بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين حياكم الله احبائي في مجلس جديد من تعليقنا على كتاب البرهان في تناسب سور القرآن للامام ابن الزبير الغرناطي رحمة الله تعالى عليه وقد انتهى بنا الحديث الى مناسبة سورة الحجر لسورة ابراهيم عليه السلام سورة ابراهيم عليه السلام انتهت بوعيد الكافرين. فقال الله سبحانه وتعالى بخاتمتها ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون. انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار. ثم سرد الصفحة الاخيرة من سورة ابراهيم اهوال يوم القيامة وما الذي سيتعرض له الكفار من العذاب الشديد يوم تبدل الارض غير الارض والسماء وبرزوا لله الواحد القهار. وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الاصفاد. سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار. لما جاء هذا الوعيد الرهيب للكفار افتتحت سورة الحجر بقوله تعالى الف لام راء تلك ايات الكتاب وقرآن مبين ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين. عندما يعاين الكفار هذه الاهوال وهذه الشدائد هذا العذاب الاليم يوم القيامة حينئذ سيود هؤلاء الكفار لو انهم اسلموا في هذه الحياة الدنيا واتبعوا ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين. اذا المناسبة واضحة فعليا بين بداية سورة الحجر وختام سورة ابراهيم. بداية سورة الحجر. ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين. متى متى سيود الكفار لو انهم اسلموا واطاعوا وانابوا الى الله سبحانه وتعالى عندما ويرون هذه الشدائد وهذه الاهوال يوم القيامة عافاني الله واياكم ثم اعقب هذا ببيان ما جعله سنة في عباده من ارتباط الثواب والعقاب معجله ومؤجله باوقات واحيانا الانفكاك لها عنها ولا تقدم ولا تأخر. اذ استعجال البطش في الغالب انما يقع ممن يخاف الفوت. والعالم بجملته في ملكه تعالى لا يفوته احد منهم ولا يعجزه لذلك قال بعد ذلك في سورة الحجر. وما اهلكنا من قرية الا ولها كتاب فيخبر الله سبحانه وتعالى ان اهلاكه القرى وان انزال العقاب الالهي بالمكذبين والظالمين والمحادين لله ورسوله انما هو في اجل معلوم فالله سبحانه وتعالى ليس مستعجلا ان يوقع العقوبة. لان الذي يستعجل في ايقاع العقوبات انما هو الذي يخشى ان يفوته المذنب والله سبحانه وتعالى لا يخشى ان يفوته المذنبون وان يهربوا من بين يديه. فهو مالكهم وهو القابض عليهم ولا يخرج احد عن قبضته سبحانه. فكل شيء باجل وكل شيء بحكمة وكل شيء بموعد ثم دندنت سورة الحجر حول هذه الفكرة وحول وعيد الكافرين وذكرت قصة ابراهيم عليه السلام وذكرت قصة لوط وذكرت اثار السابقين الذين اعرضوا وما انزل الله سبحانه وتعالى بهم. ثم جاء في اخرها تهديد ووعيد لكفار قريش الذين يستهزؤون بالنبي صلى الله عليه وسلم فيقول الله عز وجل لنبيهن كفيناك المستهزئين. الذين يجعلون مع الله الها اخر فسوف يعلمون قد نعلم يا محمد صلى الله عليه وسلم انك يضيق صدرك بما يقولون الله سبحانه وتعالى اذا يسلي نبيه صلى الله عليه وسلم ويخبره اننا يا محمد ندرك صلى الله عليه وسلم اننا ندرك ما يقوله الكفار لك وكيف يستهزئون فعليك بالثبات وعليك باتباع امر الله سبحانه وتعالى ولا تقلق فهؤلاء الكفار سيعذبون في الدنيا كما عذب قوم لوط وكما انتهى اليه حالهم يعذبون في الاخرة وفي الاخرة سيود هؤلاء الكفار لو كانوا مسلمين لو اطاعوك لو اتبعوك انا كفيناك المستهزئين الذين مع الله الها اخر فسوف يعلمون. ولقد نعلم انك يضيق صدرك بما يقولون. فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين. واعبد بكى حتى يأتيك اليقين. الثبات الثبات. ايها الدعاء على ما تواجهونه في مسيركم الى الله سبحانه وتعالى. من استهزاء من من تعذيب من اضطهاد من مقاومة الاشرار الثبات الثبات الى ان تلقوا الله سبحانه وتعالى فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين. الذي يعينكم على هذا الثبات هو الالتجاء الى الله سبحانه وتعالى. والمحافظة على الصلوات وعلى قيام الليل وعلى اطالة السجود. واعبد ربك حتى يأتيك اليقين. بعد ذلك تأتي سورة النحل. هذه الصورة في التحامها بسورة الحجر وبسورة ابراهيم يعني هناك التحام واضح بينهما كما يقول ابن الزبير الغرناطي رحمة الله تعالى عليه فلما الله سبحانه وتعالى في ختام سورة الحجر يقول فوربك لنسألنهم اجمعين عما كانوا يعملون هذه وقعت في القسم الاخير من سورة الحجر يقول سبحانه وتعالى وعيدا لهؤلاء الكفرة. فوربك لنسألنهم اجمعين عما كانوا يعملون. وقال بعد ذلك في وعيد المستهزئين فسوف يعلمون. اعقب هذا ببيان تعجيل الامر. فقال في مطلع سورة النحل اتى امر الله فلا تستعجلوا. اذا ختام سورة الحجر فيها وعيد فوربك لنسألنهم اجمعين عما كانوا يعملون. وكان فيها وعيد في الاية ستة وتسعين فسوف يعلمون فبدأت سورة النحل بقوله سبحانه وتعالى اتى امر الله اي سيأتي امر الله لا محالة. هذا الموعد الذي اعده الله سبحانه وتعالى ليجزي فيه كل انسان ما كسب. وهؤلاء الكفرة سيكون حسابهم عسير عند الله سبحانه. اتى امر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون. ونزه سبحانه نفسه في مطلع سورة النحل عما فاه به المستهزئون والمشركون للنبي صلى الله عليه وسلم. ثم اتبع ذلك بقوله خلق السماوات والارض خلق السماوات والارض بالحق تعالى عما يشركون اكدها مرة اخرى. يعني في مطلع سورة النحل الاية رقم واحد. اتى امر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون. وكذلك في الاية ثلاث قال عز وجل تعالى عما يشركون فتأكيد لتنزهه سبحانه وتعالى عما يشرك به الكفار وما يسمونه وما يدعونه من ولد وما يدعونه من اصنام وما يدعونه من شركاء عموما لله سبحانه ينزه الله عز وجل نفسه عما يقول الكافرون تعالى الله عز وجل عما يقولون علوا كبيرا. ثم بعد ذلك اتبع سبحانه وتعالى بذكر النعم. سورة النحل تسمى سورة النعم. لان الله عز وجل ذكر فيها النعم كثيرة التي اسبغ بها على هذه البشرية نعمة خلق الانسان ونعمة الخيل والبغال والحمير. وانه سخر السماوات والارض وانه انزل المطر من السماء وانه على النجوم لنهتدي بها وانه سخر البحر وفي منتصف السورة. اخبر سبحانه وتعالى انه سخر الليل وانه وان لكم في الانعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه بفرط ودم وانه سخر النحل وانه يخرج من بطونها شواب مختلف انه يخرج بطونها ذاك العسل الطيب اللذيذ. واخبر سبحانه وتعالى ايضا من نعمه العظيمة انه علمنا كيف نصنع البيوت وانه سبحانه وتعالى سخر لنا الوبر والصوف والريش لنستعمل كل هذه الاشياء في عمارة هذه الارض فعدد الله سبحانه وتعالى في سورة النحل من مطلعها الى خاتمتها هدد النعم العظيمة التي اسبغ بها على البشرية. ومع ذلك سيبقى كثير من البشر يعاندون هذا الاله ويحاربونه. فهؤلاء الذين توعدهم الله سبحانه وتعالى في ختام سورة الحجر فوربك لنسألنهم اجمعين اجمعين عما كانوا يعملون. هؤلاء هم الذين يخاطبهم الله سبحانه وتعالى. ويذكرهم بهذه النعم وهذه الالاء العظيمة. من الذي منحكم المطر انا الذي منحكم الزرع من الذي سخر لكم الشمس والقمر؟ وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها. من الذي منحكم العسل؟ من الذي جعلكم تشربون لبن خالصا سائغا للشاربين. من الذي علمكم وقال سبحانه وتعالى والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الانعام بيوتا تستخفون يوم ظعنكم ويوم اقامتكم ومن اصوافها وابارها واشعار اثاثا ومتاعا الى حين. والله جعل لكم مما خلق ضلالا وجعل لكم من الجبال اكنانا. وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم من الذي فعل كل هذا؟ اليس هو الله سبحانه؟ لذلك في ختام سورة النحل جاءت الاية وضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة يأتيها رزقها ورغدا من كل مكان فكفرت بانعم الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فاخذهم العذاب وهم ظالمون. فبعد ان عدد الله النعم ختم بهذا المثل. مثل القرية التي ظلمت بعد ان انعم الله عز وجل عليه بكل هذه نعم واسبغ عليهم بكل هذه الالاء والالطاف عصت رسول الله سبحانه وتعالى وتحدت رب العالمين الله سبحانه وتعالى يتوعدهم وهذه رسائل للكفرة عبر الاجيال وفي وقتنا الحاضر. هؤلاء الكفرة الذين متعهم الله سبحانه وتعالى بالتكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة. وكل هذه الرفاهية التي يعيشون فيها ومع ذلك يحاربون الله ويشركون به وبعضهم يلحد وبعضهم يغزو بلاد الاسلام والمسلمين ويحارب هذا الدين ويريدها ويبغيها فهؤلاء نوجه اليهم مثل هذه الايات ونسقطها على واقعنا المعاصر وضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بانعم الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون. بعد ذلك ننتقل الى سورة الاسراء. سورة الاسراء ما وجه مناسبتها لسورة النحل؟ لما اختتمت سورة النحل قوله تعالى في الصفحة الاخيرة ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين. وبقوله ايضا ثم اوحينا اليك يا محمد ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا. اعلى الله سبحانه وتعالى من شأن وامر نبيه صلى الله عليه وسلم بان يتبع ملة ابراهيم وكان مهاجر ابراهيم وهذه فكرة انا اذكرها لم يذكرها ابن الزبير. وكان ابراهيم الى بيت المقدس الى بلاد الشام فبدأت سورة الاسراء ببيان قصة الاسراء التي وقعت الى بيت المقدس في بلاد الشام. فقال سبحانه سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام حرام الى المسجد الاقصى. المسجد الاقصى بلاد الشام هي مهاجر ابراهيم. آآ الذي امر الله سبحانه وتعالى نبيه في ختام سورة النحل ان يتبعه وقال في ختام سورة النحل ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا وما كانوا من المشركين اين كان مهاجر ابراهيم في بلاد الشام الى فلسطين فقال في مطلع سورة الاسراء سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى. ثانيا من المناسبات ايضا بيان الالتحام ام بين ملة محمد صلى الله عليه وسلم وطريقته وبين ملة ابراهيم فهو امتداد. امتداد النبوة من ابراهيم الى محمد صلى الله عليه وسلم تلك السلسلة الطاهرة الشريفة من ابراهيم الى ابنائه الى احفاده الى الانبياء الذين اتوا من نسله حتى وصلت الى محمد صلى الله عليه وسلم لكن الله عز وجل شرف محمدا واختصه حتى على كل الانبياء. فهو الذي امهم في ليلة الاسراء في المسجد الاقصى. وقيل انه اماهم في السماء. فهنا بيان امتداد والاتصال النبوي بين شجرة ابراهيم عليه السلام التي انبتت واثمرت العديد من الانبياء الصالحين ووصلت الى ختام الانبياء واطهرهم. سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم آآ فكان ابتداء سورة آآ الاسراء بذكر تشريف الله للنبي صلى الله عليه وسلم سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من الحرامي الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من اياتنا. فاوضحت الاختصاص والاجتباء والاصطفاء من الله سبحانه وتعالى لنبيه طبعا هنا ذكر اه ضمن تعليقه ابن الزبير ذكر حديثا طويلا وقع في ليلة الاسراء لكن ما ذكره ليس مشهورا في كتب السنة الحديث المذكور عليه يعني اشكاليات وليس هو الاحاديث المشهور في البخاري ومسلم وانما اخذه ابن الزبير الغرناطي من بعض التفاسير فلذلك ساضرب عنه الذكر صفحا يعني بما فيه من اشكالية في السند ولانه اه ليس ثابتا والله تعالى اعلم بهذه الطريقة التي ساقها ابن الزبير اذا سورة الاسراء كان حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم في العديد من المواطن في بدايتها وفي منتصفها وفي ختامها ونحن يهمنا فقط بيان التناسب بين الصور والا فذكر التناسب بين ايات السور هذا موطن اخر في الحقيقة يحتاج الى تفسير طويل مثل تفسير البقاعي. لكن هنا نحن فقط على قضية التحام بداية السورة بنهاية السورة السابقة. لذلك سانتقل الى سورة الكهف فيقول ابن الزبير من الثابت المشهور ان قريشا بعثت الى يهود المدينة يسألونهم في امر النبي صلى الله عليه وسلم ويستشيرونهم عن صدقه لان قريش كانوا يعرفون ان اليهود اصحاب كتب سماوية. فاجابتهم يهود بسؤاله اي اليهود قالت لكفار قريش اسألوا محمدا صلى الله عليه وسلم عن ثلاثة اشياء. فان جاءكم بجوابها فهو نبي. وان عجز عن جوابكم فالرجل متقول اي مفتر على الله سبحانه فما هي هذه الاسئلة؟ سلوه عن الروح ما طبيعة الروح؟ واسألوه عن فتية ذهبوا في الدهر الاول وهم اصحاب الكهف. وسألوه عن رجل طواف بلغ مشارق الارض بلغ مشارق الارض ومغاربها وهو ذو القرنين فانزل الله سبحانه وتعالى على نبيه جواب ما سألوه الاجابة عن السؤال الاول سؤال الروح في الحقيقة لم تأتي في سورة الكهف. وانما في سورة الاسراء. لذلك جاء في سورة الاسراء ويسألونك عن الروح قل الروح من اول ربي سورة الكهف تضمنت الاجابة عن قضية الفتية الذين ذهبوا في الدهر الاول وهم اصحاب الكهف وعن ذي القرنين في ختام سورة الكهف لذلك قال وافتتح الله سبحانه وتعالى سورة الكهف بحمده الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب وذكر نعمة الكتاب وهذه احبائي انتبهوا لها. قضية انه كثير من السور افتتحت بذكر نعمة الكتاب ان هذا الكتاب نعمة عظيمة من الله. ان هذا الكتاب كتاب هداية وتبصير. ان هذا الكتاب فيه الدلائل والبينات الواضحات. لماذا الله سبحانه وتعالى في مطالع عديد من الصور يشير الى الكتاب ويركز على الكتاب لان الكتاب الذي بين ايدينا والذي ندندن حوله والذي نعقد فيه الدورات والمجالس ونحاول ان نفسرهم ونقف على كنوزه وذخائره ولاله هذا الكتاب هو كتاب الهداية. هذا الكتاب كلام الله تكلم به حقيقة من فوق سبع سماوات واعطاه لجبريل لينزل هذا الكتاب من فوق سبع سماوات في رحلة ملائكية الى الارض ليتلقوا محمد صلى الله عليه وسلم من فيي جبريل ثم ليعطينا محمد صلى الله عليه وسلم كلام رب العالمين. هذا كلام الله فهو مليء بالكنوز لا تنفد ذخائره عظيمة. الحمدلله نعمة عظيمة اما بين ايدينا هذا الكتاب ومحروم غاية الحرمان. من ينصرف عن هذا الكتاب ولا يتدبر ولا يعيش معه ولا يقرأه. محروم من لم يرزق حلاوته. والانس واللذة في قراءته. الحمد لله الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما اي كتابا مستقيما قيما لينذر شديدا. الكتاب من اهم مقاصده انذار الذين يعصون الله ويشركون بالله ويدعون الولد لله. ويبشر في المقابل المؤمنين تقيل الذين ساروا على درب الهداية. فهذه من اهم رسائل الكتاب هذا الكلام العظيم التي جاءت مبثوثة في ثنايا الصور فاذا سورة الكهف باختصار هي سورة اجابت عن هذا السؤال. اجابت عن هذا السؤال الذي وجهه اليهود من خلال كفار قريش او هاي الاسئلة التي وجهها اليهود من خلال كفار قريش الى النبي صلى الله عليه وسلم. فلاحظنا ان قسما من هذه الاجابة ورد في سورة الاسراء ثم بعد ذلك القسم الثاني والثالث ورد في سورة الكهف. فكان من المناسب ان تذكر سورة الكهف بعد سورة الاسراء. سورة الاسراء اجابت عن موضوع الروح ويسألونك عن الروح خذوا الروح ويربيه. فكان سورة الكهف من المناسب ان تقع بعد سورة الاسراء لان فيها الاجابة عن قصة اصحاب الكهف وعن قصة ذي القرنين تمام فضلا عن القصص الاخرى يعني التي وردت في هذه السورة حتى لا اطيل في هذه الفكرة لان هناك ايضا افكار اخرى ذكرها آآ ابن الزبير ارجو ان تقرأوها دعوني انتقل الى سورة مريم. ما مناسبة سورة مريم لسورة الكهف؟ لما قال الله او تعالى في سورة الكهف ام حسبت ان اصحاب الكهف والرقيم كانوا من اياتنا عجبا. اي اتظن يا محمد صلى الله عليه وسلم ان قصة اصحاب الكهف مع الرقيم هي اعجب القصص التي سنسردها عليك فهناك ما هو اعجب منها. فبعد ان ذكر قصة اصحاب الكهف اراد الله سبحانه وتعالى في سورة مريم ان يبين للنبي صلى الله عليه وسلم ما هو اعجب من قصة اصحاب الكهف. وذكر له قصة زكريا وكيف ان الله سبحانه وتعالى رزقه الذرية بعد ان كانت امرأته عاقر وبلغة من الكبر عتيا ثم ذكر ما هو اعجب واعجب. فذكر قصة مريم وكيف انها انجبت عيسى من دون ان يكون له اب كأنها هناك تسلسل في ذكر القصص العجيبة من قصة اصحاب الكهف الى قصة ذي القرنين الى قصة انجاب يحيى لزكريا مع امرأته العاقر الى قصة عيسى عليه بالسلام وكل هذا من الامور العجيبة التي تدل على عظمة هذا الاله وفي طيات ذلك تصحيح للمعتقدات وتكبيته وتبكيت للكافرين الذين يحاولون الطعن في علم النبي صلى الله عليه وسلم وفي رسالته ثم بعد ذلك تأتي سورة طه. لما ذكر سبحانه وتعالى اه يعني هو ذكر عدة اوجه في الحقيقة صورة طعنة لا اريد ان اذكر الوجه الاول انتقل للوجه الثاني في مناسبة سورة طه. اه الان سورة مريم احبابي الكرام. سورة مريم بماذا انتهى اه انتهت سورة مريم اه يخبر الله سبحانه وتعالى في خاتمتها اه ان هذا الكتاب العزيز وان النبي صلى الله عليه وسلم انما ارسله الله عز وجل لينذر به اي بالوحي قوما لدا. اي قوما كثيرو الجدل والمخاصمة واللداد. القوم اللد هم الذين يبكرون الجدل والمناقشة والخصومة وهذا كان حال كفار قريش مع النبي صلى الله عليه وسلم. فالله سبحانه وتعالى لما ختم سورة مريم اه بهذه القضية ان اخبر نبيه صلى الله عليه وسلم ان انه ارسله ليبشر به المؤمنين ارسله الله سبحانه ليكون بشارة للمؤمنين ولينذر به قوما لدى. النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذه الحزن على قومه. هؤلاء القوم اللد الذين يجادلونه ويناقشونه به ويواجهونه كان بابي هو وامي صلوات ربي وسلامه عليه. كان اول مشفقا عليهم. ثانيا النبي صلى الله عليه وسلم كان منزعجا من كثرة ذاك الاذى ومن كثرة اه ما وقع لاصحابه من الاضطهاد على يد كفار قريش. فهنا بدأت سورة طه تقول النبي صلى الله عليه وسلم طه ما انزلنا اليك القرآن لتشقى. لا تظن يا محمد صلى الله عليه وسلم انا انزلنا عليك هذا الكتاب بهذه الرسالة لتكون حياتك في شقاء كلا. ما انزلنا عليك القرآن لتشقى فانت مبعوث لتهدي هؤلاء القوم اللد. ولتهدي البشرية جمعاء من بعدهم طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى الا تذكرة لمن يخشى. تنزيلا ممن خلق الارض والسماوات العلى. هنا يقول ابن الزبير الغرناطي وقد رأى صلى الله عليه وسلم من تأخر قريش عن الاسلام ولددها اي نقاشها ومنازعتها ومحاربتها ومجادلتها ما اوجب وخوفه عليهم ولا شك انه صلى الله عليه وسلم يحزنه تأخر ايمانهم ولذلك قيل له ولا تحزن عليهم في سورة النحل فكأنه صلى الله عليه وسلم من ظن انه سيستصعب المقصود من استجابتهم او ينقطع الرجاء من انابتهم فيطول العناء اه فيطول العناء والمشقة. فبشره الله سبحانه وتعالى بانه ما انزل عليه هذا القرآن ليكون شقاء عليه. فلا عليك من لدد هؤلاء وتوقفهم فهي سيستجيب لهم فسيستجيب منهم لدعوتك من كتب الله عز وجل له السعادة. فجاءت سورة طه لتسرد قصة سحرة فرعون. وكيف ان الله سبحانه وتعالى ابتداء بعد ان كانوا ومعارضين ديموسى يتحدونه كيف انقلب حالهم الى استجابة وخضوع لله سبحانه وتعالى. وايضا اخبره عن قصة آآ بني اسرائيل قصة بني اسرائيل الذين اتبعوا موسى واطاعوه في بادئ امرهم وكيف ان الله سبحانه وتعالى انقذهم وجعلهم ائمة في الارض بعد ان كانوا اذلاء على يد فرعون وهذه كلها رسائل للنبي صلى الله عليه وسلم ان قومك يمكن ان يستجيبوا لك فلا تيأس ولا يصيبك الحزن فهؤلاء سحرة فرعون بعد ان كانوا من افجر الفجرة وبعد ان كانوا من السحرة المتغطرسين في ساعة واحدة وفي لحظة الايمان انقلب حالهم ليقولوا لفرعون آآ ولن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي خلقنا فاقض ما انت قاض انما تقضي هذه الحياة الدنيا انا امنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما كرهتنا عليه من السحر والله خير وابقى عقيدة تتجلى في نفوسهم بعد ان كانوا سحرة متغطرسين. فلا تيأس يا محمد صلى الله عليه وسلم ارسلناك لتنذر به قوم اللد وهؤلاء القوم جادلوك ونزعوك وحاربوك لكن الله سبحانه وتعالى قادر على ان يهديهم وهذا فعلا ما وقع لكثير من هؤلاء المشركين لما اسلموا عبر مراحل دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وكثير منهم اسلم يوم الفتح فهو ابو سفيان وهو سفيان بن امية وهو عكرمة بن ابي وهذا عمرو بن العاص وهذا خالد بن الوليد وغيرهم. ممن كانوا من القوم اللد اذا بهم يصبحون من ائمة الاسلام وفرسان هذه الدعوة المباركة. فاتى اذا سورة طه من خلال القصص التي سردتها قصة موسى مع فرعون مع السحرة مع اه النجاة بني اسرائيل بين الاستضعاف لتعلم النبي صلى الله عليه وسلم ابوا الاجيال اللاحقة ان هذا الدين منتصر واننا اصحاب الوحي اصحاب هذا الكتاب لم ينزل الله عز وجل علينا هذا الكتاب لنشقى به فمن استمسك بهذا الكتاب واعتصم به وجعله دستورا ومنهجا وهداية لابد وان يظهر ولو بعد حين. بعد كل هذا السرد تأتي سورة الأنبياء سورة الأنبياء لما تقدم قوله سبحانه وتعالى في ختام سورة طه لنبيه صلى الله عليه وسلم ماذا قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم في ختام سورة طه ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وابقى وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك. والعاقبة للتقوى الى اخر السورة. لما قال سبحانه وتعالى فستعلمون من اصحاب الصراط السوي ومن اهتدى جاء مطلع سورة الانبياء اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون وكأن هذا الالتحام يريد ان قل لنا لا تمدن عينيك يا محمد صلى الله عليه وسلم الى لذة الدنيا التي منحها هؤلاء الكفرة. فاني جعلت هذه اللذة التي منحتها فاياهم فتنة لهم وسيسألون عنها عما قريب فقد اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة الامر قريب يا محمد صلى الله عليه وسلم فالثبات الثبات ايها السائرون الى الله سبحانه وتعالى ثم اه قصة فسورة الانبياء اتت لتكمل ذاك العقد الذي بدأته سورة طه. في بيان كيف ان الله سبحانه وتعالى ينجي انبيائه ورسله. يا محمد صلى الله عليه وسلم لا تخف من هؤلاء المشركين. لا تقلق من تحديهم لك ومحاربتهم لك. فهذه قصة ابراهيم وكيف نجاه الله عز وجل من قومه بعد ان كسر اصنامهم هذه قصة قصة لوط وكيف نجاها الله من قومه هذه قصة نوح وكيف نجاها الله من قومه هذه قصة ايوب وكيف شفاه الله من البلاء وهذه قصة النون وكيف خرج من بطن الحوت وهذه قصة زكريا وكيف الله عز وجل منحه اه ذرية. وذكرت قصة سورة الانبياء قصص متعددة لانبياء امتحنوا بامتحانات مختلفة وكيف ان الله اجتباهم واختارهم ومنحهم ووهبهم. فيا محمد صلى الله عليه وسلم ستكونن من هذا العقد الفريد محمد صلى الله عليه وسلم لا تقلق لا تحزن. هذه المثبتات كلها لك وللدعاة من بعدك. هذه مثبتات كلها اتت لك وللدعاة من بعدك. فسورة الانبياء من قصة ابراهيم الى قصة لوط الى قصة نوح الى قصة ايوب الى قصة ذي النون الى قصة زكريا الى كل ما طردته من هذه المشاهد المتتابعة هي تثبيت وتعزيز لقلب النبي صلى الله عليه وسلم وقلب الدعاة الى الله وبيان كيف ان الله سبحانه وتعالى ينجي عباده المؤمنين. كما ان سورة طه ايضا تكلمت عن هذه الفكرة لما بينت كيف نجى الله موسى وبني اسرائيل من قوم فرعون وكيف ان الله سبحانه وتعالى اظهر بني اسرائيل بعد ان تعرضوا للاضطهاد والذل على يد ثم لما ختمت سورة الانبياء بذكر مشاهد اليوم الاخر آآ يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا اول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين. جاءت سورة الحج في مطلعها لبيان طبيعتي هذا اليوم الاخر وكذلك سورة الانبياء سورة الانبياء احبابي في مطلعها وفي ختامها تحدثت عن اليوم الاخر. كما مر معنا في بداية سورة الانبياء اقترب للناس حسابهم وفي نهايتها آآ يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب وذكر الجنة والنار. فناسب هذا ان تبدأ سورة الحج بقوله تعالى يا ايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم وذكر اهوال يوم القيامة. ثم ذكر دلائل البعث. يا ايها الناس ان كنتم في من البعث فانا خلقناكم فبينت مطلع سورة الحج بين دلائل البعث وان الذي خلق الخلق اول مرة قادر على ان يخلقهم مرة اخرى اخرى ذلك بان الله هو الحق وانه يحيي الموتى وانه على كل شيء قدير. ثم نختم بالسورة الاخيرة سورة المؤمنون آآ آآ قال فصل في افتتاح او فصل في افتتاحها ما اجمل في ختام سورة الحج. سورة الحج الاية قبل الاخيرة منها كانت قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون. يا من تطلبون الفلاح اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير. كلمة الخير جاءت مجملة ولكن الطريق هذا طريق الركوع والسجود وفعل الخير الى ما يقود الى الفلاح. هذا الاجمال جاء ليفصل في مطلع سورة المؤمنون قد افلح المؤمنون. يا من ذكرناكم بالفلاح في ختام سورة الحج تريدون الفلاح مفصلا قد افلح المؤمنون من هم يا الله؟ الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم فانهم غير ملومين فمن طغى وراء ذلك فاولئك هم العادون. والذين هم لاماناتهم وعهدهم راعون. والذين هم على صلواتهم يحافظون. اولئك هم الوارثون. فذكر سبع خصال ذكر سبع خصال هذه الخصال السبع هي طريق الفلاح الذي اجمله في سورة الحج وبسطه في مطلع سورة المؤمنين. ليعرف الله سبحانه وتعالى طريق الفلاح الذي يوصلهم الى السعادة الابدية. والراحة السرمدية ونلاحظ ان الله سبحانه وتعالى ذكر سبعة ابواب من العبادات ثم بعد ذلك ذكر خلق الانسان مباشرة بعد هذه السبع ابواب اولئكم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين فصبع مراحل يمر بها الانسان في اطوار نشأته. ثم بعد ان ذكر المراحل السبع التي يمر بها الانسان في اطوار نشأته. قال سبحانه ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق ذكر السماوات السبع وهذا من عجيب التناسب في صفحة واحدة نجد الله ذكر سبعة انواع من العبادات تقود الى الفلاح ثم ذكر سبع مراحل يمر بها الانسان في بطن امه ثم ذكر سبع سماوات خلقها الله عز وجل فوق هذا الانسان. فالرقم سبعة له سر والسر عجيب. وهذا نهاية المجد