النبي صلى الله عليه وسلم يقول من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. اذا وجدت من نفسك حرصا على التفقه في الدين وحرص على طلب العلم ومحبة لذلك فهذه امارة ان شاء الله على انه اريد بك الخير. ومفهوم هذا الحديث ان من لم يورد به الخير لا يوفق للفقه في الدين الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع وسنته الى يوم الدين. اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمنا ونسألك اللهم علما نافعا ينفعنا. ربنا اتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من امرنا رشدا. نبدأ اولا بالتعليق على لطائف الفوائد وكنا قد توقفنا عند الفائدة رقم سبع مئة وستة وستين في هذا اليوم الاثنين السادس عشر من شهر صفر من عام الف واربع مئة واربعة واربعين للهجرة. فنبدأ على بركة الله عند الفائدة سبع مئة وستة وستين ما ترك عبد لله شيئا فوجد فقده. نعم. الحمد لله رب وصلى الله وسلم على نبينا وحبيبنا وقرة عيوننا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمؤمنين والمؤمنات قال شيخنا حفظه الله فائدة ما ترك عبد لله شيئا فوجد فقده انما يجد المشقة في ترك المألوفات والعوائد من تركها لغير الله. فاما من تركها صادقا مخلصا من قلبه لله فانه لا يجد في تركها مشقة الا في اول وهلة ليمتحن اصادق هو في تركها ام كاذب؟ فان صبر على تلك المشقة قليلا استحالت لذة. قال ابن سيرين سمعت شريحا بالله ما ترك عبد لله شيئا فوجد فقده نعم هذه الفائدة من كلام الامام ابن القيم رحمه الله تعالى وهو متميز في هذه في مثل هذه الفوائد يذكر في هذه الفائدة هذه القاعدة وهذه السنة من سنن الله عز وجل ان انه ما ترك عبد لله شيئا فوجد فقده قط فلا يجد المشقة اذا ترك الشيء لله بشرط ان يترك هذا الشيء لله يعني مخلصا لله تعالى لا لسبب اخر اذا ترك هذا الشيء لسبب اخر فسيجد فقده وسيجد مشقة كبيرة في فقده لانه قد اعتاده لكن اذا تركه لله يتقرب بذلك الى الله عز وجل فانه لا يجد المشقة الكبيرة ولا الالم الا في اول الامر يجد مشقة ليست كبيرة لاجل اختبار كونه صادقا او غير صادق فان كان صادقا فانه سيتحمل تلك المشقة لانه ترك هذا الشيء لله وان كان غير صادق فسيعود الى ما كان عليه. واذا ترك الشيء لله وصبر على تلك المشقة قليلا فان تلك المشقة تستحيل الى لذة والى انشراح في الصدر والى اقسم بالله عز وجل وهذا امر يجده المسلم اذا ترك شيئا لله عز وجل واصر على ذلك فانه يجد لذة لذلك ويجد انشراحا للصدر ولهذا كان شريح يحلف بالله ما ترك عبد لله شيئا فوجد فقده وايضا من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه وهذا المعنى قد جاء في حديث صحيح اخرجه احمد بسند صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انك لن تدع شيئا لله الا بدلك الله به ما هو خير لك منه انك لن تدع شيئا لله الا بدلك الله به ما هو خير لك منه وهذا العوظ من ترك لله شيء عوظه الله خيرا منه هذا العوظ انواع اجل ما يعوض به المسلم واعظم ما يعوض به المسلم كما قال ابن القيم وغيره هو الانس بالله تعالى ومحبته هذا اعظم ما يعوض به الانسان ولا يلزم ان يكون التعويض بشيء محسوس. قد يكون بشيء محسوس وقد يكون بغير محسوس. قد يكون بانشراح في الصدر قد يكون بزيادة في الايمان قد يكون بامور معنوية وقد يكون التعويض بشيء محسوس وقد ذكر ابن القيم رحمه الله ذكر يعني امثلة لهذا التعويض قال لما عقر سليمان ابن داوود عليه الصلاة والسلام لما عقر الخيل التي اشغلته عن الصلاة في القصة التي ذكرها الله تعالى في سورة الصاد اذ عرض عليه بالعشي يعني بعد العصر والصافنات يعني الخيل الصافنات الجياد اذ عرض عليه بالعشير الصافنات الجياد فقال اني احببت حب الخير يعني حب الخيل عن ذكر ربي عن الصلاة حتى توارت بالحجاب يعني حتى غربت الشمس لانه كان يحب الخير محبة شديدة انشغل بها عن الصلاة حتى غربت الشمس فقال سليمان مال اشغلني عن الصلاة لا خير فيه ردوها علي ردوا هذه الخيل علي فطبق مسحا بالسوق والاعناق ذبحها كلها وامر بان يتصدق بها على الفقراء فتركها لله عز وجل مع محبته الشديدة للخير الخيل يعني لها مكانة عظيمة عنده لدرجة انه انشغل بها حتى غربت الشمس فلما انشغل بها قال شيء اشغلني عن طاعة الله لا خير فيها فامر بذبحها كلها ذكر الله تعالى هذا في معرض الثناء عليه ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والاعناق. يقول ابن القيم ان الله تعالى قد عوضه بدلا عنها عن هذه الخيل ان الله سخر له الريح تجري بامره رخاء حيث اصاب تسير حيث اراد ولما ترك المهاجرون ديارهم واوطانهم عوضهم الله عز وجل وفتح عليهم الدنيا وملكهم مشارق الارض ومغاربها وهذه سنة من سنن الله عز وجل ان من ترك لله شيء عوضه الله خيرا منه وقد يكون التعويض في الاخرة لا يلزم ان يكون في الدنيا قد يكون التعويض في الاخرة لكن هذه ايضا من سنن الله عز وجل ان من ترك لله شيئا عوضه الله خيرا منه نعم فائدة لابد من لقاء الله في النهاية مهما نال الانسان في الدنيا من متع الحياة ومهما طال به العمر فلا بد في النهاية من لقاء الله تعالى يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه هذه الحقيقة اذا استحضر المسلم معناها فانها كفيلة بان تغير الموازين عندهم لانه مهما عاش الانسان من العمر ومهما نال من متع الدنيا فلا بد لهذا الكدح من توقف للقاء الله عز وجل يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه فرأيت ان متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما اغنى عنهم ما كانوا يمتعون هب انك عشت عمرا طويلا ونلت من الدنيا متعا كثيرة لا بد في النهاية من التوقف ولقاء الله عز وجل والمحاسبة والجزاء على جميع ما عملته في الدنيا هذه حقيقة الدنيا هذه الحقيقة التي يغفل عنها الانسان والا لو استحضر الانسان هذه الحقيقة لعرف ان مقامه في الدنيا قصير وان هذه الدنيا هي دار ممر وعبور وان كل يوم يمضي يقرب الانسان من الاخرة ويبعده عن الدنيا كما قال الحسن رحمه الله ابن ادم انما انت ايام كلما ذهب يوم ذهب بعضك فنحن نسير ونكدح في هذه الحياة لكن لابد من التوقف للقاء الله عز وجل فلن يعمر الانسان عمرا الى ما لا نهاية لا بد من ان يقف هذا العمر ولذلك عندما تنظر لسير السابقين تتعجب فيهم من نال جميع متع الدنيا اي متعة في الدنيا تخطر ببالك ما لها وعمر عمرا طويلا. لكن في النهاية في النهاية جاءه الموت ولقي ربه عز وجل ونسي تلك المتع ونسي جميع ما مر به ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي اخرجه مسلم في صحيحه يقول يؤتى يوم القيامة بانعم اهل الدنيا من اهل النار انعم اهل الدنيا يعني لو نظرنا للبشر من ادم الى قيام الساعة اكثر اهل اكثر البشر تنعما بنعيم الدنيا لكنه من اهل النار يؤتى به فيصبغ في النار صبغة ثم يقال له يا ابن ادم هل مر بك نعيم قط هل رأيت خيرا قط؟ ماذا يقول يقول لا والله يا رب ما رأيت خيرا قط ولا مر بي نعيم قط ويؤتى باشد الناس بؤسا في الدنيا من اهل الجنة اشد البشر بؤسا منذ ان خلق الله ادم الى قيام الساعة اكثر البشر بؤسا الانسان بئيس لكنه من اهل الجنة فيصبغوا في الجنة صبغة ثم يقال له يا ابن ادم هل مر بك بؤس قط هل مرت بك شدة قط؟ ماذا يقول؟ يقول لا والله يا رب ما مر بي بؤس قط ولا مرت بي شدة قط سبحان الله اذا كان هذان اكثر اهل الدنيا تنعما واشد اهل الدنيا بؤسا ينسيان كل نعيم وكل بؤس مر بهما في حياتهما فما بالك بغيرهما لان الانسان عندما يرى اهوال يوم القيامة لا يعد عمره في الدنيا شيئا اصلا قالوا لبسنا يوما او بعض يوم واذا ما صدقتنا اسأل العادي فاسأل العادي لا يراه شيئا خذ فقط عمرك في الدنيا يعني افترض ان عمرك مئة سنة نسبته ليس للاخر نسبته الى مقام الناس في الموقف يوم القيامة. خمسين الف سنة كم نسبة مئة سنة الى خمسين الف سنة لا شيء. ولذلك يوم القيامة تنكمش الاعوام التي عاشها الانسان في هذه الدنيا. فلا يراها شيئا فاشد الناس بؤسا يقول ما مر ببؤس اصلا واكثرهم تنعما يقول ما مر بي نعيم اصلا ويحلف بالله على ذلك يعني هو يستشعر هذا مقارنة باهوال الاخرة واهوال يوم القيامة ولذلك الفوز العظيم والفلاح انما هو في طاعة الله عز وجل ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما والا مهما نال الانسان من متع هذه الدنيا فلابد من لقاء الله ولابد بعد ذلك من المحاسبة عن كل شيء فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره نعم فائدة من قواعد العلاقات لا يمكن ان تجد انسانا ليس فيه عيوب اذ ان النقص من لوازم البشر. والمطلوب هو الصبر والتغاضي عن الهفوات وقديما قيل ان اردت وقديما قيل اذا اردت صاحبا من غير عيب فعش واحدا من غير صاحب نعم هذه من قواعد العلاقات بين البشر ان الانسان لابد ان يعود نفسه على الصبر وعلى التغاظي عن الهفوات وذلك لان البشر يبقون بشرا ويغلب عليهم ما يغلب على البشر من الهفوات ومن الاخطاء فاذا اردت صاحبا خاليا من الاخطاء لا يمكن ان تجد ولذلك قيل ان اردت صاحبا من غير عيب فعش واحدا من غير صاحب لا يمكن لان طبيعة البشر هكذا لابد ان تقع منهم اخطاء وهفوات ولهذا قيل للامام احمد ان فلانا يقول العافية عشرة اجزاء تسعة منها في التغافل قال اخطأ بل العافية عشرة اجزاء كلها في التغافل تغافل من الاخلاق العظيمة من الاخلاق الحميدة التغافل وليس الغفلة ولذلك يقولون من عجائب الاخلاق ان الغفلة مذمومة وان استعمالها محمود آآ الغفلة هي موضع ذنب في الانسان لكن الانسان الذي يكون متيقظا ويظهر كانه غافل لكنه متغافل هذا محمود وذلك لان الانسان اذا تغافل ولم يغفل يستطيع ان يتعايش مع الناس يستطيع ان يكون ما له اصحاب لكن اذا كان غافلا فهذا موضع ذم وذم شديد واذا كان ايضا يدقق على كل صغيرة وكبيرة فهذا لن يجد له صاحبا اذا انت لم تشرب مرارا على القذى ظمئت. واي الناس تصفو مشاربه فالمطلوب اذا ليس التدقيق والمحاسبة على كل صغيرة وكبيرة وليس ايظا الغفلة وانما التغافل بان يكون الانسان يقظا لكنه يستعمل خلق التغافل مثال ذلك كلمة غير مناسبة قيلت لك في مجلس فانت بين ام ادقق في هذه الكلمة وتحاسب عليها وتقيم الدنيا ولا تقعدها او انك تتغافل وكأنك لم تسمعها فكونك تتغافل ولا تسمعا هذا هو الامر المحمود ولذلك التغافل يعتبر من الاخلاق الحسنة ومن الاخلاق الكريمة ان الانسان يتغافل عن الهفوات ويتغافل عن العيوب والله تعالى يقول اصل هذا في في القرآن في قول الله سبحانه خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين ومعنى خذ العفو يعني خذ ما عفا وصفى لك من اخلاق الناس ولا تكلفهم ما لا يطيقون وهذا الخلق يعني وهذا التعامل بهذه الطريقة ان الانسان يأخذ ما عفا وصفى له من اخلاق الناس هذا يجعل الانسان يعيش كريما ويعيش حسن التعامل مع الجميع مع والديه ومع اولاده ومع زوجته ومع جيرانه ومع زملائه فيأخذ ما ما صفا له من اخلاق الناس هذا الانسان فيه هذا العين تقبله كما خلقه الله لا تقل مفترض انك تفعل كذا وانك تكون كذا وانك لا تظع معايير صارمة لتعامل الناس معك انما اقبلهم على ما هم عليه مثلا والدك شديد الغضب اقبله على ما هو عليه تعامل معه تعايش معه لكن لا تقل لماذا والدي شديد الغضب؟ اذا لماذا كذا؟ تقع في العقوق تقع في العقوق بهذا وهكذا في التعامل مع الزوجة مع الابناء مع الزملا كما لو كان مثلا انسان عنده اصبع زائد مثلا فيه عيب خلقي ايضا لو كان فيه عيب خلقي تعامل معه كما تتعامل معه لو كان فيه عيب خلقي فهذه القاعدة هذي قاعدة عظيمة في الاخلاق وهذه القواعد في الاخلاق مهمة للمسلم وخاصة لطالب العلم لان بعض الناس يجهلها فيقع في حماقات ويقع في مشاكل كثيرة وربما تعيقه عن طلب العلم لانك لا بد ان تجد في المجتمع طبقة غير محترمة. لابد وقد تبتلى بان هذه الطبقة غير محترمة انهم اقارب لك قد يكون من والديك قد يكون من اولادك قد يكون من اخوانك قد يكون آآ زوجة قد فكيف تتعامل معهم لابد ان تستعمل هذه القواعد هذه القواعد في الاخلاق تعين الانسان تساعده على كيفية التعامل مع من عنده عيب او حتى مع طبقات غير محترمة. نعم. كذلك ايضا البيئة في العمل لكن يعني ليس معنى هذا ان الانسان يتنازل عن امور دينه لكن معناه العيوب التي تكون في التعامل فقط التي تكون في امور التعامل يعني انسان يعني بعض الناس يعيش ساخطا متسخطا يتشرع على كل احد وليس راض عن احد هو يرى ان الناس فسدوا وان الحياة ليست كما كانت ويبقى يعيش في هذه الدوامة فهذا خطأ ينبغي تتعايش مع واقعك وان تتغاضى عن الهفوات وان تحسن التعامل مع الاخرين وان تتقبلهم كما خلقهم الله عز وجل يعني لكن ليس معنى هذا ان الانسان يتنازل عن امور دينه يحافظ عليها لكن كلامنا فيما يتعلق بامور التعامل فقط نعم فائدة اختلاف موازين الله عن موازين البشر الموازين عند الله تختلف عن موازين البشر فالله تعالى يقول عن موسى عليه الصلاة والسلام واصطنعتك لنفسي وفرعون يقول عن موسى ام انا خير من هذا الذي هو مهين اي حقير. ولا يكاد يبين ان انه غير فصيح في كلامه الموازين عند الله تختلف عن موازين البشر فالموازين عند الله عز وجل ان اكرمكم عند الله اتقاكم ليس الميزان بالنسب ولا بالحسب ولا بالجنسية ولا بالعرق ولا باي سبب اخر الميزان عند الله عز وجل هو التقوى. ان اكرمكم عند الله اتقاكم اما الموازين عند البشر فكما ترون تختلف اختلافا كبيرا. بعض الناس يرى ان الميزان النسب وبعضهم يرى انه المال وبعضهم يرى انه الجاه وبعض ولذلك الله تعالى يقول عن موسى عليه الصلاة والسلام واصطنعتك لنفسي هذا من اعظم الشرف والتكريم ان الله يقول لعبد من عبيده واصطنعتك لنفسي هذا غاية الشرف فموسى من اكمل البشر واعظمهم اعظم الانبياء بعد محمد وابراهيم عليهم الصلاة والسلام جميعا وفرعون يقول عن موسى الذي قال الله عنه واصطنعتك لنفسي يقول ام انا خير من هذا الذي هو مهين يعني حقير ولا يكاد يبين يعني غير فصيح فيصف فرعون موسى بانه مهين يعني حقير. والله يقول عنه واصطنعتك لنفسي. هذا الذي تقول عنه مهين يقول عنه رب العالمين صنعتك لنفسي فانظر الى الى اختلاف الموازين. موازين البشر عن الموازين عند الله عز وجل. ولذلك يقول عليه الصلاة والسلام رب اشعث مدفوع بالابواب لو اقسم على الله لابره يعني فقير اشعث اغبر مدفوع بالابواب ما احد يفتح لها الباب الناس كلهم يردونه لان انسان فقير لكن هذا عنده صلاح وتقوى لو اقسم على الله لابر لو قال والله ليحصلن كذا بر الله بقسمه وحصل كذا فقد يكون هذا الانسان الذي لا تراه شيئا قد يكون عظيما عند الله عز وجل والولاية لا تختص بطائفة من البشر انما اي مسلم مؤهل لان يكون وليا لله ومن كان مؤمنا تقيا كان لله وليا قد يكون الولي فلاح في مزرعته قد يكون الولي عامل في ورشة قد يكون الولي مزارع قد يكون الولي عالم كبير المقصود ان الولاية لا تختص بنوع من باحد من البشر. يمكن ان ينال الولاية اي مسلم الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا يتقون. لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة. البشرى التي في الاخرة ما هي الجنة اما البشرى التي في الحياة الدنيا فانواع منها الذكر الحسن وحسن السمعة والسيرة وهذا قد جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل ارأيت الرجل يعمل العمل لله فيحمده الناس عليه قال ذلك عاجل بشرى المؤمن. رواه مسلم. ذلك عاجل بشرى المؤمن حسن السيرة والجاه الذكر الحسن هذا من البشرى ومن البشرى الرؤيا الصالحة يراها المسلم وترى له ومن البشرى تيسير الامور وهناك يعني انواع كثيرة من البشرى التي تكون للولي في الدنيا وهذه سنة من سنن الله ان الولي له الجنة في الاخرة وفي الدنيا له البشرى ولذلك قال لا تبديل لكلمات الله لا احد يمكن ان هذا الامر ابدا لا تبديل كلمات الله ذلك هو الفوز العظيم نعم فائدة سيد الاخلاق الحلم سيد الاخلاق. ينبغي للمسلم ان يدرب نفسه عليه ففي جامع بيان العلم وفضله قال عيسى ابن حماد كثيرا ما كنت اسمع الليث ابن سعد يقول لاصحاب الحديث تعلموا تعلموا الحلم قبل العلم الحلم من مكارم الاخلاق ويكاد يجمع ارباب الاخلاق والسلوك على ان الحلم هو سيد الاخلاق بل ان بعض العلماء فسر حسن الخلق بالحلم وترك الغضب وروي ذلك عن الامام احمد انهم قالوا ما ما حسن الخلق؟ قال الحلم. الحلم وترك الغضب لان الحليم يستطيع يتحكم في في مشاعره ويتحكم في كلماته ويتحكم في تصرفاته فيكون حسن الخلق اما الانسان الغضوب الذي سريع الغضب وشديد الغضب هذا يكون سيء الخلق فشدة الغضب ترتبط بسوء الخلق والحلم يرتبط بحسن الخلق فالحلم هو سيد الاخلاق والحلم هو من الاخلاق العظيمة ولذلك لما وصف الله تعالى اسماعيل قال فبشرناه بغلام حليب اختار الله تعالى مكارم الاخلاق الحل مع ان في صفات اخرى اسماعيل في عدة صفات في مكارم الاخلاق لكن الله اختار منها الحلم فقط وفي الاية الاخرى بغلام عليم العلم والحلم هما افضل صفتين في الانسان الحلم من الاخلاق الكريمة العظيمة ومن جبل على شدة الغضب ينبغي ان يدرب نفسه على الحلم حتى يكون حليما لان الحلم منه ما هو جبلي ومنه ما هو مكتسب ولذلك لما قال النبي صلى الله عليه وسلم لاشد ابن عبد القيس ان فيك خصلة يحبهما الله ورسوله الحلم والاناة قال يا رسول الله اجبرت عليهما ام تخلقت بهما قال بل جبلت عليهما قال الحمد لله الذي جبلني على ما يحبه الله ورسوله قد يولد بعض الناس حليما لكن حتى لو لم تجبر على صفة الحلم بامكانك ان تكون حليما تدريب النفس والتدريب يكون بالتدريج مثلا تقول يعني هذا اليوم من ساعة كذا الى ساعة كذا لن اغضب مهما كان السبب في اليوم الثاني اجعلها ساعتين باليوم الثالث اربع ساعات. اليوم الرابع ست ساعات وهكذا ستجد نفسك مع مرور الوقت قد اصبحت حليما واكتسبت صفة الحلم ويتأكد هذا بالنسبة لطالب العلم لا يليق بطالب العلم ان يكون سريع الغضب وشديد الغضب لان شدة الغضب وسرعة الغضب ترتبط بسوء الخلق ولهذا قال الليث ابن سعد يقول لاصحاب الحديث تعلموا الحلم قبل العلم الحلم تعلم كما ان العلم تعلم انما العلم بالتعلم كذلك انما الحلم بالتحلم بامكان الانسان ان يصبح حليما اذا درب نفسه على الحلم ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين الاخ الكريم يسأل عن صلاة التوبة يقول هل هي صلاة مستقلة بذاتها ام انها تابعة الجواب انها صلاة مستقلة لقول النبي صلى الله عليه وسلم ما من عبد يذنب ذنبا ثم يقوم ويتوظأ ويصلي ركعتين ثم يستغفر الله الا غفر الله له. وهذا الحديث حديث صحيح. اخرجه احمد واصحاب السنن بسند صحيح وهذا يدل على انها صلاته مستقلة وعلى انه يشرع للمسلم اذا اذنب اي ذنب اي ذنب ان يقوم ويتوظأ ويصلي ركعتين ويستغفر الله ويتوب اليه. قل استغفر الله واتوب اليه ابوء بذنب يعترف بذنبه فيغفر الله له فهذه يسميها العلماء صلاة التوبة ولا مشاحة في الاصطلاح يعني بعضهم يسميها بغير هذا الاسم لا مشاحة بالاصطلاح لكنها مشروعة مع كل معصية وكل ذنب يقع من الانسان ولو جعل المسلم بدلا منها مثلا كان الوقت وقت ضحى فصلى بدلا عنها ركعتي الضحى او كان مثلا في الليل وصلى عنها بصلاة الوتر الامر في هذا واسع لكن ينبغي للمسلم اذا وقع في اي ذنب ان يبادر ويتوظأ ويصلي ما شاء الله ثم يستغفر الله ويتوب اليه يسأل عن اثر الدعاء في تغير الخلق نعم الدعاء له اثر له اثر في تغير الاخلاق اذا مثلا كان الانسان عنده خلق من الاخلاق السيئة يسأل الله تعالى ان آآ يخلصه من هذا الخلق السيء فهذا لا بأس به والنبي صلى الله عليه وسلم لما خطب ام سلمة قالت يا رسول الله اني امرأة شديدة الغيرة فقال ادعو الله ان يذهبها عنك هذا يدل على ان الانسان اذا كان عنده اخلاق يرى انها سيئة يسأل الله تعالى ان يخلصه من هذه الاخلاق السيئة وايضا يدعو الله تعالى ان يرزقه الاخلاق الكريمة والاخلاق الحسنة وكما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس شيء اكرم على الله من الدعاء. الدعاء امره عظيم الدعاء سبب لنيل الخيرات ولذلك ينبغي ان يخصص المسلم من وقته من وقته كل يوم وقتا للدعاء ينبغي ان لا يمر عليك يوم الا دعوت الله تعالى فيه يكون لك دعوات تحافظ عليها ودعوات يعني تزيدها احيانا من حين لاخر لكن يكون هناك دعوات تحافظ عليها لا بدك تدعوه بها كل يوم مثل مثلا تسأل الله الجنة تستعيذ بالله من النار هذا ينبغي ان تدعو به كل يوم كما قال عليه الصلاة والسلام من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة اللهم ادخله الجنة ومن استعاذ بالله من النار ثلاث مرات قالت النار اللهم اعذه من النار فهناك دعوات ينبغي ان تدعو بها كل يوم ودعوات اخرى تضيفها من حين لاخر يعني بحسب المقام فالدعاء امره عظيم له اثر في اه التخلص من الاخلاق السيئة وفي اكتساب الاخلاق الكريمة وفي نيل الخيرات عموما قد آآ يكتب يعني امر فيه خير للانسان بسبب دعاء وهذا لا ينافي ما يكتب في اللوح المحفوظ كما قال الله تعالى يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب ما معنى ام الكتاب ام الكتاب واللوح المحفوظ يعني الذي في ام الكتاب لا يدخله المحو اما الصحف التي بايدي الملائكة يدخلها المحو والاثبات فمثلا يكتب بان بان فلان ابن فلانا سيدعو الله تعالى بكذا وسيتحقق له هذا الامر. والذي في اللوح المحفوظ هو ما سينتهي اليه الامر ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين