بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين حياكم الله احبائي الكرام الى مجلس جديد من تعليقنا على كتاب البرهان في تناسب سور القرآن قد وصل بنا الحديث الى سورة يوسف عليه السلام سورة يوسف تأتي امتدادا لسورة هود عليه السلام سورة هود كما مر معنا في المجلس السابق ذكرت العديد من قصص آآ الانبياء مع اقوامهم وكيف كانت المواجهة بين الحق وبين الباطل وما ال اليه الامر من انتصار الانبياء وهذا كله كما بين الله سبحانه وتعالى في ختام سورة هود المقصد منه تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم وتثبيت قلب كل داعية الى الله سبحانه وتعالى يسير على هذا النهج. فقال الله عز وجل في ختام سورة هود وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت في فؤادك وجاءك في هذه الحق اي في هذه السورة وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين فجاءت بعد ذلك قصة قصد يوسف امتدادا لذكر احوال الانبياء لكن السؤال لماذا لم تذكر قصة يوسف عليه السلام؟ ضمن قصص الانبياء. لماذا افردت بسورة وحدها يقول ابن الزبير الغرناطي السبب في ذلك والله تعالى اعلم ان طبيعة قصة يوسف عليه السلام وطبيعة البلاء الذي مر به يوسف ويعقوب يختلف عن اه البلاء الذي مر به الانبياء مع اقوامهم. يعني عندما نقرأ قصة نوح عليه السلام فنحن نقرأ قصة البلاء بين نوح مع قومه وكذلك قصة هود وقصة صالح وقصة لوط وقصة شعيب. لكن عندما نقرأ قصة يوسف عليه السلام نلحظ ان شكل البلاء الذي تعرض له يوسف في حياته يختلف عن شكل البلاء الذي تحدثت عنه قصص الانبياء السابقين. لذلك جاءت قصة يوسف مفردة في نسيجها وفي آآ طريقة سردها يقول ابن الزبير وانما افردت على حدتها ولم تنسق على قصص على قصص الرسل مع اممهم في سورة واحدة لمفارقة مضمونها اي مضمون سورة يوسف لتلك القصص. الا ترى ان تلك اه قصص ارسال من تقدم ذكرهم وكيفية تلقي قومهم لهم واهلاك مكذبيهم. اما هذه القصة وهي قصة يوسف نصلها ومضمونها فرج بعد شدة وتعريف بحسن عاقبة الصبر. فانه تعالى امتحن يعقوب بفقد آآ ابنيه. وآآ بصره وشتات بنيه وامتحان يوسف عليه السلام بالجب ثم بالبيع ثم بامرأة العزيز ثم بفقد الاب والاخوة ثم بالسجن ثم امتحن جميعهم اي يعقوب وابناء يعقوب اه ثم امتحن جميعهم بشمول ضر لهم وقلة ذات اليد مسنا واهلنا الضر. وجئنا ببضاعة مسجى. ثم تداركهم الله بالفتهم وجمع شملهم من جديد ورد بصرهم ابيهم وائتلاف قلوبهم ورفع ما نزغ به الشيطان وخلاص يوسف من كيد من كاده واجتنافه بالعصمة وبرائته عند الملك وعند النسوة وكل مما اعقبه يعني هو ثمرة جميل الصبر وجلالة اليقين في حسن تلقي الاقدار بالتفويب والتسليم على توالي الامتحان طول المدة. وهذه عبارة جميلة من ابن الزبير انه ما وصل اليه يوسف وال يوسف واخوة يوسف من ائتلاف القلوب بعد تشتته بعد تشتتها ومن اجتماع الكلمة بعد تفرقها انما هو ثمرة الصبر الجميل وجلالة اليقين في حسن الاقدار الاقدار الالهية بالتفويض والتسليم. وهذه عقيدة ينبغي ان تكون عند كل مؤمن وهو ان يتلقى اقدار الله سبحانه وتعالى بالتفويض والتسليم وان يدرك ان خلف كل قدر وخلف كل محنة وخلف كل بلية هناك شيء جميل ينتظر. فبالتالي قصة يوسف عليه السلام هي الهمت النبي صلى الله عليه وسلم والهمت الدعاء. من بعد النبي صلى الله عليه وسلم ما هي عاقبة الصبر والثبات والرضا باقدار الله سبحانه تعالى. فالنبي عليه الصلاة والسلام لا يحدث التنوع في القصص له. كيف ان الله عز وجل في قصة في سورة هود والتي هي قبل سورة يوسف حدثه عن نوح مع قومه وكيف آآ انتصر نوح في نهاية المطاف. وحدثه عن هود مع قومه وكيف انتصر هود؟ وكيف انتصر صالح؟ وكيف انتصر وكيف انتصر شعيب؟ ثم هنا يتكلم الله سبحانه وتعالى مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع الدعاء عن منحى اخر من مناحي البلاء وهي اهمية الصبر عند نزول المحن واهمية الصبر عندما تضيق الامور وكيف ان يعقوب ويوسف مثال على هذا الشكل من اشكال الصبر عندما ضاقت بهم الدنيا وتغيرت بهم الاحوال وتقلبت بهم الامور فصبروا وثبتوا وكيف عاقبهم الله سبحانه وتعالى بعد الضيق سعة وبعد الهم فرجا آآ ورشدا. فهذه كلها من الامور المهمة للدعاة الى الله سبحانه. لذلك القرآن احبابي الكرام حرص ان يعالج نفوس الدعاء الى الله سبحانه وتعالى في العديد من المواطن القرآن الكريم نزل لعدة مقاصد ومن مقاصد انزاله ان الله سبحانه وتعالى عالج قلب النبي صلى الله عليه وسلم ونفسه وعالج ضمن ذلك قلوب نفوس الدعاء الذين سيأتون بعده طيب اذا اه قصة يوسف عليه السلام واظن واضح ما الذي اراده ابن الزبير في مناسبتها للقصص السابق اه ثم يختم ابن الزبير فيقول ثم ناسب سورة يوسف ان تذكر اثر قوله تعالى ان الحسنات يذهبن السيئات واثر قوله في سورة هود واصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين. واثر قوله في ختام سورة هود ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة. واثر قوله في ختام سورة هود ايضا وقل للذين لا يؤمنون عدوا على مكانتكم انا عاملون. الان ابن الزبير الغرناطي يقول ان سورة يوسف هي مناسبة لهذه الايات الاربع التي وردت في في ختام سورة هود الان هذه ايات اربع وردت في اخر الصفحة ونصف من سورة هود. اية ان الحسنات تذهبن السيئات اية واصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين اية ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة اية وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم انا عاملون آآ سورة يوسف جاءت مناسبة لهذه الاية. طب ما وجه مناسبتها لكل اية من هذه الايات التي وردت في ختام سورة هود يقول اما مناسبتها للاية الاولى ان الحسنات يذهبن السيئات فان ندم اخوة يوسف واعترافهم بخطأ فعلهم وفضل يوسف عليهم في قولهم لقد اثرك الله علينا وان كنا لخاطئين وعفوه عنهم لا تثريب عليكم اليوم وكذلك ندعو امرأتي العزيز وقولها الان حصص الحق كل هذا من باب اذهاب الحسنة للسيئة. وكأن ذلك مثال لما عرف به المؤمنون من اذهاب الحسنات للسيئات فيريد ان يقول ان اخوة يعقوب ان اخوة يوسف اخطأوا في حق يوسف خطأ كبيرا لكنهم تابوا وعادوا الى الله سبحانه وتعالى. فالله سبحانه وتعالى بدل سيئاتهم حسنات. وكذلك امرأة العزيز اخطأت وفعلت وكانت تريد يوسف عليه السلام عن القبيح لكنها في نهاية الامر تابت وعادت الى الله سبحانه وتعالى وقالت الان حصحص الحق انا عن نفسي وانه لمن الصادقين. كأن هذا فيه نوع من ابدال السيئات بالحسنات. والعودة الى الله سبحانه وتعالى بعد خطأ والبعد عنه. وهذا هو مضمون قوله تعالى في ختام سورة هود ان الحسنات يذهبن السيئات. وهذه فيها اشارة ان كل انسان اصرف على نفسه في حياته الخطايا والذنوب والبعد عن الله مجال ما زال المجال مفتوحا لتقبل على ربك من جديد ولتبدل الماضي السيء ومستقبل جميل افضل كذلك آآ تكلم عن الاية الثانية وهي آآ واصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين. هذي والدتي ايضا في ختام سورة هود. ما وجه مناسبتها لسورة يوسف قال فان هذا امر منه سبحانه لنبيه عليه الصلاة والسلام بالصبر على قومه فاتبعه بحال يعقوب ويوسف وما كان من صبرهما فالله عز وجل علم نبيه صلى الله عليه وسلم الصبر من خلال صناعة القدوات. انه اقتدي يا محمد صلى الله عليه وسلم بيعقوب وبيوسف انظر صبر يعقوب الطويل. انظر صبر يوسف الطويل وكيف تقلبت به الحياة وهذا احبابي الكرام من اكثر ما يعين المؤمن على الثبات. وهنا فكرة وهي القصص القرآني الله سبحانه وتعالى يخبر ان من مقاصده الجليلة تثبيت قلوب المؤمنين. لما الله سبحانه وتعالى يقول وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك. معناها انا كداعي الى الله سبحانه وتعالى علي ان يدرك ان هذه القصص التي اقرأها واتلوها في كل رمضان وفي كل شهر وفي كل ورد للقرآن. هذه القصص المراد منها ان ان تثبت قلبك على هذا الدين وان تثبت قلبي في سيري الى الله سبحانه وتعالى. وان تجعلني اتحمل ما الاقيه في هذه الدعوة من اذى الناس من تنقص الناس من الناس على شخصه من آآ احاطة الكافرين بي من سياط الظالمين التي تقع عليه. فعندما تقرأ قصص الانبياء عليك ان تستحضر قوله تعالى وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك ان هذه القصص لها دور عظيم في تثبيت المؤمنين. الداعين الى الله سبحانه وتعالى. لان ما حدث للانبياء السابقين وما حدث للدعاة سابقين سيحدث في واقعنا المعاصر ما حدث لصاحب ياسين ما حدث لمؤمن ال فرعون ما حدث للانبياء وللاولياء. فالامم السابقة لابد وان يتكرر. لابد وان يتكرر ولابد وان تبقى محنة الحق بالباطل ولابد وان تبقى المدافعة. فالله سبحانه وتعالى عندما يستعرض لنا كيف كانت آآ الثمرة النهائية دافع بين الحق والباطل في الامم السابقة وكيف ان الحق انتصر ولو بعد حين وعرفنا ماذا سيحدث في اثناء هذه المعركة انه لابد وان يكون هناك شهداء لابد دواء ان يكون هناك هم لابد وان يكون هناك الم ولابد وان يكون هناك اصطفاء واجتباء واختبار ثم بعد ذلك تكون العاقبة للمتقين في الدنيا قبل الاخرة. هنا الدعاة الى الله سبحانه وتعالى قبل ان يختاروا سلوك هذا الطريق يكونون على بينة. ان هذا الطريق الذي سنسلكه سلكه الانبياء وسلكه في الامم السابقة. فهذه قصة نوح وهذه قصة هود وهذه قصة صالح وهذه قصة لوط. وهذه قصة شعيب وهذه قصة موسى وهذه قصة يعقوب وقصة يوسف كل اللي ابتلي الكل يتعرض لامتحان الكل آآ تعرض للصياد في هذه الحياة الدنيا وكيف تجاوز هؤلاء الانبياء وهؤلاء الاولياء هذه المحن على ما فيها من جراحات على ما فيها من اتعاب لكنهم اختاروا رضى الله سبحانه وتعالى وهذا الذي كان يخفف عنهم حرارة الطريق وهذا الذي كان يجعلهم يقبضون على جبرها. فلما وصلوا الى نهاية الامر انتصروا واعقبهم الله سبحانه وتعالى بالظفر. وهكذا حال المؤمنين في كل زمان ومكان فعلينا ايها الدعاة الى الله ان نقرأ هذه القصص بوعي حتى يتثبت الفؤاد وحتى لا تتزعزع النفوس فان الانسان الداعي الى الله عز وجل عندما يرى طول الطريق وعندما يرى كثرة اهل الباطل وائتلاف قلوبهم على حتى لا نقول ائتلاف قلوبهم لان قلوبهم متفرقة لكن نقول اجتماع كلمتهم الظاهر على محاربة اهل الحق يصيبهم اه كثير من الضعف والهوان. فالله سبحانه وتعالى يخبر لا تهنوا. وكايب من نبي قاتل معه ربيون كثير ما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا. واما بالنسبة للاية الثالثة التي وردت في ختام سورة هود وهي قوله ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين. ما علاقتها بسورة يوسف؟ يقول ولا اعجب. انظروا كلام الجميل من ابن الزبير الغرناطي يقول ولا اعجب من حال اخوة فضلاء لاب واحد من انبياء الله وصالحي عباده جرى بينهم من التشتت ما جعله الله عبرة لاولي الالباب. يعني قصة اختلاف ابناء يعقوب عليه السلام مع ان اباهم يعقوب نبي من انبياء الله. ومع انهم من الصالحين الافاضل ومع ذلك وقع الاختلاف بينهم. هذا في الحقيقة يقرر هذه السنة الالهية. وهي وقوع الاختلاف بين البشر قال سبحانه في ختام سورة هود ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة اي على قلب رجل واحد. لكن السنة الالهية لم ترد ذلك وانما ارادت ولا يزالون مختلفين. الاختلاف سنة قائمة ستبقى في هذه الارض. او في هذا العالم الى قيام الساعة وخذوا هذا المثال. اذا كان ابناء النبي الصالح يعقوب وهم من خيرة الخلق وهم افاضل وصالحون. وقع بينهم هذا الخلاف وهذا النزاع وما ال اليه الامر ان فكروا في لقتل يوسف ان فكروا في قرعه ثم طرحوه في البئر ثم كيف حدث ليوسف وتقلبت به الامور ثم ظهر يوسف ثم اجتمع الشمل من جديد. فسنة الاختلاف سنة لكن النجاح هو كيف نتعامل مع هذا الاختلاف؟ كيف نهذبه؟ كيف نوجهه؟ كيف آآ نحسن الخلاص منه والعودة الى الائتلاف. اما ان يظن الناس ان الامة ستجتمع على قلب رجل واحد وما يظنه البعض من المثالية الزائدة وهي اننا نريد ان نصل دائما لمرحلة الوفاق المطلق اظن هذا الامر فرغ منه في قدر الله سبحانه لان الاختلاف سيبقى. لكن طيب ما وظيفتي انا كمسلم؟ وظيفتي ان اتعلم كيف آآ الاجهاد الاختلاف. كيف اقلل من اثاره؟ كيف اسعى الى تخطيه؟ كيف اسعى الى علاجه؟ وان اوصل رسائل واضحة للاجيال اللاحقة في هذه ذهبوا في هذه الاخلاقيات وفي هذه الممارسات وفي الذي يريده الله سبحانه وتعالى منا ان نقف عنده عند الوقوع مثل هذا الاختلاف. واما بالنسبة للاية الرابعة وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم انا عاملون. وانتظروا انا منتظرون. آآ فيقول آآ ابن الزبير واما النسبة لاية تهديد وهاي الاية التي سردتها الان فعلا علاقتها بسورة يوسف بينة وكأن الكلام في القوة اعملوا على مكانتكم وانتظروا فلن نصبر عليكم مدة صبر يعقوب ويوسف عليهم السلام في بلائهم وهنا يعني اشعر في هذه العبارة انه قد يكون فيها شيء من التكلف قد يكون فيها شيء من التكلف في هذا الربط. بالنسبة لهذه الاية. يعني لا يظهر لي علاقة هذه الاية وبينما فهمه ابن الزبير الغرناطي من قضية يعني ان بان الله عز وجل يقول للنبي صلى الله عليه وسلم قل للمشركين ومشركي العرب لمشركي قريش ومن اعملوا على مكانتكم انا عاملون وانتظروا انا منتظرون. فاننا لن نصبر عليكم مدة صبر يعقوب ويوسف على ما وقع بهم. هل فعلا هذا هو الربط بين هذه الاية وهذه الاية اقول هذا يحتاج الى نظر والله تعالى اعلم بعد ان انتهت قصة يوسف عليه السلام وسورة يوسف وننتقل بعدها الى سورة الرعد يقول ابن الزبير وهذه السورة سورة الرعد هي تقصير لمجمل قوله سبحانه وتعالى في خاتمة سورة يوسف. في الصفحة الاخيرة من سورة يوسف يقول سبحانه وكاي من اية في السماوات والارض. يعني كم من اية موجودة اودعها الله في السماوات والارض يمرون عليها الناس تنظر اليها وتمر عليها وهم عنها معرضون اي لا ينظرون في دلالتها على الخالق سبحانه وتعالى. وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم هذه وقعت في نهاية سورة يوسف فبدأت سورة الرعد تفصل هذه الايات التي اودعها الله في السماوات والارض والتي يمر عنها الناس وهم معرضون. فقال فبين اه فبيان ايات السماوات بل ان الله سبحانه وتعالى في مطلع سورة الرعد بين الايات التي اودعها في السماوات والتي تدل على الخالق سبحانه. فقال عز وجل الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لاجر مسمى. ثم بين الايات التي اودعها في الارض فقال وهو الذي مد الارض وجعل فيها رواسي وانهارا ومن كل قد جعل فيها زوجين اثنين يغشى الليل النهار. ثم في الاية التي تليها وفي الارض قطع متجاورات وجنات من اعناب وزروع ونخيل. صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد. فكل هذه الايات التي اودعها الله في السماوات والارض فصلها سبحانه وتعالى في سورة الرعد بعد ان اجملها في ختام سورة يوسف فهذه الدلائل وهذه الايات تقودك الى معرفة الله سبحانه وتعالى والى الشهادة له. بالوحدانية في الربوبية والالوهية ثم لما بين كيف انه سبحانه وتعالى يخرج من الارض النباتات المختلفة بالوانها واشكالها مع انها تسقى بماء واحد دلل بعد ذلك وساق الى بيان كيف ان الله سبحانه وتعالى يبعث الناس يوم القيامة اذا كانت هذه الارض تخرج هذه النباتات المختلفة بالالوان المختلفة مع انها تسقى بماء واحد فهذا دليل على انه سبحانه وتعالى قادر على ان ينبت هذه الاجساد وان يخرج هذه الاجساد من الارض اه لتبعث الى يوم الى يوم جديد الى الدار الاخرة. وهذه القضية قضية البعث الى الدار الاخرة هي القضية التي كانت اه من القضايا الشائكة. دعنا نقول بين الكفار وبين المؤمنين بين اهل الحق وبين اهل الباطل. فقال سبحانه وتعالى وان تعجب فعجب قولهم. هذا في ختام الصفحة الاولى من سورة الرعد. فاذا كنا ترابا انا لفي خلق جديد اولئك الذين كفروا بربهم واولئك الاغلال في اعناقهم واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون ثم استمرت الاية بذكر قدرة الله سبحانه وتعالى. استمرت السور في سورة الرعد بذكر قدرة الله سبحانه وتعالى. آآ ان الله عز وجل هو الذي يعلم ما تغيب الارحام وما يزداد كل شيء عنده بمقدار استمرت الصورة اذا في بيان هذا يعني في بيان قدرة الله سبحانه وتعالى وفي بيان ايات الله عز وجل في الجملة ثم آآ في الصفحة قبل الاخيرة منها ينبه سبحانه وتعالى على الاية الكبرى وعلى المعجزة العظمى. وهي معجزة القرآن. فقال سبحانه ولو ان قرآنا سيرت فيه الجبال وقطعت به الارض وكلم بهم موتى لكان هذا القرآن. هذا الجواب محذوف لكنه مقدر في السياق. لكان هذا القرآن وهذا القرآن لو كان من عند غير الله كان دوجل فيه اختلافا كثيرا. والتنبيه بعظيم هذه الاية مناسب لمقتضى السورة من التنبيه بما اودعه سبحانه وتعالى من الايات في السماوات والارض وكأنه جل وعلى لما بين لهم من عظيم ما اودع في السماوات والارض وما بينهما من الايات وبسط ذلك واوضحه اردف ذلك باية اخرى جامعة للايات ومتسعة للاعتبارات وهي هذه الاية ولو ان قرآنا سيرت به الجبال. فهو من نحو قوله تعالى وفي الارض ايات للموقنين وفي انفسكم اي لو فكرتم اه في ايات السماوات والارض اه لا اقلتكم ولكفتكم في بيان الطريق اليه ولو فكرتم في انفسكم وما اودع سبحانه وتعالى فيها من العجائب لاكتفيتم. من عرف نفسه وعرف ربه من قبيل هذين الدربين من الاعتبار هو الواقع في سورة الرعد من بسط ايات السماوات والارض ثم بعد ذلك ذكر القرآن وما تحمل من الايات يعني الله سبحانه وتعالى ففي مطلع سورة الرعد ذكر الايات المشاهدة في هذا الكون والدالة على الله. ثم في ختام سورة الرعد ذكر الاية العظمى والمعجزة الباهرة وهي معجزة القرآن وهي ايضا دالة على الله سبحانه وتعالى وهي اعظم بعد من خلق السماوات والارض. الله سبحانه وتعالى اذا في سورة الرعد يدل على نفسه ويخبر العباد كيف يستدلون عليه. هذا هو هو القرآن الذي من نظر فيه وتأمل قاده الى الله عز وجل. هذا القرآن الذي لو سيرت الجبال او قطعت به الارض او كلم به الموتى لكان هذا القرآن فكيف لا تستدلون به على خالقكم وفي مطلعها دللنا عليه سبحانه وتعالى من خلال النظر في السماوات النظر في الارض النظر في الزروع النظر في اخراج الثمار المختلفة والتي تسقى بماء واحد. وهذا كله هو مضمون ما ذكر في ختام سورة يوسف وكأي من اية في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون. ومن الامور الملاحظة احبابي ان الله سبحانه وتعالى كثيرا ما يدلنا عليه من من خلال تأمل السماوات والارض. يعني لو انك القرآن تجد ذكر السماوات والارض والاجرام التي في السماوات والارض كثير. وهذا يدل على عظمة هذه الاجرام. وهذا يدل على عظمة هذه المخلوقات. كيف ان الله يطلب منا ونحن نسير في الدنيا ان ننظر دائما في السماوات ان ننظر دائما في الاراضين ان ننظر دائما في الاجرام الموجودة في السماوات وفي الاجرام وفي الطرقات الموجودة في الاراضين لان هذا الخلق يدل على الخالق وهذه العناية تدل على مدبر. ولذلك ما ذكر ابن رشد في مناهج الادلة ان اعظم واشهر الادلة المستعملة في القرآن الكريم لتدل على الله سبحانه وتعالى دليل الخلق ودليل العناية الله سبحانه وتعالى كثيرا ما يأمرنا ان ننظر الى المخلوق لنستدل به على الخالق. ويأمرنا ان ننظر الى العناية والرعاية والتدبير لنستدل به على مدبر وانت لو استقرأت نصوص الكتاب العزيز من بدايته الى نهايته لوجدت فعلا هذان الطريقان هما المتكرران في مختلف السور. طريق الخلق وطريق التدبير هم اعظم الادلة الدالة على وجود صانع خالق مدبر لهذا الكون وانه لا يمكن ان يكون هذا الكون وجد صدفة او عبثا او نفسه بنفسه كما يقول الملاحدة وغيرهم ثم بعد ذلك في ختام سورة الرعد آآ جاءت آآ ايات تعالج ايضا نفس النبي صلى الله عليه وسلم ونفس الدعاء. لذلك الله سبحانه وتعالى يقول في ختام سورة الرعد. اه وما ولقد ارسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم ازواجا وذرية. يعني يا محمد صلى الله عليه وسلم ان عيرك المشركون انك تنكح وان لك ابناء فقل لهم ولقد ارسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم ازواجا وذرية وما كان لرسول ان يأتي باية الا باذن الله لكل اجل كتاب. هذا يدل احبابي ان النبي صلى الله عليه وسلم فعليا كان يعاني مع كفار قريش. كانوا يتهمونه ويقسون عليه بالكلام. وكان صلى الله عليه وسلم يدخل في قلبه الحزن. فتأتيه الايات المثبتات من الله سبحانه وتعالى. وتأتيه الاجوبة الواضحات لترفع هذا الحزن ولتأتي التسلية وان يثبته الله سبحانه وتعالى من خلاله ان يعتبر حاله بحال الانبياء والرسل السابقين. وهذه رسالة لنا باننا في مسيرنا الى الله سبحانه عندما يهجم علينا الكفار وعندما اه يسبوننا ويشتموننا ويعيروننا وينزلون من بنا ما يستطيعون انزاله علينا ان ننظر ونعتبر السابقين وما حل بهم من الامور التي هي افظع واشد مما يحن بنا في الحقيقة. فهذا الاعتبار هو من اكثر الامور التي تعين الانسان على الصبر داعية خصوصا على الصبر في مسيره الى الله سبحانه وتعالى ثم تأتي سورة اه ابراهيم بعد ذلك تأتي سورة ابراهيم يقول في مطلعها ابن الزبير الهرناطي لما كانت سورة الرعد على ما تمهد قال سبحانه وتعالى كتاب انزلناهم اليك لتخرج الناس من الظلمات الى النور اه باذن ربهم. ولاحظوا ان الله سبحانه وتعالى احبابي الكرام في مطالع السور يركز على ان القرآن الكريم كتاب هداية يعني في مطلع سورة الرعد الف لام ميم را تلك ايات الكتاب. والذي انزل اليك من ربك الحق. في مطلع سورة الاعراف الف لام ميم صاد كتاب انزل اليك فلا يكون في صدك يحرج منه. في مطلع سورة اه العمران الف لام ميم الله لا اله الا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديك آآ في سورة يونس نسيتها على فلام رأت تلك ايات الكتاب الحكيم. في سورة البقرة الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه. لاحظوا مطالع السور كيف تدعو المؤمن القارئ للقرآن ان يجعل الكتاب العزيز كتاب هداية. وكأنه يرشدك اذا بدأت في قراءة هذه السورة فهذه السورة هي سورة هداية وسورة بيان وسورة تقودك الى الله فعليك ان تقرأها وان تتدبر فيها وان تتبصر ولا تكونن من الغافلين. فهذه سورة ابراهيم يقول سبحانه وتعالى في مطلعها اه الف لام ميم كتاب انزلناه اليك لتخرج الناس من الظلمات الى النور باذن ربهم الى صراط العزيز الحميد الى صراط العزيز الحميد الله الذي له ما في السماوات وما في الارض آآ فيقول ابن الزبير الغرناطي لما كانت تلك الايات والبراهين لا يبقى معها شك لمن اعتبر بها لعظيم شأنها واتضاح امرها. قال سبحانه ان ان هذا الكتاب كتاب انزلناه اليك يا محمد لتخرج الناس به من الظلمات الى النور. اي لما تضمنت سورة الرعد الايات الكونية التي تدل على الخالق واية القرآن الباهرة التي تدل على المنزل الباعث فهذا يدل على ان هذا الكتاب العزيز من تدبر في اياته وتبصر بها فانها ستخرجه من الظلمات الى النور فقال سبحانه وتعالى لنبيه كتاب انزلناه اليك يا محمد لتخرج الناس به من الظلمات من ظلمات اليهود من ظلمات النصارى من ظلمات المنافقين من ظلمات المجوس. كل هذه الظلمات التي سردناها في الصور السابقة في سورة البقرة وال عمران والمائدة والانعام. كل هذه الظلمات هذا القرآن يخرج منها الى النور الى نور الحق الى الحقيقة المطلقة. لكن لمن تدبر وتأمل واستفسر بهذه البراهين وتعقلها عن الله سبحانه وتعالى ثم استمرت سورة ابراهيم في معالجة نفس النبي صلى الله عليه وسلم. سورة الرعد في ختامها عالجت نفس النبي صلى الله عليه وسلم ولقد اوصنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم ازواجا وذرية. هذه وردت في سورة ختام سورة الرعد وكذلك في ختام سورة الرعد الاية الاخيرة. ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب. هذه الاية الاخيرة في سورة الرعد تعالج موضوع ارسال النبي صلى الله عليه وسلم فتأتي سورة ابراهيم في مطلعها لتعالج ايضا هذه القضية ولتثبت قلب النبي صلى الله عليه وسلم وتخبره يا محمد وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم كما ورد في مطلع سورة ابراهيم. يا محمد اياك ان تظن واياك ان تعتقد انها هؤلاء الكفار يستطيعون النيل منك من خلال هذه الشبهات ومن خلال هذه المقولات التي يطرحونها. فانك يا محمد صلى الله عليه وسلم انما بعثت بالعربية ومن جنس العرب ومن جنس البشر كما ان الانبياء قبلك بعثوا من جنس البشر ومن اجلاس اقوامهم وتكلموا بلسان اقوامهم ليبينوا لهم. فمثل هذه المقالات التي يقولها كفار قريش لك هي من جنس المقالات التي يقولها الكفار لاقوامهم في كل زمان وفي كل مكان فلا تبتأس منها اعلم يا محمد صلى الله عليه وسلم اننا ارسلناك بلسان قومك لتبين لهم واننا في النهاية الله سبحانه وتعالى يذل من يشاء ويهدي من يشاء. ثم استمرت صفحة ونصف من سورة ابراهيم تعالج هذه القضية وتعالج موقف الاقوام من انبيائهم وكيف انبياؤهم يحثونهم على توحيد الله سبحانه وتعالى ويقولون لهم افي الله شك فاطر السماوات والارض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم وكيف ان الاقوام قالوا لانبيائهم يعني انتم بشر مثلنا تدعوننا الى الله سبحانه وتعالى لماذا لم يرسل الله سبحانه وتعالى رسولا من الملائكة او من غير جنسنا. فالرسل كيف اجابت عن هذه الشبهة منذ القدم؟ قالت لهم رسلهم ان نحن الا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عبادك وما كان لنا ان نأتيكم من سلطان الا باذن الله. ثم كيف وقع التهديد من الكفرة للمؤمنين وللرسل؟ وقال الذين كفروا برسلهم لنخرجنكم من ارضنا او لتعودن في ملتنا. وكيف ثبت الله الرسل؟ فاوحى اليهم ربهم لنهلكن الظالمين. ولنسكننكم الارض من بعدهم ذلك لمن خافوا مقامي وخافوا وعيد. ثم بين سبحانه وتعالى حال هؤلاء الاقوام المكذبين. كيف سيكون المشهد عند الله سبحانه وتعالى عندما يبحثون وبرزوا لله جميعا. في الدار هؤلاء الذين اذوا الرسل واتباع الرسل ماذا سيفعلون؟ عندما يبرزون لله جميعا فقال الضعفاء للذين استكبروا انا كنا لكم تبعا فهل انتم اولون عنا من عذاب بالله من شيء. كيف يكون موقفهم عندما يخرج ابليس خطيبا فيهم؟ فيقول وعدتكم وعد ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فاخلفتكم وما كان النبي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي. بينما كيف سيكون حال الرسل واتباع الرسل الذين ثبتوا في هذه الحياة الدنيا في معركة الحق والباطل في معركة الايمان والكفر عندما يقول سبحانه وتعالى في سورة ابراهيم وادخل الذين امنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها باذن ربهم. تحيتهم فيها يا سلام ثم يعقد سبحانه وتعالى مقارنة بين كلمة الايمان كلمة التوحيد لا اله الا الله بشجرة راسخة الجذور في الارض رفعت فروعها الى السماء وبين كلمة الكفر وهي الشجرة الخبيثة التي اجتثت من فوق الارض ليس لها قرار ليس لها ثبات وهذا حال الايمان والكفر الكفر يبقى دائما على وقشور مهزوز ضعيف والايمان يبقى متجذرا في قلوب اصحابه. ثم يخبر الله سبحانه وتعالى انه يثبت المؤمنين. في القول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة وتذكر ايضا سورة ابراهيم قصة سورة ابراهيم سميت سورة ابراهيم لان ابراهيم عليه السلام ورد ذكره في هذه السورة في الصفحة قبل الاخيرة منها. اما دعا الله سبحانه وتعالى ان هو بنيه عبادة الاصنام وكيف ان ابراهيم يا محمد صلى الله عليه وسلم يا ايها الدعاء ابراهيم نموذج للمؤمن الصابر الموحد الذي يتقبل عن الله سبحانه وتعالى اوامره وتعليماته ويعمل بها ويثبت على اقدار الله سبحانه. فقصة ابراهيم ايضا من النماذج المثبتة للنبي صلى الله عليه وسلم وللدعاة من بعده ثم ختمت السورة ايضا مرة اخرى بتكرار المشهد بيان حال الكافرين حال الظالمين. الذين ظلموا الدعاء الذين ظلموا الرسل الذين ظلموا واتباع الرسل كيف يكون حالهم يوم القيامة يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الاصفاد من قطران وتغشى وجوههم النار. ليجزي الله كل نفس ما كسبت. فهذا كله وعيد وتخويف وترهيب لهؤلاء الكفرة. الذين يصدون عن دعم الرسل ويؤذون الرسل واتباع الرسل فهذه معركة الحق والباطل التي جاء القرآن ليبينها في العديد من السور متناسقة هذا التنسيق عجيب اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وارزقنا علما نافعا يا ارحم الراحمين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين