النبي صلى الله عليه وسلم يقول من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. اذا وجدت من نفسك حرصا على التفقه في الدين وحرص على طلب العلم ومحبة لذلك فهذه امارة ان شاء الله على انه اريد بك الخير. ومفهوم هذا الحديث ان من لم يورد به الخير لا يوفق للفقه في الدين الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ونسألك اللهم علما نافعا ينفعنا. ربنا اتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من امرنا رشدا نبدأ اولا بالتعليق على لطائف الفوائد في هذا الدرس في يوم الاثنين الثالث والعشرين من شهر صفر من عام الف واربع مئة واربعة واربعين للهجرة وهو الدرس الثالث والستون في هذا الكتاب كنا قد وصلنا الى الفائدة رقم سبع مئة واحدى وسبعين نستمع ولله نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا وحبيبنا ورسولنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا وارحمنا وشيخنا والحاضرين والمؤمنين والمؤمنات قال المؤلف حفظه الله فائدة من حب الدراهم تركت الغيبة. قال عبدالله بن وهب نذرت اني كلما اغتبت انسانا ان اصوم يوما فاجهدني فكنت اغتاب واصوم. فنويت اني كلما اغتبت انسانا ان اتصدق بدرهم فمن حب الدراهم تركت الغيبة نعم هذه القصة ذكرها الذهبي في السير وهي تدل على عناية السلف فقهي احوال النفوس فان هذا الفقه من اعظم انواع الفقه لان هذه النفس امرها عجيب. ولهذا ذكر الله تعالى شيئا من احوالها في كتابه الكريم ثلاثة اوصاف هي ثلاثة اوصاف لكن لنفس واحدة الامارة بالسوء اللوامة والمطمئنة فهي ثلاثة اوصاف لنفس واحدة هذا القول الراجح وهذا يبين لنا اهمية العناية باحوال النفوس. ولهذا قال سبحانه فاما من خاف مقام ربه ونهى النفس عنه الهوى فان الجنة هي المأوى. والاية تشير الى ان النفس بطبعها تنجرف للهوى. وانها تحتاج من الانسان الى ما هي والنفس اذا رأت من الانسان حزما وعزما تنقاد له. واذا رأت منه وترددا فانها تغلبه. ولهذا في البيت المشهور يقول القائل والنفس كالطفل ان تهملوا شب على حب الرضاع وان تفطمه ينفطم هي كالطفل الطفل اذا ترك يرضع يستمر على الرظاع لكن اذا فطم تألم قليلا ثم انفطم ولذلك عظم الله تعالى شأن هذه النفس فاقسم بها اقسم بها بعدما اقسم بايات كونية عظيمة وقال والشمس وضحاها والقمر اذا تلاها والنهار اذا جلاها والليل اذا يغشاها والسماء وما بناها والارض وما طحاها كلها ايات كونية عظيمة لا يقدر عليها البشر. ثم قال ونفسي وما سواها فاقسم بالنفس وهذا يدل على عظيم شأنها. ثم ذكر الله عز وجل ذكر بعدما اقسم بها ذكر ان هذه النفس لها دوافع الخير ونوازع الشر ولهذا قال فالهمها فجورها وتقواها لكن جعل الله للانسان الاختيار فاما ان يزكيها فاما ان يزكيها فيفلح او انه يدنسها فيخيب. ولهذا قال سبحانه قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها ولهذا كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في حديث زيد ابن ارقم في صحيح مسلم كان عليه الصلاة والسلام يقول اللهم ات نفسي تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها هذا دعاء عظيم اتي نفسي تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها احد الناس يقول لي انني اتكاسل عن صلاة الفجر مع الجماعة في المسجد وانني اتألم على حالي حتى اني لا ابكي من شدة الاسى فقلت ما السبب؟ قال تغلبني نفسي قلت وهذا ليس عذرا لك لو ان النفس وجدت منك عزما وعزما وقوى ما غلبتك لا تغلبك نفسك الا اذا وجدت منك التردد والتكاسل والضعف والا الحازم مع نفسه لا تغلبه نفسه وانما يغلب نفسه ويروضها وفي هذه القصة عبدالله بن وهم اراد ان يلزم نفسه بترك الغيبة بالصوم فنذر انه كلما اغتاب انسانا صام يوما لكن وجد ان هذه لم تعطي النتيجة التي يريد لان الصوم بالنسبة له سهل فانتقل الى امر اخر وهو انه نوى انه كلما اغتاب انسانا تصدق بدرهم والنفس تحب المال يحبون المال حبا جما. قال من حبي للدراهم تركت الغيبة فهذا يدل على ان الانسان ينبغي ان يكون له تعامل مع نفسه. اذا رأيت من نفسك تقصيرا في شيء يمكن ان تلزمها بطريقة معينة تلزم النفس بطريقة معينة كأن يعني تتصدق مثلا بمبلغ عندما يقع منك امر لا تريده او عندما تقصر في امر انت تريده تقول مثلا اذا حصل هذا التقصير او الوقوع في هذا الامر اتصدق بكذا انت تقدر عليه لكن يكون يعني حاجزا لك عن آآ هذا التقصير او عن الوقوع في امر محرم فهذا مأثور عن السلف معاقبة يسمونها معاقبة النفس ومعاتبة النفس. معاتبة ومعاقبة وهذا يدخل في النفس اللوامة اللوامة التي تلوم صاحبها تلومه اذا وقع في المعصية واذا وقع في التقصير ايضا وهذه الصفة مدح وآآ النفس المطمئنة كذلك مدح والامارة بالسوء وصف ذم فاللوامة يعني لا تلوم صاحبها. والسلف كان لهم في هذا مقامات مقام المعاتبة ومقام المعاقبة يعاقب نفسه ولذلك سليمان عليه الصلاة والسلام عندما انشغل باحب الاموال عنده وهي الخير اذ عرض عليه بالعشي يعني بعد العصر الصافنات والجياد الخيل الصافنات الجياد اذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد فقال اني احببت حب الخير يعني هالخيل لانهم يعني بنسبة له يعتبرها خيرا ومتعلق بها ويحبها عن عن ذكر ربي يعني عن الصلاة عن صلاة العصر حتى توارت بالحجاب انشغل بها حتى غربت الشمس وتوارث بالحجاب لكن هل ترك سليمان عليه الصلاة والسلام هذا الموقف يمر لا ابدا قال مال اشغلني عن ذكر ربي وعن الصلاة لا بارك الله فيه ردوها علي ردوها هذه الخير كلها علي فطفق مسحا بالسوق والاعناق امر بذبحها كلها ان يعني تعطى تصدق بها على الفقراء لكن يعني ذكر الله تعالى هذا في معرض الثناء عليه شيء يلهيك عن عن طاعة الله وعن ذكر الله لا خير فيه ولهذا ينبغي ان يعني ان ان يكون الانسان خبيرا باحوال نفسه فقيها باحوال النفس فمثلا اذا اذا رأى من نفسه التكاسل عن صلاة الفجر يبحث عن السبب ما السبب لماذا لماذا لا يحافظ على صلاة الفجر مع الجماعة في المسجد؟ ما السبب معنى ذلك ان عنده مشكلة مع نفسه النفس تغلبه بسبب قلة اهتمامه بالصلاة يرفع مستوى الاهتمام بالصلاة ويجزم ويكون ذا عزم وحزم وتنقاد نفسه له ولهذا كان عليه الصلاة والسلام كان يسأل الله العزيمة على الرشد واللهم اني اسألك العزيمة على الرشد العزيمة يعني قوة الارادة والجزم وعدم التردد فهذه القصة التي ذكرها الذهبي تدل على عناية السلف باحوال النفوس كان لهم ايضا مقامات اخرى في المشارطة المشارطة اللي تسمى بلغة العصر التخطيط للوقت يشارط نفسه انه في هذا اليوم يعمل كذا وكذا وكذا من الصالحات ولهم مقام اخر ايضا فيما في المحاسبة للنفس وهذا ذكره الله تعالى بقوله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد فعندنا مقام المعاتبة والمعاقبة ومن هذه القصة ومقام المشارطة يعني التخطيط ومقام المحاسبة للنفس وهذا ذكره الله تعالى في هذه الاية ولتنظر نفس ما قدمت لغد هذه كانت احوال للنفوس كان السلف الصالح يعتنون بها فينبغي للمسلم وخاصة لطالب العلم ان يعنى بهذا الفقه بفقه احوال النفوس نعم فائدة رب نقمة في طيها نعمة لو لا محن الدنيا ومصائبها لاصاب العبد من ادواء الكبر والفرعنة وقسوة القلب ما هو سبب هلاكه عاجلا او اجلا فمن رحمة ارحم الراحمين ان يتفقده في في الاحيان بانواع من ادوية المصائب. تكون حمية له من هذه وحفظا لصحة وحفظا لصحة عبوديته. واستفراغا للمواد الفاسدة الرديئة المهلكة فسبحان من يرحم ببلائه ويبتلي بنعمائه كما قيل قد ينعم الله بالبلوى وان عظمت ويبتلي الله وبعض القوم بالنعم نعم من حكمة الله عز وجل ان خلق الانسان في كبد لقد خلقنا الانسان في كبد فهو يكابد هذه الدنيا وهمومها ومصاعبها ومتاعبها ولو كانت الدنيا على ما يريد الانسان ما تمنى احد الجنة فمن حكمة الله تعالى انه لابد من المحن والمصائب بهذه الدنيا بل كما قال عليه الصلاة والسلام اشد الناس بلاء الانبياء ثم الامثل فالامثل ان كان في دينه صلابة شدد عليه في البلاء فهذا من حكمة الله عز وجل وهذه المحن والمصائب لها فوائد ومنافع اولا التمحيص فان بعض الناس عنده ادنى محنة او ابتلاء يسقط كما قال سبحانه ومن الناس من يعبد الله على حرف فان اصابه خير اطمأن به وان اصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والاخرة. ذلك هو الخسران المبين ومن هذه ايضا المنافع ما ذكر ابن القيم هنا من انها من ان هذه المصايب تدفع عنه ادواء الكبر والعجب قسوة القلب والفرعمة وما هو السبب لهلاكه لان الانسان اذا اتته هذه المصائب يضعف ويعرف قدره ايضا ويرجع الى ربه عز وجل كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى فهذه المصائب تكون مثل ما ذكر كالحمية كالحمية له من الادواء ولهذا قال فسبحان من يرحم البلاء ويبتلي بنعمائه وقد نقل الامام ابن القيم عن ابن عن شيخه ابن تيمية قال قال قال لي شيخ الاسلام ابن تيمية رحمهما الله تعالى العوارض والمحن هي كالحر والبرد فاذا علم العبد انه لا بد منه ما لم يغضب لورودهما ولم يحزن ولهذا قال ينبغي عند ورود هذه المحن التغافل والا يقف معها ما امكنه فانها تمر بالتغافل سريعا ولا يوسع دوائرها فانه كلما وسعت كلما فانه كلما وسعها اتسعت ووجدت مجالا فسيحا ولو ظيقها بالاعراض عنها والتغافل لظمة حلت وتلاشت يعني هذه المحن والمصائب والابتلاءات ينبغي الا تشغل فكرك بها وان تتغافل عنها وتعرظ عنها ما امكن فانك بهذا الاعراض والتغافل قلة التفكير فيها تتلاشى شيئا فشيئا لكن عندما تشغل بها فكرك فانها تكبر شيئا فشيئا وتتسع دائرتها وتؤثر عليك وتؤثر حتى على امر العبودية وسيرك الى الله عز وجل فهذا هذه يعني وصفة من من هذا العالم الامام ان هذه المصائب والمحن احرص انك لا تفكر فيها كثيرا لا تشغل بالك وفكرك بها تغافل عنها ما امكن فانك بهذا التغافل وقلة التفكير تضعف وتتلاشى لكن عندما تشغل فكرة بها تزيد شيئا فشيئا وربما يعني بعض الناس عندهم حساسية مرهفة بعض الناس ربما تسبب لهم صدمات نفسية وامراض نفسية كم من انسان اصيب بجلطة او اصيب يعني امراظ بسبب مصيبة من المصائب لم يتحملها ولهذا ينبغي ان ان يوطن العبد نفسه على انه لابد من هذه المصائب لابد ولابد من هذه الابتلاءات لكن يعرض عنها ما امكن يتغافل عنها ما امكن يصبر نفسه يتعلق بربه عز وجل فانها تتلاشى وتضعف قلة التفكير فيها والاعراض عنها وتزيد وتتضاعف كثرة التفكير فيها و بان ان يجعلها الانسان نصب عينيه فانها تضعف فانها تتضاعف وتزيد وكما ذكرنا ربما تسبب للانسان امراظا فهذا يعني يعني وصفة من من هذا العالم في كيفية التعامل مع هذه المصائب والمحن ولهذا قال هي كالحر والبرد يعني الحر الشديد مؤذي والبرد الشديد مؤذي لكنه يمر هو في زمن الفترة الزمنية ويمر يقول اعتبر هذه المصائب والمحن كالحر والبرد انها تذهب وتمر وانه لابد منها وان طبيعة حياة الانسان انه لابد ان تعتريه هذه المصائب وهذه المحن نعم فائدة طلب العلم علاج للوسواس قال ابن وهب كان عندك الوسواس او الوساوس؟ للوساوس قال ابن وهب كان اول امري في العبادة قبل طلب العلم ان وسوس لي الشيطان في ذكر عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام كيف خلقه الله تعالى ونحو هذا فشكوت ذلك الى شيخ فقال فقال لي ابن وهب؟ قلت نعم. قال اطلوا بالعلم فكان سبب طلبي العلم هذه هي القصة ايضا ذكرها الحافظ ذهبي في السير في قصة هذا الرجل ابن وهب العالم المعروف لما يعني في اول لما كان في اول امره عرضت له وساوس ذهب واشتكى الى شيخه فنصحه بطلب العلم كان ذلك سبب لطلبه العلم وسبب لزوال الوساوس ولهذا قال العلماء ان طلب العلم من اعظم ما يدفع به الوسواس وذلك لان طالب العلم يكون بصيرا بامره وآآ يكون عارفا بما يدفع به الوساوس وان هذه الوساوس لا تضره فمثلا اذا كان وسواس في الطهارة اذا تبصر في هذا الباب واعمل القاعدة الفقهية الكبرى اليقين لا يزول بالشك وتيقن الطهارة لم يلتفت للوساوس والشكوك بكونه قد احدث واعمل قول النبي صلى الله عليه وسلم لا ينصرف حتى يسمع صوتا او يجد ريحا فنجد ان العلم هنا معين على طرد الوسواس ولذلك تجد ان الوسواس لا يأتي طالب العلم واذا اتى طالب العلم يأتي خفيفا لان عنده بصيرة وعنده علم يدفع به هذا الوسواس ومما يدفع به الوسواس كذلك الاعراظ الاعراض عن هذا الشيء الذي يوسوس فيه فانه اذا قطع التفكير فيه يبدأ هذا الوسواس يضعف شيئا فشيئا حتى يتلاشى لكن يعني بعض الناس عندما يأتيه الوسواس يبدأ باشغال نفسه به فيزيد الوسواس شيئا فشيئا الى ان يصبح وسواسا قهريا فلا يستطيع ان يتحكم في نفسه بل تتحكم به نفسه ثم ايضا العلم كما انه يدفع الوسواس فهو ايضا يدفع فتن الشبهات واعظم ما تدفع به فتن الشبهات العلم ففتنة الشبهات انما تأتي من ضعف البصيرة وقلة العلم ولهذا تجد ان عامة من يقع في فتنة الشبهات عنده قلة بصيرة والا من عنده قوة بصيرة وقوة علمية لا يقع في فتنة الشبهات في الغالب فاذا العلم يدفع به فتنة الشبهات. كما ان الصبر تدفع به فتنة الشهوات وهناك ايضا يعني ثمرات وفوائد العلم ومنها الفائدة في سبعمية الفائدة التالية سبعمية واربعة وسبعين نستمع لها. نعم فائدة حتى الكلاب تشرف بالعلم العلم يشرف به صاحبه حتى الكلاب. قال ابن القيم رحمه الله جعل الله صيد الكلب الجاهل ميتة يحرم اكلها واباح صيد الكلب المعلم فدل ذلك على شرف العلم وفضله عقد الامام ابن القيم مقارنة بين العلم والمال وبين ان العلم افضل من المال من اكثر من مئة وخمسين وجها وكان من عجيب ما ذكر هذا الوجه يقول حتى الكلاب تشرف بالعلم قال جعل الله صيد الكلب الجاهل ميتة يحرم اكلها واباح صيد الكلب المعلم طيب صيد هذا الكلب حرام وصيد هذا الكلب حلال ما الفرق بينهما؟ ان هذا الكلب معلم وهذا الكلب جاهل فصيد كلب المعلم حلال فاذا كانت الكلاب تشرب العلم ما بالك ببني ادم فالعلم لا يعدله شيء قال سبحانه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ومن عجيب ما ذكر قصة احد العلماء الذي لقب بمفتي الثقلين كان بداية امره انه كان منشغلا في العمل العسكري في جيش الدولة العثمانية كان عسكريا كسائر العسكر وذات يوم كان الوزير جالسا وبجواره امير من الامراء فاتى رجل رثوا الهيئة فعظمه هذا الوزير والامير وطلب منه ان يجلس بجوار الوزير مقدما على الامير قال فتعجبت من هذا وقلت من هذا قالوا هذا عالم يقال له لطفي قلت كيف يقدمونها على الامير ما الذي بلغ به هذه المنزلة قال انهم يعظمون العلماء والمشايخ يقدمونه قال فتذكرت في امري فرأيت اني لن ابلغ مرتبة هذا الامير مهما فعلت لكن يمكن ان ابلغ مرتبة هذا الشيخ فرجع وقطع عمله العسكري ولازم هذا الشيخ لطفي اصبح من تلامذته ثم تنقل شيئا فشيئا الى ان اصبح مفتي تلك المدينة التي هو فيها ثم اصبح مفتي البلاد كلها حتى لقب بشيخ الاسلام شيخ الاسلام معناها المفتي الاكبر ولقب بمفتي الثقلين ويعني عالم معروف حتى قالوا انه قل ان يوجد فن من الفنون الا وصنف فيه اصبح له مصنفات كثيرة وتولى القضاء وتولى الافتاء وتولى منصب اه يعني المفتي الاكبر حتى لقب بشيخ الاسلام. بل لقب بمفتي الثقلين فانظر هذا الرجل كيف كان يعمل جنديا عسكريا ثم تحول العلم الشرعي وحصل له هذا الذي حصل لانه رأى شرف العلم وعظيم شأن العلم يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجة هذا العالم اسمه ابن كمال باشا متوفى سنة تسع مئة واربعون للهجرة اذا قرأتها في ترجمة وسيلة تجد ان من يذكر ترجمته يذكر هذه القصة العلم يشرف بصاحبه ويرفعه درجات عالية ولذلك اشرف صفة في الانسان هي العلم لما خلق الله تعالى ابانا ادم اختار اشرف صفة فيه وهي العلم فعلمه اسماء كل شيء. ثم عرضه على الملائكة فقال انبئوني باسماء هؤلاء ان كنتم صادقون قالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك تعلم انك انت العليم الحكيم. قال يا ادم انبئهم باسمائهم فاظهر الله تعالى شرف ادم بالعلم. فلو كان هناك صفة اشرف من العلم لاظهرها الله تعالى في ابينا ادم ودل ذلك على ان اشرف واعظم وافضل صفة في الانسان هي العلم طيب نختم بالفائدة سبع مئة وستة وسبعين نعم نعم كما قال يعني بعضهم طلبنا العلم للدنيا فابى الله الا ان تكون لله يعني قد تكون في نيته في البداية كذا ثم اصلحها ولذلك رفع الله تعالى شأنه نعم فائدة ليت الذنوب اذا تخلت خلت. قال ابن الجوزي رحمه الله لا تخلو ان تكون عصيت الله في عمرك او اطعته فاين لذة معصيتك؟ واين تعب طاعتك هيهات رحل كل بما فيه. فليت الذنوب اذا تخلت خلت. نعم ليت الذنوب اذا تخلت خلت يعني الذنوب والمعصية تكتب على الانسان وهي شؤم على الانسان. وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير والانسان فيما مضى من عمره هناك طاعات عملها وربما وجد تعبا ذهبت ذهب هذا التعب وبقي اجرها وهناك معاص وقع فيها التذ بها ذهبت تلك اللذة وبقي اثمها فينبغي ان نعتبر الانسان بذلك وهي ان متع المعاصي تذهب وتزول وتعب الطاعات ايضا يذهب ويزول وتبقى الطاعات وتكتب على الانسان المعاصي ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام يؤتى يوم القيامة بانعم اهل الدنيا من اهل النار ويصبغ في النار صبغة ثم يقال له يا ابن ادم هل مر بك نعيم قط هل رأيت خيرا قط؟ فيقول لا والله يا رب ما مر بي نعيم قط ولا رأيت خيرا قط ويؤتى باشد الناس بؤسا في الدنيا من اهل الجنة فيصبغ في الجنة صبغة ثم يقال له ابن ادم هل مر بك بؤس قط؟ هل مرت بك شدة قط؟ فيقول لا والله يا رب ما مر بي بؤس قط ولا مرت بي شدة قط هذان الرجلان اشد اهل الدنيا بؤسا واعظمهم تنعما ومع ذلك ينسيان كل نعيم وكل بؤس مر بهما في الدنيا فما بالك بغيرهما وانت الان فيما مضى من عمرك هل تتذكر الان تعب طاعات عملتها لله نسيتها نسيت هذا التعب نسيت ايضا ما مر بك من نعيم او من شدة كلها ذهبت ولكن كتبت اما لك واما عليك فعلى المسلم ان ليأخذ العبرة من ذلك وان يحرص على ان يتزود بزاد التقوى وان يزيد كل يوم من رصيد حسناته فانك تتعب واذهب التعب لكن يثبت الاجر يثبت الاجر لك ولهذا يعني هذه من اعظم اه اه الفوائد التي ينبغي ان تكون حاضرة في في ذهن المسلم تعب الطاعة قد ذهب وزال لكن الطاعة بقيت وثبت اجرها ولذة المعصية قد ذهبت وزالت لكن بقي وكتب وزرها فعلى المسلم ان يعتبر بذلك وان يحرص على التزود بزاد التقوى والابتعاد عن المعاصي ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد. يعني السؤال عن تكرر المعصية اذا وقع الانسان في المعصية ثم تاب ثم وقع فيه مرة اخرى ثم تاب هل تقبل من التوبة؟ الجواب نعم تقبل. بشرط انه اذا تاب يكون صادقا في توبته بان يحقق شروط التوبة وهي الاقلاع عن الذنب والندم على ما حصل منه والعزم على الا يعود اليه مرة اخرى فاذا حقق شروط التوبة وكان صادقا في توبته ثم بعد ذلك ظعفت نفسه فوقع في الذنب مرة اخرى فاذا تاب تاب الله عليه وهكذا لو وقع في مرة ثالثة ورابعة واكثر كما قال عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى اذنب عبدي ذنبا فعلم انه ان له ربا يغفر الذنب فاستغفر فغفرت له ثم اذنب ذنبا فعلم انه ربا يغفر الذنب فاستغفر فغفرت له ثم علم ثم اذنب عبدي ذنبا فعلم انه ربا يغفر الذنب فاستغفر فغفرت له ولا يزال عبدي يذنب ذنبا استغفر فاغفر له ولا ابالي هذا الحديث في الصحيحين وحمله العلماء على ان هذا الانسان يقع في المعصية ويتوب من التوبة الصادقة لكنه بشر تضعف نفسه فيعود للمعصية مرة اخرى فلا يظر مثل هذا يقول يجدد التوبة مرة ثانية يتوب المهم انه عندما يتوب يكون صادقا في توبته. السؤال عن انشاء النذر كما في قصة عبد والله عبد الله بن وهب انشاء النذر الاصل انه مكروه لان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النذر وقال انه لا يأتي بخير وانما يستخرج به من البخيل لكن يعني بعض السلف قد ينذر احيانا لاجل حمل نفسه على بعض الطاعات وترك المعاصي لكن ينظر في امر مقدور عليه مثل يتصدق بدرهم لاحظ الذي ورد في قصة ابن وهب تصدق بدرهم فاذا يعني نذر على ان ان يفعل امر ولم يفعله فيتصدق بهذا الدرهم او انه يترك امرا كالغيبة مثلا واذا وقع فيها تصدق بدرهم هذا النذر الذي يكون يحمل على فعل الطاعة او ترك المعصية ويكون في امر مقدور عليه الذي يظهر ان هذا مستثنى مستثنى من الكراهة لان هذا مما يحمل النفس على الالتزام بالطاعة والكف عن المعصية ولان هذا ورد عن كثير من السلف فيعني مثلا ينذر مثلا انه اذا ما صلى صلاة الفجر مع الجماعة في المسجد تصدق مثلا بعشرة ريالات مثلا يعني مبلغ مقدور عليه هذا مثل هذا ورد عن بعض السلف وهذا الذي يظهر انه ليس بمكروه اذا كان يحقق فائدة وثمرة للانسان انما النذر المكروه هو الذي يوقع نفسه في الحرج الذي ينظر ويوقع نفسه في الحرج هذا هو المكروه اما اذا كان في شيء ميسور ومقدور عليه وله فائدة وهي انه يلزم نفسه بطاعة معينة او بكف عن معصية فالذي يظهر ان الكراهة تزول في هذه الحال عملا بما ورد عن السلف في ذلك. اذا تاب توبة صادقة في معصية متعلقة بحق ادمي اذا كان صادقا في توبته فيرجى ان الله تعالى يعوض هذا الادمي خيرا مما يأخذه من آآ هذا الذي وقع في حقه والدليل لذلك قصة الذي قتل مئة نفس وتاب تاب الله عليه مع ان قتل النفس متعلقة في حق ادمي ولكن حمل هذا العلماء على ان هذا الرجل صدق في توبته فمن صدق في توبته فان الله تعالى يرجى ان الله تعالى يعوض هذا الشخص الذي له الحق خيرا مما يأخذه من صاحبه ويعفو الله تعالى عن هذا ويعوض هذا خيرا مما يأخذه منه لكن هذا في حقي الصادق الذي يصدق في توبته والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد