه. واذا اردتم ان تفهموا المتشابه فينبغي ان يرد الى المحكم. والذي يقوم بعملية الرد الراسخون في العلم. الراسخون في العلم هم الذين يفهمون كيف تجمع الايات مع بعضها البعض وكيف يفهم النسق بينها. فعليكم باتباع اهل العلم والعودة للعلماء الراسخين وعليكم ان تنتجوا هؤلاء العلماء حتى يبقى حالكم على استقامة. فاذا سبب دخول الزيغ على اليهود من اهم اسبابه انهم تلاعبوا بكتابهم ولم يقنعوا بالمحكمات وسبب ضلال النصارى انهم حرفوا كتابهم وهذا كثير مما ورد في كتاب الله عز وجل انهم يحرفون الكلمة عن مواضعه ويكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله. فيا امة محمد اياكم ان تعتدوا على كتاب ربكم سبحانه وتعالى وعليكم ان تسلكوا طريق الراسخين في العلم في فهم المحكم وفي ضم المتشابه الى المحكم ولا يخوض كل انسان فيه برأيه. طيب اه ثم بين بعد ذلك قال وفي اثناء ذلك تنبيه للعباد عن عجزهم وعدم استبدادهم لئلا يغتر الغافل فيقول مع هذا البيان ووضوح الامر اذا لا طريق الى تنكب الان اه ابن الزبير كثير ما يركز على هذه الفكرة وهي ان الهداية الى الصراط المستقيم والثبات عليه هذه منة وتوفيق من الله سبحانه وتعالى واياك ان تظن عبد الله انك باختيارك الشخصي فقط من دون توفيق الله سبحانه وتعالى لك تستطيع الثبات على الصراط المستقيم. اياك ان تظن عبد الله انك بقدراتك الشخصية انك بقدراتك الشخصية وارادتك الشخصية تستطيع ان تسلك الصراط المستقيم ولا تضل عنه فلذلك عليك دائما ان تطلب من الله عز وجل العون على الهداية الى هذا الصراط. وهذا جاء واضحا في سورة الفاتحة اياك نعبد واياك نستعين. ثم ايضا في الصفحة الاولى من سورة ال عمران جاءت هذه الفكرة مرة اخرى. وهي ان تطلب العون من الله والثبات منه سبحانه والتوفيق منه. فهذا معنى قوله وفي اثناء ذلك تنبيه للعباد على عجزهم وعدم استبدادهم. اي انت لا تستطيع ان تستبد بنفسك لست انت يعني باختصار من يختار طريق الهداية بعيدا عن توفيق الله. نعم هناك ارادة لك لسلوك هذا الطريق واختيار لكنك تحت مشيئة الله سبحانه وتعالى في النهاية مفتقر الى عونه مفتقر الى آآ قوته مفتقر آآ الى آآ توفيقه خلينا نقول مرة اخرى فجاءت الاية ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب. اشعار للمؤمن انه صحيح عندي ارادة لاختيار طريق الحق لكن اه هذه الارادة ايضا محكومة بتوفيق الله سبحانه وتعالى والوقوف منه بقرب وان يتولاني وان يحفظني بالتالي انا احتاج الى ان استمد عونه في كل لحظة وفي كل حين. ولا استبد بنفسي واظن انني انا المختار تماما بدون توفيق الله سبحانه. هذه هي الفكرة ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة فالفكرة هل انا امتلك ارادة لسلوك الطريق المستقيم؟ نعم. لكن هل هذه الارادة منفصلة عن ارادة الله؟ كلا وما تشاؤون الا ان يشاء الله فلا بد اذا من ان تطلب العون والمدد والتوفيق من الله سبحانه وتعالى حتى تبقى ثابتا على هذا الطريق وهذه الفكرة يبينها ابن الزبير كثيرا لتعلقها بمسألة عقدية اه وقع فيها خلاف بين الفرق الاسلامية المعتزلة وهذا كثير ما يريد ابن ابن الزبير ان يرد عليهم لكنه لا يصرح بذلك. المعتزلة يقولون الفرقة الاعتزالية آآ ان العبد هو الذي يخلق فعله بفعله العبد هو الذي يخلق فعله بفعله وليس الله هو الذي يخلق افعالنا فابن الزبير يريد ان يرد كثيرا عليه ويبين ان الله سبحانه وتعالى هو الذي يخلق افعال العبيد فاياك ان تظن انك من تخلق فعلك لانك اذا قلت ان العبد يخلق فعله بفعله اذا انت جعلت في هذا الكون خالقا سوى الله سبحانه وتعالى فيقود ابن الزبير ثم كرر سبحانه وتعالى تنبيههم لشدة الحاجة ليذكر هذا ابدا ففيه معظم البيان ومنه ينشأ الشرك اذ اعتقاد الاستبداد بالافعال اخراج لنصف الموجودات عن يد بارئها والله خلقكم وما تعملون. الان الموجودات في هذا الكون اما اعيان انسان شجرة جماد واما افعال تصدر عن هذه الاعيان كذهابنا ومجيئنا واكلنا وشربنا. هيك بده يقول لك ابن الزبير الموجود في هذا الكون اما اعيان موجودة واما افعال تصدر عن هذه الاعيان فالان اذا الموجودات انقسمت قسمين. الموجودات انقسمت قسمين اعيان وافعال هذه الاعيان. اذا قلنا ان افعال الاعيان ليس الله هو الذي خلقها وانما اقتصر خلقه سبحانه تعالى على الاعيان فقط فهذا معناه اننا جعلنا النصف الموجودات في هذا الكون لم يخلقها الله. فالله فقط يخلق الاعيان الشجرة الجبل الانسان والافعال هذه تخلقها هذه الاعيان بنفسها. وهذا كلام خطير جدا. ولذلك يقول ابن الزبير ومنه ينشأ الشرك الاكبر انك تجعل هناك اكثر ومن مسيطر على هذا العالم وليس الله هو المتفرد بذلك. فاياك ان تقول ان الاعيان يخلقها الله وافعالها تخلقها الاعيان نفسها كلا الله هو الذي خلق الاعيان وهو الذي يخلق افعال هذه الاعيان. ومنه جاء قوله تعالى والله خلقكم وما تعملون. اي خلقكم انتم انتم كاعيان وخلق اعمالكم التي تعملونها. اذ لذلك يقول اذ اعتقاد الاستبداد بالافعال اخراج لنصف الموجودات في هذا الكون عن يد بارئها وجعل هذا النصف كاملا خلق من دون تدخل الاله سبحانه وتعالى قال فمن التنبيه على هذا الاصل ان الذين كفروا آآ لن تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم من الله شيئا ولكم وقود النار وقوله تعالى يضل به كثيرا ويهدي به آآ كثيرة وقوله تعالى امن الرسول هذا كله من جلي التنبيه ومحكمه ومما يرجع اليه ويحجز معناه بعد اعتباره والهكم اله واحد وقوله اه الله لا اله الا هو الحي القيوم. فمن رأى الفعل او بعضه لغيره تعالى حقيقة فقد قال بالهية غيره ثم ثم حذروا اشد التحذير لما بين لهم فقال ان الذين كفروا بايات الله لهم عذاب شديد. اذا يعني هو يرى آآ رحمة الله عليه ان هناك من الايات في القرآن. يعني في سورة البقرة وفي سورة ال عمران جاءت لتبين هذا الاصل وهو استقلال الاله الحق سبحانه وتعالى. اه بالخلق واستقلاله سبحانه وتعالى بالارادة المطلقة النافذة والمشيئة المطلقة النافذة في هذا الكون فاياك ان تظن ان هناك ما من يمكن ان عن مشيئة الله ويخلق افعاله باختياره الشخصي تماما من دون تدخل لارادة الاله اه ثم قال ثم ارتبطت الايات الى اخرها. اذا هكذا انتهى من كلام عن سورة ال عمران. لان سورة ال عمران هي في جلها فعلا جاءت تعالج هذه اه القضايا. جاءت تعالج هذه القضايا التي بيناها آآ سابقا في مطلع الكلام. دعونا ننتقل الى سورة النساء يقول الامام ابن الزبير رحمة الله عليه في فائدة او تناسب سورة النساء مع السورة السابقة يقول لما تضمنت سورة البقرة ابتداء الخلق وايجاد ادم من غير اب ولا ام. ثم اعقبت بسورة ال عمران لتضمنها مع ما ذكر في صدرها. من بيان كما قلنا ان الكتب السماوية نزلت للهداء لتضامنها مع ما ذكر في صدره امر عيسى عليه السلام وانه كمثل ادم في عدم الافتقار الى اب وعلم الموقنون من ذلك انه تعالى لو شاء لكانت آآ في من بعد ادم فكان سائر الحيوان يعني لو شاء الله لكان كل الحيوانات وكل البشر لا يحتاج الى ابوين آآ وان يكون كل الحيوانات وكل البشر كعيسى مثلا فقط يفتقرون آآ الى ام لا يتوقف الا عن فقط يعني الله سبحانه وتعالى ابتداء في مطلع سورة البقرة ارانا كيف يخلق من دون الحاجة الى اسباب ابدا فكيف خلق ادم من دون اه ابن ولا ام بسببية النكاح ثم في مطلع سورة اه او في قصة ال عمران بين الله سبحانه وتعالى كيف انه قادر ايضا ان يخلق مثلا ذرية من الام فقط ثم جاء بعد ذلك في سورة النساء ليبين ما هو السبب المعتاد الذي جعله طريقا للذرية فهو سبحانه ارانا قدرته الباهرة حتى لا يعتقد معتقد ان الذرية والنسل آآ يحدث يحدث نفسه بنفسه من دون دون ارادة الله سبحانه وتعالى او يعتقد انسان ان الله عز وجل ليس قادرا ان يخلق مخلوقا الا من خلال النكاح. لا لا. الله سبحانه وتعالى قادر ان يخلق فالمخلوقات مباشرة بكلمة كن فيكون من دون الحاجة الى وجود النكاح. لكن جاء في مطلع يعني بعد ان بين القدرة الشاملة جاء في مطلع سورة النساء يبين لنا ما هو السبب وما هي الطريقة المعتادة للتناسل والتي اودعها الله سبحانه وتعالى في هذا الكون. وهي طريقة النكاح فاعلم سبحانه بان من عدا المذكورين وهم ادم وعيسى من عاداهم من ذرية ادم سبيلهم بسببية الابوين اي عن طريق النكاح يأتون فقال تعالى يا ايها الناس الان جاءت سورة النساء تبين هذا الاصل. يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ساقع. فطريقة الخلق بعد ادم وعيسى او في غير ادم وعيسى ستكون عن طريق السببية المعتادة. هذا ما يريد ان يقوله ابن الزبير وهي لابد من ان ينكح رجل امرأة حتى تعمر هذه الارض وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا. ثم اعلم تعالى بكيفية النكاح المجعول سببا في التناسل. فالان لما جاءت سورة النساء لتبين ان الاصل في الذرية انما هو التناكح. جاءت سورة النساء لتفصل احكام النكاح. فانت منذ بدايتها الى نهايتها تقريبا تتكلم عن النكاح وعن احكام النكاح واحكام الارحام واحكام ومن مواريس وهذه كلها احكام الارحام والمواريس انما تنشأ بسبب النكاح. فتضمنت السورة ابتداء ابتداء الامر وانتهاءه. اي السورة. سورة النساء تكلمت عن النكاح ابتداء من عقد النكاح وكم ينكح الرجل؟ وهل يجوز له ان يعدد والا يعدد؟ ثم مشت في قضايا النساء ومن يجوز له ان الانتحار من لا يجوز له ان ينكحها. ثم انت بانتهائه وهي في حالة وقوع النزاع والخصومة كيف يتم الاصلاح بين الزوجين الى غير ذلك من الاحكام التي تضمنتها هذه الصورة لذلك قال فاعلمنا بكيفية التناكح وسورة آآ الاعتصام واحترام بعضنا لبعض. وكيف ينبغي ان تكون آآ العشرة بين الزوجين سورة الاعتصام اي سورة العشرة والعلاقة والعصمة بين الزوجين. هذا مراد بالاعتصام. الاعتصام العصمة ان تكون مبنية العلاقة بينهم على الاحترام. وآآ الاخلاق الحسنة والعشرة الجميلة ثم وكيفية تناول الاصلاح فيما بين الزوجين عند وقوع شجار او شقاق فابعثه حكم من اهله وحكم من اهلها وبين لنا ما يصح ان ينكح وما لا عن ينكح حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم واخواتكم. وما ابيح من العدد وهذا في مطلعها. وحكم من لم يجد الطول ومن لم يستطع منكم طولا ان ينكح المحصنات المؤمنات. وما يتعلق بهذا من من موالي احكام المواريث كلها التي ذكرت في سورة النساء. وفسر ذلك كله الا الطلاق. لم يفسر بالتفصيل وانما كان لديه اشارة. لان الطلاق فصل في سورة ايش؟ فصل في سورة اه البقرة سابقا. فكانت اشارة اليه هنا اشارة سريعة اه قال لان احكامه قد تقدمت اي في سورة البقرة ولان اصلا بناء هذه السورة سورة النساء على التواصل والائتلاف. ورأي حقوق ذوي الارحام وحفظ ذلك كله الى حالة الموت المكتوب علينا وناسب هذا المقصود من التواصل والالفة ما افتتحت به السورة اي سورة النساء انما تتكلم عن حالة الائتلاف وعن حالة انشاء عقد النكاح وليس عن حالتي الطلاق والفسخ فكان الانسب في سورة النساء ان لا يذكر فيه الطلاق والفسخ. لانه يتكلم عن بناء الاسرة وليس عن هدمها فلم يذكر الهدم وهو الطلاق الا في اية واحدة في قوله وان يتفرقا يغني الله كلا من سعته فاذا واضح اذا سورة النساء ارتباطا اساسي بالسور السابقة كما يرى ابن الزبير ان سورة البقرة لما تكلمت عن خلق ادم بدون السببية الرجل ولا الام ثم سورة ال عمران تكلمت عن خلق عيسى بدون سببية الاب جاءت سورة النساء لتبين الحالة الاعتيادية وهي ان الذرية انما تنشأ من اب وام فكان لابد من الكلام عن احكام النكاح الاتفاق والاهتمام باقامة الاسرة المسلمة وبيان وتفاصيل كل الاحكام التي تتعلق بها. فكانت سورة النساء من بدايتها الى نهايتها تدور حول هذا الموضوع وان كان هناك طبعا في بعض المواطن اه كلام عن اشارات اخرى. لكن هذه الاشارات انما تأتي تبعا للموضوع الاصلي هذا الكتاب طبعا مختصر وهو مقصده بيان تناسب السور وليس تناسب الايات. فلذلك لم يتطرق الى تفاصيل كثيرة نذهب الان الى الصورة التي تليه وهي سورة المائدة فيقول لما بين الله تعالى حال اهل الصراط المستقيم ومن تنكب تنكب يعني خرج خرج عن نهجهم عن نهج اهل الصراط المستقيم ومآل الفريقين من المغضوب عليهم والضالين وهم اليهود والنصارى ومن كان على شاكلتهم من بعد ذلك. وبين لعباده المتقين ما فيه هداهم اما به خلاصهم اخذا وتركا اي ما هي الاوامر المطلوبة منهم؟ وما هي النواهي المنهية عنها؟ وحصل في طي ذلك الاسهم الثمانية الواردة في حديث حذيفة لما قال حذيفة الاسلام ثمانية اسهم الشهادة سهم والصلاة سهم والزكاة سهم والصوم سهم والحج سهم والامر بالمعروف سهم والنهي عن المنكر سهم. وقد خاب من الان حديث حذيفة وحديث بني الاسلام على خمس يبين ما هي اركان الاسلام الاساسية؟ فاركان الاسلام الاساسية الان الحمد لله تم بيانها في سورة البقرة ففي سورة البقرة تكلم الله عن الصلاة تكلم عن الزكاة تكلم عن الصيام تكلم عن الحج وتكلم عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. وآآ ايضا وقت الاشارة الى هذه الاسهم في سورة ال عمران وفي سورة النساء لما بينت اصول والسهام الاساسية في الاسلام آآ وتحصل مما تقدم ان اسوأ حال المخالفين يعني وقال صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس وقد تحصلت. يعني هو يريد ان يقول السور السابقة الثلاث اكملت هذه الاسهم في بيانها وفي توضيحها في الجملة طيب وتحصل مما تقدم ايضا من مواضيع الصور السابقة مما حصلناه من الفوائد ان اسوأ حال المخالفين هو حال من غضب الله عليهم ولعنه. وان ذلك كان ببغيهم وعدوانهم ونقضهم للعهود وكأن النقض يشمل كل مخالفة. قال الله تعالى لعباده المؤمنين في مطلع سورة المائدة. يا ايها الذين امنوا اوفوا بالعقود. لان اليهود والنصارى وانما اتى عليهم غضب الله والحكم عليهم انهم مغضوب عليهم وبانهم ضالون من عدم الوفاء بالعهود ونقض العهود. فحذر المؤمنون ولهذا الغرض والله تعالى اعلم ذكر هنا العهد المشار اليه في قوله تعالى واوفوا بعهده في سورة البقرة. اذا يريد ان يقول الله سبحانه وتعالى في مطلع سورة البقرة وفي مطلع ال عمران وفي مطلع النساء او في خليني اقول في مجمل هذه السور لما بين احوال الذين خرجوا عن الصراط المستقيم ثم بين الاسهم الاساسية التي يجب على الصراط المستقيم من هذه الامة ان يحرصوا عليها الصلاة والصيام والحج. آآ كأن هذه الاسهم هي عبارة عن عقود وعهود مع الله سبحانه وتعالى. فالصلاة عقد والزكاة عقد والصيام عقد والحج عقد والامر بالمعروف عقد. والنهي عن المنكر عقد. هذه مع الله سبحانه وتعالى. هذه الطاعات هذه هي العقود التي نتعاقد عليها مع الله سبحانه وتعالى. الذين خرجوا عن الصراط المستقيم من الامم السابقة فكان اذا كان بينه وبين الله عقد في عبادة من العبادات لا يوفون بهذا العقد ولا يقومون بامره كما ذكر الله عز وجل قصة بني اسرائيل انهم يماحقون ويجادلون ويناقشون وكذلك النصارى كان عندهم هذرم وكذلك مشركو العرب وهذه الصورة اساسا هي تحذير لمشركي العرب ان يكون حولهم كحال الامم السابقة فالله سبحانه وتعالى ماذا قال لعباده المؤمنين في مطلع سورة المائدة؟ لاحظوا الترتيب التسلسلي يا ايها الذين امنوا اوفوا بالعقود. في اول اية لا يكونن حالكم كحال الامم السابقة الذين نقضوا هذه العهود مع الله. فانتم اذا لم تصلوا خنتم العهد اذا لم تزكوا خنتم العهد اذا لم تصوموا خنتم العهد اذا لم تحجوا خنتم العهد اذا لم تأمروا بالمعروف خنتم العهد وهكذا يا ايها الذين امنوا اوفوا بالعقود ولا يكونن حالكم حال اليهود والنصارى الذين اخلفوا هذه العقود ونقضوها. ثم بين سبحانه في سورة المائدة كيف كان النقض هذه العهود وكيف كانت عاقبته وخيمة على اليهود والنصارى؟ فقال ثم بين نقضهم وبين اللعنة وكل محنة ابتلوا بها عليه اي بسبب نقضهم من العهود ماذا حال كيف كان حال اليهود والنصارى؟ فقال سبحانه في سورة المائدة فبما نقضهم ميثاقهم اي بسبب نقضهم لميثاقهم لعناهم. وقال سبحانه وتعالى في اليهود عفوا في النصارى ومن الذين قالوا انا نصارى اخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فاغرينا بينهم العداوة والبغضاء الى يوم القيامة اخبر الله سبحانه وتعالى في سورة المائدة انه القى العداوة والبغضاء بين اليهود القينا بينهم. هذه وردت في تقريبا النصف الاخير من سورة المائدة. وكذلك اخبر سبحانه وتعالى عن النصارى انه اغرى بينهم العداوة والبغضاء. طب ما سبب القاء العداوة والبغضاء في بين النصارى مع سبب القاء العداوة والبغضاء بين اليهود. هذا كله من الاثار الوخيمة التي اه اثمرها نقضه من العهود مع الله سبحانه وتعالى. ثم سبحانه وتعالى للمؤمنين افعال الفريقين ليتبين لهم فيما نقضوا اي الله سبحانه وتعالى في سورة اه مائدة في الحقيقة فصل جزءا من قصة بني اسرائيل مع موسى عليه السلام. خاصة قصة الدخول على المدينة الجبارة. وذكر كذلك تفاصيل في احكام النصارى وكيف اعتقدوا اه التثليث وما شابه ذلك من العقائد الباطلة في عيسى ومريم اذا ثم ذكر تعالى للمؤمنين افعال الفريقين ليتبين لهم اشكال النقض كيف كانت نقضهم للعهود مع الله سبحانه وعدم انصياعهم لاوامر الله عز وجل ثم في نهاية السورة او قريبا من نهايتها تفاوتهم في البعد عن الاستجابة. وهذا شيء اشرنا اليه مسبقا وهو ان الله سبحانه وتعالى يخبر ان اليهود اسوأ حال من صار عموما. لذلك في سورة الماء اذا بينت هذه الحقيقة بشكل جلي فقالوا سبحانه لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا ولا تجدن اقربهم للذين امنوا اليهود. الذين قالوا انا نصارى ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا. ثم بعد ان اخذت الصورة الحيز الاكبر في بيان اشكال نقض اليهود للعهود مع الله. يعني حتى هذا الامور احبابي انتم ملاحظون الكتاب خاصة الصور اه الطوال ركز على قضية الذين نقضوا العهود مع الله. ركزت على موضوع بني اسرائيل وركزت على موضوع النصارى والهدف من ذلك ان نحذر نحن امة الاسلام من حالهم الامم السابقة ارسل الله عز وجل اليها كتب ورسل وامروا واخذ عليهم المواثيق ثم بعد ذلك خانوا هذه المواثيق. ونقضوها ولم ينصاعوا لها. هذه حقيقة كبرى يجب ان ترسخ في عقد في عقد المسلم وفي قلبه انه يجب ان يوفي العقود مع الله سبحانه وتعالى. عقد الايمان عقد الصلاة عقد الزكاة عقد العبادات. هذه العقود كلها يجب ان فيها مع الله سبحانه وتعالى لاننا بهذا نكون صلتنا الصراط المستقيم الذي ندعو الله سبحانه وتعالى ان يهدينا اليه في كل صلاة فنقول اهدنا الصراط المستقيم. بدكم تهدوا الى الصراط المستقيم. عليكم اذا ان توفوا بالعقود لاحظوا الارتباط. تريدون اهدنا الصراط المستقيم في مطلع سورة البقرة؟ اول علامة من علامات الهداية. ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. وفي سورة آآ الماء اذا في بدايتها ايضا علامة من علامات الهداية يا ايها الذين امنوا اوفوا بالعقود وهذه كلها تناسقات جميلة يجب ان انتبه لها. قال ثم نصح عباده وبين لهم ابوابا منها دخول الامتحان. وهي سبب في كل ابتلاء. فقال تعالى لا تحرموا وطيبات ما احل الله لكم ولا تعتدوا. فانكم اذا فعلتم ذلك كنتم شارعين لانفسكم. اه وظالمين واعقب ذلك اه بقوله تعالى يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسور والانصاب والازلام ثم قال تعالى جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس. فنبه سبحانه في هذه الايات على سوء العاقبة في تتبع البحث آآ عن التعليل بالوقوف على ما تعليله مما استأثر الله بعلمه ومن هذا الباب آآ اتى آآ ومن هذا الباب اتي على بني اسرائيل في امر البقرة وغير ذلك. وجعل هذا التنبيه اه ايماء ثم اعقب بما يفسره فقال يا ايها الذين امنوا لا تسألوا عن اشياء تبد لكم تسوءكم. يعني يريد ان يقول ان المقطع من قوله تعالى لا تحرموا طيبات ما احل الله لكم. الى قوله يا ايها الذين امنوا لا تسألوا عن اشياء ان تبد لكم تسؤكم وان تسألوا عنها حين ينزل القرآن وتبدى لكم عفا الله عنها. هذا المقطع فيه ارشاد للمؤمنين. كيف عليهم ان يتعاملوا مع العقود الالهية؟ ومع احكام الله سبحانه وتعالى حتى لا يتشبهوا باليهود والنصارى. اليهود والنصارى اخواني عسروا فعسر الله عليهم. خاصة اليهود بالتحديد عالصارو فعسر الله عليهم. كانوا دائما في مشاقة بمحادة للانبياء. اذا جاءهم امر من الله. ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة. ماذا كان موقفهم؟ المنازعة وما لونها؟ وما شكلها؟ وما تفاصيلها؟ هذا هو والمراد والذي يقصده ابن الزبير بقضية البحث عن التعاليم. اي لما يأتيكم امر من الله سبحانه وتعالى يا امك الاسلام عليكم ان تقبلوه بالتسليم. ولا يكونن حالكم الامم السابقة في المجادلة والمماحكة ولماذا هذا يا الله؟ طيب لو قصرنا يا رب لو زدنا لو اننا عافيت عن هذه الامور لو انك زدت هذه الامور لأ احذر يا امة الاسلام عليكم ان تأخذوا الاوامر الالهية وتتلقوها تلقي المسلم واعتبار ان الله سبحانه وتعالى فقط هو المشرع هو صاحب الامر هو صاحب الحكم. ليس لكم ايها البشر ان تتدخلوا في التشريع. ليس لكم ايها البشر ان تعترضوا على تشريع اياكم ان تسألوا النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا عن اشياء خلاص الله سبحانه وتعالى سكت عنها. لانه هذه السؤال وهذه المماحكات وهذه التكلفات كلها سبب في ان يشد الله سبحانه وتعالى عليكم. هذه قضية يجب ان ننتبه لها. ان المؤمن احبابي الكرام عندما يأتيه حكم من الله ويعلم انه ثابت الاحاديث الصحيحة وبالايات الصريحة عليه ان يستقبل هذا الحكم بالاذعان والتسليم ويتعلم كيف يمتثل لله سبحانه وتعالى. هذا من محك العبودية تعظيم الذي يريد الله سبحانه وتعالى ان يتجلى في عباده. انتم لو نظرتم في احوال اليهود والنصارى وما قص الله من امورهم تجدون ان هذه المشكلة الابرز في حياتهم قضية المماحكة والمجادلة لله وعدم التسليم ان الله سبحانه وتعالى هو صاحب الامر والمتنفذ في هذا الكون واننا نحن عبيد علينا ان نستقبل فقط وليس لنا ان نناقش الله سبحانه تعالى وان نعترض عليه في هذه التفاصيل. فالله سبحانه وتعالى قال يا ايها الذين امنوا لا تحرموا طيبات ما احل الله لكم ولا تعتدوا. ليس لكم ان تنصبوا انفسكم مشرعين تحرمون ما احل الله وتحلون ما حرم الله وليس لكم ان تعتدوا الخطوط التي وضعها الله سبحانه وتعالى. ثم بين لهم اشياء هو حرمها عليهم فليس لهم ان يطلبوا تحليلها. فقال انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان. فاجتنبوه لعلكم تفلحون. ثم قال جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما الناس والشحرة هرموا والهدي والقلائد طب من الذي يشرع هذه الامة؟ من الذي عظم البيت؟ من الذي جعل الاشهر الحرم؟ من الذي حرم الصيد في الحرم؟ من الذي احل اشياء وحرم اشياء. من الذي علينا ان نستقبل اوامره؟ هذا كله من الله سبحانه وتعالى. ونحن ننتظر فقط منه ان يعطينا الاوامر تنفذ ولا نكون باحثين سائلين عن اشياء سكت الله عنها. لذلك ختم الله عز وجل هذا المقطع بقوله يا ايها الذين امنوا لا تسأل عن اشياء تبدلكم تسوءكم. طبعا هذه الاية اكثر المفسرين او كثير من المفسرين يقولوا انها كانت للصحابة انه الاشياء التي عفا الله عز وجل عنها ولم يخبركم بامرها هي اصل الحل فلا تكونوا حالكم كحال بني اسرائيل. كثرة السؤال لانبيائهم والمناقشة والبحث. ولماذا يا رسول الله؟ طب هذا حلال هذا حرام خلص. لا تسألوا عن اشياء انتم وان تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبدى لكم عفا الله عنها. يعني في اشياء الله سكت عنها عفوا يعلم انها مثلا قد تريبكم قد تتنازعون فيها لكنه سكت عنها وجعلها على العلة اصالة الرأفة بكم. فاياكم ان تبدأوا تناقشوا وتنازعوا فيها لانها اذا نوقشت اذا ناقشتم فيها ونزعتم فيها فان الله سبحانه وتعالى يمتحنكم بها. اذا ناقشتم ونزعتم فيها واصررتم على ان تدخلوا في تفاصيلها والبحث عنها فان الله سبحانه سيمتحنكم بها. فالانسان يكون كيسا فطنا لا يقحم نفسه في اماكن الله سبحانه وتعالى عفا عنها ولم يتطرق لها عفوا. طبعا لم تطرقناها ليس جهلا منه سبحانه جل في علاه. وانما رحمة بالعباد. والا هو سبحانه وتعالى عالم بها. فالزوايا الضيقة الانسان لا يقحم نفسه فيها بل يبقى مسلما منصاعا لما جاءه من عند الله سبحانه وتعالى. قال ثم عرف عباده انهم اذا استقاموا فلن يضرهم خذلان غيرهم اذا استقمت على الصراط المستقيم يا عبد الله ولم يكن حالك حال اليهود والنصارى المنازعين المشاقين لله سبحانه وتعالى. وكنت تلتقي تتلقى احكام الله سبحانه وتعالى بالتسليم خلاص يا ايها الذين امنوا عليكم انفسكم عليكم انفسكم عليكم انفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم طبعا هذا ليس دعوة الى ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر كلا وانما المراد انك اذا ثبتت على الصراط المستقيم اه فانت على خير فانت على خير ولا يضرك هلاك الامم الاخرى عليك بخاصة نفسك ان تثبت على الصراط المستقيم وان تنصح الناس. بعد ذلك من لم ينصح لهذه النصيحة ومن اراد ان يسلك طرق الضالين والمغضوب عليهم فهذا لن يضر باذن الله لن يضرك باذن الله عليكم انفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم. اذا انتم ثبتم على الصراط المستقيم ولم تسلكوا مسالك اليهود والنصارى فلن يضركم حالهم بذلك ختم في سورة ال عمران. يا ايها الذين امنوا آآ عليكم انفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم. وقال آآ اه سبحانه وتعالى هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم. ايضا في ختام السورة وكما تلاحظون انه في ختام السورة ايضا ذكر الله سبحانه وتعالى شيئا من احوال النصارى واتقاضى الله عيسى ابن مريم ان تقول للناس اتخذوني امي الهين من دون الله وهذا جزء من البيان الذي ورد في سورة المائدة اه لتفاصيل اليهود والنصارى. كيف ان اليهود والنصارى خانوا المواثيق والعهود. سورة النصارى سورة المائدة عفوا بينت جزء كبير من هذه الخيانة التي وقعت منهم للعهود والمواثيق. ولعلها ركزت بشكل كبير ايضا على النصارى. وهذا امر احبابي علينا ان نلاحظه فعلا في الصور كما قلت في البقرة وال عمران والان النساء ركزت على موضوع قضايا اسرية خلينا نقول البقرة وال عمران والمائي. بهذه السور الثلاث ركزت على الكشف التام لاحوال بني اسرائيل والكشف عن احوال اه طبعا بني اسرائيل بصنفيهم اليهود والنصارى وكيف كان حالهم مع انبيائهم وكيف كان كيف شرق الانبياء وكيف حادوهم وكيف تلاعبوا باحكام الله وماذا فعلوا. كل هذه السلسلة كلها متناسقة. لان المراد منها ان يبين الله سبحانه وتعالى لهذه الامة ان من سلك مسالك الامم السابقة في المحادة في المناقشة في المنازعة في التعنت في محاربة الله ورسوله وسيكون حاله كحالهم. وهذا يجب علينا ان ننتبه له وان نحذر منه. اه اظن سورة الانعام كانت اه معنا في ورد اليوم. لكن سورة الانعام في الحقيقة هو اه اطال النفس فيها وفيها فوائد عظيمة فانا ارتأيت ان اوقفها او ان اؤجلها الى يوم الغد باذن الله. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وارزقنا علما نافعا يا ارحم ارحم الراحمين ونلقاكم في مجلس قادم باذن الله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين