ومجالس العلم تدخل في مجالس الذكر. مجالس الذكر تحفها الملائكة وتغشاها السكينة. يقول الله تعالى اشهدكم اني قد غفرت لهم لو لم يحصل المسلم من مجالس الذكر ومجالس العلم لهذه الفائدة لكف الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ونسألك اللهم علما نافعا ينفعنا وبناتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من امرنا رشدا هذا هو الدرس هذه السبعون تليقي على طائف الفوائد في هذا اليوم الاثنين الخامس والعشرين يعني جمادى الاولى من عام الف واربعمئة واربعة واربعين للهجرة وكنا قد وصلنا الى الفائدة رقم ثمان مئة وسبعة عشر من اداب الصحبة الحمد لله رب عالمين وصلى الله وسلم على نبينا ورسولنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين فائدة من اداب الصحبة. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثلاث يصفين لك ود اخيك ان تسلم عليه اذا لقيته اولا توسع له في المجلس وتدعوه باحب اسمائه اليه نعم هذه المقولة عن عمر رضي الله عنه وثلاث يصفين لك ود اخيك اي انها تقوي المحبة والمودة بينك وبين اخيك المسلم الاولى ان تسلم عليه اذا لقيته اولا يعني ان تبدأه بالسلام والقاء السلام وافشاؤه من اسباب المحبة بين المسلمين لهذا قال عليه الصلاة والسلام افلا ادلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم افشوا السلام بينكم فقوله افشوا فيه زيادة على مجرد الالقاء يعني ليكن السلام فاشيا بينكم كثيرا وكثرة السلام يقوي المحبة وتزيل الوحشة بين المسلمين ولهذا ينبغي ان يحرص المسلم على ان يسلم على اخيه المسلم في كل مناسبة وخيرهما الذي يبدأ بالسلام كونك انت الذي تبدأ اخاك المسلم بالقاء التحية عليه هذا مما يزيد المحبة والمودة بينكما ولذلك تجد ان الانسان الذي يقابلك ولا يسلم يكون بينك وبينه وحشة وتتساءل يعني لماذا؟ لماذا هذا الانسان لا يسلم وربما يأتي الشيطان للانسان يجعله يسيء الظن بهذا الذي لا يلقي السلام لكن اذا القى السلام يكون هناك انس وتزول الوحشة ثم ايضا القاء السلام فيه اجر كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه اتى رجل وقال السلام عليكم رد عليه السلام وقال عشر ثم اتى اخر قال السلام عليكم ورحمة الله فرد عليه وقال عشرون ثم اتى اخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فرد عليه وقال ثلاثون مجرد انك تقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تكسب بها ثلاثين حسنة الامر الثاني قال توسع له في المجلس وهذا قد امر الله تعالى به قال يا ايها الذين امنوا اذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا. يفسح الله لكم التفسح للداخل في المجلس هذا من اداب المجلس وامر الله تعالى به في هذه الاية اذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم واذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات ما مناسبة ذكر الذين اوتوا العلم في هذه الاية ما مناسبة ذكر رفعة الذين اوتوا العلم في هذه الاية مع ان الحديث فيها عن ادب من اداب المجلس عن التفسح في المجالس فمن يجيب عن هذا السؤال اه نعم لان من لوازم العلم الادب ومن الادب التفسح المجالس فمن لوازم العلم الادب ولذلك العلم بدون ادب يذهب بهاؤه فمن ابرز لوازم العلم وخصائصه الادب ومن الاداب العظيمة ما ذكره الله تعالى في الاية من التفسح في المجالس خاصة اذا كان المجلس ممتلئا مكتظا ويدخل اخوك المسلم فتفسح له فان هذا يزيد المحبة والمودة بينكما. الامر الثالث وتدعوه باحب اسمائه اليه تنظر الى الاسم او الكنية او اللقب التي يحبها وتناديه بها فهذا مما يزيد المحبة والمودة بينك وبين اخيك المسلم وهذه الخصال كلها داخلة في حسن الخلق وحسن الخلق من افضل الاعمال واعظمها اجرا وثوابا بل جاء في حديث ابي الدرداء رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من شيء اثقل في ميزان العبد يوم القيامة من تقوى الله وحسن خلق ما من شيء اثقل في ميزان العبد يوم القيامة من تقوى الله وحسن خلق اخرجه ابو داوود والترمذي واحمد بسند صحيح وزاد الترمذي وان صاحب حسن الخلق ليبلغ درجة الصائم قائم او ليبلغ درجة صاحب الصوم والصلاح. يعني انظر الى هذه الدرجة وجاء في حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره رواه الترمذي بسند صحيح ثم ان حسن الخلق يستر العيوب يستر المعايب والانسان في غيبته تدافع عنه اخلاقه بينما سوء الخلق يكشف المعايب سيء الخلق الناس يبحثون له عن اي عيب ويلمزونه به لكن حسن الخلق الناس يسترون عليه ويحبونه ويودونه ويدافعون عنه ولذلك ينبغي ان يحرص المسلم على حسن الخلق وان يسعى لذلك فانه اول يكسب الاجر والثواب من الله عز وجل ثانيا ان هذا مما يحببه للناس وتجعل الناس تقبل دعوته تعليمه ولكن كيف يحصل حسن الخلق للانسان يحصل باحد امرين الامر الاول بموهبة ربانية بان يخلق الانسان حسن الخلق عليما كريما حسن الخلق هينا لينا سمحا وهذا نجده في المجتمع فهذه موهبة ربانية ان الله تعالى خلق هذا الانسان مجبولا على حسن الخلق والامر الثاني اكتساب حسن الخلق بالمجاهدة ورياضة النفس فيحرص على ان ينظر للاخلاق الكريمة ويتكلف الاتيان بها حتى تصبح مع مرور الوقت عادة وسجية له وطالب العلم ينبغي ان يحرص على ان يتصف بحسن الخلق فان طالب العلم مهما كان عليه من العلم اذا كان سيء الخلق الناس تنفر منه ولهذا يقول ربنا سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم ولو كنت فظا غليظ القلب اكمل اية لانفضوا من حولك وهم من هم صحابة رسول الله وهو الذي ينزل عليه وحي يعلمون ان ما يقوله حقا بل وحيا ولكن هكذا فطر الله النفوس الانسان الفظ الناس تنفر منه ما تقبل دعوته ولا تقبل تعليمه ولا تقبل نصحه ولا تقبل من اي شيء حتى لو كان ما يقوله حقا بل حتى لو كان وحيا ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ولما ارسل الله تعالى موسى وهارون الى اكبر طاغية في تاريخ البشرية فرعون الذي ادعى مقام الربوبية مع ذلك قال الله لهما فقولا له قولا لينا لينة لعله يتذكر او يخشى فينبغي ان ان يحرص المسلم خاصة طالب العلم على ان يكون كريم الخلق وان يتصف بحسن الخلق نعم فائدة الكذاب لا يفلح الكذاب لا يثق به احد. ولذا قيل ما عز ذو كذب ولو اخذ القمر بيديه ولكن من اعتاد على الكذب فيحتاج مجاهدة عظيمة لنفسه للتخلص من هذه الخصلة الذميمة قال يحيى قال يحيى بن خالد قد رأينا شارب خمر اقلع ولصا نزع ولم نرى كذابا رجع الكذب من الاخلاق الذميمة التي اتفق العقلاء على ذمها جميع العقلاء من جميع الديانات ومن جميع الامم وهو في شريعتنا محرم كما قال عليه الصلاة والسلام وان الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا الذي يكثر من الكذب لا يلبث ان يكتب عند رب العالمين فلان ابن فلان رجل كذاب هذا كيف يرجو ان تقبل اعماله؟ كيف يرجو ان تستجاب دعوته ومكتوب عند ربه وخالقه كذاب لو قال انسان في الشارع لاي عاقل يا كذاب هل يقبل كيف بمن يكتب عند ربه بانه كذاب فهذا الذي يتحرى الكذب في حديثه وثم ايضا الكذاب لا يثق به احد لا يثق به اهله ولا اولاده ولا اصحابه ولا زملاؤه ولا اي احد يصبح منزوع الثقة من من الناس ومن المجتمع ولهذا قيل ما عز ذو كذب لا يمكن ان يكون الكذاب عزيزا لان الناس ما تثق فيه كيف يكون عزيزا ولا سيدا ولهذا ابو سفيان لما كتب النبي عليه الصلاة والسلام الى ملوك العالم يدعوهم للاسلام. كان مما كتب اليه رق الملك الروم فقال هرقل وكان رجلا عاقلا قال ائتوني بمن كان هنا من العرب فقدر ان في الشام في ذلك الوقت ابو سفيان فقال هرقل اني سائلك عشرة اسئلة قال ابو سفيان فلولا ان يؤثر عني كذبا لكذبت يعني ما يريد ان يكون في سيرته يؤخذ عليه ان ابا سفيان كذب قال والله لولا اني اخشى ان يؤثر عني كذبي لكذبت كما اريد فسأل هرقل ابا سفيان عشرة اسئلة عن النبي عليه الصلاة والسلام واجاب فيها صادقا ثم قال هرقل لئن تقول لان كان ما تقول حقا ليملكن صاحبكم موضع قدمي هاتين وقد كنت اعلم بانه سيخرج نبي وما كنت اظنه فيكم لان العرب كانت امة محتقرة عند الامم ربما موجودة كانت امم متحضرة والروم وهذه الامم العرب ما كانوا يحتقرونهم يقول ما كنت اظنه سيخرج فيكم ولولا ما انا فيه من الملك لذهبت اليه وقبلت قدميه قال ابو سفيان فوقع في نفسي ان ابن ابي كبشة يعني النبي عليه الصلاة والسلام في ظهر انه يعظمه ملك بني الاصفر يعظمه ملك بني الاصفر الشاهد من هذه القصة ان ابا سفيان اراد ان يكذب لكن خشي ان يؤثر عنه انه كذب فاذا كان يعني اهل الجاهلية يتحاشون الكذب حتى لا يقال عنهم انهم كذبوا. ما بالك بالمسلم ولهذا يعني قيل في المثل ما عززوا كذب ولو اخذ القمر بيديه ولكن من اعتاد الكذب يحتاج مجاهدة عظيمة لنفسه لانه قد اصبح مرظا اذا اعتاد الانسان كذب اصبح هذا مرظا ولهذا قال يحيى بن خالد قد رأينا شارب خمر اقلع يعني عن ادمانه للخمر ولص النزع عن السرقة ولم نر كذابا رجا لان الكذاب قد ادمن الكذب واصبح الكذب عادة وسجية له فيحتاج اولا الى ان يشخص المشكلة عنده انا انسان كذاب واعتاد الكذب ثانيا يحتاج الى مجاهدة عظيمة لنفسه حتى يتخلص من هذا المرظ من مرض الكذب ولذلك يندر ان يوجد انسان عرف بالكذب انه يقلع عن هذه العادة ويصبح صادقا ينذر ذلك لانه يكون مرظا متأصلا قد ادمن عليه صاحبه لكن كل انسان ينبغي ان يكون بصيرا بعيوب نفسه فمن رأى من نفسه ان عنده هذا العيب التساهل بالكذب فعليه ان يتوب الى الله عز وجل وان يجاهد نفسه على تحري الصدق فان المسلم لا يزال يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا فائدة من روائع الامام الشافعي قال ابن حبان ثلاث كلمات للشافعي لم يقلها احد في الاسلام قبله ولا تفوه بها احد بعده. الاولى قوله اذا صح الحديث فخذوا به ودعوا قولي. الثانية قوله ما نظرت احدا قط فاحببت ان يخطئ الثالثة قوله وددت ان الناس تعلموا هذه الكتب ولم ينسبوها الي نعم الامام الشافعي محمد ابن ادريس الشافعي امام عظيم وهو احد الائمة الاربعة وكان قد ولد بغزة بفلسطين حملته امه وعمره سنتان الى مكة لانها ارادت ان تحافظ على لسانها العربي فاتى الى مكة واختلط بقبيلة هذيل وهم عرب اقحاح فاخذ منهم العربية ولذلك يقول اه يعني بعض العلماء ان كلام محمد بن اسحاق حجة في اللغة العربية ولم يعرف عنه الحالة قط لكن لما خالط هذيلا واتى اصبح في المجالس اتجاهه للشعر والادب يلقي قصائد ويلقي الشعر فرآه احد الناس قال ان هذا يذهب بمروءتك ولكن اتجه للفقه وقيل ان الذي قال له هذا هو شيخه مسلم ابن خالد قال فاهمني ذلك فنمت فرأيت في المنام ان امام المسجد الحرام اتاني واعطاني ميزانا فذهبت لمن عبرها وقال انك ستكون اماما عظيما لك شأن وستكون حكيما لان الميزان يرمز الحكمة فهذه المقولة اتجه للفقه وهذه الرؤيا جعلته يهتم بنفسه اكثر تغير اتجاهه قال اريد ان اطلب العلم من اعلم من في الارض قالوا الامام مالك ابن انس هو الذي يرحل الناس اليه المدينة ولكن الامام مالك رجل مهيب لو تطلب من والي مكة ان يكتب لوالي المدينة ان يهتم بك الامام مالك امام والي مكة كان ابن عم الشافعي وذهب اليه وكتب له خطابا الى والي المدينة وذهب الى والي المدينة فقال والي المدينة والله لو ذهبتم الى المدينة الى مكة حافيا قفوا علي من ان اذهب الى الامام مالك الامام معك مهيب فذهب هو واياه وطرق الباب فخرجت الجارية قالت ان الامام مالك قال امير المدينة يريد الامام مالك قالت ان الامام مالك يقول اذا كان لك عندك سؤال اكتبه واذا كنت تريد الحديث حديث المسجد فقال اني اريده في امر مهم من والي مكة فاتت الجارية بالكرسي وعرفوا ان الامام مالك سيأتي ترى طويلا وهابا فاتى وجلس فقال ان هذا خطاب من والي مكة يطلب منك الاهتمام بهذا الفتى قال الامام مالك انا لله وانا اليه راجعون. طلب العلم فيه وسائل يعني وسائط فهابه والدته قال الشافعي فلما رأيت ذلك كلمت وقلت انني مطلبي من بني هاشم وانني قد حفظت الموطأ. حفظ الموطأ قبل ما يأتي فاعجبه كلامي قال فنظر الي ساعة كان الامام مالك من اعظم الناس في راسه قال يا بني انه سيكون لك شأن فاتق الله ولا تقع في المعاصي انظر في راسة الامام مالك اول مرة يرى الشافعي فتى صغير تفرس فيه قال سيكون لك شأن قال فاتيته اليوم الثاني فقرأت عليه الموطأ فجعل يقول زد زد اعجب به فلازمه الى ان مات ست عشرة سنة ثم ارتحل الى اليمن ثم رجع الى العراق وحصل ما حصل له من يعني اوذي طحن فطلب ان يذهب الى مصر طلب من هارون الرشيد ان يذهب الى مصر فاذن له فكان له المذهب القديم في العراق والمذهب الجديد في مصر كان اماما من اعظم الائمة وتوفي وعمره اربع وخمسون سنة لم يعمر كثيرا لو ولد سنة مئة وخمسين وتوفي سنة مئتين واربعة باربعة وخمسين سنة ومع ذلك انظر الى مدرسة الشافعية وهذا العلم العظيم الذي تلقي عنه انظر لبركة وقته ايضا وبركة عمره ويظهر الله اعلم يعني ان عنده اخلاصا وصدقا اصبح كلامه يذكر على انه حكم تنقل كلمات ومنها هذه الكلمات التي نقلها ابن حبان قال ثلاث كلمات للشافعي لم يقل احد في الاسلام قبل ولا تفوه بها احد بعده. الاولى اذا صح الحديث فخذوا به ودعوا قولي هذه مشهورة عن الامام الشافعي وفي لفظ عنه انه قال اذا صح الحديث فاضربوا بقول عرض الحائط لا تأخذوا بقوله اذا صح الحديث خذوا بالحديث الثانية قوله ما نظرت احدا قط فاحببت ان يخطئ فهذا يدل على عظيم اخلاصه وصدقه ومحبتي للمسلمين وكانت المناظرات مشتهرة في وقت الامام الشافعي حصل بينها وبين محمد بن حسن الحنفي المعروف صاحب ابي حنيفة اصل بينه مناظرات عظيمة وما لا هارون الرشيد الى الشافعي ولكن يعني رأى الشافعي ان المصلحة تقتضي ان يأذن له في السفر الى مصر فكان يحصل في في ذلك الوقت كان يعني جو المناظرات منتشر في ذلك الوقت قال وما نظرت احدا على الغلبة وما نظرت احدا الا تمنيت ان الله يجري الحق على لسانه الثالثة وددت ان الناس تعلموا هذه الكتب ولم ينسبوها الي لانه رجل يريد ما عند الله والدار الاخرة فلذلك رفع الله قدره واعلى منزلته وجعله احد ائمة الهدى مع انه كما ذكرنا لم يعمر كثيرا عاش اربعا وخمسين سنة فقط ومع ذلك رفع الله ذكره في الاولين والاخرين رضي الله تعالى عنه وارضاه وانا يعني انصح بقراءة سيرة هذا الامام فيها فوائد عظيمة وقراءة كتب الائمة عموما لكن يعني هذا الامام ومثل الامام يعني مالك الامام احمد حاولوا رفع الله تعالى قدرهم كذلك ابي حنيفة رفع الله قدرهم وذكرهم يظهر والله اعلم ان عندهم اخلاصا وعناية باعمال القلوب نعم فائدة الذكر للقلب كالماء للسمك قال ابن القيم سمعت شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يقول الذكر للقلب مثل الماء للسمك فكيف يكون حال السمك اذا فارق الماء نعم هذه المقولة نقلها ابن القيم عن شيخه ابن تيمية وهي مقولة عظيمة الذكر للقلب مثل الماء للسمك فكيف يكون حال السمك اذا فارق الماء السمك اذا فارق الماء يموت هكذا القلب اذا خلا من ذكر الله يموت ويقسو ويغلب عليها الران والغفلة ولذلك جاء رجل الى الحسن البصري رحمه الله فقال اشكو قسوة قلبي فما العلاج قال له الحسن اذب قسوة قلبك بكثرة ذكر الله لان قسوة القلب انما تكون عندما يتعلق الانسان بالامور المادية اذا كان كل مجالسه وحديثه وفي الدنيا والامور المادية مع الوقت يقسو القلب لكن اذا اكثر العبد ذكر ربه تعلق قلبه بالله وبدأت هذه القسوة تزول شيئا فشيئا ويكون هذا له اثر في سيره الى الله عز وجل وفي نشاطه في العبادة ولذلك الذكر للقلب مثل الماء للسمك لهذا امر الله تعالى بكثرة ذكره. يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا قد سئل الامام ابن تيمية رحمه الله عن افضل الاعمال قال ان هذا يختلف باختلاف الاحوال والاشخاص ولكن مما هو كالمجمع عليه بين العلماء ان كثرة ذكر الله هي افضل ما شغل العبد به نفسه وقد ورد بالذكر فضائل عظيمة مع ان الجهد المبذول فيه يسير الجهد المبذول فيه يسير مثلا سبحان الله وبحمده سبحان الله اذا قلتها مئة مرة تكسب بها الف حسنة الف حسنة هذا قال عليه الصلاة والسلام ايعجز احدكم ان يكسب في اليوم الف حسنة قالوا كيف يكسب الالف حسنة؟ قالوا يسبح مئة تسبيحة كم تاخذ بكرة؟ سبحان الله كم تاخذ منك كل دقيقة او دقيقتين تكسب بها الف حسنة هذا يدل على ان يعني المسألة مسألة توفيق من الله عز وجل فابواب الخير كثيرة ومتنوعة ومن اعظم ابواب الخير الذكر الذي هو ميسور للجميع ولكن على المسلم ان يحرص على ان ان يرفع همته هي التزود بزاد التقوى فالاكثار من ذكر الله عز وجل فاذا هذا التشبيه البليغ من ابن تيمية رحمه الله تشبيه صحيح ذكر القلب مثل الماء للسمك فهو بحاجة ان القلب بحاجة عظيمة وماسة الى الذكر فالقلب الذي يخلو من ذكر الله عز وجل يبدأ يقسو ويقسو ويقسو ويغفل ويغلب عليه الراعي. ويموت لكن اذا اكثر العبد من ذكره ربه فان هذا مما تكون به حياة القلوب الرام كما جاء في الحديث ان العبد اذا اذنب نكت في قلبه نكتة سوداء ثم اذا اذنب تزيد هذه النقطة السوداء حتى تغلب على القلب فاذا غلب الراب على القلب يصبح الانسان لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا. نسأل الله السلامة والعافية اه فائدة المرابي لا ينتفع بماله. لا يمكن ان تجد مرابيا منتفعا بماله بل اما ان يذهب ماله او تنزع بركته فهو محروم من الانتفاع به لان الله تعالى توعد بمحقه يمحق الله الربا وفي تفسير المنار فسروا محق الله الربا بإذهاب بركته واهلاكه او اهلاك المال الذي يدخل فيه. وقد اشتهر هذا حتى عرفه العامة فهم يذكرون دائما ما يحفظون من اخبار اكل الربا الذين ذهبت اموالهم وخربت بيوتهم الربا من كبائر الذنوب ومحرمة في جميع الشرائع السماوية ذلك لعظيم ظرره على الافراد وعلى المجتمعات ولما يترتب عليه من الظلم العظيم الذي تزداد به ثروة الاغنياء غنا على حساب الفقراء والمساكين فالفقراء يزدادون فقرا والاغنياء يزدادون غنى فلذلك نجد ان الربا محرم في جميع الشرائع السماوية وقد توعد الله تعالى اكل الربا بالحرب. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا ان كنتم مؤمنين فان لم تفعلوا فاذنوا بحرب من الله ورسوله ما معنى فاذنوا بحرب من الله ورسوله يعني الذي يتعمد اكل الربا فتح على نفسه جبهة حرب مع الله معنى ذلك انه يتوقع ان تأتيه المصائب من اية جهة وباية صفة اربعة الله تأتيه المصيبة في اي شيء تأتي في صحته تأتي في ماله تأتي في اعلى تأتي في ولده تأتي في اي شيء بسبب الربا فاذنوا بحرب من الله ورسوله وايضا يقول ربنا سبحانه يمحق الله الربا والمحق هذه المادة الميم والحاء والقاف تدل على ذهاب الشيء شيئا فشيئا من غير ان يشعر به الانسان ومنه المحاق وهو نور القمر عندما يكون في اخر الشهر. القمر عند منتصف الشهر يكون بدرا ثم يبدأ آآ يقل شيئا فشيئا الى ان يصبح في اخر الشهر محاقا فيذهب نور القمر شيئا فشيئا حتى في اخر الشهر يكونوا محاقا هكذا ايضا الربا يمحق المال وعندما يقول رب العالمين يمحق الله الربا لابد ان يتحقق لان رب العالمين قاله في كتابه الذي يقرأ جميع الناس جيلا بعد جيل وقرنا بعد قرن لا بد ان يتحقق محق الربا قطعا لا بد كما ان الشمس تطلع من المشرق وتغرب من المغرب لا بد ان يتحقق محق الربا قطعا لكن كيف يكون محق الربا هذا يكون تبعا لحكمة الله سبحانه وقد يكون المحق محق لهذا الربا نفسه وقد يكون محقا لجميع المال لجميع الثروة التي عند الانسان وقد يكون المحق لامور اخرى متعلقة بالمرابي قد يكون المحق لصحته قد يكون المحق فيه بركة اولاده تمحق بركة اولاده قد يكون المحق في علاقته بزوجته وباهله قد يكون المحق في اه امور اخرى بان يحرم مثلا الاستقرار النفسي المحق لابد ان يلحق المرابي فما ذكر هنا صاحب تفسير المنار قال ان هذا المحق اشتهر حتى عرفه العامة فهم يذكرون دائما ما يحفظون من اخبار اكل الربا الذي ذهبت اموالهم وخربت بيوتهم لا تجد مرابيا افلح لا تجد ابدا حتى وان حصل ثروة الا انك لا تجده مفلحا ولا سعيدا فتجد ان المحق يلاحقه وهذا كله بسبب شؤم الربا فالربا امره عظيم ولذلك شددت فيه الشريعة ولعن النبي صلى الله عليه وسلم اكل الربا وموكله ولعن ايضا كل من اعان على الربا حتى انه لعن شاهد الربا وكاتبه كلهم شملتهم اللعنة لانهم قد اعانوا على اكل الربا هذا يدل على يعني عظيم تحريم الربا ولهذا ذكر قرطبي ذكر في الجامع لاحكام القرآن قصة ان رجلا رأى سكرانا يتعاقر يريد ان يصطاد القمر يعني من شدة السكر يقفز يريد ان يصطاد القمر. ذهب عقله فحلها بالطلاق قال عليه الطلاق ان كان يدخل جوف ابن ادم شيء اخبث من الخمر ثم ذهب للامام مالك يستفتيه فقال الامام مالك اتي من الغد استعظم لهذه المسألة قال ائتي بالغد فاتاه من الغد قال ائتي بالغد فاتاه من الغد. فلما اتاه اليوم الثالث قال الامام مالك امرأتك طالق اني تصفحت كتاب الله فلم ار شيئا يدخل جوف ابن ادم شر ولا اخبث من الربا ان الله قد اذن فيه بالحرب يعني هذا حلف بانه ليس هناك شيء يدخل جوف ابن ادم اخبث من الخمر قال الامام مالك لا في شيء اخبث من الخمر وهو الربا ولذلك افتاه بوقوع طلاق امرأته فالربا امره عظيم وهو من الموبقات ومن كبائر الذنوب ويعرض صاحبه للعنة والمحق المحق ماله وبحق المرابي نفسه وايضا المرابي قد اذن بحرب من الله ورسوله ثم ايضا ما يريد ان يحصله المرابي يستطيع ان يحصله بطريق مباح اذا اذا حرص على على اكتساب الحلال فهناك البديل البديل في البيوعات المباحة ولهذا لما اوتي النبي عليه الصلاة والسلام بتمر بر لي تبني جيد قال كل تبي خيبر هكذا؟ قالوا لا. نبيع الصاعي من هذا بالصاع والصعب نبيع الصاعين من هذا بالصاع والصاعين بالثلاثة قال عليه الصلاة والسلام اوه عين الربا صعب صعب ثلاثة عين الربا طيب والمخرج ما هو ولكن بع الجمل يعني بيع التمر الردي بدراهم واشتري بالدراهم جليبا خبرة جيدة النتيجة واحدة اذا بعت صاع بصاعين هذا عين الربا بعت الصاعي بدراهم واشتريت بالدراهم صاع من التمر الجيد هذا مخرج فيستطيع الانسان يحصل غرضه بطريق مباحة لكن عليه ان يسأل وان يتفقه في دين الله عز وجل ويحصل ما اراد. المهم ان يوجد لديه الاهتمام بالحلال بان يكون مكسبه حلالا وسيجد من البدائل ما يغنيه عن الوقوع في الربا وعن الوقوع في الحرام ونكتفي بهذا القدر في اللطائف والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد الاكثار من التورية هذا يجر الكذب وايضا الاكثار منها من غير حاجة تجعل الناس لا يثقون فيه ولذلك ينبغي الا يلجأ للتورية الا عند الحاجة اما انه دائما يوري يتأول يتأول الناس ما تثق فيه فينبغي ان يحرص المسلم على الصدق يجعله الاصل اصل الصدق حتى ولو تحمل تبعة ذلك لكن التورية يلجأ اليها عند الحاجة خاصة اذا اراد مثلا ان يحافظ على وقته ويأتي انسان يريد يعني منه امرا يؤثر على محافظة الوقت مثلا فيأتي يريد ان ان يتلطف معه في العبارة فيوري يعني هذا لا بأس به او يكون عنده الحاجة لذلك لكن لا يجعل هذا اصلا يجعل الاصل هو تحري الصدق والتورية تكون عند الحاجة من غير اكثار الزوجة يجوز الكذب عليها وايضا آآ يجوز كذب الزوجة على الزوج والزوج على الزوجة وهذا قد جاء في حديث ام كلثوم بنت عقبة كما في صحيح مسلم قالت ولم اعلمه يرخص يعني النبي صلى الله عليه وسلم الا في ثلاث في الحرب وفي الاصلاح بين المتخاصمين او في حديث الرجل زوجته وحديث المرأة زوجها ولكن هذا فيما يخصهما ليس معنى ذلك انهم يكذبان على الناس وانما فيما يخصهما وايضا اذا وجد مصلحة شرعية وايضا لا يكثر الزوج او الزوجة من ذلك لو اذا اكثر تنعدم الثقة بينهما لكن لا يكثر يكون عند الحاجة وفيما يخصهما فهذا مأذون فيه لانه يقصد به الاصلاح وآآ سؤال يعني اذا جاز الكذب على الزوجة هل يجوز الحلف فالاولى انه لا يحلف لكن لو حلف فقد حلف على امر قد ابيح له شرعا قد حلف على امر مباح له شرعا لكن لا يلجأ الى ذلك الا كما ذكرنا عند الحاجة ولا يكثر منه