بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين هذا مجلس جديد من تعليقنا على كتاب البرهان في تناسب سور القرآن للامام ابن الزبير الغرناطي رحمة الله تعالى عليه قد وصل بنا الحديث الى سورة الانعام فيا ترى ما وجه مناسبة سورة الانعام للسور التي سبقتها اكلنا مع ابن الزبير الغرناطي رحمة الله تعالى عليه بكلام طويل في سورة الانعام في الحقيقة وسأسعى لاختصار ما يريد ان يدندن حوله بن الزبير الغرناطي رحمة الله تعالى عليه ان مطلع سورة الانعام آآ جاء ليعالج وليتحدث عن نوع ممن انحرف عن الصراط المستقيم لكن هذا النوع ليسوا من اليهود والنصارى وليسوا من اصحاب الكتب السماوية وانما هم اقوام قالوا بربوبية النور والظلمة ومنهم من ذهب الى ربوبية الاجرام السماوية كالشمس والقمر والنجوم وغيرها من الكواكب وهذه العقيدة وهي عقيدة الربوبية بالنور والظلمة والربوبية للاجرام السماوية كانت منتشرة في الصابئة وكثير من طوائف المجوس فكان هناك طائفة من المجوس يقولون ان هذا العالم له ربان رب النور ورب الظلمة والنور والظلمة هي التي تتحكم في هذا العالم وان كان اله النور ورب النور اقوى من رب الظلمة الى غير ذلك من العقائد الفاسدة التي كانت منتشرة في بعض الامم وكذلك الصابئة انتشر فيهم عبادة الاجرام السماوية بالشمس والقمر والكواكب والنجوم الى غير ذلك. فهنا لما بين الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة وفي سورة ال عمران وفي سورة اه الماء اذا آآ حال الذين خرجوا عن الصراط المستقيم من اليهود والنصارى ومن تبعهم من مشركي العرب هنا في سورة الانعام جاء ليتحدث عن طائفة اخرى وعن نوع ممن انحرف عن الصراط المستقيم ولم يكونوا من اصحاب الكتب السماوية وانما كانوا يعملون عقولهم وانظارهم في هذا الكون ولكنهم لم يهتدوا الى الله سبحانه وتعالى فوقف بهم الهوى والضلال الى ان الهوا وعبدوا وحكموا بربوبية ما لا يستحقوا ان يكون ربا فلو انهم احسنوا النظر واتبعوا الدليل الحق وتأملوا في معالم هذا الكون حق التأمل لابصروا من خلال هذا النظر ومن خلال هذا التدبر ان هذا الكون لا يمكن ان يكون الهه هو النور والظلمة. لا يمكن ان يكون الهه هو شمس او قمر او نجوم او وكواجب ولذلك جاء في مطلع هذه السورة قوله تعالى الحمدلله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور. جعل هنا بمعنى خلق ايضا فجعلها تأتي بعدة معاني ومن معانيها خلقه وانما تأتي جعل بمعنى خلقه اذا اخذت مفعولا به واحدا فكأن الله سبحانه وتعالى يريد ان يعلم في بداية سورة الانعام انه هو الذي خلق السماوات والارض والسماوات ارض هي اصلا موطن الاجرام السماوية التي ينبعث منها النور فالله سبحانه وتعالى هو خالق النور والظلام وهو خالق الاماكن التي ينبعث منها النور والظلام وهي السماوات والارض يقول ابن الزبير فبدأ تعالى بذكر خلق السماوات والارض التي عنها وجد النور والظلمة فالنور والظلمة انما وجد وانبثق من من السماوات والارض فيقول اذ الظلمة انما هي ظلال الاجرام السماوية. والنور انما ينبعث عن بعض هذه الاجرام النيرة وهي الشمس والقمر والنجوم لان الكلام في قوة اي كان الله يريد ان يقول الحمد لله الذي اوضح الامر لمن اعتبر واستبصر. فعلم ان وجود النور والظلمة متوقف بحكم السببية التي شاءها الله تعالى على وجود اجرام السماوات والارض وما اودع فيها فالنور والظلمة انما هي مسببات ناتجة عن اسباب وهي الاجرام السماوية وهذه الاجرام السماوية انما هي موجودة في السماوات والارض والذي خلق السماوات والارض باسرها هو الله سبحانه وتعالى. فمطلع سورة الانعام يؤسس ببيان هذه العقيدة الحقة عقيدة التوحيد لله والرد على من قال بربوبية النور والظلمة والاجرام السماوية التي كان كما قلنا هذا منتشرا في بعض الطوائف والامم وانت اذا نظرت واعتبرت لكلام ابن الزبير تجده موفقا في هذه الملاحظة لو اننا اتينا الى منتصف السورة ووجدنا قصة ابراهيم عليه سلام. ففي منتصف سورة الانعام نجد ابراهيم عليه السلام ناقش مناقشة مطولة مع الصابئ الذين كانوا في حران والذين كانوا يقولون بربوبية الاجرام السماوية فابراهيم عليه السلام ناقشهم المناقشة المشهورة فنظر الى كوكب فقال هذا ربي فلما افل قال لا احب لما غاب وذهب ثم رأى القمر فقال هذا ربي فلما افرق هذا لئن لم يهدني ربي لاكونن من القوم الضالين. ثم نظر الى الشمس فلم وقال هذه اكبر الاجرام. اذا لعلها هي التي تستحق الربوبية. فلما افلت ادرك انه لا يمكن ان تكون هذه الاجرام التي لا تستطيع الثبات والتي لتأكلوا وتغيبوا عن المشهد لا يمكن ان تستحقوا الربوبية. وهذا كله والله تعالى اعلم وهذا الذي قرره ابن الزبير وطائفة من المفسرين. انما كان من ابراهيم عليه السلام على سبيل التنزل ولم يعتقد ان هذه الاجرام كواكب عفوا ان هذه الاجرام هي الهة او ارباب كما ذكر بعض وان هذا كان قبل ان يهديه الله حاشاه. وانما ابراهيم عليه السلام انما قال هذا ربي من باب التنزل ليقيم الحجة على هؤلاء وليبين ان هذه ترامب وان هذه النور والظلام لا يمكن ولا يصلح ان يكون ربا حاكما خالقا مدبرا لهذا الكون لانه لا توجد فيه عناصر القدرة والاحاطة والثبات والديمومة والسيطرة والهيمنة فانها تقفل وتغيب ولا تستطيع الثبات في اماكنها وهذا يدل على ان هناك مهيمنا هو الذي اوجدها وخلقها وليست هي التي تصلح للربوبية. اذا هذا الموضوع عالجته صورة الانعام في اكثر من موطن في مطلعها وكذلك في حديثها اه عن قصة ابراهيم مع الصابئة. موضوع اخر عالجته سورة الانعام آآ موضوع آآ ان الله سبحانه وتعالى قسم خلقه آآ بالنسبة لاستجابتهم لداعي الهدى الى ثلاثة اقسام قسم الله سبحانه وتعالى وفقهم اه لاستجابة داعي الهدى ابتداء قسم وفقهم الله سبحانه وتعالى للاستجابة الى الهدى ابتداء. ولم تكن منهم سابقة كفر وقسم قدر لهم ان يعيشوا موتى موتى القلوب لفترة من الزمان ثم بعث الله عز وجل فيهم الحياة الحقيقية. حياة الروح لما ابصروا نور الهداية. وقسم ثالث بقي ميتا ميت القلب بعيدا عن نور الهداية واللجوء الى الله سبحانه وتعالى والتبصر بدلائل القرآن فابن الزبير اذا قرأتم تلاحظون انه ركز على هذا المفهوم وهي ان سورة الانعام في موطنين. الموطن الاول اه في الصفحة الخامسة يقول سبحانه وتعالى انما يستجيب الذين يسمعون والموتى اي موتى القلوب يبعثهم الله يقول ابن الزبير رحمة الله عليه انه هذه الاية تبين آآ ان هناك صنفين ممن يتبصرون بهدايات القرآن والدلائل القرآنية والدلائل الكونية. صنف رزقه الله سبحانه وتعالى التبصر والهداية ابتداء وهم الذين قصدهم الله في قوله انما يستجيب الذين يسمعون. طبعا السماع هنا ليس المراد دخول الصوت الى الاذن. انما المراد تماع القبول والانقياد المراد بالسماع هنا السماع النافع وهو سماع القبول والانقياد. فكأن الاية تقول انما يستجيب لهذه الدلائل وينتفع بها الذين يقبلونها ويتفهمونها ويتعقلونها عن الله ابتداء والموتى يبعثهم الله. القسم الثاني هم قسم ابتداء لم يلتفتوا الى هذه الدلائل. كانوا موتى القلوب ما عندهم حياة حقيقية في نفوسهم. لكن الله سبحانه وتعالى يبعث فيهم هذه الحياة. ويرزقهم التغير والتبدل من الشرك الى الايمان. ومن من الضلال الى الهدى والموتى اي موتى القلوب. يبعثهم الله فيرفع عنهم الجهل. وتقوم في قلوبهم دلائل العلم فيبصرون الطريق الى الله واما القسم الثالث واما القسم الثالث فلم يذكرهم الله سبحانه وتعالى في هذا الموطن. وهم الموتى الذين لا يبعث الله عز وجل فيهم الروح وانما يبقون موتى في هذه الحياة الدنيا ويلقون الله سبحانه وتعالى وهم موتى القلوب. لماذا لم يذكرهم الله في هذه الاية؟ يقول ابن الزبير وكأن هذا الضرب اي الثالث لو ذكر هنا لكان فيه ما يكسل من ضعفت همته وجفت حالة ابتدائه. فكأنه يقول الله عز وجل لم يذكر القسم الثالث وهم الموتى الذين يعيشون موتى ويموتون موتى حتى آآ لا ينتبه الى شأنهم ولا ينظر في حالهم ليبقى الانسان منشغلا بان يكون اما من اصحاب اه الفريق الاول او على الاقل من اصحاب الفريق الثاني. لكن متى ذكر الله عز وجل الصنف الثالث وهم الموتى الذين يعيشون موتى ويحيون موتى في قبيل نهاية السورة خلينا نقول او يعني في النصف ثاني من السورة وهذا ادق لما قال سبحانه وتعالى او من كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها هذا الذي في الظلمات ليس بخارج منها هم موتى القلوب. الذين يعيشون في هذه الحياة الدنيا معمل الذاتهم مع شهواتهم ولا يلتفتون الى دلائل الهداية ولا يتبصرون بها. فاذا سورة الانعام تبين ان استجابة الناس للدلائل والارشادات الالهية منهم من تجيب لها ابتداء من دون توقف ولا تعنت ولا فترة موات. منهم من يكون ميتا فترة من الزمان ثم يكتب الله له الهداية. ومنهم من يبقى في الظلمات ليس منها تمام والموضوع الثالث الذي تطرقت اليه سورة الانعام ايضا اه تطرقت الى بيان ان الله سبحانه وتعالى اودع في هذا الكون وفي هذا العالم من الدلائل التي تدل على ربوبيته لذلك انت اذا نظرت في سورة الانعام في العديد من المواطن وفي الصفحات المتفرقة من بدايتها الى نهايتها ذكر الله سبحانه وتعالى مجموعة من الظواهر الكونية التي تدل على ربوبيته. فقال سبحانه وتعالى في بدايتها الحمد لله الذي خلق السماوات والارض. وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون هو الذي خلقكم من طين ثم قضى اجلا واجر مسمى عنده ثم انتم تمترون. وذكر مثلا في منتصفها وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو. ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا ركب ولا يابس الا في كتاب مبين وتكمل الايات. ثم يذكر في موطن اخر ان الله فالق الحب والنوى يخرج الحي ابن الميت ومخرج الميت من الحي ثم يعدد في صفحتين ثلاث. مجموعة من المظاهر الكونية التي نراها ونشاهدها والتي تدل على وجود الخالق سبحانه وتعالى المتفرد بالوحدانية والربوبية لهذا الكون. فسورة الانعام اشارت الى الدلائل الربوبية التي نلاحظها ونشهدها في هذا العالم وادلت واخبرت ايضا انه مع وجود هذه الدلائل في هذا الكون على وجود هذا الرب فان الله سبحانه وتعالى ارسل الرسل رحمة منه حتى لا يعذب احدا فيقول يا رب لم ترسل لي رسولا دلائل الكون هي بحد ذاتها تقودك الى الله وتعرفك به لكن سبحانه من رحمته بخلقه ان ارسل لهم رسلا ومن رحمته بخلقه ان جعل على نفسه الا يعذب احدا والا يعذب امة حتى يبعث اليهم رسولا رسولا فقال سبحانه وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا. وهذا من رحمات الله سبحانه وتعالى والا فدلائل الكون تدل على وحدانية الله وربوبيته. لكن من اشرك او لم يهتدي الى الله سبحانه وتعالى من الدلائل الكونية فالله سبحانه وتعالى اعقبه واتبعه بعد ذلك بدلائل الرسل. وحكم انه لن يعذب احدا حتى تقوم عليه حجة الرسل. من باب رفع يعني العذر وقطعه تماما. لذلك قال في ختام سورة الانعام قل فلله الحجة البالغة الله اقام الحجة البالغة على عبيده بالايات الكونية وبالرسل الذين ارسلهم بعد ذلك لتعزيز هذه الايات الكونية. فبالتالي من اعرض عن هذه الايات وصدف عنها اه كما ذكر في ختام سورة الانعام هو الملوم. من اعرض عن ايات الله الكونية وايات الرسل وصدف عنها وكذب بها. هل انظر كما قال سبحانه في الصفحة الاخيرة من سورة الانعام هل ينظرون الا ان يأتيهم الله؟ هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك او يأتي بعض ايات ربك. يعني بعض الناس كل هذه الايات وكل هذه الدلائل الكونية والمستورة ما انجعت معه. فهل ينتظر هؤلاء ان تأتيهم الملائكة لتحدثهم في الطرقات او يأتيهم الله سبحانه وتعالى بنفسه ليدعوهم الى وحدانيته. اه اذا كان الانسان احبابي الكرام لا ينتفع بكل الدلائل وبكل وبكل الارشادات وبكل التنبيهات فهذا انسان ختم على قلبه والعياذ بالله. فليكن بعلمه انه لن يأتيه الله سبحانه تعالوا لن تأتيه الملائكة تتنزل عليه لترشده الى الله لانه قد قامت له الدلائل الساطعة الواضحة التي تكفي لمن اراد ان يستبصر ويتعقب ولذلك ختمت سورة الانعام بقوله صلى الله عليه وسلم يعني الله سبحانه وتعالى يقول على لسان نبيه يا محمد قل لهم قل انني هداني ربي الى صراط مستقيم. لاحظوا الصراط المستقيم. الذي سألنا الله سبحانه وتعالى ان يهدينا اليه في مطلع سورة الفاتحة. اهدنا الصراط المستقيم. في ختام سورة الانعام بعد ان ذكر الله عز وجل وختم ذكر اصناف الشرك لان الله سبحانه وتعالى في ختام سورة الانعام يكون ذكر اصناف الكفار على وجه الارض. فاصناف الكفار والامم منهم من كان من اليهود منهم من كان من النصارى منهم من كان مشركي العرب ومنهم من كان كما قلنا يعبد الاجرام السماوية والنور والظلمة. فلما ذكر الله عز وجل كل هذه الاصناف من سورة البقرة الى سورة الانعام هذه الاصناف التي خرجت عن الصراط المستقيم واعرضت عنه. الله سبحانه وتعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم قل لهم يا محمد قل انني هداني ربي الى صراط مستقيم. دينا قيما ملة ابراهيم حنيفا. وما كان من المشركين. قل يا محمد قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين قل غير الله ابغي ربا. هل هناك رب متحكم في هذا الكون سواه سبحانه وتعالى وهو رب كل شيء. ثم ختمت هذه السورة ببيان ان الله سريع العقاب وانه في المقابل ايضا غفور رحيم لمن سلك طريق الهداية. هكذا يعني مررت على اهم الافكار اقول التي ذكرها اه ابن الزبير الغنادي رحمة الله عليه. ننتقل الى الصورة التي تليه وهي سورة اه الاعراف الان سورة الاعراف اه طبعا انتم تلاحظون لما اه هو شرع في سورة الاعراف عاد ليتكلم عن مسألة في سورة الانعام. الله سبحانه وتعالى في سورة اه الانعام ذكر قضية ارسال الرسل ذكر الله عز وجل قضية ارسال الرسل الى الانبياء الى الى الاقوام السابقين. وكيف ان الاقوام السابقين كذبوا رسلهم وهذا كله المقصد منه كان ابتداء تسلية النبي صلى الله عليه وسلم. فمثلا يقول عز وجل ولقد استهزأ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون. هذه اية عشرة في سورة الانعام. ويقول ايضا قل سيروا في الارض ثم انظروا وكيف كان عاقبة المكذبين ويقول في اية اربعة وثلاثين من سورة الانعام ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا واودوا. ويقول في اية اثنين واربعين من سورة الانعام ولقد ارسلنا الى امم من قبلك فاخذناهم بالبأساء والضراء. ويقول في اية مية وثلاثين من سورة الانعام يا معشر الجن والانس لم يأتكم رسل منكم. يقصون عليكم اياتي يقول ابن الزبير وقعت الاحالة في هذه الاية على الاعتبار بالامم السالفة وما كان منهم حين كذبوا انبيائهم وهلاك تلك القرون بتكذيبهم وعتوهم. وهذا كله تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم. آآ بجريان ما جرى له لمن تقدم من الرسل لذلك الله سبحانه وتعالى ماذا قال في سورة الانعام في اية ثلاثة وثلاثين قد نعلم ان يا محمد انه ليحزنك الذي يقولون. فاستدعت الاحالة والتسلية بسط اخبار الامم وهلاك تلك القرون الماضية والاعلام بصبر الرسل وتلطفهم في دعائه. ماذا يريد ان يقول ابن الزبير هنا وهو يتحدث عن سورة الاعراف. يريد ان قول عن وجه مناسبة سورة الاعراف وسورة الانعام وان الله سبحانه وتعالى في سورة الانعام في العديد من المواطن بين انه ارسل رسلا للامم السابقة وان هذه اه وان اقوام وان اقوام هؤلاء الرسل اكثرهم واغلبهم كذبوا انبياؤهم واعرضوا واذوا الانبياء وماذا كانت النتيجة كانت النتيجة ان اهلك الله عز وجل هؤلاء الاقوام ونزل بهم السخط والغضب. لكن سورة الانعام لم تتكلم عن تفصيل هؤلاء الاقوام في الحقيقة سورة الانعام لم تتكلم عن تفصيل هؤلاء الاقوام وانما تكلمت عن قاعدة عامة. وهي ان الله كان يرشد الرسل فتأتي الاقوام فتكذب رسلهم فيهلكوا يقول الله سبحانه وتعالى هؤلاء الاقوام. هذا كله تسلية وتثبيت للنبي صلى الله عليه وسلم ليخبره ان ما يجري لك يا محمد صلى الله عليه وسلم من كفار قريش قد جرى للانبياء اكيد فعليك ان تصبر كما صبروا واياك ان تظن انك فريد في هذا الباب. ثم جاءت سورة الاعراف كانها جاءت لتفصل قصص الامم السابقة جاءت لتفصل قصص الامم السابقة. يعني سورة الانعام الله عز وجل تكلم بشكل مجمل انه ارسل رسلا فكذب هؤلاء الرسل وصبر هؤلاء الانبياء فكانت النتيجة اهلك الله المكذبين الان جاءت سورة الاعراف بالقصص لتفصل حال هؤلاء الرسل. فتكلمت سورة الاعراف عن قصة نوح عفوا قبل قصة نوح تكلمت عن قصة ادم عليه السلام وكيف كانت قصته مع ابليس وكيف استزله ابليس واخرجه من آآ الجنة. وهذه اول قصة انحراف في تاريخ البشرية انحراف ابليس عن طاعة الله سبحانه وتعالى وكيف تسبب في عصيان ادم ونزول ادم من الجنة. وحذر الله عز عز وجل بالتالي البشرية جمعاء من ابليس ومن خطره ومن جنوده فضل الله سبحانه وتعالى البشرية من ابليس ومن خطره ومن اه جنوده. ثم بعد ذلك اه تتابعت القصص فذكر الله سبحانه وتعالى قصة نوح قصة هود وقصة صالح وقصة شعيب ثم ذكر قصة موسى مع فرعون بالتفاصيل وما وقع للسحرة. الى ان ذكر الله عز وجل طرف كم من قصة بني اسرائيل وهذا كله بيان لحال الامم السابقة مع انبيائهم وكيف كان يحل بهم؟ يعني في كل قصة من هذه القصص الله سبحانه وتعالى يخبر ما الذي حل بقوم نوح لما عصوه؟ ما الذي حل بقوم هود؟ ما الذي حل بقوم صالح؟ ما الذي حل بفرعون وجنده ما الذي حل ببني اسرائيل لما عصوا امر الله سبحانه وتعالى فهذا كله اذا تفصيل لما اجمل في سورة الانعام في ان الله سبحانه وتعالى قال نعم يبتلي الرسل باقوامهم ثم عندما هؤلاء الاقوام يتجاوزون الخطوط الحمر ولا ينصاعون كيف ينزل الغضب. فاستبصروا ايها واعرفوا وانتبهوا حتى لا يصيبكم ما اصابهم. ويا محمد صلى الله عليه وسلم ويا اتباع محمد الصبر الصبر والثبات الثبات فسنة الابتلاء وسنة المدافعة بين الحق والباطل سنة تدوم الى قيام الساعة تمام ثم بعد ذلك اتت سورة الانفال يقول الشيخ بن الزبير في مطلع سورة الانفال لما قص الله سبحانه على نبيه عليه الصلاة والسلام في سورة الاعراف كبار الامم السابقة وقطع اه المؤمنين من مجموع ذلك بالا وقطع المؤمن وقطع المؤمنين من مجموع ذلك بان لا يكون الهدى الا بسابقة السعادة. والذي يظهر انها قطع المؤمنون الا اذا جعلها مصدر وقطع المؤمنين اذا كان مصدرا وقطع المؤمنين تصلح. من مجموع ذلك ولعل هذا هو المقصود. يعني يصعب ان يكون هناك لحن. الاظهر انها وقطع المؤمنين من مجموع ذلك بانه لا يكون الهدى الا بسابقة السعادة لافتتاح الصورة اه من اه ذكر الاشقياء بقصة ابليس لسورة الاعراف وختمها بقصة بلعام بن باعوراء وكلاهما كفر على علم ولم ينفعه. المهم اشار سبحانه وتعالى الى ان اتباع الهوى هو اصل كل ضلال. يعني هو يريد ان يقول الان من سورة البقرة الى سورة الاعراف هذه الجولة التي ذهبنا فيها الى بيان الذين تنكبوا وخرجوا عن الصراط المستقيم وتفاصيل المشاهد في حياتهم سواء من اليهود من النصارى اه من الصابئة والمجوس الذين عمدوا الكواكب من المنافقين. كل الذين عصوا الله سبحانه وتعالى وخرجوا عن سبيل الاستقامة من الامم السابقة. ما اصل اشكالية لو تتبعت سورة الاعراف وما قبلها تجد ان اصل الاشكالية كان هو اتباع الهوى انما كان هو اتباع الهوى فجاءت سورة الانفال في مطلعها في الحقيقة تمنع المؤمنين من اتباع اهوائهم وتحسم هذه المادة تماما. لذلك يقولون سورة الانفال جاءت لتحسم مادة الهواء ابتداء عن الصحابة الكرام هذه المادة. هذا الهوى الذي كان السبب في شقاء الامم السابقة الله سبحانه وتعالى يريد ان يحمي وان يقي اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم منه. فلذلك جاءت سورة الانفال في مطلعها يسألونك عن الانفال قل الانفال لله والرسول يعني لا تتدخلوا في موضوع الغنائم هي لله والرسول. الان قصة الانفال هي قصة الخلاف الذي وقع بين الصحابة في غنائم غزوة بدر لما بعض الصحابة آآ الشباب الذين قاتلوا قالوا الغنائم لنا نحن من قاتلنا. فجاء الشيوخ وقالوا لا ايضا نحن لنا حق فيها فنحن كنا ردء لكم فلو انهزمتم لفئتم الينا وقع خلاف بين الصحابة. فالله سبحانه وتعالى قدر بحكمته ان تكون غزوة بدر على ما فيها من الانتصار الرهيب والفرقان بين هو الباطل. ايضا فيها درس كبير للصحابة بان يحسموا مادة الهوى وان يقطعوها في حياتهم. وان يكون تسليمهم لله والرسول. فلذلك سورة الانفال بهذه البداية يسألونك عن الانفال قل الانفال لله والرسول. يعني لا تتدخلوا في هذه التفاصيل. سلموا امركم لله سبحانه والله سبحانه وتعالى سيعدل بينكم. لا تخوضوا باهوائكم. لا تستعلوا على احكام الله ولا على مقام النبي صلى الله عليه وسلم هو موجود بينكم. يدل ويرشدكم ويفصل بينكم فكأن هذه يعني انتقد تقول طيب يعني هل موضوع الغنائم اه يصلوا في الخوف منه وفي مرتبته موضوع الامم السابقة الذين اشركوا وكفروا بالله باب الانحراف يبدأ بنقطة وكأن هذه السورة تبين انه لو ترك الهوى لو ترك الهوى للصحابة في مسائل صغيرة مثل مسألة الانفال والغنائم لو تركوا مع اهوائهم ولم يربوا من الله عز وجل هذه التربية لكان هذا الهوى يكبر. ويكبر ويكبر الى ان يصل بالانسان والعياذ بالله الى ان يخرج من دائرة الايمان لان الهوى يبدأ معك صغيرا في مسائل بسيطة في الحياة فانت لا تلتفت اليه. وتظن انك يعني لا يمكن ان يتدرج معك هذا الهواء الى امور اعظم لكن فعلا الهوى اخواني يأتي رويدا رويدا على النفس فيأتيك في الامور الصغيرة التي لا تلتفت اليها في امور الحياة البسيطة في علاقتك مع اخوانك مع امك مع اهلك في بعض العبادات في بعض المحرمات في بعض الاشياء تدخل الهوى عليك في بعض الاختيارات ثم اذا لم تقاوم هذا الهوى يبدأ الهوا يكبر واذا كبر الهوى تصبح مقاومته اصعب واصعب. فالله سبحانه وتعالى يعني لما قص على الصحابة الكرام من سورة البقرة الى سورة الانعام الى الاعراف قصص الامم السابقة واحوال الذين خرجوا عن طاعة الله بالتفاصيل وبالقصص وبالاحوال وبالاخبار. لاحظوا المشاهد التي مررنا عليها سابقا وبين سبحانه ان اصل كل هذه الانحرافات انما هو عدم تلقي الهداية من كتاب الله سبحانه وتعالى ومن كتب الله عموما. وآآ الاعراض عن نور الله عز وجل والاعتماد على الهوى ورغبات النفوس الله سبحانه اراد ان يربي الصحابة في هذه السورة فاخبرهم ان يسلموا لله ورسوله وهذا الموضوع وان كان صغيرا تعلق بالغنائم لكن من الان يجب ان تتعلم وان تتحكموا باهوائكم. لان السير الى الله يحتاج الى ربط للنفوس. والا لا يعطى للنفوس المجال حتى تتفلت. وتبدي رغباتها والتي تكون مجاوزة لحدود الله سبحانه وتعالى. فجاءت سورة الانفال من الى ختامها وهي تربي الصحابة على هذا المفهوم. وتعالج هذه القضية في نفوسهم. خمس صفحات من بداية سورة الانفال الى الصفحة الخامسة والله سبحانه وتعالى يعالج هذه القضية في نفوس الصحابة. انه موضوع الغنائم هذا الامر امر سهل. الذي لا اياكم آآ ان يكون سببا في وقوع النزاع بينكم. اياكم ان تجعلوا الهوى يدخل بينكم في هذه المسائل. لانكم اذا تربيتم على الهوى ورغبات وملذاتها فان هذا الهواء سيكبر ويكون حالكم حال الامم السابقة. الذين قصصتهم لكم في سورة البقرة وال عمران والمائدة والانعام الاعراف. هذا يعني شكل من اشكال الارتباط تنبه اليه ابن الزبير رحمة الله تعالى عليه لذلك في الصفحة السادسة من سورة الانفال بدأ الله عز وجل يبين لهم كيف توزع الغنائم في حكم الله. لكن كان الاهم من بيان كيف توزع الغنائم ان على ترك الهوى. لذلك الله سبحانه وتعالى اخبرهم عن تفاصيل غزوة بدر. لذلك في الصفحة الاولى ايش قال لهم وتودون ان غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله ان يحقق الحق بكلمة اخبرهم انكم اصلا لما خرجتم لغزوة بدر كنتم تريدون قافلة ابي سفيان ولم تكونوا تريدون المعركة وقد كنتم مستصعبين فمن الذي هداكم الى هذه المعركة؟ ومن الذي نصركم؟ ومن الذي ارشدكم؟ ومن الذي جعل هذا العز وهذا الفرقان؟ من الذي جعلكم ترمون وما رميت اذ رميت ولكن ان الله رمى. ثم قال واذكروا اذ انتم قليل المستضعفون في الارض تخافون ان يتخطفكم الناس. من الذي قواكم ثم قال لهم يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم وفي مطلع السورة يربيهم. فيقول انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم اماما وعلى ربهم يتوكلون. استشعروا هذه المعاني التربوية العالية التي تربى فيها الصحابة على حسم مادة الهوى على الانصياع لله والرسول الاهتمام بالجوانب الايمانية وعدم الالتفات للدنيا. بعد ذلك تأتي موضوع الغنائم ويحل بسهولة اعلموا ان ما غنمتم من شيء فان لله خموسه ودرسوه القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل. الى اخره. فموضوع الغنائم يحل. لكن الموضوع الاصعب الذي يصعب حله هو موضوع الهوى اذا زرع في النفوس. اذا سورة الانفال جاءت تعالج هذه القضية ثم آآ تحدثت ايضا عن الغزوة عن المعارك وكيف ينبغي ان يكون حال المسلمين في التعامل مع اعدائهم؟ الصبر والثبات في المعارك اه الان خفف الله عنكم عن من لديكم مضاعفة فايكم منكم ميت صابرة يغروا مئتين وكيف ان المسلمين في بداية الغزو والمعارك يجب ان يكونوا اشداء على الكفار وان يثخنوا فيهم وما كان لنبيا ان يكون له اسرى حتى يدخل في الارض ويريدون اعراض الدنيا وبين سبحانه وتعالى آآ ان المؤمنين يجب ان تكون الولاية بينهم والنصرة بينهم وان المهاجرين والانصار يجب ان تكون يدهم واحدة والا يتفرقوا والا يسمحوا للهوى ان ينغرس في نفوسهم حتى لا تذهب الريح فيفشلوا ويضعفوا بعد كل هذه التربية ايضا اتصلت بها سورة براءة. فيقول ابن الزبير واتصال هائي سورة براءة بالانفال اوضح من ان تكلف توجيهه يعني لا يحتاج الى تكلف اصلا حتى نفهم وجه الارتباط بينهم. حتى ان شدة المشابهة والالتئام اه اوجبت الا يفصل بينهما اصلا ببسم الله الرحمن الرحيم واظن اننا ذكرنا ان عثمان رضي الله تعالى عنه كان شاكا هل هما سورة واحدة التوبة والانفال ام سورتين؟ لذلك لم يضع البسملة بينهما طيب ما وجه اذا الارتباط اذا كان بهذه الدرجة من الوضوح؟ يقول وذلك ان الانشورة الانفال قد تضمنت الامر بالقتال بقتال الكفار وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة وبينت حكم الفرار من الزحف وحكم اه النسبة النسبة المطلوب فيها بالثبوت اللي هي مائة طائرات يغلب مائتين هذا يقصد. كم عدد المسلمين اه الذين يجب عليهم الثبات امام عدد الكفار؟ وما الذي الحقوا الاثم للفار وانها آآ وحكم الاسرى وحكم ولاية المؤمنين ومن يدخل تحت هذه آآ الدلالة ومن يخرج عنها. يعني سورة الانفال خاصة في القسم بالثاني منها تكلمت عن احكام المعارك واحكام الثبات فيها والاتخان في سبيل الله واحكام الاصالة وما شابه ذلك. فجاءت سورة اه براءة تكمل الكلام عن المعارك والغزو واحكامها. فلذلك بدأت سورة براءة براءة من الله ورسوله الى الذين عاهدتم من المشركين. فيقول ابن الزبير ثم ذكر في السورة الاخرى حكم من اه عهد اليه من المشركين. والبراءة منهم اذا لم يوفوا بعهودهم وحكم من استجار منهم. الى ما يتعلق بهذا وكله باب واحد. وذكرت ايضا بالتفصيل سورة التوبة سورة براءة تسمى السورة الفاضحة. لانها فضحت احوال المنافقين في المجتمع المسلم. فكأن الله سبحانه وتعالى بعد ان بين المؤمنين في سورة الانفال اهمية الاجتماع والتكاتف وان يطردوا الهوى والشيطان من بينهم اه واهمية ان يتربوا على قواعد الايمان بين لهم كيف آآ النفاق بين لهم كيف النفاق وكيف يدخل الى النفوس وبين لهم احواض المنافقين الذين يعيشون بين ظهورهم لان النفاق هو الذي يزرع الهوى. النفاق هو الذي فرق الصف النفاق هو الذي يضعف الدولة المسلمة هو الذي يجلب الهزيمة. فالله سبحانه وتعالى فصل في سورة التوبة احوال المنافقين واشكالهم تصرفاتهم. ليحذر الصحابة من حال هؤلاء. فبعد ان تربوا على الايمان وعلى القواعد الصحيحة في سورة الانفال. جاءت سورة التوبة لتبين لهم احوال المنافقين الذين يعشعشون بينهم وعن تصرفاتهم ليكون الصحابة على حذر منهم وليحذروا من ان يتصفوا بصفاتهم ثم بعد ذلك جاءت سورة يونس. يقول ابن الزبير لما تضمنت سورة براءة اه قوله تعالى الا تنصروه فقد نصره الله وقوله تعالى عفا الله عنك لما اذنت لهم ورحمة للذين امنوا منكم والذين يدعون رسول الله. لقد جاءكم رسول من انفسكم. يعني لما سورة براءة اه آآ ظهر فيها كيف ان الله سبحانه وتعالى يتلطف في خطاب نبيه آآ ويرأف به وان الله اجتباه وقربه وخصه. لما دارت كل هذه مزايا من محبة الله لنبيه هذا مع من طبت عليه هي وسورة الانفال من قهر اعدائه وتأييد الله له ونصره عليهم وظهور دينه وعلو دعوته وعلاء كلمته الى غير هذا من نعم الله عز وجل على النبي المصطفى. كان ذلك كله مظنة لتعجب المرتاب وتوقف الشاك. ومثيرا لتحرك ساكني الحسد من العدو من العدو لعظيم ما منحه الله لنبيه صلى الله عليه وسلم فجاء مطلع سورة يونس يقول فيه سبحانه اكاد للناس عجبا ان اوحينا الى رجل منه ان انذر الناس الى نهاية الاية الثانية فقال الذين كفروا من هذا آآ لساحر مبين. وبشر الذين امنوا اننا الكافرون ان هذا لساحر مبين. اه ثم قال تعالى ان ربكم الله. يعني كأن اه سورة الانفال والتوبة لما اه ظهر فيها احتفاء الله وتعالى بنبيه صلى الله عليه وسلم وكيف ان الله عز وجل توعد من يؤذيه في سورة التوبة في العديد من المواطن واخبر سبحانه وتعالى الا تنصره فقد نصره الله الى غير ذلك من الايات هنا آآ اليهود والنصارى والمشركون لما سمعوا هذه الايات تتلى وكيف ان الله يحتفي بنبيه ويعززه وينصره وكأن الحسد بدأ يأتي في قلوبهم. فكفروا بهذا النبي. فيقول الله سبحانه وتعالى لهم في مطلع سورة يونس اكان للناس عجبا ان اوحينا الى رجل منهم ان انذر الناس وبشر الذين امنوا ان لهم قدموا صدقا عند ربهم. قال الكافرون ان هذا لساحر مبين ثم قال سبحانه ان ربكم الله. وهذه ان ربكم الله هي اعادة تقرير ربوبية الله سبحانه في سورة البقرة في مطلعها يقول سبحانه يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم. تقرير للربوبية وفي مطلع سورة يونس يقول سبحانه ان ربكم الله من العجيب ان ابن الزبير الغرناطي في الحقيقة انما اتقن الكلام عن مناسبة سورة يونس لما قبلها ليس في الموطن الذي تحدث فيه عن سورة يونس. بل دعونا ننتقل الى مطلع سورة هود ستجدون انه في مطلع سورة هود تحدث عن سورة يونس حقيقة. لذلك ايش يقول في مطلع سورة هود؟ لما كانت سورة يونس قد تضمنت من اية التنبيه والتحريك للنظر ومن العظات والتخويف والتهديد والترهيب والترغيب وتقريع المشركين والجاحدين والقطع بهم والاعلام على حكم السوابق ووجوب التفويض والتسليم. ما لم تشتمل على مثله سورة لتكرر هذه الاغراض فيها. وسبب تكرر ذلك فيها والله اعلم انها جاءت بعد السور السبع الطوال. وقد مر التنبيه على ان سورة الانعام بها وقع استيفاء بيان حال المتنكبين. يعني الخارجين عن الصراط تقييم على اختلاف احوالهم ثم استوفت سورة الاعراف ما وقعت الاحالة عليه من احوال الامم السابقة. وبسطت ما اجمل من امرهم. ثم اتبع ذلك بخطاب المستدبين للرسول وعذروا وانذروا في سورة الانفال والتوبة يقصد. وكشف عن حال من تلبس بهم من عدوهم من المنافقين. وتم المقصود من هذا في سورتي الانفال وبراءة عاد الخطاب الى طريقة الدعاء والدعوة الى الله من جديد والتحذير من عذابه بعد بسط ما تقدم. كانه يريد ان يقول من سورة البقرة الى سورة التوبة الله سبحانه وتعالى بين لنا وادي الذين خرجوا عن الصراط المستقيم بمختلف اطيافهم واشكالهم. تمام؟ ثم في سورة اه سورة الانعام كما قلت هي التي تكلمت عن الصنف الاخير الذين خرجوا عن درب الاستقامة من غير اصحاب الكتب السماوية كالصابرة والمجوس. ثم جاءت سورة الاعراف لتذكر حال الامم السابقة مع رأيها بالتفصيل وكيف كانت نهايتهم ومآلاتهم. ثم جاء سورة الانفال والتوبة لتحذر الصحابة من اتباع الهوى كما اتبعته الامم السابقة وتدعوهم الى التحام الصفو وحدة الكلمة والتسليم والتفويض لله وللرسول في الاحكام كان هنا خطأ كأن هنا التأم النسيج الابتدائي للقرآن الكريم بصورة بالسبع الطوال البقرة ال عمران النساء المائدة الانعام الانفال براءة الاعراف فالبراءة هذه السبع الطوال بها التئم النسيج. طبعا تقول كيف السبع الطوال يقول البقرة ال عمران النساء المائدة الانعام آآ الاعراف والانفال رقم سبعة وبراءة رقم ثمانية. نقول براءة والانفال كلاهما تعتبر مع بعضهما شيئا واحدا. هي السورة السابعة. وان كانتا سورتين في الرسم المهم هذه السبع الطوال اعطت القواعد الاساسية وبينت الذين خرجوا عن الصراط المستقيم واحوالهم وقصصهم وكيف كان مآلهم. فجاءت سورة يونس كانها عادت لتؤسس من جديد الدعوة الى الله سبحانه. لذلك في مطلعها يخبر الله عز وجل عن بعثة نبيه وانه لا عجب ان يبعث نبيا لهذه البشرية اكان للناس عجبا ان اوحينا الى رجل منهم؟ ثم قرر الربوبيته ان ربكم الله لي خلق السماوات والارض حذر وتوعد وهدد وخوف وقرع الى غير ذلك من الاساليب التي هي مشابهة لما ورد في سورة البقرة في الحقيقة لكنه اعاد ذكرها في قصة يونس كانها تأسيس ودعوة جديدة للايمان بالله سبحانه وتعالى لذلك يقول فتحصن من سورة الاعراف والانفال وبراءة وسورة يونس تفصيل ما كان اجمل فيما فيما تقدمها كما حصل مما تقدم تفصيل وللسالكين والمتنكبين فلما تقرر هذا كله اتبع المجموعة بقوله كتاب احكمت اياته. يعني يريد ان يقول اذا سورة يونس بعد ان بين الله سبحانه وتعالى فيها دلائل التوحيد ايضا وبين فيه احوال المكذبين في الجملة وبين فيها اهمية الثبات على دين الله وبين فيه قال الامم يوم القيامة وتطرق قليلا الى قصة اه نوح وقصة موسى عليه السلام وثم خطوة بقصة يونس. قال سبحانه وتعالى قل يا ايها الناس قد جاءكم الحق من ربكم. وهذا في كتاب سورة يونس انه يا ايها الناس قل يا ايها الناس قد جاءكم الحق من ربكم هذا القرآن هذا حق من الله ومن اهتدى فانما يهتدي نفسه ومن ظل انما يدل علي وما انا عليكم بوكيل واتبع محمد صلى الله عليه وسلم وباتباع محمد واتبع من يوحى اليك واصبر حتى يحكم الله عن بعد كل هذه الرحلة الطويلة في معرفتي احوال الامم كأن الاية تقول لكم يا ايها المؤمنون الموحدون يا اتباع محمد صلى الله عليه وسلم. هذه حال البشرية منذ ابيكم ادم والى اليوم. الصراع المستمر بين اتباع الصراط المستقيم وبين الذين خرجوا عن الصراط المستقيم. هاي اخبار الذين خرجوا عن الصراط المستقيم بين ايديكم. هذه مآلاتهم واحوالهم بين ايديكم اعتبروا وانظروا فاثبتوا على طريقكم واياكم ان تنجروا الى طرق الضلال والهوى والعياذ بالله وجاهدوا هؤلاء الذين خرجوا عن الصراط المستقيم وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فبعد كل هذا البيان تأتي سورة هود لتقول في مطلعها الف لام راء كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير بعد كل ذاك البيان وذاك التفصيل وذاك نقول اه التبيين الواضح في الصور السابقة السبع الطوال ومع يونس تأتي سورة هود تقول في مطلعها الصور السابقة والتي ستأتي كله كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ثم تأمل تلاؤم صدر هذه السورة لقوله تعالى وقد كان تقدم قوله قد جاءتكم موعظة من ربكم الان في سورة يونس الله عز وجل في اكثر من موطن يقول قد جاءتكم من ربكم يبين ان القرآن هو سبيل الهداية. وفي اخر سورة يونس قل يا ايها اه اه في اية مية وثمانية عفوا في سورة يونس قل يا ايها الناس قد جاءكم الحق من ربكم. وفي اية مية وثمانية. قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فانما يهتدي لنفسه اه اذا سورة يونس اشارت في اكثر من مواطن الى ان القرآن كتاب حق كتاب هداية كتاب بيان يا امة الاسلام تمسكوا بكتابكم. فجاءت سورة هود في مطلعها تؤكد هذه الفكرة وتحكمها تقول كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيما خبير. ذلك الكتاب الذي هو موعظة من ربكم. ذلك الكتاب الذي يقول فيه سبحانه قل لاي الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فانما يهتدي لنفسه هذا الكتاب في سورة هود في نسيجها مع سورة يونس تأتي مطلعها او يأتي مطلعها كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ثم تأتي سورة هود لتفصل اكثر واكثر في في موضوع اه الامم السابقة. ولاحظوا هذا التكرار لقصص الامم السابقة. يعني سورة هود ذكرت قصة نوح مرة اخرى لكن بتفاصيل جديدة ذكرت قصة هود معاد ذكرت قصة صالح مع ثمود ذكرت قصة ابراهيم. وذكرت قصة لوط. طبعا ذكرت قصة ابراهيم جاءت يعني هي كت ميم يعني تتميمه في الحقيقة او مطلعا لقصة لوط مع قومه ذكرت قصة شعيب. ثم ختمت بقصة موسى يخبر الله سبحانه وتعالى ويؤكد وجوب الاعتبار انتباه والالتفات لحال الذين خرجوا عن الصراط المستقيم بحال الذين خرجوا على الصراط المستقيم. وهنا ساختم بمقولة جميلة يقول اه ابن الزبير ان سورة هود بدأت بها بعد قوله سبحانه وتعالى في مطلع سورة هود الف لام راء كتابهم احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير. يقول ابن الزبير بعد ان ذكر هذه الاية اتبع هذا اتبع هذا بالايماء الى فصول ثلاثة عليها مدار اي الكتاب. انتبهوا الى هذه الفقرة في صفحة مية واطنعش. يقول في بدايتها ابن الزبير الله سبحانه وتعالى لما قال في سورة هود كتاب احكمت غياده ثم فصلت ملئا حكيما خبير. يقول ابن الزبير ثم اتبع هذا اي بعد هذه الاية جاءت ايات اتبعها الله عز وجل فيها الايماء والاشارة الى فصول ثلاث يعني مواضيع ثلاث في مدار اي الكتاب يعني كل القرآن يدور حول هذه المواضيع الثلاث ما هي هذه المواضيع؟ ما هي هذه الفصول؟ قال وهي فصل الالهية تثبيت ربوبية والهية الله عز وجل في هذا الكون فصل الرسالة وارسال الرسل فصل التكاليف المطلوبة من البشرية. فالقرآن انت اذا تتبعت من اوله الى اخره انما هو اثبات للربوبية والالوهية واستحقاق الله سبحانه بوحدانية العبادة تنين موضوع ارسال الرسل الى اقوامهم ووجوب اتباع الامم لهذه لهذه الرسل او لهؤلاء الرسل. المضون الثالث قواعد التكاليف الشرعية واصولها. فامر الله عز وجل في القرآن بالصلاة والزكاة والصيام والحج. وبين الله سبحانه وتعالى ايضا وامر بالجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وذكر مجموعة كبيرة من احكام الرضاع والطلاق والاسرة الى غير ذلك واحكام النفقات الى غير ذلك من الاحكام ففي القرآن مواضعه ثلاث الالهية والرسالة والتكاليف تأمل اول فاشار اليه سبحانه وتعالى في قوله بعد كتاب احكم اياته ثم فصلت منه حكيم خبير. قال سبحانه الا تعبدوا الا الله. هذا اشارة الى الالوهية واما فصل الرسالة فاشار اليه فقوله الا تعبدوا الا الله انني لكم منه نذير وبشير. وهذا كلام عن الرسالة واما فصل التكاليف فاشار اليه في مطلع سورة هود في قوله وان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه وهذا فيه تكليف استغفار والتوبة وهذا حال المؤمن لا ينفك عنه. وهذه الفصول الثلاثة هي التي تدور عليه اية القرآن وعليها مدار سوره الكريمة فلما حصل استيفاء ذلك كله فيما تقدم ولم يبقى وجه شبهة للمعاند ولا تعلق للجاحد واتضح الحق وبان. قال سبحانه وتعالى وجاء في هذه الحق اي في هذه السورة وفي غيرها من سور القرآن. اشارة الى كمال المقصود وبيان المطلوب واستيفاء التعريف بوضوح الطريق وقد وضح من هذا تلاء هذه السورة الكريمة لما تقدمها. ثم اخبر سبحانه وتعالى في ختام سورة هود انه انما يقص قصص السابقين على هذه الامة وعلى نبيي لتثبيت الفؤاد وللتبصر بالطريق فقال في ختام سورة هود وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذا الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين