بسم الله الرحمن الرحيم قال المؤلف رحمه الله تعالى ومنها اذا ما فاته الورد مرة تراه كئيب نادما متألما ومنها اشتياق القلب في ومنها اشتياق القلب في وقت خدمة اليها كما اشتد به الجوع والظمأ. والظمأ ربما ومنها ذهاب الهم وقت صلاته بدنياه مرتاحا به متنعما ويشتد عنها بعده بعدهم بعده ويشتد عنها بعده وخروجه وقد ويشتد عنها بعده وخروجه وقد زال عن وقد زال عند الهم والغم فاستمات عنه وقد زال عنه الهم والغم في السماء نحطه عنهم وغزال عنهم وقد زال عنه الغم الهم والغم فاستمع تبارك الله عليك ويشتد عنها ويشتد عنها بعده وخروجه. وقد زال عنه الهم والغم فسامح الهم والغم وقد زال عنه الهم والغم فاستمى. فاكرم به قلبا سليما مقربا. الى الله قد اضحى محب مسيما. طيب الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين اما بعد ما زال المؤلف رحمه الله يعدد ويذكر دلائل وعلامات وايات القلب الصحيح فذكر منها ارتحاله الى الدار الاخرة ومحبته لله تعالى ودوام ذكره ومصاحبته من يعينه في الخير بعد ذلك قال ومنها اذا ما الورد ومنها اي ومن دلائل صحة القلب وسلامته ومنها اذا ما فاته الورد مرة تراه كئيبا نادما متعلما منها اي من علامات صحة القلب اذا ما فاته الفوات هو عدم ادراك الشيء الفوات هو عدم ادراك الشيء وقوله اذا فاته الظمير يعود الى القلب اي اذا فات القلب الورد والورد هو الحزب وزنا ومعنى الورد هو الحزب ووزنا ومعنى وهو في الاصل يطلق على النوبة في ورود الماء. الورد في الاصل يطلق على النوبة في ورود الماء يطلق ايضا على نصيب الانسان من القرآن او الصلاة او غيرها من الصالحات وهذا مراد المؤلف رحمه الله هنا بقول ومنها اذا ما فاته الورد اي نصيبه من الطاعة والاحسان نصيبه من الطاعة والاحسان الذي قرره كقراءة او صلاة او غير ذلك اذا فاته الورد مرة تراه اي ترى صاحب هذا القلب كئيبا نادما متألما فذكر ثلاثة اوصاف تقريبا اي سيئة الهيئة فالكآبة هي سوء الهيئة والانكسار من الحزن والهيئة سوء الهيئة والانكسار من الحزن والكآبة غالبا لا تطلق الا على ما يبدو على الوجه فلا تقل كئيبا الا على وجهه فالكآبة مظهر يعلو الوجه وقوله نادما الندم اصله القلب وهو تحسر والم يصيب القلب على ما فات من الخير وقوله متألما اي متوجعا من الالم وهو الوجع وهذا يبين عظيم عنايته بورده وان ورده من المقام والمنزلة ما يتألم لفقده فواكه ولا شك ان هذا لصحة القلب وسلامته اذ القلب الصحيح يجد مشقة على فوات النصيب من الخير لان نصيبه من الخير وورده من الطاعة هو زاده الذي يتقوى به ويستعين به على قطع المفاوض والسير الى الله تعالى فاذا فاته نصيبه من ذلك تألم وعلته الكآبة ووجد حسرة وندما و لا غرب لا غروة ولا عجب في هذا فان الذكر للقلب والورد للقلب حياته ولذلك جاء في كلامي شيخ الاسلام ابن تيمية في بيان منزلة الذكر واثره على القلب قال الذكر للقلب مثل الماء للسمك الذكر للقلب مثل الماء للسمك وكذلك الورد للقلوب نداؤها وطيبها وبهجتها وسرورها فاذا فقدت فقدت حياتها يقول المؤلف رحمه الله في علامات صحة القلب ومنها اشتياق القلب في وقت خدمة اليها كمشتد به الجوع والظماء ومنها اي من علامات صحة القلوب وحياتها اشتياق القلب واشتياق الاشتياق مأخوذ من الشوق ومقصوده باشتياق القلب اي شوقه وهو حركته وسعيه في ادراك محبوبة فالشوق هو الحركة والسفر في ادراك المحبوب فقوله ومنها اشتياق القلب في وقت خدمة اي في وقت اشتغاله بما يحتاجه من امر الدنيا مما لا غنى له عنه فهو في شغله فيما يشتغل به من امور الدنيا غير منقطع عن ذكر الله تعالى بل هو في لهفة وشوقا شديد لذلك وصف ذلك المؤلف لقاء الناظم رحمه الله بقوله اليها اي الى الورد والذكر وما يحيي قلبه كمشتد كمشتد به الجوع والظماء انت الذي اشتد به الجوع والظمأ نظر هذا المعنى الحسي هذا المعنى العقلي بامر حسي فكلنا يدرك حرارة الجوع عندما يجوع وشدة الظمأ عندما يظمأ ينبغي ان يكون شوق القلب للورد والذكر اشد من شوق البطن والنفس للاكل والشرب عند شدة الجوع وشدة الضرر لان الذكر والورد حياة القلب وطيبه كما ان الاكل والشرب حياة الابدان وطيبها و هذا التنظير ليس ببعيد اي ليس غريبا فان القلوب تغتبي بطاعة الله تعالى وتغتبي بذكره ولذلك قال غير ما واحد من السلف الذكر حياة القلوب والذكر هنا يشمل ذكر اللسان وذكر القلب وذكر الجوارح في الطاعات تحيا به القلوب وتستغني به عن الطعام والشراب اذا قوي حضورها واغتذاؤها من غذاء القلب قد يغنيها هذا عن الطعام والشراب ومنه ما جاء في الصحيحين من وصال النبي صلى الله عليه وسلم فانه كان يواصل اليوم واليومين فيقال له في ذلك فيقول اني لست كهيئتكم اني ابيت عند ربي يطعمني ويسقي ويسقيني وفي بعض الروايات اني اطعم واسقى ويقين ان ان النبي لم يرد صلى الله عليه وسلم انه يأكل ويشرب انما المقصود كما ذكر ذلك اهل العلم من شراح الحديث المقصود انه يحصل له تنامي عبوديته لله وبامتلاء قلبه بمحبة الله تعالى حال يستغني بها عن الطعام والشراب وهذه حال مشاهدة معروفة ولذلك يقول الشاعر لها يقول الشاعر لها احاديث من ذكراك تشغلها عن الطعام وتلهيها عن الزاد فالمحب اذا اشتغل بمحبوبه اشتغل عن حاجة بدنه من طعام وشراب وهذا معلوم مشاهد ويصدقه قول النبي صلى الله عليه وسلم اني اطعمه واسقى قال المؤلف رحمه الله قال الناظم رحمه الله ومنها اي ومن علامات صحة القلوب وسلامتها ذهاب الهم وقت صلاته ذهاب الهم اي زواله والهم هو ما يعتلي القلب من الفكر في ازالة مكروه او اجتلاب محبوب ما يعتري القلب من الفكر في ازالة مكروه او اجتلاب وتحصيل محبوب هذا هو الهم فاذا صح قلب العبد ذهب همه بصلاته وجعلت صلاته قرة عينه كما جاء ذلك في كما جاء ذلك في المسند باسناد في عند احمد والنسائي باسناد صحيح حبب الي من دنياكم الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة جعلت قرة عين اي سكونها سرورها بهجتها بالصلاة اي في هذه العبادة الجليلة وهي الصلة بالله تعالى ومناجاته وهذا من دلائل صحة الايمان وكمال الاحسان وصلاح القلب واستقامته لذلك يقول ومنها ذهاب الهم وقت صلاته وجاء ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ارحنا بها يا بلال كما في ابي داوود وغيره باسناد لا بأس به. يقول لبلال ارحنا بها يا بلال فجعل الصلاة راحة وفي مسند الامام احمد من حديث حذيفة انه صلى الله عليه وسلم كان اذا حزبه امر تبع الى الصلاة تبع الى الصلاة صلى الله عليه وسلم فالصلاة طمأنينة للقلوب الصحيحة ولذلك يقول ومنها ذهاب الهم وقت صلاته بدنياه اي ينقشع عن قلبه هم الدنيا مرتاحا بها اي واجدة للراحة بسببها وهي الصلاة بها اي بالصلاة متنعمة اي مدركا النعيم وهذا هو معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم وجعلت قرة عيني في الصلاة كما في الحديث الذي عند النسائي وقرة العين هو نعيمها وسرورها وبهجتها كما تقدم وهذا لا يكون الا لمن اقبل عليها وكمل ما فيها من الحقوق والواجبات والصلاة قرة عين للذين يقيمونها فبقدر اقامة الانسان لهذه الصلاة بشروطها وواجباتها وحضور قلبها وحضور قلب صاحبها يكون مقيم يكون متنعما ويجد فيها لذة وبهجة حتى انه يطيل صلاته ويود الا الا ينفتل منها يقول رحمه الله ويشتد عنها بعده وخروجه يشتد عنها الظمير يعود الى الدنيا ان يشتد عن الدنيا بعده وخروجه اي انخلاعه منها وقت صلاته وقد زال عنه الهم والغم فاستما اي فعلى وارتفع وهذا يبين حال هذا المصلي الذي كانت الصلاة قرة عينه وكانت الصلاة بهجة نفسه وكانت الصلاة نعيم قلبه فيشتد عنها اي يذهب منها بسرعة وينفك عنها اسرع ما يتمكن يشتد عنها بعده عن الدنيا بعده وخروجه وقد زال اي انكشف وارتحل عنه الهم والغم الهم والغم هما امران يصيبان القلوب فالهم تقدم قبل قليل انه ما يعتدي القلب من الفكر في ازالة مكروه او جلب محبوب واما الغم فهو نتاج الهم اذ هو انقباض بالقلب لوقوع ظرر او توقع او توقعه لوقوع ظرر او توقعه اذا الهم مقدمة والغم نتيجة وهذا مما ذكره اصحاب الفروق وذكر ايضا ان الهم يقال لما يعتلي القلب من المخوفات قبل النزول قبل نزول الشيء والغم ما يعتري القلب بعد نزول المكروه فما يجده الانسان في قلبه قبل نزول المكروه يسمى هما واما بعد نزوله يسمى اغما وقيل في الفرق بين الهم والغم ان الهم ما يقدر الانسان على كشفه والتخلص منه اما الغم فهو ما لا يقدر على ازالته هذي جملة ما قيل من الفروق بين الهم والغم. والمهم ان من جاء من جعلت قرة عينه في الصلاة فصح قلبه انقشى عن قلبه كل مكدر سواء كان هذا خوفا مما يستقبل او تألما مما حصل وكان مما وقع من الاظرار يقول رحمه الله فاكرم به ان اكرم بهذا القلب الذي اتصف بهذه الصفات وتحلى بهذه الخلال واتسم بهذه الخصال المباركة فاكرم به قلبا سليما مقربا اي انه قد حاز القلب السليم به تكتمل اسباب الصحة في القلب. بما مضى تكتمل اسباب الصحة في القلب وسلامة القلب هي اعلى المقامات وصفها الله وصف بها الله تعالى خليله إبراهيم عليه السلام حيث قال اذ جاء ربه بقلب واناط الله تعالى نجاح الاخرة وفوزها بسلامة القلب. فقال يوم يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم والقلب السليم هو السالم من الشرك هو السالم من البدعة هو السالم من المعصية القلب السليم هذا تعريف من التعريفات القلب السليم هو السالم من الشبهات هو السالم من الشهوات هذا تعريف اخر القلب السليم هو الذي سلم قياده لرب العالمين فخلص من كل افة وتحلى بكل فضيلة. كل هذا مما ذكره اهل العلم في بيان حقيقة القلب السليم واخطر ما يكون في تعريف القلب السليم هو التعريف الاول. هو ما سلم من الشرك ما سلم من البدعة ما تنم من المعاصي هذا هو القلب السليم ان يسلم من هذه الافات التي توبقه وتفسده. فاكرم به قلبا سليما مقربا هذا بيان للاجر والثواب ان القلب اذا تحلى بهذه الخصال فانه سيكون قريبا من الله تعالى والقلوب تقرب من الله وتبعد على حسب ما يقوم فيها من الايمان. وقد جاء عن بعض السلف انه اذا مات المؤمن كان تحت الثرى وقلبه عند رب العالمين ومقصوده بقلبه اي روحه وهذا يدل على ان القلوب تقرب وتبعد على حسب ما يقوم فيها من المحبة والتعظيم والخوف والرجاء والمعاني التي يصلح بها القلب ويستقيم فاكرم به قلبا سليما اي هذه الصفات والخلال علامات لسلامة القلب وهي اسباب لقربه فذكر الوصف وذكر الحكم. يعني الحكم الجزائي وهو انه قلب مقرب من الله تعالى ولذلك يقول فاكرم به قلبا سليما مقربا الى الله فالتقريب هنا الى رب العالمين ومن قرب من الله فقد فقرب منه كل خير. يقول قد اضحى اي اصبح وصار محبا متيما. اي هذه علامات القلب المحب الذي يأنس بالطاعة ويمتلئ بالذكر ويرتحل عن الدنيا ويصحب اهل الخير ويتألم لفوات الصالحات ويتنعم بالصلاة ويجعلها قرة عين هذا هو القلب السليم الذي صدقة في محبته لله تعالى واكتملت فيه خلال الصحة والسلامة فاكرم به قلبا سليما مقربا الى الله قد اضحى محبا متيما التثيم هو اعلى درجات الحب فهو من اعلى درجات الحب ومنه تيم الله اي محب الله فهي مرتبة من مراتب الحب قيل انه اعلاها لكن هو امر نسبي الصحيح ان اعلى مراتب الحب الخلة واتخذ الله ابراهيم خليلا. لكن هو من المراتب العالية الرفيعة في المحبة ثم قال ومنها اجتماع الهم هذا نجعله في الدرس القادم ان شاء الله تعالى والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا