بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين هذا هو المجلس الثاني في تعليقنا على كتاب فضائل القرآن للامام ابن كثير الدمشقي رحمة الله تعالى عليه ووصلنا الى الحديث الرابع حيث نقل ابن كثير رحمة الله تعالى عليه ما رواه البخاري عن عمرو بن محمد حدثنا يعقوب ابن ابراهيم حدثنا ابي وهو ابراهيم ابن سعد عن صالح ابن كيسان عن ابن شهاب الزهري رحمة الله تعالى اعليه قال اخبرني انس بن مالك ان الله تابع الوحي على رسوله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته حتى توفاه اكثر ما كان الوحي ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده وهذا الحديث رواه الامام مسلم ايضا عن عمل ابن محمد وهو المعروف بالناقد وحسن الحلواني وعبد ابن حميد ورواه النسائي عن طريق اسحاق ابن منصور المعروف بالكوسج. هؤلاء الاربعة عمرو ابن محمد الناقد وحسن الحلواني وعبد بن حميد والكوسج. كلهم رووا هذا الحديث عن طريق يعقوب ابن ابراهيم عن ابيه ابراهيم ابن سعد علي ابن من شهاب الى اخره. هذا تعليق على السند ومعنى هذا الحديث احبابي ان الله سبحانه وتعالى تابع نزول الوحي على رسوله صلى الله عليه وسلم شيئا بعد شيء. اي كان الوحي ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم تباعا ولم تقع فترة اي لم يكن هناك انقطاعات بعد الفترة الاولى التي كانت بعد نزول الوحي او التي كانت بعد نزول الملك اول مرة بقوله تعالى اقرأ باسم ربك فانه استلبث الوحي بعدها حينا يقال قريبا من سنتين واكثر ثم حمي الوحي وتتابع وكان اول شيء نزل ابعد تلك الفترة يا ايها المدثر قم فانذر. يتكلم هنا ابن كثير رحمة الله تعالى عليه في هذه الفقرة ان النبي صلى الله عليه وسلم فتر اي قطع عنه الوحي مرة واحدة. هكذا يقول ابن كثير. انقطع عنه الوحي مرة واحدة بعد نزول اول مقطع من القرآن الكريم وهو اقرأ باسم ربك الذي خلق بعد نزول هذا المقطع انقطع الوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم فترة اختلف في مقدارها فقيل اقل من سنتين وقيل سنتين وقيل اكثر من سنتين ثم بعد ذلك ذلك عاد الوحي الى النبي صلى الله عليه وسلم وحمي واصبح ينزل متتابعا اه ولم ينقطع مرة اخرى وكانت اول سورة انزلت بعد فترة الانقطاع تلك سورة يا ايها المدثر. لكن في الحقيقة نظر في كلام ابن كثير لان المشهور عند اكثر المحدثين ان النبي صلى الله عليه وسلم فتر عنه الوحي اه مرتين المرة الاولى هي التي ذكرها ابن كثير رحمة الله عليه. بعد نزول سورة العلق او مطلع سورة العلق فترى عنه الوحي مدة. ثم بعد ذلك اه عاد اليه الوحي الصحيح انه فتر ايضا مرة اخرى بعد ان نزلت مجموعة من السور المكية بعد سورة المدثر عاد الوحي ففتر مرة اخرى لكن هذه الفترة الثانية كانت قصيرة قيل ليلتين او ثلاث او اربع ثم نزل بعدها سورة الضحى وذكر العلماء في سبب نزول سورة الضحى ان الوحي فطر عن النبي صلى الله عليه وسلم فجاءت امرأة فقالت للنبي صلى الله عليه وسلم ما ارى يا محمد الا قد تركك الى اخر القصة المشهورة. فانزل الله سبحانه وتعالى بعد ذلك سورة الضحى ليثبت قلب النبي صلى الله عليه وسلم وليطمئنه. وهذا دليل على ان فتور الوحي ليس مرة واحدة كما ذكر الامام ابن كثير رحمة الله عليه. بل الصحيح انه كان على مرتين وهذا ذكره ابن حجر العسقلاني في فتح الباري لكن المهم الذي يعنينا في تعليقنا على هذا الحديث وهو ما علاقة هذا الحديث بفضائل القرآن؟ هذا الحديث احبابي فيه دلالة على ان هذا الوحي هذا القرآن له قدرة على بث الطمأنينة والسكينة والامن في قلب الانسان حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم ينتظر نزوله بفارغ الصبر وبلهف حتى يشعر معه بالثبات وبالقوة بتلك السكينة وهذا امر ينبغي على قارئ القرآن ان يستشعره وهو يقرأ كتاب ربه. لماذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يحزن عندما ينقطع عنه الوحي وحينما لا يأتيه جبريل بايات القرآن. عليك ان تتفكر وان تتأمل وان تستشعر ان هذا القرآن وهذا الكلام اودعه الله سبحانه وتعالى قدرة عجيبة على زرع السعادة على زرع الطمأنينة في النفس البشرية كن متيقنا ان من عاش مع القرآن لن يكون ضعيفا. سيبقى قويا بقوة هذه الايات. التي انزلها الله سبحانه وتعالى لتبث الراحة والطمأنينة قوة واليقين في قلوب المؤمنين. لذلك قال سبحانه وتعالى في سورة الفرقان مجيبا الكفار. ماذا قال الكفار؟ وقال الذين كفروا لولا نزل فيه القرآن جملة واحدة. فماذا كان الجواب؟ كذلك اي انزلناه بهذه الطريقة مفرقا لنثبت به فؤادك فاذا بقاء القرآن حيا في حياتك ايها المسلم تقرأه يوما بعد يوم وتشكل معه صداقة حقيقية هذا له اثر في بيت فؤادك عند المحن وعند الفتن وعندما تتقلب الامور بالانسان لا اطيل اكثر من ذلك انتقل الى الحديث الخامس. حدثنا ابو نعيم الفضل بن دكين. حدثنا سفيان وهو الثوري عن الاسود بن قيس. قال سمعت جندبا والصحابي المشهور جندب ابن عبدالله البجري اه قال او سمعت جندبا يقول اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم اشتكى اي مرض عليه الصلاة والسلام فلم يقم ليلة او ليلتين اي لم يستطع القيام ليلة او ليلة فاتته امرأة وهذا هو الحديث الذي ذكرته لكم قبل قليل. فقالت اتت امرأة من المشركين الى النبي صلى الله عليه وسلم وهذا كان في مكة فقالت هذه المرأة يا محمد ما ارى شيطانك الا تركك فانزل الله سبحانه والضحى والليل اذا سجى ما ودعك ربك وما قلى وهذا الحديث هو الذي يمثل كما قلت لكم فترة الانقطاع ثانية ونرى ان ابن كثير ذكره لكن لم يعده من قبيل الانقطاع لم يعده من قبيل الانقطاع او لم يعده من قبيل الفترات وان كان غيره من الائمة اعتبروها من قبيل الفترات التي فطر فيها الوحي عن النبي صلى الله الله عليه وسلم وهذه مسألة يعني تقبل النقاش خلونا نقول اه ذكر اسناد هذا الحديث ودعوني اتجاوز قضية الاسناد تستطيعون قراءتها. آآ اتجاوز الى المناسبة. فقال ابن كثير. والمناسبة في ذكر هذا الحديث والذي قبله. يعني لاحظوا انه علق على هذا الحديث والحديث السابق. ما المناسبة في ذكر هذا الحديث والحديث الذي قبله في فضائل القرآن هي ان الله تعالى له برسوله عناية عظيمة ومحبة شديدة. الله يحب نبيه صلى الله عليه وسلم ويعتني به عناية شديدة. حيث جعل الوحي متتالي عليه ولم يقطعه عنه. لماذا حتى لا يحزن النبي صلى الله عليه وسلم؟ حتى لا يشعر ان الله سبحانه وتعالى تركه. هذا من عناية الله بحبيبه صلى الله عليه وسلم انه يتابع الوحي عليه. كذلك لنثبت به فؤادك. ولهذا انما انزل عليه القرآن مفرقا. ليكون ذلك ابلغ في العناية والاكرام. ثم ذكر ابن كثير متتابعا مجموعة من الاحاديث الواردة في صحيح البخاري. قال البخاري رحمة الله عليه. الان هذا تعليق من البخاري قال نزل القرآن بلسان قريش والعرب قرآنا عربيا بلسان عربي مبين. ثم ذكر الحديث. حدثنا ابو اليمان وهو الحكم ابن نافع حدثنا شعيب عن الزهري. اخبرني انس بن ما لك قال امر عثمان ابن عفان زيد ابن ثابت وسعيد بن العاص وعبدالله بن الزبير وعبدالله بن الحارث بن هشام ان ينسخوها في المصاحف اي ان ينسخوا اه النسخة التي كانت عند حفصة ام المؤمنين. وسيأتي تعليقنا على هذا الحديث بالتفصيل. في وقت لاحق ان شاء الله. لما عثمان رضي الله عنه امر بنسخ نسخ توزع على انصار المسلمين ليرفع الخلاف فامر هؤلاء الشباب زيد بن ثابت وسعيد بن العاص عبد الله بن الزبير وعبد الله بن الحارث ان ينسخوا المصاحف حتى توزع وقال لهم ان اختلفتم انتم وزيد يعني قال للثلاثة ان اختلفتم انتم وزيد بن ثابت في عربية من عربية القرآن بطريقة كتابتها فاكتبوها بلسان قريش فان القرآن نزل بلسانهم ففعلوا. طبعا ابن كثير والبخاري ايضا انما اوردوا هذا الحديث ليدللوا على ان القرآن نزل في جله بلغة قريش. ان القرآن نزل في جله كما قالوا بلغة قريش من قبائل العرب لان قريش هي معدن العرب وافصح العرب. لذلك ماذا قال سيدنا عثمان؟ فان القرآن نزل بلسانهم. والمراد ان جل القرآن نزل بلسانهم كما ذكر ذلك المحققون من اهل العلم ففعل آآ هؤلاء الشباب ما امرهم به سيدنا عثمان رضي الله عنه يقول ابن كثير هذا الحديث قطعة من حديث سيأتي قريبا الكلام عليه. نعم سنعود نعلق عليه ان شاء الله لما نذكر قصة جمع او نسخ عثمان للمصاحف المقصود البخاري منه ظاهر وهو ما المقصود من ذكره ان القرآن نزل بلغة قريش وقريش خلاصة العرب ولهذا قال ابو بكر ابن ابي داود ابو بكر بن ابي داوود له كتاب احبابي اسمه كتاب المصاحف. يذكر فيه الاحاديث التي ذكرت موضوع آآ المصاحف وجمعها كيف جمعت في عهد ابي بكر ونسخت في عهد عثمان فهذا كتاب يعتمد عليه ابن كثير كثيرا وينقدونه كثيرا في هذا السفر فضائل القرآن دون اه ابو بكر ابن ابي داود يتردد كثيرا اسمه لانه صاحب كتاب المصاحف. ذكر فيه مجموعة من الاثار تتحدث عن كيف جمع ابو بكر المصحف وكيف نسخ عثمان الى غير ذلك. المهم اه يقول ابو بكر بن ابي داود ذكر الاسناد عن جابر بن سمرة قال سمعت عمر بن الخطاب يقول لا يملين في مصاحفنا هذه الا غلمان قريش او غلمان ثقيف ثقيف كانت تسكن في الطائف وهي قريبة من مكة وقريبة من قريش. فالقرآن يقولون نزل يعني بهذه اللغة لغة قريش وثقيل. ثقيف لا تبعد كثيرا عن مكة ولهجتها لا تختلف كثيرا عن لهجة مكة اللهم الا في احرف يسيرة. وهذا اسناد صحيح وثم اه ذكر حديثا اخر وقال ايضا ابو بكر ابن ابي داود حدثنا اسماعيل ابن اسد ذكر الاسناد لما اراد عمر ان يكتب الامام المراد بالامام هنا اي المصحف الامام وهو المصحف الذي آآ جمع في عهد ابي بكر الصديق وكان عمر هو المشرف على عملية الجمع خلينا نقول المشرف المراقب وسمي هذا المصحف الذي جمع في عهد ابي بكر بالمصحف الامام هكذا سمي عمر ابن الخطاب اقعد له نفرا من اصحابه. يعني عمر ابن الخطاب جمع نفرا من الصحابة وقال لهم اذا اختلفتم في اللغة فاكتبوها بلغة مضر. طبعا مضر اه اسم اه لقبائل الحجاز خلينا نقول عموما وتدخل فيها قريش وثقيف ولاحظوا اختلاف الروايات في ما هي اللغة التي اعتمدت في بعض الروايات لغة قريش بعضها مرة معنا لغة قريش او ثقيف هنا جاءت بما هو اعم لغة مضارع ومضر تشمل قريش ومن هم حول قريش فهي اوسع يعني مضر اوسع من قريش. خلينا نقول قريش فخذ من افخاذها. فان القرآن نزل بلغة رجل من مضر الا وهو النبي صلى الله عليه وسلم. فالنبي صلى الله عليه وسلم كم من قريش وقريش تعود الى القبيلة الاوسع وهي قبيلة مضر. ثم ذكر بعد ذلك الايات. انتقل ابن كثير لحديث اخر قال ثم ذكر البخاري رحمه الله حديث يعلى ابن امية يعلى ابن امية احد الصحابة انه كان يقول ليتني ارى النبي صلى الله عليه وسلم حين ينزل عليه الوحي. هذا صحابي كان يتمنى ان يرى النبي صلى الله عليه وسلم والوحي يتنزل عليه فذكر حديثا حديث طويل طبعا الان اختصره البخاري حديث في الذي سأل عمن احرم بعمرة وهو متضمخ بطيب وعليه جبا. حديث باختصار ان رجل اتى على النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن من احرم بعمرة وهو متضمخ اي تلطخ بالطيب وعليه جبة وانتم تعلمون ان المحرم ينبغي الا يضع طيبا. فهذا رجل احرم واتى النبي صلى الله عليه وسلم اله يعني بعد ما احرم اتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن رجل محرم وهو متلطخ بالطيب. وعليه جبة يعني نوع من الاردئة من الرداء عليه هجوم بقى يعني رداء قد تلفع به فالنبي صلى الله عليه وسلم ابتداء لم يجب ما كان عنده الجواب فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة. تأمل ساعة انتظر ان يأتيه الوحي ليجيب ثم فاجأه الوحي جاءه الوحي فجأة فهنا عمر بن الخطاب كان حاضر فاشار عمر الى يعني عمر بن الخطاب قال ليعلى بن امية عمر يعرف ان يعلى بن امية كان يحب ان ينظر كيف يأتي الوحي الى النبي صلى الله عليه وسلم. فسيدنا عمر نادى سيدنا يعلى ابن اي تعال تعال انظر. فجاء يعلى فادخل رأسه كأن النبي صلى الله عليه وسلم كان في خيمة فاذا بالنبي صلى الله عليه وسلم محمر الوجه يغط كذلك ساعة يعني كأنه هناك نوع صوت كصوت الغطيط صوت الغطيط هو الصوت الذي يصدر من النائم لكن هو ليس نوما. وانما هو صوت يصدر ومن النبي صلى الله عليه وسلم لشدة نزول الوحي عليه. كان نزول الوحي ثقيل. فاذا كان النبي صلى الله عليه وسلم احمر يغطك ذلك ساعة من الزمن ثم سري عنه اي يعني بعد ان ذهب جبريل بالوحي خف الامر على النبي صلى الله عليه وسلم وذهبت تلك الحالة الشديدة فقال النبي صلى الله عليه وسلم اين الذي سألني عن العمرة انفا؟ اذا يعني هذا الرجل المحرم الذي سألني عن حكم من احرم وهو متضمخ بطيب فذكر الحديث الى اخره اخبره النبي صلى الله عليه وسلم بان ينزع هذه الجبة وان يغسل الطيب وهذا الحديث رواه جماعة من طرق عديدة كما قال والكلام عليه في كتاب الحج ولا تظهر مناسبة ما بينه وبين هذه الترجمة ولا يكاد يعني آآ ابن كثير كأنه يعلق انه ذكر البخاري لهذا الحديث في كتاب فضائل القرآن لا يظهر له اثر في الترجمة. لا يظهر له اثر في الترجمة ولا يكاد ولو ذكر في الترجمة التي قبلها لكان اظهر وابين يعني هو الذي يظهر ان هذه المسألة تقبل النقاش. يعني لماذا ذكر هذا البخاري رحمة الله تعالى عليه هذا الحديث ضمن ابواب فضائل القرآن. لكن ربما نشير الى ان قضية اه اه الوحي وانه يعلى بن امية كان يحب ان ينظر الى الوحي كيف ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم ووصف الوحي وشدته على النبي عليه الصلاة والسلام. هذا يدل على ان هذا الكتاب ثقيل. يعني هذا تعليق عامي اني اقول هذه الحالة الشديدة التي كانت تصيب النبي صلى الله عليه وسلم حين ينزل عليه الوحي تدل على ان هذا القرآن ثقيل ثقيل في معانيه ثقيل في الفاظه فيجب ان نأخذه بقوة يجب ان نأخذه بقوة. النبي صلى الله عليه وسلم تعب وهو ينزل عليه هذا القرآن وتجد اليوم المسلم يهجر هذا الكتاب سنين ومن رمضان الى رمضان. النبي عليه الصلاة والسلام كم تعب في تحمله وفي مراجعته وفي ضبطه وفي معارضته مع جبريل في رمضان حتى يصل الينا هذا الكتاب غضا طريا من دون ان يقع فيه اي شكل من اشكال السهو او الخطأ فيجب علينا ان نقدر هذا التعب الذي تعبه النبي صلى الله عليه وسلم من اجلنا وهذا يدل على كما قلت ثقل هذه الامانة ثقل القرآن. ثم استطرد هنا في الحقيقة بن كثير فقال فائدة جليلة حسنة ثبت في الصحيحين. الان استطرات ثبت في الصحيحين عن انس رضي الله تعالى عنه قال جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم اربعة كلهم من الانصار. ابي بن كعب معاذ بن جبل زيد بن ثابت وابو او زيد فقيل لانس بن مالك من ابو زيد مش معروف. فقال انس بن مالك احد عمومتي احد اعمام انس بن مالك. وفي لفظ للبخاري عن انس قال انس بن مالك لم القرآن غير اربعة ابو الدرداء ومعاذ ابن جبل وزيد ابن ثابت وابو زيد ونحن ورثناه ولاحظوا هنا انه لم يذكر ابي بن كعب كما في الرواية السابقة ذكر ابو الدرداء مكانه قلت ابو زيد الان ابن كثير يقول قلت ابو زيد هذا ليس بمشهور. لانه مات قديما وقد ذكروه في اهل بدر اي انه ممن شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم. وسماه بعضهم بان اسمه سعيد بن عبيد. ومعنى قول انس بن مالك لم يجمع القرآن. في الحقيقة هو لا يقصد من كل الصحابة. لأ. هو يقصد لم يجمع القرآن من سوى هؤلاء الاربع. والا في الحقيقة فمن المهاجرين جماعة كانوا يجمعون القرآن اكثر من ذلك. يعني قول انس بن مالك لم يجمع القرآن الاربع في الحقيقة هو يتكلم عن من جمع القرآن من الانصار يعني حفظه من الانصار. واما المهاجرون فالذين حفظوا القرآن منهم عدد كبير. طبعا كثير خلينا نقول لكن ليس بتلك الكثرة طبعا وهم يقولون لم يتجاوز عدد الذين جمعوا القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم على الثلاثين. لكن المهم ان المهاجرين جمع منهم عدد لا بأس به القرآن كابي بكر الصديق وابن مسعود وسائل المولى ابي حذيفة وغيرهم حتى عثمان وعلي روية انهم ممن جمعوا القرآن وعمر ايضا نقل انهم مما جمعوا القرآن. ثم قال ونقل عن الشيخ ابي الحسن الاشعري رحمة الله عليه قال ابو الحسن قد علم بالاضطرار ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم ابا بكر في مرض الموت ليصلي بالناس وقد ثبت في الخبر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليؤم الناس اقرأهم فلو لم يكن الصديق اقرأ القوم لما قدمه عليهم وهذا دليل يعني هو ذكر هذا ليدلل ان ابا بكر الصديق كان ممن جمع القرآن فعلينا ان نفهم حديث انس بن مالك السابق على انه يقصد من جمع القرآن من الانصار والا فابو بكر من المهاجرين وقد جمع القرآن وحكى القرطبي في اوائل تفسيره عن القاضي ابو بكر الباقلاني انه قال بعد ذكره لحديث انس ابن مالك السابق. فقد ثبت بالطرق المتواجدة. هذا كلام الباقلاني. ثبت بالطرق ذكر انه جمع القرآن عثمان وعلي بن ابي طالب وتميم الداري وعبادة بن الصامت. وعبدالله بن عمرو بن العاص فقول انس لم يجمعه غير اربعة يحتمل انه لم يأخذه تلقيا من فيه اي من فمه. رسول الله صلى الله عليه وسلم غير هؤلاء الاربع. وان من سواهم يعني يتلقى بعضهم من بعض. كانوا لكن ليس من ثمن النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة بل كان هذا يأخذ من هذا. وهذا التوجيه لا اظنه قوي في الحقيقة. وقد تظاهرت الروايات بان الائمة اربعة يقصد ابو بكر وعمر وعثمان وعلي الخلفاء الاربع جمعوا القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم لاجل سبقهم الى الاسلام واعظام النبي صلى الله عليه وسلم لهم. قال القرطبي ولم يذكر قاضيا الباقلاني ابن مسعود ممن جمع المصحف وسلم مولى ابي حذيفة وممن جمع القرآن. هذه اخر الفائدة. اذا المهم في الحقيقة الذي جمع القرآن ثلة من الانصار ثلة من المهاجرين واربعة من الانصار. هكذا يعني صحت الرواية ان الذي جمع القرآن من الانصار اربعة لكن نقول المهاجرون جمع منهم ثلة وطيب القرآن ولربما يصعب الحصر لكن ذكر بعض المؤرخين ان عدد الذين جمعوا القرآن من المهاجرين والانصار وصل الى الثلاثين. خلينا نقول بهذا الرأي وصل الى الثلاثين ننتقل الان الى موضوع اخر وهو موضوع جمع القرآن. الان سيبدأ اه ابن كثير رحمة الله عليه بذكر حديث البخاري الوارد في جمع القرآن على عهد ابي بكر. كيف جمع القرآن اول مرة في عهد ابي بكر الصديق؟ وما هي القصة انا القصة يعني ادعكم تقرأونها حتى لا اطيل عليكم وهي القصة المشهورة لما كثر القتل في اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في معارك الردة وعمر ابن الخطاب خشي من ضياع القرآن فاتى الى ابي بكر الصديق واشار اليه بوضوع جمع القرآن. فابو بكر اولا يعني تردد لان النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك ثم يعني انشرح قلبه لذلك فدعا ابو بكر الصديق زيد بن ثابت واخبره بالقصة وزيد تردد اولا ثم اخبره ابو بكر ان هذا ان شاء الله فيه الخير وكيف استثقل زيد بن ثابت هذا وقال لو كلفت بنقل جبل من الجبال لكان يعني اهون علي من ان اجمع المصحف آآ فذكر الحديث الى اخره وكيف ان زيد بن ثابت بدأ بجمعه اه يقول زيد بن ثابت في ختام الحديث وانا هنا اقرأ الختام فقط فتتبعت القرآن اجمعه من العشب واللخاث وصدور الرجال وسنعرف ما معنى هذه الكلمات ووجدت اخر سورة التوبة يعني اخر ايتين من سورة التوبة مع ابي خزيمة الانصاري لم اجدها مع غيره. لقد جاءكم رسول من حتى اخر سورة التوبة. فكانت الصحف هذا المصحف هذا المصحف الذي جمعه زيد بن ثابت وضع عند ابي بكر الصديق حتى توفاه الله ثم انتقل في خلافة عمر الى عمر ثم بعد ذلك انتقل بعد عمر رضي الله عنه الى حفصة بنت عمر لانها كانت هي الوصية على اموال عمر وممتلكاته ودخل من ذلك هذا المصحف الذي جمع فبقي عند حفصة رضي الله عنها الى ان اخذه مروان ابن الحكم وتم احراقه بعد ذلك يعني بعد خلافة عثمان رضي الله تعالى عنه مع المصاحف التي احرقت حتى لا يشكل لبسا اه طبعا هو حفصة بنت عمر. بعد ان توفيت اخذ المصحف عبدالله بن عمر لكن اول ما اخذ عبدالله بن عمر جاء الخليفة الاموي مروان ابن الحكم. فاخذه من عبدالله بن عمر وحرقه حتى لا يعني يلتبس خلاص لان عثمان كما سيأتي نسخ مصاحف واصبحت هي المعتمدة فلم تصبح هناك حاجة لوجود هذا المصحف. يقول ابن كثير على ما فعله ابو بكر وعمر قال وهذا من احسن واجل واعظم ما فعله الصديق. من الاعمال العظيمة التي فعلها الصديق جمع المصحف. فانه اقامه الله تعالى بعد النبي صلى الله عليه وسلم مقاما لا ينبغي لاحد من بعده قاتل الاعداء من مانعي الزكاة والمرتدين والفرس والروم ونفذ الجيوش وبعث البعوث والسرايا ورد الامر الى نصابه بعد الخوف من تفرقه به ودمع القرآن العظيم من اماكنه المتفرقة حتى تمكن القارئ من حفظه كله. وكان هذا من سر قوله تعالى انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. كيف ان الله يسخر عباده الى هذا الزمان الى زماننا هذا احبابي. ان يحفظوا هذا القرآن فلو ان اه اعدائنا اجمعوا على ان ان يرفعوا المصاحف من ايدينا فانا ازعم ان في هذه الامة من حفظة القرآن من يستطيعون املائه حرفا حرفا من دون ان يسقطوا منه كلمة او يلحنوا فيه لحا احنا فده مع الصديق الخير وكف الشرور رضي الله عنه وارضاه. ولهذا روي بالاسانيد عن علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه انه قال اعظم الناس اجرا في المصاحف ابو بكر ان ابا بكر كان اول من جمع القرآن بين اللوحين. وهذا اسناد صحيح. ثم عاد فذكر قصة جمع المصحف مرة اخرى ناد اخر وكيف حدثت اين انتم اقرؤوها حتى لا اطيل عليكم المقطع وكيف ان عمر ابن الخطاب هو الذي كان يشرف على الجمع لذلك قال ولهذا كان عمر مهيمنا على حفظه وجمعه يقول بعد صفحتين ولهذا كان مهيمنا اي عمر بن الخطاب على حفظه وجمعه هو المسئول المشرف العام خلينا نقول فوق يعني زيد ابن ثابت وكانوا آآ ان عمر كما جاء في الاسناد لما جمع القرآن كان لا يقبل من احد شيئا حتى يشهد شاهدا اي انسان يأتي باية حتى يقول انه سمعها من النبي صلى الله عليه وسلم كان لابد ان يأتي بشاهدين وذلك عن امر الصديق له في ذلك انه لا يقبل اي شخص يزعم ان هذه الاية من القرآن حتى يأتي بشاهدين. فقال عمر بن الخطاب اه فقال اه ابو بكر الصديق لعمر ابن الخطاب ولزيد ابن ثابت يعني هذه وصية ابو بكر لعمر وزيد بن ثابت كما جاء في الاثر اللاحق. فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتبه. وهذا حديث يعني حسن ولهذا قال زيد ابن ثابت الان زيد ابن ثابت بدأ بعملية الجمع وكان دائما يطلب الشهود على الايات يطلب شاهدين الا اية واحدة اه في نهاية سورة التوبة وهي قوله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم الى اخره هما ايتان لقد جاءكم رسول من انفسكم الى اخر سورة التوبة. هاتان الايتان لم يجدهما اه آآ زيد بن ثابت الا عند الصحابي الجليل ابو خزيمة الانصاري. وفي بعض الروايات انه ليس ابو خزيمة او ليس ابا خزيمة بل ازيمة ابن ثابت. وفي الحقيقة هما صحابي. ابو خزيمة الانصاري هذا صحابي. وخزيمة ابن ثابت هذا صحابي اخر. والصحيح في سورة براءة ان اخرها وجد عند ابي خزيمة هذا هو الصحيح والراجح عند آآ نقلت الحديث ان اخر سورة براءة وجدت عند ابي خزيمة الانصاري. الان زيد بن ثابت وجد هاتان وجد هاتين الايتين عند ابي خزيمة الانصاري ولم يجد من يشهد لي ابي خزيمة ومع ذلك قبل زيد بن ثابت هاتين الايتين. يا ترى لماذا قالوا لان النبي صلى الله عليه وسلم في حياته اعطى ابا خزيمة الانصاري خصلة وممدحه فاق بها غيره. وهي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لابي خزيمة الانصاري في حياته شهادتك بشهادتين النبي صلى الله عليه وسلم قال لابي خزيمة شهادتك تعدل شهادة رجلين شهادة سيدنا آآ ابو خزيمة او شهادة سيدنا ابي خزيمة تعدل شهادة رجلين. يا ترى لماذا النبي صلى الله عليه وسلم اعطاه هذه المنقبة؟ لان النبي صلى الله عليه وسلم هنا قصة وقعت في حياة النبي عليه الصلاة والسلام انه عليه الصلاة والسلام اشترى ناقة من اعرابي او اشترى فرس من اعرابي. فبعد ان اشتراه الاعرابي جحد انه باع النبي صلى الله عليه وسلم. واصبح الاعرابي يقول النبي صلى الله عليه وسلم ائت بشهود يشهدون انك اشتريته. فجاء ابو خزيمة رحمة الله عليه ورضي عنه. فشهد للنبي صلى الله عليه وسلم انه اشترى الفرس فالنبي صلى الله عليه وسلم قال لابي خزيمة كيف شهدت على انني اشتريت الفرس وانت لم تكن حاضرا يعني هذا مفهوم الكلام؟ فقال ابو خزيمة انا شهدت بتصديقك يا رسول والله يعني انا اصدقك بخبر السماء ولا يمكن ان تكون كاذبا في مثل هذا الامر وبالتالي النبي صلى الله عليه وسلم يعني ما امتدحه في هذا الموقف لانه كان تفكير سليم مئة بالمئة لا غبار عليه. فامضى شهادته وقبض الفرس وجعل شهادة ابي خزيمة بشهادة رجلين وهذا سبحان الله استشراف من النبي صلى الله عليه وسلم لان هذا الرجل سيكون له شأن في قضية جمع القرآن وانه صاحب اخر سورة براءة ولن يجدها الصحابة الا عنده فقبلوا شهادته واعتبروها بشهادة الرجلين. مع وجوده في الحقيقة خلاف. لذلك ذكر ابن كثير بعد ذلك اسانيد اخر ان اخر سورة براءة اه شهد به ابي ابن كعب مع خزيمة ابن ثابت. هذه يعني رواية اخرى. وقيل ان عثمان شهد باخر في سورة براءة ايضا لكن المشهور كما ذكر ابن كثير هو الاول. وهو ان آآ ابا خزيمة الانصاري هو الذي الوحيد الذي ادلى بها. واما قول زيد بن ثابت في نهاية الحديث الذي ذكرناه في مطلع الصفحة. حديث البخاري قوله فتتبعت القرآن اجمعه من العشب و اللي خافي وصدور الرجال وفي رواية من العشب والرقاء والاضلاع. وفي رواية من الاكتاف والاقتاب وصدور الرجال. فالمراد بالعسر جمع عسيب النخل يعني اوراق النخل خلينا نقول. واما اللي خاف فهي جمع لخفة. وهي القطعة من الحجارة تكون عريضة ومستدقة قتل. وقديما احبابي كانت وسائل الكتابة يعني متواضعة خلينا نقول فكانوا يكتبون على اه سعف النخل كانوا يكتبون على الحجارة العريضة الدقيقة كانوا يكتبون حتى على العظام يكتبون على الاضلاع على الرقاع على اي شيء يجدونه هو متوفرا يكتبون عليه ومن كان لا يحسن الكتابة او لا يجد ما يكتب عليه يعتمد على حفظه. فلذلك اعتمد اه زيد بن ثابت على ما وجد في هذه العشب ما وجد في هذه اللخاف وعلى ما وجد ايضا في صدور الرجال وكان الصحابة احرص شيء على اداء الامانات وهذا من اعظم الامانات بالتأكيد تبليغ الوحي الذي انزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلم. ثم ختم ابن كثير فقال يعني في الختام انا سانتقل الى الختام فكان الذي فعله الشيخان ابو بكر وعمر من اكبر المصالح الدينية واعظمها من حفظهما كتاب الله سبحانه وتعالى الصحفي لئلا يذهب منه شيء بموت من تلقاه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اي بموت الصحابة واستشهادهم. ثم كانت تلك الصحف عند الصديق ايام حياته ثم اخذها عمر بعده فكانت عنده محروسة معظمة مكرمة فلما مات كانت عند حفصة ام المؤمنين لانها كانت كما قلنا وصيته من اولاده على اوقافه وعلى تركته وكانت عند ام المؤمنين حتى اخذها امير المؤمنين عثمان وعثمان طبعا ارجعها لحفصة ثم بعد ان توفيت حفصة اخذها عبد الله بن عمر لكن عندما اخذها عبد الله بن عمر مروان ابن كم؟ طلبها منه ليحركها مع المصاحف التي احرقت حتى لا يلتبس على الناس الامر. يعني هذه فوائد جميلة ينبغي على اهل القرآن ان يكونوا على معرفة كيف جمع القرآن؟ من الذي امر بجمعه؟ ان يترضى الانسان على الصحابة الكرام الذين كانوا حريصين على الا تفوت كلمة والا يفوت حرف والا يسقط شيء من كلام الله سبحانه وتعالى وهذا يدل على عظيم منزلته في قلوبهم. اللهم اجعلنا من اهل القرآن امين امين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم