النبي صلى الله عليه وسلم يقول من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. اذا وجدت من نفسك حرصا على التفقه في الدين وحرص على طلب العلم ومحبة لذلك فهذه امارة ان شاء الله على انه اريد بك الخير. ومفهوم هذا الحديث ان من لم يورد به الخير لا يوفق للفقه في الدين الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين اما بعد حياكم الله جميعا في هذا الدرس العلمي وهو الدرس السابع عشر من هذا العام الهجري بيوم الاثنين الثامن والعشرين من شهر جمادى الاخرة لعام الف واربعمئة وثلاثة واربعين للهجرة اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم. اللهم علينا ما ينفعنا بعد ما علمتنا ونسألك اللهم علما نافعا ينفعنا ربنا اتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من امرنا رشدا نبدأ اول بالتعليق على لطائف الفوائد وكنا وصلنا الى الفائدة رقم ست مئة سبع وتسعين كلام ابن الجوزي رحمه الله في صيد الخاطر يقول من تأمل بعين الفكر دوام البقاء في الجنة في صفاء بلا كدر ولذات بلا انقطاع وبلوغ كل مطلوب للنفس والزيادة مما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من غير تغيير ولا زوال الا انه لا يحصل ذلك الا بنقد هذا العمر وما مقدار عمر غايته مائة سنة منها خمس عشرة سنة صبوة وجهل وثلاثون بعد السبعين ان حصلت ضعف وعجز والتوسط نصفه نوم وبعضه زمان اكل وشرب وكسب والمنتحل منه للعبادات يسير افلا يشتري ذلك افلا يشتري ذلك الدائم بهذا القليل يتكلم عن نعيم الجنة نعيم الجنة فوق مستوى تخيل العقل البشري اي نعيم اي نعيم تتخيله يخطر في بالك في الجنة ما هو فوق ذلك كما قال الله تعالى فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين قال النبي صلى الله عليه وسلم واصف النعيم الجنة فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر نعيم عظيم جدا فيها ما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين قد يحصل الانسان ملذات دنيوية قد يحصل بعض الاثرياء والاغنياء والملوك والسلاطين ملذات الدنيا لكن هل تدوم لا تدوم ابدا ولذلك قال قال عز وجل عن نعيم الجنة بها ما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين وانتم فيها خالدون البقاء فيها ليس مئة سنة ولا مليون ولا بليون الى ما لا نهاية سبحان الله نعيم عظيم من جهات آآ المآكل والمشارب والملابس والمناكح طيب المكان طيب الساكنين في ذلك المكان نزع الله تعالى من قلوبهم الغل لا يسمعون فيها لغوا الا سلاما قال من تأمل بعين الفكر دوام البقاء في الجنة في صفاء بلا كدر ما فيها مكدرات الدنيا لا تخلو من مكدرات ومنغصات لقد خلقنا الانسان في كبد لكن الجنة بلا كدر ولذات بلا انقطاع لذات دائمة فوق مستوى تخيل العقل البشري وبلوغ كل مطلوب للنفس. اي شيء تشتهيه النفس يعطى اياها والزيادة مما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من غير تغيير ولا زوال ومن غير ايظا ملل نعيم الدنيا قد يمل الانسان منه لكن نعيم الجنة ما فيها ملل نعيم الجنة من غير ملل لا يبغون عنها حولا لكنه قال الا انه لا يحصل ذلك الا بنقد هذا العمر. هذه سنة الله عز وجل كما تريد ان تأخذ تعطي فلا بد من نقد هذا العمر تزود بزاد التقوى وتحصيل الاعمال الصالحة التي تكون سببا لدخول الجنة وما مقدار عمر غايته مائة سنة غايته مائة سنة يعني افترض انك عمرت كم اقصر؟ عمره يمكن ان تصل اليه غاية ما تصل اليه مئة سنة اندر من النادر من يتجاوز هذه السن وايضا قليل من يصل الى مئة سنة. لكن لو افترضنا انك بلغت مئة عام طيب مئة عام منها خمس عشرة سنة صبوة وجهل وطفولة وثلاثون بعد السبعين ضعف وعجز وشيخوخة اذا ما الذي بقي؟ بقي المتوسط ما بين خمسة عشرة الى السبعين هذه نصفها اطرحها في النوم وايضا بعضها زمان اكل وشرب وكسب كم كم تخصص من هذا العمر للعبادات يسير الذي تخصصه للعبادة يسير افلا تشتري بهذا اليسير ذلك النعيم الدائم الباقي هذا من الحمق ان الانسان يفرط في هذا النعيم فلابد ان الانسان ينظر لهذه المعاني بعين الفكر نظرة العاقل المتبصر المعتبر لا ينتظر حتى يبغته الموت ثم يبدأ يفكر التفكير الصحيح يبدأ من الان ما دام بالامكان التدارك وما دام باب العمل وباب التوبة مفتوحا ننتقل الى الفائدة التي بعدها كيف تكسب الاخلاق الحسنة الاخلاق الحسنة تارة تحصل بكمال الفطرة منحة من الخالق فكم من صبي يخلق صادقا سخيا حليما وتارة تحصل بالاكتساب وذلك بالرياضة وهي حمل النفس على الاعمال الجالبة للخلق المطلوب فمن اراد تحصيل خلق الجود فليتكلف فعل الجود من البذل ليصير ذلك طبعا له وكذلك من اراد التواضع تكلف افعال المتواضعين وكذلك جميع الاخلاق المحمودة فان للعادة اثرا في ذلك كما ان من اراد ان يكون كاتبا تعاطى فعل الكتابة الا انه لا ينبغي ان يطلب تأثير ذلك في يومين او ثلاثة وانما يؤثر مع الدوام وانما يؤثر مع الدوام اه اكتساب الاخلاق الكريمة الاخلاق الكريمة هي موهبة من الله عز وجل الاخلاق مواهب يهبها الله تعالى لمن يشاء بعض الناس كما قال هنا يولد سخيا حليما كريما جوادا وبعض الناس لا يكون كذلك لكن يمكن ان نحصل هذه الاخلاق بالاكتساب كيف يكون بالاكتساب قال حمل النفس على الاعمال الجالبة للخلق المطلوب يعني يجبر نفسه يتكلف تحصيل ذلك الخلق المطلوب ومثل بمثال قال من اراد تحصيل خلق الجود خلق الجود والكرم يريد ان يصبح جوادا وكريما. ماذا يفعل فليتكلف فعل الجود من البذل ليصير ذلك طبعا له يعني ليجبر نفسه على انه دائما يبذل يبذل يبذل مع مرور الوقت يصبح هذا البذل يعني التي هي مع مرور الوقت تكون لديه صفة الكرم والجود وتصبح هذه من صفاته يصبح كريما جوادا قال وكذلك مثل مثال اخر من اراد التواضع تكلف افعال المتواضعين كذلك من اراد التواضع يتكلف البداية لا يتقدم على غيره لا يتواضع في هيئته في مشيته في جلوسه يتكلم في هذا يعني يجبر نفسه في البداية الى ان يصبح ذلك خلقا راسخا راسخا له قال فان للعادة اثرا في ذلك والعادة تحتاج الى وقت لكي تتكون ولهذا قال الا انه لا ينبغي ان يطلب تأثير ذلك في يومين او ثلاثة ويقول ارباب الاخلاق والسلوك من اراد اكتساب عادة فلابد ان يستمر عليها على الاقل ثلاثة اسابيع على الاقل ثلاثة اسابيع قال كمن اراد ان يكون كاتما تعاطى فعل الكتابة وكذلك من اراد اكتساب مكارم الاخلاق ليتكلف ذلك الخلق الكريم في البداية حتى يصبح خلقا راسخا له ولكن لابد اولا من ان يشخص الانسان ما هي الاخلاق الكريمة التي يريد ان يكتسبها والتي ليست موجودة فيه فلابد من التشخيص اولا يشخص ما هي الاخلاق الكريمة التي ليست موجودة لديه ويريد ان يكتسبها ولذلك كما قال بعض الحكماء قال انظر الى من تتعامل معهم فانظر الى الاخلاق الكريمة احسن الاخلاق التي تجدها في من تتعامل معهم اكتبها عندك في ورقة واحرص على انك تطبقها ان هذا الرجل اعجبني ارتحت له لماذا عنده خلق كذا وكذا اذا نكتب هذه الاخلاق عندي واحرص اني اكتسبها طيب وايضا انظر لمن تتعامل معه انظر لاسوأ الاخلاق التي تجدها في من تتعامل معه. اكتبها ايضا في ورقة ربما تكون موجودة لديك وانت لا تشعر او موجود بعضها او ما يشبهها فتشخص حالتك هل هذه موجودة لدي فاحرص على اه اجتنابها ولهذا ابن المقفع لما قيل له من ادبك؟ قال نفسي اذا رأيتم من غير حسن اتيه واذا رأيت قبيحا ابيته حسن الاستماع تعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الكلام ومن حسن الاستماع امهال متكلم حتى ينقضي حديثه وقلة التلفت الى الجواب والاقبال بالوجه والنظر الى المتكلم والوعي لما يقول. حسن الاستماع مهم جدا حسن الاستماع مهارة مهارة لدى الانسان هي من المهارات المهمة التي ينبغي ان يكتسبها الانسان وعندما تنظر للشخصيات المحبوبة تجد انه يجتمع فيها هذه الخصلة باش الانصات وحسن الاستماع فيتقنون هذه المهارة يستمعون للمتحدثين ولا يقاطعونهم ومن اعظم من يتقن حسن الاستماع رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني نستمع لاحد الصحابة كيف ان حسن استماع النبي عليه الصلاة والسلام اليه جعله يظن انه احب الناس اليه يقول عمرو بن العاص رضي الله عنه قلت يا رسول الله اي الناس احب اليك قال عائشة قلت ثم من قال ابوها. قلت ثم من قال عمر بن الخطاب لماذا سأل عمرو بن العاص النبي صلى الله عليه وسلم لان النبي عليه الصلاة والسلام لما تحدث عمرو انصت اليه واقبل اليه بجميع جوارحه فظن عمرو انه احب الناس احب الناس الى النبي عليه الصلاة والسلام. فسألهم من احب الناس اليك؟ قال عائشة قالت مؤمن؟ قال ابوه قاسم من؟ قال عمر قال فسمى رجالا فحسن الاستماع وحسن الانصات قصة كريمة ينبغي ان يحرص عليها المسلم وان يحرص على اكتسابها كما ان سوء الانصات وسوء الاستماع يجعل الناس لا تحب ذلك الشخص يكون ثقيلا غير مقبول كلما تكلم احد قاطعه واذا تحدث احد لم ينصت اليه هذا انسان غير مقبول وهذه الاخلاق الكريمة يحتاجها المسلم في تعامله مع الاخرين في تعامله مع جيرانه في تعامله مع او اهله واولاده مع والديه في تعامله مع ارحامه في جميع تعاملاته تاجلا يحسن آآ الانصات ويحسن الاستماع ولهذا كان عطاء يقول ان الرجل ليحدثني الحديث فانصت له كاني لم اسمعه وقد سمعته قبل ان يولد فهذه الاخلاق الكريمة يعني اخلاق مجاملة مجاملة للمتحدث انسان يتحدث بغيت نوصيت لها ننظر اليه تفاعل مع حديثه اما ان الانسان اذا تحدث يقاطع ولا ينصت له ولا يستمع له هذه من الاخلاق السيئة فينبغي للمسلم ويتأكد هذا في حق الدعاة وطلبة العلم ان يحرصوا على تحقيق هذه الخصلة لما لها من الاثر الكبير في في آآ جذب المستمع بجذب الانسان الذي يتحدث اليك في جذب الانسان الذي يتحدث اليك الداعية اذا اراد ان يدعو الى الله عز وجل لابد ان يتقن هذه المهارات وهذه آآ الخصال المقصود ان من ختم القرآن يرجى ان يحصل اكثر من ثلاثة ملايين حسنة اكثر من ثلاثة ملايين حسنة وذلك فضل الله وفضل الله يؤتيه من يشاء. فمجرد انك تختم القرآن يحوز على هذا الاجر العظيم وهذا الثواب الجزيل اكثر من ثلاث ملايين حسنة اذا ضربت عدد حروف القرآن في عشرة الناتج اكثر من ثلاثة ملايين ومعنى ذلك ان من ختم القرآن مرة واحدة ايرجى ان يكتب له اكثر من ثلاثة ملايين حسنة وذلك فضل الله وفضل الله يؤتيه من يشاء ويوجد بعض الصالحين الذين يختمون القرآن بعضهم في كل يوم مرة بعضهم في كل يومين بعضهم في ثلاثة ايام والمأثور عن جمهور السلف ختم القرآن في كل اسبوع مرة وقد روي ذلك عن الامام احمد واوصى بهذا النبي صلى الله عليه وسلم عبدالله بن عمرو فاذا ختمت القرآن في كل اسبوع مرة معنى ذلك في الاسبوع معنى ذلك انك تختمه في الشهر اربع مرات يعني تحصل على اكثر من اثنى عشر مليون حسنة هذا من التوفيق الذي يوفق الله تعالى له بعض عباده ونكتفي بهذا القدر تعليق على لطائف الفوائد اجيب عن بعض الاسئلة رجل صلى المغرب ركعتين ثم سلم ناسيا وبعد السلام قام وصلى الثالثة وبعد انتهائه نسي سجود السهو ما حكم صلاته اذا كان لما نسي سجود السهو لم يتذكره الا بعد مدة طويلة عرفا فيسقط عنه سجود السهو وصلاته صحيحة ولا شيء عليه اما اذا تذكر ذلك بوقت قصير يقوم ويأتي بسجود السهو هذا هو الحكم فسجود السهو يسقط اذا نسي ومع طول مدة الفصل ما صحة حديث يا ابناء العشرين جدوا واجتهدوا؟ هذا لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم وانما هو مقولة من بعض العلماء ما حكم النفخ في الطعام والشراب وتبريده اذا كان لوحدي فقط اذا كان لوحدك فلا بأس. انما الذي ورد النهي عنه اه الطعام المشترك والشراب المشترك فهذا قد ورد النهي عن النفخ فيه ما حكم من ادرك الامام في صلاة الجمعة وهو في التشهد الاخير ومن كان يجهل الحكم الشرعي هل يجب عليه قضاء الصلوات الفائتة التي قضاها ركعتي وليس ظهرا من لم يدرك الركوع من الركعة الثانية في صلاة الجمعة فقد فاتته جمعة ويلزمه ان يصليها ظهرا اربع ركعات ومن صلاها ركعتين يلزمه القضاء ان يقضيها اربع ركعات الا اذا كانت المدة طويلة فارجو ان تكون صلاته صحيحة لان في المسألة خلافا حنفية يرون انها تقضى ركعتين وان كان الصواب هو قول الجمهور ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته